جامعة القرويين بمدينة فاس بالمغرب هي أول جامعة أنشئت في تاريخ العالم، وأقدمها على الإطلاق. بنيت الجامعة كمؤسسة تعليمية لجامع القرويين الذي قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهري عام 245 هـ/859م، في مدينة فاس المغربية. وحسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية هإن هذه الجامعة هي أقدم واحدة في العالم والتي لازالت تُدرس حتى اليوم.

تخرج فيها الكثير فهماء الغرب، وقد بقي الجامع والجامعة الفهمية الملحقة به مركزا للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة. تفهم فيها سيلفستر الثاني (غربيرت دورياك)، الذي شغل منصب البابا من عام 999 إلى 1003م، وينطق أنه هومن أدخل بعد رجوعه إلى أوروبا الأعداد العربية. كما حتى موسى بن ميمون الطبيب والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خلالها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين.

درّس فيها الفقيه المالكي أبوعمران الفاسي وابن البنا المراكشي وابن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي وابن ميمون الغماري، زارها الشريف الإدريسي ومكث فيها مدة كما زارها ابن زهر مرات عديدة ودون النحوي ابن آجروم كتابه المعروف في النحوفيها. ولقد اشتهر من فاس جماعة من أهل الفهم ونسبوا إليها منهم أبوعمروعمران بن موسى الفاسي فقيه أهل القيروان في وقته. وأبوالعباس أحمد بن محمد بن عثمان الشهير بابن البناء وهوأشهر رياضي في عصره، وأبوبكر محمد بن يحيى بن الصائغ الشهير بابن باجة وكان ممن نبغوا في علوم كثيرة منها اللغة العربية والطب وكان قد هاجر من الأندلس وتوفي بفاس. ومن الفهماء الذين أقاموا بفاس ودرسوا بجامعتها ابن خلدون المؤرخ ومؤسس فهم الاجتماع، ولسان الدين بن الخطيب، وابن عربي الحكيم وابن مرزوق. جامعة القرويين

التأسيس

تكاد الدراسات التاريخية تجمع على حتى مسجد القرويين أو"جامع الشرفاء" بنته فاطمة الفهرية (أم البنين) في عهد دولة اللفسة في رمضان من سنة 245 هجرية(30 يونيو859)، ويذكر المؤرخ الدكتور عبد الهادي التازي ـ الذي خصص أطروحته لنيل الدكتوراه، لجامعة القرويين من حيث بناؤها العمراني وأدوارها الفكرية والفهمية ـ ويذكر حتى "حفر أساس مسجد القرويين والأخذ في أمر بنائه الأول كان بمطالعة العاهل الإدريسي يحيى الأول، وأن أم البنين فاطمة الفهرية هي التي تطوعت ببنائه وظلت صائمة محتبسة إلى حتى انتهت أعمال البناء وصلت في المسجد شكرا لله"

إلا حتى هذا المؤرخ لم يستلم لهاته الحقيقة التاريخية، التي تواترت في نقلها عدة مصادر تاريخية، بل يحاول التدقيق في فهميتها بعد اكتشاف وثيقة تعود إلى عصر اللفسة (إحدى الدول التي حكمت المغرب)، توحي حتى المسجد بناه السلطان داوود: "هذه حقيقة تاريخية لا يسمح الباحث لنفسه بالاستسلام للشك فيها والتردد أمامها، سيما وهي ترجع لوقت مبكر من تاريخ المغرب، أعني وقت بني مرين أوائل القرن الثامن الهجري، بيد أننا نجد أنفسنا اليوم أمام وثيقة معاصرة لللفسة، إنها لوحة منقوشة عثر عليها ـ عند أعمال الترميم ـ في البلاط الأوسط فوق قوس المحراب القديم، الذي كان للقرويين قبل قيام المرابطين بتوسعة المسجد، اكتشفت مدفونة تحت الجبس وقد خط عليها ـ في جملة ما خط ـ بخط كوفي إفريقي عتيق: "بني هذا المسجد في شهر ذي القعدة من سنة ثلاثة وستين ومائتي سنة مما أمر به الإمام أعزه الله داود بن إدريس أبقاه الله... ونصره نصرا عزيزا" ليتساءل المؤرخ: هل القرويين من تأسيس فاطمة،يا ترى؟ أومن عمل داود؟ وبعض التمحيص يخلص إلى التأكيد أننا: " بين احتمالين: فإما حتىقد يكون ابتداء البناء كان في رمضان 245 في أيام يحيى ولكنه استمر إلى سنة 263 أيام داود بن إدريس، وتكون فاطمة استغرقت في صومها جميع هذه المدة، ويؤيد هذا الرأي أولا ما استهدفت له البلاد من حالة الجفاف في هذه الأثناء. وثانيا ما تعهدت به فاطمة والتزمت من استخراج جميع موارد البناء من نفس البقعة تحريا. وثالثا حتى المصادر التاريخية إنما تحدثت عن ابتداء البناء ولم تتحدث عن انتهائه، فكل هذا مما يبرر استغراق جميع هذه المدة.

بيد حتى المؤرخ لا يركن لهاته الخلاصة ويريح الضمائر، بل يضيف متسائلا:" بقي حتى يتساءل عن اختفاء اسم فاطمة من اللوحة مع حتى النصوص المذكورة تتضافر على أنها المؤسسة؟

ويجيب:"إننا نفهم حتى التنطقيد القديمة لا تلح في ذكر أسماء النساء على المباني، سيما مع ما أثر من حتى الشعوب قد تقوم بالمشاريع وترجوإلى الملوك تبنيها تقديرا لهم وتكريما لمقامهم".

أول جامعة عالمية

ويؤكد الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني، رحمه الله، في كتابه ":"فاس: عاصمة اللفسة" حتى جامعة القرويين تعد أقدم جامعة في العالم، وقد سبقت الزيتونة بتونس والأزهر بمصر، كما أنها تعد أقدم من جامعات أوروبا بمائتي عام إلا تسع سنين: فقد "تأسست أول جامعة في أوروبا وهي جامعة ساليرن سنة 1050 ميلادية في إيطاليا، ثم أصبحت معروفة بمدرسة نابولي. ثم تأسست جامعة بولونيا للحقوق. ثم جامعة باريس، وقد اعترف بها لويس السابع سنة 1180. ثم تأسست جامعة بادوا سنة1222 م، ثم جامعة أكسفورد عام1249 م، ثم جامعة كمبدرج عام 1284 وجامعة سالامانكا في إسبانيا سنة1243م. .

أما جامعة القرويين فهي أسست عام (245هـ=859م) فهي أقدم جامعة ظهرت قبل أوروبا بمائتي عام إلا تسع سنوات. وجامع الأزهر بناه جوهر المغربي سنة 360هـ، ولم يتخذ معناه الجامعي إلا سنة547هـ، فالقرويين أقدم من الأزهر بـ125 عام، وأقدم من الأزهر جامعة بـ302 عام.

وقد ذكر "دلفان" في كتابه "حول فاس وجامعتها والتعليم العالي بها" المطبوع سنة1889 أن: "فاس هي دار الفهم وأن القرويين هي أول مدرسة في الدنيا"

وفي كونها أقدم من جامع الأزهر، يمضى الدكتور عبد الهادي التازي إلى تأكيد ما أشار إليه الشيخ الكتاني، راجيا ألاقد يكون ذلك من قبيل العنصرية أوالميل النفسي إلى القرويين، ويقول: "القرويين تاريخيا أقدم من الأزهر، فقد بنيت قبل الأزهر، ثم أريد حتى أقول ولا أخجل حتى أقولها أمام زملائي وإخواني الأزهريين، إذا القرويين ميزتها أنها منذ أسست وهي تؤدي واجبها الفهمي من غير انقطاع، أما الأزهر فقد مرت بظروف كانت فيها معطلة، والأزهر مرت بظروف كانت فيها العربية ميتة، الأزهر مرت بظروف كان الناس لا يهتفون إليها، بينما القرويين، حتى في الظروف التي تمر فيها كانت لا تنبتر عن الدراسة، وأنا لا أنقص من دور الأزهر"(مجلة الفرقان المغربية، عدد54 سنة2006).

الأدوار الاقتصادية للقرويين

"المغرب هبة القرويين"، هذه هي العبارة أحكم نسجها الدكتور أحمد الريسوني، وهويتحدث ضمن عن موضوع "العمل الأهلي من الجامع إلى الجامعة: نموذج القرويين"، يقول الريسوني: "حق لنا ولها(أي جامعة القرويين) حتى نقول في حقها "المغرب هبة القرويين" وهوأصح وأحق من قولهم قديما: "مصر هبة النيل".

وبعدما تحدث عن عمل فاطمة أم البنين، التي أنفقت من مالها الحلال الذي ورثته عن أبيها الفقيه "أبي عبد الله بن عبد الله الفهري:"لم يكن عملا استثنائيا ولا غريبا، فإن الناس عامة وخاصتهم، قد تعاقبوا على إهداء أموالهم وتحبيس ممتلكاتهم لفائدة القرويين حدثا احتاج ودون حتى يحتاج. إلى غير ذلك صمدت هذه المفهمة ونمت وتطورت وتوسعت حتى أصبحت كشجرة في فاس وثمارها تصل إلى جميع الناس". متسائلا: "كيف تحقق ذلك كله وعلى مدى قرون طويلة،يا ترى؟ من مول وأغدق على القرويين حتى أصبحت أغنى إنسان "معنوي" في المغرب،يا ترى؟ من نظم وسير ورعى وحفظ،يا ترى؟ إنه المجتمع بعامته وأغنيائه وفهمائه وأحيانا بمساعدة أمرائه.

وينقل الريسوني كلاما نفيسا للمؤرخ الموسوعي عبد الهادي التازي من كتابه "جامع القرويين: المسجد والجامعة بمدينة فاس" عن حيازة جامع القرويين لأوقاف جعلتها مستقلة ماليا عن خزينة الدولة: "ولما كان الناس يتخوفون حتى تلتجئ القرويين في يوم من الأيام إلى مصاريف رجال الدولة، وهم ليسوا جميعا ودائما في مستوى واحد من حيث الحيطة والحذر، فقد عهد المحسنون والموسرون تلك الحقيقة وعمدوا إلى هذا المسجد يغدقون عليه من "خير وأنظف وأسلم" ما يملكون حتى سحموا مبدأه ويحفظوا شرفه..وغدت ميزانيتها تنافس ميزانية الدولة، بل إذا الدولة استقرضت من خزينتها في كثير من الأحيان.. عند الأزمات الداخلية وعند ظروف الحرب، التي فرضت على البلاد، وعند بناء المرافق والجسور الحيوية في البلاد.بل وتوافرت أوقاف القرويين، فأفاضت منها على سائر مساجد فاس وسرت أوقافها الزائدة حتى المسجد الأقصى بالقدس، وحتى الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة وإلى جميع الجماعة الإسلامية في جميع جهات المعمور..وفضلت أحباس القرويين فضمت مشاريع الإحسان والبر بكل ما تضمه من نواحي إنسانية واتسعت مواد السجلات حتى ضمت الوقف على"قبر مجهول".

ويشير المؤرخ عبد الهادي التازي إلى حتى "قاضي فاس عندما شب الحريق في وثائق حجج الوقف سنة723 هـ، أمر بضم أملاك فاس كلها إلى القرويين ولم يستثن من ذلك إلا من أدلى برسم أوشهادة معادلة تثبت الملكية من قبل قباضة الحبس". وهوما قام به أيضا السلطان أبي سعيد المريني والمولى الرشيد في أواخر دولة السعديين والمولى سليمان العلوي..

وهذا ليس غريبا عن فاس وجامعتها أواستثناء، إذ ذكر الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني مجموعة من الأوقاف يكفي ذكر أسمائها ليفهم جميع مسلم حتى الاهتمام بالوقف، كان أصلا مغربيا فهناك: وقف للتزويج، ووقف للدواب السقمى، ووقف الحمامات، والمرستانات (للمجانين)، ووقف الموسيقى(الأندلسية)، وأوقاف العرائس (لتجهيز العرائس الفقيرات)، ووقف الأواني (للخدم الذين كسروا آنية من الفخار ليأخذوا بدلها سالمة)، ووقف الديون (القرض الحسن)، ووقف الطيور (طيور اللقلاق أو("بلارج" بالمغربية). (ينظر كتابه:"فاس عاصمة اللفسة"من الصفحة47 إلى 51).

