ثابت بن قيس بن شماس

عودة للموسوعة

ثابت بن قيس بن شماس

الصحابي ثابت بن قيس بن شماس هوثابت بن قيس بن شماس بن زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث الخزرجي الأنصاري، أبومحمد، وقيل أبوعبد الرحمن الصحابي الجليل، المبشَّر بالجنة، والمبشر بالشهادة، خطيب الأنصار، وخطيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لم يشهد بدرًا، وشهد أحدًا، وبيعة الرضوان وما بعدهما من المشاهد مع رسول الله.

أمه هند الطائية، وقيل بل كبشة بنت واقد ابن الإطنابة، أسلمت وكانت ذا عقل وافر، وإخوته لأمه عبد الله بن رواحة، وعمرة بنت رواحة، وكان زوج جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول، فولدت له محمدًا، وهوأيضًا زوج حبيبة بنت سهل التي سقطت معها سيرة الخلع المشهورة، وقيل بل كان ذلك مع جميلة.

وقد اغتال محمد ويحيى وعبد الله بنوثابت بن قيس يوم الحرة.

خشيته من الله

لما هبط قول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ . أغلق ثابت عليه داره، وطفق يبكي، وافتقده الرسول فسأل عنه، ثم أوفد من يدعوه، واتى ثابت، وسأله النبي عن سبب غيابه، فأجابه: (إني امرؤ جهير الصوت، وقد كنت أحمل صوتي فوق صوتك يا رسول الله، وإذن فقد حبط عملي، وأنا من أهل النار).

فأجابه الرسول : (إنك لست منهم، بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة). فنطق: (رضيتُ ببُشرى الله ورسوله، لا أحملُ صوتي أبداً على رسول الله). فنزلت الآية الكريمة: نطق تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ .


خطيب الإسلام

كان ثابت خطيب رسول الله والإسلام، وكانت الحدثات تخرج من فمه قوية، صادعة جامعة رائعة، ففي عام الوفود أذن له الرسول بأن يجيب على خطيب وفد بني تميم.

فبعض مما نطق ثابت: (الحمد لله، الذي السماوات والأرض خلقه، قضى فيهن أمره، ووسع كرسيه فهمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله. ثم كان من قدرته حتى جعلنا أئمة، واصطفى من خير خلقه رسولا، أكرمهم نسبا، وأصدقهم حديث وأفضلهم حسبا فأنزل عليه كتابه، وائتمنه على خلقه، فكان خيرة الله من العالمين. ثم كنا - نحن الأنصار - أول الخلق إجابة. فنحن أنصار الله، ووزراء رسوله).

الخلع

عن ابن عباس: حتى امرأة ثابت بن قيس بن شماس أتت النبي فنطقت يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعيب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام فنطق رسول الله " تردين عليه حديقته،يا ترى؟ " نطقت نعم نطق رسول الله " إقبل الحديقة وطلقها تطليقة.

عن الربيع بنت معوذ حتى ثابت بن قيس بن شماس ضرب امرأته فكسر يدها وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي فأتى أخوها يشتكيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوفد إليه فنطق " خذ الذي لها عليك وخل سبيلها " نطق نعم فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تتربص حيضة واحدة وتلحق بأهلها.

جهاده

شهد ثابت مع الرسول غزوة أحد والمشاهد بعدها، ولم يشهد بدراً، وشهد بيعة الرضوان، وكانت فدائيته من طراز فريد.

في حروب الردة، كان في الطليعة دائما، يحمل راية الأنصار، ويضرب بسيف لا يكبو. وفي معركة اليمامة، رأى ثابت سقط الهجوم الذي شنه جيش مسيلمة الكذاب على المسلمين أول المعركة فصاح بصوته: (والله، ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله ). ثم مضى غير بعيد، وعاد وقد تحنط، ولبس أكفانه.

وصاح مرة أخرى: (اللهم إني أبرأ اليك مما اتى به هؤلاء - يعني جيش مسيلمة - وأعتذر إليك مما خلق هؤلاء - يعني تراخي المسلمين في القتال-.) وانضم اليه سالم مولى أبي حذيفة وكان يحمل راية المهاجرين، وحفر الاثنان لنفسيهما حفرة عميقة ثم نزلا فيها قائمين، وأهالا الرمال عليها حتى غطت وسط جميع منهما.

الشهادة

إلى غير ذلك وقفا طودين شامخين، نصف جميع منهما غائص في الرمال مثبت في أعماق الحفرة، في حين نصفهما الأعلى -صدرهما وجبهتهما وذراعاهما- يستقبلان جيوش الوثنية والكذب، وراحا يضربان بسيفيهما جميع من يقترب منهما من جيش مسيلمة حتى استشهدا في مكانهما، وكان مشهدهما -ما- هذا أعظم صيحة أسهمت في رد المسلمين إلى مواقعهم، حيث جعلوا من جيش مسيلمة ترابا تطئه الأقدام.

الوصية

ويروى أنه بعد استشهاد ثابت مر به أحد المسلمين حديثي العهد بالإسلام، فأخذ درعه الثمين ظنا منه أنها من حقه. وبينما أحد المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه، فنطق له: (أوصيك بوصية، فإياك حتى تقول هذا حلم فتضيعه، إني لما استشهدت بالأمس، مر بي رجل من المسلمين، فأخذ درعي وإن منزله في أقصى الناس، وفرسه يُستَن في طوله، وقد كفأ على الدرع بُرمه، وفوق البُرمه رَحْلاً، فأت خالداً، فمره حتى يبعث فيأخذها، فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله أبي بكر، فقل له: إذا علي من الدين كذا وكذا، فليقم بسداده). فلما استيقظ الرجل من نومه، أتى خالد بن الوليد، فقص عليه رؤياه، فأوفد خالد من يأتي بالدرع، فوجدها كما وصف ثابت، ولما عاد المسلمون إلى المدينة، قص المسلم على الخليفة الرؤيا، فأنجز وصية ثابت.

المراجع

  1. ^ سير أعلام النبلاء للحافظ المضىي
  2. ^ الإصابة في تمييز الصحابة، جـ 1
  3. ^ مجلة التوحيد، العدد 95
  4. ^ سورة الحجرات الآية 2
  5. ^ سورة الحجرات الآية 3
  6. ^ سليم البخاري، كتاب الطلاق، باب: الخلع وكيفية الطلاق فيه
  7. ^ الروضة الندية شرح الدرر البهية/كتاب الطلاق/باب الخلع
تاريخ النشر: 2020-06-04 12:52:45
التصنيفات: صحابة, أنصار, صحابة شهدوا غزوة أحد, صحابة شهدوا غزوة الخندق, شهداء الصحابة, وفيات 12 هـ, وفيات 633

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

خلل عالمي يصيب فيسبوك وانستغرام

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-05 18:23:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

عطل عالمي يصيب فيسبوك وإنستغرام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-05 18:25:56
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

نشر قائمة المستفيدين من 900 سكن اجتماعي ببلدية عنابة غدا

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-05 18:23:59
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

عطل عالمي يصيب فيسبوك وإنستغرام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-05 18:26:04
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية