محمد العذاري
مَحمد بن الحاج علي بن الحاج حسين العذاري (1796 - 1865) فقيه زاهد وإمام خطيب.
ولد بمساكن ونشأ بها وتفهم في مساجدها وقرأ على شيوخها ومنهم الشيخ أحمد بن الصغير الذي انتفع به وقام مقامه في التدريس. برع في الكتابة ونسخ الخط وقد اطلعت على نسخة من مختصر خليل مكتوبة بيده يقول إنها إنّها خطها لنفسه وتاريخ نسخ الجزء الثاني من الكتاب هوآخر شهر شوال لسنة1222هـ أي ما يوافق 1807م، أي أنّ عمره آنذاك كان اثنتين وثلاثين سنة. ونظرا لمكانته الفهمية فقد اختاره أهل بلده في خطة إمامة الجامع الكبير خلفا للشيخ محمد بن عبد الكريم الذي تنازل لفائدته عن خطة الخطابة. وواصل مهمة الخطابة في الجامع الكبير إلى حتى توفي وخلف ابنه محمد في نفس الخطة. وإلى جانب الخطابة كان الشيخ العذاري يدرّس بالجامع الأوسط ويلقي الدروس في الحديث والفقه، وكان يُعهد بحبه لتدريس كتاب مختصر البخاري، وكتاب رسالة ابن أبي زيد القيرواني في الفقه. اشتهر الشيخ العذاري بالصلاح والزهد حتى افترض الناس في بركته. إلا أنه لم يتمكن من منع مشاركة عدد من أهل مساكن في الثورة ضد الباي عام 1864 رغم وعظه للثائرين وتحذيرهم من أخطار الفتن وويلاتها. ونقل المؤرخ ابن أبي الضياف في كتابه إتحاف أهل الزمان في الجزء الثامن قول الثائرين الرافضين لوساطته: «لويأتينا نبي ما نقبله». ونطقوا أيضا لما أتاهم الشيخ عبد الوارث المدني يعظهم ويحذرهم من الثورة: «ما بال هؤلاء يرسلون إلينا في البباصين وفي بلدنا بباص يبكي جميع يوم في الجامع». توفي الشيخ العذاري يوم ثلاثة رمضان 1281هـ/1865م بمساكن وقد أخطأ ابن أبي الضياف في تحديد الوفاة بسنة 1282 هـ. ودفن في مقبرة جنوب المدينة صارت تُعهد به إلى الوقت الحاضر. وواصل الناس الاعتقاد في بركته فبنوا قبة على قبره وكثفوا من زياراته خاصة في المواسم الدينية.
المراجع
- ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، 8/140،
- محمد مخلوف، شجرة النور الزكية، ص391.
- محمد محفوظ، تراجم المؤلفين التونسيين، 5/245.
- رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.