معركة الأناضول (1824)

عودة للموسوعة

معركة الأناضول (1824)

معركة الأناضول، هي احدى المعارك التي خاضها الجيش المصري بقيادة ابراهيم باشا أثناء حرب استقلال اليونان عام 1824.

أحداث المعركة

معركة ساموس

أقعلت العمارة المصرية من ثغر الاسكندرية في شهر يوليه سنة 1824 ، ولم تقصد إلى شبه جزيرة المورة رأسها، بل اتجهت الى مياه رودس، ومنها الى خليج ماكري على شاطئ الأناضول لتلتقي بالاسطول الهجري الذي نيط به مطاردة السفن اليونانية في مياه بحر الأرخبيل وتطهير البحر من قرصنتها واخماد الثورة في الجزر.

معركة جرونتاس

ولما وصلت العمارة الى خليج ماكري انزل ابراهيم باشا جنوده الى البر وتهيأت للاقلاع باسطوله شمالا ليتصل بالاسطول الهجري الذي اتى من الدردنيل بقيادة خسروباشا، فالتقى به في ميناء بودروم على شاطئ الاناضول في اواخر اغسطس، ولما التقى الاسطولان ظهر الفرق جليا بين نظام الاسطول المصري وفوضى الاسطول الهجري، وكان هذا الاسطول قد لاقى الاهوال من مهاجمة سن الثوار اليونان، فقد كان لهؤلاء مهرة كبيرة في ركوب البحر وحولوا معظم مراكبهم التجارية الى سفن مسلحة اعدوها لغزوالسفن الهجرية، وكان اشدها فتكا السفن المعروفة بالحراقات فانها كانت تقذف بنفسها على السفن العثمانية فتحرقها بنارها، وقد اشتبكت باسطول خسروباشا واعترضت طريقه في مياه جزيرة ساموس فاحرقت بارجة الاميرال وسفينتين أخريين. وتراجعت العمارة الهجرية جنوبا حتى التقت بالعمارة المصرية في مياه بودروم كما اسلفنا.

معركة بودروم

هاجمت السفن اليونانية العمارتين بالقرب من بودروم ودارت رحى القتال بين الفريقين، فلاذ الاسطول الهجري بالفرار من الميدان، اما ابراهيم باشا فقد صمد للسفن اليونانية حتى اضطرها الى التقهقر (سبتمبر سنة 1824).

واتصلت العمارتان المصرية والهجريا ثانيا وسارتا الى مياه جزيرة مدللي ثم تابعت العمارة الهجرية سيرها شمالا الى الدردنيل.

ورجع الاسطول المصري جنوبا، فاعترضته السفن اليونانية في مياه جزيرة ساقز واشتبكت به في معركة شديدة افضت الى غرق سفينتين مصريتين (أكتوبر سنة 1824) ثم عاد ابراهيم باسطوله الى ميناء بودروم.

ادرك ابراهيم باشا من هذه الوقائع ان هزيمة اليونان لا تكون على ظهر البحر حيث لهم السفن المنبثة في نواحيه، وان خير وسيلة للغلبة عليهم هي القضاء عليهم برا في شبه جزيرة الموره، فرجع ادراجه الى ميناء مر مريس جنوبا، ثم اقلع الى جزيرة كريت في ديسمبر سنة 1824 ورسا بالعمارة في خليج السوده حيث اخذ يتحين الوقت المناسب للاقلاع الى ساحل المورة.

ولقد برهن ابراهيم باشا خلال هذه الوقائع البحرية على شجاعته التي امتاز بها في حروب البر ، فانه صمد عدة أشهر لقتال السفن اليونانية التي اشتهرت بعظيم قدرتها في خوض غمار البحار ومهارتها في مهاجمة السفن الحربية، ولولا عزيمته ورباطة جأشه في لقاءته المخاطر لتشتت العمارة المصرية وتبددت امام هجمات السفن اليونانية، نطق المسيوداون في هذا الصدد:

"مضت خمسة أشهر على مغادرة العمارة المصرية ثغر الاسكندرية، خمسة أشهر تقضت في جهود شاقة، ومتاعب لا هوادة فيها، ومخاطر تجدد جميع يوم، وان ما ابداه ابراهيم باشا في هذه الظروف من الثبات ورباطة الجأش لما يسترعي النظر، فان قيادة اسطول بحري تصحبه عمارة من سفن النقل لمن المهام التي لا يسهل الاضطلاع بها، وان ابراهيم باشا في قيادته عمارة من مائة سفينة تقل نحوعشرين ألف رجل من جنود وبحارة قد اضطلع بمثل المهمة التي حملها بونابرت من قبل، مع حفظ النسبة بين الموقفين، حينما اجتاز البحر الابيض في اواخر القرن الماضي بعمارة من 280 سفينة تقل 38000 مقاتل، واذا تذكرنا ان مصر لم يكن لها الى ذلك الحين اسطول منتظم، ولا تنطقيد بحرية، ولا هيئة من الضباط البحريين الاكفاء ولا العدد الكافي من البحارة المدربين، وكان على ابراهيم باشا ان يبتكر وينظم على الفور جميع ما يلزم الحملة البحرية من سفن حربية وسفن للنقل، ورجال وعتاد، وان يروض نفسه على ركوب البحر والقتال بين ألقاء وأهواله، اذ تذكرنا جميع ذلك، فانه يحق لنا ان نعجب كيف من الممكن أن ان العمارة التي حشدها محمد علي امكنها ان تظل خمسة اشهر تجوب البحار دون ان تتفكك أوصالها، وكيف استطاعت ان تثبت امام الوثبات والهجمات الشديدة التي استهدفت لها واصابتها من عدوله حظ كبير من المهارة من غير ان تخسر سوى سفينتين حربيتين وبضعة ننطقات. لا ريب ان هذه الحقائق تدلنا على مضاء عزيمة ابراهيم باشا وعلوهمته، وتطالعنا بما تحتويه نفسه من صفات العظمة ومزايا الرياسة والقيادة، كما ان موافقته في ميادين القتال ورباطة جأشه في مغالبة المحن تدل على شجاعة كبرى لا يسع أي انسان الا حتى يبادر بالاعجاب بها".

النزول الى برة الموره

قلنا ان ابراهيم باشا مضى بعمارته الى جزيرة كريت واخذ يتحين خلوالبحر من السفن اليونانية ليقلع الى شواطئ المورة وقد تهيأت له الفرصة اذ سقط اضطراب بين بحارة السفن اليونانية لتأخر عطائهم وتنازع زعمائهم من رؤساء الحكومة الثورية، فأبى البحارة الاستمرار في القتال فلما فهم ابراهيم باشا بهذا النبأ انتهز الفرصة فأقلع بعمارته من خانيه الى ميناء مودون جنوبي الموره وانزل جنوده الى البر في فبراير سنة 1825 والفى القوات الهجرية في أسوأ حال لغلبة الثوار عليهم بحرا وبرا ولم يبق تحت يد الهجر من المواقع سوى مودون التي هبط بها ابراهيم باشا، وميناء كورون التي كان يحاصرها اليونانيون.


المصادر

  1. ^ الرافعي, عبد الرحمن (2009). عصر محمد علي. القاهرة، مصر: دار المعارف.
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:18:30
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, حروب محمد علي, حرب استقلال اليونان

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

كورونا في اليابان: تسجيل أكثر من ١٠٥ آلاف إصابة جديدة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:48
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

ما عندهاش رحمة.. أم روسية تبيع طفلها لدفع ثمن عملية تجميل بالأنف "صور"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:38
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 44%

المغرب: ارسال المزيد من التعزيزات لمكافحة الحرائق

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:54
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

المطران كريكور أوغسطينوس كوسا يهنئ الرهبنة الكرملية بعيدها

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:23
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

غياب اللاعب صاحب الحلول الفردية أحد أسباب تراجع مستوى الأهلي

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:44
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 42%

كيف نرنم ونغني مثلما نتكلم؟

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:24
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

تمديد الإغلاق في ماكاو بسبب كوفيد-19

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:51
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

تواصل الاحتجاجات في سريلانكا لليوم المئة رغم تنحي الرئيس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:57
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

تصميمه يمثل الخلود.. خاتم يدخل جينيس بأكبر عدد من الماسات "فيديو وصور"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:45
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 40%

السعودية تُفرج عن جثمان الصيدلي المصري المقتول على يد امرأة

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:32
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

طريقة اكتشاف الكاميرات المخفية في الحجرات والحمامات والفنادق

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:29
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

مضيفة تحصل على تعويض 5 ملايين دولار بسبب "كلمة"

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

4 مفاجآت فى انتظارك بأول يوم عمل بعد الإجازة.. ومتنساش الكمامة.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:41
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

لنضع بين يديّ الرّبّ كل ما نملكه

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:24
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

طلاب الثانوية العامة يبدأون امتحان الجيولوجيا والتفاضل وعلم النفس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:46
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 46%

أنطوان زند.. رائد التوزيع السينمائي بمصر يتحدث ل”وطني”

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:23
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

دولة كبرى تعلن سحب جواز سفر من يتعاطى مخدرات

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:31
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

وفاة أسرة كاملة من 8 أفراد تهز دولة عربية (صور)

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:28
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

صحيفة سعودية: طارق حامد يستعد للانضمام لمعسكر اتحاد جدة بالنمسا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-17 12:21:40
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية