أصحاب الرس
أصحاب الرس Companions of the Rass، هم شعوب قديمة أُشير إليهم في القرآن. يعطي القرآن معلومات قليلة عن أصحاب الرس، على عكس ما ورد ذكره عن قوم عاد، ثمود، قوم نوح وآخرين؛ والذي صورهم القرآن على حتى نهايتهم كانت بسبب خطاياهم التي إرتكبوها. حدثة الرس تعني البئر أوحفرة الماء لكن بعض الباحثين يعتقدون حتى الرس هواسم المدينة التي كانوا يعيشون فيها.
خلفية تاريخية
على حسب ابن عباس أهل قرية من قرى ثمود، والرس الذي نسبوا إليه هوبئر في أذربيجان، وسمي هذا البئر بالرس لإنهم رسوا نبيهم فيه -أي أغرقوه فيه ودفنوه- وهم قوم نبي ينطق له حنظلة بن صفوان كذبوه وقتلوه فأهلكهم الله؛ وكانوا عبّاداً لشجرة صنوبر غرسها يافث بن نوح تسمى شاهدرخت. وقد ذكرهم الله عز وجل في سورة الفرقان وسورة ق.
ذكرهم في القرآن
- سورة الفرقان
وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)ا
- سورة ق
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14)ا
مما قيل في كينونة أصحاب الرس
- قيل أنهم أصحاب قرية من قرى ثمود أقيمت على الرس وهوالبئر، وأوفد الله إليهم رسول فكذبوه وقتلوه ورموه في ذلك البئر وأغلقوه فوقه؛ فرسا فيه (وقيل رموه فيه حياً).. فأهلكهم الله بكفرهم.
- وقيل أنهم من أهل مدين، بعث الله إليهم نبيه شعيب، كما بعثه إلى أصحاب الأيكة (شجرة يعبدونها) فكذبوه.. فعذبهما الله بعذابين مختلفين.
- وقيل هم قوم عبدوا الأصنام وطغوا في كفرهم وعصيانهم، وكانوا يبنون منازلهم حول بئر، فبينما هم حول البئر في منازلهم انهارت بهم وبديارهم، فخسف الله بهم فهلكوا جميعاً.
- وقيل أنهم أصحاب يس (من قتلوا حبيب النجار مؤمن آل يس) – فأخذتهم الصيحة (إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)ا
- وقيل هم أصحاب الأخدود
ا(وهوقول بعيد لأن أصحاب الاخدود قوم آمنوا بالله فقتلهم ملكهم – وقد أقسم الله بهم في القرآن – فكيفقد يكونوا هم من أهلكهم الله؟)ا
(وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌِ) والمؤمنين هنا هم أصحاب الأخدود
تفسير القرطبي
قوله تعالى: وعاداً وثمود وأصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيرا.
أي اذكر عاداً الذين كذبوا هوداً فأهلكم الله بالريح العقيم، وثموداً كذبوا صالحاً فأهلكوا بالرجفة.
وأصحاب الرس ،والرس في كلام العرب البئر التي تكون غير مطوية، والجمع رساس، نطق: تنابلة يحفرون الرساسا يعني آبار المعادن.
نطق ابن عباس: سألت كعباً عن أصحاب الرس نطق : صاحب يس الذي نطق : يا قوم اتبعوا المرسلين [ يس : 20 ] قتله قومه ورسوه في بئر لهم ينطق لها الرس طرحوه فيها، وكذا نطق مقاتل.
ونطق علي: هم قوم كانوا يعبدون شجرة صنوبر فنادى عليهم نبيهم، وكان من ولد يهوذا، فيبست الشجرة فقتلوه ورسوه في البئر، فأظلتهم سحابة سوداء فأحرقتهم.
ونطق وهب بن منبه: كانوا أهل بئر يقعدون عليها وأصحاب مواشي، وكانوا يعبدون الأصنام، فأوفد الله إليهم شعيباً فكذبوه وآذوه، وتمادوا على كفرهم وطغيانهم، فبينما هم حول البئر في منازلهم انهارت بهم وبديارهم، فخسف الله بهم فهلكوا جميعاً.
ونطق، وأما أصحاب الرس فنطق ابن جُرَيْج، عن ابن عباس: هم أهل قرية من قرى ثمود.
ونطق ابن جريج: نطق عكرمة: أصحاب الرَسّ بفَلَج وهم أصحاب يس. ونطق قتادة: فَلَج من قرى اليمامة.
ونطق ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عمروبن أبي عاصم [النبيل]، حدثنا الضحاك بن مَخْلَد أبوعاصم، حدثنا شبيب بن بشر، حدثنا عكرمة عن ابن عباس في قوله: (وَأَصْحَابَ الرَّسِّ) نطق: بئر بأذربيجان.
ونطق سفيان الثوري عن أبي بُكَيْر، عن عكرمة: الرس بئر رَسوا فيها نبيهم. أي: دفنوه بها.
ونطق محمد بن إسحاق، عن محمد بن كعب [القرظي] نطق: نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول الناس يدخل الجنة يوم القيامة العبد الأسود، وذلك حتى الله -تعالى وتبارك -بعث نبيا إلى أهل قرية، فلم يؤمن به من أهلها إلا ذلك العبد الأسود، ثم إذا أهل القرية عدَوا على النبي، فحفروا له بئرا فألقوه فيها، ثم أطبقوا عليه بحجر ضخم" نطق: "فكان ذلك العبد يمضى فيحتطب على ظهره، ثم يأتي بحطبه فيبيعه، ويشتري به طعاما وشرابا، ثم يأتي به إلى تلك البئر، فيحمل تلك الصخرة، ويعينه الله عليها، فيدلي إليه طعامه وشرابه، ثم يردها كما كانت". نطق: "فكان ذلك ما شاء الله حتىقد يكون، ثم إنه مضى يوماً يحتطب كما كان يصنع، فجمع حطبه وحَزم وفرغ منها فلما أراد حتى يحتملها عثر سنة، فاضطجع فنام، فضرب الله على أذنه سبع سنين نائماً، ثم إنه هَبّ فتمطى، فتحول لشقه الآخر فاضطجع، فضرب الله على أذنه سبع سنين أخرى، ثم إنه هب واحتمل حُزْمَته ولا يحسبُ إلا أنه نام ساعة من نهار فاتى إلى القرية فباع حزمته، ثم اقتنى طعاما وشرابا كما كان يصنع. ثم مضى إلى الحفيرة في موضعها الذي كانت فيه، فالتمسه فلم يجده. وكان قد بدا لقومه فيه بَداء، فاستخرجوه وآمنوا به وصدقوه". نطق: "فكان نبيهم يسألهم عن ذلك الأسود: ما عمل،يا ترى؟ فيقولون له: لا ندري. حتى قبض الله النبي، وَأهبّ الأسودَ من نومته بعد ذلك". فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ذلك الأسودَ لأولُ من يدخل الجنة". إلى غير ذلك رواه ابن جرير—عن ابن حميد، عن سلمة عن ابن إسحاق، عن محمد بن كعب مرسلا. وفيه غرابة ونَكارَةٌ، ولعل فيه إدْرَاجاً، والله أفهم.
وأما ابن جرير فنطق: لا يجوز حتى يحمل هؤلاء على أنهم أصحاب الرس الذين ذكروا في القرآن؛ لأن الله أبلغ عنهم أنه أهلكهم، وهؤلاء قد بدا لهم فآمنوا بنبيهم، اللهم إلا حتىقد يكون وقع لهم أحداث، آمنوا بالنبي بعد هلاك آبائهم، والله أفهم.
تفسير الجلالين
{ و اذكر { عادا يوم هود { وثمود قوم صالح { وأصحاب الرَّسَّ اسم بئر، ونبيهم قيل شعيب وقيل غيره كانوا قعودا حولها فانهارت بهم وبمنازلهم { وقرونا أقواما { بين ذلك كثيرا أي بين عاد وأصحاب الرَّسَّ.
المصادر
- ^ Qur'an 25:38
- ^ A-Z of Prophets in Islam and Judaism, B.M. Wheeler, People of the Well
- ^ Dictionary of Arabic to English meanings, Rass
- ^ A-Z of Prophets in Islam and Judaism, B.M. Wheeler, People of the Well