مارتن إيدن

عودة للموسوعة

مارتن إيدن

مارتن إيدن
Martin Eden
الطبعة الأولى
المؤلف جاك لندن
البلد  الولايات المتحدة
اللغة الإنگليزية
الصنف رواية، Künstlerroman
الناشر ماكميلان
تاريخ النشر
1909
نوع الوسائط مطبوعة (غلاف ورقي مقوى)
ISBN NA

مارتن إيدن Martin Eden هي رواية للمحرر الأمريكي جاك لندن، حول شاب من الطبقة العاملةـ علّم نفسه بنفسه، يكافح من أجل حتى يصبح محرراً. وكانت الرواية قد نشرت لأول مرة مسلسلة في پاسيفيك منثلي في الفترة من سبتمبر 1908 إلى سبتمبر 1909، ونشرت لاحقا في شكل كتاب بواسطة ماكميلان في سبتمبر 1909.

ملخص

مارتن إيدن سـفـّاح الحي الذي أرعب الشرطة لسنوات، وهوعامل المغسلة الذي كان يعمل كالآلة شاعراً حتى الكدح يحوّله لبهيمة، وهوالبحار الذي رمى نفسه في عالم الخطر والمغامرة كي لا يموت من الجوع لأنه ينتمي لأدنى طبقة من الفقراء، وهوالذي صار أعظم محرر في أميركا...

مارتن إيدن هوجميع ما سبق، ومن الصفحات الأولى للرواية يأسرنا جاك لندن، نتحوّل تماماً لأسرى لا يمكننا هجر الرواية التي تخطف الأنفاس، لأنها ملحمة إنسانية ولأنها تفجّر أعمق الأسئلة الوجودية والفلسفية بطريقة غير مباشرة... من هوالإنسان،يا ترى؟ ما هذا المخلوق اللانهائي الطاقات؟! وكيف يمكن للانحطاط والشر والقذارة حتى ينتج عنه إبداع بأروع تجلياته الجمالية والفكرية...

تحوّل مارتن إيدن إلى إنسان من لحم ودم (صدرت عن دار نينوى)، شاب فقير أمي لا يعهد القراءة ولا الكتابة، يفتقر للحب لأنه يتيم وهوطفل. لكن قلقه المعّذب أخذ يتضح ويتبلور حين وضعه قدره في لقاءة أسرة برجوازية مثقفة، تهتم بالأدب والموسيقى والفن. أحس مارتن إيدن بروعة وعظمة هؤلاء الأشخاص وتلك الحياة، وانبهر بكلامهم، إنه بالكاد يعهد حتى يصوغ عبارات مضحكة ركيكة، ولا يعهد كيف من الممكن أن يعبّر عن نفسه، وجن بحب روث، الفتاة الجامعية، باهرة الجمال والرقيقة التي تكبر مارتن إيدن بثلاث سنوات.

روث شعرت بميل نحومارتن إيدن، أحست هذا الرجل ملتهباً كبركان، ينفث قوة ونشاطاً وصحة، رغم أنها اشمأزت من خشونته وفظاظة حدثاته، لكنه بلبلها وللحظات ومضت بخيالها عشرات الصور الفاحشة تصورها معه ملتهبة بالشهوة نحوه، لكنها أبت بينها وبين نفسها حتى تعترف حتى صعلوكاً مثله يمكن حتى يحرّك فيها أي شعور...

ساعدته روث وبدأت معركة الجهل مع الفهم، بدأ السفاح والبحار وعامل المغسلة ينزع جلده القديم، ويتجه بكل جموح روحه إلى التعلـّم، مدفوعاً بحب جامح لروث، مؤمناً حتى الحب هوأجمل ما في الحياة، لقد شعر بينه وبين نفسه أنه حان الوقت ليتفهم التحدث عن الأمور التي تحدث في داخله، ولا يعهدها، لكنها تقلقه وتخيّم على أفقه، كان بطبيعته قوي التفكير والإحساس، وكان يملك تلك الروح الإبداعية الفذة التي ستتسلم زمام قيادة شخصيته وتعيد صياغتها وخلقها...

لقد رأى مارتن إيدن وهويقذف نفسه إلى عالم الكتاب، رأى بما يشبه الرؤية، الآفاق اللا نهائية للفهم، وكان يعي وهويكدح ست عشرة ساعة في المغسلة يغسل جميع يوم أطناناً من الثياب في ظروف عمل سيئة تدفع للجنون، رأى وهويعمل كالآلة تلك الشرارة الإبداعية في داخله، وقرر حتى عليه حتى يعبّر ويخط عما سمّاه – انحطاط الكدح - لقد آمن حتى بإمكانه حتى يسيطر على الحياة بالكتابة، ولم تتسقط روث حتى هذا البحّار الجلف الجاهل يملك أفكاراً أذهلتها وأشعرتها أنه يملك بذور الحقيقة التي هددت بخلع جميع قناعاتها البرجوازية الراسخة.

كان مارتن إيدن قد تلمس طريقه كمحرر، واستسلم لهوى تحقيق الذات، كان يؤمن بنفسه، لكنه كان وحيداً في إيمانه بذاته، فلم يؤمن به أحد، حتى روث كانت تلحّ عليه حتى يجد وظيفة يعتاش منها، وحين كان يقرأ لها كتاباته من شعر وسيرة ورواية، كانت تلزم الصمت وهي تشعر بخيبة أمل، أوتقول له بأنها تفضل حتى يهجر الكتابة ويجد مهنة، فالزواج يحتاج مالاً وعليه حتى يشعر بالمسؤولية تجاهها...

لكن لا شيء في العالم قادر على إطفاء شعلة الإبداع حين تتوهج، وبدأت معاناة مارتن من رفض الكثير من الجرائد والمجلات أعماله، يرفضون من دون حتى يوضحوا له السبب، فانكبّ على دراسة نوعية القصص التي تحب الجرائد نشرها، فاكتشف الخلطة التالية: عثر حتى أقاصيص الجرائد لا يجب حتى تكون مأساوية، وألا تحتوي على جمال لغوي أورقة فكرة، ولا رهافة عاطفية حقيقية، أدهشته الكمية الهائلة من المادة المطبوعة الميتة التي لا ضوء فيها ولا حياة ولا روح. لم يؤمن به أحد، واضطرت روث حتى تتخلى عنه خاصة بعد حتى صار له فكره الخاص الإبداعي فكان يتحدى أفكار الطبقة البرجوازية التي يلتقي بشخصياتها المثقفة الملمّعة في بيت حبيبته... لقد سماهم بالمتفهمين الجهلة، ماذا عملوا بتعليمهم، لقد درسوا جميع الخط التي قرأها هو، لكن لم يستفيدوا منها أبداً، جميع ثقافتهم وخطهم وتبجحهم مجرد مظاهر...

وحين انتقد مارتن إيدن أشهر مطربة أوبرا في ذلك الزمن، جنت روث ونطقت له كان عليك حتى تشعر كما شعر الناس، من أنت لتكون وحدك على صواب، وكل العالم المثقف على خطأ؟ محبطاً ومهزوماً وجائعاً ووحيداً، تخلّت عنه روث، ولفظته البرجوازية المثقفة خارجها، والفقراء الذين يعيشون انحطاط الكدح في سبيل ألا يموتوا من الجوع، هم طبقته الحقيقية...

ورغم حتى بعض المجلات نشرت بعضاً من أعماله، إلا أنه ظل نكرة وجائعاً، كانوا يدفعون له بضعة دولارات، ليأكل ويشتري طوابع، ويعيد الكرة إلا ما لا نهاية... لم ينهزم ولم ييأس، كان شيء كامن يدفعه لمواصلة الكتابة، ليست السيرة بحد ذاتها بل دافع كوني عظيم أوحى له بهذه الحبكات وهذه القصص، كان يشعر حتى ما يخطه شيء كبير جداً، لقد نجح في الإمساك بأشياء كريهة وعَصَر منها الحياة. لم يستطع أحد مما حوله حتى يواكبه في أفكاره الإبداعية، حتى تكون محرراً عظيماً يجب حتى تتحدى المحال، حتى تؤمن أنك ستصل بالتأكيد إلى الناس من خلال تحدي المحال ومن خلال معجزة، كان مارتن إيدن يؤمن حتى العظماء الذين هجروا بصماتهم في عالم الفن والأدب هم الذين تمكنت أعمالهم من حرق هؤلاء الذين عارضوهم... يتحول مارتن إيدن إلى محرر مشهور ويذيع صيته بقوة بعد حتى تنبه له أحد أبرز النقاد في عالم الأدب، وخط منطقاً عن قصيدة رائعة كانت إحدى المجلات قد نشرتها لمارتن إيدن، وأشاد الناقد بعبقرية هذا الذي اسمه مارتن.

وبعد حتى صار مارتن إيدن محرراً مشهوراً بدأت البرجوازية تتودد إليه، حتى حتى خطيبته التي تخلت عنه ارتمت عند قدميه تستعطفه ليعود إليها، لكنه نطق لها: أنا أنا لم أتغير، لقد كنتِ ترفضينني وتعتبرين كتابتي فاشلة وغير إبداعية، والآن حين تهافتت عليها الجرائد صارت بنظرك كتابات مهمة وإبداعية.

المعايير

ما المعايير الدقيقة والموضوعية للإبداع؟! وهل الاعتراف هوالغاية؟! هل يحتاج المبدع إلى اعتراف الناس كي يتأكد أنه مبدع،يا ترى؟ وحين كان مارتن إيدن فقيراً ونكرة، لكنه يبدع أعمالاً رائعة، ولم يعترف به الناس، هل كان عليه حتى يشكك في إبداعه وينهزم، أم يستمر متحدياً المحال كما عمل؟ أسئلة تتفجر من صفحات الرواية، لكن للأسف، يظهر حتى الوصول هوالنهاية، لم يستطع مارتن إيدن تحمل جميع تلك الشهرة والنجومية، كان يشعر وهويعيش في قلب الترف، وآلاف الدولارات تتدفق عليه من جميع صوب، بأن الصفات الإبداعية بدأت تمّحي منه، لم يعد شيء يثيره ولا يسعده، ورفض النساء ولف ظهره للطبقة البرجوازية، وقرر القيام برحلة بحرية عسى البحر يفتح شهيته للحياة... لكن حتى الرحلة البحرية لم تنتشله من حالة الموت الروحي الذي أحسه، كان يُعامل كملك من قبل طاقم السفينة، لكنه ألقى نفسه في البحر، وشعر بألم فظيع حين هاجمته أسماك مفترسة وبدأت تعضّ جسده، الألم الذي أحسه هوألم الحياة، الحياة وحدها تؤلم، فالموت لا يؤلم، وعى بكل ذرة من جسده ألم الحياة، أجبر نفسه حتى يغوص إلى القاع لتغرق رئتاه بالماء... كان يريد حتى يجرب إحساسات عنيفة صاخبة، إحساسات حية.

في قاع البحر يختار مارتن إيدن نهاية لحياته، تاركاً أعماله التي وصلت أخيراً إلى الناس لأنه تحدى المحال.

انظر أيضاً

  • المائة للقرن

ملاحظات

  1. ^ هيفاء بيطار. "((مارتن إيدن)) رواية جاك لندن". الامبراطور. Retrieved 2012-08-01.

وصلات خارجية

  • , available at Project Gutenberg.

Jump to: navigation, search

تاريخ النشر: 2020-06-04 11:18:43
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, روايات 1909, روايات أمريكية في القرن 20, روايات جاك لندن, Künstlerroman, روايات تدور في كاليفورنيا, كتب لوموند المائة للقرن

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الرئيس السيسى حملنا أمانة الكلمة والإعلام العربى سيسير وفق الرسالة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:18:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

رغم معارضة الجماهير.. منذر الكبير يقود الرجاء الرياضي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:19:28
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

سوق الصرف.. الدرهم يرتفع مقابل الأورو

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:19:27
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

المصريين الأحرار بالسويس ينظم ندوة عن مخاطر الزواج المبكر

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:18:44
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

توقيع عقد تقديم خدمات جمع المخلفات ونظافة الشوارع في شرم الشيخ غدا

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:18:46
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

جدية وتركيز وانهيار.. تدريبات شاقة في الأهلي مع كولر وجهازه

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:18:23
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 49%

حادث مأساوي.. شاحنة لنقل “الأزبال” تدهس عامل نظافة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:18:55
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 81%

روسيا تسهل منح جنسيتها لمن يقاتلون في جيشها

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:19:23
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

الحكومة اليمنية تدرس مقترحاً أممياً لتمديد الهدنة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:19:24
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

وزير الداخلية الإيراني: الشرطة غير مسؤولة عن وفاة مهسا أميني

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:19:22
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 58%

صدمة شديدة لبرشلونة قبل "الكلاسيكو".. غياب لاعبين بارزين

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:19:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

التعليم العالي: كافة الجامعات مستعدة للعام الدراسي الجديد

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:18:49
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

تأهب في كندا مع وصول إعصار فيونا "التاريخي"

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:19:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

طاقة النواب تثمن التوسع في استثمارات الطاقة المتجددة لـ3.5 مليار دولار

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:18:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

ناجيا من الموت.. والد ابراهيم سعدون يكشف موعد وصول ابراهيم للمغرب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-24 18:18:52
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 78%

تحميل تطبيق المنصة العربية