أبومحمد الجولاني
أبومحمد الجولاني، هوقائد جبهة النصرة لأهل الشام وأبرز كوادر القاعدة في سوريا. شارك في القتال ضد القوات الأمريكية، هجرز نشاطه على تهريب المقاتلين من جميع الجنسيات إلى العراق عبر سوريا، اسمه الحقيقي مجهول تماماً، ولم ير أحد وجهه أبداً. حتى في اجتماعه مع مجلس شورى الجبهة الإسلامية حَضَر ملثماً، وتولى أمراء النصرة تأكيد شخصيته للحضور.
حياته
عاش الجولاني تجربة القاعدة في العراق، والتحول الذي جرى منذ 2006 بعد مقتل أبومصعب الزرقاوي بإعلان دولة العراق الإسلامية، وما تبع ذلك من تطبيق الدولة لحكمها ولوعلى أصغر قرية تسيطر عليها، والتوسع في التكفير والقتل لكل من يعمل في الحكومة بأي شكل، مما أدى في النهاية لقتال داخلي خاضته حركات المقاومة السنية مثل جيش الراشدين، وكتائب ثورة العشرين، والجيش الإسلامي في العراق، وحماس العراق ضد القاعدة حتى 2008 التي شهدت تجربة صناعة الصحوات، حيث مولت أمريكا والحكومة العراقية مليشيات عشائرية، ومدتها بالسلاح لتقاتل القاعدة في مناطقها، وهوما أدى لانحسارها إلى حد بعيد.
الثورة السورية 2011
في 2008 تمكن النظام السوري من اعتنطق الجولاني في معتقل صيدنايا الشهير، ثم صدر قرار مفاجيء بالإفراج عنه بعد الثورة في 2011، مع عدد كبير من المعتقلين الجهاديين، وفوراً مضى إلى العراق ليستعين بالأمير أبوبكر البغدادي، الذي قرر "مناصفة بيت المال"، فمنحه الرجال والتمويل والسلاح، ليبدأ فرعاً لتنظيم القاعدة بسوريا، وأطلق عليه اسمه جبهة النصرة، في إشارة لترحيبه باستقبال المقاتلين الأجانب من مختلف الجنسيات، عرب وشيشانيون وأفغان وأوزبك وحتى أوروبيون، ويُطلق عليهم اسم المهاجرون، بينما السوريون هم الأنصار.
جبهة النصرة
بدأت جبهة النصرة عملياتها بتفجير سيارة مفخخة في حي الميدان بدمشق، أسقط 25 قتيلاً أغلبهم مدنيون، ونطق بيان الحركة إنهم استهدفوا "باصات تنقل الشبيحة". أدانت التنظيمات الأخرى هذه العملية واعتبرتها بعضهم إرهابية، فتوقفت النُصرة عن هذا الأسلوب.
حققت الجبهة فوزات باهرة واضحة، خاصة مع استعداد أفرادها دائماً لتفجير أنفسهم لتسهيل اقتحام مقرات جيش بشار.
لكن تنظيم القاعدة في العراق لم يعد راضياً عن أداء الجولاني، فهويعطي أولوية للسوريين داخل صفوفه، كما أنه لم يعلن بيعة الدولة الإسلامية. كان لافتأ حتى بيان تأسيس جبهة النصرة في 24 يناير 2012 تحدث عن الجهاد "لدفع الصائل" أي الظالم، دون أي سيرة لإقامة دولة الخلافة.
داعش
فيتسعة أبريل 2013 أعرب أبوبكر البغدادي، أمير دولة العراق الإسلامية، توسيع دولته لتضم داخلها جبهة النصرة، ويصبح المسمى المشهجر هوالدولة الإسلامية في العراق والشام. هنا يسمع العالم للمرة الأولى باسم داعش.
احتوى البيان على استهانة متعمدة بالجولاني "ما الجولاني إلا جندٌ من جنودنا انتدبناه إلى الشام وأوفدنا معه الرجال"
في اليوم التاليعشرة أبريل أصدر الجولاني بياناً يرد على البغدادي بمزايدة واضحة، حيث نطق إنه استجاب لدعوة البغدادي بالارتقاء "من الأدنى إلى الأعلى"، لذلك فهويبايع الظواهري مباشرة.
وكان من اللافت في حديث الجولاني إنه نطق أنه استخلص من أحداث العراق "العِبَر التي أفادت الجهاد في الشام"، وأن حركته قامت لتحكيم شرع الله، لكنه لم يرغب في الاستعجال بالإعلان "للمصلحة".
أصدر الظواهري في يونيو2013 قراره بفض الشراكة بين التنظيمين، ومنح البغدادي إمارة التنظيم في العراق، والجولاني إمارته في سوريا، وسمى أبوخالد السوري - قيادي معروف بالقاعدة - حكماً بين الطرفين طالما الخلاف.
لكن البغدادي في أول انشقاق تاريخي داخل القاعدة فجر مفاجأة برفضه أمر الظواهري، واعتبر حتى قراره "عليه مؤاخذات شرعية".
انقسمت الأسماء الشهيرة من منظري التيار الجهادي بين الفريقين. كان من اللافت حتى الأسماء القديمة، التي جرب أصحابها الهزيمة في الجزائر وأفغانستان والسودان، فضلوا جانب النُصرة والظواهري، مثل أبوقتادة الفلسطيني وأبومحمد المقدسي، بينما فضلت الأسماء الحديثة نسبياً جانب داعش مثل أبوالحسن الأزدي وأبوهمام بكر الأسدي، حتى وصل بعضهم للقول بوجوب مبايعة الظواهري نفسه لأمير المؤمنين! "القول الفصل في حتى عدم بيعة البغدادي للظواهري هوالأصل".
منذ نشأة تنظيم الدولة وهويتعامل حرفياً على أنه "دولة". دولة تفضل أعطى نفوذها إلى الأماكن ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية بغض النظر تماماً عمن يسيطر عليها، (على سبيل المثال قتال جبهة النصرة في دير الزور للسيطرة على حقل كونيكوللغاز، السيطرة على معابر باب السلامة وتل أبيض مع هجريا).
وهي دولة تعتقل معارضيها أومن يُشتبه في امكانية معارضتهم مستقبلا، وبالتالي تم اعتنطق مئات من أبرز الشباب الناشطين في المجالات الإعلامية ممن بدأوا حِراك الثورة المدنية، وقُتل بعضهم، وتم تفجير مقار إذاعات وصحف الثورة. هي ثورة فهمانية ضالة حسب بيانات داعش بالمناسبة.
انظر أيضاً
- جبهة النصرة لأهل الشام
- داعش
- الحرب الأهلية السورية
المصادر
- ^ "لماذا حلت اللعنة على داعش،يا ترى؟ محمد أبوالغيط". جريدة الشروق المصرية. 2014-02-09. Retrieved 2014-02-11.