رشيد حسن الكردي
وهورشيد بن حسن آغا الكردي من اهالي خانقين في العراق، قدم إلى بغداد عام 1300هـ/1882م، وكان عالمِاً فاضلاً تخرج على يد العلامة غلام رسول الهندي، بعد حتى قرأ على الشيخ محمود شكري الآلوسي، وعلى الشيخ القاضي علي الآلوسي، وصار بعدها خطيباً ومدرساً وإماماً في جامع الحاج أمين جلبي، الكائن في رأس القرية، وكان رشيد الكردي يتقن من اللغات اللغة الفارسية والعربية والأنكليزية والكردية، بالإضافة إلى تضلعه بالقرآن وعلومه، وكان سلفي المنهج والعقيدة، لا تأخذه في الله لومة لائم، ومن أشد الناس إنكارا للبدع والخرافات، ولغلبة الحدة على طبعهِ تراه يألف الوحدة ولا يميل إلى الأختلاط بالناس، وكانت تربطه علاقة صداقة قوية بالأستاذ حكمت سليمان، عندما كان عضواً في مجلس المعارف في العهد العثماني، حيث عين الشيخ رشيد مدرساً للعلوم الدينية في المخط السلطاني، وإماماً في ذلك المخط يؤم الطلاب وقت الصلاة.
وكان تقياً ورعاً متقشفا في ملبسهِ ومأكلهِ ويعيش عيش الزاهدين، وبلغ من العمر تسعون عاماً وكان عزيز النفس أبياً، حيث أصابتهُ فاقة أيام القحط في بغداد عام 1320هـ/1902م، وضيقة مالية جعلتهُ يبيع معظم خطه ومقتنياته من متاع وآثاث، ولم يبق عنده شيء وبسبب تأخر الخزينة عن دفع رواتبه الشهرية، فتوجهت همته إلى حتى يتصل بالشيخ عبد الوهاب النائب، فأنتظره على باب المحكمة الشرعية وكان من عادة الشيخ عبد الوهاب حتى يمتطي جواداً عند مجيئه للمحفل الشرعي في المحكمة، فلما أقبل على جواده أخذ الشيخ رشيد بزمام الجواد وهزهُ هزاً عنيفاً ونطق له: ( ياشيخ أنت تأكل الدجاج مع الرز ونحن نأكل التراب من الجوع)، فعهد له النائب حقه ونزل عن جواده وأعطاه مبلغا من المال ليسد حاجته حتى يحصل رواتبه من الخزينة، وفي أواخر أيامه أتخذ لنفسه غرفة مسكناً في جامع الحيدرخانة، الواقع في شارع الرشيد ببغداد، وحج في أواخر عمره وأصابه بعد رجوعه من الحج سقما في عينه، وفي المثانة ثم توفي على أثره عام 1374هـ/1954م، ودفن في مقبرة الشيخ معروف، وقد شيعه طلابه وأصحابه وبعض الوزراء والأمراء وفي مقدمتهم السيد حكمت سليمان، الذي كان من محبيه وأصحابه.
مؤلفاته
- تفسير القرآن الكريم.
- حاشية في أصول الفقه على كتاب المنار.
- شرح بعض الأحاديث الغريبة.
- حواشي في النحووالصرف والهيئة والمنطق.
- مؤلفات عديدة ومنطقات في الصحف.
- مخطوطات (لم تطبع أعطيت بيد ورثته في خانقين).
مصادر
- البغداديون أخبارهم ومجالسهم - تأليف إبراهيم عبد الغني الدروبي - بغداد - 1958م - صفحة 129، 130.