إيڤانوڤ (مسرحية)

عودة للموسوعة

إيڤانوڤ (مسرحية)

هذا الموضوع مبني على
منطقة لابراهيم العريس.
إيڤانوڤ
Ivanov
خطها أنطون تشيخوڤ
تاريخ أول عرض 19 نوفمبر 1887
اللغة الأصلية الروسية
الصنف دراما واقعية

إيڤانوڤ Ivanov (بالروسية: Иванов: драма в четырёх действиях (Ivanov: دراما في أربع أفصول))، هي مسرحية من أربع فصول للمحرر المسرحي الروسي أنطون تشيخوڤ. عرضت المسرحية لأول مرة عام 1887.

خلفية

غلاف النسخة الأصلية من المسرحية.

بين العامين 1886 و1887، خط المؤلف الروسي أنطون تشيخوڤ أول اعماله المسرحية وقدمها في موسكوللمرة الأولى. كان تشيخوڤ في ذلك الحين لا يزال في مستهل شبابه وشهرته، اذ لم يكن تجاوز السادسة والعشرين من عمره بعد. سليم أنه كان قد نشر بعض القصص القصيرة، وأن تلك القصص التي نشرها في بعض المجلات المحدودة الانتشار قد جعلت اسمه متداولاً وإن في شكل محدود لدى بعض الاوساط الأدبية في موسكو، غير حتى هذا لم يتمكن من ان يحقق له أمنية كانت غالية عليه منذ باكر شبابه، بأن يصبح وبسرعة أديباً مرموقاً.

للوصول إلى هذا، كان عليه حتى يعمل أكثر وأن يخط ويفرض حضوره وحضور كتاباته في بيئة كانت من الازدهار الأدبي إلى حدّ التخمة، ما يجعل من الصعب على المبتدئين ان يبرزوا. والحال حتى قصص تشيخوڤ القصيرة المبكرة ما كان من شأنها ان تساعده على البروز، لكن تقديم المسرحية الأولى التي حقق بها نقلته من عالم السيرة القصيرة الى عالم المسرح، وهي مسرحية إيڤانوڤ، سرعان ما لوحظ وفتح له الآفاق موسعاً من دائرة شهرته، وبدأ يفرضه في المناخين الأدبي والفني فرضاً، حتى وإن كان كثر سيتحدثون، للمناسبة، عن عميق تأثره بالنروجي هنريك ايسن. فالمقاربة بين إيڤانوڤ وبعض أعمال هذا الاخير كانت واضحة في ذلك الوقت المبكر، خصوصاً حتى عمل تشيكوف الأول وأعمال ابسن كانت تشي معاً بنظرة كونية كانت سائدة - حتى حدود سقمية - عند تلك الفترة الفاصلة ليس فقط بين قرنين، بل بين زمنين، ونمطين اواكثر من التعامل مع الحياة نفسها. ومع هذا سيتحدث كثر ايضاً، وإن لاحقاً، على ضوء اعمال تالية - وأكثر اهمية - لتشيكوف، عن تلك الخصوصية الروسية التي تطبع ذلك العمل المسرحي الاول له. خصوصية، ما كان في الإمكان تلمسها إلا على ضوء تراكم الشخصيات والمواقف في مسرح تشيكوف، وفق واحد من دارسي اعماله. وهذه الخصوصية تتمثل بنظرة سوداوية خالصة الى الحياة، وبنزعة انتحارية لا مفر منها، تترتب على تلك النظرة. ومهما يكن من أمر هنا، لا بد من القول ان «تشبيه» عمل تشيكوف بأعمال سلفه النروجي الكبير في ذلك الحين، لم يسء الى المحرر الروسي بل جعله ينال حظوة ولا سيما لدى نقاد كانوا منذ زمن يتساءلون، عن حق عما اذا كان الأوان قد حان كيقد يكون للأدب الروسي المسرحي محرر من طينة ابسن.

وإذ نقول هذا، نعود هنا الى مسرحية إيڤانوڤ نفسها لنتوقف عند ما اشار اليه النقاد - وما لاحظه الجمهور على الفور - من تلك الخصوصية الروسية المفعمة بالسوداوية لنشير الى ان معنى هذا، بالطبع، انه بدلاً من ان تردّ «سوداوية إيڤانوڤ» الى المحرر نفسه، ردّت الى زمنها، والى سمتها الاجتماعية الخالصة: تشيكوف، اذاً، وفق هذه النظرة، لم يكن يعبّر عن حال خاصة ترتبط به، بل عن حال عامة. ولعل هذا كان كافياً للقول في ذلك الحين، رداً على فريق معيّن من النقاد الذين اتهموا المحرر الشاب، بأنه «ينشر السوداوية والتشاؤم بين قرائه ومتفرجيه»، بأن المحرر على العكس من هذا انما كان يدق نواقيس الخطر في مسرحيته، مشيراً الى حال سائدة كترياق مسرحي فني، ضد تلك الحال. اما اليوم فيمكننا القول ان الحقيقة لا تكمن لا هنا ولا هناك: الحقيقة هي ان تشيكوف عبر «ايفانوف» كان يعبّر عن نفسه وعن زمنه في وقت معاً، مستخلصاً في نهاية الامر ان الفن، البوح، هوترياق شاف. ومن هنا خط المسرحية.

فمن هوإيڤانوڤ هنا،يا ترى؟ انه - وهذه حقيقة لا بد من قولها قبل اي كلام آخر - جميع إنسان روسي في ذلك الزمن، إلا تشيكوف نفسه. سليم انه مثله ابن زمنه وابن احزان ذلك الزمن وضروب يأسه... ولكن، اذا كان تشيكوف نفسه قد سعى، عبر الفن والكتابة، الى البحث عن خلاص، فإن ايفانوف، على العكس من هذا كان رافضاً لكل خلاص. كان كمن يعهد ان دربه تقوده الى جحيمه، لكنه لا يود ان يرده عن ذلك الهبوط الى الجحيم لا شيء ولا خلاص، ومن هنا نراه طوال المسرحية يرفض جميع يد تمتد اليه لتنقذه، بما في ذلك، خصوصاً، يد تلك الحسناء التي أُغرمت به ورغبت في ان تشكل له، عن حب حقيقي لا عن شفقة كما قد يخيّل اليه، خشبة خلاص، انه في جميع بساطة يرفض يدها الممدودة ويؤثر الهلاك على الحب.


الشخصيات

أسماء الشخصيات الرئيسية للمسرحية.
  • نيكولاي إيڤانوڤ
  • أنا (سي سارة أبرامسون)
  • پول لبدڤ
  • زينايدا
  • ساشا
  • ايوگين لڤوڤ
  • الكونت ماثيوشابلسكي
  • مارثا باباكين
  • ميخائيل بروكين
  • ديمتري كوسيخ

الأحداث

تدور المسرحية حول إيڤانوڤ، مثقف روسي شاب اختل توازنه ذات يوم، ومن دون سابق انذار كما يظهر للوهلة الأولى، اختلّ توازنه ولكن من دون ان يوصله ذلك الى حد الجنون. ولئن كنا سندرك معه نحن منذ البداية ان في شعوره الدائم بالإخفاق ما يبرر ذلك الاختلال، فإنه هوعزز منه برفضه ان يجرب اي شيء يردّ ذلك الإخفاق عنه. ولسوف ندرك نحن ما كان في البداية غير واضح بالنسبة اليه هونفسه: ان كبرياءه وعزة نفسه هما ما يجعلانه يقبل الإخفاق ويواكبه من دون اي تطلّع حقيقي الى اية مقاومة. فهوالذي كان اول الامر قد بدأ حياته رجلاً ناجحاً وتزوج امرأة حسناء اختطفها خطفاً من اهلها اليهود المتدينين المتعصبين الذين لمقد يكونوا ليريدوا لابنتهم ان تتزوج من غير دينها، وبدأ يشق طريقه. غير انه سيحدث له ذات لحظة ان يتوقف فجأة ليمعن التفكير في ما اذا كان جميع ما عمله اويعمله الآن عبثاً في عبث. وفي الحقيقة ان هذا التساؤل الوجودي ظهر لديه متزامناً مع موت زوجته - وإن لم يكن ذلك بسبب موتها، كما سيتبين لنا بسرعة -. اذاً، ذات لحظة وفي شكل مفاجئ، يرى ايفانوف ان جميع ما حوله ليس اكثر من دمار وخراب. إلى غير ذلك، على حين غرة ومن دون سابق انذار ايضاً، يتخذ الماضي - لا الحاضر ولا المستقبل - بالنسبة اليه سمات براقة زاهية، وأملاً لا يمكن الوصول اليه. ان الامل - هذا الذي يمكننا في لغة اليوم ان نسميه العصر المضى - صار وراءه لا أمامه. وهو، اذ يظهر في لحظات تجليه وهدوئه، متحدثاً بارعاً ومثقفاً ممتازاً، يحدث ان تغرم به، وبوله، الحسناء ساشا... ويخيل اليه للحظة انه يمكن ان يبادلها هذا الحب، كما يمكن الحب ان ينفخ فيه روحاً جديدة وثابتة. لكن الحب، بدلاً من ان ينمي لديه مثل هذا الشعور ويغدوبالنسبة اليه اشبه ببارقة امل، نراه يرفض هذا كله... في لحظة يظهر الاختيار امامه ممكناً: فموت زوجته ووصوله الى لحظة انعطافية في حياته، وضعاه امام اختيارات ممكنة ومفتوحة، اهمها الغرام الجديد والانفتاح على الحياة. لكنه يرفض هذا كله، ويختار بدلاً من ذلك ان ينهي حياته في اللحظة نفسها التيقد يكون فيها قادراً على عكس ذلك: على البدء بحياة جديدة.

إن هذا بالتحديد، ما يجعل من «ايفانوف» مسرحية تفتح القرن العشرين وعبثيته، ويجعل من شخصية ايفانوف نفسه ارهاصاً بالكثير من الشخصيات الوجودية العبثية التي ملأت القرن العشرين (مثل مارسوغريب» ألبير كامومثلاً). وبالتالي يجعل من تشيكوف محرراً شديد العصرية. والحال ان هذا النزوع الى ولوج العصر قد ميّز جميع اعمال أنطون تشيكوف (1860-1904) التالية، هوالذي، على رغم انه لم يعش سوى 44 عاماً، خط الكثير من المسرحيات والأعمال النثرية الاخرى، التي مهدت لأفكار القرن العشرين وعبثيته، غالباً، ومنها: «الشقيقات الثلاث» و«القبرة» و«شجرة الكرز» و«المبارزة» وغيرها من اعمال لا تزال حية وتمثل وتقرأ على نطاق واسع حتى اليوم.

مصادر أخرى في الإعلام

  • نوقشت المسرحية عام 2006 في فيلم The Treatment

المصادر

  1. ^ Billington, Michael (2008-09-18). "Ivanov". The Guardian. London (50, 397): 19.
  2. ^ ابراهيم العريس (2012-07-05). "«ايفانوف» لتشيكوف: البطل المسرحي حاملاً هموم العصر". دار الحياة. Retrieved 2012-07-16.

وصلات خارجية

  • , available at Project Gutenberg.
  • بالروسية
تاريخ النشر: 2020-06-04 11:12:58
التصنيفات: Articles containing non-English-language text, مسرحيات 1887, مسرحيات أنطون تشيخوڤ

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ريال مدريد يجهز عقدًا تاريخيًا لـ كيليان مبابي

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:19
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 47%

تركيا تعلن عن اجراءات جديدة لتخفيف قواعد الاحتفاظ بالليرة

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:23
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 50%

التقرير السنوي حول "الفجوة بين الجنسين 2023"

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:33
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

إلغاء لقرار ترامب..واشنطن تعلّق دعم المشاريع في مستوطنات الض

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

سعر الدولار الآن أمام الجنيه المصرى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:09
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 46%

تقرير: المخابرات الأمريكية علمت بتخطيط بريجوجين الانتفاض ضد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:32
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

أحلام مستغانمى تنتقد صحيفة أجنبية بسبب موسم الحج

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:28
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

العثور على قارورة مدوّن عليها شعر "فيرجيل" فى إسبانيا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:31
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

كوريا الشمالية: توسع بريكس قد يعجل بإنهاء هيمنة الدولار

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:21
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 39%

الرئيس السيسي يستقبل رئيس وزراء الهند فى قصر الاتحادية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:24
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 35%

الجزائر من ضمن 3 مدن عربية هي الأسوء في العالم ملائمة للعيش لعام 2023

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:44
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 82%

هونج كونج تدرس تخفيف بعض قواعد الرهن العقاري

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:09
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 47%

مواعيد صلاة عيد الأضحى الأربعاء 28 يونيو 2023 بمدن ومحافظات الجمهورية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:22
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 48%

دولة إفريقية تعتمد نشيدا وطنيا جديدا للقطع مع الإرث الاستعماري الفرنسي

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:47
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 84%

انطلاق أولى رحلات قطار المشاعر المقدسة لموسم الحج

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 59%

"شبهة جنائية".. الشرطة الكندية تفتح تحقيق في ملابسات انفجار

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:51
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

المركزي التركي يتخذ إجراءات جديدة لزيادة فعالية آليات السوق

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:16
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 45%

مؤثرون مغاربة: كل ما يقال عن لحوم "المارينوس" الإسبانية كذب في كذب

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:49
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 78%

الاتحاد الأوروبي للسلاح يقرر تعليق أتحادي روسيا وبيلاروس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:36
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

الحرب على "الزطاطا".. توقيف 16 شخصا بمدينة مكناس

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 12:23:46
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 81%

تحميل تطبيق المنصة العربية