سوفسطائية

عودة للموسوعة

سوفسطائية

السوفسطائية sophism حدثة يونانية مشتقة من اللفظة «سفسطة» (سوفيسما sophisma)، التي تعني الحكمة والحذق. وقد أطلقها الفلاسفة على الحكمة المموهة والحذاقة في الخطابة أوالفلسفة، كما أطلقت على جميع فلسفة ضعيفة الأساس متهافتة المبادئ كفلسفة الريبية (الشكية) واللاأدرية.

والسوفسطائية حركة فلسفية غير متكاملة ضمن نظام، ظهرت في القرن الخامس قبل الميلادي، ومركزها أثينا، وهي فلسفة عملية تقوم على الإقناع لا على البرهان الفهمي أوالمنطقي، وعلى الإدراك الحسي والظن، وعلى استعمال قوة الخطابة والبيان والبلاغة والحوار الخطابي، والقوانين الجدلية الكلامية بهدف الوصول إلى الإقناع بما يعتقد أنه الحقيقة، وبهذا المعنى أصبحت السوفسطائية عنواناً على المغالطة والجدل العقيم واللعب بالألفاظ وإخفاء الحقيقة.

تعد السوفسطائية دعوة نسبية شكية وتمرداً على العلوم الطبيعية، فقد كانت في صميمها دعوة إلى الاقتصار في تفسير الكون على الظواهر وحدها، من دون الاستعانة بأي مبادئ خارجية أوعوالم أخرى، وكانت أيضاً دعوة ضد المدرسة الإيلية التي كانت تبحث عن الحقيقة خارج عالم الظواهر بوصفه عالماً وهمياً، فقد غيرت السوفسطائية الفكر من الاهتمام بالطبيعة إلى الاهتمام بالإنسان، وقلبت أسسه، وغيّرت معاييره؛ إذ هجرت الظواهر الخارجية جانباً وجعلت من الإنسان موضوعاً أساسياً للتفلسف والتفكير قبل الموضوعات الأخرى، فالإنسان الفرد هومعيار الحقيقة. لهذا اهتمت السوفسطائية بالفهم والذات والأخلاق.

ولم ينبثق السوفسطائيون (المغالطون) عن تيار فلسفي واحد، بل عن مدارس فلسفية مختلفة، وكان نعت «مغالط» أوسوفسطائي يعني وصمة الازدراء والطعن والنقد، بيد حتى بعض الباحثين عدوا المغالطين الأُوَّل رجالاً أجلاء محترمين لهم حدثتهم المسموعة ورأيهم النافذ في وطنهم، أخذوا على عاتقهم عبء تربية الأحداث وسعوا إلى تهيئة رجال الدولة. وكان من أشهر أعلام السوفسطائية: پروتاگوراس Protagoras وگورگياس Gorgias وهيپياس Hippias وپروديكوس Prodicus وپولوس Polos.

تميز منهج السوفسطائيين بالجدل البناء الذي يطرح الموضوع للبحث، بغية استنباط العيوب والحسنات والنتائج، وتقوم هذه الطريقة أساساً على مبدأ الشك، الشك في الموجودات وفي الوجود بالذات، والشك في القيم وفي الأخلاق، إضافة إلى التشكيك في السياسة، فلا حقيقة ثابتة مطلقة ولا خير مطلق، وصار الرأي أوالظن والتخمين معياراً للحقيقة، وهذا معنى تعبير پروتاگوراس «الإنسان هومقياس جميع شيء».

حمل السوفسطائيون على الدين وعلى المعتقدات الشعبية حملة عنيفة، وتلك الحملة المفعمة بالفردية والعقلية لم تكن إلا استمراراً للحملة التي قام بها هيراقليطس وديموقريطس من بين الفلاسفة، وأرستوفان من بين الشعراء، وهيرودوتس من بين المؤرخين. أما في ميدان السياسة والأخلاق، فقد فرق السوفسطائيون بين الطبيعة والقانون، وارتأى هيبياس حتى الطبيعة هي الأصل والخير وأن القانون هوقيد أونير يحمله الإنسان ويجب حتى يتخلص منه، كما عدّ جميع من كلكلس Calliclès وترازيماخوس Thrasymachus القوانين أنها من خلق الضعفاء، وقد وضعت للقضاء على الأقوياء، والدولة تبعاً لهذا من خلق الضعفاء، وهي شر والطبيعة هي الخير، والسير وفقاً للطبيعة هوالأساس لأن النجاح في الحياة هوعينه أكبر درجة من الظلم، إذن الظلم هوالشيء الطبيعي، أما العدالة فليست غير البطالة والخنوع والضعة، والطبيعة هي التي يجب حتى تكون المشرع لنا، أما القانون فلا يجب حتى يخضع له، والحرب والنزاع يجب حتىقد يكونا العاملين الرئيسين اللذين يحكمان الناس، والقوة هي مصدر جميع شيء، ولها يمكن حتى يبرر جميع شيء.

وقد قابلت النزعة السوفسطائية هجوماً كبيراً، فيما يتصل بمسقطها داخل التفكير الفلسفي الفهمي، حيث عدّ أفلاطون وأرسطوالحركة السوفسطائية حركة هدم وتمويه، وضرباً من الجدل والتلاعب اللفظي، فهي بعيدة عن الحقيقة والفلسفة وغايتها الوصول إلى الإقناع تبعاً للطلب وحسب الحاجة، تباع فيه الفهم وتشترى، فالسوفسطائي حسب رأي أفلاطون: «صورة زائفة للفيلسوف، همّه الوحيد تعليم فن الخطابة وأخلاق النجاح والمتعة والمنفعة، وتأكيد الذات، وذلك للارتزاق واقتناص الناس من ذوي الحب والمال».

موقف الفلسفة الإسلامية من السفسطائية

وعهدت الحركة الإسلامية القديمة السوفسطائية من خلال أفلاطون وأرسطو، فترجم جميع من يحيى بن عدي وأبي علي إسحاق بن غرسة، وإبراهيم العشاري كتاب أرسطو«تبكيت السوفسطائية» عن السريانية، كما قام بعض الفلاسفة الإسلاميين بتحقيق هذا الكتاب وشرحه وتفسيره، فخط الكندي رسالة يفند فيها السوفسطائية في الاحتراس من «خدع السوفسطائية»، وهي مفقودة. كذلك وضع الفارابي كتابين ينتقد فيهما الفكر السوفسطائي، وهما: كتاب «شرح المغالطة» وكتاب «المغالطين»؛ ووضع ابن سينا رسالة بعنوان «السفسطة» حدد فيها السوفسطائية بأنها نوع من الأغاليط والخداع والتمويه والاستدلال الباطل.


العصر الحديث

أما هيگل فقد أعاد الاعتبار إلى هذه الحركة، فحمل من شأن الفلسفة السوفسطائية، كونها تمثل فترة أساسية من مراحل تطور الفلسفة اليونانية. ونظر أيضاً مؤرخوالفلسفة إلى السوفسطائية على أنها حركة ذات أهمية خاصة في تاريخ اليونان الروحي والحضاري، وفي تكوين الفكر الفلسفي الخلاق والإيجابي، وأنها «لم تكن حركة هدم بقصد الهدم المجرد، وإنما كانت حركة هدم لبناء من حديث لأنها كانت تعبر عن روح العصر».

واستمر الأمر على هذا النحوحتى أوائل القرن العشرين حيث اكتسبت السوفسطائية صفة جديدة هي صفة التنوير. وكان أول الممثلين لهذه النظرة الجديدة تيودور گومپرتس Gomperz، وابنه هاينرش Heinrich. ووجدت هذه النظرة صداها لدى جميع المؤرخين المجددين للفلسفة اليونانية حتى ظهرت في أول صورة جلية لها عند ڤرنر بيگر Byger في كتاب «بيديا». كما دافع جوزپه سئيتا Ceaitah عن السوفسطائية في كتابه «نزعة التنوير عند السوفسطائيين اليونان» (1938).

وصفوة القول إذا مضمون تعاليم السوفسطائية كان ديمقراطياً، يعتمد أساساً حرية التعبير والتفكير والمساواة في الحقوق، لهذا كانت السمة الأولى للسوفسطائية أنها ثورة معهدية، وفلسفة التحرر والنقد، وفلسفة نسبية المعارف والأخلاق، وفلسفة البحث المتواصل عن نادىئم جديدة للحقيقة والأخلاق تجعل من الذات المفكرة محل اهتمام الفيلسوف، ومن العقل والقول والفهم موضوعات مهمة للتفكير والنقد، فهي فلسفة التنوير والتحرير، وفلسفة البحث والنقد والجدل، ولكنها لم تؤسس نسقاً مغلقاً (كالأفلاطونية والأرسطية)، بل كانت فلسفة الانفتاح والتشرد.

پروتاگوراس

إن الذين يقولون إذا بلاد اليونان هي أثينة يكذبهم حتى أحداً من كبار المفكرين اليونان قبل سقراط لم يكن من أهل تلك المدينة، وأنه لم يعقبه مفكر من أهلها حتى اتى أفلاطون. إذا المصير الذي لاقاه أنكساگوراس وسقراط ليدل على حتى الجمود الديني كان في أثينة أقوى منه في المستعمرات، وذلك لأن انفصال هذه المستعمرات من الناحية الجغرافية قد حطم بعض قيود التنطقيد القديمة. ولعلنا لا نخطئ إذا قلنا إذا أثينة كانت تظل مدينة غير متسامحة إلى حد السخف والغباء ولا مجال فيها للتفكير الحر لولم تقم فيها طبقة دولية من التجار، ولم يفد إليها جماعة السوفسطائيين.

وقد كانت المناقشات التي تدور في الجمعية، والمحاكمات التي تجري أمام الهيليا، والحاجة المتزايدة إلى القدرة على التفكير تفكيراً منطقي الظاهر، وإلى التعبير عن الأفكار تعبيراً واضحاً مقنعاً، لقد كانت هذه كلها مضافة إلى ثراء المجتمع الإمبراطوري وتشوفه عاملاً في إشعار الناس بالحاجة إلى شيء لم يكن معروفاً في أثينة قبل بركليز، ونعني بذلك الدراسة العليا المنظمة للآداب، والخطابة، والعلوم، والفلسفة، وأساليب الحكم، والسياسة.

ولم تُقابَل هذه الحاجة في بادئ الأمر بتنظيم الجامعات، بل قوبلت بوجود طائفة الفهماء الجوالين يستأجرون قاعات المحاضرات، ويدرِّسون فيها ما يضعونه للتعليم من مناهج، ثم ينتقلون إلى مدن أخرى ليعيدوا فيها هذه الدراسة. وكان بعض هؤلاء المفهمين، ومنهم پروتاگوراس Protagoras، يطلقون على أنفسهم لقب سوفسطاي أي مفهموالحكمة(81)، وكان الناس يفهمون من هذا اللفظ ما نفهمه نحن من لفظ "أستاذ جامعي"، ولم يكن له معنى محط بالكرامة حتى قام النزاع بين الدين والفلسفة فأدى إلى هجوم المحافظين على السوفسطائيين، وأثارت نزعة بعضهم التجارية أفلاطون إلى حتى تسوئ سمعتهم بأن عزا إليهم تهمة "السفسطة" بغية المكسب، وهي الوصف الذي ظل لاصقاً بهم إلى يومنا هذا.


ولعل الجمهور كان يشعر نحوهؤلاء بشيء من الكره الخفي من بدء ظهورهم، لأن ما كانوا يتقاضونه من باهظ الأجر نظير تدريس المنطق والبلاغة لم يكن يطيقه إلا الأغنياء الذين أفادوا من فهمهم هذا في دور القضاء(82). ولسنا ننكر حتى المشهورين من السوفسطائيين كانوا يتقاضون ممن يفهمونهم أكثر ما يرضى هؤلاء حتى يؤدوه إليهم من الأجر، وذلك هوقانون الأثمان في جميع مكان... فكان بروتاغوراس، وغورغياس، كما يقول الرواة، يطلبان عشرة آلاف درخمة (000ر10 ريال أمريكي) أجراً لتعليم تلميذ واحد. غير حتى من كانوا أقل من هذين شأناً كانوا يقنعون بأجور معتدلة، فكان برودكس Prodicus مثلاً - وهوالذي ذاع صيته في جميع أنحاء اليونان - يطلب ما بين درخمة وخمسين أجراً للاشتراك في مناهجه(83).

وقد ولد بروتاغوراس أشهر السوفسطائيين جميعهم في أبدرا قبل مولد دمقريطس بجيل من الزمان. وكان في أثناء حياته أشهر الرجلين وأعظمهما نفوذاً، وفي وسعنا حتى نستدل على ما كان له من شهرة واسعة بما أحدثته زياراته لأثينة من حماسة بالغة واهتياج فيها كبير، وحتى أفلاطون نفسه - وهوالذي لم يقل حدثة طيبة في السوفسطائيين عن قصد - كان يجله ويصفه بأنه على خلق عظيم. وفي الحوار الأفلاطوني الذي سمي باسمه نرى بروتاغوراس أحسن مظهراً من سقراط الشاب الكثير الجدل، فسقراط في هذا الحوار هوالذي يتحدث كما يتحدث السوفسطائيين. وبروتاغوراس هوالذي يسلك مسلك الرجل المهذب والفيلسوف، فلا يغضب أويثور، ولا يحقد على أحد ما يبديه من دلائل الفطنة والذكاء، ولا يُحَمِّل حجج مناظريه من الجدل أكثر مما تتحمله، ولا يهتم قط بأن يتحدث. ويعترف بأنه أخذ على نفسه حتى يفهم تلاميذه التبصر والحذر في الشئون الخاصة والعامة، وحسن تنظيم المنزل والأسرة، وفنون البلاغة أوالكلام المقنع والقدرة على فهم شئون الدولة وحسن إدارتها(86). وهويبرر ما يأخذه من أجور عالية بقوله إذا من عادته، إذا عارض تلميذ فيما يطلبه من أجر، حتى يقبل منه أي أجر يراه التلميذ عادلاً على شريطة حتى يؤكد ذلك في خشوع أمام مزار مقدس(87) - وتلك لعمري خطة حمقاء من مفهم يشك في وجود الآلهة. ويتهمه ديوجين ليرتس بأنه "أول من سلح المجادلين بسلاح المغالطات المنطقية" وهي تهمة يسر منها سقراط بلا ريب، ولكن ديوجين يضيف إلى قوله: "كان بالإضافة إلى هذا أول من اخترع ذلك النوع من الجدل الذي يسمونه الجدل السقراطي"(88) -وهي تسمية قد لا يرتاح لها سقراط.


وكان من أفضاله الكثيرة أنه وضع أساس النحووفقه اللغة الأوربيين، ويقول عنه أفلاطون إنه درس في الطريقة السليمة لاستعمال الألفاظ، وإنه كان أول من قسم الأسماء إلى مذكرة ومؤنثة وغير مذكرة ولا مؤنثة، وأول من ذكر أزمان الأفعال وحالاتها (إخبارية أوشرطية الخ(90)). ولكن أبرز ما يعنينا من أمره حتى به، لا بسقراط، تبدأ النظرة الذاتية في الفلسفة. فقد كان على عكس الأيونيين يُعنى بالأفكار أكثر مما يعنى بالأمور، ونعني بالأفكار عملية الإحساس، والإدراك، والفهم والتعبير بأكملها. فبينما كان بارمنيدس يرى حتى الإحساس لا يهدي إلى الحقيقة، كان بروتاغوراس يرى كما يرى لُك Locke أنه السبيل الوحيد إلى الفهم، ويأبى حتى يعترف بوجود أية حقيقة تعلوعلى العقل ولا تدركها الحواس. ومن أقوال بروتاغوراس حتى الحقيقة المطلقة لا وجود لها، وأن جميع ما يوجد هوالحقائق التي يعتنقها بعض الناس في ظروف خاصة، وقد تكون الأقوال المتناقضة حقائق متساوية القيمة في اعتقاد أشخاص مختلفين أوفي أزمنة مختلفة(91). والحقيقة كلها والخير والجمال، أمور نسبية وشخصية، "والإنسان هوالمقياس الذي تقاس به جميع الأمور فهوالذي يقرر حتى الأمور الكائنة كائنة، وأن الأمور غير الكائنة غير كائنة"(92). ولقد يخيل إلى المؤرخ حتى العالم كله قد بدأ يرتجف ويتزعزع كيانه حين أعرب بروتاغوراس هذا المبدأ البسيط من مبادئ الإنسانية والنسبية، وأن الحقائق المقررة والمبادئ المقدسة جميعها أخذت تتصدع وتنهار، وأن الفردية قد وجدت صوتاً ينادي بها وفلسفة تؤيدها، وأن الأسس فوق الطبيعية للنظام الاجتماعي قد تعرضت كلها لخطر الزوال.


ولولا حتى پروتاگورس قد طبق في وقت من الأوقات هذا التشكيك البعيد الأثر، والذي يتضمنه هذا القول الذائع الصيت، على شئون الدين لبقي قولاً نظرياً مأمون العاقبة. ذلك حتى بروتاغوراس قرأه على جماعة من كبار المفكرين في بيت يوربديز الملحد الحر التفكير البغيض إلى الشعب. وقد أثارت أول جملة في هذه الرسالة ثائرة الناس في أثينة وكانت الجملة الأولى فيها هي: "أما من حيث الآلهة فلست أدري أهي موجودة أم غير موجودة كما لا أفهم لها شبهاً. وثمة أشياء كثيرة تقف في سبيل هذه الفهم: فالموضوع غامض، وحياتنا الفانية قصيرة الأجل"(93).وارتاعت الجمعية الأثينية من هذه الحدثة الافتتاحية التي تنذر بشر مستطير فقررت نفي بروتاغوراس، وأُمر الأثينيون على بكرة أبيهم حتى يسلموا جميع ما عساه حتىقد يكون لديهم من كتاباته، وأحرقت خطه في السوق العامة. وفر بروتاغوراس إلى صقلية ولكنه، على ما ترويه السيرة، غرق في الطريق(94).


