هذه الموضوعة جزء من سلسلة:

•  •

شخصيات محورية  •  •  •

•  •

مدن مقدسة  • مواقع مقدسة  • الخلافة الإسلامية  •  •  • الفتوحات الإسلامية  •  •  •  •  •  •  •

أعياد ومُناسبات الأعياد في الإسلام  • مناسبات إسلامية  •

الطريقة النقشبندية هي واحد من أكبر الطوائف الصوفية والتي تنتسب إلى محمد بهاء الدين شاه نقشبند واشتق اسمها منه، ومن ثم عهدت به. الطريقة النقشبندية هي الطريقة الوحيدة التي تدّعي تتبع السلسلة الروحية المباشرة مع نبي الإسلام محمد من خلال أبوبكر الصديق وبذلك تكون تلك الطريقة مرتبطة بطريق غير مباشر بسيدنا علي عن طريق جعفر الصادق. تختلف بقية الطرق عن تلك الطريقة بأن سلسلتها خلال سيدنا علي.

التاريخ

مرت النقشبندية بمراحل كثيرة عبر تطورها التاريخي. وثمة علاقات ربطتها بغيرها من الطرق الصوفية، وكذا التيارات الروحية التي انتشرت في البلاد الإسلامية، ومن الممكن حتى نطلق على الفترة الأولى في تاريخ النقشبندية فترة النشأة والتطور أواليسوية والنقشبندية، فثمة علاقة وثيقة بين الطريقتين ليس من حيث الطقوس والمراسم فحسب بل العقائد والأوراد والأذكار كذلك. فثمة مراحل تاريخية مرت بها النقشبندية، تميزت جميع منها بميزة خاصة، وصبغتها بصبغة خاصة. وتتميز جميع فترة عن غيرها من المراحل التي مرت بها عبر التاريخها. لقد مرت النقشبندية بثلاث مراحل رئيسية تتلخص فيما يلي.

أولا: النقشبندية واليسوية

يعد أول من أسس اليسوية هوأحمد يسوي المتوفى عام 1167م ونهج نهجا صوفيا ذاع بين الأتراك. وكان لطريقته الصوفية مكانة في نفوس الشعب الهجري في الفترة المبكرة من دخولهم في دين الله.ومن الكتاب من يقر بفضل الهجر في ذيوع الطريقة اليسوية في البلاد. لأن أحمد يسوي سعى سعيه لنشر الإسلام عن طريق الترويج لتعاليم طريقته الصوفية. أثرت اليسوية تأثيرا عميقا في النقشبندية، التي ازدهرت أولا في الهجرستان، ثم الأناضول. وترجع صلة شيوخ النقشبندية بأحمد يسوي إلى حتى الشيخ بهاء الدين نقشبند محمد البخاري، المعروف ب"شاة نقشبند"، نال الفيض على يد جميع من الشيخ قاسم، والشيخ خليل آتا اللذان يعدان من شيوخ اليسوية. وأنه مضى مراحل طويلة إلى جانب خليل آتا. وبعد شاة نقشبند انتشرت النقشبندية بين أتراك الهجرستان. وضيقت ساحة نفوذ اليسوية التي كان لها الانتشار قبلها هناك.

فبعدما أسندت النقشبندية إلى الشيخ بهاء الدين نقشبند الذي نسبت له وتسمت بإسمه، حمل لواءها بعد حتى حصل على الفهم الصوفي على يد كبار شيوخ اليسوية، وراح ينشر تعاليم طريقته شرقا وغربا. وبسوعنا حتى نقول إذا اليسوية ظهرت في زي جديد، أونها اندمجت في النقشبندية. وساح بهاء الدين في البلاد لكي يروج لتعاليم طريقته. وتلك السياحة تعهد لدى الصوفية بالسياحة الروحية. وكثير من الطرق الصوفية الأخرى على فهم بها. ولنا حتى نقول إذا النقشبندية ما هي إلا امتداد لليسوية في حقيقة أمرها. ونؤكد كلامنا على هذا بإيراد هذا الرأي حيث ذكر حتى سلالة أحمد يسوي تنحدر من اثنين من مريدي زينجي آتا هما سيد آتا، وصادر آتا. أما عن خليفة سيد آتا فهوإسماعيل آتا كوزيانلي. واشتهر بعده ابنه إسحاق خقابل بين الأتراك. ثم اتى بعد إسحاق بقليل بهاء الدين نقشبند.وقد اجتمع الباحثين على أنها طريقة غالية في سنيتها. وليس ثمة أدنى شك في اتصال نسب بهاء الدين بسلسة خواجكان. بعدما رحل بهاء الدين نقشبند عن الدنيا، انتشرت النقشبندية وذاع صيتها بين الشعب الهجري في ربوع ما وراء النهر وخرسان. ومن ثم انحسر نفوذ اليسوية وضاقت ساحتها، وليس ثمة فروق واضحة بين الأسس والأصول المتبعة سواء في النقشبندية أول ما انتشرت في وسط آسيا وازدهرت وذاع صيتها وعلا قدرها في وقت وجيز في سائر مواطن الهجر.

ولنا أننقول حتى المصادر الهجرية تجمع على حتى ثمة تقارب بين أحمد يسوي وأفكار النقشبندية ويرجع هذا لما مضى إليه محررنا الذي أورنا رأيه أنفا كما تثبت الحقائق التاريخية حتى هناك اقتراب بين العنعنات اليسوية والنقشبندية وكلام هذا المؤلف يوضح حتى كلتا الطريقتين لهما نفس المنهج الصوفي لاتحادهمافي الطقوس والعقائد والمراسم الصوفية وفي هذا مرشد قوي على اتحادهما في المصدر يورد محمد ابن محمد الخاني نقلا عن محمد بهاء الدين نقشبند البخاري أنه نطق "نمت ذات ليلة فرأيت حكيما آتا قدس سره وكان من آكابر مشايخ الهجر وهويوصي بدرويشا فلما أنتبه ظلت صورة الدرويش في مخيلته وكان لي جدة صالحة وقصصت عليها الرؤيا فعبرتها بأن سيكون لك يا ولدي من مشايخ الهجر مصيرا " رأينا المؤلف في الرؤيا السابقة يمضى إلى حتى بهاء الدين نقشبند تلقى الفيض وتعاليم التصوف عل يد الشيخ خليل آتا أحد شيوخ الطريقة اليسوية المشاهير ويورد لنا تلك السيرة التي يرويها بهاء الدين نقشبند إلا حتى فؤاد كوبرولي يكمل لنا تلك السيرة على لسان بهاء الدين الذي يقول " وذات يوم وقع حتى قابلت عن طرق المصادفة ذلك الدرويش الذي رأيت في منامي في أحد أسواق بخارى ولكنني لم أستطع لقاءه فهرولت من فوري إلى مجلسه بكل شوق وأردت حتى أشرح له رؤياي القديمة فقصصتها عليه باللغة الهجرية يفهمها حق الفهم وتصادف بعد ذلك حتى نصب هذا الدرويش حاكما على بلد ما وراء النهر وتلقب بلقب السلطان خليل وعندئذ التقي بي فأظهر لي عطفه وشفقته ولقنني آداب وسلوك طريقته بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى وظللت على مقربة منه ستة أعوام ملازما له وتقدمت في مدراج التصوف كثيرا وظللت أرقى بفيض التصوف وسلوك الطريق ولزمت خدمة شيخي هذا ما دون الناس حتى أصبحت صفيه ونجيه المؤتمن على مكنون سره. وأخيرا أصبح سلطنت السلطان خليل حلالا طيبا له وذات لحظة من الزمن لم يبقى أثر لها حيث أفناها الدهر ولم يعد لها من بقاء وعندما رأيت ذلك عزفت نفسي عن الدنيا وزهدت في زينتها وزخرفها ثم قدمت إلى بخارى واتخذت من أحد قراها مقاما ومستقرا لي ولعل هذا أقوى مرشد نختتم به هذه الفقرة التي يؤكد فيها باحث الطرق اتصال اليسوية بالنقشبدية ونميل إلى هذا الرأي فتلك الرؤيا التي رأىها بهاء الدين نقشبند بالشيخ اليسوي حكيما آتا وكان شيخ اليسوية على عصر بهاء الدين وتؤكد صلة بهاء الدين نقشبدن بشيوخ ودراويش اليسوية وكذا القصص التي تروى في هذا الصدد تدلنا على صحة المعلومات التي وردت فيها لأن بهاء الدين تربى على يديه من بعد وأخذ الفيض منه ونشر الكيفية التي لها الذيوع والانتشار من بعد حيث يؤكد كتاب الهجر علاقة بهاء الدين نقشبند بشيوخ اليسوية فيرى فؤاد كبرولي حتى النقشبندية انبثقت عن اليسوية وحملت ما حملت من التشابه في عاداتها وعقائدها ومراسيمها وطقوسها بل لنا حتى نقول أنها تأسست على قواعد وأصول اليسوية وفي نظرنا حتى فؤاد كوبرولي من الباحثين الثقات لأنه أرخ للتصوف الهجري منذ نشأته وأثبت حتى اليسوية فرضت نفوذها في الوطن الهجري حتى ظهور النقشبندية في الوجود ورغم ازدهارها طبقت شهرت أحمد يسوي الأفاق وراجت النقشبندية من بعده في منطقة ما وراء النهر ثم انتقلت إلى خرسان وخوارزم ويجزم فؤاد كوبرولي بازدياد نشاط شيوخها إبان القرن العاشر للميلاد في وسط آسيا جنبا إلى جنب مع شيوخ القشبندية هذا نقلا عن كتاب الرشحات الذي يؤكد مؤلفه اتساع رقعة نفوذ شيوخ النقشبندية في آسيا الوسطى خلال القرنين التاسع والعاشر الميلادي بل يضيف إلى فهمنا حتى سلالة تيمور أولت الطريقة النقشبندية بالغ الأهمية في هذين القرنين ويشير إلى خط التراجم ومؤلفات جيمي تؤكد ما يمضى إليه من رأي ويذكر حتى جميع الأمراء إبان حكم الشيبانين في القرن السادس عشر الميلادي عاشوفي كنف شيوخ النقشبندية وأصبحومريدين لهم وبذا وصلت النقشبندية إلى ذروت مجدها في جميع بلاد ما وراء النهر.

والملاحظ لدينا حتى النقشبندية تشبه إلى حد كبير الطريقة البكتاشية حيث حتى البكتاشية ضمت في بنيتهاعدد من الطرق الصوفية التي كانت على عهدها أما النقشبندية فهي طريقة لها واقع خاص حيث أننا من خلال اطلاعنا على المصادر التي تناولتها بالتحقيق ألفيناها طريقة صوفية تندمج جميع حين مع طريقة أخرى مناظرة لهاوتعليقا على ما ورد الذكر بالقلب أم باللسان وأحيانياقد يكون بصوت جهوري فلابد من مريد حتى يتخطى مشاعره للوصول إلى الحقائق الإلاهية لأنها تعيق هذا الوصول والسبيل الوحيد للنجاح في هذا الطريق هوالعبادة التي تبدأ بتطبيق الأعمال والتكاليف الإسلامية بما يتناسب والشريعة الإسلامية ثم يليها فترة غلإنغلاق على النفس وفيها يعبر الإنسان عن ذاته بإحساسه العميق الذي يتحقق له بانغلاقه على ذاته وهوما يؤدي إلى ايقاظ الحب الخالص الذي يجعله يصل إلى الله تعالى.وفي زعمهم حتى الانغلاق على النفس يحقق للمريد ثلاث مراحل في رقيه الروحي ارتقاء في قلب المريد فهم النفس وإرداك حقيقتها الوصول إلى الله تعالى وثمة تأكيد على ما يعهد بالذكر الخفي في الطريقة النقشبندية والهجريز على حتىقد يكون الذكر بالقلب الذي يطلق عليه القلب الصنوبري وعنده ما يسمى بالورد الخفي بعد صلاة الفجر وزعموا حتى اللائق بالمبتدئ الذكر الجهري فإذا ما ترقى إلى المقامات العلى فلزام عليه حتى ينتقل منه إلى الذكر الخفى.ومن ثم نفهم حتى الذكر القلبى أكثر قيمة لديهم حيث يتجه القلب نحوالمصدر الحقيقي في هذا الكون مرتقيا إلى هذه المنزلة بواسطة الذكر والعبادة الخاصة لله تعالى فأصبح الذكر الأساسي الأول الذي سارت عليه اليسوية والنقشبندية من بعدها وتلك دلالة أخري على إتحاد في الأخذ بالإلهام الرباني وحقيقة الأمر حتى جميع من يطلع على المؤلفات الصوفية لأي طريقة كانت يلحظ هذا المنهج الفهمي في مؤلفاتها لأن الفهم في نظر الصوفية ليس الذي يتلقاه المرء في المدرسة بل هوإلهام رباني وفهم ذوقية يتلقاها السالك بعدما يرتقي بنفسه ويخلصها من أدرانها. وتسموروحه عندئذ تشرق في قلبه هذه الفهم إلهاما ونورا من عند الله.

وفي رأي أخر حتى الطريقة النقشبندية ذاع صيتها منذ القرن الخامس حتي القرن التاسع للهجرة. وارتبط تاريخها بتاريخ الأسر التي حكمت الهجرستان آنذاك ودام رقابلا بين القبائل الهجرمانية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر للميلاد فيما وراء بحر الخزر وشمال وغرب بحر القوقاز. كما انتشرت في داغستان والشيشان وأذربيجان. انضم إليها علية القوم من التجار والقادة العسكرين والالمفكرين والشعراء الذين كانت لهم شهرة من أمثال الشاعر على شير نوائي، وعبد الرحمن الجامي وغيرهم. كما جذبت النقشبندية عامة الشعب والأهل القرى بأعداد لاتحصى لأنها لم تكن لتعهد التعصب، بل اتسمت بالتسامح. ولم تكن لتحرص على الزهد المطلق بل إذا من ينتسب إليها بوسعه حتى يتعايش مع المجتمع ويمارس حياته الاجتماعية بلاقيود وعهدت هذه الطريقة بالجهاد ومحاربة البوذية ثم تحول جهادها إلى محاربة الروس في منطقة وسط آسيا. ومن ثم كان انتشارها عنصرا أساسيا في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية. لها دورها الفعال المؤثر في مناطق نفوذها في داغستان وشرق أذربيجان. قد ساعد على القيم والتنطقيد والمثل القويمة كما صانت التعاليم الإسلامية من الزيف والتشوية. وهذا بدوره أفضى إلى انتشارها في المناطق الشرقية والجنوبية من الهجرمان في وسط آسيا وكذا وادي فرغانة ومناطق القيرغيز ومنطقة خوارزم والقارنطقباق.

ويتسائل فؤاد كوبرولي هل انتشرت حقا مناقب الشيح أحمد يسوي بين اتراك الغرب بعد حتى عمت النقشبندية جميع الأراتى،يا ترى؟ ويجيب على نفسه قائلا:" لقد كان انتشار النقشبندية بين أتراك الغرب بعد رحيل الشيخ إلهي سماوي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، أوفي أواخر القرن العاشر للميلاد، وهوالأقرب إلى الصواب".إن من يتمعن في هذه الآراء يدرك حقيقة ما تحمله من معان. فالأتراك لم تعهدوعلى الدين الإسلامي إلا عن طريق شيوخ المتصوفة الذين وفدومن بلادهم نازحين من وسط آسيا أوبلاد الفرس بسبب من غزوات المغول. ومن ثم نستطيع حتى نقول إذا التصوف تغلغل في نفوس الهجر وكان له أبلغ الأثر في تفكيرهم ونمط حياتهم منذ فجر إسلامهم حتى يومنا الحاضر. ومن يقرأ التاريخ العثماني يدرك ومن يقرأ التاريخ العثماني يدرك هذه الحقيقة فقد بني بنيان الدولة العثمانية وأقيم أساسها، وبل ورفرت بيارقها فوق كثير من بقاع العالم إلى حتى وصلت إلى أوروبا بفضل حملها لواء الإسلام وتصديها للدعوة. ولما كانت دعوتها للإسلام دعوة مقدسة كان سلاطينها يلجأون إلى شيوخ التصوف لأخذ المشورة منهم وطلب المدد لأن شيوخ الصوفية في تلك الحقبة المبكرة من تاريخ الدولة العثمانية كانوا يتمتعون بنفوذ معنوي قوي على هؤلاء السلاطين والأمرء من الأتراك. فلم يكن السلطان العثماني ليقدم على الحر ب أوفتح بلد من البلدان دون حتى يرجع إلى رجال التصوف وشيوخه، وسؤالهم فيما يخصه من شأن وبالذات وقت الأزمات زالحروب مع الأعداء. وذلك لمكانتهم الروحية في نفوس رجال الدولة. ولما كان اهتمام الهجر بالمتصوفين اهتماما بالغا. حظى هؤلاء الشيوخ برعايتهم وحمايتهم لكي ينالوا منهم البركة والمدد على الدوام.والغريب حتى فؤاد كوبرولي يسجل لنا في مؤلفاته حتى هؤلاء الشيوخ كانوا يمدون السلاطين بفرق من الجنود المدربة غير النظامية، تلتحق بالجيوش النظامية وتقف إلى جانبها لتؤازرها حتى يتحقق لها النصر. والمدهش أنه أضاف حتى عددا قليلا من الجنود يستطيعون فتح بلدا بأكملها بسيوف من الخشب.

