فن الرسم لفرمير

عودة للموسوعة

فن الرسم لفرمير

فن الرسم
The Art of Painting
الفنان فرمير
السنة c. 1666
النوع Oil on canvas
الأبعاد 130 cm × 110 cm ([] × [])
المسقط Kunsthistorisches Museum، فيينا

فن الرسم لفرمير The Art of Painting (Vermeer) also known as The Allegory of Painting, and or Painter in his Studio, is a famous 17th century oil on canvas painting by Dutch painter, Johannes Vermeer. Many art historians believe that it is an allegory of painting, hence the alternative title of the painting. It is the largest and most complex of all of Vermeer's works.

من المعروف في تاريخ الفن التشكيلي، حتى الهولنديين هم الذين أعادوا «اختراع» اليوميّ في لوحات راحت تشبه الحياة ولكن في شكل أكثر تنظيماً وتكثيفاً. وحتى لوكان «اليوميّ» قد عاد وهيمن على الفنون في أوروبا كلّها في فترات لاحقة، وعلى وتيرة صعود الطبقات الوسطى في المجتمعات المتنوعة، فإن اليومي الهولندي ظل مميزاً، ليس في مجال اختيار الموضوعات وحدها، بل كذلك -وخصوصاً- في مجال البعد الشكلي التشكيلي الذي تتخذه اللوحة، وفي مجال تنظيم علاقتها والعلاقات بين عناصرها الفكرية والبصرية. وحسبنا للتيقن من هذا، ان نشاهد أعمال فنانين من طراز رمبرانت وهولباين وهالس، ونتمعن حتى في البعد السيكولوجي الجديد الذي صار بدوره جزءاً من اللوحة. غير ان ثمة من بين الهولنديين أنفسهم مَن تميَّزَ عن الآخرين في تعامل مع اليومي تبدّى اكثر أهمية، وبالتحديد لأن الفنان كان لا يكتفي برسم ذلك اليومي، بل يعيد تنظيمه ويعطيه بعداً دلالياً يتجاوز بكثير أفقه الشكلي. وهذا الرسام الذي نعنيه هنا، هوفيرمير ابن مدينة دلفت. ولئن كان فيرمير هذا اشتهر بعدد كبير من لوحات دخلت البيت الهولندي ورسمت اشخاصه، فإن شهرته اتت من كون معظم لوحاته هذه تصوّر مروحة كبيرة من شخصيات ومواقف، من مطرِّزة دانتيلا منكبّة على عملها، الى ربة بيت تعمل في انتظار عودة الأسرة، الى أسرة تنصت الى واحدة من افرادها تعزف البيانو، الى عالم جغرافي يفهم ويتأمل، وكل هذا وسط استخدام لمصادر الضوء ندر ان عهد فن الرسم مثيلاً له من قبل. لقد كان إنتاج فيرمير فذّاً وملتصقاً بالأرض في معظم الأحيان، ومع هذا، فإن ثمة من بين اعمال هذا الفنان الاستثنائي لوحة تبدوذات أهمية مضاعفة، لأنها إضافة لكونها لوحة داخلية، تتمتع بميزة اساسية اخرى، هي كونها لوحة تكشف أسلوب صاحبها في ممارسة فنه، بمعنى ان اللوحة ليست في نهاية الأمر سوى نظرة ملقاة على النظرة.

وصف

في كلام أكثــــــر وضوحاً، تتحدث هذه اللوحة التي رسمها فيرمير حوالى العام 1666، عـــن مــــمارسة فن الرسم نفسه، ومن هنا أعطيت عنوان «المحترف، أوالتعبير المجازي عن الرسم». في هذه اللوحة شخصيتان، هما الرسام و«الموديل» التي يرسمها. ولقد نظّم فيرمير هذه اللوحة في شكل يجعل الناظر اليها يستوعب في آن واحد «الموديل» التي ترسم والرسام الذي يتولى نقل ملامحها الى لوحته. بمعنى ان ما لدينا هنا نظرتان، زائد نظرة ثالثة هــي نظرة الرسام الى موديله، من دون ان نشاهد التأثير المباشر لتلك النظرة طالما أننا نشاهد الرسام من الخلف، لكن في وسعنا ان نستوعب نظرته تماماً من خلال حركته، وأيضا من خلال تنظيمه عناصر الديكور، طالما اننا نعهد انه هو«مخرج المشهد» في نهاية الأمر. وهناك طبعاً، الى هذا، نظرة «الموديل» نفسها، التي من الواضح هنا مـــــدى حرفيّتها واعتيادها على هذه المناخات، يتجلى ذلك في حيادية نظرتها، أوبالأحـــــرى فـــــي تجاوز هذه النظرة العالم الذي يشاهده الرسام ونشاهده نحن، أصحابَ النظــــــرة الثالثة، الذين يتعين علينا هنا ان نستوعب المشهد كلـــــه عبر نظرة نلقيها، وينبغي ان تكـــــون مزدوجة، لأنها في الآن عينــــه، تستوعــــب نظـــرة الرسام المفترضة ونظرتنا الخاصة الى هــــذا المشهد، وهذا ما يجعــــل اللوحة تنتمــــي الى حداثـــة سينمائيــــة كان ستانلي كوبريك أحدَ كبار المتعاملين معها، من خلال «ابتكاره» مفهوم النظرة الثلاثية، حيث قدم بعض أصعب المواقف في أفلامه، منظوراً اليها بعين تنظر الى عين اخرى تنظر اليها. إننا هنا أشبه بأن نكون داخل عالم السينما عن السينما، النظرة عن النظرة، وبالتالي اللوحة التي تتحدث عن اللوحة، تماماً كما لوان فيرمير يحاول ان يضعنا هنا داخل حميمية عالمه الفني، اذ يسـمح لعيننا بأن تتجول داخل قدس أقداسه: لحظة إبداعه فنَّه. ويقيناً حتى الذات -ذات الفنان- لم يسبق لها ان عبّرت عن نفسها بمثل هذه القوة وهذا الكشف.

لكن للموضوع جانباً آخر، فإذا كان فيرمير اشتغل هنا على هذه النظرة الثنائية - بله الثلاثية - فإنه في الوقت نفسه، ومن الناحية التشكيلية البحت، ظل أميناً، أوبدا حتى اكثر أمانة إزاء عالمه الفني: فهنا، نجد الاهتمام نفسه بالنور وبمصادره، ونجد ذلك الفارق الكبير بين صفاء الألوان وتألقها تحت تأثير مصدر النور الواضح، اضافة الى الإيحاء بوجود مصدر نور ثان -ويرتبط هذا بازدواج النظرة-، إذ كما حتى ثمة نوراً قوياً يضيء المشهد الذي يرسمه الرسام، فإن هناك ايضاً نوراً أضعف، لكنه موجود، يضيء المشهد الآخر: المشهد الأكثر شمولاً والذي يفترض بالناظر الى اللوحة ان يتفاعل معه مباشرة. والى مصدر النور المزدوج هذا، ثمة توزيع للأشياء (الميزانسين)، من الستارة التي تشغل مكانة رئيسية مهيمنة على بقية عناصر الديكور والأرضية، ما يحيلنا الى هذه المسرحة التي تعمدها فيرمير، وكأن ازدياد هذه الستارة هوما كشف لمتفرج متلصص ما يحدث داخل المحترف. وهناك أيضاً خريطة هولندا، التي تعطي للمكان بُعْدَيْه التاريخي والجغرافي، وتربط حميمية اللوحة بالعالم الخارجي. وهناك تفاصيل اخرى، مثل الثريا والكتاب في يد الفتاة والصحيفة المفتوحة فوق الطاولة. والحال ان الرموز هذه، وغيرها، تعانق تماماً أجواء هذه اللوحة وعالمها. وهذا ما جعل الكثيرين ينظرون اليها على انها أبرز أعمال فيرمير على الاطلاق، وأطلق عليها الباحثون المعاصرون اسم «صورة الشهرة المجازية»، معتبرين ان ما اراد الرسام ان يعبّر عنه هنا انما هوشهرته ومكانته كرسام. وفي هذا الاطار، تأتي الخريطة وما ترمز اليه لتقول، افتراضياً، ان هولندا اذا كانت بلغت هذا المستوى من التقدم والرخاء، فإن الفضل في ذلك يعود الى مكانة فنانيها وشهرتهم، ومنهم فيرمير بالطبع، الذي يصور نفسه في لقاءة وطنه، وفي لقاءة العالم الذي يساهم هوبه، في خدمة هذا الوطن. وهؤلاء الباحثون يستندون في فرضيتهم هذه الى البوق الذي تحمله الفتاة «الموديل»، والى الكتاب، وما الى ذلك من عناصر، لعل الثريا أهمها، وكلها عناصر تحيل الى مفهوم الشهرة ومكانة الفنان في ثروة بلده.

عندما رسم يان فيرمير دي دلفت هذه اللوحة، كان في الرابعة والثلاثين من عمره، وكانت شهرته قد اتسعت، وصار يُعتبر واحداً من كبار الرسامين النهضويين والانسانيين، وعُرف عنه في ذلك الحين أنه كان صديقاً للفيلسوف سبينوزا ويتبنّى آراءه حول مركزية الانسان في الكون وحول ضرورة التوصل الى دينقد يكون الانسانُ هدفَه ومركزه. ومن الواضح ان لوحات فيرمير تقول هذا، وتقوله بكل قوة.

المؤلف

ولد يان فيرمير العام 1632 في دلفت، التي توفي فيها في العام 1675. ومن المرجح انه لم يعش في اي مكان آخر غيرها، كما انه لم يسافر الى خارج بلاده ابداً. ومع هذا تمكّن في لوحاته، التي بدأ يرسمها منذ سن مبكرة، ان يخلق عوالم جديدة يمتزج فيها اليوميّ بالمجازي، وتنطلق دائماً من الحضور الانساني في يوميته وحميميته. وحياة فيرمير لا نعهد جميع تفاصيلها، ولكن من المرجح انه كان تلميذاً في محترف الرسام فابريسيوس، وأنه خالط الأوساط الثقافية، منذ شبابه الباكر، وتزوج في العام 1653، وأصبح في العام نفسه رساماً محترفاً وعضواً في النقابة. وهوأمضى حياته يعمل في الرسم، وأنجب 11 ولداً. وهوبدأ مسيرته العملية برسم مشاهد من الكتاب المقدس، كما رسم بعض اللوحات لمدينته، وبعض «البورتريهات». لكن أعماله الأساسية ظلت تلك التي صورت ابناء طبقته الوسطى في حياتهم اليومية. وكان السعي لاكتشاف مصدر النور والتعبير عنه، ونقل سيكولوجية الشخصيات، هي الأساس في لوحاته. توفي فيرمير في العام 1675 وهوفي فقر مدقع، لكن العالم سرعان ما اكتشف أعماله ومكانته منذ أواخر القرن الذي عاش فيه.

انظر أيضاً

  • List of paintings by Johannes Vermeer
  • Dutch Golden Age painting

المصادر

  1. ^ ابراهيم العريس (الإثنين ٢٣ يوليو٢٠١٢). "«الفنان وموديله» لفرمير: الفن من الأعالي الى عالم". دار الحياة. Retrieved 1/8/2012. Check date values in: |accessdate=, |date= (help)
تاريخ النشر: 2020-06-04 11:15:29
التصنيفات: CS1 errors: dates, Convert errors, Paintings by Johannes Vermeer, 1666 paintings, Paintings of the Kunsthistorisches Museum

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

اقرأ يرفع رصيد هاوي إلى 815 ناديا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:24:22
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

الغذاء والدواء تحذر من مشاركة منتجات التجميل السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:24:20
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

35 % انخفاض بمعدل بلاغات العالقين بالصحارى والأودية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:24:19
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 55%

مع حلول “عيد الفطر”…توافد كبير من الزوار على درب السلطان

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:24:30
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

قاع روشن يشتعل ومحرز يهزم الدون السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:24:18
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

نخبة آسيا تحفز 4 أندية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:24:16
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 60%

إعلان دولة القبائل.. خطوة تاريخية في نضال أعرق شعوب إفريقيا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:24:25
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

الترفيه تضيء مناطق المملكة بالألعاب النارية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:24:23
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 51%

إعادة انتخاب المغرب بالهيئة الدولية لمراقبة المخدرات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:25:15
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

كسوة العيد لـ1290 أسرة من الأيتام السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:24:21
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

إعادة انتخاب المغرب بالهيئة الدولية لمراقبة المخدرات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-10 00:25:23
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

تحميل تطبيق المنصة العربية