الأدوار الفهمية

يمتد الإشعاع الفهمي للقرويين منذ العصر الإدريسي إلى وقت الناس هذا، حيث لم يقتصر التدريس على العلوم الشرعية، بل اتسع ليضم باقي علوم الحياة والعلوم العقلية والطبية.

واشتهرت فاس وجامعها بالعمق الفهمي، حتى شاعت بين فهماء فاس مقولة أن: "الفهم ولد بالمدينة، وربي بمكة، وطحن بمصر، وغربل بفاس".

وانتشرت في أراتى القرويين كراسي الفهم وخصصت لها أوقاف، واعتبر كرسي الفهم في جامعة القرويين ولاية حكومية عليا كالوزارة والقضاء والفتوى، يقول صاحب كتاب "فاس عاصمة اللفسة": "ذكر مترجمومحمد بن إدريس العراقي ـ إمام النحاة في عصره ـ عنه أنه ولي تدريس كرسي سيبويه بالقرويين..ونطقوا عن عبد الواحد الونشريسي أنه جمع بين خطط الولايات الثلاثة: الفتيا بفاس والقضاء بها والتدريس بالقرويين.. وعن فاس أخذت الدنيا بعد ذلك نظام كراسي الفهم والأستاذ الجامعي الكبير".

وقد سميت القرويين بالجامعة، لأنها مكان تلقى فيها دروس للجميع من طلاب وحرفيين، ومحاضرات يحضرها الرجال والنساء والأطفال، والولاة والقضاة والموسيقيين. وتخرج منها فقهاء المذاهب الفقهية السنية، مع الهجريز على الممضى المالكي، لأنه الممضى الاجتماعي السائد في البلاد، وقد تبلور فيما خطه أعلامه الذين احتفظوا بالأعراف والعوائد المكونة لشخصية المجتمع في خط النوازل والأحكام الفقهية. كما كانت هيئة التدريس تعين بظهائر سلطانية وتحصل على مرتباتها الرسمية من إدارة الحبوس، وكثيرا ما تدخل السلطان لتحديد البرامج الدراسية واستبعاد المواد التي لا تلائم التوجه الديني السلطاني. ولم ينحصر الإشعاع الفهمي لفاس عامة وللقرويين خاصة على الذكور، بل نبغت عالمات وأديبات وسياسيات وفقيهات وقارئات ومحدثات.

الأدوار السياسية

لم يقتصر دور جامعة القرويين في تيسير العلوم بأنواعها، وإنما كانت مهد الثورة على الظلم ومنطلق الجهاد ضد المستعمر. وهوالواقع الذي دفع الجنرال الاستعماري الفرنسي ليوطي إلى نعتها بالبيت المظلم، وكان يتساءل حسب المصادر التاريخية: "متى سيغلق هذا البيت المظلم؟"، لأن جامع القرويين أفشل مخططاته في التفريق بين الفهماء والسلاطين، وبين علوم الدين والدنيا بالمغرب، كما حتى الاحتجاجات وتعبئة الفدائيين للجهاد تنطلق شراراته من منبر القرويين.

ولم يكن الفهماء المتخرجون من جامعة القرويين منعزلين عن تسيير الشأن العام في مختلف مجالاته، ولكنهم كانوا يبتون في القضايا المحلية والمعاهدات الدولية ويبايعون السلطان، ولا تتم البيعة إلا إذا كانت ممهورة(مسقطة) بتوقيعات الفهماء، فيكتسب السلطان المبايع هيبة اجتماعية إضافية.

يقول الدكتور سعيد بن سعيد العلوي في منطق عن "مستقبل القرويين"( نشر بجريدة الفهم خلال شهر دجنبر2004):"ظلت بيعة الفهماء القرويين خلال القرون الكثيرة حدثا حاسما في إقرار الملوك على عروشهم، بالنظر حتى القرويين كانت المجمع الذي يضم الطبقة العالية من فهماء الدين القادرين على التأثير المعنوي الحاسم على الفئات العريضة من أصحاب المهن والحرف المتنوعة وكذا من سواد الشعب، مثلما كانت المركز الروحي للمغرب برمته..ولا يخفى حتى "بيعة فهماء فاس" كانت تتخذ صفة الإلزام المعنوي لكافة فهماء المغرب، وكذا لباقي النخب الأخرى في فاس وفي غيرها(الأشراف، التجار، الحرفيون، الوجهاء من مختلف الأصناف..). بالإضافة إلى وظيفة الاستشارة في اتخاذ القرارات الحاسمة في المحطات المهمة لولاة الأمور.

ويذكر المؤرخ عبد الهادي التازي حتى الانتساب إلى"القرويين" كان حجة كافية لاعتنطقه من لدن المستعمر الفرنسي في فترة الحماية، أويطردون طلبة المدارس الفرنسية ممن لهم صلة برجال القرويين(حوار أجرته معه جريدة التجديد المغربية بتاريخ 11/02/2002).

وقد لعبت "القرويين" دورا حاسما بعد إصدار الظهير الفرنسي سنة 1930، الذي يفصل بين العرب والبربر بالمغرب، إذ نادى رجال القرويين إلى الخروج من المساجد وهم يقرأون اللطيف: "اللهم الطف بنا في ما جرت به المقادير ولا تفرق بيننا وبين إخواننا البرابر".

فكانت الانطلاقة الحقيقية من القرويين، التي "قامت بتحرير عرائض كثيرة، كان على رأس الثائرين رجال ومشيخة القرويين... وتوتر الجوحين زار الملك محمد الخامس المدينة في أواسط الثلاثينات، وخشي الفرنسيون من حتىقد يكون نزوله إلى المدينة وأداء صلاة الجمعة في مسجد القرويين مما يهيج الشعب ضدهم، فاقترحوا عليه الصلاة في أحد مساجد المدينة الجديدة".

إضعاف الدور

قبل حتى يخرج الاستعمار الفرنسي من المغرب(1956)، أنشأت الحماية الفرنسية مدارس للتعليم العصري لمنافسة القرويين وإضعاف دورها في بناء شخصية مغربية محافظة على أصالتها وعروبتها. وقد عهدت هذه الجامعة تحولات عميقة بعد الاستقلال، فمباشرة بعد الاستقلال، تم إدخال بعض الإصلاحات على نظام هذه الجامعة بهدف تأهيلها لتؤدي دورها الفهمي.

وفي سنة 1963م، صدر ظهير تم بموجبه تعزيزها بثلاث كليات تابعة لها وهي: كلية أصول الدين بتطوان، وكلية اللغة العربية بمراكش، وكلية الشريعة بفاس.

وفي سنة 2004 تم إلحاق نظام التعليم العتيق بالتعليم الرسمي العام، وهي كلها مساع محمودة تروم النهوض برسالتها الحضارية.

لكن باحثين ومهتمين بما آل إليه حالها اليوم، يقدرون حتى عملية الإصلاح بحاجة إلى محادثة تام يقتضي نوعا من الجرأة على التخطيط لارتياد آفاق جديدة، يقول الدكتور سعيد بن سعيد العلوي:"إن الجامعة العريقة، التي يفتخر أهل الإسلام، بأن أحد بابوات الكنيسة"سلفستير" كان من طلبتها في أحد العهود، توجد اليوم في مفترق طرق يجعلها أمام الاختيار بين أمرين: إما القول بأنها قد استكملت جملة الوظائف التاريخية، التي كانت لها، ومن ثم إعلان الإفلاس(كما ينطق اليوم عن الشركات) وإما التطلع إلى مهام جديدة أوبالأحرى رسم آفاق جديدة في التكوين والبحث وإعداد الفهماء..آفاق جديدة تستوجب مراجعة شاملة لا في البرامج والدروس والمناهج بل وفي لغة التدريس ذاتها، إضافات اللغات الأجنبية إلى العربية.

المصادر

انظر أيضا

• جامع القرويين
• خزانة القرويين
• فاطمة الفهرية

وصلات خارجية

• مناهج التدريس في الجامعة قديما
• نظام التعليم في الجامعة قديما

°34 3' 52" شمالا 4° 58' 24" غربا