الحرب ضد الحجاب (مقال)

عودة للموسوعة

الحرب ضد الحجاب (منطق)

الحرب ضد الحجاب

للمحرر ممدوح إسماعيل


الحرب ضد الحجاب قديمة بدأت في مصر منذ أكثر من مائة عام, حيث ظهر أول صوت من أعداء الإسلام وأنصار التغريب ضد حجاب المرأة المسلمة، ومنذ ذلك الحين لم تهدأ المعركة التي اشتعلت نيرانها في أماكن كثيرة من العالم الإسلامي بل وغير الإسلامي.


"وكانت أول شرارة في تلك المعركة من الجانب التغريبي في مصر من صديق اللورد كرومر مرقص فهمي في كتابه (المرأة في الشرق) عام 1894م، ولكنها لم تُحدث أثراً كالطلقة التي أطلقها قاسم أمين في كتابه المسمى( تحرير المرأة) عام 1899م, وذلك بعد عودته من إتمام دراسته في فرنسا. ويلاحظ تلك النقطة الهامة ألا وهي المتعلقة بعودة قاسم أمين من فرنسا وتأليفه كتاباً سماه تحرير المرأة"

وكانت أول شرارة في تلك المعركة من الجانب التغريبي في مصر من صديق اللورد كرومر مرقص فهمي في كتابه (المرأة في الشرق) عام 1894م، ولكنها لم تُحدث أثراً كالطلقة التي أطلقها قاسم أمين في كتابه المسمى( تحرير المرأة) عام 1899م, وذلك بعد عودته من إتمام دراسته في فرنسا. ويلاحظ تلك النقطة الهامة ألا وهي المتعلقة بعودة قاسم أمين من فرنسا وتأليفه كتاباً سماه تحرير المرأة. ثم بعد أكثر من مائة عام تأتي فرنسا لتمنع الحجاب وهي الحاضنة لكل الأفكار التي تعادي الحجاب، وقد أحدث الكتاب ردود عمل شديدة وخاصة في التيار الإسلامي والمحافظ، خاصة بعد حتى أشارت بعض الأخبار إلى دور الشيخ محمد عبده في وضع بعض فصول الكتاب، ولكن طلقة قاسم تم الرد عليها بمائة طلقة أومائة كتاب ترد على شبهات وأباطيل قاسم أمين كان أبرزها كتاب (قولي في المرأة) للشيخ مصطفى صبري، واشتعلت نيران حرب ضد الحجاب لم تنتهِ، ومن الملفت للنظر أنه انبرى من التيار المحافظ طلعت حرب مؤسس الاقتصاد المصري للرد على قاسم أمين في كتابين هما كتاب (تربية المرأة والحجاب) والآخر (فصل الخطاب في المرأة والحجاب)، شن فيهما هجوماً شديداً على قاسم أمين، وانبرى الزعيم الوطني مصطفى تام للرد على قاسم أمين عقب صدور الكتاب مباشرة في شهر سبتمبر 1899م في خطبة له بالقاهرة في أول اجتماع للحزب الوطني اتى فيها:.

"فلا يليق بنا حتى نكون قردة مقلدين للأجانب تقليداً أعمى، بل يجب حتى نحافظ على الحسن من أخلاقنا، ولا نأخذ من الغرب إلا فضائله, فالحجاب في الشرق عصمة أي عصمة, فحافظوا عليه في نسائكم وبناتكم، وفهموهن التعليم السليم، وإن أساس التربية التي بدونه تكون ضعيفة وركيكة هوتعليم الدين" وفتح مصطفى تام جريدة اللواء لكل الكتاب للرد على قاسم أمين

"وصل صدى الكتاب إلى العراق والشام وانبرى الشعراء والكتاب للرد عليه مثل الشاعر العراقي البناء حيث نطق:

وجوه الغانيات بلا نقاب تصيد الصيد بشرك العيون إذا برزت فتاة الخدر حسرى تقود ذوي العقول إلى الجنون "

وصل صدى الكتاب إلى العراق والشام وانبرى الشعراء والكتاب للرد عليه مثل الشاعر العراقي البناء حيث نطق: وجوه الغانيات بلا نقاب تصيد الصيد بشرك العيون إذا برزت فتاة الخدر حسرى تقود ذوي العقول إلى الجنون واهتم الإنجليز بترجمة كتاب قاسم أمين وعرضه حتى وصل خبر وموضوع الكتاب مترجماً إلى الهند, واهتمام الإنجليز بترجمة الكتاب ونشره يشير بوضوح على حتى الحرب ضد بلاد المسلمين لم تقف عند احتلال الأراضي فقط. ولقد رعى الإنجليز هذا التيار التغريبي، وانضم إليهم سعد زغلول، وألقت هدى شعراوي بحجابها، إعلاناً بدخولها المعركة عملياً، وألف قاسم أمين كتابه الثاني (المرأة الجديدة) على خطى ومنوال الكتاب الأول، وتصدى له أيضاً مصطفى كامل. والملفت حتى القصر وقف مؤيداً التيار الإسلامي والمحافظ في تلك المعركة التي أسفرت في ذلك الوقت عن ظهور وتفوق التيار الإسلامي والمحافظ (ولكن أعداء الحجاب ظل لهم وجود وإن كان ضعيفاً) وظهر تفوق أنصار الحجاب في موقف الملك فؤاد عندما استضاف ملك أفغانستان أمان الله الذي انهزم أمام أعداء الحجاب، وكانت زوجته ثريا سافرة، وعندما فهم الملك فؤاد بذلك ألغى الزيارة، ثم وافق على شرط ان تكون إقامة الملكة غير معتمدة ولا تظهر في أي تجمع، بل ولا تظهر سافرة أبداً حتى تغادر مصر، ووافق على ذلك الملك أمان الله. (يلاحظ أنه بعد تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفييتي كان الحجاب الافغاني من أبرز معالم أفغانستان التي عمل الاحتلال الأمريكي بعد ذلك على طمسها بكل السبل) ولكن كان لمركز سعد زغلول السياسي أثره في تقوية التيار التغريبي في الحياة المصرية خاصة في قضية الحجاب، حتى إنه بدأ بزوجته صفية كي تكون قدوة للآخريات.

"كل هذه العوامل ساعدت في ذلك الوقت في الثلاثينيات على زيادة قوة التيار التغريبي ليس في مصر فقط، ولكن أيضاً في بعض البلاد الإسلامية. وكان أخبث خطط التغريبيين التي تم تطبيقها عبر الوسائل الإعلامية حتى جعلوا أعظم أهداف الشعوب هوالجلاء العسكري للمحتلين فقط، أما غير ذلك من فكر وعادات الغرب التي تخالف عقيدة وهوية الشعوب فقد سربوها للناس على أنها وسائل النهضة والتقدم والرقي كي نلحق بركب الأمم القوية."

ولقد ساعد التيار التغريبي في حربه ضد الحجاب عدة عوامل أهمها:

  • -1سقوط الخلافة الإسلامية، وقيام دولة فهمانية فرضت خلع الحجاب بالقوة عام 1925م، ولم يكن من قبيل المصادفة أيضاً أنه عندما نصب الإنجليز شاه إيران رضا بهلوي على حكم إيران حتى ألغى الحجاب الشرعي، وبدأ بزوجته، فخلع حجابها، وصادف ذلك التوقيت السيطرة العسكرية الاستعمارية للغرب على البلاد العربية والإسلامية مع إظهار تقدمهم الصناعي والتكنولوجي، وإبرازه في الدول المستعمرة لإبهار الشعوب خاصة المثقفين مع ربطهم للحضارة باتباعهم، وإبراز حتى التخلف والتأخر في تمسك الشعوب بدينها وعاداتها وتنطقيدها، جميع ذلك أوجد حالة من الانهزام النفسي عند كثير من المثقفين فتعلقت قلوبهم وعقولهم بكل ما غربي، ولم يفرقوا بين النافع والضار لمجتمعاتهم.
  • -2 انتشار السينما والمسرح، وسيطرة التيار التغريبي على تلك الوسائل، ونشر أفكاره عبر دس السم في العسل.
  • -3 السيطرة على التعليم عبر منهج دنلوب الإنجليزي والمدرسين الأجانب والبعثات التعليمية للبلاد الأوروبية والمدارس الأجنبية.
  • -4 السيطرة على الصحافة.

كل هذه العوامل ساعدت في ذلك الوقت في الثلاثينيات على زيادة قوة التيار التغريبي ليس في مصر فقط، ولكن أيضاً في بعض البلاد الإسلامية. وكان أخبث خطط التغريبيين التي تم تطبيقها عبر الوسائل الإعلامية حتى جعلوا أعظم أهداف الشعوب هوالجلاء العسكري للمحتلين فقط، أما غير ذلك من فكر وعادات الغرب التي تخالف عقيدة وهوية الشعوب فقد سربوها للناس على أنها وسائل النهضة والتقدم والرقي كي نلحق بركب الأمم القوية. وظل الحال كذلك حتى الخمسينيات، ولم يعهد خلع الحجاب طريقه إلا عند بعض المثقفين المتغربين ومن قلدهم، وانحصر في نطاق ضيق، ولم يتغير الوضع كثيراً مع رحيل الاستعمار وتغير الأنظمة الحاكمة, ذلك حتى الوطنيين الذين ملكوا زمام الحكم شربت عقولهم جميع الأفكار الغربية.

"وأيضاً فترة السيتينات، وتزامن ذلك مع امتداد المد الشيوعي إلى مصر، فظهر تفوق للسفور، وانتشر خلع الحجاب خاصة في المدن، وظهرت تقليعة الميني جيب والميكروجيب، وكان ذلك لنجاح الفكر الغربي في بناء قاعدة قوية موالية في التعليم والصحافة والفن استطاعت مع ظهور التلفزيون وانتشاره حتى تظهر تفوق التيار التغريبي في معركة الحجاب مع خلوالساحة من النشطاء من التيار الإسلامي والمحافظ، وضعف المؤسسة الدينية الأزهرية نتيجة كبت الحريات والاعتنطقات، واضطهاد التيار الإسلامي في ذلك الوقت، "

ولكن مع ذلك التفوق التغريبي ظهر تواجد قوي تمثل في الإخوان المسلمين وبعض الجمعيات الإسلامية, ولكن فترة الخمسينيات في مصر تميزت بصدام الدولة مع الإسلاميين، وأيضاً فترة السيتينات، وتزامن ذلك مع امتداد المد الشيوعي إلى مصر، فظهر تفوق للسفور، وانتشر خلع الحجاب خاصة في المدن، وظهرت تقليعة الميني جيب والميكروجيب، وكان ذلك لنجاح الفكر الغربي في بناء قاعدة قوية موالية في التعليم والصحافة والفن استطاعت مع ظهور التلفزيون وانتشاره حتى تظهر تفوق التيار التغريبي في معركة الحجاب مع خلوالساحة من النشطاء من التيار الإسلامي والمحافظ، وضعف المؤسسة الدينية الأزهرية نتيجة كبت الحريات والاعتنطقات، واضطهاد التيار الإسلامي في ذلك الوقت، ولعل في ذلك تأويلاً لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات..» رواه مسلم.

وقد فسر الحديث انه مع اشتداد طغيان السلطة الحاكمة في بلاد المسلمين يقترن بذلك ظهور النساء كاسيات عاريات، ويؤكد ذلك التفسير الحكم الأتاتوركي في هجريا، والحكم البهلوي في إيران، وبورقيبة في تونس الذي فرض خلع الحجاب على النساء في تونس. إلا حتى هزيمة 1967م كانت صدمة أعادت الناس إلى الإسلام، ووضح ذلك في بداية السبعينيات مع حكم الرئيس السادات؛ فمع أنه كان مولعاً بالغرب إلا حتى حسابات الواقع فرضت عليه الانفتاح مع الإسلاميين وإخراجهم من السجون والمعتقلات، فعاد التيار الإسلامي إلى التواجد بقوة، وازدادت معركة الحجاب سخونة في مصر، وظهر لأول مرة النقاب في جامعة القاهرة، وظهرت معارض بيع الحجاب في الجامعات المصرية بأسعار زهيدة، وانبرى النادىة غير الرسميين يحملون اللواء في معركة الحجاب عن طريق المنابر وأشرطة الكاسيت، ولم يسكت التيار التغريبي الذي ازدادت قوته بانفتاح الدولة على الغرب سياسياً واقتصادياً وفي شتى المجالات، وتبوأت الريادة في الفريق التغريبي الصحفية أمينة سعيد، وما لبثت حتى دخلت زوجة الرئيس السادات معركة الحجاب, ففي حديث لمجلة فرنسية سئلت عن انتشار عادة الحجاب في مصر ورأيها في ذلك، فأجابت: (إنني ضد الحجاب, لأن البنات المحجبات يخفن الأطفال بنظرهن الشاذ، وقد قررت بصفتي مدرِّسة في الجامعة حتى أطرد أي فتاة محجبة من محاضرتي..).

"إلا حتى حسابات الواقع فرضت عليه الانفتاح مع الإسلاميين وإخراجهم من السجون والمعتقلات، فعاد التيار الإسلامي إلى التواجد بقوة، وازدادت معركة الحجاب سخونة في مصر، وظهر لأول مرة النقاب في جامعة القاهرة، وظهرت معارض بيع الحجاب في الجامعات المصرية بأسعار زهيدة، وانبرى النادىة غير الرسميين يحملون اللواء في معركة الحجاب عن طريق المنابر وأشرطة الكاسيت، ولم يسكت التيار التغريبي الذي ازدادت قوته بانفتاح الدولة على الغرب سياسياً واقتصادياً وفي شتى المجالات، وتبوأت الريادة في الفريق التغريبي الصحفية أمينة السعيد"


وقد بلغ قلق التغريبيين من الحجاب مداه بعدما تعدت الدعوة إلى الحجاب والالتزام به التيار الإسلامي إلى التيار المحافظ وإلى عامة الشعب، وتميزت فترة السبعينيات والثمانينيات بظهور التيار السلفي بقوة بجانب الإخوان المسلمين في معركة الحجاب للقاءة المخالفين بالأدلة الشرعية الواضحة في حكم فريضة الحجاب مما منح التيار الإسلامي قوة في المعركة، واندفع جميع فريق في المعركة مستخدماً أسلحته: التيار التغريبي استخدم الصحف والمجلات والإذاعة، وكان لظهور التلفزيون مع بداية السبعينيات في الريف والوجه البحري والقبلي أثره البالغ في التبرج وخلع الحجاب فضلاً عن السينما والمسرح. ومن جانب آخر استخدم التيار الإسلامي منابر المساجد والجامعات ومعارض الخط لبيع الحجاب وأشرطة الكاسيت، وكانت قوته في الالتفاف الشعبي حوله، بينما كانت قوة التيار التغريبي في طبقة النخبة من بعض المثقفين المتعلقين بالتغريب والفنانين والإعلاميين المتغربين، واستطاع التيار التغريبي حتى يؤلب النظام ضد الإسلاميين مستغلاً عدة أحداث, فاصطدم النظام بالإسلاميين، وكانت أحداث سبتمبر واعتنطق معظم النادىة أصحاب الدور الرائد في معركة الحجاب..

"وكان رد الإسلاميين عنيفاً، فقتل السادات، ونطق خالد الإسلامبولي قاتل السادات في مسببات قتله إنه ـ أي السادات ـ استهزأ بالحجاب، ونطق عن الحجاب إنه خيمة في إحدى خطبه، واصطدمت الدولة بالتيار الإسلامي، وانحسر المد الإسلامي فترة مؤقتة، ثم عاد الوضع في منتصف الثمانينيات كما كان عليه من صراع ونزال بين الإسلاميين والتغريبيين في معركة الحجاب،"

وكان رد الإسلاميين عنيفاً، فقتل السادات، ونطق خالد الإسلامبولي قاتل السادات في مسببات قتله إنه ـ أي السادات ـ استهزأ بالحجاب، ونطق عن الحجاب إنه خيمة في إحدى خطبه، واصطدمت الدولة بالتيار الإسلامي، وانحسر المد الإسلامي فترة مؤقتة، ثم عاد الوضع في منتصف الثمانينيات كما كان عليه من صراع ونزال بين الإسلاميين والتغريبيين في معركة الحجاب، ولكن في تلك الفترة سقطت مفاجأة مذهلة حيث انضم لمسيرة الحجاب طائفة جديدة أحدث اهتداؤها للطريق السليم نكسة وزلزلة لدى التغريبيين وهن الفنانات المعتزلات التمثيل المعلنات عن ارتدائهن الحجاب، ولم يفق التيار التغريبي من تلك الصدمة حتى الآن، ولكنه اجتمع يوجه سهامه ضد تلك الفنانات بكل الطرق والأساليب، ولكن معركته معهن كانت خاسرة؛ حيث ازدادت أعدادهن، ومن ثم لجأ أعداء الحجاب إلى التشكيك، وأدخلوا سلاحاً جديداً في المعركة ضد الحجاب وهوالأفلام والمسلسلات، واستطاع أعداء الحجاب حتى يستغلوا الصراع بين الدولة والتيار الراديكالي في أحداث العنف التي سقطت في بداية التسعينيات في الحصول على قرار بمنع دخول المنقبات الجامعات المصرية، ودارت معارك قانونية استطاع فيها التيار الإسلامي حتى يفوز بأحكام قانونية لصالح الحجاب، ولكن أعداء الحجاب نجحوا في التضييق على لبس الحجاب في المدارس.

"ولكن في تلك الفترة سقطت مفاجأة مذهلة حيث انضم لمسيرة الحجاب طائفة جديدة أحدث اهتداؤها للطريق السليم نكسة وزلزلة لدى التغريبيين وهن الفنانات المعتزلات التمثيل المعلنات عن ارتدائهن الحجاب، ولم يفق التيار التغريبي من تلك الصدمة حتى الآن، ولكنه اجتمع يوجه سهامه ضد تلك الفنانات بكل الطرق والأساليب، ولكن معركته معهن كانت خاسرة؛ حيث ازدادت أعدادهن، ومن ثم لجأ أعداء الحجاب إلى التشكيك، وأدخلوا سلاحاً جديداً في المعركة ضد الحجاب وهوالأفلام والمسلسلات، واستطاع أعداء الحجاب حتى يستغلوا الصراع بين الدولة والتيار الراديكالي في أحداث العنف التي سقطت في بداية التسعينيات في الحصول على قرار بمنع دخول المنقبات الجامعات المصرية"


ولكن: هل وقفت الحرب ضد الحجاب بعد مرور أكثر من مائة عام،يا ترى؟ المؤكد أنها لم تقف وإن كانت انتشرت في أماكن كثيرة في العالم الإسلامي بصور شتى, ففي هجريا أرض الخلافة الإسلامية العثمانية سابقاً كانت هناك معركة من الدولة ضد الحجاب في الجامعات، بل وضد نائبة في البرلمان بسبب ارتدائها الحجاب، وفي تونس حرب متنوعة ضد الحجاب والمرأة المسلمة بأشكال متنوعة وسافرة.

الحرب ما زالت مستمرة لم تقف، ولعل ما قدمناه في هذه الدراسة الموجزة عن المعركة والحرب ضد الحجاب في مصر وغيرها من بلاد المسلمين يعطينا الرؤية للقرار الفرنسي منذ سنوات بمنع الحجاب، فهويمثل انعكاساً للمعركة، وحالة الاختلاف حول الحجاب في بلاد المسلمين الذي يعد فرضاً شرعياً على جميع مسلمة وليس رمزاً أومظهراً تستطيع المسلمة التنازل عنه، ولكن نظراً لحالة الضعف والتفـلت من الأحكام الشرعية عند المسلمين وتساهل المسلمات في شأن الحجاب كان صدى ذلك القرار الفرنسي الذي لم يجد حول الحجاب قوة تحفظ له مكانته في بلاد المسلمين، وازداد الأمر سوءاً بتساهل بعض المرجعيات الإسلامية في الأمر «شيخ الازهر» وتقديم التبريرات والمسوغات للحكومة الفرنسية في منع الحجاب؛ مع حتى القرار يتعارض مع فهمانية فرنسا وحقوق الإنسان، ولكن لما هان الأمر عند المسلمين كان اهون عند غيرهم من غير المسلمين.

