عثمان نور الدين باشا

الأميرال عثمان نور الدين باشا (توفي حوالي 1834) هومن أول من أوفدهم محمد علي باشا إلى اوروبا لتلقي العلوم.

أصله من جزيرة مدللي ولحق بمصر واتخذها وطنه وخدمها خدمات جليلة، ودخل في مدارسها الحربية، ثم ألحق بالبعثة التي أوفدها محمد علي إلى اوروبا وأتقن فيها العلوم الحربية والبحرية. ولما عاد صار له شأن كبير في المهمات التي أسندت إليه وفي تنظيم البعثات الكبرى التي تدفقت نحوفرنسا. فقد كان عضواً عاملاً م نأعضاء اللجنة التي ألفت سنة 1822 لوضع برنامج التعليم العسكري بالمدارس الحربية المصرية على النظام الحديث، فكان ثالث الثلاثة الذين تألفت منهم تلك اللجنة، وزميلاه فيها هما الكولونل سيف (سليمان باشا الفرنساوي) وأحمد افندي المهندس، وهوالذي أسس المدرسة الاعدادية الحربية بقصر العيني ومدرسة أركان حرب بالخانكة. وقد أثنى عليه كلوت بك في كتابه وجعله في مقدمة من أشاد بذكرهم من خريجي البعثات.

وقد نال منزلة كبيرة لدى محمد على باشا لما آنسه فيه من الاخلاص والكفاءة ووصل إلى رتبة "سر عسكر" وجعل رئيساً للأسطور المصري سنة 1827 بدلاً من محرم بك، وأنعم عليه برتبة الباشوية وبنى له محمد علي باشا منزلاً على ساحل الميناء غربي سراي رأس التين ليكون قريباً من السراي الخديوية ومن سفن الأسطول بالميناء، وجعله رئيس الجهادية في البر والبحر. ووصل من المنزلة والمكانة إلى حتى صار ثالث رجل في الدولة بعد محمد علي وابراهيم.

تعاون مع الموظفين الأجانب الذين استحسنوا معاملته لهم‏.‏ وكانت آخر وظيفة شغلها في مصر هي قيادته للأسطول البحري ولكنه لم يتمكن في أثناء الحملة السورية الأولي من محاصرة الأسطول العثماني بجوار رودس وإبادته وهجره يولي الأدبار إلي الأستانة فغضب محمد علي عليه‏.‏ وربما خشي نور الدين باشا عواقب هذه الفتنة فانتهز فرصة أيام الثورة في جزيرة كريت وتشديد محمد علي في قمع هذه الثورة وقدم استنطقته ثم سافر إلي الأستانة حيث شغل منصبا كبيرا وتوفي بعد عام واحد عقب إصابته بالطاعون‏.‏