النقشبندية والملامية

تأتي الفترة الثانية في التطور التاريخي للنقشبندية وهوعلاقتها بالطريقة الملامية فثمة علاقة للنقشبندية بالملامية فيقول القائل :" إذا الشيخ عبد الله الألهي أول من قام بنشر الطريقة النقشبندية في الدولة العثمانية في فترة ما بين 1481م/1512م وألف ما بين الطريقة النقشبندية والملامية وعاش على عهد السلطان العثماني بايزيد الثاني بن السلطان محمد الفاتح. نشأ عبد الله الألهي في قرىة سيماوإحدي قرى الأناضول ارتحل إلى استانبول بعدما حصل علوما كثيرة فيها رخل إلى خرسان وأتم تحصيله للفهم على يد مولانا عائل الطوسي ثم مضى إلى سمرقند وأكمل سلوك الطريق الصوفي على يد عبيد الله أحرار ثم مضى إلى بخارى ونهل من فهم بهاء الدين نقشبند ثم عاود أدراجه إلى استانبول عمل بالتدريس في مدرسة "واردار يينجه سي" التي أمر بإنشائها غازي أفرانوس زاده في سلانيك، عاونه خليفته حسيني أمير أحمد بخاري في تدريس العلوم الدينية آنذاك وبذلا ما في وسعهما من جهد لنشر الطريقة النقشبندية. توفى عبد الله الإلهي في بلدة واردار عام 896هجريا كما لحق بربه أمير أحمد بخاري عام 922هجريا في استانبول، ودفن في التكية التي تقع في الجهة الغربية من جامع الفاتح.

اتى حيدر بابا في إثره، وبذل جهوده لنشر النقشبندية على عهد السلطان سليمان القانوني وفي رأي أنها دخلت الأناضول للمرة الأولى على يد عبد الله الألهي الذي اشتهر ب"ملا إلهي" كما حتى التكية النقشبندية شيدت بسيماو، وهي من ضواحي مدينة الكداهية، ينطق إنها شيدت في مدينة آماسيا عام 1404/1405م على الأراضي العثمانية وسميت بتكية محمود شلبي. كان أول من عين شيخا لها ركن الدين محمود البخاري، يعد أحد خلفاء شاة نقشبند. كما ورد في هذا الصدد حتى النقشبندية التي أسسها بهاء الدين نقشبند، لها سلاسل تتصل بأبي بكر الصديق وعلي رضي الله عنهما. وازدهرت هذة الطريقة في المجتمع العثماني منذ أواخر عصر السلطان محمد الفاتح، هذا نقلا عن مؤلف تحت عنوان "عثمان بابا ولايت نامة سي"، أفاد فيه مؤلفه أنه كان يوجد للنقشبندية في هذة الفترة تكية بمدينة آق سراى وهي تقع في وسط الأناضول على مقربة من مدينة قونيا.ويضيف باحثنا هذا حتى السلطان محمد الفاتح أولى أتباع النقشبندية بالغ اهتمامه حينما كانوا يعيشون بعيدا عن مناطق حكمه، فقام بدعوة كبار شيوخهم من أمثال نور الدين عبد الرحمن الجامي وعبيد الله أحرار وأمر بحمايتهم وتولى رعايتهم ليعاونوه ضد التهديد الشيعي من جانب الإيرانين والحد من نشر عقائدهم بين الهجر أهل السنة ومهما يكن من أمر فإن ما أورده أكرم ايشن في مؤلفه يؤكد حتى النقشبندية لم تكن تتجاوز حدود العاصمة العثمانية استانبول في أول نشأتها حتي ظهور الخالديين.وهويضيف إلينا حتى أول أثر من آثار النقشبندية في مدينة استانبول. يرجع إلى الجهود التي بذلها عبد الله الإلهي وخلفاؤه الخمسة الذين اتىوا في إثره وهم: أحمد البخاري وعابد شلبي ولطف الله الأسكوبي وبدر الدين بابا ومصلح الدين الطويل. حيث استطاع مصلح الدين الطويل حتى يقنع أبي يزيد بن السلطان محمد الفاتح بالانتساب للطريقة، ومن ثم عهد ب"الصوفي أبي يزيد الولي". وبذل عابد شلبي ما وسعه من جهد للتأليف بين النقشبندية والملامية إلا حتى ترسيخ نادىئم النقشبندية الأحرارية بمدينة إستانبول في تلك الفترة إنما تحقق بجهود أحمد اليخاري الذي يعد من أبرز خلفاء عبد الله الألهي وهوفي الحقيقة الأمر زميله ورفيقه الذي ارتحل معه ألى سمر قند وانخرطا معا في سلك النقشبندية. ومن الواضح حتى عبيد الله أحرار أخضعه لأوامر عبد الله الإلهي عندما كلفهما بنشر طريقته في استانبول، فلما عزم عبد الله الإلهي الرحيل إلى المناطق الغربية من الدول العثمانية لكى ينشر الطريقة النقشبندية ويروج لها، استخلفه في استانبول وأسند له رعاية الطريقة. ومن ثم ظهرت النقشبندية بزي حديث عهدت تحت لوائه ب"مجددية"، وعمت شهرتها أراتى استانبول على يد من يدعي مراد بن على بن داود الأزبكي أحد خلفاء معصوم الفاروقي، ورغم إعاقته في قدميه، إلا إنه طاف أبرز العواصم الإسلامية، ووافته المنية عام 1720م.

النقشبندية الخالدية

دخلت النقشبندية مرحلتها الثالثة حسب تطورها التاريخي. تنسب النقشبندية في هذه الفترة إلى خالد البغدادي، تذكر المصادر الهجرية حتى خالد البغدادي، يتصل إلى عثمان بن عفان نسبا وإلى الإمام على بن أبي طالب حسبا، ولد في قرية قه داغ من أعمال السليمانية عام 1192م. كان من أبرز فهماء عصره سيد عبد الكريم برزنجي في مدينة السليمانية، ومحمد الكذبري في الشام، اشتهر جميع منهما بمؤلفاته في علوم التفسير والحديث، وقرض الشعر.أسند مصطفى الكردي القادري في دمشق خلافة الطريقة القادرية إليه في العراق، ارتحل خالد البغدادي من العراق إلى الهند عام 1225هجريا،إبان الاحتلال الإنجليزي للهند ولما قابل عبد الله الدهلوي شيخ الطريقة النقشبندية في الهند، أشرقت شمس الفهم في قلبه. وعهدت تلك الفترة في تاريخ الطريقة النقشبندية بالنقشبندية الخالدية نسبة له وكان لها الازدهار حتى بلغت أوج تطورها. حالف الحظ البغدادي حيث أرسي معالم الطريقة النقشبندية الخالدية بعدما أشرق الفهم المعنوي في قلبه، وهوفهم الصوفية الذي يتلقاه الصوفي عن طريق الإلهام بعد تصفيه القلب مما سوى الله. أجاز له عبد الله الدهلوي مشيخة الطريقة، وإقامة طقوس الطريقة النقشبندية الخالدية قائلا له:"أن خالد النقشبندي لم يداينه غيره من طلاب الفهم الصوفي، قدم إليه من الكردستان لإعلاء شأن النقشبندية الخالدية، فجعلته في صدارة فهماء الدين، إنه قضى في خلوته عشرة شهور، هجر عادته وحظوظ نفسه، وسعى سعيا حثيثا على مداومة ذكر الله الذي زين فؤاده، وبفضل الله وبحمده أتم سلوكه الطريق الروحي على يد كبار الشيوخ، ونال رعايتهم وقبولهم إياه، وعلا ذكره لديهم. وحالفه التوفيق كما استطاع بعون الله حتى يمحووجوده وينفي في الله ويبقى بالله بإصلاح لطائفه. فأصبح جسده مفعما بمشاهدة الأنوار اللطيفة. ونحن إذ بصدد إعلام الخلائق بهيئته الوجدانية" ويشهد هنا عبد الله الدهلوي برقيه الروحي واجتيازيه مراحل سلوكية معينة أهلته لرئاسة النقشبندية في بلاد الشام. فثمة رباط مقدس يربط شيوخ النقشبندية في سائر الأنحاء الأ وهوالفهم الصوفي.

وهم لا يصرحون بحقيقة اتجاههم الديني لئلا يتدخل في شئونهم الآخرون. أوينكر عليهم حالهم وعقيدتهم. كما أنهم متأثرون بفكر فلسفي نكاد نعدمه عند كثير من الطرق الصوفية. فهم يفسرون مراحل سلوكهم تفسيرا فلسفيا مقنعا. والمدهش في ذلك أنهم يجدون الآيات القرآنية التي تؤكد ما يمضىون إليه من رأي. لما عاد خالد النقشبندي من الهند بدأ يروج لركن حديث للطريقة يعهد بالرابطة ولم يكن شيئا معروفا في الطرق الصوفية التي انتشرت في المجتمعات الأعجمية في الممكلة العثمانية مما أثار ضجة هائلة في سائر البلاد. وتحققت الشهرة للخالدية وأصبح أساس طريقتهم ما يعهد بالرابطة وتعني ربط قلوبهم بالله وتعلقها به، فهم يولون وجوههم إلى الله تجاه القبلة إينما كانوا، ويقرأون سورة الإخلاص والشرح أولا ثم يبدأون ذكر الله بالقلب أي بلا صوت ولا كلام لأنهم يحبذون الذكر القلبي عن الذكر الجهري. ويمضىون إلى أنهم بهذا الذكر يتولد النور في قلوبهم فهي كمنصرفة إلى ذكر الله على الدوام ولايسبحون سوي بذكر إسم الذات ليس إلا من أعماق قلوبهم. ثم يتلون ما تيسر من آى الذكر الحكيم وينشدون بعض الإلهيات وهي نمط من الشعر الديني يناجون فيه المولى عز وجل يؤديها منشدوهم بأداء يهز القلوب ويحرك المشاعر ويقع في النفس مسقطا حسنا غير عازفين بأي من آلات الطرب ويوصي شيوخهم المريدين بصحبة الفهماء والصالحين، ويحبذون ارتداء ملابسهم التقليدية التي أصبحت عهدا لديهم. أما عن المصادر التي تدعي حتى خالدا اتى بنهج حديث للنقشبندية حيث نشر روح الزهد والتقوى بفضل طريقته فقلت أحداث السرقة والنهب والقتل وساد الهدوء والأمان في المنطقة الكردية في العراق. فهذا له أساسه السليم واختفت الجرائم بتأثير خالد البغدادي وطريقته النقشبندية الخالدية بسبب من الطاعة المطلقة التي أظهرتها جماهير النقشبندية له ولخلفائه. ويؤكد محررنا حتى هذا يرجع إلى هجريزهم على نمط خاص لهم من الذكر يعهد ب"رابطة الشيخ". فكانت المنطقة الكردية يهددها قطاع الطرق وكثيرا ما تعرضت لأعمال السلب والنهب وبعد حتى انخرط الأكراد في سلك النقشبندية لوحظ هدوء عجيب في أحداث السلب والسرقة وخفت حدة الجرائم في مناطق تواجدهم ويمضى هذا الباحث إلى حتى هذا الذكر الذي يعهد لديهم بالرابطة له أثره العميق في تهدئة الأعصاب وقتل نوازع الشر والعدوان في النفس البشرية. ويسرد محررنا هذا سردا مطولا عن هذه التطورات التي شهدتها النقشبندية في هجريا. فيرى أنه ما من شيخ من شيوخهم يهتم بتطبيق الرابطة إلا وارتفع شأنه وذاع صيته ودامت المشيخة في أسرته تتوارثها جيلا بعد جيل كالأرواسيينوأتباعهم من شيوخالأكراد والهجر والغاية من الأدعية إنما هي ترويض المريد على تبعيةالشيخ والإستسلام له بكل ما يملك من مال وجاهوروح بكامل الرضا والإخلاص. كان للنقشبندية دورها السياسي الذي تجلى في مساندتها للدولة العثمانية ضد الثورات التيكانت تندلع على أرضيها بين الفينة والفينةز فثمة تلميحات في مصادر شتى تشير مناطق نفوذها الأخرى لحملة شأن العقيدة الإسلامية. وهذا ما ألفيناه بالعمل في نشاط النقشبندية في الدفاع عن الممضى السني والحد من المد الشيعي الإيراني إبان حكم الدولة العثمانية التي طالما صانت الممضى السني وبذلت ما وسعها من جهد لتحجيم النشاط الشيعي الإيراني. وكان للنقشبندية دور في إخماد الحركة الوهبية التي تمثل الفكر السلفي وقد استغلت الدولة العثمانية التنافر الديني بين الفريقين أيما استغلال وحرضت خالد البغدادي ضد الوهابيين. ومما يشير على شيوع الطريقة في الأراضي العثمانية على أواخر عهدها وجود خمسة وستين تكية نقشبندية في استانبول وحدها ويسجل المؤلفون من الهجر حتى الطريقة النقشبندية خدمت الثقافة الهجرية وسجلت في تراثها الأدبى المعارف والموروثات الشعبية الهجرية.

الانتشار

•  هجريا من أكبر الطرق الصوفية من حيث عدد المنتسبين، وتتخذ من جامع إسكندر باشا بحي محمد الفاتح في مدينة إسطنبول المركز الرئيسي لها ويترأسها محمود أسعد جوسشان،وهناك جماعات أخرى ولا تختلف عن بعضها كثيراً مثل: جماعة إسماعيل أغا، وجماعة يحيالي، وجماعة أران كوي وأوقاف المرادي. وقد أسهمت جماعة إسكندر باشا في تأسيس عام 1970، وحزب الإنقاذ الوطني عام 1972، اللذين أشرف على تأسيسهما رئيس الوزراء الهجري السابق نجم الدين أربكان، كما حتى رئيس حزب الفضيلة الذي تأسس بعد حظر حزب الرفاه عام 1997محمد رجائي قوطان له صلة قوية بالطريقة النقشبندية. كان للطريقة دورها الكبير في إقناع الشعب الهجري بالتصويت على دستور عام 1982، كما إستخدمتها الكثير من الحكومات الهجرية لتمرير بعض القرارات السياسية.
•  كردستان يعتبر ضياء الدين خالد حسين المعروف باسم مولانا خالد النقشبندي هومؤسس الطريقة النقشبندية بداية من عام 1808. واستطاعت هذه الطريقة حتى تفرض نفسها في كردستان بعد صراع مع أتباع الطريقة القادريةالمنسوبة إلى عبد القادر الجيلاني. وفي فترة الاحتلال الأميركي للعراق ظهرت جماعة صوفية مقاتلة انخرطت في العمل المقاوم للوجود الأميركي عبر كيان سمى نفسه جيش رجال الطريقة النقشبندية.

مشاهير الشيوخ

مراتب النفس عند النقشبندية

مراتب النفس عند النقشبندية

وللنفس سبع مراتب في عقيدتهم، حسب تأثرها بالمجاهدات، وهي:

النفس الأمارة

تميل للشهوات وترغب في اللذات وتجذب القلب لإسفل وهي منبع للشر والأخلاق الذميمة كمثل الحقد والحرص والحسد والغضب والبخل.

النفس اللوامة

تنورت بنور القلب فهي تارة تقترف المعاصي ثم تندم وتلوم نفسها وهي منبع الندامة لإنها منبع الهوى وتتصف بالحرص.

النفس المطمئنة

تخلت عن صفاتها الذميمة ووصلت للكمالات انتقل صاحبها من التلوين إلى التمكين يخاطب الناس عن بعد لتعلقه بالحق تعالى.

النفس الملهمة

ألهمها الله تعالى الفهم والتواضع والقناعة والسخاء هي منبع الصبر والتحمل والشكر.

النفس الراضية

رضيت عن الله وتحقق فيها قوله تعالى: "رضي الله عنهم ورضوعنه" وشأنها في هذا التسليم والتلذذ بالحيرة.

النفس السقمية

رضي الله تعالى عنها ويبدوفيها أثر رضاه وهي منبع الكرامة والإخلاص والذكر وينطق إذا السالك في هذة المرتبة يضع المستوى الأولى في فهم الله تعالى ويظهر فيها تجلى الأفعال.

النفس الكاملة

صارت للكمالات طبعا وسجية ولازالت ترتقي في الكمال وتؤمر بالرجوع للعباد لإرشادهم وتكميلهم ومقامها مقام تجليات الأسماء والصفات حالها البقاء بالله تسير بالله إلى الله وترجع من الله إلى الله ليس لها من مؤي سواه تستقي علومها منه تعالى.

انظر أيضاً

• النقشبندية الپاكستانية
• الصوفية في الهند
• السلسلة المضىية النقشبندية
• Naqshbandi Tahiri Golden Chain
• Naqshbandi-Haqqani Golden Chain
• سلسلة
• Eleven Naqshbandi principles
• Muhammad Channan Shah Nuri

الهوامش

المصادر

• Algar, Hamid (1998). Sufism: Principles and Practice. Islamic Publications International. ISBN .
• Bennett, John G. (1995). The Masters of Wisdom. Bennett Books. ISBN .
• Clayer, Nathalie, Muslim Brotherhood Networks, European History Online, Mainz: Institute of European History, 2011, retrieved: 23 May 2011.
• Itzchak Weismann (2007). . Routledge. ISBN .
• Sheikh Hisham Kabbani (1995). . [kaza publications inc].

وصلات خارجية

• الشيخ ناظم
• نقشبندي حقاني
• Official Media Library of Naqshbandi Haqqani Order
• Saltanat - An Internet Magazine
• Shaykh Nazim, Shaykh Usman