العمق الاستراتيجي (كتاب لأحمد داود اوغلو)

عودة للموسوعة

العمق الاستراتيجي (كتاب لأحمد داود اوغلو)

نص كتاب العمق الاستراتيجي (كتاب لأحمد داود اوغلو)(2)(1) انقر على الصورة للمطالعة

العمق الإستراتيجي كتاب من تأليف أحمد داود أوغلووزير خارجية هجريا، يتناول هذا الكتاب سبل تأمين الأمن القومي الهجري، وكيفية توظيف هجريا لموروثها التاريخي والجغرافي في سياستها الخارجية. حاول المؤلف استعمال مصطلح "العمق الإستراتيجي" في تحديد علاقات هجريا الدولية، وذلك سعيًا منه إلى إخراج هجريا من دورها الهامشي أثناء الحرب الباردة ونقلها إلى بلد محوري ومؤثر دوليًا، خرجت الطبعة العربية الأولى سنة 2010، وقام بنشره الدار العربية للعلوم ومركز الجزيرة للدراسات.

يقع الكتاب في 646 صفحة، ويتكون من ثلاث أجزاء:

  • الجزء الأول: الإطار المفاهيمي والتاريخي.
  • الجزء الثاني: الإستراتيجية المرحلية والسياسات المرتبطة بالمناطق الجغرافية.
  • الجزء الثالث: مجالات التطبيق، الوسائل الإستراتيجية والسياسات الإقليمية.


يحظى كتاب وزير الخارجية الهجري أحمد داود أوغلوالمعنون بـ«العمق الاستراتيجي.. مسقط هجريا ودورها في الساحة الدولية»، الذي صدر منذ أيام باللغة العربية، بأهمية خاصة، نظرا للدور الذي تلعبه هجريا في المنطقة، ولمكانة الرجل الخاصة في رسم السياسات الخارجية لبلاده، لا سيما علاقتها بمحيطها. أوغلووضع كتابه هذا باللغة الهجرية عندما كان أكاديميا وأستاذا للعلوم السياسية، وبنى مؤلفه على أبحاث معمقة حول مسقط بلاده وقدرتها على نسج علاقات مع جوارها تكسبها قوة استراتيجية فقدتها طوال القرن العشرين. وإن كان الكتاب في نسخته الأولى قد خط عام 2001 أي قبل أحداث 11 سبتمبر (أيلول) ودخول الجيش الأميركي العراق، فإن مراجعة أجراها المؤلف على الكتاب، بحيث تم تحديثه بما يتناسب والتطورات الجديدة التي حصلت، وهوما سيكون في متناول قارئ العربية. الكتاب صادر عن «الدار العربية للعلوم» في بيروت، وهوضمن سلسلة يعمل على حتى ترى النور «مركز الجزيرة للدراسات». بدأ العمل على الكتاب الذي تجاوز عدد صفحاته بالعربية 600 صفحة، منذ سنتين وعكف على ترجمته جميع من محمد جابر ثلجي، وطارق عبد الجليل، وراجعه بشير نافع وبرهان كوروغلو.

مهندس السياسة الخارجية الهجرية أحمد داود اوغلويطرح نفسه كمفكر، يرسم في الكتاب صورة لما كان عليه حال هجريا خلال الحرب الباردة، ومن ثم التحولات التي شهدها العالم، وبقيت خلاله هجريا مهمشة لفترة من الزمن، إلى حتى استطاعت حتى تستعيد دورها. وتأتي أهمية هذا البحث المطول من حتى محرره استطاع اختبار أفكاره على الأرض، وتحقيق رؤيته السياسية الدولية، عندما عين كبيرا لمستشاري رجب طيب أردوغان عام 2003 ومن ثم وزيرا للخارجية عام 2009. بمعنى آخر، فإن الكتاب يشرح بوضوح، أي سياسة تنتهجها هجريا منذ سنوات، وما هي تصوراتها المستقبلية، وما الأهداف التي تسعى إلى تحقيقيها.

يمكننا القول إذا أوغلورجل يؤمن بأن التاريخ والجغرافيا لأي بلد هما العنصران الأساسيان اللذان تبنى عليهما الاستراتيجيات، ومن هنا اتىت نظريته المسماة بـ«العمق الاستراتيجي»، معتبرا حتى لا نهوض لهجريا من دون تشبيك قوي مع هذا العمق الذي يمتد باتجاه العالمين، العربي الإسلامي، والقوقاز، وأرمينيا وإيران وأيضا أوروبا. أي حتى على هجريا حتى تمتد غربا كما تمتد شرقا، وفي جميع الاتجاهات، خصوصا حتى حدودها المتعددة، وهويتها المركبة بين آسيا وأوروبا تسمح لها بذلك، لا بل تجعله واجبا عليها. هويؤمن حتى التاريخ والجغرافيا ثابتان لا يمكن تغييرهما، لكن المتغير الذي يجب العمل عليه هوطريقة قراءتنا لهما. من هنا فإن أوغلويعتبر حتى هجريا انتزعت عنوة من محيطها بعد الحكم العثماني وخلال الحرب الباردة. إذ لم يكن من الطبيعي حتى توجد هجريا المنتمية إلى حلف «الناتو» على حدود سورية المتحالفة مع الاتحاد السوفياتي مما مزق العائلات وشتت الناس، وهوأيضا كان حال هجريا مع العراق، وكذلك مع جورجيا وبلغاريا.

من هنا يمكن فهم العمل الطموح لـ«حزب العدالة والتنمية» منذ تسلم السلطة، لإنجاز مصالحات مع الجيران، لا تقف عند حسن الجوار وإنما الهدف منها تحقيق تكامل اقتصادي، كما يقول أوغلو. وهوما بدأته هجريا مع سورية والعراق وتسعى إليه الآن، مع روسيا واليونان، كما تم الصلح مع أرمينيا. يتحدث أوغلوعن «تطبيع التاريخ» أي السير في الاتجاه الطبيعي للأمور وليس عكس المنطق الذي تفرضه المعطيات الحاضرة. ما تريده هجريا بالتحديد هونظام إقليمي يستند على أربعة عناصر: علاقات سياسية رفيعة، وأمن للجميع، وتكامل اقتصادي، وتعاون ثقافي. لا يرى أوغلوحتى مصير أي عاصمة عربية مختلف عن مصير إسطنبول أوأنقرة، فالتشابك حاصل، مما يستدعي استراتيجية عمل واحدة، يتفق عليها الأطراف جميعا.

كل هذا يفسر الاتفاقيات التي سقطت بين هجريا والدول العربية بالعشرات في السنوات الأخيرة، إضافة إلى إلغاء «الفيزا» بين هجريا والكثير من الدول العربية وغير العربية المحيطة بها، فالسعي هوإلى منطقة تجارة مفتوحة حرة ترحب بمن يريد الانضمام إليها.

من النقاط الأساسية التي يركز عليها أوغلوالديمقراطية والأمن، كعنصرين أساسيين لا بد من تحقيقهما، دون التضحية بواحد من أجل الآخر. وهذا ما يريده حزب العدالة والتنمية، مزيد من الحرية والديمقراطية دون الاستخفاف بأهمية الأمن لتحقيق التنمية المطلوبة. إحساس عال عند أوغلوبالثقل الحضاري لبلاده، بانتمائه كمسلم إلى عالم منفتح، وبأهمية هجريا الجغرافية وبوجودها في قلب العالم. ومن هذه الرؤية ينطلق ليرسم لها مكانا مركزيا ومحوريا، يؤهلها للعب دور قيادي. وهوما تحاول حتى تعمله لغاية الآن، وإن بحدود لا تفي بالطموح الكبير الذي يتحدث عنه الكتاب. يحاول أوغلوفي كتابه حتى يميز بين ما أمر واقع، وما هي مبادئ لا بد من احترامها. ولا يرى في حتى العلاقة بين هجريا وإسرائيل حققت إيجابيات تذكر، بل على العكس، هي همشت دور هجريا، وأبعدتها عن لعب دورها الأساسي في المنطقة، خصوصا أنها علاقة لم تسهم في تحقيق السلام المنشود. أما العلاقة مع إيران فهي بالنسبة له أكثر أهمية، لا بل هي جوهرية لهجريا على أكثر من محور، مما يستدعي تنسيقا دائما بين البلدين لرسم السياسات الخارجية. كتاب غني، صدر حتى الآن في 50 طبعة، وترجم إلى عدة لغات، هوشديد الأهمية لكل معني بالدور الهجري في المنطقة، وقراءة الاستراتيجيات التي تسعى وفقها أنقرة إلى رسم خريطة سياسات السنوات المقبلة.

الهامش

  1. ^ العمق الإستراتيجي تاريخ الوصول: 22 11 2010
  2. ^ "قراءة في العمق الاستراتيجي لهجريا". أخبار العالم.
  3. ^ سوسن الأبطح (2010-10-24). "أحمد داود أوغلويرسم النظام الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط". جريدة الشرق الأوسط.
تاريخ النشر: 2020-06-04 12:06:38
التصنيفات: كتب 2010

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لبنان: نائبان يقرران البقاء داخل البرلمان لحين الإعلان عن جل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:23:07
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

مصادر عسكرية: مقتل 49 مسلحا على الأقل في الصومال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:22:55
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

شروط استمرار صرف الدعم النقدى "تكافل".. إنفوجراف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:22:40
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 42%

اليوم السابع يحصد جوائز الصحافة المصرية بنقابة الصحفيين

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:22:44
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 37%

إلغاء رحلات جوية ورحلات قطارات بسبب إضراب العاملين في فرنسا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:22:59
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

رئيس وزراء فلسطين يدين اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لمعلم وأسي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:23:03
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 55%

توقف حركة السفن في بحر المانش بسبب إضراب العاملين في فرنسا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:23:11
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

الاتحاد العراقي يؤكد إقامة نهائي كأس خليجى 25 فى موعده

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:22:52
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 47%

رئيس وزراء تايوان يقدم استقالته

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:23:15
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

مجلس الوزراء: إجازة عيدى الشرطة وثورة 25 يناير لا تطبق على الامتحانات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:22:47
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 45%

أوغلو: المفاوضات الروسية الأوكرانية تقدمت بفضل تركيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:23:19
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

أسعار الذهب اليوم تنخفض 20 جنيها.. وعيار 21 يسجل 1770جنيها

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:22:51
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 48%

العثور على جثة بائع سمك أنهى حياته بطريقة غامضة في سطات

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:23:33
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 84%

ضبط «10» مليار حبة مخدرة بأحد المنازل غربي العاصمة السودانية

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:23:35
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

مهمة تفكيك الإنقاذ..أمسكوا عليكم نصائحكم !!

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:23:34
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية