الحرب الأهلية اليمنية 1994

عودة للموسوعة

الحرب الأهلية اليمنية 1994

الحرب الأهلية في اليمن 1994

خريطة اليمن
التاريخ 4 مايو-4 يوليو, 1994
المسقط
اليمن الجنوبي
النتيجة فوز الحكومة اليمنية, احتلال اليمن الجنوبي
الخصوم
Yemen
القادة والزعماء
علي عبد الله صالح علي سالم البيض
الخسائر

وفاة 931 من الجنود والمدنيين

5,000 wounded (N. Yemen claim)
غير معلوم
Possibly 7,000-10,000 dead

الحرب الأهلية في اليمن مايو- يوليو1994 ، هي حرب نشبت بين حكومة اليمن في صنعاء وأعضاء الحزب الاشتراكي اليمني ، للمطالبة بانفصال اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي. كانت نتيجة الحرب هي هزيمة القوات المسلحة التابعة لليمن الجنوبي وفرار معظم قادة الحزب الاشتراكي اليمني وانفصاليين آخرين.

خلفية

اُعلن عن قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو1990 بشكل مفاجىء بين الجنوب والشمال واُعلن رئيس اليمن الشمالي علي عبد الله صالح رئيساً ورئيس اليمن الجنوبي علي سالم البيض نائباً للرئيس في دولة الوحدة.

كانت هذه الوحدة مطلب قديم لكلا الشعبين في جنوب وشمال اليمن ودارت عدة محادثات بين الدولتين كانت كلها تبوء بالفشل، ولكن بهذه الوحدة توجت جميع الجهود وإن كان الكثير من المحلليين يعتقدون ان التغييرات الخارجية كان لها الاثر الأكبر من تلك الداخلية للدفع بالوحدة - مثل سقوط جدار برلين ومن ثم انهيار الاتحاد السوفيتي الداعم الأكبر لليمن الجنوبي حيث كان الدولة العربية الوحيدة التي اتبعت النهج الاشتراكي المتشدد - ويدل على ذلك السرعة التي تمت بها اعلان الوحدة دونما استفتاء شعبي عليها آنذاك.

قامت الوحدة اندماجية ولم تكت فيدرالية برغم الاختلافات بين النظامين المكونين لدولة الوحدة، وللمرة الاولى منذ قرون تم توحيد أغلب الاراضي اليمنية سياسيا على الاقل. فترة انتنطقية لمدة 30 شهراً اكملت عملية الاندماج السياسي والاقتصادي بين النظامين، مجلس رئاسي تم انتخابة من قبل الـ26 عضواً في المجلس الاستشاري للجمهورية العربية اليمنية والـ17 عضواً في مجلس الرئاسة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

المجلس الرئاسي عَين رئيس للوزراء كان حيدر أبوبكر العطاس. إضاقة لمجلس برلمان يضم 301 عضواً يتكون من 159 عضومن الشمال و111 عضومن الجنوب و31 عضومستقل يتم تعيينهم من قبل مجلس الرئاسة.

دستور موحد اُتفق عليه في مايو1990 وتم استفتاء عليه في مايو1991. تم فيه تاكيد التزام اليمن بالانتخابات الحرة ،ونظام سياسي متعدد الأحزاب ،والحق في الملكية الخاصة ،والمساواة في ظل القانون ،واحترام حقوق الإنسان الأساسية. الاستفتاء وهوما يعتبرة النظام الحاكم اليوم انه استفتاء على الوحدة ودستورها في حين يجادل آخرون انه لم يكن هناك اي إستفتاء على الوحدة وإنما على مجرد استفتاء لدستور نتج بين الحزبين الحاكمين آنذاك فقط.

انتخابات برلمانية بعد الوحدة في 27 ابريل 1993.المجموعات الدولية المساعدة في تنظيم الانتخابات والاقتراع كانت حاضرة وكانت نسبة المشاركة هي 84.7% وكانت النتائج على الشكل الاتي:

  • 132 عضواً من حزب المؤتمر الشعبي العام
  • 56 عضواً من الحزب الاشتراكي اليمني
  • 62 عضواً من التجمع اليمني للإصلاح
  • 42 عضواً مستقلون
  • 12 عضواً آحزاب اُخرى

وتم انتخاب الشيخ عبد الله بن حسين بن ناصر الأحمر ،رئيس للبرلمان الجديد.

تكون إئتلاف حديث للحكم بإنضمام حزب الاصلاح إلى حزبي المؤتمر والاشتراكي ،وتم إضافة عضومن الاصلاح لمجلس الرئاسة. بدأت الصراعات ضمن الائتلاف الحاكم وقام نائب الرئيس علي البيض بالاعتكاف في عدن في اغسطس 1993 وتدهور الوضع الامني العام في البلاد، وهناك اتهامات من القادة الجنوبيين ان هناك عمليات اغتيال عديدة تطال الجنوبيين وان القادة الشماليين يعملون على إقصائهم التدريجي والاستيلاء على الحكم.


القوة العسكرية

التوازن العسكري لقوات الشطرين في الحرب اليمنية 1994 :

م البيان الشطر الشمالي الشطر الجنوبي
1 إجمالي القوات النظامية (بالألف) 38.5 27.5
2 إجمالي قوات الاحتياط ( بالألف ) 100 40
3 الفرق المدرعة 3 1
4 ألوية المشاة الميكانيكي 1 3
5 ألوية المشاة 9 9
6 ألوية المدفعية 5 3
7 ألوية الدفاع الجوى 3 -
8 ألوية صواريخ أرض – أرض - 1
9 كتائب أخرى متنوعة 2 10
10 ألوية أخرى متنوعة 3 -
11 دبابات القتال الرئيسى 715 480
12 بتر المدفعية 432 225
13 منصات إطلاق صواريخ أرض – أرض 12 16
14 الطائرات القتالية 71 92
15 طائرات عمودية قتالية 40 48
16 طائرات النقل الحربى 9 12
17 زائريق الدورية الساحلية 8 6
18 الزائريق الصاروخية - 6
19 زائريق كسح الألغام البحرية 3 -
20 ناقلات الجنود البرمائية 2 5
أوضاع تمركز وحدات القوات :
  • الشمالية :
    1. اللواء الثاني مدرع ، بمعسكر الكبس، في مدينة ردفان، بمحافظة لحج.
    2. اللواء العشرون، بمنطقة ميكراس، في محافظة شبوه.
    3. قوات العمالقة المكونة من أربعة ألوية، في محافظة أبين.
    4. قوات مظلات في محافظة مأرب.
    5. إضافة إلى عدد من وحدات الشرطة العسكرية
      والحرس الجمهوري، والأمن المركزي، في مدينة عدن.


  • الجنوبية :
    1. اللواء الثالث المدرع، في معسكر عمران، شمالي صنعاء.
    2. لواء بأصهيب المدرع، في مدينة زمار جنوبي صنعاء.
    3. اللواء الخامس مظلات، في معسكر حرف سيفان
      التابع لمنطقة قبائل أرحب في محافظة صنعاء.
      كما كان يوجد وحدات مشاة خفيفة في منطقة العرقوب.


احداث الحرب

حيدر أبوبكر العطاس ، رئيس الوزراء السابق في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية استمر بمنصب رئيس الوزراء ،ولكن حكومته كانت غير فعالة بسبب الاقتتال الداخلي. المفاوضات المستمرة بين القادة في الشمال والجنوب أسفرت عن توقيع وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان يوم 20 فبراير 1994. وبالرغم من ذلك ، اشتدت حدة الاشتباكات حتى اندلعت الحرب الاهلية في أوائل مايو1994.

تقريباً جميع الاقتتال العملي في الحرب الاهلية كان في الجزء الجنوبي من البلاد على الرغم من الهجمات الجوية والصاروخية ضد المدن والمنشآت الرئيسية في الشمال. الجنوبيون سعوا للحصول على دعم الدول المجاورة ،وتلقت الكثير من المساعدات المالية والمعدات ،ومعظمها من المملكة العربية السعودية ،والتي كانت تشعر انها مهددة من قبل اليمن الموحد، مصادر جنوبية نطقت ان الولايات المتحدة الأمريكية عرضت على الجنوبيين التدخل لمصلحتهم بشرط ضمان الحصول على قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى بعد انتهاء المعارك لكن القادة الجنوبيين رفضوا ذلك، في خلال ذلك الولايات المتحدة دعت مرارا إلى وقف لاطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. محاولات مختلفة ،بما فيها من جانب الموفد الخاص للامم المتحدة ،لم تنجح في تطبيق وقف اطلاق النار.

أعرب القادة الجنوبيين الانفصال وإعادة جمهورية اليمن الديمقراطية في 21 مايو1994 اي بعد بدء المعارك وهوما يقول المحلليين ان دعوة الانفصال كانت نتيجة وليست سبب للحرب، ولكن لم يعترف المجتمع الدولي بالدولة المعلنة. الامم المتحدة في خضم ذلك سعت لوقف الحرب واصدر مجلي الامن قرارين الاول 924 في 1 يونيوو931 في 29 يونيو1994 ودعى لوقف اطلاق النار فوراً ،لكن لم يتم تطبيق القرارين. وعندما نطق أعضاء مجلس الأمن لسفير اليمن في الأمم المتحدة حتى على القوات الحكومية الانسحاب من مشارف عدن ، أصبحت الاخبار تقول بأن القوات الحكومية دخلت عدن وسيطرت عليها فلام أعضاء مجلس الأمن السفير اليمني بلهجة شديدة فنطق: عذراً يا سادة طلبتم منا سحبها فسحبناها إلى الداخل!

علي ناصر محمد الرئيس الجنوبي السابق ساعد مساعدة كبيرة في العمليات العسكرية ضد الجنوبيين في عدن ،واستولت القوات الحكومية الشمالية والموالية لها على عدن فيسبعة يوليو1994. المقاومة في المناطق الأخرى انهارت ،الآلاف من القادة الجنوبيين وقادة الجيش الجنوبي توجهوا إلى المنفى مثل السعودية والإمارات وعمان ومصر وغيرها.

ويذكر ان دخول القوات الموالية للوحدة صاحبه نهب تام للمؤسسات في الجنوب وقامت به قوات موالية للحكومة تطبيقاً لسياسة الأرض المحروقة.

انتهت الحرب بفوز القوات الموالية للوحدة بمساعدة الالويه الجنوبيه التي خانت رفاقهم الحنوبيين بقيادة الفريق أول عبدربه منصور هادي وتم تنصيبه نائب رئيس الدوله ولايزال إلى اليوم.

الفترة الأولى

في 27 أبريل 1994 في حديث للرئيس علي عبد الله صالح، بمناسبة مرور عام، على إجراء أول انتخابات حرة، بعد قيام الوحدة اليمنية ، شن فيه هجوماً عنيفاً على الحزب الاشتراكي اليمني نطق فيه :

إن شعبنا اليمني سيضع حداً لأولئك، الذين يتسكعون على أبواب بعض العواصم، ليستلموا مالاً مدنساً من أجل إجهاض الوحدة

وأتهمهم بأنهم يتسلمون ثمن الأزمة، لشراء البنادق والأسلحة، وإيداع الأموال المتبقية في حسابات خاصة في البنوك الخارجية، لمصلحة عناصر وشخصيات تسعى من أجل الانفصال ، وطالب نائبه علي سالم البيض، بضرورة احترام الهيئات التشريعية، وتأدية اليمين الدستورية . بعد ساعات من ذلك الخطاب في الواحدة والنصف من ظهر ذلك اليوم إنفجر الوضع عسكرياً في محافظة عمران بمعسكر عمران المشهجر الذي يتمركز فيه جميع من اللواء الثالث المدرع الجنوبي، واللواء الأول المدرع الشمالي منذ إعلان الوحدة في 22 مايو1990 .

وحسب وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء حتى ضابط سابق يدعى يحيى داحش عليان، وهوعضوفي الحزب الاشتراكي، أٌتحم وبمساندة مجاميع مسلحة معسكر عمران. وأطلقوا النيران على أفراد اللواء الأول المدرع الشمالي، أثناء تناولهم طعام الغذاء، مما تسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وسقوط عشرات القتلى . وعندما بدأ جنود اللواء الأول الدفاع عن أنفسهم ، تدخلت قوات اللواء الثالث المدرع الجنوبي لمساندة المهاجمين، وأطلقت الرصاص من مختلف الأسلحة على مقر قيادة اللواء الأول المدرع الشمالي في المعسكر نفسه، وعلى عنابر سكن الجنود، وعلى المدرعات الواقفة في مرابضها. كما وأطلقت دبابات ومدفعية اللواء الثالث قذائفها على معسكر الأمن المركزي، القريب من معسكر عمران.

وعلى الجانب الآخر، في بيان لوزارة الدفاع في عدن، اتهم فيها الأسرة الحاكمة في صنعاء بتفجير الموقف عسكرياً في عمران وأتهم الفرقة الأولى مدرع الشمالية، التي يقودها علي محسن الأحمر، بشن هجوم غادر، على اللواء الثالث المدرع الجنوبي، ، وان الاشتراكي يحمّل علي عبدالله صالح شخصياً، وأفراد أسرته المسؤولية عن عواقب هذا الهجوم، الذي تزامن مع زيارة اللجنة العسكرية، المكلفة بمنع الاحتكاك بين الشماليين، والجنوبيين، لمعسكر عمران، بمرافقة الملحقين العسكريين الأمريكي والفرنسي. وأضاف المصدر، حتى اللقاءات التي سقطت في عمران، اتىت بعد قيام رئيس الدولة علي عبدالله صالح، بإلقاء خطاب عنيف أتهم فيه الجنوبيين بالعمل على التقسيم، والذي اعتبرته مصادر الحزب الاشتراكي بياناً للحرب، ضدها.

وأضاف البيان، حتى الهجوم يأتي تطبيقاً لخطة الأسرة العسكرية الحاكمة في صنعاء، والرامية إلى جر البلاد إلى حرب أهلية،قد يكون من نتائجها تعريض وحدة البلاد إلى الخطر، وتمزيقها، مشيراً إلى حتى "هذا العمل يأتي أيضاً تتويجاً لسلسة من التفجيرات العسكرية والأمنية، التي دأبت على القيام بها منذ وقت طويل، واستهدفت قيادة الحزب الاشتراكي اليمني وكوادره". وذكر حتى "الفرقة الأولى مدرع الشمالية، رفضت السماح للجنة العسكرية اليمنية المشهجرة، بالنزول إلى المنطقة، لتقصي الحقائق، بل عمدت إلى منع أعضاء اللجنة من الاقتراب من المنطقة".


خلاصة

لم يندلع الصراع المسلح في اليمن دفعة واحدة، وإنما ظلت درجة التصعيد، تتزايد بمعدلات متسارعة. وبدأت عملية التصعيد، تأخذ شكلاً شديد الخطورة، مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين اللواء الثالث المدرع الجنوبي، المتمركز في منطقة عمران، والفرقة الأولى مدرع الشمالية، التي يقودها العقيد على محسن الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وقد تطورت الأحداث إلى قتال مرير بين الطرفين، استمر حتى 30 أبريل 1994. ثم هدأت المعارك، في منطقة عمران، بعد تدمير كلٍ من اللواء الثالث المدرع الجنوبي، واللواء الأول المدرع الشمالي. وقد أسفر القتال عن وقوع خسائر في الجانبين، قدرت في المتوسط، طبقاً لتقديرات مصادر محايدة، تدمير أكثر من 150 دبابة، وحوالي 22 عربة مدرعة، وما يزيد عن 200 قتيل، وما يراوح ما بين 250 إلى 300 جريح، وإلحاق الأضرار في حوالي 159 منزلاً في منطقة عمران القريبة من ساحة الاشتباكات، فضلاً عن وقوع حوالي 400 في الأسر، إضافة إلى لجوء الجزء الأكبر، ممن تظل من جنود اللواءين، إلى القبائل المناصرة له في المنطقة.

وفي الوقت الذي انفجر فيه الموقف في منطقة عمران، بدأ التوتر في منطقتي ذمار، وأبين، حيث بدأ الشماليون، إجراء تعزيزات حول جبال أنس، في محافظة ذمار، لتطويق لواء بأصهيب الجنوبي المتمركز هناك كما تصاعد احتمال قصف القوات الجنوبية، معسكر لواء العمالقة الشمالي، المتمركز في محافظة أبين، قرب عدن.

وفي أعقاب هذا الاشتباك، بدأ العد التنازلى للانفجار العسكري، واسع النطاق، حيث تبادل الجانبان، الاتهامات بعنف، حول المسؤول عن هذه الأحداث. وطالب الحزب الاشتراكي، بمعاقبة من أسماهم بـمجرمي الحرب والإرهاب في الشمال، الذين كانوا يخططون لإشعال الحرب الأهلية في البلاد. كما رأى الحزب، حتى هذه الاشتباكات، تدلل على حتى الأسرة العسكرية الحاكمة في صنعاء ، وراء تفجير الموقف، لجر البلاد إلى حرب أهلية مدمرة. عقب ذلك، طوق وحاصر كلٍ من الشماليين والجنوبيين، كلٍ على حدة، القوات التابعة للطرف الآخر الموجودة في الشطر التابع له من البلاد، ثم تتابعت باقي مؤشرات التصعيد العسكري على النحوالسابق ذكره.

عندما وصل التصعيد إلى درجة الانفجار العسكري، كانت القوات الشمالية هي المالكة لزمام المبادأة، وركزت في البداية، على إنهاء فاعلية القوات الجنوبية، الموجودة في الشمال. وبدأت الحرب على نطاق واسع، في أربعة مايو1994، واتخذت في بدايتها، صورة اشتباكات عنيفة، في منطقة ذمار الشمالية، الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوبي صنعاء ، بين قوات لواء (بأصهيب) المدّرع الجنوبي، والوحدات الشمالية المحاصرة له، التي كانت تفوقه في العدد والعدة. ثم امتدت الاشتباكات بعد ذلك مباشرة، إلى منطقة يريم، الواقعة على بعد 30 كيلومتر جنوب ذمار، بين اللواء الرابع مدفعية جنوبي هناك، وحشود القوات الشمالية في المنطقة، في الوقت الذي اتخذت فيه المعارك، خطاً تصاعدياً على جميع المحاور، على الحدود الشطرية السابقة. وفي جنوب اليمن، حاولت القوات الشمالية، الموجودة هناك، الإمساك بزمام المبادأة، وبادر اللواء الثاني المدرع، ولواء العمالقة الشمالية، بمهاجمة مواقع القوات الجنوبية القريبة، إلاّ حتى القوات الجنوبية، المؤلفة من القوات النظامية، وميليشيا الحزب الاشتراكي، وأفراد القبائل، تصدت لها. وعمل الجنوبيون على إنهاء خطر تلك القوات، وتصفية وجودها، تمهيداً لنقل القتال إلى الحدود الشطرية السابقة. ودفعت القيادة الجنوبية أيضاً ثلاثة ألوية، إلى منفذ يريم، جنوب منطقة ذمار، لفك الحصار عن قوات لواء بأصهيب الجنوبية هناك، والتصدي للقوات الشمالية، المتقدمة نحوالحدود الشطرية. ولكن القوات الجنوبية لم تفلح، طيلة مراحل القتال في تصفية القوات الشمالية، التي كانت موجودة في الجنوب، في إطار تبادل الوحدات. وارتبطت هذه النتيجة، في واقع الأمر، بحقيقة، حتى خريطة تمركز القوات الشمالية في المحافظات الجنوبية، أخذت في الاعتبار منذ البداية إمكانية حدوث لقاءات عسكرية، بين الشمال والجنوب، واستعدت تلك القوات لفرض سيطرتها على الطرق الرئيسية، بين مختلف أنحاء الجنوب اليمني، فور اندلاع أعمال القتال المسلح، وأعدت في هذا الإطار نفسه تحصينات دفاعية هائلة، في أماكن تمركزها.

ومنذ بداية الصراع، شاركت القوات الجوية للطرفين، مشاركة إشارة في قصف الأعماق المعادية. واستفادت القيادة الجنوبية في هذا الصدد، من تفوقها النسبي في القدرات الجوية. كما استفادت من تفوقها الساحق في المجال البحري. واستطاعت توظيف هذه القدرات خلال الفترة الأولى للصراع، في قصف القوات الشمالية الموجودة في الجنوب، عن طريق البحر، فضلاً عن استخدام القدرات البحرية، في كافة العمليات العسكرية، القريبة من السواحل البحرية. وفي هذه الفترة، كان القتال الحقيقي والأشد ضراوة، هوذلك الذي سقط في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، بين قوات جنوبية وقوات لواء العمالقة الشمالية، التي ظلت تقاوم مقاومة عنيفة، بينما تعرضت القوات الجنوبية في الشمال لهزيمة مبكرة، بسبب الاختلال الشديد في ميزان القوى، لصالح القوات الشمالية، في تلك اللقاءات. وفي أعقاب الانتهاء من هذه الفترة، جمّعت القيادة الشمالية قواتها، وأعادت نشرها، وبدأت على الفور في الإعداد لجولة جديدة من المعارك. وذكرت بعض التقديرات المحايدة، حتى حصيلة هذه الفترة، التي استغرقت حوالى أربعة أيام، قد بلغت أكثر من عشرة آلاف قتيل من الجانبين. وطبقاً للمصادر الرسمية، يُعتقد حتى الخسائر المادية تفوق نصف بليون دولار.

الفترة الثانية

5 -سبعة مايو

بدأ القتال الكامل، باندلاع المعارك الطاحنة، بين القوات الشمالية والجنوبية، في ثماني محافظات. وانطلقت المعارك من ذمار ليلة 4/5 مايو، في وقت متاخر من الليل ، وأغارت طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجنوبية، على مطار صنعاء، ومطار الحديدة، ومطار تعز بهدف شل فاعليتها، والحيلولة دون استخدامها. كما استهدفت الغارات محيط القصر الرئاسي، والمقر الحكومي، ومبنى قيادة الأركان العامة، ومبنى وزارة الدفاع، ومبنى الإذاعة والتليفزيون ، وردت طائرات صنعاء في قصف مطار عدن الدولي، ومطار العند العسكري ومحطة كهرباء الحسوه، وميناء عدن، ومبنى الإذاعة، والتليفزيون، ومصفاه عدن النفطية.

وفي ذلك اليوم خلت العاصمة صنعاء من المواطنين، وأقفلت جميع محالها التجارية، واستمرت المدفعية المضادة للطائرات تطلق نيرانها بشكل كثيف لحماية أجواء العاصمة، وانبترت الاتصالات الهاتفية داخل البلاد، خصوصاً مع الشطر الجنوبي، وأعربت القيادة العسكرية الشمالية، أنها أسقطت خمس مقاتلات جنوبية، بينها اثنتان في منطقة الراحة، واثنتان في مكيراس، وواحدة في رهدة، على الحدود السابقة بين شطري اليمن، بينما تحدثت عدن، عن حتى دفاعاتها الجوية، تصدت للطائرات الشمالية المغيرة، وأسقطت أربعاً منها.

اصدر الرئيس قراراً بإعلان حالة الطوارئ، في جميع أنحاء اليمن لمدة ثلاثين يوماً ابتداء منخمسة مايو1994، وفي الوقت نفسه أعربت في عدن حالة التعبئة الكاملة ، فيما سحب مجلس النواب، ثقته من حكومة حيدر أبوبكر العطاس.

أعربت قبائل خولان، حتى اللواء الخامس مظلات الجنوبي، المتمركز في منطقة العرقوب، على أراضيها، وفي جوارها، تحت حمايتها. كما أعربت قبائل أرحب البكيلية حمايتها للواء المشاة الجنوبي، المتمركز في منطقتها، شريطة حتى لا يشارك، أي منهما في القتال.

فيسبعة مايوسقطت مكيراس التي كان يدافع عنها اللواء 22 الجنوبي ، بدأت القيادة الشمالية تدفع الكثير من ألويتها وقواتها، إلى محافظة أبين جنوباً، ومحافظة شبوة في اتجاه الشمال الشرقي، عن طريق بلدة لودر الجنوبية، وذلك بعد الاستيلاء على مثلث النقبة الإستراتيجي، الذي تلتقي عنده ثلاثة طرق ، يذكر أن`العميد عبد ربه منصور هادي`، لعب دوراً رئيسياً في سقوط مكيراس بدون مقاومة، ولم تستغرق معركتها أكثر من أربعة ساعات، وهوأحد أبرز القادة العسكريين الجنوبيين، أثناء حكم الرئيس السابق علي ناصر، وهومن أبناء محافظة أبين، وقد عين وزيراً للدفاع بعد معركة مكيراس.

10 - 15 مايو

أخذت المعارك طابع الصراع، من جانب القوات الشمالية للاستيلاء على الطرق المؤدية إلى عدن، والصراع المضاد، من جانب القوات الجنوبية، للتمسك بهذه الطرق، فيما صرح مصدر عسكري جنوبي، حتى القوات الجنوبية، صدت زحفاً جديداً، للقوات الشمالية نحوعدن، هوالمحاولة التاسعة للشماليين لعبور الحدود القديمة بين شطري اليمن. ونطقت عدن، إذا القتال، يهجرز في مناطق الضالع، والكرش، ومكيراس الحدودية، وأتهم الجنوبيون السودان، بإرسال قوات للقتال إلى جانب الشماليين، لكن الخرطوم نفت ذلك. ونقلت إذاعة عدن، عن العقيد الجنوبي حسين قطان، حتى القوات الشمالية، تقصف لحج على مسافة 40 كيلومتراً شمال عدن، لكنها غير قادرة على اختراق الدفاعات الجنوبية. أفادت مصادر عسكرية يمنية محايدة، حتى معارك دارت في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وامتدت حتى البيضاء شمالاً، وفي منطقة الكود، والعرقوب، ومكيراس. ويبدوحتى قوات العمالقة هناك، تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد حتى كانت القيادة الشمالية، تعلق عليها آمالاً كبيرة في تحقيق النصر، وفي احتلال مدينة عدن، باعتبار أنها تمثل فك الكماشة في المنطقة الشمالية الشرقية من عدن. أما القوات الأخرى، التي تحاول تطويق عدن من الناحية الشمالية الغربية، على محور تعز ـ الراهدة ـ ماوية، فقد انسحبت من الحدود، والمناطق التي كانت تحتلها، إلى مناطق شمالية من محافظة تعز، بعد قتال مستميت من جانب القوات الجنوبية. وكان الانباء الواردة من صنعاء عن تعيين العميد الركن عبد ربه منصور هادي، وزيراً للدفاع، والعقيد الركن أحمد عبد الله الحسني، قائداً جديداً للقوات البحرية، وهم من رجال الرئيس السابق علي ناصر محمد. وقد أعرب الرئيس علي عبد الله صالح، نبأ تعيين وزير الدفاع، في اجتماع لقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان في صنعاء.

في 12 مايواستولت القوات الشمالية على مدينة الضالع وعرض التليفزيون مشاهد لدبابات وعربات مدرعة شمالية، تجوب شوارع مدينة، لم يذكر اسمها. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن وزير الإعلام الشمالي، أحمد اللوزي، في لقاءة بالهاتف من صنعاء، إذا الضالع سقطت في أيدي الشماليين.

فيما ركّزت القوات الجنوبية، على ضرب المنشآت العسكرية بصواريخ سكود، فقصفت مخازن الذخيرة والأسلحة، والمحروقات، والمعسكرات، ومطارات الشمال. كما طالت الضربات، منطقة سنحان، مسقط رأس الرئيس علي عبدالله صالح، ومنزله السري والاحتياطي، في المنطقة القريبة من مصنع الغزل والنسيج، في صنعاء، والمجاور لمنزل الشيخ عبدالله الأحمر.

في 15 مايواعترفت المصادر العسكرية الجنوبية، لأول مرة بسقوط مدينة الضالع، التي تبعد أكثر من 100 كم شمال شرقي عدن، اتى ذلك في الوقت الذي ناشد فيه الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب، جامعة الدول العربية التدخل فوراً، وبفعالية، وسرعة، لوقف المعارك. وأهاب البيان الصادر عن الكتلة البرلمانية للحزب، بالجامعة العربية "وكل الأشقاء والأصدقاء، بذل جهودهم ومساعيهم الخيرة لإيقاف الحرب، فوراً، وإنقاذ اليمن من الدمار الذي يتعرض له حالياً".

وقد دارت أعمال القتال، خلال يومي 14، 15 مايو1994، في خمس جبهات حول عدن كالآتي:

  1. محور باب المندب خرز السّاحلي .
  2. محور الراهده ـ كرش ـ العند .
  3. محور الضالع ـ العند .
  4. جبهة أبين .
  5. جبهة شبوة .




16 - 23 مايو

اتخذت الحرب الدائرة في اليمن، أبعاداً أكثر خطورة، اعتباراً من 16 مايو1994، وذلك على الصعيدين العسكري والسياسي. عملى الصعيد العسكري، اتسم الموقف بتطورات عسكرية، بالغة الأهمية، تمثلت في إقدام الشماليين على فتح جبهة جديدة في محافظة شبوة، وفي العودة إلى تنشيط جبهة أبين، وفي تصعيد القتال حول قاعدة العند الجوية الجنوبية، التي أعرب الشماليون سقوطها، في خطوة قد تكون نقلة نوعية في الحرب الدائرة.

ودخلت الحرب اليمنية فترة جديدة من القتال، اتبعت فيها القيادة الشمالية، أسلوب الهجوم بكثافات عالية من الموجات البشرية، تستخدم فيها وحدات من المجندين، الأقل تدريباً وكفاءة قتالية، مع الاحتفاظ بالقوات الضاربة الرئيسية، مثل ألوية الحرس الجمهوري، لدفعها إلى الجبهات، في توقيت محدد لحسم الموقف.

وفي لقاءة التكتيك الشمالي، اتبعت القيادة الجنوبية أسلوب القصف الجوي المكثف، واعتمدت على تحريك المدرعات بين المواقع المتنوعة، لتحقيق قوة نيران تتناسب مع كثافة الموجات الشمالية، في استفادة واضحة بفهم طبيعة الأرض، التي تدور فوقها المعارك، ويقع معظمها في المحافظات الجنوبية، جنوب وشرق الحدود الشطرية السابقة.

أعربت صنعاء، عن إسقاط قاعدة العند الجوية الرئيسية، وأكدت على لسان وزير خارجيتها، محمد سالم باسندوه، حتى محاصرة عدن، وليس إسقاطها، هي الأولوية للهجوم العسكري الشمالي، في ما يظهر أنه التزام بالخط الأحمر، الذي رسمته واشنطن، ورسخته القاهرة عربياً، حول "احتلال" عدن.

وعلى الرغم من حتى صنعاء، أعربت الاستيلاء على قاعدة العند الاستراتيجية، وسط محافظة لحج، وأكدت أنها أنهت شبح الأسطورة المسماة بقاعدة العند، ونقلت عدداً من الصحافيين الأجانب إلى داخل قاعدة العند، إلاّ حتى القيادة العسكرية الجنوبية نفت ذلك، وصرحت بأن القتال ما زال دائر داخل القاعدة. وأفاد الصحافيون الذين زاروا الجبهة، حتى القوات الشمالية والجنوبية تخوض معارك ضارية من مسافات متقاربة، حول القاعدة، وأن قذائف المدفعية والصواريخ، هزت القاعدة التي تبعد 60 كم شمال عدن، في حين بدا حتى القوات الجنوبية، تطلق النار، وتقاتل في محاولة لإخراج الشماليين منها. وقد عززت التعبئة، وأخذ الآلاف من الشبان في سيارات تابعة للحزب الاشتراكي، جابت شوارع عدن، لنقلهم إلى خطوط اللقاءة. وقد أكد ضباط شماليون، حتى بعض القوات الجنوبية لا تزال داخل القاعدة، وقدروا حجمها بنحوعشرة آلاف جندي.

كما أعربت القيادة الشمالية، حتى قواتها أصبحت على مسافة 30 كيلومتر من عدن، فيما واصلت قوات أخرى تمشيط مناطق جنوب الضالع، ووصلت إلى منطقة الحبيلين، التي تبعد 20 كم جنوب الضالع، في الوقت الذي أعربت فيه القيادة الجنوبية، حتى القتال ما يزال دائراً في كرش والضالع وآبين، وأن الأمور تسير في طريق الحسم ضد القوات الشمالية، بعد استسلام ألف وخمسمائة جندي وضابط شمالي، في أيدي القوات الجنوبية، عندما فشلت محاولتهم في التسلل إلى منطقة الحبيلين. وأضافت هذه المصادر حتى علي سالم البيض، الأمين العام للحزب الاشتراكي، وقيادات الحزب، زاروا مواقع الوحدات العسكرية، في مختلف المحاور. وأشارت معلومات إلى حتى القوات الشمالية، توشك على أحكام سيطرتها على محافظة شبوة، بعدما واصلت زحفها عبر مرتفعات بيحان، باتجاه مدينة عتق عاصمة المحافظة، واستطاعت تحقيق السيطرة على مديرية نصاب، حيث أعربت كتيبة كاملة من لواء خيشان الجنوبي انضمامها، بكامل أسلحتها ومعداتها، إلى القوات الشمالية.

في 20 مايو توسعت دائرة المعارك وزادت ضراوة، حيث ولج القتال أسبوعه الثالث. وأكدت صنعاء، حتى قواتها تزحف في اتجاه عدن، لإحكام الحصار حولها من ثلاث جهات، وأنها تجاوزت قاعدة العند. في حين أشارت عدن إلى حتى القوات الجنوبية "أنزلت ضربات ساحقة" بالقوات الشمالية، و"أجبرتها على التراجع في اتجاه كرش" (45 كيلومتراً شمال غربي عدن). وتأكد أمس حتى القتال كان لا يزال مشتعلاً في جانب من قاعدة العند، التي لم ينه الشماليون سيطرتهم الكاملة عليها بعد.

واعتباراً من 20 مايو1994، حققت القوات اليمنية الشمالية، مزيداً من التقدم، نحوعدن، وسط تقهقر القوات اليمنية الجنوبية، من قاعدة العند الجوية الرئيسية. ونقلت إذاعة صنعاء، عن مصادر عسكرية شمالية، قولها: إذا القوات تحقق، أيضاً، تقدماً في محافظة أبين، شمال شرقي عدن، في ما بدا أنه محاولة للتقدم، باتجاه المدينة من اتجاهين.

ملخص

فور الانتهاء من تصفية جيوب القوات الجنوبية، الموجودة في الشمال، عمدت القيادة الشمالية، إلى البدء في تطبيق عملية هجوم واسع النطاق، انطلاقاً من قواعد ذمار، ويريم، ومكيراس، وأبين. واستفادت القيادة الشمالية في هذا الصدد، من حتى وحداتها المذكورة الموجودة في الجنوب، قد قاومت بعنف، بل، وامتلكت القدرة على القيام ببعض المبادرات الهجومية، واستطاعت الاحتماء بالمناطق السكنية القريبة من مناطق تمركزها.

وعلى هذا الأساس، تمثل الهدف الرئيسي، للقيادة الشمالية، في هذه الفترة في تحقيق الالتحام، بين قواتها المندفعة من الشمال، مع قواتها الموجودة أصلاً في الجنوب. وقامت في هذا الإطار بدفع تعزيزات مكثفة إلى قوات لواء العمالقة، بمحافظة أبين، مستفيدة في ذلك من ضعف الجهد العسكري الجنوبي، في المناطق الشطرية، التي تربط بين محافظتي البيضاء الشمالية، وأبين الجنوبية. ومن ناحية أخرى، ظلت قوات اللواء الثاني مدرع الشمالية، الموجودة في مديرية ردفان الجنوبية، تقاوم بضراوة، إلى حتى تمكنت القيادة الشمالية، من تعزيزه بوحدات عديدة، عبر محافظتي إب، وتعز، الشماليتين، القريبتين من مناطق تمركز اللواء المذكور. وخلال استكمال عملية التعزيز هذه، ظلت القيادة الشمالية، تردد أنها نجحت في الاستيلاء على مطار العند، الواقع في وسط محافظة لحج، على مسافة 50 كيلومترا شمال عدن، وكان هذا الإعلان بمثابة محاولة للخداع، ولفت الأنظار عن المعارك التي تخوضها قوات لواء العمالقة في محافظة أبين، وأيضاً للإيهام، بأن زحف القوات الشمالية، مستمر في اتجاه عدن. وفي ظل هذا الوضع، اضطرت قيادة الحزب الاشتراكي، إلى إعلان التعبئة العامة، في محافظات جنوب اليمن، منذستة مايو. كما أعادت إحياء ما يعهد بالدائرة العامة للتعبئة العليا والاحتياط، وأوكلت إليها، مهمة تنسيق عمليات التعبئة العامة للاحتياط البشري، والمادي، في جميع المحافظات، بالتعاون مع المنظمات الجماهيرية، والقطاع العام، والمختلط، والمؤسسات والمرافق الحكومية، لضمان تطبيق المهام الموكولة إليها. وعلى الرغم من حتى القيادة الجنوبية، أفلحت في تحقيق تفوق عددي، في لقاءة قوات لواء العمالقة، (خمسة ألوية جنوبية في لقاءة أربعة ألوية شمالية)، إلاّ حتى نجاح الشماليين في الالتحام مع قوات لواء العمالقة، أعطى لها، تغيير معادلة التوازن لصالحها، تسليحاً، وإدارياً وبشرياً، مما جعل النشاط العسكري الجنوبي في لقاءتها، غير فعّال، سوى في إرباك تلك القوات، ومنعها من التجمع والانطلاق، في هجمات واسعة النطاق.

وفي 11 مايو1994، حاولت القوات الشمالية، التقدم عبر محور جديد، في منطقة باب المندب، إلاّ حتى القوات الجنوبية، أفلحت في وقف تقدم الشماليين. وعلى الرغم من ترديد القيادة الجنوبية، وقتذاك، أنها نجحت، في وقف تقدم الشماليين، وتدمير قوات لواء العمالقة الشمالية، فإن تطورات الصراع المسلح، ظلت تُظهر حتى قوات لواء العمالقة مازالت متماسكة وفعالة، بل إذا منطقة زنجبار، التي تتمركز فيها تلك القوات، كانت بمثابة الساحة الرئيسية، والمنطقة الوحيدة، التي شهدت لقاءات نظامية واسعة النطاق، طيلة الأسبوع الأول للعمليات، إلاّ حتى القوات الجنوبية، أفلحت في 13 مايو، في تحقيق فوز جزئي، ضد قوات لواء العمالقة، وطردتها من مدينة زنجبار، وأجبرتها على التراجع نحوالشمال الشرقي، مع الاستمرار في مطاردتها، والاستعانة في هذا الشأن بقبائل شبوة، التي دخلت الحرب إلى جانب القيادة الجنوبية. في 14 مايو1994، نجحت القوات الشمالية، بدورها، في الاستيلاء على مدينة الضالع، عاصمة مديرية ردفان، التي تبعد حوالي 100 كيلومتر شمالي عدن، فيما هوبداية لتصعيد جديد، في مسار الصراع المسلح. فقد عمدت القوات الشمالية، عقب ذلك، إلى تكثيف هجماتها على محوري " الضالع ـ قعطبة، وكرش ـ العند "، وذلك لتحقيق تقدم نحوقاعدة العند الإستراتيجية، والتي كانت القوات الجنوبية قد انسحبت إليها، عقب انسحابها من مدينة الضالع، وفي هذين المحورين سقطت أكثر المعارك ضراوة في الصراع المسلح. فقد بدأت القوات الجنوبية في شن عمليات فدائية، وحرب عصابات، ضد القوات الشمالية، في منطقة الضالع الجنوبية، في الوقت الذي نفذت فيه القوات الشمالية هجمات بالغة الضراوة، على هذين المحورين، انطلاقاً من حتى الاستيلاء على قاعدة العند، يفترض أن يؤدى إلى فتح الطريق إلى عدن. كما اهتمت القوات الشمالية، بمواصلة التقدم عبر ثلاثة محاور أخرى، هي كرش ـ الراهدة، خزر ـ باب المندب، بيحان ـ شبوة، وذلك في محاولة لتشتيت جهود القوات الجنوبية، بما يتيح للقوات الشمالية الاختراق، على أحد الطرق الثلاثة، المؤدية إلى عدن. وألقت القيادة الشمالية، بكامل احتياطياتها، من الأفراد والمعدات، في موجات بشرية متوالية، على جميع تلك المحاور، لا سيما محور الضالع ـ العند. وقد استكملت القوات الشمالية جهودها، بعد ذلك، بتكثيف أعمال القصف، على دفاعات ضد القوات الجنوبية، في جبهة الضالع ـ العند، واستطاعت تحقيق تقدم تدريجي، في اتجاه قاعدة العند الجوية الإستراتيجية. كما حاولت، تحقيق تقدم على باقي المحاور، للالتفاف حول عدن. من جميع الجهات. وأدت المعارك، التي جرت على هذه المحاور، خلال الأسبوعين الثالث والرابع للعمليات، إلى سقوط آلاف القتلى، والجرحى، في صفوف القوات الشمالية، لا سيما وأن القوات الجنوبية، استبسلت بدرجة إشارة، وكثّفت نيرانها، من خلال القصف الصاروخي، والمدفعي، والجوي، ضد كافة مواقع القوات الشمالية. وقد واصلت القيادة الشمالية، خلال تلك الفترة، الحرب النادىئية ضد الجنوبيين، حيث رددت مراراً، أنها نجحت في اقتحام قاعدة العند، في الوقت الذي لم تكن قد اقتربت فيه من القاعدة أصلا. ومن بين جميع محاور القتال، كانت النجاحات الشمالية، الأكثر بروزاً، هى تلك التي تحققت في محور شبوة، وتحديداً في اتجاه مدينة عتق. وواصلت تلك القوات، عقب ذلك التقدم التدريجي، في اتجاه قاعدة العند، حيث أفلحت، أولاً في التقدم إلى الناحية الشمالية للقاعدة، التي يفصلها واد جبلي، عن المعسكر الرئيسي في القاعدة. وظلت القوات الجنوبية تقاوم بشراسة، على الرغم من الاختلال الكاسح، في ميزان القوى في غير صالحها. ولم يستطع الشماليون، الاستيلاء على القاعدة، إلاّ بعد حوالي أسبوعين، من القتال العنيف، بل إذا بعض التقارير، تمضى إلى حتى القوات الجنوبية، هي التي انسحبت انسحاباً تكتيكياً من القاعدة، بغرض إجبار القوات الشمالية، على تخصيص أعداد ضخمة، من القوات للدفاع عن المنطقة، التي تم إخلاؤها، وحرمان باقي محاور القتال، من هذه القوات.

إعلان دولة اليمن الديموقراطية

في 20 مايو1994، أعرب الرئيس على عبدالله صالح، هدنة لمدة ثلاثة أيام، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، استجابة لمساعي بعض الرؤساء العرب، إلا أنه في مساء اليوم نفسه، شهد الصراع بين شطري اليمن، تحولاً نوعياً، بالغ الأهمية، مع إعلان الزعيم الجنوبي علي سالم البيض، إقامة دولة اليمن الديموقراطية في الجنوب. كما ترافق هذا الإعلان، مع قيام البيض، بنقل مقر القيادة إلى حضرموت، في شرق البلاد، فيما استهدف إقامة خط دفاعي جديد، علاوة على حتى حضرموت كانت تمثل قاعدة ملائمة، لإقامة حكومة انفصالية جديدة عن الجمهورية اليمنية.


إضافة إلى ذلك، حتى حضرموت كانت توصف بأنها الجائزة الكبرى الحقيقية، في الحرب اليمنية، وذلك لما تتمتع به من ثروة نفطية، وإمكانات زراعية، وثروة سمكية، إضافة إلى ما يتوافر لها، من مزايا جيوستراتيجية. وفي ظل هذا الوضع، نجحت القوات الجنوبية في وقف تقدم القوات الشمالية، على الجبهات الرئيسية في شمال لحج، وأبين، وخزر، ولكنها لم تستطع، تصفية القوات الشمالية، التي كانت متمركزة على أراضيها منذ الوحدة، بل على العكس من ذلك، ازدادت فاعلية تلك القوات عقب حصولها على إمدادات، وتعزيزات جديدة من صنعاء. وفي 23 مايو، استؤنف قتال واسع النطاق مجدداً، وتمكنت القوات الشمالية، من تحقيق تقدم في محافظة شبوة، لبتر الطريق بين عدن في الغرب، وحضرموت في الشرق. وأكدت القيادة الجنوبية، من جانبها، حتى تقدم الشماليين، كان ناتجاً عن تراجعها، تراجعاً تكتيكياً، أمام الكثافة العددية للقوات الشمالية.



الفترة الثالثة سقوط عدن

اشتدت المعارك العنيفة في 24 مايوعلى مختلف المحاور، وحذّر وزير الدفاع في صنعاء، شركات الملاحة الجوية والبحرية، من استخدام المطارات والموانئ الجنوبية. وبدأت القوات تزحف نحوعدن، وحضرموت، وضَعُفَتْ مقاومة الجنوبيين، عدا بعض الطّلعات الجوية، والألغام، التي غرسها الجنوبيون، لعرقله تقدم القوات الشمالية، نحوحضرموت. واستمرت الطلعات الجوية الجنوبية بشكل متبتر.

عقب استيلاء القوات الشمالية، على قاعدة العند، وتقدمها على باقي محاور القتال، بدأت في ممارسة الضغط العسكري المباشر، على عدن، من ثلاثة محاور، هي: أبين شرقاً، ولحج شمالاً، وباب المندب غرباً. واستكملت القوات الشمالية، تجهيز قواتها، لمحاصرة مدينة عدن، من جميع الجهات، حيث صرحت بعض المصادر الشمالية، وقتذاك، بأن قرار اقتحام عدن، يفترض أن يتقرر عقب التأكد أولاً، من إمكانية الحفاظ على سلامة المدنيين من سكانها، وممتلكاتهم، أثناء الهجوم؛ علاوة على حتى الهجوم، يفترض أن يهدف فقط إلى تطهير مدينة عدن، من الأوكار العسكرية، والميليشيات الموالية للحزب الاشتراكي، وفرض سيادة الشرعية الدستورية، وحماية المواطنين، والدفاع عن وحدة البلاد ومنجزاتها، على حد تعبير تلك المصادر.

وفي الوقت نفسه، نجحت القوات الشمالية، في الاستيلاء بصورة كاملة، على بلدة عتق، عاصمة محافظة شبوة. وذلك بعد التقاء قوات المحورين، الجنوبي والشمالي، وتمكنت بذلك من فصل محافظتي حضرموت، والمهرة الشرقيتين، عن عدن ولحج، كما نجحت في الاستيلاء على الطريق الممتد من زنجبار، على ساحل بحر العرب، إلى النقبة وعتق شمالاً في شبوة.

وعلى هذا الأساس، تجّمعت للقيادة الشمالية في محوري شبوة، وحضرموت، بدءاً من الثالث والعشرين من مايو، قوة ضاربة تتألف مما لا يقل عن ستة ألوية، تتمثل في لواء شلال، واللواء السادس، واللواء الثالث، وهي الألوية التي كانت قد دفعت من محور مأرب ـ بيحان، فضلاً عن قوات لواء الوحدة، ولواء العمالقة الثامن، وبعض قوات العمالقة الأخرى، والحرس الجمهوري، التي كانت قادمة من مكيراس في الشرق، وزنجبار في الجنوب. وتمكنت تلك القوات من إزالة النقاط المتقدمة للقوات الجنوبية، ومع ذلك فإن النجاح الذي حققته القوات الشمالية في تلك المحاور، كان عائداً في أحد أبرز جوانبه، إلى إذا القوات الجنوبية، لم تخض قتالاً حقيقياً في تلك المحاور، وفضلت التراجع أمام الشماليين، إلا حتى هذا التكتيك العسكري الجنوبي، كان الهدف منه، إطالة خطوط عمليات القوات الشمالية، واستدراجها إلى أماكن اغتال مناسبة لها، من دون حتىقد يكون للتقدم الذي أحرزته تأثير يذكر. إضافة إلى حتى الفوزات، التي حققها الشماليون في هذا المحور، كانت ناتجة في الوقت نفسه، عن تبدل ولاءات القبائل في المنطقة، الذين تردد أنهم تلقوا رشاوي هائلة من الشماليين، الأمر الذي دفع القيادة الجنوبية، إلى تعديل شبكة تحالفاتها في تلك المنطقة. فعينت السيد أحمد فؤاد الصريمة، محافظاً لشبوة، وولته مهمة الدفاع عن المنطقة، وأسندت إليه، قيادة تحالف القوات الجنوبية هناك، والمؤلفة من تشكيلات الوحدات العسكرية النظامية، وتجمع قبائل شبوة.

وبالعمل بدأت القوات الجنوبية، بدءاً من السابع والعشرين من مايو، في استعادة المبادأة ضد القوات الشمالية في شبوة، التي تعرضت لعمليات تعرضية نظامية، وحرب عصابات في آنٍ واحد، شاركت فيها قبائل المنطقة. وبدأ الهجوم بقصف جوي مكثف، ضد القوات الشمالية، واستهدفت تلك العمليات، وقف الزحف الشمالي الكثيف في اتجاه محافظة حضرموت، لا سيما أنها كانت تسعى إلى مواصلة التقدم، نحومدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، واحتلال ساحل حضرموت، بما فيها ميناء تصدير النفط في منطقة الشحر المجاورة، إضافة إلى تهديد سكن إقامة الزعيم الجنوبي، علي سالم البيض، في حضرموت، بما قد يدلل على عدم قدرته على حماية نفسه. فضلاً عن حتى الجهد العسكري الشمالي، كان يرمي إلى تحقيق فوزات سريعة، للتأثير على مداولات مجلس الأمن، التي كانت تجري وقتذاك، مما قد يعني أمام المجتمع الدولي، حتى الجنوب قد بات ضعيفاً، ولم يعد مسيطراً على أراض، تمكنه من إقامة دولة مستقلة. ومع حلول الثلاثين من شهر مايو، كانت القوات الجنوبية، قد نجحت في وقف القوات الشمالية، وطردها من بعض المواقع، التي كانت قد احتلتها، في أوقات سابقة في المناطق الشرقية.


والواقع، حتى القيادة الشمالية، حرصت في تلك الفترة، على تعزيز موقفها السياسي، من خلال ممارسة الضغط العسكري، في محاور القتال المتنوعة، وذلك بغرض التأثير، على جهود التسوية السياسية، حيث كثفت الهجمات، على جميع المحاور المحيطة بمدينة عدن، لمحاصرتها، وبناء طوق متكامل حولها، بل إنها فتحت جبهة شمالية غربية، حول عدن في منطقة طور الباحة، عقب نجاحها، في اختراق الدفاعات الجنوبية، في تلك الجبهة، والانتشار على مساحة حوالي 105 كيلومترات، شمال غربي عدن. كما واصلت القوات الشمالية، القصف العنيف، والمركّز، على الأهداف الإستراتيجية في عدن، لا سيما القاعدة الجوية في مطار عدن. ولكن القوات الجنوبية، نجحت في تكبيد القوات الشمالية المهاجمة، خسائر فادحة، وأجبرتها على التراجع.

إلى غير ذلك فشلت القيادة الشمالية، في فرض سيطرتها الكاملة، على عدن قبل صدور القرار الرقم 924، من مجلس الأمن في الأول من يونيو، الداعي إلى وقف إطلاق النار، في اليمن، وفرض حظر على واردات السّلاح، إلى الأطراف المتصارعة في البلاد. كما عَيّن السكرتير العام للأمم المتحدة، ممثلاً خاصاً، وأسند إليه مهمة تقصي الحقائق في اليمن.

حاولت القيادة الشمالية، الاستفادة من المدى الزمني، المتاح أمامها، قبيل وصول المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى البلاد. وقامت في هذا الإطار، بتشديد الضغط العسكري على عدن، كما استمرت في أعمال القصف المدفعي، والجوي العنيف، علاوة على حتى الطائرات الحربية الشمالية، بدأت هجرز على إصابة مصفاة عدن، لأول مرة منذ بدء الصراع. وقد استطاعت القوات الشمالية، من خلال هذا الضغط المكثف، حتى تواصل إحكام الطوق العسكري، حول عدن، وباتت على مقربة 20 كيلومتراً منها، من جهة الشمال، و30 كيلومتراً من الشرق، وتمكنت من الاستيلاء، على عدد من القرى الصغيرة حول عدن.

وبشكل عام، فإن أعمال القتال، خلال فترة ما قبل وصول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، هجرزت في الأساس على جبهتي عدن وحضرموت. واستمرت الاشتباكات العنيفة، بين القوات الجنوبية والشمالية، في هاتين الجبهتين. وأوفدت القيادة الشمالية، وقتذاك، تعزيزات جديدة، للمشاركة في معركة السيطرة على عدن. وفي الوقت نفسه، حاولت تلك القوات، التقدم في محافظة شبوة، إلا أنها تكبدت في بادئ الأمر خسائر فادحة. وتمكنت القوات الجنوبية، من أسر لواء كامل، من قوات المغاوير الشمالية. وقد تصاعدت في تلك الفترة حدة المعارك الجارية، وازدادت ضراوتها. وتعرضت عدن لقصف عشوائي مستمر، بالغ العنف، بصورة غير مسبوقة، على الإطلاق منذ بدء القتال، علاوة على حتى القيادة الشمالية، وظفت أقصى ما لديها، من قدرات نيرانية وتدميرية، لتحقيق فوزات سريعة، في محاور القتال المتنوعة. ومن ثم، أدى هذا الضغط الشرس، إلى تمكين القوات الشمالية، من تحقيق نجاحات عسكرية مهمة، حيث نجحت في فرض سيطرتها المطلقة، على محافظتي أبين ولحج، وتمكنت من السيطرة على القسم الأكبر من محافظة شبوة، وواصلت التقدم في محافظة حضرموت، بهدف الوصول إلى مدينة المكلا، عاصمة المحافظة. كما استطاعت تطويق عدن، من جميع الجهات، باستثناء جهة البحر، مع تشديد الضغط عليها بكثافة بالغة.


وفيستة يوليو، أعربت القيادة الشمالية، استعدادها لتطبيق قرار مجلس الأمن، الداعي إلى وقف إطلاق النار، إلا حتى تطورات الصراع المسلح اللاحقة، دللت على حتى هذا الإعلان، كان منذ البداية، مجرد قابلة لتجميع القوات الشمالية، وإتاحة الفرصة لها، للاستفادة من الاسترخاء النسبي في الجهد العسكري الجنوبي، وتضليل الرأي العام العالمي. ولم يصمد وقف إطلاق النار، أكثر من بضع ساعات. كانت الكثير من الدلائل والمؤشرات، تؤكد على حتى القيادة الشمالية، باتت عازمة على فرض سيطرتها الكاملة على كافة مناطق جنوب اليمن، على الرغم من صدور قرار وقف إطلاق النار، وعلى الرغم أيضاً، من التحذيرات التي صدرت عن الولايات المتحدة الأمريكية، ودول مجلس التعاون الخليجي.

وبالعمل نجحت القوات الشمالية خلال يومي 6،سبعة يوليو1994 من السيطرة على مدينتي عدن والمكلا، بعد الاستيلاء عليهما.


حصاد الحرب

اقتصادياً

أدت الأزمة السياسية في اليمن، إلى تفاقم التدهور في الاقتصاد اليمني، حتى تعذر على الحكومة الاتفاق على وضع ميزانية الدولة للسنة المالية 1994، إذ أصيبت ميزانية عام 1993، بعجز بلغ 35.3 %، وفقاً للأرقام الرسمية، صاحبه تراجع في معدلات النموفي الدخل القومي، وانخفاض حصيلة الدولة من العملات الأجنبية.

وقد اتىت الحرب الأهلية لتدمر المنشئات الصناعية والعقارية، والبنية الأساسية للدولة، والمشاريع. وشردت أكثر من نصف مليون شخص، وقُتل وجرح فيها أعداد ضخمة من الطرفين، اختلفت المصادر في تقديرها، ودمرت فيها 600 دبابة، وحوالي 35 طائرة. جرى جميع ذلك الدمار، والخراب والقتل، في دولة مدرجة في قائمة أكثر الدول فقراً في العالم. لذلك، فإن الاقتصاد اليمني قابل مأزقاً حقيقياً، حيث نهض من حرب دمرت بنيته الأساسية، وجيشه، وخلقت حالة من الشكوك حول المستقبل السياسي للوحدة، وهددت مناخ الاستثمار فيه.

وبعد الحرب، كانت البنية الأساسية مدمرة أوشبه مدمرة، الطرق، والمدارس، ومحطات الكهرباء، والمطارات، وأصبح ثمن لتر الماء يباع بحوالي 15 ريال يمني. كانت الحكومة اليمنية تتجه إلى حمل الدعم عن السلع والخدمات بالتدريج، وربما إلى الاقتراض من الخارج، وتوزيع الموظفين على المحافظات، ولكن هذا التسليم سيهجر آثاراً سلبية على عامة المواطنين المتضررين من الغلاء، لأن حمل الدعم المباشر عن السلع، سيقابله زيادة الأسعار، وزيادة الغلاء .


اتىت الحرب الأهلية، لتدمر المنشآت الصناعية، والعقارية، والبنية الأساسية للدولة، وتزيد من معدلات التدهور في الاقتصاد اليمني. وتكفي الإشارة إلى حتى نسبة التضخم قد ارتفعت إلى 300 %، وانخفضت قيمة الريال اليمني أمام الدولار من 70 ريالاً للدولار قبل اندلاع المعارك، إلى أكثر من ألف ريال للدولار أثناء الحرب، وإن كان قد انخفض بعد الحرب، إلى حوالي 115 ريالاً للدولار.

وقد أشارت أحدث التقارير التي أعدها البنك المركزي اليمني ، حول الأوضاع الاقتصادية في اليمن، إلى ارتباط انهيار ثمن صرف الريال اليمني، بعوامل كثيرة، منها تداعيات الأزمة السياسية، ووصولها لحالة الحرب، إضافة إلى العجز المتزايد في الموازنة العامة للدولة، الذي زاد عن 36 مليار ريالٍ يمني، وهي من طبيعة الحال قد تصل إلى أرقام أكبر، إذا أضفنا إليها تكاليف الحرب. هذا إلى جانب احتجاز النقد الأجنبي لدى الكثير من الجهات الاقتصادية، وعدم توريده للبنك المركزي، فضلاً عن تعرض الاقتصاد اليمني لعدد من الانتكاسات، انعكست بدورها على ميزان المدفوعات، ومنها الآثار السلبية لأزمة الخليج على تحويلات المغتربين، وحجم المعونات والقروض، وعائدات الصادرات، وضعف الثقة في العملة المحلية، مما أدى إلى اعتبار الدولار مخزناً للقيمة. وكانت الحرب هي المسمار الأخير في نعش الاقتصاد اليمني.

وحسبما أعربته الحكومة اليمنية، فإن خسائر الحرب، المباشرة وغير المباشرة، بلغت نحو(11) مليار دولار، نجمت بالأساس، عن حدوث تدمير واضطراب شديد، في الإدارات، والمنشآت الاقتصادية، وتأثير المعارك على نشاط شركات استخراج البترول، أبرز الصادرات وعصب الاقتصاد اليمني، الذي يبلغ إنتاجه حوالي 320 ألف برميل يومياً. وبالطبع، فقد أضيف جانب كبير من فاتورة الحرب، على ديون اليمن، التي تبلغ حوالي (8.5) مليار دولار، تصل خدمتها إلى 237.9 مليون دولار سنوياً، بما يجعلها تقبع في الترتيب الدولي ـ وفقاً لتقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية 1993 ـ عند رقم (130) حيث لا تأتي بعدها من البلدان العربية كلها، سوى الدولتين.

كما تسببت الحرب، بعد توقف الأعمال العسكرية، في حدوث " انقلاب" تام في محافظة عدن، استمر لعدة أيام. وقد تمثل ذلك في "غياب" تام لسلطات الدولة، شجع الكثير من أفراد القوات الحكومية، والمواطنين، على نهب وسلب وتدمير كثير من المؤسسات، والشركات المملوكة للدولة (قطاع عام وقطاع مختلط)، وبعض ممحرر فروع الوزارات، وبعض المدارس، وبعض كليات جامعة عدن. وكان النهب على نطاق واسع، وفي حالات كثيرة هجر النهب تلك المؤسسات "خاوية على عروشها".


وقد قدرت تكلفة ذلك بـ 35 مليار دولار، كما قدرت تكلفة التعويضات للمواطنين المضاربين من الحرب، بحوالي 5.5 مليار دولار، طبقاً لما صرح به الدكتور عبدالكريم الإيرياني، وزير التخطيط والتنمية، لراديوصوت أمريكا، في أغسطس 1994م.

نتائج الحرب

حملت الحكومة قضايا قانونية ضد الكثير من زعماء الجنوب وابزها قائمة الـ16 الشهيرة في عام 1997 والتي حكمت بالاتي:

  1. علي سالم البيض نائب الرئيس ورئيس اليمن الجنوبي السابق إعدام
  2. حيدر أبوبكر العطاس رئيس الوزراء إعدام
  3. صالح منصر السيلي محافظ عدن إعدام
  4. هيثم قاسم طاهر إعدام
  5. صالح عبيد احمد إعدام
  6. قاسم يحيى قاسم الحبس مدة عشر سنوات مع النفاذ
  7. مثنى سالم عسكر صالح الحبس مدة عشر سنوات مع النفاذ
  8. محمد على القيرحي الحبس مدة عشر سنوات مع النفاذ
  9. عبدالرحمن الجفري الحبس مدة عشر سنوات مع وقف التطبيق
  10. انيس حسن يحيى الحبس مدة خمس سنوات دون نفاذ
  11. سالم محمد عبدالله جبران الحبس مدة خمس سنوات دون نفاذ
  12. سليمان ناصر مسعود الحبس مدة سبع سنوات مع إيقاف التطبيق
  13. عبيد مبارك بن دغر الحبس ثلاث سنوات مع إيقاف التطبيق
  14. قاسم عبدالرب صالح عفيف حبس مع النفاذ
  15. صالح شايف حسين حبس مع النفاذ
  16. صالح أبوبكر بن حسينون

ثم في 21 مايو2003 اصدر الرئيس علي عبدالله صالح قراراً بالعفوعن:

1) علي سالم البيض 2) حيدر أبوبكر العطاس 3) صالح منصر السيلي 4) هيثم قاسم طاهر 5) صالح عبيد احمد 6) قاسم يحيى قاسم 7) مثنى سالم عسكر صالح 8) محمد على القيرحي 9) عبدالرحمن الجفري 10) انيس حسن يحيى 11) سالم محمد عبدالله جبران 12) سليمان ناصر مسعود 13) عبيد مبارك بن دغر

قرار العفوضم ثلاثة عشر شخصاً فقط باعتبار ان القضاء كان قد اصدر حكما ببراءة جميع من: 1) قاسم عبدالرب صالح عفيف 2) صالح شايف حسين

بينما توفي صالح أبوبكر بن حسينون اثناء الحرب.

لكن معظمهم ما زال خارج اليمن، رغم عودة البعض منهم مثل عبدالرحمن الجفري وقاسم عبد الرب صالح وقاسم يحيى قاسم الذي عاد جثه هامدة بعد وفاته في 22 مارس 2008 ليدفن في مسقط راسه في ردفان وعبيد بن دغر وهيثم قاسم طاهر ، لكن القادة العمليين من امثال علي سالم البيض والعطاس لم يعودوا.

على الرغم من حتى الكثير من اتباع الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد تم تعيينهم في كبار المناصب الحكومية (بما فيها نائب الرئيس ، رئيس الأركان ، ومحافظ عدن) بعد تعاونه ضد الانفصاليين ، فهونفسه لم يعد بعد لليمن ككثيرين غيره وهوما يزال في سوريا.

في أعقاب الحرب الأهلية ،اعاد زعماء الحزب الاشتراكي اليمني داخل اليمن تنظيم الحزب والمخط السياسي الجديد الذي انتخب في يوليو1994. ومع ذلك ، فإن الحزب لا يزال دون تأثيره السابق وتعرض لمصادرة للمتلكات والاموال. حزب الاصلاح استمر في ائتلافه في الجكم مع حزب المؤتمر بعد إخراج الاشتراكي من السلطة.

في عام 1994 ،تم إدخال تعديلات عديدة على الدستور وتم الغاء مجلس الرئاسة وتم الغاء تقسيم نصيب الجنوب من اعضاء مجلس النواب وصار عدد اعضاء الجنوب 56 بدلاً من 111 عندما تم تحقيق الوحدة وبذلك تم القضاء على جميع الاتفاقيات بين نظامي الحكم السابقين في الجنوب والشمال وفرض المنتصر في الحرب جميع إملأته على الدستور والدولة.

الرئيس علي عبدالله صالح اُنتخب من قبل البرلمان في 1 أكتوبر 1994 لمدةخمسة سنوات. لكن الدستور المعدل ينص على أنه من الآن فصاعدا يفترض أن يتم انتخاب الرئيس عن طريق التصويت الشعبي المباشر. وعقدت أول انتخابات رئاسية مباشرة في سبتمبر 1999 ،وانتخاب الرئيس علي عبدالله صالح لمدةخمسة سنوات جديدة ،في ما كان اُعتبر عموما انتخابات حرة. البرلمان عقد دورته الثانية في الانتخابات المتعددة الأحزاب في نيسان / أبريل 1997 بمقاطعة الحزب الاشتراكي اليمني.

الحراك السلمي الجنوبي

بداء التذمر من الاوضاع التي لحقت بالجنوب والجنوبيين بعد الحرب نتيجة للسياسات الإقصائية والتهميش الذي تعرضوا له منها فصل عشرات الالاف من الجنوبيين من السلك المدني والعسكريين من وظائفهم، إضافة إلى عمليات نهب تتم خصوصاً للاراضي في الجنوب حيث ان مساحته تمثل حوالي 65% من اراضي اليمن لكن عدد سكانه يقدر بحوالي 25-30% فقط وعدم حصول على عوائد للسكان المحليين خصوصاً من النفط الذي يُستخرج اغلبة - حوالي 80% - من الجنوب في حضرموت وشبوة خصوصاً. بالاضافة لتفشي الفقر والبطالة والفساد باليمن بصفة عامة بدأت بصورة كبيرة بالمظاهرة الحاشدة في ذكرى سقوط عدن في 7/7/2007 في مدينة عدن ومنذاك الحين والمظاهرات لا تتوقف في الجنوب وهوما اصطلح عل تسميته بـ الحراك السلمي الجنوبي لاجماع منظمي المظاهرات على عدم استخدام القوة واللجوء للمظاهرات والاعتصامات السلمية فقط.

مطالبات للحصول على العودة إلى الاتفاقيات المبرمة ما قبل حرب عام 1994 أوحتى دعوات لعودة الجنوب اليمني منفصلاً عن شمال اليمن. هذه الحركة التي بدأها اعضاء مفصولين من الجيش اليمني الجنوبي السابق التحق بها الكثير من الجنوبيين بعد ذلك ، تطالب بعودة الدولة المستقلة للجنوب اوقيام اصلاحات لجوهر دولة الوحدة. سقط الكثير من القتلى في هذه المظاهرات خلال السنوات اللاحقة وبداء الاعلام الرسمي والنطام يحد من مظاهر الاحتفالات بيوم دخول عدن فيسبعة يوليولانها تزيد من الاحتقان لدي الجنوبيين، لكن النظام يصر على ان هذه المظاهرات هي مخلفات شرذمة انفصالية تستغل الاوضاع الاقتصادية في البلاد لتقوده للهاوية وإنها قامت بحل بعض المطالب التي يحملها المتظاهرين ، في حين يرى المتظاهرون انهم اصحاب حق يريدون استعادته ومطالبهم ليس مطلبية فقط وإنما سياسية.


المصادر

  1. ^ "Yemen Civil War Caused Almost 6,000 Northern Casualties." Associated Press, July 12, 1994.
  2. ^ "Saleh down plays Yemeni war death toll." AFP, July 12, 1994.
  3. ^ Yemen :: Civil war and political unrest - Britannica Online Encyclopedia
  4. ^ ويكيبديا
  5. ^ الموقف الاستراتيجي للقوات المتصارعة
  • عدن تدفع الثمن (محمد عباس ناجي الضالعي)
  • كتاب الف ساعه حرب (عبدالوهاب الشميري)
  • القرار الاممي 924
  • القرار الاممي 931
  • العفوالرئاسي ،المؤتمر نت
  • قرار العفوعن قائمة الـ16
  • تشييع مثنى عسكر
  • عودة قيادي من قائمة الـ16
  • عودة هيثم قاسم طاهر
  • اليمن ،موسوعة بريتانيا
  • انتخابات 1993 ،المركز الوطني للمعلومات
تاريخ النشر: 2020-06-04 12:40:27
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, حروب اليمن

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الغضب يتصاعد... وطهران في دائرة الاحتجاجات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:24:06
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 100%

طريق «البلعاء والرومي».. زحام وارتباك مروري - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:24:17
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

«أبل» تعتزم إصلاح اهتزاز كاميرا «آيفون 14 برو» الأسبوع المقبل

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:23:57
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 86%

رقابة على شاحنات الأدوية والغذاء السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:24:22
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

وزيرا خارجية مصر وقبرص يتفقان على تعزيز التعاون التجاري وال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:22:55
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

هل ينام 20 وزيراً لبنانياً على «حرير» البقاء في الحكومة؟

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:24:10
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 99%

روسيا تعتبر الهجوم على سفارتها في كندا عملًا إرهابيًا وتتقد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:22:51
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

أخبار 24 ساعة.. المديريات تحدد شروط التقديم لإعادة التعيين بالمدارس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:22:40
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 43%

«الشورى» لـ«الموارد»: ألغوا رسوم العمالة المنزلية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:24:13
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 65%

189.7 مليون ريال غرامات لصالح هيئة المنافسة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:24:20
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

جامعة الأزهر تعلن اليوم نتيجة تنسيق القبول بكلياتها للعام 2022-2023

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:22:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 47%

«بلينكن» يدعو لتمديد الهدنة في اليمن والتي تنتهي في أوائل أكتوبر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:25:23
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

الأمين العام للأمم المتحدة: هناك حاجة لتحول التعليم من أجل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:22:44
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

«أونر 70 ـ 5 جي»... أفضل هاتف تصويري لمدوني الفيديو

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:24:07
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 92%

بلينكن يحضّ أرمينيا وأذربيجان على إرساء سلام مستدام

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:23:56
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 97%

4% نموا سنويا في حركة مسافري الشرق الأوسط السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:24:21
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

أمير الباحة: أنا المسؤول عن إنجاز مشاريع التنمية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:24:15
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

بريطانيا تطوي صفحة من تاريخها

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 03:24:09
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 99%

تحميل تطبيق المنصة العربية