الحرب الأنجلو-عراقية

عودة للموسوعة

الحرب الأنجلو-عراقية

الحرب الأنجلو-عراقية
التاريخ 2 مايو- 31 مايو1941
المسقط
العراق
النتيجة

فوز البريطانيين

  • استرجاع الأمير عبد الإله.
  • احباط المحاولات الألمانية-الإيطالية لغرس دولة تابعة للمحور في العراق.
  • تدهور العلاقات بين المملكة المتحدة وفرنسا ڤيشي، مما أدى إلى الحملة السورية اللبنانية.
الخصوم

المملكة المتحدة أستراليا
نيوزيلندا

شرق الأردن
المملكة العراقية
ألمانيا النازية
إيطاليا
القادة والزعماء
أرتشيبالد وافل
وليام فرايزر
ه. ج. سمارت
إدوارد كوينان
رشيد عالي الكيلاني
فيرنر جانك
فوزي القاوقجي
ميشيل عفلق
القوات
فرقة مشاة
لوائين
مايزيد عن 100 طائرة حربية
4 فرق مشاة
ما بين 50 و60 طائرة حربية عراقية
29 طائرة حربية ألمانية
12 طائرة حربية إيطالية
الخسائر
1,200 قتيل
28 طائرة أسقطت
500 قتيل
19 طائرة ألمانية أسقطت
أربعة طائرات إيطالية أسقطت

الحرب الأنجلو-عراقية هي حرب اندلعت بين بريطانيا وحكومة الثوار في المملكة العراقية التي يقودها رشيد عالي الكيلاني خلال الحرب العالمية الثانية. بدأت الحرب في 2 مايووانتهت 31 مايو1941. أدت الحرب إلى احتلال القوات البريطانية للعراق وعودة وصي العرش عبد الإله بن علي.

الخلفية التاريخية

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة العثمانيين أصبحت الأراضي العراقية خاضعة للانتداب البريطاني الذي استمر حتى عام 1932 حيث منحت بريطانيا المملكة العراقية استقلالها. وكانت بريطانيا قبل ذلك قد سقطت اتفاقا مع العراق عام 1930 يقضي بالسماح للبريطانيين بإنشاء قواعد عسكرية بالعراق والسماح لها بحرية التنقل دون قيود عبر الأراضي العراقية بناء على طلب يقدم للحكومة العراقية.


ثورة رشيد عالي الكيلاني

الوصي عبد الإله مع الملك فيصل الثاني أمام البرلمان.
الفريق نوري السعيد.

تشكلت قوى المعارضة ضد حكومة نوري السعيد من ضباط الجيش العراقي بزعامة الفريق حسين فوزي رئيس الأركان العامة والذي تؤيده كتلة المربع المضىي، وهم مجموعة من الضباط يتزعمهم أربعة عقداء وهم ما يسمون بالعقداء الأربعة بزعامة صلاح الدين الصباغ وكل من فهمي سعيد وكامل شبيب ومحمود سليمان ويونس السبعاوي.

تعاظمت الصيحات المعارضة لنوري السعيد جراء سياساته وازداد عدد معارضوه في الحكومة والبرلمان وفي الأحزاب المعارضة وحتى الموالية وازداد سخط الشارع عليه الناقم على الإنجليز. ومن أبرز لأسباب التي أججت الرأي العام في تلك الفترة هي:

  • 1.كانت الاجواء السائدة في العراق تميل للاستقرار وبناء لحمة المجتمع والنهوض بالبلد نحوالعمران، بعد انتهاء الانتداب ومنح عصبة الأمم العراق الاستقلال عام 1932.
  • 2.أثرت تداعيات انقلاب بكر صدقي على الرأي العام، الذي أيده الملك غازي الأول من طرف خفي والذي وقع جراء الاحتقان السياسي الذي تسببت به سياسة حكمت سليمان التعسفية ضد القبائل والشخصيات والأحزاب الوطنية، وما تلا ذلك من أحداث كاغتيال جعفر العسكري وزير الدفاع ورئيس الوزراء الأسبق، تلك الشخصية السياسية المعروفة والمحسوبة على تكتل نوري السعيد، كون الأخير صهره. ثم فشل الانقلاب واغتيال بكر صدقي في الموصل وهوفي طريقه مسافرا إلى هجريا.
  • 3.تفاعل الشارع السياسي مع الملك غازي والمجموعات المدنية والعسكرية الملتفة حوله من أحزاب وضباط وشخصيات وطنية من أمثال رشيد عالي الكيلاني باشا وصلاح الدين الصباغ، جراء تطلعاتها الوطنية والقومية وسياسته في اعمار العراق وبناءه وتعميق استقلاله بالابتعاد عن المعاهدات التي رأى فيها تكبيل العراق بعجلة المصالح البريطانية. منها اتخاذه لبعض الاجراءات الهامة كالتجنيد الالزامي ودعم الثورة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني والهجرات اليهودية إلى فلسطين ودعم استكمال تحرير سوريا ولبنان من الاحتلال الفرنسي، العمل على إخراج الحامية البريطانية من الكويت والدعوة إلى وحدتها مع العراق، وأيضا ميله إلى ألمانيا في مستهل الحرب العالمية الثانية ووقوفه علنا ضد بريطانيا ودول الحلفاء عام 1939 وهوتاريخ وفاته الغامض والذي راى فيه الشعب اغتيال مدبر تسبب في هياج متعاظم ضد بريطانيا في العراق.
  • 4.محاولات بريطانيا الهيمنة على العراق وسياسته من خلال عقد المعاهدات كمعاهدة سنة 1930م، والعمل على استغلال نفط العراق بأبخس الأثمان. كذلك من خلال الإبقاء على بترات كبيرة من الجيش البريطاني في قواعد العراق كالحبانية في الفلوجة، والشعيبة في البصرة.
  • 5.اغتيال وزير المالية رستم حيدر في يناير / كانون الثاني عام 1940 وهومن حلفاء نوري السعيد على يد موظف ولأسباب قبلية، استثمرها نوري السعيد للايقاع بخصومه من خلال اتخاذه لاجراءات قاسية ضدهم.

بدأ التوتر يشوب طرفي المعادلة السياسية، المعارضون والموالون أوالتيار الوطني التحرري الذي يتزعمه رشيد عالي الكيلاني باشا ضد التيار الليبرالي الذي يتزعمه نوري السعيد. وفي اللقاء حاول معارضونوري السعيد حشد قادة الجيش والرأي العام ضده بغية اقصائه عن الحكم من جراء سياساته الموالية لبريطانيا والتعسفية بحقهم.

تطورت الأحداث بشكل مضطرد ينبيء بحدوث شرخ كبير في الجيش والبرلمان والاحزاب السياسية، مما انعكس على الشارع الناقم أساسا على الحكومة الموالية لبريطانيا. وأخذ التصدع يتوسع ليضم مجموعة السبعة من كبار القادة العسكريين المشاركين في الحكم لاسيما رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الفريق حسين فوزي، وكذلك مجموعة المربع المضىي، مما أدى إلى نذر ازمة ثقة وزارية ترتب عليها ازمة دستورية سميت بأزمة فبراير / شباط 1940.

وعند تفاقم الأزمة الدستورية، لم يكن أمام الحكومة سوى إنطقة رئيس الوزراء نوري السعيد المسبب الأول بخلق الأزمة وتفاقمها. إلا أنه حشد مؤيديه مدنيين وعسكريين وبالاتفاق سراً مع حليفه الوصي الأمير عبد الإله الهاشمي، في محاولة لاظهار نفسه على أنه قائد جماهيري يتمتع بتأييد شعبي، حيث طالب مؤيدوه ضرورة إعادة الوصي الأمير عبد الإله لتكليفه بتشكيل الوزارة الجديدة. تزايدت نقمة الشارع وامتعاض التيارات المناوئة لنوري السعيد من أحزاب وقادة عسكريين من الذين يتمتعون بتاييد جماهيري حاشد، وأدى ذلك بالوصي إلى التردد بتكليف نور السعيد بتشكيل الحكومة الجديدة تحسبا لما قد يجر عليه من ازدياد النقمة التي قد تتحول إلى انتفاضة أوانقلاب.

فسر أنصار نوري السعيد التأخر بتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة بشكل خاطئ، أدت إلى حالة من الاحتقان التي أسهمت في حمل درجة الغليان، الأمر الذي أدى إلى تسارع الأمور بما لا تحمد عقباه، حيث حشد مناصرونوري باشا قواتهم العسكرية في معسكر الرشيد في الرصافة، عاقدين العزم على احتلال العاصمة بغداد والسيطرة عليها وفرض سياسة الأمر الواقع، في المعسكر اللقاء، أصدر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الفريق حسين فوزي أوامره بوضع قواته في معسكر الوشاش في الكرخ في أهبة الاستعداد حفاظا على أمن العاصمة، وبدا المشهد مهيئاً للانفجار واللقاءة العسكرية، بين الاطراف المتصارعة.

حزم الوصي أمره بعد حتى تفهم أين يكمن توازن القوى، فالقوى الوطنية والتحررية المناوئة لنوري السعيد تملك التاييد الجماهيري الساحق باللقاء القوى الليبرالية بزعامة نوري السعيد تملك الدعم البريطاني الذي لامناص منه حسب رأي الأمير عبد الإله. بناء على ذلك قرر الوقوف إلى جانب نوري السعيد المتحالف اصلا معه، وتكليفه بتشكيل الوزارة حيث شكل نوري الوزارة الجديدة وانتقم من خصومه بإنطقة رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، الفريق حسين فوزي والقادة العسكريين المناصرين له.

أدت تلك الإجراءات إلى تفاقم نقمة الجماهير والتيارات الوطنية والقومية والتحررية التواقة للخروج من ربقة الهيمنة البريطانية التي أخذت تتدخل في جميع صغيرة وكبيرة في البلد منها تعيين الموظفين وهيمنة المستشارين على الوزارات والهيمنة الاقتصادية على السوق والعملة والنفط علاوة على السياسة العامة الداخلية والخارجية. وأضحى الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، مما أدى إلى عزل الحكومة والتشكيك بوطنيتها.

حاول الوصي اتباع سياسة ترقيعية، فبدلا عن أرضاء الجماهير الغاضبة، عمد إلى اجتماع ضم كبار السياسيين في مارس / آذار من عام 1940 الهدف منه تحجيم دور الجيش في القضايا السياسية والوطنية، وإصدار القرارات التي تحرم تلك الانشطة وجعله جيشا مهنيا فحسب. وكان المقصود بذلك مجموعة السبعة ومجموعة المربع المضىي.

ولم يتمكن الوصي من اتخاذ اجراءات حاسمة للحد من نشاطات الجيش العراقي السياسية والوطنية بسبب تعاظم سيطرة الضباط الكبار في العملية السياسية والحكم. علاوة على نقمة الشارع وانهيار سمعة الوصي ونوري السعيد والحكومة. الأمر الذي أدى إلى ممارسة القوى الوطنية من سياسيين وعسكريين ضغوطات كبيرة على الحكومة والوصي مما أدى به إلى محاولة إرضائهم بإنطقة وزارة نوري السعيد الضعيفة والمعزولة والتي تفتتت بسبب تقديم استنطقات الشخوص البارزين فيها.

في نهاية المطاف بدأ الوصي بالتفكير لإرضاء الجماهير الغاضبة والقوى الوطنية من أحزاب وكتل سياسية وعسكرية، بالبحث عن إنسان ترضى به جميع الاطرف فتوجه إلى رئيس الديوان الملكي حيث حاول اقناع رشيد عالي الكيلاني باشا بتكليفه بتشكيل الوزارة حيث يتميز الكيلاني بقبوله من جميع الاطراف كونه من الشخصيات البارزة في المجتمع والمعروف بمهابته وسمعة الجيدة وسياسته المتوازنة علاوة على ثقافته الواسعة وهدوئه وحنكته السياسية. كان الكيلاني يلقى تأييدا شعبيا كاسحا على خلاف نوري السعيد، ومرد ذلك كون الكيلاني ينتمي لنفس المدرسة الوطنية للملك غازي فقد ارتبط بالملك بعلاقات خاصة وعامة أثرت كثيرا على مواقفهما معا كما تجاوز وأن عملا سويةً في أكثر من مناسبة، فكان الكيلاني رئيسا لديوان غازي وكاتم أسراره، وعند مصرع الملك في ضروف غامضة دارت الشكوك والوساوس حول مقتله التي كان الشارع والساسة يعتقدون بأن وراءه السفارة البريطانية والوصي ونوري السعيد بسبب مواقفه ضد بريطانيا من جهة، وبسبب تناقض حيثيات حادث مصرعه من جهة أخرى، وكان لمصرع الملك الأثر الكبير على سياسة الكيلاني ومواقفه التي أراد منها التعبير عن وفائه وإخلاصه للملك من خلال التشبث بسياسته وافكاره.

قام رشيد عالي باشا باتخاذ إجراءات مهمة لاحتواء الوضع وامتصاص النقمة والاحتقان السياسي، منها تشكيل ما سمي بالائتلاف الوطني الذي ضم جميع من نوري السعيد باشا بمنصب وزير الخارجية، وعدد من كبار الزعامات السياسية والعسكرية من كلا التيارين المتصارعين، ومنها أيضا عدم تطبيق جميع إجراءات الحرب التي أصدرها نوري السعيد، بل اكتفي بتطبيق ما ورد من بنود في معاهدة سنة 1930 لعدم فسح المجال للظهور أمام بريطانيا بمظهر الناكل لتطبيق المعاهدة.


الكيلاني بين حكومة الائتلاف الوطني ولعبة التوازن الدولي

رشيد باشا الكيلاني.

بعد حتى نجح رشيد عالي باشا بتطبيق سياسة التوافق بين جميع الاطراف المتصارعة وضمها جميعا في حكومة الائتلاف الوطني، استوعب مايترتب عليه من اجراءات للحفاظ على لعبة الموازنات المتشابكة المحلية والدولية بين التيارات المتصارعة التي تطمح لفرض أرائها ومبادئها السياسية في ممالاة الحلفاء في حربهم ضد المحور من جهة وفي المطالبة الملحة للتيارات اللقاءة الطامحة لاستكمال استقلال العراق الذي بدا في عام 1932، من جهة أخرى. فكان لزاما على رشيد عالي ان يعيد التوازن في المشهد العراقي والذي فقد بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية وما ترتب عليها من اجراءات اتخذها نوري السعيد والتي خلفت الاحتقان السياسي جراء محاولاته اقصاء التيارات المعارضة لسياساته.

ومع تطور العمليات العسكرية في أوروبا والهزائم التي مني بها الحلفاء عامي 1940 و1941 واحتلال ألمانيا لفرنسا ودخول إيطاليا الحرب مع ألمانيا، تعالت الصيحات المطالبة بانهاء الوجود البريطاني في العراق والغاء معاهدة سنة 1930، لا بل أكثر من ذلك توالت الضغوط السياسية على حكومة الكيلاني المنادية بضرورة التحالف الاستراتيجي مع دول المحور لتحقيق تلك المطالب. إلا حتى الكيلاني من جهته كان مدركا لخطورة القوات البريطانية التي لا يُستهان بها في العراق على الرغم من الهزائم التي منوا بها في جبهات أوروبا. فكان لزاما عليه "اتباع سياسة عدم انحياز مدروسة والتي نادى لها"، في الوقت الذي عثر نفسه محاطا بمؤيدين متطوعين من المتعاطفين مع المحور أهمهم مجموعة المربع المضىي والتي كانت تحوز على تعاطف القوات المسلحة، من قادة وامرين وبترات مختلفة. فوجد رئيس الوزراء نفسه محرجا من مبادلة الضباط الوطنين مشاعرهم وتطبيق مطالب وطنية هوشخصيا آمن بها، وبين واجبه السياسي في تطبيق التزامات العراق المحلية مع الشركات البريطانية كشركات النفط والدولية في مساندة دول الحلفاء في حربهم ضد دول المحور من خلال معاهدة سنة 1930 وغيرها. وشيئا فشيئا تعاظمت مطالب القوى الوطنية التي رأت في الكيلاني الملاذ لتخليصها من الهيمنة البريطانية فدفعته لاتخاذ مواقف أكثر حزما بالوقوف ضد المطالب البريطانية التي حددتها المعاهدة في أوقات الحرب.

أما بريطانيا فكانت قد دقت ناقوس الخطر من فقدان زمام هيمنتها على العراق وبالتالي فقدانه إلى الأبد وهذا يعني خسارتها للكثير من المصالح الإستراتيجية والنفطية وغيرها والتي بذلت جهودا مضنية على مدار مائتي عام تمهيداً للهيمنة عليه قبل حتى حققت طموحاتها في عام 1918م، ولحد محاولة ضمه للتاج البريطاني أسوة بباقي دول الكومنولث.

وفي يوليو/ تموز من عام 1940م، عمدت بريطانيا لأحداث أزمة بينها وبين حكومة رشيد عالي الكيلاني الهدف منها جس النبض للتعهد على هوى الحكومة وخططها والتعهد على مواقفها من مجمل العلاقات مع بريطانيا. حيث طالبت الحكومة فتح القواعد العراقية وتسخير وسائل النقل الممكنة على نقل القوات البريطانية الآتية من الهند والخليج العربي عبر الأراضي العراقية لدعم القوات في الجبهة الأوروبية، تطبيقا لبنود المعاهدة. وبعد جدل طويل في البرلمان وأوساط الرأي العام وتيارات الحكومة والتي أججها الشعراء والأعلاميون والفنانون والسياسيون كأعمال عزيز علي ومعروف الرصافي وغيرهم والتي كانت تشيد برشيد عالي ووطنيته وتدعوه لإتخاذ مواقف جذرية لمقاومة الهيمنة البريطانية، وفي الجانب الآخر كانت كتلة نوري السعيد في الائتلاف الحكومي تضغط للمطالبة بتطبيق جميع المطالب البريطانية لا بل إعلان الحرب على دول المحور. الأمر الذي جعل الحكومة تشق طريقها بصعوبة بالغة من أجل مسك العصا من الوسط بغية تحقيق التوازن المحلي والدولي، وأخيرا قررت الحكومة تبني مواقف عقلانية متوازنة من خلال الموافقة على تطبيق البنود الخاصة فقط بمرور القوات البريطانية دون دخول العراق طرفا في الحرب.

لقد هجرت هذه التجربة الانطباع لدى الإنجليز بان رشيد عالي باشا من المعارضين لسياستها ولا يمكن الوثوق به لتحقيق طموحاتها، ولم تظللها محاولاته في أرضاء القوى الموالية لها بزعامة نوري باشا. الذي أستمر بممارسة ضغوطاته التي كان الهدف منها جر العراق وأدخاله مع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، فبصفته وزيرا للخارجة قدم طلبا صعقت به الحكومة والراي العام والقوى الوطنية، وذلك بالدعوة لبتر العلاقات الدبلوماسية مع إيطاليا، وقد رفضت الحكومة الطلب مما عزز الاعتقاد بان رشيد عالي باشا بدا يتمحور مع القوى الوطنية ضد القوى الليبرالية. وبعبارة أخرى أضحى أكثر ميلا للوقوف ضد الهيمنة البريطانية في العراق بعد توالي الضربات الموجعة التي تلقتها بريطانيا على يد ألمانيا خصوصا الغارات المدمرة على العاصمة لندن تمهيدا لخطة زعيم ألمانيا أدولف هتلر المعلنة باحتلال المملكة المتحدة.

وأصبحت القوات البريطانية المتواجدة في القواعد العراقية مهزوزة أمام الجيش والشعب العراقي الذي أخذ يتندر عليها تشفيا منها جراء الهزائم المنكرة التي ألحقها بها الألمان في عقر دارها الذي أخذ يوصمها "بالجبن وبفئران الملاجئ" نسبة لملاجئ لندن التي أخذ يعيش فيها الإنجليز لفترات تجاوزت السنة والنصف، بما فيهم بعض الجنود في الوحدات العسكرية التي لاقت الأمرين من شدة وضراوة الطائرات الألمانية، المعروفة باسم "مسر شمت" والتي عهدت بسرعتها وشدة قصفها والتي لم ينجومنها حتى مجلس النواب البريطاني الذي أصبح ركاما مع ما يقارب أكثر من ثلتي لندن التي سويت بالأرض بضمنها الوزارات والمصالح الحكومية الأخرى حيث أصبحت الدولة معطلة أوشبه منهارة تتسقط غزوالقوات النازية في أي لحظة.

وما كان أمام القوات البريطانية المتواجدة في العراق من مناص إلا حتى تتدخل لحسم موقفها مع الحكومة الذي بدأ يمس مصالحها وسمعتها المتهاوية، فصعدت من سقف مطالبها بضرورة استنطقة حكومة رشيد عالي الكيلاني. ومن جهته اعتبر موقف الضباط البريطانيين غير مسوغ فهم ليسوجهة دبلوماسة لإبداء أرائهم كالسفارة البريطانية، علاوة على حتى هذا الموقف يعد تدخلا في الشؤون الداخلية حتى ولوكان من قبل جهة دبلوماسية طالما تنفذ الحكومة ماعليها من التزامات تجاه تطبيق بنود المعاهدة مع بريطانيا.

وأصبح موقف رشيد عالي أكثر صرامة ضد الإنجليز بعد موقف ضباطهم هذا، وأصبح عدم تخليه عن رئاسة الوزراء مسالة مبدأ لا يساوم عليه، وإلا أصبح استسلاما لارادة بريطانيا التي تقابل الهزيمة والهوان على يد هتلر الذي استهان بها وبجيشها الذي تمرغ في وحل هزائمه في معارك بلجيكا وفرنسا ولندن. وبعد هذه الحادثة أصبح الكيلاني رمزا وطنيا ألتفت حوله القوى والتيارات الوطنية والتحررية والقومية واعتبرته زعيما لها.

وكان من تداعيات ذلك انحسار وتقسقط الوصي الأمير عبد الآله ونوري سعيد الذي لم يغير موقفه من بريطانيا رغم هزائمها وتأجج المشاعر الشعبية والوطنية ضدها مما أنعكس على موقف الشارع من نوري السعيد الذي بدأ ينظر إليه بعين الريبة لتمسكه بتحقيق المصالح البريطانية بل أكثر من ذلك أصبحت وطنية الوصي ونوري باشا على المحك.

وأمام هذا الشعور الوطني العارم ضد الإنجليز ما كان من نوري السعيد إلا حتى يختار أحد موقفين: أما الانتماء للتكتل الوطني ضد الإنجليز واما حتى يقدم استنطقته من وزارة الخارجية، معلنا ثباته على مواقفه. وقد اختار الاستنطقة التي طالبته بها الجماهير والكتل الوطنية والنيابية المعارضة.

تدخل الأمير عبد الآله لإنقاذ موقف الإنجليز وضباطهم في القواعد العراقية من خلال دعم حليفه نوري السعيد، وذلك بقلب رأس المجن في خطوة غير مسبوقة بتطبيق رغبة الضباط الإنجليز، فأعرب في يناير / كانون الثاني 1941م، بأنه يجب على رشيد عالي الكيلاني الاستنطقة هوووزارته، مما آثار ذهول الرأي العام. وأصبحت الاصطفافات أكثر وضوحا من ذي قبل، فالتكتلات الأولى ما بين ثورية وليبرالية كانت تختلف على أسلوب تطبيق المعاهدة وأولويات أعمار العراق، اما الآن وبسبب المواقف الحادة للوصي ونوري السعيد أصبحت الاصطفافات إما وطنية للعراق أوتخدم مصالح المملكة المتحدة.

وأمام هذا الموقف العصيب والحساس وقف رشيد عالي باشا بهدوء أمام البرلمان معلنا بأن لا صلاحية دستورية تخول الوصي بإنطقة الوزارة. ورفض علنا الاستنطقة معتمدا على دعم كتلة الوطنيين في الحكومة والبرلمان والأحزاب والمربع المضىي في القوات المسلحة ضد الوصي ونوري باشا والإنجليز ومن معهم من ضباط وكتل سياسية ضعيفة.

شعر الوصي بالإهانة أمام الشعب فأصر على استنطقة الكيلاني، ورفض الكيلاني الاستنطقة مجددا، مما زاد من حرج الوصي، هنا تدخل الضابط القوي ذوالسطوة في الجيش والكتل الوطنية زعيم مجموعة المربع المضىي، العقيد صلاح الدين الصباغ، ملمحا بحسم الموقف عسكريا لصالح الكيلاني إذا ألح الوصي على الاستنطقة، فاضطر الوصي للإذعان على مضض لذلك التهديد المبطن. واستنطق نوري السعيد بدلا عن الكيلاني.

توجه نوري باشا لحشد المعارضين في البرلمان ضد الحكومة لحجب الثقة عنها من خلال مشاكستها برلمانيا بإعاقة طلباتها بالتصديق على القرارات والقوانين. فطلب رشيد عالي الكيلاني إيقاف هذه المهزلة بحل البرلمان وانتخاب برلمان حديث يراعي فيه التطلعات الجديدة للرأي العام فطالب من الوصي حل البرلمان رسميا، مقدما مبرراته القانونية في إعاقة كتلة المعارضة لعمل البرلمان بمشاكسات لاتليق بعمل المجلس، إلا حتى الوصي أخذ يماطل ثم ما لبث حتى توارى عن الأنظار، حيث تبين لاحقا بأنه التجئ إلى إحدى الفرق العسكرية الموالية له في الديوانية خوفا من انتقام المربع المضىي بزعامة العقيد صلاح الدين الصباغ بالأطاحة به لعدم مؤازرته لرئيس الوزراء الكيلاني في حل البرلمان الذي سيسبب فقدان كتلة نوري السعيد إذا ما جرت انتخابات جديدة.

جراء هذا الوضع الحساس الذي تسبب به نوري السعيد والوصي على العرش مع من يؤازرهم من تكتل معارض للحكومة من موالين لبريطانيا، قرر رشيد عالي الكيلاني باشا تقديم استنطقته حقنا للدماء وتجنيب البلد المزيد من الفرقة والتوتر.

وخشي الوصي من تكليف نوري السعيد بتشكيل الوزارة لأن ذلك سيؤجج مشاعر القوى الوطنية والقومية والتحررية فأوكل تشكيل الوزارة إلى الفريق طه الهاشمي، الذي يتمتع بعلاقات حسنة مع مجموعة المربع المضىي، وحيث عهد طه الهاشمي بوطنيته ونزعته القومية وشعبيته بين أفراد الشعب والقوات المسلحة إضافة إلى امتلاكه لسلسة من العلاقات المتشابكة التي ستعينه على النجاح في مهمته، وعلاوة على ثقافته الأكاديمية حيث كان متخصصا في الجغرافيا البشرية وعهد بتأليفه الكثير من الخط الرصينة، فعاد الوصي إلى بغداد بعد حتى اطمأن على انفراج الأوضاع لصالح كتلة نوري السعيد.


إعلان ثورة رشيد عالي الكيلاني

في مستهل عمله في الوزارة قابل الفريق طه الهاشمي قائمة طلبات الوصي عبد الإله المتمثلة بسحق المربع المضىي، وبعد حتى كشف النقاب عن الخطة سارع رشيد عالي الكيلاني من مسقط المعارضة اعتمادا على شعبيته المتعاظمة، بالاتفاق مع الفريق أمين زكي رئيس الأركان العامة بالوكالة مع أعضاء المربع المضىي بالتحرك للاطاحة بالوصي والحكومة من خلال اجبارها على الاستنطقة.

ففي فبراير/ شباط من عام 1941 بدأت الثورة واستمرت لغاية 2 مايس / أيار من ذات السنة، حيث أحاطت بترات عسكرية القصر الملكي وأُجبر طه الهاشمي على تقديم استنطقته. وبعد بسط الجيش نفوذه على بغداد بتاييد جماهيري منبتر النظير، هرب معارضورشيد عالي الكيلاني إلى الأردن ليقودوا المعارضة من الخارج، وكانوا يتألفون من: نوري السعيد وجميل المدفعي وعلي جودت الأيوبي. أما الوصي عبد الإله الذي نجح بالفرار إلى البصرة جراء السخط والأجواء الملتهبة حيث تحتم على بريطانيا تهريبه بالمدمرة "فالمون" إلى الأردن لتأمين نجاته "بحسب الوثائق البرطانية".

أصبح العراق أمام حالة فراغ دستوري بسبب استنطقة الوزارة وهرب الوصي على العرش وعدد من الوزراء من كتلة نوري السعيد خارج البلد، فأخذ الكيلاني زمام المبادرة فشكل حكومة مصغرة مؤقتة ريثما يعرض الموضوع على مجلس النواب أسماها حكومة الإنقاذ الوطني، لمعالجة القضايا الضرورية والطارئة حفاظا على وحدة البلاد وأمنها بعد التصدع الذي لحق بها. أصدرت حكومة الإنقاذ بيانا حملت الوصي على العرش مسؤولية الأوضاع المتفاقمة في البلد كما القت عليه باللائمة في إضعاف الجيش تسليحيا وعزله عن الأداء بمهامه الوطنية التي عهد بها منذ تأسيسه، وهذا ما ترتب عليه لاحقا من صعوبات قابلها في حربه في فلسطين عام 1948 على الرغم مما بذله من قتال في جبهات القتال. كما اتهم الوصي بأحداث صدع في الوحدة الوطنية من أجل ممالاة البريطانيين، وكذلك الاستهزاء بالقانون والدستور.

إنطقة الوصي عبد الإله

عبد الإله.
الطفل الملك فيصل الثاني.

وبسبب بيان حكومة الإنقاذ الوطني هذا الذي حملت نسخة منه إلى البرلمان طلبت الحكومة إنطقة الوصي عبد الإله جراء مواقفه هذه وهربه إلى الخارج، وتمت إنطقة عبد الإله وتنصيب أحد أقارب الملك وهوالشريف شرف بدلاً عنه والذي تم الموافقة عليه بالإجماع على الرغم من كون الأكثرية النيابية كانت من أنصار الوصي عبد الإله ونوري السعيد وذلك لرصانته واحترامه من قبل الجميع.

سقط الشريف شرف مرسوما بإنطقة طه الهاشمي والسماح لرشيد عالي الكيلاني بتشكيل الوزارة الجديدة التي غلبت عليها الشخصيات الوطنية المناهضة للهيمنة البريطانية، ورغم ذلك حاول الكيلاني طمأنة بريطانيا بأنه لا يوجد أي اختلاف جوهري في سياسة العراق الخارجية، وأن العراق ملتزم بتعهداته مع بريطانيا بضمنها المعاهدة بالشكل الذي لايمس سيادة العراق واستقلاله.

بريطانيا من ناحيتها وبناء على التقارير الدورية التي كانت تحملها السفارة كانت تنظر بعين الشك والريبة لوجود عناصر وطنية وثورية وقومية في الوزارة بزعامة الكيلاني باشا. فامتنعت بريطانيا عن الاعتراف بالوزارة الجديدة، وبدلا عن ذلك صعدت الموقف بادخال قوات عسكرية اضافية إلى العراق دون إذن مسبق، مما نادى الحكومة لعقد اجتماع طارئ لمناقشة التطورات الجديدة جراء هذا الاعتداء العسكري على سيادة العراق، حيث طالب أعضاء الحكومة بزعامة المربع المضىي اتخاذ اجراءات عملية للحد من تدفق القوات البريطانية على العراق.

وكان هدف بريطانيا هوالتدخل العسكري لإعادة الوصي ونوري السعيد، فقامت بعملية إنزال لقواتها في البصرة مما نادى الحكومة لشجب هذا التصرف وإمهال بريطانيا فترة من الزمن لسحب قواتها، ثم تلا ذلك إنزال آخر في الحبانية، حيث قابلته القوات العراقية بمحاصرتها ضمن حدود القاعدة الجوية. تلا ذلك تصعيد آخر من قبل الحكومة بإنذار القوات البريطانية من مغبة تحليق طائراتها التي ستقابل بإسقاطها فورا. وبهذا كانت قد أعربت الحرب على بريطانيا من قبل قادة ثورة مايس / أيار من عام 1941. حيث اخذت دار الإذاعة العراقية من بغداد تبث البيانات العسكرية والتي تخللتها الاناشيد الوطنية التي ادعت للمناسبة والأخرى التي تجاوز وأن أوعز الملك غازي بنظمها عند انشائه لمنظمة الفتوة والشباب، والإذاعة الخاصة به، ومنها أناشيد "موطني" و"لاحت رؤس الحراب تلمع بين الروابي" و"نحن الشباب لنا الغد"، و"يا تراب الوطن ومقام الجدود ها نحن جينا لما دعينا للخلود". إضافة إلى ما قدمه الشعراء والفنانون السياسيون مثل ملا عبود الكرخي والرصافي وعزيز علي وآخرون من قصائد حماسية واعمال فنية لإثارة مشاعر الشعب للوقوف بوجه العدوان البريطاني.

مبررات بريطانيا لشن الحرب

رأت بريطانيا بأن تطويق القوات العسكرية العراقية لبتراتها في قاعدة الحبانية بمثابة إعلان لحالة الحرب حيث اتخذت تلك القوات مواقع إستراتيجية حول القاعدة الجوية البريطانية، والتي كانت هناك تحت مبرر المناورات العسكرية. وأعطيت بريطانيا مبرر آخر هوخرق العراق لبنود معاهدة سنة 1930، بعرقلة عمليات التدريب التي تقوم بها تلك القوات في الحبانية، فشنت القوات البريطانية هجوما على مسقط سن الذبان الاستراتيجي فحدثت لقاءات ضارية بين الطرفين، ثم صدرت الأوامر للبتر العسكرية العراقية بالتجمع وإعادة التنظيم في الفلوجة القربيبة لاتخاذ خط دفاعي لبغداد حيث انسحبت القوات العراقية من حول القاعدة لتلتقي مع بقية البتر هناك في الثاني من مايس/ أيار من سنة 1941، التي أعربت الحرب فيها رسميا بين القوات العراقية والبريطانية. أما البريطانيون فاستمروا من جانبهم بحشد القوات الآتية من الهند إضافة إلى القوات المتواجدة في الأردن المتاهبة لاحتلال العراق. اتفقت الكتل السياسية والعسكرية الوطنية على اغتنام الفرصة لإلحاق الهزيمة بالقوات البريطانية التي تعاني من الهزائم في مواقع كثيرة في العالم حيث طلب رشيد عالي الكيلاني من دول المحور الدعم العسكري للوقوف بوجه الغزوالبريطاني المرتقب فبعث ناجي شوكت إلى هجريا لهذا الغرض. على الرغم من تاييد ألمانيا وإيطاليا لحكومة رشيد عالي الكيلاني إلا حتى تأخر الدعم العسكري الذي كانت قد بدأت بوادره بوصول طلائع الطائرات الألمانية إلى الموصل وبحدود ثلاثين طائرة مقاتلة طراز "مسر شمت" المقاتلة الانقضاضية، الأمر الذي منح مبررا أكبر لبريطانيا بشن الحرب واحتلال العراق وإسقاط حكومة رشيد عالي الكيلاني لإعادة مجموعة الوصي ونوري السعيد إلى الحكم تحت ذريعة العمليات الحربية للحرب العالمية الثانية.

سير العمليات الحربية

خارطة عامة لسير العمليات الحربية.

كانت ذريعة بريطانيا بإنزال قواتها في العراق هومرورها عبر الأراضي العراقية إلى فلسطين للاشتراك في المعارك الدائرة في أوروبا، واستنادا لبنود المعاهدة العراقية -البريطانية لسنة 1930 كان لزاما على بريطانيا تقديم طلب موافقة من قبل ملكها إلى ملك العراق لإنزال القوات البريطانية إلى الأراضي العراقية، ولما كان الوصي عبد الإله قد فر إلى الأردن فلم يكن أمام السفير البريطاني إلا التعامل مع الشريف شرف ورشيد عالي الكيلاني نفسه. وافق رشيد عالي على نزول الفوج الأول من البتر الحربية، وكان تعبير عن اللواء العشرين البريطاني مع كتيبة مدفعية ميدان وسرب من طائرات الفلانشيا وبعض أفواج المشاة المتجحفلة معها بشرط خروج تلك القوات إلى خارج العراق ليتم استقدام قوات جديدة والا اعتبر إنزال يقع تحت بند الأعمال العدائية الحربية. حيث ادرك رشيد عالي باشا بأن البريطانيين لم يكن لهم ما يكفي من القوة المسلحة ليقاتلوا في العراق وكان عليه أولا إخراج البتر الداخلة قبل السماح بدخول قوات أخرى لضمان عدم شنها عدوان على البلد.

Gloster Gladiators of No. 94 Squadron RAF Detachment, يحرسها جنود الفيلق العربي، تتزود بالوقود أثناء رحلتها من الإسماعيلية، بمصر، لدعم الحبانية.

وبعد عملية إنزال البتر والتي تمركزت في قاعدة الشعيبة في البصرة حيث طلب السفير إدخال لواء آخر، وهنا اعترضت الحكومة، وطلبت تطبيق بنود المعاهدة بدقة والقاضية بإخراج البتر القديمة قبل المجيئ ببتر جديدة، ولكن فوجئت الحكومة بوصول اللواء الآخر إلى البصرة من الهند يوم 28 أبريل/ نيسان من عام 1941.

كانت خطة الجيش العراقي تتلخص بالعمل باتجاهين الأول صد أي هجوم بريطاني قد تقوم به البترات البريطانية من قاعدة الشعيبة في البصرة من قبل الفرقة الثالثة ضمن قاطع عمليات الجنوب مع البترات الساندة المتجحفلة معها وبإسناد جوي من قاعدة الرشيد الجوية في بغداد ومطار الكوت القريب نسبيا وهذا الهجوم إذا وقع فخطورته أقل بسبب طول الطريق من البصرة إلى بغداد، المار عبر عدد من المعوقات كالأنهار الأهوار والعشائر التي تسبب للجيش البريطاني الكثير من المشاكل وهوفي طريقه إلى بغداد، علاوة على خطورة انكشافه في هذه الأرض المنبسطة والطويلة مما يعرضه إلى القصف المدفعي والجوي إضافة إلى إمكانية بتر خطوط إمداداته.

حاملة الطائرات .

فاستبعدت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية حتى تتبدا بريطانيا بالهجوم من الشعيبة، وتوجه التفكير إلى القاعدة الأخرى التي تسيطر عليها بريطانيا وهي الأكثر خطورة وإستراتيجية لقربها من بغداد ووقوعها على خطوط المواصلات مع فلسطين والأردن الذين كانا تحت الانتداب البريطاني. وهذا هوالاتجاه الثاني للخطة حيث هجرز الاهتمام على صد أي إنزال أوهجوم ينطلق من قاعدة الحبانية المجاورة والقريبة من الفلوجة والواقعة غرب بغداد بحوالي 90 كيلومتر باتجاه الحدود الأردنية. حيت يمكن للقوات البريطانية الانطلاق لمهاجمة المدينة بعد تجميع قواتها المحمولة جوا والآتية من الهند في الحبانية، أوإرسال قوات برية من فلسطين والأردن وتجميعها في قاعدة الحبانية، حيث كان في جميع من فلسطين والأردن بتر عسكرية كثيرة ومجهزة، كما كانت بريطانيا تمهد لتنصيب الأمير عبد الله بن الحسين الهاشمي ملكا على عرش الأردن بناء على رغبة الأردنيين، والأخير شقيق الأمير زيد والد الوصي عبد الإله من الأسرة الهاشمية، وكان يتعاطف معه ونوري السعيد اللاجئين إليه والطامحين لإسناده لإعادتهم للسلطة المفقودة بعد ثورة رشيد عالي الكيلاني باشا.

وصف ساحة العمليات

يمكن وصف ساحة المعركة التي سقطت في الحبانية بأنها تعبير عن أرض متموجة تتخللها أراضي منبسطة صحراوية، وفيها حقول ومزارع وبساتين كثيفة، تكثر باتجاه خط نهر الفرات الذي يبترها من الشمال الغربي والذي تتفرع منه قناة إلى الجنوب منه، سميت بناظم سن الذبان، وتقع القاعدة الجوية البريطانية بين نهر الفرات وقناة سن الذبان، وعند أقصى جنوب القناة توجد ربوة مرتفعة تقع بقربها قرية صغيرة. تُشرف هذه الربوة على القاعدة الجوية لذلك أولتها القوات العراقية والبريطانية أهمية سوقية في المعركة. والى الجنوب من القناة يقع الشارع الرئيسي الذي يصل بغداد بالحدود الأردنية مارا بالفلوجة الواقعة قبل الحبانية، والذي يبعد حوالي 90 كيلومتر باتجاه بغداد. ويقع جنوب الشارع هضبة مرتفعة واسعة على شكل منحنى تشرف على نهر الفرات شمالا وعلى بحيرة الحبانية الواقعة إلى الجنوب منه والتي تشكل أهمية سوقية في المعركة. أما ربوة سن الذبان فانها تمنح البتر العسكرية التي تحتلها، قوة السيطرة والتحكم بالقاعدة وذلك لإمكانية قصفها بسهولة، كما أنها تعد خطوطا دفاعية للقوات المهاجمة للقاعدة يمكن الاحتماء بها من أي تعرض بريطاني فيما إذا هاجمتها البترات البريطانية القادمة من القاعدة. إلا أنها في الوقت نفسه لا تُشكل أهمية للقوات البريطانية فيما إذا أرادت الاستيلاء عليهما للهجوم على القوات العراقية ذلك لأنها لا توفر أي إطلالة مناسبة على الفلوجة حيث تتواجد البتر الرئيسية العراقية، ولكنها استنادا للمصطلحات العسكرية تعتبر بمثابة "موطئ قدم" يمكن مشاغلة البترات العراقية منها قبل تجميع القوات وإعادة تنظيمها تمهيدا لشن هجوم تام مدبر.

بدء إطلاق النار وانقضاض القوات العراقية

العراق
تاريخ العراق
  • الانتداب البريطاني على العراق
    • ثورة رشيد عالي الكيلاني
  • المملكة العراقية
    • تأسيس المملكة العراقية
    • فيصل الأول
    • غازي الأول
    • فيصل الثاني
    • عبد الإله الهاشمي
    • نوري السعيد
    • نهاية الملكية العراقية
  • الجمهورية العراقية
    • ثورة تموز 1958
    • الضباط الوطنيين
    • عبد السلام عارف
    • عبد الكريم قاسم
    • حركةثمانية فبراير 1963
    • عبد الرحمن عارف
    • حركة 18 نوفمبر 1963
    • أحمد حسن البكر
    • صدام حسين
      • حرب الخليج الأولى
      • الغزوالعراقي للكويت
      • حرب الخليج الثانية
  • الغزوالأمريكي للعراق
    • جاي غارنر
    • بول بريمر
    • الحكومة العراقية المؤقتة
      • غازي الياور
      • إياد علاوي
    • الانتخابات العراقية
      • جلال الطالباني
      • ابراهيم الجعفري
      • نوري المالكي
      • إعدام صدام حسين
تحرير
العمليات الحربية.

تحركت القوات العراقية في اليوم التالي الموافق 29 أبريل/ نيسان من معسكر الرشيد في بغداد إلى الحبانية لتقوم بمحاصرة القوات البريطانية التي كانت ستأتي إليها جوا. واحتلت القوات العراقية منطقة الهضبة المشرفة على الحبانية وبهذا كانت قد طوقت القاعدة التي تحدها الهضبة بشكل قوس من الجنوب والغرب ونهر الفرات من الشمال والشرق، وكانت القوات العراقية تتألف من لواء مشاة ولواء مدفعية وكتيبة دروع، أما القوة البريطانية فكانت تتالف من لواء مشاة آلي محمول جوا مع كتيبة مدفعية وكتيبتي دروع، وكان واضحا تفوق القوة العراقية المجهزة باحدث أنواع المدفعية وسائر الأسلحة.

بدأت القوات البريطانية تحرشاتها تحت ذريعة إجراء تدريبات روتينة على الطيران من القاعدة، فأمر قائد القوات العراقية الميداني متجاهلا المعاهدة العراقية - البريطانية بالتوقف عن إجراء التدريب، وقام الطيران البريطاني بدلا عن ذلك باستفزاز القوات العراقية، كما أبلغ قائد القوات البريطانية السلطات العراقية بأن محاصرة قاعدة الحبانية من على الهضبة يعتبر إعلان الحرب فافهمته السلطات العراقية بانها تقوم بمناورات في تلك المنطقة، فطلب القائد البريطاني القيام بالمناورات في مكان آخر، فرفضت السلطات العراقية الطلب باللقاء. وعند الساعات الأولى لصباح يوم 2 مايس / أيار من عام 1941 أقلعت طائرات التدريب البريطانية الصغيرة وهي تحمل بعض القنابل، وفي الساعة الخامسة والدقيقة الخمسين من ذلك الصباح أسقطت أول قنبلة فوق الهضبة وفي ظرف دقائق ردت القوات العراقية على مصادر النيران وبشكل مكثف آثار رعب القوات البريطانية المحاصرة.

أدركت القوات البريطانية حتى سقوط القاعدة بيد القوات العراقية أصبح مسألة وقت. كما حتى تدمير برج خزان الماء الوحيد المخصص للشرب سيؤدي حتماً إلى استسلام القاعدة، وقد أعدت القوات العراقية العدة لشن هجوم تام تسهم فيه جميع الألوية المجهزة بالمدفعية والدبابات وبمساندة الطائرات العراقية. وكان مخططا الزحف لاكتساح الأبنية والمعسكر مما كان سيؤدي إلى الاستسلام الفوري للقوات البريطانية.

وفي هذه اللحظة وصلت الإمدادات للقاعدة بطائرات من القوات البريطانية في الأردن، وشرع الطيارون البريطانيون بمهاجمة القواعد الجوية العراقية التي كانت تقلع منها الطائرات العراقية المهاجمة، كما هاجمت مرابض كتائب الدفاع الجوي العراقية وكتائب المدفعية الثقيلة الأخرى المحاصرة للقاعدة.