وواصل گورگياس الليونتيني Gorgias of Leontini هذه الثورة التشكيكية، ولكنه أوتي من الحكمة ما جعله يقضي معظم حياته في خارج أثينة. وكانت سيرته أنموذجاً لسير الرجال الذين يجمعون بين الفلسفة والسياسة في بلاد اليونان. وقد ولد في عام 483، ودرس الفلسفة والبلاغة مع أنبادوقليس، وبلغ من شهرته في الخطابة وفي تدريسها حتى أوفدته ليونيني في عام 427 سفيراً لها في أثينة. واستحوذ في الألعاب الأولمبية التي أقيمت في عام 408 على قلوب حشد كبير من الناس بخطاب له طلب فيه إلى اليونان المتحاربين حتى يعقدوا الصلح فيما بينهم لكي يقابلوا وهم متحدون واثقون من الفوز قوة بلاد الفرس الآخذة في الانتعاش، وأخذ يتنقل من مدينة إلى مدينة ويشرح أينما حل آراءه بأسلوب خطابي طلي، وألفاظ ممتعة وعبارات منسقة في معناها ومبناها، متزنة اتزاناً دقيقاً بين الشعر والنثر، لم يجد معها أية صعوبة في جذب الطلاب إليه يعرضون عليه مائة مينا نظير منهجه الدراسي. وقد حاول في كتابه في الطبيعة حتى يثبت ثلاث قضايا مدهشة مروعة هي أنه: (1) لا وجود لشيء ما.

(2) ولوحتى شيئاً عثر لكانت معهدته غير ممكنة. (3) ولوحتى شيئاً كانت معهدته ممكنة لما أمكن نقل هذه الفهم من إنسان إلى آخر . ولم يبق من كتابات غورغياس غير هذه القضايا. وبعد حتى استمتع بكرم كثير من الدول وأجورها ألقى عصا التسيار في تساليا وهدته حكمته إلى استهلاك معظم ثروته الطائلة قبل وفاته(96). ويؤكد لنا جميع من أرَّخوا له أنه عاش حتى بلغ من العمر مائة سنة وخمس سنين على أقل تقدير، ويقول لنا محرر قديم إذا غورغياس، وإن بلغ من العمر مائة سنة وثمان سنين، لم يضعف جسمه من طول العمر، بل ظل إلى آخر حياته في جيد الصحة لا تقل قوة حواسه عن قوة حواس الشباب(97).

وإذا كان السوفسطائيين مجتمعين قد كونوا مدرسة متفرقة، فإن هيبياس الإليسي (Elis) كان مدرسة بمفرده، وكان أنموذجاً للرجل المتعدد المعارف في عالم لم تكن الفهم فيه قد بلغت من الاتساع حداً يجعلها في غير متناول عقل واحد. فقد كان يفهم الفلك والرياضيات، وكانت له بحوث مبتكرة في الهندسة وكان شاعراً، وموسيقياً، وخطيباً. وكان يلقي محاضرات في الأدب، والأخلاق والسياسة، وكان مؤرخاً، وضع أساس التأريخ اليوناني وتقويمه وتسلسله بأن جمع ثبتاً من أسماء الفائزين في الألعاب الأولمبية، وأوفدته إليس مبعوثاً لها لدى دول أخرى، وكان يعهد من الفنون والحرف عدداً كبيراً أمكنه به حتى يصنع ملابسه وأدوات زينته(98). وكان عمله في الفلسفة صغيراً ولكنه خطير، فقد كان يعترض على حياة المدن المصطنعة المؤدية إلى الانحلال، ويوضح الفرق بين الطبيعة والقانون، ويقول: إذا القانون الظالم مستبد بالخلق(99).

وواصل برودكس ألكيوس عمل بروتاغورس في النحو، وحدد أجزاء الكلام، وأدخل السرور على الشيوخ بوضعه سيرة خرافية يصف فيها هرقل وهويختار الفضيلة المجهدة بدل الرذيلة الهينة(100).ولم يكن غيره من السوفسطائيين أتقياء مثله: وكان منهم أنتيفون الأثيني الذي حذا حذودمقريطس في ماديته وإنكاره الآلهة، والذي عرّف العدالة تعريفاً يجعلها هي الطريقة الملائمة للظروف الموصلة إلى الغاية المطلوبة، ومنهم ثراسيماخوس الخلقدوني Thrasymachus of Chalcedon الذي نطق إذا الحق هوالقوة (إذا أخذنا بما يقوله عنه أفلاطون) وإن نجاح الأوغاد ليبعث في نفوسنا الشك في وجود الآلهة(101).

والسوفسطائيين في مجموعهم يعدون من العوامل التي كان لها أعظم الأثر في تاريخ اليونان، فهم الذين اخترعوا لأوربا النحووالمنطق، وهم الذين رقوا فن الجدل، وحللوا أشكال الحوار، وفهموا الناس كيف من الممكن أن يكشفون الخطأ المنطقي وكيف يمارسونه، وبفضل ما بعثوه في اليونان من حافز قوي وما ضربوه بأشخاصهم من أمثلة شغف مواطنوهم بالمناظرة والاستدلال، وهم الذين استخدموا المنطق في اللغة فزادوا الأفكار وضوحاً ودقة، ويسروا انتنطق الفهم انتنطقاً سليماً دقيقاً. وهم الذين جعلوا النثر صورة من صور الأدب والشعر ووسيلة للتعبير عن الفلسفة، وطبقوا التحليل على جميع شيء، وأبوا حتى يعظموا التنطقيد المتواترة التي لا تؤيدها شواهد الحس أومنطق العقل، وكان لهم شأن كبير في الحركة العقلية التي حطمت آخر الأمر دين اليونان القديم عند طبقات الذهنيين. وفي ذلك يقول أفلاطون: إذا "الرأي السائد" في زمنه هوحتى "العالم وكل ما فيه من حيوان ونبات... وجماد نشأ من علة تلقائية غير مدركة" ولا عاقلة. ويحدثنا ليسياس Lysias عن وجود مجتمع يكفر بالآلهة يطلق على نفسه اسم "نادي الشياطين Kadodatimoniotai" كان أعضاؤه يتعمدون حتى يجتمعوا ليطعموا في الأيام المقدسة التي كان الصيام مقرراً فيها(103). وكان بندار في بداية القرن الخامس يقبل ما ينطق به الوحي في دلفي قبول الأتقياء الصالحين، وكان إسكلس يدافع عنه دفاع السياسيين، وفي عام 450 انتقده هيرودوت وهوخائف وجل، وكفر به توكيديدس صهره في آخر ذلك القرن، وشكا أوطيفرون Euthyphro من حتى الناس كانوا يسخرون منه إذا تحدث عن النبوءات في الجمعية، ويعدونه من البلهاء الذين دالت دولتهم(104).

وليس من حقنا حتى نعزوالفضل في هذا كله إلى السوفسطائيين أوحتى نلومهم عليه، فقد كان الكثير منه في الجوالذي يحيط بهم، وكان نتيجة طبيعية لازدياد الثراء، والفراغ، والأسفار، والبحث، والتفكير. وكذلك كان نصيبهم في تدهور الأخلاق أنهم اشهجروا في هذا التدهور مع غيرهم، ولمقد يكونوا العامل الأساسي فيه، ذلك حتى الثراء في حد ذاته، إذا لم تقترن به الفلسفة، يقضي على التزمت وعلى الرواقية. ولكن السوفسطائيين عجلوا في نطاق هذه الحدود الضيقة وعلى غير فهم منهم سير حركة الانحلال. لقد كان معظمهم، إذا غضضنا النظر عن حبهم الجم للمال وهوحب متأصل في طبائع البشر، من ذوي الأخلاق الطيبة والحياة المحتشمة المهذبة، ولكنهم لم ينقلوا إلى تلاميذهم التنطقيد أوالحكمة التي جعلتهم أوأبقتهم فضلاء رغم فهمهم حتى المبادئ الخلقية قد نشأت بين بني الإنسان ولم تنزل عليهم من آلهة السماء، وأنها تختلف باختلاف الزمان والمكان. ولعل نشأتهم في المستعمرات لا في بلاد اليونان الأصلية قد جعلتهم يستخفون بقوة العادة، بوصفها بديلاً سلمياً للقوة أوالقانون، في المحافظة على النظام والأخلاق. ولقد كان تعريفهم للأخلاق أولقيمة الإنسان تعريفاً قائماً على أساس الفهم، كما عمل بروتاغوراس قبل سقراط بجيل من الزمان(105)، كان هذا التعريف باعثاً قوياً على التفكير، ولكنه كان ضربة زلزلت قواعد الأخلاق نفسها، كذلك كانت توكيد الفهم والتعظيم شأنها من الأسباب التي حملت مستوى اليونان الفهمي والثقافي، ولكنه لم يقومن ذكائهم بنفس السرعة التي حرر بها عقولهم. ولم يكن قولهم إذا الفهم شيء نسبي سبباً في حمل الناس على التواضع كما يجب حتىقد يكون، بل إنه أغرى جميع إنسان بأن يتخذ من نفسه معياراً يقدر به جميع الأمور، فأصبح جميع شاب نابه يحس بأنه خليق بأن يحكم على القانون الأخلاقي الذي يسير عليه بنووطنه، وأن يرفضه إذا لم يفهمه أويعجبه، ثم يصبح بعدئذ حراً في حتى يبرر رغباته حسب ما يراه هوبعقله، ويقول إنها فضائل النفس التي تحررت من رق القانون. وكانت التفرقة بين "الطبيعة" والعهد، وميل صغار السوفسطائيين إلى القول بأن ما تبيحه "الطبيعة" خير في ذاته على الرغم من حكم العادة أوالقانون، كان هذا الميل وتلك التفرقة عاملاً في تقويض النادىئم القديمة للأخلاق اليونانية، ومشجعاً للناس على القيام بكثير من التجارب في أساليب العيش. وأخذ الشيوخ يأسفون لانقضاء ما كان يسود المنزل من بساطة وإخلاص، ولانهماك الناس في السعي وراء اللذة وجمع المال متحللين في ذلك من قيود الدين(106). ويحدثنا أفلاطون وتوكيديدس عن المفكرين والقادة الذين يقولون إذا الأخلاق وهم وخرافة، والذين لا يعترفون بأي حق غير حق القوة. وهذه الفردية العارمة التي لا قيد لها من الضمير هي التي جعلت منطق السوفسطائيين وبلاغتهم وسيلة للاحتيال القانوني والتهريج السياسي، وحطت من قيمة نزعتهم العالمية الواسعة الأفق فجعلتها مجرد إحجام وحذر عن الدفاع عن بلادهم أواستعداد لبيعها لمن يؤدي فيها أغلى الأثمان، دون حتى يشعروا بشيء من وخز الضمير. وأخذ الزراع المتدينون والأشراف المحافظون يرون ما يراه عامة المواطنين من أهل الحواضر الديمقراطيين وهوحتى الفلسفة قد أصبحت خطراً يهدد كيان الدولة وينذرها بشر مستطير.


واشهجر بعض الفلاسفة أنفسهم في مهاجمة السوفسطائيين، فاتهمهم سقراط (كما اتهم أرسطوفان سقراط من بعد) بأنهم يموهون الخطأ بزخرف المنطق ويقنعونه بقوة البلاغة، وكان يحتقرهم لأنهم يتقاضون من الناس أجوراً(107). ويبرر جهله بالنحوبأنه لم يكن يستطيع حضور منهج برودكس الذي يكلف خمسين درخمة، ويقول إذا جميع ما كان في وسعه حتى يحضر منهج الدرخمة الواحدة الذي يقتصر على المبادئ الأولية(108). وخط في ساعة مشئومة تلك المقارنة القاسية يكشف فيها عن أمرهم:

"إنا لنعتقد يا أنتيفون حتى في وسعنا حتى نتصرف في الجمال أوفي الحكمة تصرفاً شريفاً أوغير شريف، فالشخص إذا باع جماله بالمال إلى جميع راغب في شرائه، سماه الناس "عاهراً" ذكراً، أما إذا صادق إنسان شخصاً يعهد أنه إنسان شريف جليل القدر يعجب به حسبناه رجلاً فطناً حصيفاً. والذين يبيعون الحكمة بالمال لكل من يتقدم لشرائها يسميهم الناس سوفسطائيين أوعاهري الحكمة إذا صح هذا التعبير.أما من يصاحب شخصاً يعهد أنه جدير بصحبته، ويفهمه جميع ما يعهد من الخير فإنا نصفه بأنه يضطلع بالعمل الذي يليق بالمواطن الشريف"(109). ولم ير أفلاطون حرجاً في حتى يوافق على هذا الرأي لأنه كان من الأثرياء. وبدأ إسقراط Isocrates حياته بخطبة ضد السوفسطائيين، ثم صار أستاذاً ناجحاً للبلاغة، يتقاضى ألف درخمة (ألف ريال أمريكي) عن النهج الواحد(110)، وواصل أرسطاطاليس هجومه عليهم وعهد السوفسطائي بأنه الرجل "الذي لا يحرص إلا على حتى يثرى من وراء التظاهر بالحكمة"(111) ، واتهم بروتاغورس بأنه "يعد الناس بجعل أسوأ الأسباب يظهر كأنه أحسنها."


وكان شر ما في هذه المأساة حتى كلتا الطائفتين كانت على حق. فالشكوى من الأجور كانت غير عادلة. ذلك أنه لم تكن ثمة وسيلة غيرها يستطاع بها الإنفاق على التعليم العالي إلا إذا أمدته الدولة بالمال، وإذا ما انتقد السوفسطائيين التنطقيد والأخلاق السائدة في عصرهم فلم يكن ذلك بطبيعة الحال عن سوء قصد فقد كانوا يظنون أنهم بعملهم هذا يحررون الناس من رق العقول، وكانوا بهذا الوصف وهم الطبقة الراجحة العقل في زمانهم يتصفون بما يتصف به أهل ذلك الجيل من شغف بالحرية العقلية، وقد عملوا ما عمله فهماء الموسوعات في عصر الاستنارة في فرنسا إذ انقضوا على الماضي الميت انقضاضاً جديراً بالإعجاب فاكتسحوه أمامهم دفعةً واحدةً. ولم يطل عمرهم، أولمقد يكونوا بعيدي النظر في تفكيرهم، حتى يقيموا نظماً جديدة بدل النظم التي قوضها العقل بعد انطلاقه من عنطقه. ولا بد في جميع حضارة حتى يحين الوقت الذي يتحتم فيه درس الأساليب القديمة من حديث إذا أريد حتى تكيف الحضارة نفسها لكي توائم التغيرات الاقتصادية التي لا تستطاع مقاومتها. ولقد كان السوفسطائيون أداة هذا البحث الجديد، ولكنهم عجزوا عن حتى يضعوا السياسة المؤدية إلى هذا التكيف. وكفاهم فخراً أنهم كانوا حافزاً قوياً لطلب الفهم، وأنهم جعلوا التفكير سنة العصر، وأنهم اتىوا من كافة أركان العالم اليوناني إلى أثينة بأفكار جديدة وأسباب للتفكير جديدة، وأيقظوا فيها الوعي الفلسفي والنضوج الذهني. ولولاهم لما عثر سقراط أوأفلاطون أوأرسطاطاليس.


المصادر

  • Blackwell, Christopher. Demos: Classical Athenian Democracy. 28 February 2003. The Stoa: a Consortium for Scholarly Publication in the Humanities. 25 April 2007.
  • Guthrie, W. K. C. Vol. ثلاثة of History of Greek Philosophy. Cambridge: Cambridge University Press, 1969
  • Jarratt, Susan C. Rereading the Sophists: Classical Rhetoric Refigured. Carbondale and Edwardsville: Southern Illinois University Press, 1991.
  • Kerferd, G.B., The Sophistic Movement, Cambridge University Press, Cambridge, UK, 1981 (ISBN 0-521-28357-4).
  • Rosen, Stanley, Plato's 'Sophist', The Drama of Original and Image, Yale University Press, New Haven, CT, 1983.
  • Sprague, Rosamond Kent, The Older Sophists, Hackett Publishing Company (ISBN 0-87220-556-8).

الهامش


طالع أيضاً

  • Propaganda
  • Pseudophilosophy
  • Rhetoric
  • F.C.S. Schiller - A pragmatist philosopher during the 20th century who argued that Plato had misrepresented the sophists.
  • Second Sophistic
  • Sleight of mouth
  • Sophist
  • The Clouds - A play by Aristophanes that satirizes sophism, using Socrates as their representative.

وصلات خارجية

Look up sophistry in Wiktionary, the free dictionary.
  • Plato's Dialogue: Sophist

تاريخ النشر: 2020-06-04 13:38:16
التصنيفات: فلسفة قديمة, فلسفة يونانية كلاسيكية, مصطلحات فلسفية, نظريات فلسفية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

في 7 نقاط.. دار الإفتاء ترد على المُشكِّكين في «الإسراء والمعراج»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:45
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

إحالة 3 متهمين بسرقة المواطنين بالإكراه للجنايات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:51
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

محكمة النقض تكشف عقوبة العاهة المستديمة في أحد حيثيات أحكامها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:51
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

حجز عاطلين لحيازتهما كمية من المواد المخدرة بقصد ترويجها بالسلام

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:51
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

دنيا سمير غانم تحتفل بـ«حامل اللقب» رفقة أسرتها: مبروك يا شوما

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:53
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

«الدبيبة» يؤكد وجود مؤامرات لاستهداف الثورة.. ويتمسك بالانتخابات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:56
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 65%

إجلاء أكثر من 16 ألف شخص من لوجانسك لروسيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:56
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

نقيب المهندسين من قنا: نجحنا في زيادة معاشات الزملاء بنسبة 35%

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:49
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

عمرو سعد يصل للعالمية بفيلم «همس الصحراء» مع ميرا سورفينو

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:54
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

حصاد «التضامن» اليوم.. افتتاح أعمال تطوير مستشفى الهلال الأحمر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:45
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

وزير الطيران المدني يشيد بكفاءة الطيارين المصريين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:46
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

إزالة الإشغالات والأكشاك أسفل كوبري العوايد بالإسكندرية (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

الجيش اللبناني يضبط عددًا من المتورطين بأعمال إجرامية وتشكيل عصابات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:55
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

محمد الباز يطالب برد حق المجتمع فى واقعة ضرب «عروس الإسماعيلية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:44
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 54%

حذاء ماستر جولد الذهبي يستحوذ على معرض «نيبو».. ويثير فضول الوزراء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:46
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

3 سنوات لبائع خردة هتك عرض موظفة في الطريق العام بالإسكندرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:50
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

تداول 35040 طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:46
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

ميقاتى يبحث مع وزير خارجية فرنسا سبل دعم لبنان خلال الفترة المقبلة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:56
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 64%

وزارة الأوقاف تعلن عن 28 وظيفة شاغرة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-19 21:20:43
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

تحميل تطبيق المنصة العربية