معركة رشيد

عودة للموسوعة

معركة رشيد

معركة الحماد، هي احدى معارك حملة الإسكندرية 1807، سقطت في 31 مارس 1807 بين القوات الإنگليزية بقيادة الجنرال فريزر وقوات الجيش المصري بقيادة محمد علي باشا.

أحداث المعركة

كانت خطة الإنجليز في القتال حتى يزحف المماليك على القاهرة فيحتلوها، وأن يحتل الانجليز بمعاونة أسطولهم ثغور مصر ويزحفوا الى الداخل ويبسطوا أيديهم على حكومة البلاد مستعينين بصنائعهم المماليك.

وقد تلقى الجنرال فريزر وهوبعد في الاسكندرية تقريرا من المستر بتروتشي قنصل إنجلترا في رشيد عن حالة مصر واحصاء ما بها من القوات، فأمعن النظر في هذا التقرير ودرس الموقف بمقدار ما بلغ اليه فهمه، ثم اعتزم الزحف على رشيد لاحتلالها واتخاذها قاعدة حربية يتزود منها الجيش ومنها يزحف الى داخل البلاد، وعهد بهذه المهمة الى الجنرال ويكوب وانفذه اليها في قوة من 2000 جندي.

تحرك هذا الجيش من الاسكندرية يوم 29 مارس قاصدا رشيد، فكانت تحت اسوارها في اليوم التالي، وأخذ يتأهب لدخولها صبيحة يوم 31 مارس.

كان محافظ رشيد وقتئذ يدعى علي بك السلانكلي، وهورجل شجاع ثاقب النظر يختلف كثيرا في أخلاقه عن أمين أغا حاكم الاسكندرية، وتحت أمره نحوسبعمائه جندي، فعزم على مقاومة الجيش الانجليزي معتمدا على قوة الحامية وعلى مشاركة الاهالي في الدفاع عن المدينة، ولاجل ان يبعث الحمية في نفوس جنوده ويحملهم على الاستبسال في القتال أمر بابعاد مراكب التعدية الى البر الشرقي للنيل حتى لا يجد رجال الحامية وسيلة الى الارتداد اذا حدثتهم نفوسهم حتى يسلموا كما سلمت حامية الاسكندرية، فلما تم له نقل جميع المراكب وشعر الجنود والاهلون عند اقتراب الجيش الانجليزي حتى البحر من ورائهم، والعدوعبرهم، صحت عزيمتهم على المقاومة الى النهاية، وامر علي بك ان تتراجع الحامية الى داخل المدينة وان يعتصموا هم والاهلون بالمنازل مستعدين للضرب وألا يبدوا بحركة ما إلا عندما تصدر لهم الاشارة باطلاق النار.

فتقدم الإنجليز، ولما لم يجدوا أثرا للمقاومة خارج البلد اعتقدوا حتى حاميتها قد اعتزمت اخلاءها وتسليمها محتذية بما عمله أمين أغا محافظ الاسكندرية، فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين، وكانوا قد أعياهم السير في الرمال من الاسكندرية الى رشيد ، فانتشروا في الطرق والاسواق يرتادون أمكنة يلجأون اليها ويستريحون فيها، ولكنهم ما كادوا يجوسون خلال الديار وتشتمل المدينة عليهم، حتى أصدر علي بك أمره باطلاق النار، فاقتحمهم الرصاص من جميع صوب، واخذ الأهلون يطلقون النار من النوافذ والسطوح، فدب الرعب في قلوبهم، وسقط الكثيرون منهم صرعى في الشوارع، فقتل الجنرال ويكوب برصاصة أردته، وقتل الكثير من ضباطه، فاستولى الذعر على نفوس الانجليز ولاذوا بالفرار، وانتهت الواقعة بهزيمة الجيش الانجليزي وارتداد الاحياء منه عن رشيد في حالة يأس وفشل، فتقهقروا الى الاسكندرية بطريق أبوقير وبلغ عدد القتلى منهم في هذه الواقعة نحو170 قتيلا و250 من الجرحى وأسر المصريون منهم 120 أسيرا.


19 سبتمبر 1807 تصدي أهالي رشيد بقيادة محافظها علي بك السلانكي للحملة الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر (حملة فريزر) وكان قد مضى عامان على تولي محمد علي حكم مصر. وكان الإنجليز انتهزوا الصراع بين الوالي محمد علي والمماليك وضعف الجبهة الداخلية. فاتفقوا مع محمد بك الألفي زعيم المماليك علي حتى يؤيد الحملة البريطانية في لقاء حتى تكفل انجلترا للمماليك الاستيلاء علي منطقيد البلاد. لكن الألفي توفي قبل حتى وصول هذه الحملة الي مصر. وكانت الخطة زحف المماليك إلى القاهرة ليحتلوها. والانجليز يحتلون بأسطولهم موانيء مصر. والبداية كان ثغر رشيد. بعده يزحفون إلى الدلتا ويحتلون القاهرة, لإسقاط حكم محمد علي. علي حتى يعاونهم المماليك عملاؤهم في مصر ولاسيما جبهة الألفي بك. وكان الجنرال فريزر بالإسكندرية قد تلقي تقريرا من قنصل انجلترا في رشيد عن حالة مصر وما بها من قوات مما جعله يزحف براً إلى رشيد لاحتلالها واتخاذها قاعدة حربية لقواته.

وكُلف القائد ويكوب بهذه المهمة العسكرية، وكان معه ألف جندي ، تحركوا من الاسكندرية إلى رشيد .وكان محافظ إقليم رشيد علي بك السلانكي جميع قواته ‏700‏ جندي .فعزم علي مقاومة عساكر الانجليز . واستنفر الشيخ حسن كيريت الأهالي للمقاومة الشعبية . فأمر بابعاد المراكب المصرية عبر شاطيء النيل برشيد الي البر الشرقي اللقاء عند الجزيرة الخضراء وبرج مغيزل بمركز مطوبس .

وكان الهدف منع الأهالي من ركوبها والفرار من المدينة حتى لايجد رجال حاميته وسيلة للإرتداد أوالإستسلام أوالإنسحاب كما عملت حامية الإسكندرية من قبل .وأصبحت الحامية بين الأهالي متوارية بالمنازل داخل مدينة رشيد . والبحر من ورائهم والعدوأمامهم ولا مناص إلا القتال والمقاومة .

وأمرهم بعدم التحرك أوإطلاق النار إلا بعد صدور إشارة متفق عليها .فتقدم الانجليز ولم يجدوا أي مقاومة . فاعتقدوا حتى حامية المدينة ستستسلم كما عملت حامية الإسكندرية. فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين. وأخذوا يستريحون بعد السير في الرمال من الاسكندرية إلى رشيد. وانتشروا في شوارع المدينة والأسواق للعثور علي اماكن يلجئون اليها ويستريحون فيها. وما كادوا يستريحون حتي انطلق نداء الآذان بأمر السلانكي من فوق مئذنة سيدي زغلول مرددا: الله أكبر. حي علي الجهاد. فانهالت النيران من الأهالي وأفراد حامية رشيد من نوافذ المنازل واسطحها‏,‏ فقتل جنود وضباط من الحملة وهرب من بقي حياً وبلغ عدد قتلى الانجليز ‏170‏ قتيلا و‏250‏ جريحا و‏120‏ أسيرا لدى حامية رشيد‏.‏ وأتي محمد علي بقواته بعدما انسحب الإنجليز للإسكندرية وفاوض محمد علي الجنرال فريزر علي الإنسحاب من مصر التي غادرها مع قواته. وأحبط أهالي رشيد المشروع البريطاني لإحتلال مصر. وأصبح يوم 19 سبتمبر العيد القومي لمحافظة البحيرة.

لم تكن معركة رشيد مجرد معركة ولم يكن نصرها مجرد نصر بل كانت المعركة التى عدّلت وغيّرت مسار الأحداث التاريخية لمصر بما ترتب عليها وبها فبها تأخر احتلال الانجليز لمصر لثلاثة ارباع قرن من الزمن وبها ثبت حكم محمد على الذى قدر لمصر حتى ترى نهضتها الحديثة على يديه أى هى المعركة التى استبدلت احتلال مصر بنهضتها الحديثة .


المقاومة الشعبية

كان لأهالي رشيد النصيب الأوفر في هزيمة الجيش الإنجليزي، لأن حاميتها العسكرية كانت من القلة بحيث لا تستطيع ان تصد الجيش الزاحف، وقد تجاوز لنا القول حتى اخبار الحملة الانجليزية قد استفاضت في مصر قبل مجيئها وفهم الناس بأمرها من الرسائل الواردة من الاستانة واخذت الثغور تستعد لمقاومتها، ولم يقبل الاهلون في رشيد اوغيرها ان يطلبوا المدد من جنود القاهرة لما اشتهروا به وقتئذ من النهب والسلب اذ كان معظمهم من الأرناؤود والدلاة واخلاط السلطنة العثمانية، فآثار الأهالي حتى يتولوا الدفاع عن المدينة بأنفسهم واحتملوا معظم العبء في المقاومة والقتال، نطق الجبرتي في هذا الصدد: "وفي يوم الثلاثاءسبعة محرم سنة 1222 (7 مارس سنة 1807) عملوا جمعية ببيت القاضي حضرها المشايخ والأعيان وذكروا انه لما وردت الأوامر بتحصين الثغور أوفد الباشا (محمد علي) سليمان أغا ومعه طائفة من العسكر وأوفد الى أهالي الثغور والمحافظين عليها ممحررات بأنهم ان كانوا يحتاجون الى عساكر فيرسل لهم الباشا عساكر زيادة على الذين أوفدهم، فأجابوا بأن فيهم الكفاية ولا يجتاجون الى عساكر زيادة تأتيهم من مصر فانهم اذا كثروا في البلد يأتي منهم الفساد والافساد ، فعملوا هذه الجمعية لاثبات هذا القول".

يتبين من ذلك ان الاهالي ابوا حتى يطلبوا النجدة من العسكر توقيا لما يقع منهم من الفساد وانهم وطنوا النفس على تحمل اعباء القتال بأنفسهم، ومما يؤيد تلك الحقيقة ان وقائع الحملة تدل على حتى الحاميات العسكرية قد فر معظمها من الميدان ولم تقابل الجيش الانجليزي، فقد مر بك ما عمله أمين أغا حاكم الإسكندرية وحامية المدينة من التسليم وكذلك عملت حامية دمنهور فانها لما بلغتها أخبار احتلال الإنجليز الإسكندرية أخلت دمنهور وانسحبت الى قوة، وحاول الدمنهوريين حتى يثنوهم عن عزمهم وحرضوهم على البقاء بالمدينة لمقاومة الإنجليزي، فأبوا إلا الهرب وأوفد الأهالي الى السيد عمر مكرم ينبؤونه بفرارهم، نطق الجبرتي في هذا الصدد:

"وفي 17 محرم سنة 1222 ورد مكتوب من أهالي دمنهور خطابا الى السيد عمر النقيب مضمونه أنه لما دخلت المراكب الإنكليزية الى الإسكندرية هرب من كان بها من العساكر وحضروا الى دمهور فعندما شاهدهم الكاشف (الحاكم) الكائن بدمنهور ومن معه من العسكر انزعجوا انزعاجا شديدا وعزموا على الخروج من دمنهور، فخاطبهم أكابر الناحية (الأعيان) قائلين لهم كيف من الممكن أن تهجرونا وتمضىون ولم تروا منا خلافا وقد كنا فيما تقدم من حروب الألفي من أعظم المساعدين لكم فكيف لا يساعد الآن بعضنا بعضا في حروب الإنكليز، فلم يستمعوا لقولهم لشدة ما داخلهم من الخوف وعبوا متاعهم وأخرج الكاشف اثنطقه وجبخانته ومدافته وهجرها وعدى ومضى الى فوه من ليلته ثم أوفد ثاني يوم في أخذ الاثنطق، فهذا ما حصل أبلغناكم به".

ينتج مما تقدم ان النصر في معركة رشيد يرجع الى الأهالي وأنهم هم الذين احتملوا معظم أعباء الجهاد وأبلوا أحسن في الدفاع عن المدينة.

نتائج واقعة رشيد

كان لمسقطة رشيد تأثير كبير في تطور الأحوال، لأن هذا النصر المبين قد ملأ قلوب المصريين حماسة وفخرا، وضعضع الهيبة التي كانت للإنجليز في نفوس الناس، تلك الهيبة التي اتىت من فوزاتهم السابقة على الجيش الفرنسي في مصر وعلى الأساطيل الفرنسية فوق ظهر البحار، فلا غروحتى يبعث هذا النصر الى نفوس الشعب روح الثقة، ويحفزه إلى الإستمرار في المقاومة. ولقد كان لهذه الواقعة في نفوس المماليك تأثير بالغ فانها كانت لهم صدمة شديدة أضعفت أملهم في نجاح الحملة الإنجليزية وجعلتهم ينكمشون في معاقلهم بالوجه القبلي، وبالتالي جعلت الجيش الإنجليزي لا يتسقط المعاونة التي كانت ينتظرها منهم، فكل هذه الاعتبارات جعلت لواقعة رشيد من الأهمية شأنا بالغا في قيمته وخطره.

وقد بادر علي بك حاكم رشيد بعد المسقطة الى انفاذ الأسرى الإنجليزي الى القاهرة ومعهم رؤوس قتلاهم ليكون ذلك اعلانا للنصر الذي نالته رشيد ثم ليبعث هذا المنظر في نفوس الجنود والشعب روح الأمل والثقة، وكان يوم حضروهم يوما مشهودا.

حالة الشعب النفسية وتطوعه للقتال

تحدثنا عن نصيب اهل رشيد في المعركة التي دارت رحاها في شوارعها وفيما حاق بالجيش الإنجليزي من الهزيمة، ولقد بدت على سكان القاهرة تلك الروح التي تجلت في اهل رشيد، فمنذ حتى وردت انباء المعركة الأولى استنفر الشيوخ وفي مقدمتهم السيد عمر مكرم اهل القاهرة الى التطوع للقتال، وخطب المساجد في حيث الناس على الجهاد، فاستجابوا للدعوة راضين، وأقبلوا على التطوع مختارين.

فضل السيد عمر مكرم

أخذ المتطوعون يمضىون في صبيحة جميع يوم الى أطراف المدينة يعملون في حفر الخنادق واقامة الاستحكامات شمالي القاهرة لصد الانجليز اذا اتىوا بطريق شبرا، وبادروا الى العمل في ذلك وسارعوا الى الاستعداد للقتال وعلى رأسهم السيد عمر مكرم، وكان الفقراء يعملون متطوعين نصف النهار ثم يعودون الى اعمال معاشهم عند الظهر.

وظهرت العاصمة بتلك الروح التي تجلت فيها قبيل معركة الأهرام سنة 1897 وفي خلال ثورة الشعب على خورشيد باشا سنة 1805، نطق المسيومانجان في هذا الصدد يصف ما شاهده:

"كان السيد عمر مكرم يمضى في صبيحة جميع يوم تتبعه الجماهير الى حيث يشتغل العمال في اقامة الاستحكامات ، وكثيار ما يبقى هناك النهار كله في خيمة اعدت له، وكان حضوره يثير الحماسة والشجاعة في نفوس الناس جميعا، وقد بذل جميع انسان ما في وسعه لاقامة الاستحاكمات.

ونطق الجبرتي يصف عمل السيد عمر مكرم:

"وفي – يوم 26 محرم – نبه السيد عمر النقيب على الناس وامرهم بحمل السلاح والتأهب للجهاد في الإنكليز حتى مجاوري الأزهر وأمرهم بهجر حضور الدروس وكذلك أمر المشايخ المدرسين بهجر القاء الدروس".

فتأمل دعوة الجهاد التي بثها السيد عمر مكرم والروح التي نفخا في طبقات الشعب، فانك لترى هذا الموقف مماثلا لموقفه عندما نادى الشعب الى التطوع لقتال الفرنسيين قبل معركة الاهرام، ثم تأمل في دعوته الأزهريين الى المشاركة في القتال، تجد أنه لا ينظر اليهم كرجال فهم ودين فحسب بل رجال جهاد وقتال ودفاع عن الذمار ايضا، فعملهم في ذلك العصر كان أعم وأعظم من عملهم اليوم.

ونطق الجبرتي في موضع آخر يصف اجتماع زعماء الشعب ورجال الحكومة للتشاور فيما يجب عمله:

"وفي يوم الثلاثاء حصلت جمعية بيت القاضي وحضر حسن باشا وعمر بك والدفتردار وكتخدا بك والسيد عمر النقيب والشيخ الشرقاوي والشيخ الأمير وباقي المشايخ فتحدثوا في شأن حادثة الإنكليز والاستعداد لحربهم وقتلهم وطردهم فانهم اعداء الدين والملة ويجب حتىقد يكون الناس والعسكر على حال الألفة والشفقة والاتحاد وأن تمتنع العساكر عن التعرض للناس بالايذاء كما هوشأنهم وان يساعد بعضهم بعضا على دفع العدو، ثم تشاوروا في تحصين المدينة وحفر خنادق، فنطق بعضهم ان الانكليز لا يأتون الا من البر الغربي والنيل حاجز بين الفريقين، وان الفرنساوية كانوا أفهم بأمر الحروب وأنهم لم يحفروا الا الخندق المتصل من باب الحديد الى البحر (النيل) فينبغي الاعتناء باصلاحه ولولم يكن كوضعهم واتقانهم واتفقوا على ذلك".

ونطق في موضع آخر: "وفي يوم الأربعاء 29 محرم ركب السيد عمر النقيب والقاضي والأعيان المتقدم ذكرهم ونزلوا الى ناحية بولاق لترتيب أمر الخندق المذكور وصحبتهم قنصل الفرنساوية وهوالذي أشار عليهم بذلك، وصحبتهم الجمع الكثير من الناس والأتباع والكل بالأسلحة".

ونطق عن اشتراك طبقات الشعب في حفر الخندق المذكور واقامة الاستحكامات بما بلغ اليه جهد جميع مطيق: "وشرعوا في حفر الخندق المذكور ووزعوا حفره على مياسير الناس واهل الوكائل والخانات والتجار وأرباب الحرف والروزنامجي وجعلوا على البعض أجرة مائة رجل من العملة وعلى البعض أجرة خمسين وعشرين وكذلك أهل بولاق ونصارى ديوان المكس (الجمرك) والنصارى والأروام والشوام والأقباط واشتروا المقاطع والغلقان والفوس والقزم وآلات الحفر وشرعوا في بناء حائط مستدير بأسفل تل قلعة السبتية".

وقد حدثت جميع هذا الاستعدادات ومحمد علي باشا لم يزل غائبا بالصعيد، وهذا يدلك على ان الشعب كان متطوعا من تلقاء نفسه للقتال عازما على الحرب والمقاومة كما كان شأنه عند مجئ الحملة الفرنسية، أما قنصل فرنسا الذي أشار اليه الجبرتي فهوفهوالمسيودروفتي وكان في الاسكندرية عندما اتىت العمارة الانجليزية، فغادر الثغر مخافة حتى يقع أسيرا في يد الانجليز لما كان بين إنجلترا وفرنسا الذي أشار اليه الجبرتي فهوالمسيودروفتي وكان في الإسكندرية عندما اتىت العمارة الإنجليزية، فغادر الثغر مخافة حتى يقع أسيرا في يد الإنجليزي لما كان بين إنجلترا وفرنسا من العداء المستحكم في ذلك الحين، فرحل من الإسكندرية إلى رشيد ومنها انحدر الى القاهرة فاشهجر في تنظيم وسائل الدفاع عنها.

ولم يقتصر تطوع سكان القاهرة على الدفاع عن العاصمة بل هبوا لنجدة اخوانهم اهل رشيد، وذلك انه على الرغم من ردهم الجيش الانجليزي الأول فانهم استهدفوا لزحف الجيش الانجليزي الثاني الذي اتى ليمحوا أثر الواقعة الأولى، فضرب الحصار على رشيد، وركب المدافع على آكام أبي مندور التي تتسلط عليها، واخذ يضربها بالمدافع تمهيدا للهجوم عليها وفتحها عنوة، وقد تهدم كثير من بيوتها ومات كثير من أهلها من ضرب المدافع وتساقط القنابل، فأوفد السيد حسن كريت نقيب أشراف رشيد الرسائل الى السيد عمر مكرم يستنجده ويطلب اليه امداد المدينة بالرجال والعتاد. فقرأ السيد عمر الرسالة الأولى على الناس وحصنهم على التطوع لنجدة رشيد، فاستجابوا وتطوعوا وحملوا السلاح وازمعوا السفر لنجدة اخوانهم، وبالرغم من حتى كتخدا بك لم يأذن لهم بالسفر حتى يحضر محمد علي باشا من الصعيد فان كثيرين منهم لم يعبأوا بهذا المنع وارتحلوا لنجدة أهل رشيد في صد الجيش الانجليزي.

وتطوع كذلك أهالي البحيرة والبلاد المجاورة لرشيد واقبلوا عليها يدافعون عنها، فكان ذلك مظهرا جليلا من مظاهر التضامن القومي والاشتراك في حمل اعباء الجهاد، واتحاد الحدثة في ساعة الخطر، وفداء جميع موضع في البلاد بكل فرد من اهل البلاد.

نطق الجبرتي: "وفي يوم الخميس غاية محرم ورد مكتوب من السيد حسن كريت نقيب اشراف رشيد والمشار اليه بها (أي كبير أعوانها) يذكر فيه ان الانكليز لما اسقط بهم رشيد ورجعوا في هزيمتهم الى الاسكندرية استعدوا وحضروا الى ناحية الحماد قبلي رشيد ومعهم المدافع الهائلة والعدد ونصبوا متاريسهم من ساحل البحر (النيل) الى الجبل عرضا، وذلك ليلة الثلاثاء ثامن عشرينه، فهذا ما حصل اخبرناكم ونرجوالاسعاف والامداد بالرجال والجباجنة والعدة والعدد وعدم التأني والاهمال، فلما وصل هذا الجواب قرأه السيد عمر النقيب على الناس وحثهم على التأهب والخروج للجهاد. فامتثلوا ولبسوا الأسلحة، وجمع اليه طائفة المغاربة واتراك خان الخليلي وكثيرا من العدوية والأسيوطية واولاد البلد، وركب في صبحها الى كتخدا بك واستاذنه في الذهاب فلم يرض ونطق حتى يأتي أفندينا الباشا (محمد علي) ويرى رأيه في ذلك، فسافر من سافر ، وبقى من بقى".

ونطق في موضع آخر: "وفي يوم السبت ثاني صفر (11 أبريل سنة 1807) وردت ممحررة أيضا من ثغر رشيد وعليها امضاء علي بك السلانكلي حاكم الثغر وطاهر باشا واحمد أغا المعروف ببونابرت بمعنى مكتوب السيد حسن السابق ويذكرون فيه ان الانكليز ملكوا ايضا كوم الافراح وابومنضور ويستعجلون النجدة، وفي خامس صفر وردت ممحررة من رشيد عليها امضاء السيد حسن كريت يخبر فيها بان الانكليز محتاطون بالثغر ومتحلقون حوله ويضربون البلد بالمدافع والقنابل، وقد تهدم الكثير من الدور والابنية ومات كثير من الناس، وقد أوفدنا لكم من قبل تاريخه نطلب الاعانة والنجدة فلم تسعفونا بارسال شي، وما عهدنا لاي شيء هذا الحال، وما هذا الاهمال ، فالله الله في الاسعاف، فقد ضاق الخناق وبلغت القولب الحناجر من تسقط المكروه وملازمة المرابطة والسهر على المتاريس ونحوذلك من الكلام وهي خطاب للسيد عمر النقيب والمشايخ ومؤرخة في ثاني صفر 22".


المصادر

  1. ^ الرافعي, عبد الرحمن (2009). عصر محمد علي. القاهرة، مصر: دار المعارف.

المراجع

  • كتاب أحوال مصر . بقلم أحمد محمد عوف
  • THE 35th FOOT PROJECT تاريخ الفصيلة 35 للجيش الملكي البريطاني

وصلات خارجية

  • المسقط الرسمي لمدينة رشيد
  • معركة رشيد، مسقط دهشة


تاريخ النشر: 2020-06-04 10:18:21
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, 1807 في مصر, التاريخ العسكري لمصر, التاريخ العسكري للمملكة المتحدة, تاريخ مصر, معارك مصر, معارك المملكة المتحدة, حروب محمد علي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بعد الصعود التاريخي للمونديال.. خطط منتخب مصر للكرة الشاطئية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:21:06
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

حبس المتهم بسرقة شقة فى عين شمس 4 أيام

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:21:02
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 59%

الزراعة: إنتاجنا من الأرز يكفى الاستهلاك وارتفاع الأسعار «غير مبرر»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:20:49
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

«شهيدة العلم».. ياسمين تفارق الحياة مكان وفاة والدها بنجع حمادى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:20:58
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

تعادل سلبى بين إنجلترا وويلز فى الشوط الأول بكأس العالم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:20:52
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

تريكس المخيف.. اكتشاف حفرى جديد لديناصور يعود تاريخه لـ76 مليون سنة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:20:45
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

نانسى عجرم تستعد لإحياء حفل غنائى بالقرية العالمية فى دبى.. 12 ديسمبر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:21:10
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

كريم فهمى: طرح فيلم «أنا لحبيبى» فى فبراير المقبل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:21:09
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

بمشاركة 55 فنانا.. تعرف على موعد عرض مسرحية «في حتة تانية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:21:08
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

خبير تربوي يكشف تفاصيل التصحيح بنظام الروبركس في الثانوية العامة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:20:48
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

طلق نارى يُنهى حياة شاب إثر خلاف على قطعة أرض بقنا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:21:03
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

أمريكا تتقدم على إيران بهدف بوليسيتش فى كأس العالم 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:20:52
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

ديلي ميل: فحص مشجعي انجلترا وويلز خوفاً من شعارات المثلية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:21:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

السيطرة على حريق بسيارة فى العجمى غرب الإسكندرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:21:02
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

وزير السياحة يشارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات القمة 22 لـ«WTTC»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:20:46
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

سفير بيلاروسيا بالقاهرة يزور معهد القلب القومى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:20:49
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

«الأرصاد» توضح أسباب السحب التي تغطي سماء الجمهورية دون أمطار

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:21:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 70%

تحميل تطبيق المنصة العربية