ويطلع النهار (فيلم)

عودة للموسوعة

ويطلع النهار (فيلم)

Le Jour se lève
Film poster
اخراج Marcel Carné
خطه Jacques Prévert
Jacques Viot
بطولة Jean Gabin
Jules Berry
Arletty
موسيقى Maurice Jaubert
Cinematography Philippe Agostini
André Bac
Albert Viguier
Curt Courant
تحرير René Le Hénaff
توزيع AFE
طرح date(s) June 9, 1939
المدة 93 min.
اللغة French

في ذلك الزمن كان التعاون بين الأدباء والسينمائيين أضحى امراً طبيعياً. فبعد حتى احتاج الفن السابع الى زمن حتى اقنع أهل الفنون الجدية الأخرى حتى في إمكانه حتىقد يكون هوالآخر فناً جدياً، راح الكتّاب والشعراء يجربون حظهم في هذا الفن. ولسنا في حاجة هنا الى التذكير بأن التعاون في هذا المجال تبدى، دائماً، مثمراً، وبخاصة حين ينظر الأديب الى مجال نشاطه الجديد نظرة شاعرية، أوينظر السينمائي الى تعاونه مع الأديب نظرة من يعهد ان هذا التعاون مثمر للفن والأدب على السواء. ونموذجي في هذا المجال التعاون الذي قام في فرنسا وطوال نحوعشر سنوات (بين 1936 و1946) بين الشاعر جاك بريفير والسينمائي مارسيل كارنيه. وهوتعاون أجمع مؤرخوالسينما على أنه أثمر بعض أجمل الأفلام في فرنسا في تلك الفترة، وقحماً في مسيرة كارنيه، كما أنه انعكس إيجاباً على شعر بريفير وكتاباته الأخرى.

وهذا التعاون بدأ مع فيلم «جيني» لينتهي مع فيلم «أبواب الليل» وضم «أطفال الجنة» بين أفلام أخرى. سليم ان هذا الأخير يظل الأشهر بين تعاون بريفير - كارنيه، لكن الفيلم الأقوى كان «... ويطلع النهار» الذي خط له السيناريووالحوار جاك بريفير (في تعاون مع جاك نيو) وأخرجه مارسيل كارنيه في العام 1939، عشية الحرب العالمية الثانية.

لفترة طويلة من الزمن ظل «... ويطلع النهار» الفيلم - العلامة في تيار سينما الواقعية الشعرية الفرنسية بحسب ما نطق المؤرخ اللبناني - الفرنسي كلود بيلي، الذي أضاف ان هذا التيار «غير محدد المعالم» على أية حال، يضم الكثير من نتاجات مخرجين ساروا في ذلك الحين على خط سينما شعبية، يتراوح موضوعها بين إدانة الظلم الاجتماعي، والتعبير عن نوع من القدرية السيكولوجية. وكان من بين هؤلاء المخرجين جان فيغووجان رينوار وجان غريميون وبيار شينال، وكلهم من الذين صنعوا للسينما الفرنسية مجدها خلال ثلاثينات القرن المنصرم. ولئن كان رينوار اكثرهم شاعرية وقدرة، فإن كارنيه كان الأوفر حظاً من بينهم في الحصول على إعجاب الجمهور. ومن هنا كانت أفلامه ذات شعبية كبيرة، حتى وإن كان التشاؤم الذي طبع نهايات معظمها يتنافى مع مثل ذلك المصير. أوعلى الأقل خلال السنوات الأولى. اذ لاحقاً، مع تفاقم الأوضاع الاجتماعية وخيبة أمل الجماهير الشعبية في حكم تقدمي حكم باسمها (الجبهة الشعبية) وانتشار النازية وتجمع سحب الحرب واكتشاف الفرنسيين هشاشة بلدهم، جميع هذا أدى الى جعل تشاؤمية كارنيه تبدوتنبؤية وسليمة. وفي هذا الإطار لعب «... ويطلع النهار» دوراً أساسياً.

السيرة

فعمّ يتحدث هذا الفيلم،يا ترى؟ عن رجل عادي في زمن عادي في مدينة راحت تصبح اكثر عادية من ذي قبل. وهذه العادية المثلثة هي، في الحقيقة، ما أضفى على الفيلم جوّه الخانق والساحر في الآن نفسه طالما حتى المتفرجين كانوا قد باتوا، في ذلك الحين، على استعداد للتفاعل مع شخصيات وأمكنة وأوضاع من ذلك النوع، يرون فيها مرآة مثلثة لأحوالهم، حتى ولواتسمت تلك المرآة بشاعرية تذكّر - الى حد ما - بالتعبيرية الألمانية.

يبدأ الفيلم في بناية عادية تقع على ساحة في إحدى الضواحي الباريسية. وفي الطابق السادس في تلك البناية، يدور صراع بين رجلين يقتتلان. وفجأة نسمع صوت طلق ناري، ويقتل واحد من الرجلين، أما الآخر - القاتل - فإنه سيبقى محاصراً في الشقة حتى الصباح، متذكراً في لعبة عودة سينمائية الى الوراء، جملة الأحداث التي أوصلته الى هنا، وإلى انقد يكون قاتلاً على ذلك النحو. وما يتذكره من أحداث، على هذه الشاكلة، هوما يشكل متن الفيلم ومساره الأساسي، قبل نهايته التي تحل مع طلوع الفجر، فهماً حتى رجال الشرطة كانوا يحاصرون البناية طوال الليلة في انتظار ظرف يمكنهم من اعتنطق ذلك القاتل. فما الذي يتذكره هذا الأخير في جلسته المغلقة تلك، هوالمطارد وسط أجواء ومناخات يصفها جورج سادول بأنها «بروليتارية»،يا ترى؟ انه عامل في مصنع تربى يتيماً تحت عهدة وزارة الشؤون الاجتماعية، وهوكان عاشقاً للحسناء، كلارا، التي كانت يتيمة مثله في عهدة تلك الوزارة نفسها... لكنه ذات يوم يكتشف مصادفة ان الشرير فالنتين أسقط كلارا في براثنه وأن هذه قد أذعنت له. لذا يحاول بطلنا (فرانسوا) جهده ان يخلص حبيبته من قبضة هذا الشرير الذي لا يحب الفتاة بل يستغلها أبشع استغلال... ويدور صراع بين الاثنين بالتدريج، حتى يتجابها اخيراً في تلك الشقة ويتمكن فرانسوا من تسديد رصاصة الى خصمه ترديه قتيلاً، واجداً نفسه مطارداً في انتظار رجال الشرطة... وعند الفجر، حيث يضيق الخناق عليه، ويهرع رفاقه في العمل الى محاولة إقناعه بالاستسلام طالما ان القضاء سيجد له ظروفاً مخففة، يفضل فرانسوا ان ينتحر على ان يستسلم. إلى غير ذلك ينتحر لتصبح ثمة جثتان متجابهتان، جثة الطيب وجثة الشرير.

ان جاك بريفير حين خط السيناريولهذا الفيلم، لم يحاول ان يغرقنا في شرح طويل حول الدوافع التي حدت ببطله الى وضع نهاية لحياته على هذا النحو... وهي دوافع يمكن الافتراض هنا أنها سيكولوجية، طالما انه كان في إمكاننا منطقياً، وبحسب ما أكد رفاق العمل لفرانسوا، ان نتسقط ألاّقد يكون عقابه قاسياً. ولعلها دوافع لا ترتبط بمسار حكاية الفيلم وسيكولوجية شخصيته الرئيسة بقدر ما ترتبط بالمناخ السياسي العام الذي كان سائداً في فرنسا في ذلك الحين: مناخ قائم من الصعب ان يسمح بأية نهاية سعيدة. والحال ان نهاية «... ويطلع النهار» المأسوية التي كان صانعوالفيلم أول الأمر في خشية من ان تؤثر سلباً في تفاعل الجمهور معه، كانت هي التي جذبت الجمهور إليه اكثر فأكثر، وذلك - بحسب تحليل المؤرخ مارك فيرو- لأن جمهور السينما في ذلك الحين كان يفضل اعتبار السينما مشجباً يعلّق عليه مخاوفه في نوع من التطهير «الكاتارسيس»، طالما ان الوضع العام لا يدفع في اتجاه اي أمل.

غير ان «... ويطلع النهار» لم يكن فيلم موضوع اونهاية قاتمة وحسب، بل كان فيلم تجديد فني أيضاً، اذ لا يمكن أحداً ان ينسى حذق لعبة «العودة الى الماضي» فيه، ولا الديكور الرائع والشاعري الذي صممه له ألكسندر تراونر، مقترباً فيه من أجواء ديكورات السينما التعبيرية الألمانية، والتصوير الليلي الذي وظف لعبة الظل والنور توظيفاً درامياً وسيكولوجياً لافتاً. فإذا اضفنا الى هذا تمثيل جان غابات (فرانسوا) وجول بيري (فالنتين) وبخاصة آرليتي (كلارا) يمكننا ان نفهم سر نجاح هذا الفيلم الذي كان، في جانب منه، فيلماً على الطريقة الأميركية.

بهذا الفيلم وبما حققه قبله منذ عام 1929 حين حقق فيلمه الأول (بعدما كان مساعداً لجاك فيدر)، اعتبر مارسيل كارنيه (الذي عمر طويلاً، اذ ولد عام 1909 ولم يرحل إلا قبل فترة قصيرة) واحداً من اكثر المخرجين شعبية في تاريخ السينما الفرنسية. وأفلامه - أومعظمها على الأقل - لا تزال تُعرض حتى اليوم وتستعاد بنجاح وإقبال، حتى وإن كان ظل طوال العقدين الأخيرين من حياته «عاطلاً من العمل» كما يقول مضيفاً: «لا يصلح إلا لبرامج التلفزة تدعوه ليتفرج عليه الناس». ومن بين أبرز أفلام كارنيه، الى ما ذكرنا: «مأساة غريبة» و«رصيف الضباب» و«فندق الشمال» و«مفتاح الأحلام» و«تيريز راكين» (عن رواية إميل زولا التي حولها صلاح أبوسيف فيلماً عربياً «لك يوم يا ظالم») و«ثلاث غرف في مانهاتن».


الأبطال

  • Jean Gabin as François
  • Jacqueline Laurent as Françoise
  • Jules Berry as M. Valentin
  • Arletty as Clara
  • Arthur Devère as Mr. Gerbois
  • Bernard Blier as Gaston
  • Marcel Pérès as Paulo
  • Germaine Lix as La chanteuse

التوزيع

المصادر

ابراهيم العريس (2010-11-30). "« ويطلع النهار(فيلم)» لكارنيه بريفير: فرنسا الكئيبة قبل فضيحة الحرب". جريدة الحياة اللبنانية.

  • [1]


وصلات خارجية

  • في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية

نطقب:Marcel Carné نطقب:1930s-France-film-stub

تاريخ النشر: 2020-06-04 11:00:07
التصنيفات: 1939 films, أفلام فرنسية, 1930s drama films, Crime drama films, Romantic drama films, Black-and-white films, Films directed by Marcel Carné

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وفاة ابن عم القذافى بالقاهرة: مَن هو سيد قذاف الدم؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:28
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

ماعت تنظم وقفة سلمية تحت شعار «اتحدوا من أجل السلام» بجنيف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:36
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 55%

مباحث بني سويف تكشف لغز مقتل السيدة ألفت جرجس

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:23:11
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

في ذكرى رحيل جورج الطرابيشي.. نجيب محفوظ أراد كتابة تاريخ البشرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:56
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

رئيس الحكومة عزيز أخنوش يستقبل الرئيسة المديرة العامة لهيئة تحدي الألفية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:49
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

عملة نادرة: هل يُنصف القانون المصري النساء في المواريث؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:10
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

موسكو: من المهم الإبقاء على خطوط الاتصال مفتوحة مع أمريكا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:30
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

مباحثات إيرانية إماراتية حول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

أسعار الدواجن بالأسواق فى التعاملات المسائية اليوم الخميس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:39
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

حكاية «العروس» التي اختطفها المطرب كارم محمود عند تمثال نهضة مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:55
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

مخرج فيلم «خدع قديمة»: واجهتنى الكثير من المتاعب أثناء تصوير الفيلم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:14
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

انتشار مكثف للشرطة في شوارع باريس بسبب تظاهرات قانون التقاعد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:26
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

95 % منهن محرومات من الميراث.. أرقام صادمة عن حقوق النساء بالصعيد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:09
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة القطن.. ومحاضرة بالفيديو من كولر

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-03-16 21:22:58
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية