پيرّون

پيرّون
پيرّون
وُلـِد	ح. 360 ق.م.، إليس، اليونان
توفي	ح. 270 ق.م.
العصر	الفلسفة القديمة
المنطقة	الفلسفة الغربية
المدرسة	ممضى الشك

پيرّون Pyrrho (ح.360-ح.270 ق.م.) هوفيلسوف يوناني مؤسس النزعة الشكية وممضى الشك، وهي حركة فلسفية عند الإغريق (اليونان القدماء). كثرت أسفاره التي تعرَّف من خلالها على آراء الفلاسفة الذين يدَّعي جميع منهم أنه على حق، مع أنهم لايمكن حتىقد يكونوا جميعاً على صواب، ولذا، قرر بيرهوحتى يحسم القضية بالتفكير العقلي لفهم الحقيقة وبيان الصواب من الخطأ. وقد استوعب بيرهوحتى العادات والأعراف والتنطقيد هي فقط التي تحدِّد لنا الصواب أوالخطأ، كما حتى تفكيرنا يقودنا إلى مظاهر الأمور فقط وليس إلى ما هي عليه في الواقع. ولد پيرون في إليس باليونان.

وولد بيرون في أليس Elis حوالي عام 360 وسار مع جيش الإسكندر الزاحف على الهند، وتلقى الفهم على "من فيها من" السوفسطائيين العراة Gmnosophists، ولعله أخذ عنهم بعض آرائهم عن التشكك الذي صار اسمه مرادفاً له في ما بعد. ولما عاد إلى إليس عاش فقيراً يفهم الناس الفلسفة. وقد منعه الحياء من تأليف الخط، ولكن تلميذه تيمن الفليوسي Timon of Phlius نشر آراء بيرون في أنحاء العالم في سلسلة من رسائل الهاتى (Silloli). وكانت هذه الآراء تقوم على قواعد رئيسية أولها: حتى الحقيقة لا يمكن الوصول إليها، وأن الرجل العاقل يرجئ حكمه، ويبحث عن الطمأنينة لا عن الحقيقة؛ وأنه لما كانت جميع النظريات خاطئة في أغلب الظن فإن من الخير للإنسان حتى يقبل أساطير زمانه ومكانه وما جرى به العهد فيهما. وثانيتهما حتى ليس في مقدور الحواس والعقل حتى تمدنا بفهم أكيد: فالحواس تشوه الشيء الخارجي حين تحسه، وليس العقل إلا خادم الشهوات المخالط المخادع. وكل قياس منطقي يصادر على المحمول لأن قضيته الكبرى تفترض صحة النتيجة. "وكل علة لها علة تقابلها وتناقضها(8)"؛ والتجربة الواحدة قد تكون سارة حسب الظروف المحيطة بها ومزاج صاحبها؛ والشيء الواحد قد يظهر صغيراً أوكبيراً، قبيحاً أوجميلاً؛ والعمل الواحد قد يُعد فضيلة أورذيلة حسب المكان والزمان الذين نعيش فيهما؛ والآلهة نفسها قد تكون وقد لا تكون حسب اعتقاد أمم الخلائق المتنوعة؛ وكل شيء هورأي، ولا شيء قط حقيقي جميع الحق- فمن الحمق إذن حتى ينحاز الإنسان في المنازعات إلى هذا الجانب أوذاك، أوحتى يبحث له عن مكان آخر يعيش فيهِ أوطريقة أخرى يعيش بها، أوحتى يحسد المستقبل أوالماضي؛ فالرغبات كلها خداع باطل. وحتى الحياة نفسها خير غير مؤكد، والموت نفسه ليس شراً مؤكداً، والواجب على الإنسان حتى لا يتحيز ضد هذا الشيء وذاك. وثالثة هذه القواعد حتى أفضل الأمور جميعاً للإنسان حتى يقبل الحياة كما هي في هدوء واطمئنان، فلا يحاول إصلاح العالم، بل يرضى به وهوصابر عليه، ولا ينهمك في العمل على تقدمه، بل يقنع بالسلام. وحاول بيرون مخلصاً حتى يسير في حياته على هدى هذه الفلسفة النصف الهندية، فخضع لعادات إليس وعبادتها، ولم يبذل جهداً ما في تجنب الأخطار أوإطالة حياته(9)، ومات في سن التسعين. وأحبه مواطنوه ورضوا عنه وكرموه بأن أعفوا زملائه الفلاسفة من الضرائب.

وكان من سخريات الأيام حتى أتباع أفلاطون هم الذين وجهوا هذه الحملة على الميتافيزيقا. ذلك حتى أرسسلوس الذي أصبح في عام 269 رئيس "المجمع الفهمي الأوسط" حول رفض أفلاطون للمعلومات المستمدة من الحواس إلى تشكك تام يضارع في ذلك تشكك ديون، ولعلهم عملوا ذلك بتأثير بيرون نفسه. ومن أقوال أرسسلوس في هذا المعنى: "لا شيء مؤكد، حتى ذلك القول نفسه(11)". ولما قيل له إذا هذه العقيدة تجعل الحياة محالة نطق إذا الحياة قد عهدت من زمن بعيد كيف من الممكن أن تدبر أمرها بالاحتمالات. وقام على رأس "المجمع الفهمي الجديد" بعد قرن من الزمان رجل كان أكثر تشككاً من أرسسلوس، وأوصل عقيدة التشكك العام إلى العدمية الذهنية والأخلاقية، ونعني بذلك الرجل قرنيادس القوريني Carneades of Cyrene. فقد اتى هذا الأبلار اليوناني إلى أثينة حوالي عام 193، ونغص الحياة على كريسبوس Chrysippus وغيره من مفهميه، بحججه الدقيقة المؤلمة ضد جميع عقيدة يفهمونها. وإذ كانوا يبغون حتى يجعلوه عالماً منطقياً، فقد اعتاد حتى يقول لهم موجهاً قوله إلى بروتاغوراس: "إذا كان منطقي سليماً فبها ونعمت، وإذا كان خطأ فأعيدوا إلي ما أديته من الأجر لتعليمي(12)". ولما أنشأ لنفسهِ حانوتاً كان يحاضر في صباح يوم ما فيحبذ رأياً من الآراء، وفي اليوم التالي يحبذ نقيضه، ويبرهن على صحة كليهما بحيث يقضي عليهما جميعاً، بينما كان تلاميذه، ومحرر سيرته نفسه، يحاولون عبثاً حتى يعهدوا آراءه الحقيقية. وأخذ على عاتقهِ حتى يفند واقعية الرواقيين المادية ببحثهِ التحليلي الأفلاطوني- الكانتي في الحواس والعقل.

وهاجم جميع النتائج المنطقية ووصفها بأنها لا يستطاع الدفاع عنها عقلياً، وأمر طلابه حتى يقنعوا بالاحتمالات ويرضوا بعادات زمانهم. ولما أوفدته أثينة ضمن بعثة سياسية إلى رومة (155) أدهش مجلس الشيوخ بأن خطب في يوم من الأيام مدافعاً عن العدالة، ثم خطب في اليوم التالي مستهزئاً بها وواصفاً إياها بأنها حلم غير عملي ونطق: إذا شاءت رومة حتى تتبع طريق العدالة عمليها حتى تعيد إلى أمم البحر الأبيض الموسط جميع ما أخذته منها بفضل تفوقها عليها في القوة(13). وفي اليوم الثالث اضطر كاتوحتى يعيد البعثة إلى بلدها لأنها خطر على الأخلاق العامة. وربما كان بولبيوس- وكان وقتئذ رهينة عند سبيو- قد سمع هاتين الخطبتين أوسمع عنهما، لأنه يندد تنديد الرجل العملي بأولئك الفلاسفة.

"الذين دربوا أنفسهم في مناقشات المجمع الفهمي على الإفراط في الاستعداد للخطابة. ذلك حتى بعضهم يلجئون إلى أشد الأمور تناقضاً فيما يبذلون من جهد ليحيروا عقول سامعيهم، وأنهم برعوا في اختراع ما يبررون به هذه المتناقضات، حتى أنك تراهم يتناقشون وهم حيارى لا يدرون هل يستطيع من في أثينة حتى يشموا رائحة البيض الذي يغلي في إفسوس أولا يستطيعون حتى يشموها، ويظنون طوال الوقت الذي يناقشون فيه مسألة في المجمع الفهمي أنهمقد يكونون نائمين في بيوتهم يؤلفون خطبهم في أحلامهم... وقد سوءوا سمعة الفلسفة جميعاً بهذا الحب المفرط للمتناقضات... وغرسوا في عقول شبابنا هذا الحب الشديد، فكان من أثرهِ حتى أولئك الشبان لا يفكرون أقل تفكير في المسائل الأخلاقية والسياسية التي تفيد طلاب الفلسفة بحق، بل تراهم يقضون وقتهم في محاولات عديمة الجدوى لاختراع السخافات والأباطيل التي لا نفع فيها"(14).

انظر أيضاً

Callisthenes

الهامش

المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
نطقب:الموسوعة المعهدية الكاملة