كلية الإمام الأعظم
كلية جامع أبوحنيفة في بغداد، وهي مدرسة دينية تهتم بتدريس العلوم الشرعية الإسلامية، وشيدت هذه المدرسة بجوار مشهد أبي حنيفة المتوفي عام 150هـ/767م، وسميت بأسمهِ، وشيدها شرف الملك أبوسعيد محمد بن منصور الخوارزمي، مستوفي مملكة السلطان ملك شاه السلجوقي عام 459هـ/1066م، وذكر ابن الجوزي البغدادي في كتابهِ المنتظم فنطق: (وفي سنة 459هـ بنى أبوسعيد المستوفي مشهد أبي حنيفة وعمل لقبرهِ ملبناً وعقد القبة وعمل المدرسة بإزائه وأنزلها الفقهاء ورتب لهم مدرسة)، وذكر هذه المدرسة ابن خلكان في تاريخه. ولقد تفهم فيها فهماء أعلام منهم الشيخ ضياء الدين أبوالفضل احمد ابن مسعود الهجرستاني المتوفي عام 610هـ، وأبوالفضل شجاع بن الحسن المتوفي عام 557هـ، وأبوالحسن مسعود بن الحسين القاضي المتوفي عام 571هـ، وأبوالمحاسن عبد اللطيف بن نصر الله الواسطي المتوفي عام 594هـ، وعبد الملك بن عبد السلام اللمغاني المتوفي عام 648هـ، وتاج الدين بن السباك البغدادي المتوفي عام 750هـ، والعلامة الشيخ أحمد السمين بن إبراهيم الألباني المتوفي عام 1320هـ/1902م، وغيرهم كثير.
إعادة بنائها
تم بنائها مرة أخرى في عهد الدولة العثمانية في عام 1911م، حيث طالب الشيخ العلامة نعمان الأعظمي السلطان العثماني بما لجامع أبوحنيفة من حقوق مغدورة وكانت مجلتهِ التي يصدرها (تنوير الأفكار) وكانت تنطق بلسانهِ فحصل بجده وسعيهِ على موافقة السلطان لإنشاء كلية في الجامع، وكان للشيخ نعمان الفضل الأكبر في السعي لإنشاءها وبناءها، وتعتبر من مآثرهِ وجليل أعمالهِ.
في العهد الملكي
في عام 1923م صدر الأمر الملكي من (المملكة العراقية) بإعادة (الكلية الأعظمية) وجعلها تابعة لديوان وزارة الأوقاف. وفي عام 1924م، عين الشيخ نعمان الأعظمي مديراً لكلية الإمام الأعظم في الأعظمية، وقد أبدل أسمها إلى (دار العلوم العربية والدينية). وكان لهُ مجلس يقيمه فيها ويتردد عليه الناس للوعظ والأرشاد. وقد تولى عمادتها من بعدهِ المؤرخ الأستاذ ناجي معروف، ثم عين الأستاذ هاشم الألوسي عميداً لها.
في العهد الجمهوري
- في عام 1967م، صدر القانون رقم 38 للجمهورية العراقية وبموجبهِ أُسست بأسم ((كلية الإمام الأعظم )) مرة أخرى.
- في عام 1974م، صدر قرار مجلس قيادة الثورة بإلغاء التعليم الأهلي، معتبراً الأوقاف جهة أهلية فأممت هذه الكلية وألحقت بوزارة التعليم العالي.
- في عام 1980م، صدر قرار مجلس قيادة الثورة بدمجها بجامعة بغداد وتسميتها بكلية الشريعة.
- في عام 1997م، صدر القانون رقم (19) القاضي بتأسيس كلية إسلامية في بغداد ترتبط بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية باسم (كلية صدام لإعداد الائمة والخطباء والنادىة) ولها حق فتح أقسام فهمية في المحافظات ونصت المادة رقم (21) من القانون المذكور الفقرة الثانية(يطبق قانون وزارة التعليم العالي والبحث الفهمي وقانون الخدمة الجامعية فيما لم يرد به نص خاص في هذا القانون).
بعد الغزوالأمريكي للعراق
- في عام 2003م، قررت الهيئة التدريسية ارجاع تسميتها للاسم الأول ((كلية الإمام الأعظم)).
واليوم صارت هذه المدرسة كلية تُدرس فيها مختلف العلوم الشرعية الإسلامية، وفق أصول الممضى الحنفي، كالفقه والعقيدة والدعوة والارشاد، وهي تعتبر من أقدم المدارس الفهمية في بغداد التي مازالت عاملة لحد الآن.
أنظر أيضاً
- أبوحنيفة النعمان
- جامع الإمام الأعظم
- جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة
المصادر
- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم - ابن الجوزي البغدادي.
- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان.
- البغداديون أخبارهم ومجالسهم - إبراهيم عبد الغني الدروبي - بغداد - 1958م - صفحة 266 ، 267 - (مدرسة الإمام الأعظم أبي حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي).
- كتاب أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران - وليد الأعظمي - مخطة الرقيم - بغداد 2001م.
- كتاب مرشد خارطة بغداد المفصل - الدكتور مصطفى جواد والدكتور أحمد سوسة - مطبعة المجمع الفهمي العراقي - 1958م.
- تاريخ الأعظمية - وليد الأعظمي - بيروت 1999م.