عمرو بن كلثوم

عودة للموسوعة

عمروبن كلثوم

عمروبن كلثوم بن مالك بن عتّاب، أبوالأسود (توفي 39 ق.هـ/584م)، من بني تغلب. شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام والعراق ونجد. أمه هي ليلى بنت المهلهل بن ربيعة. كان من أعز الناس نفساً، وهومن الفتاك الشجعان، ساد قومه، تغلب، وهوفتىً وعمّر طويلاً. هوقاتل الملك عمروبن هند. أشهر شعره معلقته التي مطلعها "ألا هبي بصحنك فاصبحينا"، ينطق: إنها في نحوألف بيت وإنما بقي منها ما حفظه الرواة، وفيها من الفخر والحماسة العجب، توفي في الجزيرة الفراتية.

نطق في ثمار القلوب: كان ينطق: «فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة، وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر، وفتكة عمروبن كلثوم بعمروبن هند ملك المناذرة، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى خارج الحيرة ولم يصب أحد من أصحابه».

حياته

هوعمروبن كلثوم بن مالك بن عَتّاب، أبوالأسْوَد، وقيل: أبوعُمير وأبوعباد، التغلبي. شاعر جاهلي قديم معمَّر، يُعدّ من مشاهيرهم لِمَا ارتبط باسمه من أمور عظيمة؛ منها (المعلقة)، ومنها قتْلُه ملك الحيرة، وفروسيتُه، وغير ذلك. وهوشاعر قبيلة تغلب وسيّدها وفارسها. ينتمي إلى بيت عزٍّ وسيادةٍ وشِعر؛ فأبوه كلثوم كان «أفرس العرب»، وأمه ليلى بنت مهلهل بن ربيعة فارس حرب البسوس، وأخوه مُرّة قاتل المنذر بن النعمان، وابناه الأسود وعباد سيدان وشاعران. ولذلك نطق عنه القدماء: «من قدماء الشعراء وأعزهم نفساً وحسباً وأكثرهم امتناعاً».

يصعب تحديد زمن ولادته بدقة، كما هي الحال عند جميع الشعراء الجاهليين، وثمة سيرة تُروى حول ولادته وولادة أمه، إذ أراد أبوها مهلهل حتى يقتلها لكرهه حتىقد يكون له بنت، ثم رأى رؤيا تُنبئ أنْ سيكون من نسلها ولد يسود قومه، فأبقى عليها، ولما تزوجت رأت أيضاً رؤيا تؤكد رؤيا أبيها، فأنجبت عمراً الذي ساد قومه صغيراً.

كانت نشأة عمروفي بيت سيادة، فربي على الأنفَة والعز والكرامة وطيب المحتد، مما خوّله حتى يسود قومه صغيراً كما قيل. وتزوج ابنة ثوير بن هلال النمري، فقد أشار إليها في قوله:

بكَرَتْ تعذلني وسْط الحلال سَفَهاً بنتُ ثوير بن هلال

وتذكر الأخبار حتى له ثلاثة بنين: هم الأسود وعبد الله وعباد، وابنة اسمها نَوَار، وابنها شَبِيب بن جُعيل التغلبي الشاعر. ورث أبناء عمروالمجد والسيادة والشاعرية من أبيهم، واستمر عقبه بعد الإسلام، فمن أحفاده كلثوم بن عمروالعتابي الشاعر، ومالك بن طوق التغلبي الذي تُنسب إليه «رحبة مالك» في بلاد الشام قرب الرقة.

يُعدّ عمروبن كلثوم من فرسان تغلب والعرب، حمل راية قومه في عدد من الأيام (المعارك) منها: يوم خَوّ على بني فزارة، ويوم وادي الأخرمين على بني صُدَاء من مَذْحِج، ويوم نَطاع على بني سعد من تميم، وهوالذي اغتال ملك الحِيرة عمروبن هند في السيرة المشهورة، وإن هذه المنزلة العظيمة له جعلته لايمدح أحداً من الملوك، ولم يرضَ لقومه حتىقد يكونوا تابعين لأحد، و«كانت الملوك تبعث إليه بحبائه وهوفي منزله من غير حتى يَفد إليها».

عاش عمروزمناً طويلاً، وقيل إنه عاش مئة وخمسين عاماً، ويبدوحتى هذا غير دقيق، ويُرجح أنه توفي في أواخر القرن السادس للميلاد، ويذكرون أنه لما كبر ساد ابنُه الأسود قومَه؛ فبعث أحد الملوك بحِباءين لعمروولابنه الأسود، فغضب وحلف ألا يذوق دسَماً حتى يموت، فظل يشرب الخمر صِرفاً من غير طعام حتى مات.

وما من شك حتى عَمراً كان على الوثنية كمعظم الجاهليين، وحاول بعض الدارسين حتى يجعلوه نصرانياً بلا دليل.

يُعدّ من فحول الشعراء الجاهليين، وإن لم يكن في المقدمة، ومع ذلك لم يكن مُكثراً من قول الشعر، وقد جُمع شعره قديماً إلا أنه لم يصل إلينا، ثم جُمع حديثاً وطُبع طبعات عدة، واحدة منها محققة تحقيقاً فهمياً.

ولعل أبرز ما في شعره قصيدته التي هي إحدى المعلقات السبع ومطلعها:

ألا هُبّي بصَحنِكِ فَاصْبَحِينا ولا تُبقي خُمُورَ الأندريـنا

وقد ارتبطت هذه المعلقة بسيرة قتْلِه عمروبن هند، وثمة آراء في ذلك يمكن الرجوع إليها في المراجع. وقد حظي شعره بإعجاب القدماء، فقيل قديماً: «لله درّ ابن كلثوم أي حِلْس شعرٍ ووعاء فهمٍ لوأنه رغب فيما رغب فيه أصحابُه! وإن واحدته لأجود سبعتهم قصيدة»، ونطق عنه الكُمَيت الشاعر: «عمروبن كلثوم أشعر الناس».

ويندر غَرَضا المدحِ والغزل في شعره، ويشيع فيه الفخر والحماسة والتهديد والوعيد، من ذلك ما اتى في معلقته، وقوله أيضاً متوعداً ملك الغساسنة:

ألا فافهم أبيتَ اللعن أنّا لى عَمْد سنأتي ما نريد
تعلّم حتى مَحملنـا ثقيـلٌ وأن زنادَ كَبَّـتنا شديـد
وأنّا ليس حيٌّ من مَعَـدّ يوازينا إذا لُبس الحديـد

يتسم شعره بالسهولة والوضوح والبعد عن الغريب، وغلب عليه المبترات، فليس في ديوانه قصيدة مكتملة إلا المعلقة، ولعل هذا مما يفسر سهولة شعره.


شعره

اقرأ نصاً ذا علاقة في

عمروبن كلثوم


  • أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا (المعلقة)
  • أأجمع صحبتي
  • ألا من مبلغ
  • إن نسركم غدا

معلقته

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا
وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا
قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا
بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا
وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا
تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا
ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا
وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا
ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا
وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا
وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَورُخَـامٍ يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا
فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا
ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا
فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا
أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا
وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا
تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا
وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا
مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا
نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا
قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا
نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا
وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا
كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا
كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا
إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا
نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا
بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا
وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا
بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُوبْنَ هِنْـدٍ نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَوبْنَ هِنْـدٍ تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُوأَعْيَـتْ عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا
عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـت تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُوأَبَيْنَـا
فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا
أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا
عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا
عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا
إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا
كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا
وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا
وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا
وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا
عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا
أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا
لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا
تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً
إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا
يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا
ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا
كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا
يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا
وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا


المصادر

  1. ^ علي أبوزيد. "عمروبن كلثوم". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-05-06.

المراجع

  • الأصفهاني، الأغاني (دار الخط المصرية، طبعة مصورة، بيروت 1992)
  • ابن قتيبة، الشعر والشعراء، تحقيق أحمد شاكر (القاهرة 1966).
  • علي أبوزيد: ديوان عمروبن كلثوم ـ جمع ودراسة وتحقيق ـ (دار سعد الدين، دمشق 1991).

وصلات خارجية

  • أطلس المعلّقات
تاريخ النشر: 2020-06-04 13:52:46
التصنيفات: شعراء المعلقات, شعراء القرن السادس, أعلام بني ربيعة, قتلة, جاهليون, شعراء عرب, شعراء العصر الجاهلي, وفيات 584

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ميتا تطور أدوات جديدة لحماية مستخدمي «إنستجرام»

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:23:41
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

روسيا تتعهد أمام الأمم المتحدة بـ«الحماية الكاملة» لأي منطقة تضمها

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:22:44
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 85%

جيورجيا ميلوني تضرم «الشعلة الفاشية» في إيطاليا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:22:46
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 92%

الإيطاليون يصوتون في انتخابات تميل كفتها لصالح اليمين المتطرف

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:22:45
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 98%

تاعرابت ينتقل إلى البطولة الإماراتية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 12:15:23
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 39%

"سبل" تصدر الطابع البريدي لليوم الوطني الـ92

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:23:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

متحف للمخابرات الأميركية يكشف تذكارات من أبرز عملياتها (صور)

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:22:43
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 95%

أسعار المواد الاساسية باسواق جهة مراكش يومه الاحد 25 شتنبر

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 12:15:24
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 35%

اعتباراً من اليوم.. فتح باب الحجز لمبادرة سكن لكل المصريين 3

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:25:41
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

المنتخب الوطني يحل بمدينة إشبيلية ليواجه الباراغواي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 12:15:21
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 50%

30 ملثم ”مافيا الليل” يهاجمون ملهى ليلي بمراكش

المصدر: المغرب الآن - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:25:33
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

هل نواجه الكائنات «الغازيَة» بتحويلها إلى غذاء؟

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:22:53
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 97%

ينبغي التحدث مع بوتين قبل فوات الأوان

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:22:52
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 94%

الصين: 936 إصابة جديدة بكورونا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:23:50
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

الحركة الاحتجاجية في إيران تراهن على تخطي تكتيكات قمعها

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:22:48
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 91%

البيان الأميركي ـ الفرنسي ـ السعودي «خريطة إنقاذ» للبنانيين

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:22:53
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 97%

ساوثجيت يرى نفسه "الشخص المناسب" لقيادة إنجلترا في كأس العالم

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:23:49
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

غياب الأساتذة يؤخر الدراسة بثانوية في مراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 12:15:26
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 35%

بدء عمليات التصويت في الانتخابات التشريعية الإيطالية

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-25 09:23:47
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية