محمد بن عبد المنعم الحميري
محمد بن عبد المنعم الحميري، أبوعبد الله ويعهد ب"ابن عبد المنعم" (ت. 900 هـ/1495)، عالم بالبلدان والسير والأخبار، اختلف في سنة مولده ووفاته ومع جميع هذا يبقى الاحتمال الأرجح هووفاته في النصف الأول من القرن الثامن الهجري.
وشبيه بهذا الخلاف ما دار حول موطنه؛ فلقد ظنه المقري أندلسياً، معولاً على اهتمامه بالأندلس أحداثاً وجغرافية. وأغلب الظن ما مضى إليه لسان الدين وابن المقاسم في نسبة الحميري إلى سبتة، إذ هومدفون هناك بمقبرة المنارة، فهما أقرب إليه زماناً من الأندلس والمغرب ثقافة ومكاناً.
أجمعت المصادر التي ترجمت للحميري، على قلة معلوماتها عنه، أنه كان رجل صدق، صالحاً عابداً، يتكثر في الأوراد في آخر حياته، لم يستظهر أحد في زمانه من اللغة ما استظهره، كحفظه كتاب «التاج» للجواهري، وكتاب سيبويه، وكان مشاركاً في الأصول، آخذاً في العلوم العقلية مع الملازمة للسنة، يعهد أبداً كلامه ويزنه. ومع بلوغه هذا الشأومن العلوم لم يذكر له مؤلف آخر غير كتاب «الروض المعطار» فهماً حتى أياً من المصادر لم يذكر شيئاً عن اهتمامه بشؤون البلدان أوبالجغرافية، ولا ندري أهي ثغرة أخرى في حياته كسابقتها، أم أنه حقاً اكتفى بهذا المؤلف الجغرافي، وحتى لوقبل ذلك يبقى غريباً عدم ذكره في المصادر التي ترجمت للحميري، وخاصة من القريبين من زمانه كابن القاسم الأنصاري السبتي ولسان الدين بن الخطيب. ولا يغني عن هذا وروده عند حاجي خليفة أوالزركلي، وممن تتلمذ الحميري على أيديهم الشيخان أبوإسحاق الغافقي (ت 749هـ)، وأبوالقاسم بن الشاط (ت 723هـ).
أما كتابه الذي اشتهر به فثمة خلاف يسير في اسمه بين تنكير حدثة «روض» أوتعريفها، وكذلك بين (خبر الأقطار) أو(أخبار الأقطار) أو(ذكر الأقطار) وتتفق المخطوطات التي اعتمدها إحسان عباس وليڤي پروڤنسال على أنه «الروض المعطار في خبر الأقطار». وقد حقق المستشرق اومبرتوريتسيتانومنتخبات من الكتاب. ولقد حرص الحميري على حتى يجعل من كتابه معجماً جغرافياً تاريخياً قاصراً اهتمامه، غالباً على الأماكن المشهورة التي تتصل بها سيرة أوحكمة طريفة وصولاً إلى الخبر العجيب أحياناً. وعلة اهتمامه بالأحداث التاريخية رغبته في تجاوز كتاب «نزهة المشتاق» للإدريسي. ومع هذا فقد بقي ظل «نزهة المشتاق» واضحاً في كتابه. وقد رتب الحميري «روضه» على حروف المعجم حسب ترتيبها المشرقي، وساير الترتيب المغربي في داخل الحرف الواحد ومع حرصه الشديد على الإيجاز إلا حتى اعتماده النقل بدلاً من التجربة الشخصية، جعلت قيمته لا تتعدى تكرار الموجود في المصادر السابقة عليه. ولكن بفقدان بعضها بقي (الروض) هوالمعول عليه في بعض حوادث القرن السابع الهجري، إلى حتى يتم العثور على بعض مصادره الأصلية. وجل الحوادث التي ذكرها الحميري في كتابه لا يتجاوز القرن السابع ما خلا حادثة واحدة في مادة (أيلة) تتجاوز المئة السابعة، إلى العاشرة. وفي ثبوت نسبتها إلى الحميري شك كبير، ولقد توفرت للكتاب طبعة فهمية محققة قام بها إحسان عباس واستهلها بمقدمة تفصيلية عن المؤلف وعن الكتاب.
المصادر
- علي دياب. "الحميري (محمد بن عبد المنعم-)". الموسوعة العربية.
للاستزادة
- الحميري، الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق إحسان عباس (مخطة لبنان، بيروت 1975).
- حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الخط والفنون (دار الفكر للطباعة، بيروت 1990).
- ^ العلاونة, أحمد. (الأولى ed.). جدة: دار المنارة. p. 50.