نقفور الثاني (منطقة مميزة)
كان هارون الرشيد قد ضغط بجيشه على القسطنطينية التي كانت تحكمها بين عامي 780 - 802 م الإمبراطورة إيرني وفرض عليها الجزية.
نقضت الروم الصلح الذي كان بينهم وبين المسلمين، الذي كان قد عقده الرشيد بينه وبين رنى ملكة الروم الملقبة أوغسطه، وذلك حتى الروم عزلوها عنهم وملكوا عليهم النقفور، وكان شجاعاً ينطق إنه من سلالة آل جفنة، فخلعوا رنى وسملوا عينيها.
فخط نقفور الثاني إلى الرشيد:
(من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب ، أما بعد: فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق، فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها، وذلك من ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فأردد إلي ما حملته إليك من الأموال وأفتد نفسك به، وإلا فالسيف بينا وبينك)
فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد حتى ينظر إليه، ولا يستطيع مخاطبته، وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه، ثم أستدعى بدواة وخط على ظهر الكتاب:
(بسم الله الرحمن الرحيم
من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام)
ثم إنسان من فوره وسار حتى هبط بباب هرقلة ففتحها واصطفى ابنه ملكها، وغنم من الأموال شيئا كثيراً، وخرب وأحرق فطلب نقفور منه الموادعة على خراج يؤديه إليه في جميع سنة كما كانت تعمل الملكة السابقة، فأجابه الرشيد إلى ذلك.