"ولكن نظراً لحالة الضعف والتفـلت من الأحكام الشرعية عند المسلمين وتساهل المسلمات في شأن الحجاب كان صدى ذلك القرار الفرنسي الذي لم يجد حول الحجاب قوة تحفظ له مكانته في بلاد المسلمين، وازداد الأمر سوءاً بتساهل بعض المرجعيات الإسلامية في الأمر «شيخ الازهر» وتقديم التبريرات والمسوغات للحكومة الفرنسية في منع الحجاب؛ مع حتى القرار يتعارض مع فهمانية فرنسا وحقوق الإنسان. "


ولعلهم يتساءلون في حيرة: لما تلك الضجـة إذا كان المسلمون لا يتمسكون هم بالحجاب؟ ولكن الحقيقة ان الموقف يشير على زاوية أخري وهي حتى الغرب عثر حتى فهمانيته تحافظ على هوية المسلمين رغم التزامهم بالقوانين؛ فلم يجد مفراً من الدخول في المعركة لإثبات الذات والهوية الغربية التي نجح في ترسيخها عبر وكلاء له في دول المسلمين. ويبقى ان المستجدات بالنسبة لكل تعارض مع أحكام الإسلام يفترض أن تكثر؛ لأن مناخ الضعف والتمزق والانفلات من أحكام الإسلام والتسيب يسود العالم العربي والإسلامي. وأيضاً لا ننسي حتى العولمة من مقاصدها تذويب الهوية الإسلامية، والفرصة متوفرة الآن في ظل حالة العداء ضد الإسلام المعنونة بـ (الحرب ضد الإرهاب) والحرب ضد الحجاب أبرز مدخل لتفكيك هوية المرأة المسلمة التي هي نصف المجتمع وأساس الأسرة؛ فإن انعدمت هويتها تزلزل المجتمع وانهارت الأسرة إسلامياً، وبقي الوجه الغربي ظاهراً في الحياة في بلاد المسلمين. ولكن كما تجاوز هي معركة لها طرف آخر وهم المتمسكون بأحكام الإسلام الذين يجاهدون بكل الطرق للحفاظ على الهوية والحفاظ على المجتمع والأسرة ليظل الصراع مستمراً. وبقي حتى الحرب ضد الحجاب مظهر ووجه من أوجه الصراع ضد الإسلام بأشكال وأنماط مختلفة ومتنوعة.

ممدوح اسماعيل محام ومحرر elsharia5@hotmail.com

تاريخ النشر: 2020-06-04 09:56:46
التصنيفات: كتب عن الحجاب, مصنفات إسلامية, كتاب إسلاميون, رجال دين سنة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مقام الهزام

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:11
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

مواعيد مباريات اليوم.. توتنهام يواجه مان سيتي وقمة الإنتر وميلان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:32
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 40%

الفول بـ32 جنيهًا.. أسعار البقوليات فى الأسواق اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:21:51
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

التموين: انطلاق الأوكازيون الشتوى غدا بمشاركة 300 محل حتى الآن

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:34
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 49%

أسعار النحاس خلال التعاملات الصباحية اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:21:50
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

أخرج من ظلام قلبك

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:14
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 70%

وفاة راقصة شهيرة بشكل مفاجئ داخل ملهى ليلي بالمهندسين

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:21
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

الإنتر يتحدى ميلان فى ديربى الغضب بالدوري الإيطالي الليلة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:43
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 42%

يجلس بجوار جثة شقيقته بعدما قتلها: "غسلت شرفي"

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:17
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

الإعلان عن موعد ومكان جنازة شريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:18
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

صباح الخير يا مصر

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:15
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

صلاح جاهين شاعر الثورة وفيلسوف البسطاء

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:10
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

فتاة تستولي على اموال خزينة محل

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:21:51
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

وزير التموين ينعي شريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:09
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

سيلتا فيجو تهزم ريال بيتيس برباعية في مباراة مثيرة بالليجا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:14
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

طن النترات بـ 8000 جنيه.. أسعار الأسمدة الأزوتية اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:21:49
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 60%

وفاة برويز مشرف رئيس باكستان الأسبق بعد معاناة مع المرض

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:37
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 37%

دير الأنبا بولا ببوش يعلن تفاصيل الاحتفال بعيد أول السواح

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-05 09:22:11
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية