إضراب عمال أستورياس 1934
ثورة أستورياس 1934 | |||||
---|---|---|---|---|---|
جزء من ثورة 1934 | |||||
| |||||
الخصوم | |||||
Uniu-vos Germans Proletaris Aliança Obrera |
Segona República Espanyola Legió espanyola |
||||
القادة والزعماء | |||||
Ramón González Peña تيودوميرومننديز بلارمينوتوماس |
فرانشسكوفرانكو Manuel Goded |
||||
القوات | |||||
30.000 تقريباً | 20.000 تقريباً | ||||
الخسائر | |||||
1000 تقريباً | 335 تقريباً |
ثورة أستورياس Revolució d'Astúries de 1934
اندلعت، في الخامس من أكتوبر 1934، أحد أبرز أحداث التاريخ المعاصر، ليس فقط بالنسبة لإسبانيا، بل للحركة العمالية العالمية. فلقد استولت البروليتاريا الأستورية على السلطة خلال 15 يوما بعد حتى انتزعتها بالقوة والحزم النضاليين. فقد كانت، كما أكد دافيد رويز David Ruiz، "أول ثورة اشتراكية في التاريخ الاسباني".
لقد شكل هذا الحدث، كما الملحمة الرائعة التي خطها العمال الإسبان خلال الحرب الأهلية، جزءا هاما من النضال ضد الفاشية، والصفحة الأكثر بطولية وإثارة في تاريخ الحركة العمالية الإسبانية الغنية جدا بنضالات الجماهير المضطهدة. يعد هذا الحدث النضالي الفريد شبيها من عدة جوانب بكمونة باريس، فبنفس الطريقة حيث لأول مرة في العالم ستظفر طبقة عاملة على السلطة وتحافظ عليها خلال ثلاثة أشهر في مدينة مثل باريس قبل حتى تعاني بعد ذلك من القمع الوحشي للبرجوازية الفرنسية والبروسية، في الحالة الأستورية كذلك يفترض أن تستول الطبقة العاملة لأول مرة على السلطة في جهة إسبانية بكاملها قبل حتى تتلقى، هي الأخرى، الانتقام الوحشي للجيش الجمهوري البرجوازي (بقيادة فرانكوFranco نفسه من مدريد) والفيالق الموريسكية [3]. تعتبر الكمونة الأستورية حدثا حاسما في الفترة الثورية الممتدة من سقوط الملكية في أبريل 1931 حتى نهاية الحرب الأهلية الإسبانية. ويجب استيعاب ثورة أكتوبر 34 كمكون أساسي لهذا المسلسل.
خلفية
خلال صيف 1933، وصلت الأزمة الاقتصادية التي تضرب الدولة الإسبانية ذروتها. في نفس الوقت، بدأت حكومة التآلف الجمهوري-الاشتراكي عدها التنازلي بعدما خانت آمال الجماهير خلال عامين. وقد كان هذا الإحباط سببا في الفوز الانتخابي للكنفدرالية الإسبانية لليمين المستقل CEDA في 19 نونبر 1933 خلال الانتخابات التي شهدت نسبة مقاطعة تقدر ب 32%، والتي ساهمت فيها دعوة الكنفدرالية الوطنية للعمال CNT (نقابة فوضوية) بشكل كبير.
سيكون الافلاس الانتخابي لليسار بمثابة بداية فترة جديدة ستتميز بإجهاز البرجوازية على جميع المكتسبات الجزئية للعمال خلال عامي النظام الجمهوري. فمنذ دجنبر 1933، وبينما ستقوم قوات الشرطة بقمع حازم للعمال، تساهلت الحكومة، بشكل مفضوح، مع اعتداءات القوات الفاشية وهي في أوجها، كما أصدرت عفوها على الجنرال سانرورخوSanrurjo وضباط آخرين تجاوز وحتى حاولوا القيام بانقلاب ضد الحكومة الاشتراكية الجمهورية. تفسر هذه الوضعية غضب العمال وتعطشهم للقتال، كما يبين مثلان المناخ العام للاستعداد النضالي لعمال: ففيثمانية دجنبر 1933، دعت الكنفدرالية الوطنية للعمال CNT، النقابة الفوضوية القوية، بشكل انفرادي إلى إضراب عام انتفاضي. وإذا كانت تعتبر دعوة الكنفدرالية الوطنية للعمال CNT هته، لحسابها الخاص، خطأ، إلا أنها أظهرت تعطش العمال الأكثر وعيا للنضال. سينتشر الإضراب حيث للكنفدرالية الوطنية للعمال CNT التأثير الكبير، أي في مدن أراغون Aragon، ريوخا Rioja، كاطالونيا Cataluna، في الوسط، إستريمادورا Estrémadura والأستورياس Asturias، إلا حتى الإضراب سيفشل نظرا لطابعه الجزئي، وسيتعرض العمال للقمع الوحشي من طرف الحكومة الجمهورية حيث سقط أكثر من 100 قتيلا و6.000 حالة اعتنطق كما منعت صحافة الكنفدرالية الوطنية للعمال CNT وأغلقت مقراتها. وقد دعت هذه الأخيرة بذاتها بعد ذلك إلى الالتحاق بالعمل وثم حظرها قانونيا أسبوعين بعد ذلك.
الإضراب
وبعد أشهُر قليلة، انفجر الوضع بالأرياف بحكم التدهور السريع لظروف حياة صغار الفلاحين والعمال الزراعيين الذين تدنت أجرتهم اليومية من 10-12 بسيطة سنة 1931 إلى أربعة بسيطات سنة 1934. لقد عملتت حكومة ليروLerroux على استرجاع الأراضي التي تجاوز وحتى انتزعت خلال فترة الجمهورية-الاشتراكية، وأعطت باللقاء الحرية المطلقة لمالكي الأراضي فيما يخص تحديد شروط العمل، مما كان يسمح لهم بتسريح اليد العاملة وتحديد الأجور وساعات العمل اليومية. في هذا السياق، نظمت فدرالية عمال الأرض التابعة للاتحاد العام للشغيلة UGT، (النقابة الاشتراكية)، تحت ضغط هذا الوضع المتقاطب وقاعدتها المتجذرة جدا، إضرابا عاما في البوادي شهر يونيو1934، والذي انضمت له جميع من المنظمات الفوضوية والشيوعية. استطاع الإضراب حتى يستمر أسبوعين في الكثير من القرى، لكنه فشل لإن القادة عجزوا عن توحيده وتوسيعه ليضم الطبقة العاملة الصناعية. مكنت بالتالي عزلة الأرياف هته عن المدينة الحكومة من قمع الحركة دون رحمة حيث سجلت 8.000 حالة اعتنطق، وتطبيق جل القوانين القمعية الممكنة من قمع حق الإضراب؛ حالة الاستثناء؛ إعدامات؛ المحاكم الاستثنائية؛ إغلاق مقرات النقابات وجميع دور الشعب...إلخ. أبان العمال المياومين عن شجاعة ورغبة جامحة في القتال، لكن البروليتاريا الصناعية ظلت دون تعبئة للنضال فكانت النتيجة هزيمة لم تكلف الملاكين العقاريين شيئا حيث حتى محصول 1934 كان أحسن من محصول 1932. مثلت الهزيمة كذلك إهدارا للقوى لأن حركة أكتوبر وجدت عمال الحقول في السجن، محبطين، منهزمين ودون عزيمة نضالية للدخول في نضالات جديدة غير مضمونة النتيجة. جميع ذلك كان نتيجة للتوجه المفرط في النضالات القطاعية للقادة.
تعتبر منطقة الأستورياس، قبل جميع شيء، خلال سنة 1932 كما في 1933، الإقليم الاسباني الأول من حيث عدد الإضرابات، ففي سنة 1932 شارك 59.236 عاملا في الإضرابات وسينتقل العدد إلى 105.286 في 1933. في هذه الفترة، كان في الأستورياس 70.000 عاملا منقبا، أي نسبة مهمة من المأجورين: أكثر من 50%. العامل هوالقلب النابض للبروليتاريا الأستورية، وبشكل خاص العامل المنجمي. تميزت سنة 1934 بتصاعد متزايد للنضالات، فلم يأت أكتوبر عن فراغ. كانت هناك معارك مهمة في تروبيا Trubia وفي معمل البنادق ضد تقليص المستخدمين، وفي أبريل كان هناك 11.000 مضربا في الحوض المنجمي مرفوقا بلقاءات مسلحة مع قوات القمع.
بدأت تتعاقب في مايوالتجمعات والمظاهرات. وفي شتنبر، قامت جماعة النساء الاشتراكيات في ساما دي لانغرييوSama de Langreo، مدعمات من طرف عمال المناجم المسلحين في الغالب، بالتظاهر ضد "الحرب والفاشية" مما أدى إلى لقاءات وتبادل حديث لإطلاق النار عندما قام حرس الهجوم باحتلال جزء من المدينة، فقامت النساء بالتجمع في دار الشعب لتنظيم مسيرة أخرى من جديد، إلا أنهن منعن من طرف الخيالة (شرطة) التي هجرت قتيلا وراءها.
في اليوم التالي، انفجر الإضراب في جميع الحوض المنجمي والمنطقة الضناعية لدورو-فلگويرا Duro-Felguera، وبعد اتساع اللقاءات يومثمانية وتسعة شتبر، ستتم الدعوة إلى إضراب عام تام ضد "زيارة" ومحاولة تمركز اليمين الرجعي بقيادة خيل روبليس Gil Robles في كوفادونغا Covadonga، وبذلك تم إحباط تجمع-تمركز رجال الدين-الفاشيين كما سييتم إحباطه في جميع من الإسكوريال Escorial ومدريد (في هتين الحالتين كان التمركز مع المالكين العقاريين القطالونيين). قام عمال هته المناطق باقتلاع سكك الحافلات الكهربائية Trams، وإيقاف القطارات، ومنع بيع وجبات الطعام واكتراء المساكن، كما أقاموا الخنادق على الطرقات والشوارع وقاموا في الأخير باجتثات المجموعات الرجعية. قامت حكومة ليرو، بدعم من الكنفدرالية الإسبانية لليمين المستقل CEDA، بحملة قمع قوية. لم تكن تسمية السلطة الجمهورية البرجوازية لسنوات 1933-1935 ب "Bienio Negro" (العامين الأسودين) مجانية. لقد تعاقبت الاستفزازات، الغرامات، الاعتنطقات واحتجاز الصحافة العمالية. كان هناك، في شتنبر 1934، حسب إحصاء للأممية الاشتراكية، إجمالي 12.000 عاملا معتقلا. كما تم منع الميليشيات الاشتراكية التي جُردت من أسلحتها. وتم إغلاق مقرات المنظمات العمالية التي تعرضت ميزانياتها النقابية للتحقيق من أجل التأكد إذا ما كانت قد حولتها ل "أغراض ثورية".
تمت إزاحة الاشتراكيين وعمال آخرين منتخبين من المجالس البلدية. وكما اتى في كتاب فيليكس موروFélix Morrow "الثورة والثورة المضادة الاسبانية": "لقد تم استعمال جميع القوانين التي سنها الاشتراكيون خلال توليهم السلطة في لقاءة "اللامسؤولين"، ضدهم".
المصادر
- ^ ثورة أكتوبر 1934 في إقليم أستورياس
المراجع
- Beevor, Antony. The battle for Spain. The Spanish Civil War 1936-1939. Penguin Books. 2006. London.
- García Gómez, Emilio. Asturias 1934. Historia de una tragedia. Pórtico. 2010. Zaragoza.
- Graham, Helen. The Spanish Civil War. A very short introduction. Oxford University Press. 2005.
- Jackson, Gabriel. The Spanish Republic and the Civil War,1931-1939. Princenton University Press. 1967. Princenton.
- Thomas, Hugh. The Spanish Civil War. Penguin Books. 2001. London. ISBN 978-0-14-101161-5
وصلات خارجية
- 1934: The Asturias Revolt at libcom.org
- Republican Spain at countrystudies.us