بوابة:إعلام/مواضيع إعلام
جريدة الأهرام
وصفها طه حسين بأنها ديوان الحياة المصرية المعاصرة كونها حفظت دقائق الحياة المصرية منذ تأسيسها على اختلاف ألوان هذه الحياة وتباين فنونها ومذاهبها .. ووصفها الشيخ علي يوسف عند وفاة أحد مؤسسيها بأنها مدرسة الصحافيين وأضاف قائلا : الأهرام ثبتت بين زلازل الحوادث في ربع قرن ثبات تلك الأهرام الشامخة في أربعين قرنا
تعتبر جريدة الأهرام أقدم جريدة عربية لا تزال تصدر إلى اليوم .. وقد أصدرها الأخوان سليم وبشارة تقلا وهما من أصل لبناني ، فقد ولد سليم خليل تقلا عام 1849 م في قرية كفر شيما بلبنان ، تلقى القليل من الفهم في قريته ثم أوفده أبواه إلى بيروت ليتلقى العلوم والآداب على يد بطرس البستاني وعندما أتم دراسته اختارته المدرسة البطريركية لتدريس اللغة العربية وآدابها وفيها التقى بصفوة أهل البيان ومنهم نصيف اليازجي ، وعندما بلغ السادسة والعشرين هاجر إلى مصر ثم لحق به شقيقه بشارة تقلا وقد كان لا يزال وقع السن لا يجاوز العشرين من عمره وقرر الإثنان المساهمة في نهضة مصر من خلال إصدار جريدة الأهرام .
وقد صدرت هذه الجريدة السياسية التجارية الأدبية في الإسكندرية بتاريخ السبتخمسة آب أغسطس 1876 م الموافق 15 ( رجب الفرد ) سنة 1293 هـ لصاحب امتيازها ورئيس تحريرها سليم بك تقلا ومديرها بشارة باشا تقلا .. وعندما تقدم سليم تقلا بطلب ترخيص إصدار الأهرام أوضح في طلبه هوية الجريدة ونوعية موادها بأنها التلغرافات والمواد التجارية والفهمية والزراعية والمحلية .
وقد تخصص سليم في تحرير الموضوعات الداخلية فيما اختص بشارة بترجمة الموضوعات من الصحف الأجنبية وبرقيات رويترز وهافاس وكتابة بعض أخبار الحوادث وتسليم البروفات وشؤون الإدارة والحساب .
وقد تعرض مؤسسا الأهرام لكثير من المصاعب في اصدارها واستمرارها وقد سجن بشارة تقلا ثلاثة أيام لأنه انتقد بالخديوي اسماعيل ..
وصدرت الأهرام في أربع صفحات ويبلغ طول الصفحة 43 سم وعرضها 30 سم وتضم ثلاثة أنهر ، واستخدمت الصحيفة في بدايتها حروفا كبيرة من بنط 16 ومن العدد الثامن استخدمت بنطاً أصغر وهوبنط 12 فيما ظلت تستخدم الحروف الكبيرة في العنوانين وكان الهدف من ذلك حتى تنشر الجريدة أكبر قدر من المواد وكانت الأهرام تصدر في بدايتها أسبوعية ثم تحولت إلى يومية ابتداء من العدد الصادر في ثلاثة يناير 1881 م ولكن لم تكن منتظمة في الصدور اليومي وكان إيقاع صدورها يسير على إيقاع سير البواخر من الاسكندرية إلى الشام ،
وعقب وفاة سليم تقلا سنة 1892 م انفرد بالأهرام أخوه بشار تقلا فنقل إدارتها إلى القاهرة سنة 1898 م وعمل على تطويرها إلى حتى أصبحت من كبريات الصحف العربية ،
وعقب وفاة بشارة تقلا سنة 1901 م خلفه نجله جبريل تقلا في إدارة الجريدة والمطبعة ومنذ العدد ( 10680 ) الصادر في 19 ابريل 1913 م ظهرت الأهرام في ثماني صفحات كبيرة نتيجة لإقبال القراء عليها ثم أعاد جبريل تقلا إصدار جريدة البيراميد وهي النسخة الفرنسية من الأهرام يومية وفي حجم كبير بعد احتجابها ؟
وبمعاينة العدد الأول من جريدة الأهرام نجد أنه في أعلى الصفحة الأولى يمينا خط : عدد 1 ، وفي المنتصف خط : يوم السبت فيخمسة آب وفي يسار الصفحة خط : سنة 1876 ثم وضع خطان لتأتي الترويسة تحتهما في المنتصف ( الأهرام ) مكتوبة فوق رسم لهرمين وتمثال أبي الهول وتحت هلال ونجمة .. وعن يمين الترويسة معلومات عن ثمن الاشتراك في الجريدة وثمن جميع نسخة من الأهرام ذات أربع صفحات نصف فرنك ) وعلى يسار الترويسة بيانات حول ممحررات الأهرام :
جميع الممحررات التي ترسل إلينا متعلقة بالأهرام ينبغي حتى تكون خالصة الأجرة باسم سليم أفندي تقلا محرر الأهرام ومحل إدارتها على شارع البورس أمام بنك الرهونات .
ثم أشارت الجريدة إلى وكلاء الأهرام في الخارج :
أسماء وكلا ( هكذا خطت )الأهرام تذكر في احر الجريدة ( من الممكن يقصد آخر الجريدة ) عند وجود محل ويمكن الحصول على الأهرام في الأماكن التي ليس بها وكلا بإرسال حوالة إلى مديرها أوبإرسال طوابع البوسطة من أي نوع كان على قدر الاشتراك .
ثم وبين خطين متوازيين وهوما يعهد في عالم الإخراج الصحفي بالرقبة خطت بيانات الصدورعملى اليمين خط: بالاسكندرية في يوم السبتخمسة أغسطس ( اب ) سنة 1876 وعلى اليسار خط التاريخ الهجري : الموافق 15 ( رجب الفرد ) سنة 1293 وحملت الصفحة الأولى ثلاثة أعمدة جميع عمود يضم 33 سطرا ، وخلت الصفحة من أي مانشيتات عريضة ، واتى العمود الأيمن يحمل افتتاحية العدد الأول اتى فيها :
هذا هوالعدد الأول من السنة الأولى لجريدة الأهرام المرعية بعناية الحكومة السنية والمستعدة الاستعداد التام لأن تجعل من يتصفحها واثقا بما يطالعه لأنها تعاني البحث لتقف على الفوائد السليمة فتوفي بحقوق الجرائد وتكسب قبول الجمهور ، والاستقبال شاهد ، عملى أولي الغيرة والهمة أعطى يد المساعدة الأدبية المنتجة المادية وذلك بالإقدام على الاشتراك فنتشجع ولا نبالي بالصعوبات كيف من الممكن أن كانت
ثم نجد موضوعا عاما دون عنوان فيه بعض التوجيهات الأخلاقية ثم ثلاث برقيات إخبارية واردة إلى الاسكندرية ومنها : • باريز في 30 تموز الساعة 12 ليلا لم ترد الدول حتى تتدخل في عمل هدنة والعساكر الشاهانية المهاجمة الجبل الأسود رجعت في وأخيرا نقرأ تحت عنوان ( حوادث مختلفة ) خبرا خارجيا يفيد بأنه ستحصل قريبا محاورة رسمية في مجلس نواب الأمة في انكلترا بخصوص الحوادث الحالية ) .
هذه محتويات الصفحة الأولى من العدد الأول من الأهرام الذي صدر في أربع صفحات الجدير بالذكر حتى سليم وبشارة تقلا ظلا منذ حصولهما على تصريح اصدار الجريدة في 28 ديسمبر 1875 م يعدان العدة لإصدار الأهرام والدعوة لها والحصول على اشتراكات فيها وقد أصدرا عددا تجريبا بتاريخ السبت 15 يوليو1876 الموافق 22 جمادى الثانية 1293 هـ وكان تحت عنوان ( مثال جريدة الأهرام ) وضم هذا العدد التجريبي منطقا واحدا فقط تحدث فيه سليم تقلا عن فضل الصحافة على الأمم ومكانتها في حياة الشعوب وطالب الجمهور مناصرة الجريدة ودعمها واعدا بأن صحيفته ستكون مثالية حافلة بالأخبار والبرقيات
ولم تكن الأهرام الجريدة الوحيدة التي أصدرها الأخوان تقلا ، فقد أصدرا أيضا ثلاثة صحف يومية سياسية تجارية صغيرة الحجم ساهمت في نقل الأخبار السريعة والهامة ، منها أول جريدة مصرية يومية باللغة العربية وهي جريدة صدى الأهرام الصادرة في ثلاثة سبتمبر 1876 م وقد تعطلت بعد سنتين من ظهورها بأمر الخديوي اسماعيل ، ثم أصدر الأخوان تقلا جريدة الوقت واستمرت لبعض الوقت ثم تعطلت وعلى أنقاضها أقام الأخوان بإصدار جريدة الأحوال وذلك فيتسعة يونيو1882 م وكانت أيامها قصيرة حيث توقفت باحتراق مطبعة الأهرام في التالي من صدورها .