وبعد يومين من الاشتباكات العنيفة تلقت البتر العراقية أوامر بإعادة تنظيم أنفسها والتجمع مع ألوية أخرى في خطة شاملة أعدتها القيادة العامة للقوات المسلحة للدفاع عن بغداد، بعد تواتر الأنباء عن قرب وصول تعزيزات بريطانية كبيرة إضافية قادمة من فلسطين والأردن لمهاجمة بغداد. وعند الساعات الأولى لليوم الثالث من المعارك أصبحت أرض الهضبة خالية إلا من حامية صغيرة مدعومة باسناد من البتر العراقية، التي اتخذت لها مواقعا في المعسكر القريب بين الفلوجة وخان ضاري، وأصبح في وسعها التصدي لأي تقدم قد تشنه القوات البريطانية نحوبغداد.

أما من الناحية السوقية أوما يسمى بالإستراتيجية العسكرية فكان ما تظل هونقطة إستراتيجية تدور عليها المعارك في منطقة قريبة من القاعدة وتسمى سن الذبان فوضع البريطانيون الخطة للاستيلاء على المسقط، وفي الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم نفسه كان الهجوم قد بدأ بعجلتين من سرايا الكتيبة الملكية الخاصة وبقيام دروع محمولة جوا بأحداث ثغرة في الهضبة لحماية الجناح الايمن غير حتى المعركة لم تسري على ما يرام في مرحلتها الأولى لأن الحامية العراقية المتبقية في الهضبة نفذت خطة تعبوية بالتوقف عن إطلاق النار من رشاشات الفيكرز والبرين من الأمام ومن الجناح الأيسر. فقامت القوة البريطانية بالتعرض لمواضع الكتيبة العراقية الأخرى المشرفة على مرتفع سن الذبان الاستراتيجي المطل على القاعدة، لكن شدة النيران التي أطلقتها الكتيبة العراقية أجبرت القوات البريطانية على الانسحاب بعد حتى منيت بخسائر فادحة.

وفي عصر ذلك اليوم أعادت القوات البريطانية تنظيم ما تظل من دروعها للتهيؤ لشن هجوم لقاء بالتسلل من البساتين الكثيفة الواقع شمال سن الذبان حيث قامت البتر البريطانية بتجميع قواتها حتى المصابين منهم الذين كلفتهم بإسناد المعركة من الخلفيات بالمدفعية وذلك للخسائر التي منيت بها بشريا، والتي وكانت لا تزال عرضة للنيران المتبترة العراقية، حيث كانوا يتسقطون قيام البتر العراقية بشن بهجوم آخر في أي لحظة.

وبدأت القوات البريطانية هجومها اللقاء عندما وصلت التعزيزات الإضافية من فلسطين والأردن في الوقت المناسب، فزجت عجلات الكومر الكبيرة المجهزة بمدفع ميدان كبير إلى ساحة المعركة والتي هاجمت القوة العراقية في سن الذبان بنيران الرشاشات إلا حتى الأخيرة تصدت للعجلات المهاجمة ملحقة بها خسائر كبيرة رغم الأضرار التي لحقت بها، ثم شنت القوات البريطانية هجوما ثانيا وباسناد جوي من طائرات الفلانشيا.

قامت قوات المشاة البريطانية بفتح النار، ثم تلا ذلك قيام كتيبة الدروع البريطانية بالتعرض للجناح الأيمن للكتيبة العراقية في سن الذبان مما جاز لها بالتسلل إلى القرية المجاورة والسيطرة عليها، فصدرت الأوامر للكتيبة العراقية بالانسحاب للتجحفل مع القوات العراقية في الفلوجة، فأصبح الطريق سالكا للسيطرة على ربوة سن الذبان، وبعد حتى وجدتها القوات البريطانية خالية من البتر العسكرية، هجرتها هي الأخرى لأنها لا تشكل هدفا سوقيا بحد ذاتها عدا عن كونها خط دفاعي للقوات البريطانية.

في اليوم التالي شنت القوات العراقية هجوما شاملا على الجناح الأيمن للقوات البريطانية، فتم نقل سرية المشاة الرابعة البريطانية باللوريات المدنية والعسكرية بسبب تدمير عجلات ناقلات الأشخاص في معركة سن الذبان، وتحت قصف الطائرات العراقية المغيرة والسيل المنهمر لنيران الدروع العراقية. توجهت اللوريات لتعزيز جناح القوات البريطانية الأيمن الذي كان يتعرض لهجوم القوات العراقية، وبدأ تبادل إطلاق النار بين البترات العراقية المهاجمة والبريطانية الدفاعية التي انتشر جنودها وهاجموا مباشرة مسقطين للقوات العراقية. وفي هذا الهجوم قُتل وجرح عدد كبير من البريطانيين.

خطة الهجوم على بغداد

صدرت الأوامر بإعلان بريطانيا حربها الكاملة على العراق التي اعتبرتها متممة للعمليات العسكرية للحرب العالمية الثانية وبعد حشد البتر الكبيرة الآتية من الهند وفلسطين والأردن، في قواعدها الجوية التي كانت تشغلها استنادا لمعاهدة سنة 1930 فوضعت خطة للهجوم على بغداد. لم يكن أمام القوات البريطانية إلا استخدام خطة أخرى بديلة وهي تقليد ما قامت به القوات الألمانية بهجومها على هولندا وبلجيكا من خلال الالتفاف حول خط ماجينومن جهة فرنسا من الجنوب، وهذا ما قرره الجنرالات الإنجليز بسلوك الطريق الصحراوي شمال الحبانية والفلوجة والتوجه جنوب الثرثار ثم شمال بغداد، تلافيا للاصطدام بالبتر العراقية في الفلوجة وخان ضاري للتوجه إلى طريق الموصل – بغداد من جهة نهر الفرات قرب الفلوجة للهجوم على بغداد. وكان فوج المشاة البريطاني قد قويت عزيمته بعد حتى زادت معداته بالنظر للإمدادات الكبيرة التي دخلت العراق من الهند والأردن كما وكان الطيران البريطاني يعرقل وصول إمدادات البتر العراقية إلى الفلوجة.

وقد برزت هنا معضلة أخرى أمام القوات البريطانية طالما بدء الهجوم على بغداد، هي وجود المئات من البريطانيين محاصرين في السفارة البريطانية والمفوضية الأمريكية عدا بعض منهم من الذين تمكنوا من الفرار واللجوء إلى قاعدة الحبانية قبل احتدام المعارك، وهم أيضا كانومحاصرين أثناء معارك الحبانية. وكان من الصعب حتى على القوات البريطانية في الحبانية ان تتمكن من الزحف إلى بغداد لإنقاذهم، غير ان القوات البريطانية كانت تقابل صعوبات تسير بها من سيء إلى أسوأ، حيث بدأ هبوب عاصفة رملية عاتية متجهة من الصحراء الأردنية باتجاه الحبانية وبغداد، ومما زاد من تفاقم الوضع سوءا على البريطانيين هوالغبار الكثيف المنبعث من سير العجلات العسكرية البريطانية في الصحراء والتي كانت تتحرك متجهة نحوالحدود العراقية عبر البادية من فلسطين والأردن. وما ان وصلت هذه المعلومات إلى قيادة أركان البتر العراقية حتى شرعت باستثمار ذلك بشن هجوم مباغت على الدبابات البريطانية المنهكة من الطريق الطويل الذي سبب لها المتاعب والأعطال. وكان الرتل المتقدم بقيادة أمر اللواء البريطاني كينغستون من اللواء الرابع الآلي مع سريتين من سرايا الفوج الأول وكتيبة الدروع للعقيد أيكس بالإضافة إلى ثلاث سرايا تعود إلى قوة الحدود البريطانية في الأردن وثماني عجلات مدرعة كانت قد أوفدت على عجل بعد سحبها من معركة الفهمين في مصر ضد ألمانيا وكان مع هذه القوة بعض المراتب والضباط من الجيش الذي يقودهم كلوب باشا في الأردن.

وحالما حل الظلام حتى ابتدأت عملية نقل الأرتال الذاهبة إلى طريق الموصل تؤازرها مفارز الهندسة الخاصة بوضع الجسور العائمة. فهمت القوات العراقية بالتحرك شمالا مع عدد كبير من البترات لصد التحرك البريطاني باتجاه العاصمة وما كان على القوات البريطانية في هذه الحالة إلا الالتحام مع القوات العراقية المتقدمة شمالا والتقدم على طريق الفلوجة من جهة أخرى، وقام الطيران البريطاني بإسقاط مناشير على الفلوجة تطالب أهاليها بالاستسلام ثم قصفت البلدة قصفا شديدا راح ضحيته عدد كبير من المدنيين وفي منتصف النهار أصدر أمر للواء غراهام بالتقدم ودخول الفلوجة عنوة، وبعد حتى تقدم المشاة في طريقهم إلى الجسور قابلوا مقاومة عنيفة من البتر العراقية والمتطوعين، غير حتى هجوما لقاءا قامت به القوات العراقية في الساعة الثانية من صباح يوم 31 استغلت اخلاله عددا من المميزات الكثيرة التي ساعدهم على النجاح، فقد كانوا يعهدون المدينة فهم جيدة وكان يعمل معهم متطوعون مختبؤن من الأهالي فكانت تدمر أي دبابة تغامر بالدخول إلى الفلوجة بواسطة بنادق بويس. وبعد حتى وصل اللواء كينغستون تولى قيادة الهجوم وتجميع باقي البترات لاحتلال الفلوجة وصار من الممكن حتى يبدأ الزحف نحوبغداد، فقُسمت القوة إلى رتلين بعد حتى اشتبكت مع البتر العراقية بالقرب من التاجي، ووصلت إلى مسقط في شمال الكاظمية، وعندها تم تبادل نيران المدافع بين الطرفين في ضواحي بغداد.

أدى الهجوم الكامل للقوات البريطانية على البصرة وبغداد، إلى انسحاب الحكومة والمربع المضىي من العاصمة لقيادة العمليات للبتر المدافعة من خارج بغداد والتي انضمت إليها فرق المجاهدين من المتطوعين وأفراد العشائر. وتدريجيا مع سيطرة القوات البريطانية وإمدادها باعداد كبيرة من البتر من الهند والأردن، ضعفت مقاومة الحكومة وبدأت تنسحب شيئا فشيئا من مواقعها القتالية أمام تقدم القوات البريطانية. وفي بداية يونيه / حزيران من سنة 1941، طلبت القوات البريطانية الهدنة فاختير محافظ بغداد أرشد العمري لمفاوضتها ولجأ رشيد عالي الكيلاني إلى إيطاليا ومنها إلى ألمانيا مع حليفه مفتي القدس أمين الحسيني، ليبتدئا صفحة جديدة من كفاحهم ضد الاحتلال، متخذا بعدا عربيا وقوميا ودوليا حيث خصص هتلر للكيلاني محطة إذاعة عربية من برلين سُميت "حيوا العرب من برلين" بإدارة الإعلامي العراقي المعروف يونس بحري.

العمليات الحربية من وجهة النظر البريطانية

تشير وثائق السفارة البريطانية في بغداد في تقريرها المرفوع إلى ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني في حينه ما مفاده:

«وُضعت الخطط لاحتلال بغداد ولكن وجود البتر العراقية بهذه الكثافة والتجهيز والمعنويات أصبح الزحف إلى العاصمة من الغرب أمرا محالا من وجهة نظر العمليات الحربية، فأصبحت الفلوجة الهدف الثاني من العملية وتُعد هذه المهمة شاقة حتى بالنسبة لقوة عسكرية لا تقيدها مشاكل قوة الرجال والمعدات لأن الفلوجة تسيطر على الجسر المؤدي للضفة الأخرى المتصلة ببغداد، وما لم يؤمن الاستيلاء على الجسر يُعد الهجوم على الفلوجة شيئا محالا، يُضاف إلى ذلك حتى طائرات "المسر شميت" الألمانية المقاتلة والقاصفة كانت قد ظهرت في الجوآنذاك مما زاد من تعقيد العمليات الحربية.»

عودة الوصي وإعدام الأحرار

الوصي مع الملك.

بعد حتى احتل الإنجليز الفلوجة عاد الوصي الأمير عبد الإله بن علي الهاشمي إلى قاعدة الحبانية من الأردن يوم 30 مايس/ أيار من عام 1941 ومعه نوري السعيد، بعد سيطرة القوات البريطانية على منطقيد الأمور، مع أتباعهما من السياسيين وظهروا أمام المجتمع بمظهر المنتصر حيث اتخذوا سلسة اجراءات الهدف منها تقويض المد الوطني والقومي في البرلمان والأحزاب السياسية وفي الحكومة والجيش الذي شهد حملة شعواء لتطهيره واجتثاث العناصر المناوئة لبريطانيا منه. فتم تقويض الجيش ومحاكمة مجموعة المربع المضىي وإعدامهم شنقا، حيث أعدم تام شبيب ويونس السبعاوي أحد الضباط المتحالفين مع المربع المضىي، ثم تم إعدام زعيم القادة العسكريين وقائد مجموعة المربع المضىي العقيد صلاح الدين الصباغ الذي قابل المشنقة ببسالة حيث أهان الوصي قبل إعدامه متهماً إياه بالعمالة قائلاً:

«أهلا بالمشنقة أرجوحة الأبطال.. لا تأسفنَّ على غدر الزمان فكم رقصت على جثث الأسود كلاب.. يبقى الأسود أسود والكلاب كلاب.»

شن الوصي حملة لتقويض الجيش العراقي فتم حل الكثير من الوحدات وألغيت الكثير من عقود التسليح، وتم تسريح الكثير من الضباط ذوي الرتب الكبيرة أوسجنهم، بحسب إسهامهم في الثورة، كما تم نقل الضباط الصغار الرتب من المشاركين في الحركة إلى المحافظات البعيدة مثل الملازم أول عبد السلام عارف الذي شارك في الثورة ونُقل إلى البصرة. وأثرت تلك الاجراءات لاحقاً على نتائج الحرب مع إسرائيل عام 1948، عملى الرغم من بسالة الجيش العراقي في المعركة والنتائج التي حققها ميدانيا إلا حتى ضعف تسليح الوحدات وحجمها لعبت دورا في حسم نتائج المعركة.

الشارع العراقي وراء الاحداث

منذ الوقت الذي نزلت فيه أول طلائع القوات البريطانية في البصرة بدأت سلسلة من الأحداث العدائية لهذه البتر، فقد رمى الناس المتواجدون في شوارع البصرة البتر البريطانية بالحجارة كما استهدف المواطنون شاحنات تقل الجنود من هنود "الكوركا" ثم حطمت الشاحنات، كما هوجمت السيارات الخصوصية للجالية والسفارة البريطانية وبصق العراقيون على جنود مشاة البحرية البريطانية. وكانت روح الانتقام قد ارتفعت لأعلى مستوياتها فكانت واضحة لدى أفراد العشائر، حيث حوصر القنصل البريطاني في إحدى المصانع في محاولة للاعتداء عليه بعد حتى أوسع شتما وإهانة.

أما على الصعيد الشعبي، فقد ازداد سخط العامة من تداعيات التدخل البريطاني لإسقاط حكومة رشيد عالي باشا حيث افترض الرأي العام بان وراء احتلال العراق وإسقاط الحكومة من قبل الإنجليز كتلة الوصي ونوري السعيد باشا من جهة والحركة الصهيونية من جهة ثانية، الأمر الذي جعل الدهماء يهاجمون المصالح البريطانية واليهودية في العراق حيث كانت الجالية اليهودية تمثل شريحة كبيرة في العراق، تتحكم بالتجارة الصناعة، فهاجم العوام من العمال البسطاء والفلاحين الساكنين في البيوت العشوائية في منطقة ما عهد بوراء السدة، المصانع والشركات اليهودية ثم توسع الغوغاء ليضم جميع البيوت اليهودية حيث تم حرق وسرقة الكثير منها وتجلى ذلك بعد سقوط الحكومة وانفلات الأمن، وهذه الأحداث يعهدها البغداديون بما سمي بمصطلح "فرهود اليهود" ذلك المصطلح الذي ترجم حرفيا "Farhud" في كتابات المؤرخين الإنجليز لتلك الحقبة.

ونستون تشرشل يعلق على الأحداث

يقول ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا عن هذه الأحداث:

«كانت معاهدة سنة 1930 العراقية- البريطانية تنص على أننا يجب حتى نحتفظ في أيام السلم بالقواعد الجوية الكائنة بالقرب من البصرة وفي الحبانية، وفي أيام الحرب لنا حق مرور القوات البريطانية وأن تقدم لنا التسهيلات الممكنة كاستخدام سكك الحديد والأنهر والموانئ والمطارات لمرور قواتنا المسلحة.

وعندما اندلعت الحرب كنا ننتظر من الحكومات العراقية حتى تبدي تعاونها معنا تأكيدا لعلاقات التحالف والصداقة بين بلدينا، فبتر العراق عندما كان نوري باشا رئيسا للوزراء علاقاته الدبلوماسية مع ألمانيا، لكنه لم يُعلن الحرب عليها بسبب ضغوطات المعارضة في البرلمان وعندما دخلت إيطاليا الحرب لم تقم الحكومة العراقية التي رئسها رشيد عالي باشا حتى ببتر العلاقات معها وعلى هذا غدت المفوضية الإيطالية في بغداد المركز الرئيسي لنادىية المحور، ولتغذية الشعور المعادي لبريطانيا وقد ساعدها في ذلك مفتي القدس أمين الحسيني، وبانهيار فرنسا ووصول لجنة المحور للهدنة إلى سوريا انحط شأن النفوذ البريطاني إلى الدرك الأسفل فأثار هذا الوضع كثيرا من القلق في نفوسنا، لكننا كنا منشغلين في جبهات أخرى وكان موضوع اتخاذ تدابير عسكرية شيئا خارجا عن ارادتنا وبات لزاما علينا حتى نسّير الأمور ما نسطيع عليه وفق ما متيسر من إمكانات. وفي مايس/ أيار من عام 1941 غدا رشيد عالي باشا الذي كان يميل إلى ألمانيا النازية رئيسا للوزارة وأخذ يدير البلاد مع أربعة من ضباط العراق البارزين الذين أطلق عليهم لقب "المربع المضىي"، وفي نهاية شهر مارس/ آذار فر الوصي عبد الإله بن علي الهاشمي المتحالف معنا من بغداد فأصبح من المهم أكثر من أي وقت آخر ان نتاكد من بقاء البصرة في أيدينا وهي ميناء العراق الرئيسي المطل على الخليج العربي وكانت مصلحتنا الرئيسة من إرسال القوات إلى العراق هي حماية قاعدة تجمع كبيرة في البصرة، حماية لهذا الإنزال، وليس من الحكمة إعطاء أي تعهد عن إرسال القوات إلى بغداد أونقلها عبر البلاد إلى فلسطين.»

مبادئ الثورة تلقى صدىً عربياً

نشط الكيلاني من ألمانيا للدعوة لإحداث ثورات في العالم العربي أسوة بالثورة التي قادها في العراق والتي تعتبر أول ثورة وطنية تحررية ضد المحتل وحلفائه، حيث أصدر البيانات ذات الطابع القومي التحرري منادياً أحرار العرب من سياسيين وعسكريين إلى مقاومة المحتل كما نادى في أكثر من بيان الجيوش العربية للانتفاض ضد الحكام الذين يأتمرون بأمر المحتل، حيث خص الكيلاني الجيش المصري للانتفاض على نظام حكم الملك فاروق، كما خص أيضاً الجيش السوري، وكذلك الجيش اليمني للانتفاض، كما دعى إلى إعادة وحدة العرب وعدم الاستسلام لمخططات المحتل كاتفاقية سايكس- بيكو.

الكيلاني في ألمانيا لافتتاح محطة الإذاعة العربية في برلين.

لاقت دعوة الكيلاني صدىً كبيراً لدى الكثير من الأوساط الفكرية والسياسية والعسكرية والتي تأثرت بشعارات الثورة التي كانت تبثها بشكل ثوري وحماسي الأذاعة العربية من برلين. فتأثر بهذه الحركة مؤسسوالأحزاب القومية كصلاح الدين البيطار وأكرم الحوراني، كما ألهمت هذه الثورة قادة ثورة 23 يوليو/ تموز في مصر للإطاحة بالحكم الملكي خصوصا بعد فضيحة الأسلحة الفاسدة التي تسببت بالخسارة في حرب فلسطين عام 1948م. كما تأثر العراقيون بالحركة التي أدت إلى تأسيس خلايا تنظيم الضباط الوطنيين عام 1949م بزعامة العقيد حملت الحاج سري الدين.

وأدى فشل ثورة مايو/ مايس لعام 1941م، بزعامة الشخصية الوطنية رشيد عالي الكيلاني، وما لقيه الضباط من التنكيل والإعدام، إلى ازدياد درجة السخط بين صفوف الشعب الذي أنعكس على أبنائه في القوات المسلحة.

كما قابل الجيش العراقي حملات تقويض حيث تنبه الإنجليز إلى حالة السخط والغليان بين صفوف الشعب والجيش بشكل خاص بعد الضربة الموجعة بفشل ثورة رشيد عالي باشا عام 1941م، وتنبهوا إلى ذلك فاشعروا السراي الحكومي بضرورة تقليص عدد وحدات الجيش العراقي، وتسريح أعداد كبيرة من ضباطه ومراتبه ونقل الضباط الآخرين إلى وحدات نائية، وأشغال أفراده بالتدريبات، طوال فصول العام. وبدأت خلايا سرية من الضباط في العمل بين صفوف الجيش، ومحاولة التكتل لإنشاء تنظيم سري للضباط.

وبقي العراق لعبة بيد مراكز القوى السياسية كنوري السعيد والوصي عبد الإله، أما الأحزاب والقوى الوطنية فقد انحسر دورها، وطفت على السطح الأحزاب الشكلية الخاوية من أيديولوجيات أوبرامج العمل. كما اتهم الحكم الملكي باضطهاد الأحرار والوطنيين، وربط العراق بأحلاف سياسية ومعاهدات جديدة جائرة مع المملكة المتحدة مست سيادته وهدرت ثرواته الوطنية، دون النظر إلى المصلحة العراقية الوطنية. كما كانت تتهم حكومات وزعامات الحكم الملكي بفساد النخبة السياسية من غير الملك وعائلته، وانتشار المحسوبية والفساد الإداري والمالي. وكذلك يؤخذ على الحكم الملكي عدم حل المشكلات الداخلية كالتلكوء بمنح الأقليات الحقوق الثقافية، على الرغم من الاسهام السياسي الواسع للأقليات العرقية والطائفية في الحكم.

المصادر والمراجع

  • ويكيبيديا
  1. ^ Young, p. 7
  2. ^ Playfair (1956), pp. 182 – 183
  3. ^ Playfair (1956), p. 186
  4. ^ Playfair (1956), p. 179
  5. ^ Mackenzie, p. 101
  6. ^ Playfair (1956), p. 182
  7. ^ Jackson, p. 159
  8. ^ Mackenzie, p. 100
  9. ^ Playfair (1956), p. 196
  10. ^ Wavell, p. 3439
  11. ^ Playfair (1956), p. 193
  12. ^ خالد عبد المنعم، موسوعة العراق الحديث، 1977.
  13. ^ عبد الرزاق الحسني، أحداث عاصرتها، 1992.
  14. ^ الزعيم رشاد حسن البكري، لقاءة شخصية، 1978.
  15. ^ خالد عبد المنعم، موسوعة العراق الحديث، 1977
  16. ^ عبد الرزاق الحسني، تاريخ الوزارة العراقية، 1974.
  17. ^ د. عبد الرحمن البزاز، العراق من الاحتلال حتى الاستقلال، 1967
  18. ^ علي جودت الايوبي، مذكرات علي جودت الايوبي 1900 – 1958، 1967.
  19. ^ محاضر مجلس النواب، 1940 و1941.
  20. ^ اللواء فؤاد عارف، لقاءة، برنامج ذاكرة، قناة الشرقية الفضائية، 2005
  21. ^ د.جارلس ترب صفحات من تاريخ العراق المعاصر، 2002.
  22. ^ العراق في الحرب العالمية الثانية والموسوعة التاريخية

وصلات خارجية

  • ،بورش, دوغلاس. "نظرة استراتيجية: "حرب الخليج" الأخرى – الغزوالبريطاني للعراق عام 1941".
  • ،"القوات الجوية الملكية في الحبانية، مدرج طيران الهضبة والبحيرة، جون وبولنغتون، جون".
تاريخ النشر: 2020-06-04 13:57:21
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, العلاقات العراقية البريطانية, تاريخ ألمانيا العسكري في الحرب العالمية الثانية, تاريخ إيطاليا العسكري في الحرب العالمية, تاريخ العراق, تاريخ المملكة المتحدة العسكري في الحرب العالمية الثانية, تاريخ الهند العسكري في الحرب العالمية الثانية, 1941 في العراق, حروب أستراليا, حروب ألمانيا, حروب إيطاليا, حروب الأردن, حروب العراق, حروب المملكة المتحدة, حروب الهند البريطانية, حروب نيوزيلندا, مسرح عمليات الشرق الأوسط في الحرب العالمية الثانية, معارك الحرب العالمية الثانية, نزاعات في 1941

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إطلاق حزمة من الخدمات المساندة للرخص التجارية عبر منصة بلدي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:45
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

أوباما: بوتين لم يعد الشخص الذي عرفته خلال رئاستي لأميركا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:36
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 96%

النفط يرتفع من أدنى مستوى في 3 أسابيع مع استمرار المخاوف من شح الإمدادات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:38
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 98%

مسؤول أوكراني: الهجمات الجوية الروسية تركز الآن على الشرق

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:33
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 90%

من يحسم معركة الأرض في الحرب الروسية الأوكرانية؟

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:37
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 92%

الذهب يتراجع مع ارتفاع الدولار وعوائد السندات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:37
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 96%

استمرار تأثير الرياح المثيرة للأتربة على 8 مناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:46
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

إغلاق 8 منشآت مخالفة للاشتراطات بالخفجي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:24:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

ولي العهد يصل المدينة المنورة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:46
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 59%

مصادرة وإتلاف 250 كيلو من الدجاج الغير صالح بالجبيل

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:24:14
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

النمسا تطرد أربعة دبلوماسيين روس بسبب الحرب في أوكرانيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:33
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 86%

الحرب في اليمن: السعودية تتعهد بـ3 مليارات دولار دعما للاقتص

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:01
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

«الصحة»: 114 إصابة جديدة بفايروس كورونا - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:43
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

تركيا تقرر رسميا إغلاق ملف قضية مقتل جمال خاشقجي وتحوله إلى

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:21:59
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

ترحيب خليجي وعربي بنقل الرئيس اليمني صلاحياته لمجلس القيادة الرئاسي

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:34
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 88%

باريس تستدعي السفير الروسي بعد تغريدة «غير لائقة»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:35
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 85%

ارتفاع طفيف بحالات كورونا الجديدة بالمملكة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:24:07
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

إصابة وزيرين ونائب أميركيين بـ«كورونا» إثر حضورهم حفل عشاء

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:38
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 97%

أبرز عناوين الصحف السياسية السودانية الصادرة اليوم الخميس 7 أبريل 2022

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:22:18
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 69%

الرئيس اليمني يسلم صلاحياته إلى مجلس قيادة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:21:56
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

الأرصاد ينبه.. رياح نشطة وأتربة مثارة على الشرقية حتى الـ7 مساءً

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-07 12:24:08
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية