أحمد جودت پاشا

عودة للموسوعة

أحمد جودت پاشا

أحمد جودت پاشا
وُلـِد 1823
لفچة، الدولة العثمانية (شمال بلغاريا الحالية).
توفي 26 مارس 1895
اسطنبول
المهنة صدر أعظم مؤقت (لعشرة أيام 1879)،
وزير الحقانيةخمسة مرات (1886، 1879، 1876، 1875، 1870)
ناظر المعارف ثلاثة مرات (1876,1875,1873)
ناظر الداخلية (1876)
ناظر الأوقاف (1877)
ناظر التجارة (1878)
مؤرخ، حقوقي

أحمد جودت باشا (1237-1312هـ/1822-26 مايو1895م)، رجل دولة هجري عثماني، ووزير الحقانية ومؤرخ شهير, وأديب, من القرن التاسع عشر للميلاد.

سيرته

ولد في لوفچة Lofça شمالي بلغاريا، من الپوماك (مسلموبلغاريا)، حيث كان والده حاجي إِسماعيل آغا عضواً في المجلس الإِداري للمدينة. وتلقى أحمد مبادئ العلوم الإِسلامية في مسقط رأسه, وتابعها, وتعمق فيها, في إِحدى مدارس اصطنبول, عاصمة الدولة العثمانية, والمركز الأكبر للإِشعاع الفكري فيها, مضيفاً إِليها بعض العلوم العصرية, كالرياضيات, والفلك، والجيولوجية، والفلسفة. وسعى وهوفي العاصمة، لإِجادة اللغتين العربية والفارسية، حتى نظم الشعر بهما كما نظمه بالهجرية، فأعطي اسم «المخلص جودت» الذي عُرف به. ونال نتيجة دراساته الإِجازة التي تسمح له بالانخراط في سلك القضاء.

وهووالد أول روائية هجرية فاطمة علية هانم.

ويمكن حتى يُمَيَّز في حياة أحمد جودت بعد تخرجه وحتى وفاته، أربع مراحل:

الفترة الأولى: وتمتد ثلاثة عشر عاماً(1262-1275هـ/1846-1858م) والفترة الثانية: وتمتدّ ثماني سنوات (1275-1283هـ/1858-1866م) والفترة الثالثة: وهي أطول المراحل, ودامت ما يقرب من ربع قرن (1283-1307هـ/1866-1890م) والفترة الرابعة: ومدتها خمس سنوات (1307-1312هـ/1890-1895م) وهي التي انتهت بوفاته.


الفترة الأولى

بزغ نجم أحمد جودت في ميدان الأدب، والفكر التاريخي والتشريعي. ويبدوأنه أظهر في أثناء دراسته فكراً واسعاً وعميقاً, ودقة في تفهم الأمور الشرعية, حتى إِنه عين وهوفي الرابعة والعشرين من عمره (1846م) بتوصية من شيخ الإِسلام، مساعداً للصدر الأعظم، مصطفى رشيد باشا، في أثناء إِعداده للقوانين, و«النظام نامه الجديدة», التي كانت الدولة العثمانية بصدد تهيئتها في هذه الفترة الإِصلاحية من حياتها. وبقي ملازماً للصدر الأعظم ثلاثة عشر عاماً, أي حتى وفاة هذا الأخير عام 1275هـ/1858م. وتحت تأثير رشيد باشا عُيّن لمناصب تعليمية وثقافية لها شأنها, منها إِدارة دار المفهمين المنشأة حديثاً, والسكرتارية الأولى لمجلس المعارف. وفي المنصبين أدى خدمات مفيدة للتربية والتعليم والثقافة. وإِلى هذه الفترة يرجع إِسهامه الفعال في إِنشاء ما سمي بـ «الإِنجومين دانيش» (1851م)، التي كانت أشبه ما تكون بالأكاديمية الفرنسية وتحت تأثير هذه الجمعية, وبدفع من السلطان عبد المجيد (1255-1278هـ/ 1839-1861م) شرع أحمد جودت بتأليف عمله التاريخي الكبير الذي عهد فيما بعد باسمه، وهوتاريخ وقائع الدولة العثمانية. وعندما قدم الأجزاء الثلاثة الأولى منه إِلى السلطان كافأه السلطان بتعيينه مؤرخاً رسمياً للدولة (سقطة نويس). وإِلى جانب تأليفه التاريخي ذاك, فإِنه أسهم في وضع «القانون النامه الجزائية», و«قانون نامه الطابو» نتيجة عمله عضواً في مجلس التنظيمات, ثم رئيساً لـ «لجنة الأراضي السنية» وألف كتاباً في القواعد الهجرية تحت عنوان «قواعدي عثمانية» بالاشتراك مع فؤاد باشا.

الفترة الثانية

وتبتدئ بوفاة رشيد باشا, وقد شجعه فيها جميع من فؤاد باشا وعالي باشا - وهما أكبر شخصيتين سياسيتين كان لهما دور رئيسي في الإِصلاحيات التي حققتها الدولة العثمانية - على هجر عمله ذي الطابع الفهمي، والاتجاه إِلى الأعمال الإِدارية والسياسية. ولثماني سنوات بقي أحمد جودت عاملاً في المنحيين معاً: المنحى الفهمي، والمنحى الإِداري الذي أثبت كفاية في مضماره عندما عمل على تهدئة بعض الأنطقيم الثائرة بإِدخال الإِصلاحات الضرورية فيها، كمنطقة قُزان في طوروس، وإِقليم البوسنة.

الفترة الثالثة

وفيها انصرف أحمد جودت تماماً إِلى الأعمال الإِدارية والسياسية, فهجر عمله التاريخي بصفته» سقطة نويس» عام 1866م, ومنح رتبة وزير, ولقب باشا, وتنقل لربع قرن تقريباً، وبالتناوب بين منصبي الولاية والوزارة فعين لمنصب ناظر الحقّانية ( وزير العدل) خمس مرات (1886، 1879، 1876، 1875، 1870) ولمنصب ناظر المعارف (وزير التربية) ثلاث مرات (1876,1875,1873) ولمنصب ناظر الداخلية مرة واحدة (1876), وللأوقاف (1877) وللتجارة (1878) مثلها. كما عمل صدراً أعظم مدة عشرة أيام عام 1879، بعد عزل خير الدين باشا.

وقد أظهر جودت باشا, نشاطاً كبيراً في أثناء وزاراته المتنوعة, وحماسة للإِصلاح والتقويم, وإِن كانت أفكاره مزيجاً من نزعات تقدمية ورجعية. فهويريد الإِصلاح, وتقدم المجتمع العثماني, وهويهاجم بقوة جميع مظاهر الجهل, والتعصب, والانصراف وراء المصلحة الخاصة, التي كانت من صفات الهيئات الحاكمة آنذاك كما كان يحارب بشدة الخرافات المنتشرة بين الشعب, إِلا أنه باللقاء كان لا ينسجم مع أخذ الجديد من الحضارة الغربية. وقد ازدادت أفكاره تقليدية مع تقدمه بالسن, وخصومته لمدحت باشا, فقد كان هذا الأخير يندد دوماَ‎ً بعدم إِجادته اللغة الفرنسية, وبضآلة معهدته بالأفكار الأوربية المعاصرة.

وقد يحدث أبرز ما قدمه في أثناء تسلمه منصب ناظر الحقانية تدوينه قانون القضاء أوما يسمى بـ «مجلة الأحكام العدلية» وقد استند في صياغته إِلى التشريع الإِسلامي على الفقه الحنفي, متجاوزاً الأفكار التي كان يؤيدها عالي باشا التي كانت تطالب بتبني القانون المدني الفرنسي. وقد ثابر على عمله هذا حتى إِنجازه في عام 1877, على الرغم من التحاقه بأعمال ووزارات أخرى.

وفي أثناء وجوده في نظارة المعارف أصلح المدارس الابتدائية للذكور, ووضع البرامج التعليمية للمدارس الرشدية والإِعدادية, وعمل على إِيجاد خط للطلاب, وألف هونفسه ثلاثة منها, وأعاد تنظيم دار المفهمين.

ولم يظهر أحمد جودت باشا كفاية في أعماله الوزارية فحسب, وإِنما حقق نجاحاً في أعمال الولاية عندما تسنم منصبها على التوالي, في حلب، وبورصة، ومرعش، ويانينة، والشام مرتين, على الرغم من المدد القصيرة نسبياً التي كان يمكث فيها.

ولكن إِذا كان لأحمد جودت باشا ما يشرّفه في أثناء ممارسته لمناصبه في الوزارة والولاية, فإِن توافقه التام مع نظام السلطان عبد الحميد, وموقفه من قضية مدحت باشا التي جرت في أثناء وزارته الرابعة للحقانية (1879-1882) يجرّحانه ويسيئان إِليه. فقد كان على خلاف وعداء مع مدحت باشا لأن هذا الأخير كان يرى حتى موقف جودت باشا من الدستور موقف رجعي, وأن أفكاره بعيدة عن الأفكار المعاصرة. ومن ثمَّ فقد نسب إِلى جودت باشا أنه كانت له يد طولى في اتهام مدحت باشا بالخيانة ومناصرة النصرانية. وهوالذي مضى بنفسه إِلى إزمير للقبض عليه, وحمله إِلى العاصمة بصفته رئيساً للفرقة التي كلّفت هذا الأمر.

الفترة الرابعة والأخيرة من حياته

جزء من موسوعته "تاريخ جودت" الواقعة في 12 مجلد

وفيها اعتزل أحمد جودت باشا العمل السياسي تماماً, بعد حتى استنطق من النظارة الخامسة للحقانية عام 1307هـ/ 1890م. فاعتكف في بيته لمتابعة ما ابتدأه من تآليف أدبية وتاريخية, حتى وافته المنية في منزله في «بيبك» على شاطئ البوسفور, ودفن في تربة الَسلطَان محمد الفاتح.

خلَّف أحمد جودت عدداً من المؤلفات، بعضها بالعربية، وبعضها الآخر بالهجرية. أما الأولى فهي: خلاصة البيان في جمع القرآن، وتعليقات على أوائل المطوّل في البلاغة, وتعليقات على الشافية في النحو.


مؤلفاته

ورقة من موسوعته "قصص الأنبياء وتاريخ الخلفاء"

ومؤلفاته باللغة الهجرية أكثر عدداً وتنوعاً. فهناك إِسهاماته القانونية الكثيرة والمهمة, التي أشير إِلى معظمها آنفاً. وهناك ما دونه في ميدان قواعد اللغة الهجرية وبلاغتها, ومنها «قواعدي هجرية» و«بلاغتي عثمانية» وقد ألف الكتاب الأخير لطلاب مدرسة الحقوق. وله في الأدب «آداب سداد», كما له «تقويم أدوار» وقد أثار فيه لأول مرة قضية ضرورة إِصلاح التقويم. وقد كان لأحمد جودت باشا أيضاً إِنتاجه الشعري الذي جمعه في ديوان «ديوانجه» بناء على طلب من السلطان عبد الحميد, وشرح «ديوان صائب» المشهور بين دواوين الشعر الفارسية.

إِلا حتى المؤلَّف الذي شغل مكان الصدارة بين مؤلفاته هو«تاريخ وقائع الدولة العثمانية» الذي عهد بـ«تاريخ جودت» وهوفي اثني عشر جزءاً, ويتناول من تاريخ الدولة العثمانية, الفترة الممتدة من معاهدة كوشوك قينارجه عام 1774م. إِلى القضاء على الانكشارية عام 1826م. وقد خطه على طريقة الحوليات, واستغرق تدوينه له ثلاثين عاماً. وطبع أول مرة في اصطنبول بين 1271و1301هـ/ 1856و1884م. وكررت طباعته. ونقل عبد القادر دنا البيروتي الجزء الأول منه إِلى العربية. ويتصف الكتاب بصورة عامة, بوفرة مصادره, واعتماد مجلداته الأولى على الوثائق الرسمية, وبحس صاحبه النقدي, ومحاكمته الصائبة, إِلا أنه باللقاء زاخر بتحيزاته للدولة العثمانية.

ومن مؤلفاته التاريخية أيضاً: «قصص الأنبياء وتاريخ الخلفاء», وهوكتاب ذوهدف تعليمي تربوي, فقد كان أحمد جودت باشا يؤمن بأهمية التاريخ في التربية. وهومؤلف من 12 جزءاً، ويبتدئ بآدم وينتهي بعهد السلطان مراد الثاني.

ومن تدويناته التاريخية مجموعة من التقارير قدمها للسلطان عبد الحميد، وتؤرخ الفترة من 1839 إِلى 1876م، وهي في خمسة أجزاء, وقد نشر منها فقط الجزء الثاني, والثالث, والرابع, وله كذلك مجموعة من الملاحظات, دونها عن حوادث عصره عندما كان «سقطة نويس», وأطلق عليها «تذاكري جودت» وقد اعتمدت ابنته فطمة علية خانم على بعضها في كتابها «جودت باشا وزماني».

ويضاف إِلى مدوّناته التاريخية إِكماله ترجمة مقدمة ابن خلدون التي ابتداها «بيري زاده محمد صائب».

المصادر

  • ليلى الصباغ. "أحمد جودت باشا". الموسوعة العربية.

للاستزادة

  • أديب تقي الدين الحصني، منتخبات التواريخ لدمشق (بيروت 1399هـ/ 1979م).
  • جرجي زيدان، تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر، الطبعة الثالثة (بيروت).
  • (In Turkish) Ekrem Buğra Ekinci and Ahmet Şimşirgil. Ahmed Cevdet Paşa ve Mecelle (Ahmed Cevdet Pasha and Mejelle),Istanbul, 2008. Download the book

وصلات خارجية

  • The Sunni Path- By Ahmet Cevdet Pasha
  • AL-MAJALLA AL AHKAM AL ADALIYYAH- The Ottoman Courts Manual
  • Tarih-i Cevdet and Belagat-i Osmaniyye, Original Text
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:53:38
التصنيفات: Articles with hCards, مواليد 1822, وفيات 1895, پوماك, كتاب أتراك, علماء أتراك, مؤرخون عثمانيون, علماء اجتماع أتراك, باحثون قانونيون أتراك, Turkish jurists, باشوات, أشخاص من لوڤچ, ولاة حلب, وزراء عثمانيون, All stub articles, بذور علماء أتراك, بذور الدولة العثمانية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أتلتيكو مدريد يهزم رايو فايكانو ويصبح "الثالث"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-20 00:17:10
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 99%

كيروش يعلن قائمته لمواجهة السنغال.. وقلق على صلاح

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-20 00:17:12
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 98%

رسميا.. الأهلي يمدد تعاقده مع محمد عبد المنعم

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-03-20 00:17:41
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 38%

غروسي: مشاورات مستمرة لضمان سلامة منشآت أوكرانيا النووية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-20 00:16:30
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 92%

البعد الآخر.. التبعات الاقتصادية للأزمة الأوكرانية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-20 00:17:11
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 96%

بن ناصر يقود ميلان إلى صدارة الدوري

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-20 00:17:14
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 92%

غارات روسية مكثفة على مدينة ميكولايف.. وجثث تحت الأنقاض

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-20 00:16:31
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 96%

المنتخب السعودي يدشن تدريباته في أبوظبي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-20 00:17:16
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 97%

كبار السن الأوكرانيون يجدون ملجأ لهم في عربات المترو

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-20 00:16:28
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 93%

تحميل تطبيق المنصة العربية