أفريكا (مقاطعة رومانية)

عودة للموسوعة

أفريكا (مقاطعة رومانية)

الامبراطورية الرومانية في عهد هادريان (حكم 117-38 م)، تبين، في شمال أفريقيا، المقاطعة السناتورية أفريكا پروقنصلاريس Africa Proconsularis (ش. الجزائر/تونس/طرابلس). وكان يتمركز فيها 1 فيلق في عام 125

أعطت «أفريكا» التابعة إلى الإمبراطورية الرومانية، والتي أصبحت في ما بعد تونس بعد الفتح العربي اثر ذلك اسمها إلى القارة بأكملها.

ضمت كورسكا وسردينيا معاً وتكونت منهما ولاية واحدة، ليست جزءاً من إيطاليا؛ وكان الجزء الأكبر من كورسكا أرضاً جبلية مقفرة، يصيد فيها الرومان الأهلين بالكلاب ليبيعوهم عبيداً(5). أما سردينيا فكانت تمدّهم بالعبيد، والفضة، والنحاس، والحديد، والحبوب؛ وكان فيها ألف ميل من الطرق الصالحة ومرفأ جيد ممتاز هومرفأ كرالس Carales (كجلياري الحالية). وكانت صقلية قد انحطت منزلتها حتى كادت تصبح ولاية زراعية محضة من الولايات التي تمد روما الجائعة بالطعام. وكان الجزء الأكبر من أرضها الصالحة للفلاحة قد جُعل ضياعاً كبرى لتربية الماشية، يرعاها عبيد لا ينالون إلا أقل الغذاء والكساء، وكثيراً ما كانوا يفرون من عملهم لهذا السبب ويؤلفون عصابات للسلب والنهب. وكان سكانها في عهد أغسطس يبلغون 750.000، (وقد بلغوا في عام 1930 حوالي 3.972.300). وكانت أكثر مدنها الخمس والستين ازدهاراً هي قطانيا Catania، وسرقوسة، وتورومينيوم Panormus (تورمينا Taormina الحالية)، ومسانا، وأجرجنتم، وبنورمس Panormus (بلرموالحالية). وكان في سرقوسا وتورومينيوم ملهيان يونانيان فخمان، لا يزالان يستخدمان لهذا الغرض حتى الآن. وكانت سرقوسا، على الرغم مما أصابها من النهب على أيدي فريس Verres مملوءة بالمباني الرائعة، والتماثيل الشهيرة، والمواقع التاريخية بدرجة يسّرت العيش للإدِّلاء المحترفين الذين كانوا يصحبون السياح الكثيرين الوافدين إلى تلك الجزيرة(6)، وكان شيشرون يحسبها أجمل مدينة في العالم كله. وكان لمعظم الأسر الغنية ضياع أوبساتين في ضواحيها وكان جميع ريفها تعطّره أشجار الفاكهة والكروم كما تعطّره في هذه الأيام.

مقاطعة أفريكا مبينة

وعاد على أفريقية جميع ما فقدته بسيطرة الرومان عليها، فقد أخذت تحل شيئا فشيئاً محل تلك الجزيرة في توريد الحبوب مكرهة إلى روما، لكن الجنود، والمستعمرين، ورجال الأعمال، والمهندسين الرومان جعلوا تلك الولاية جنة وارفة الظلال إلى حد لا يكاد يصدقه العقل. وما من شك في حتى الفاتحين الجدد قد وجدوا فيها حين قدموا إليها أصقاعاً خصبة غنية؛ فقد كان بين الجبال العابسة المطلة على البحر الأبيض المتوسط وسلسلة جبال أطلس التي تصدُّ عنها رمال الصحراء وادٍ شبه مداري يمده نهر بجرداس Bagradas (مجردا) بكفايته من الماء؛ وكانت الأمطار تهطل فيها شهرين من السنة لتعوض الأهلين عن عملهم الزراعي الشاق الطويل الذي فهمهم إياه ماجوMago وأرغمهم عليه ماسينسا Masinissa. ولكن روما أصلحت ما وجدته فيها من الأساليب الزراعية وزادت عليه. فقد شاد مهندسوها السدود على مجاري الأنهار التي تنحدر من التلال الجنوبية، واختزنوا الزائد من المياه في خزانات إبان موسم الأمطار، وصبّوه في قنوات للري في الأشهر الحارة التي تجف فيها مياه الأنهار(7). ولم تكن روما تفرض على هذه الولايات أكثر مما كان يجيبه منها رؤساؤها الوطنيون، ولكن فيالق روما وتحصينها كانت أقدر من حكوماتها الوطنية على حمايتها من القبائل البدوية التي تهبط عليها من الجبال، وكان يضم إليها ميل بعد ميل من الصحراء أوالأراضي البور فتغرس أوتُسكن. وكان الوادي ينتج كميات من زيت الزيتون بلغت من الوفرة حداً أدهش العرب حين قدموا إلى هذه البلاد في القرن السابع، إذ وجدوا حتى في وسعهم حتى ينتقلوا من طرابلس إلى طنجة دون حتى يبتعدوا عن ظلال أشجار الزيتون(8). وأخذت البلدان والمدن يتضاعف عددها ويرتفع شأنها بفضل ما اتبع فيها من الأساليب المعمارية، ووجدت الآداب فيها سوطاً جديداً يعبر عنها. وحسبنا دليلاً على ما بلغته أفريقية الرومانية من الرقي والثراء حتى نشاهد آثار ما خلّفه الرومان من أسواق وهياكل وقنوات لجر مياه الشرب للمدن، ودور للتمثيل في أرض أصبحت الآن قفراً يباباً. ذلك حتى هذه الحقول النادرة قد استحالت الآن صحارى رملية. ولم يكن سبب هذا التغيير الجوبل كان سببه تبدل الحكم - من دولة تضمن للبلاد الأمن الاقتصادي والنظام إلى أخرى هجرت العنان للفوضى والإهمال يخربان الطرق والخزانات وقنوات الري.

شمال أفريقيا تحت الحكم الروماني.

وكان على رأس هذا الرخاء المستعاد مدينة قرطاجنة التي بعثت وقتئذ بعثاً جديداً. ذلك حتى أغسطس قد احتضن بعد سقطة أكتيوم مشروع كيوس وقيصر الذي أخفق من قبل، وأوفد إلى قرطاجنة بعض الجنود الذين أراد حتى يعوضهم عم إخلاصهم وفوزاتهم أرضاً يهبها لهم. وسرعان ما انتزعت قرطاجنة مرة أخرى من يتكا تجارة الإقليم الصادرة منه والواردة إليه، وذلك بفضل مسقطها الجغرافي الممتاز، ومرفأها الجيد، ودال نهر بجرداس الخصبة، والطرق الصالحة التي أنشأها المهندسون والرومان أوأعادوا فتحها؛ ولم يمضِ على تأسيس المدينة الجديدة قرن واحد حتى أضحت أكبر مدائن الولايات الغربية، وأقام أغنياء التجار والملاك قصوراً فخمةً على تل برسا Byrsa التاريخي، أوبيوتاً صغيرة ذات حدائق في الضواحي الشجراء؛ أما الفلاحون الذين هجروا الأرض لعجزهم عن منافسة أصحاب الضياع الكبرى فقد انضموا إلى صعاليك المُدن وإلى الأرقاء، وعاشوا في أحياء وبيوت قذرة حياة العدم والفاقة التي جعلتهم يرحبون فيما بعد بدعوة المسيحية إلى المساواة. وقامت البيوت في المدينة من ست طبقات أوسبع، وتلألأ الرخام في المباني العامة، وغصت الشوارع والميادين بالتماثيل المنحوتة على الطراز اليوناني. وشُيّدت الهياكل من حديث للآلهة القرطاجنيين القديمة، وظل ملكارت Melkart حتى القرن الثاني بعد الميلاد يستمتع بالضحايا من أطفال الأحياء(9). وأخذ أهل البلاد ينافسون الرومان في حب الترف، وأدهان التجميل، والحُلي والشعر المصبوغ، وسباق العربات، وألعاب المجالدين. وكان من بين المناظر البارزة في المدينة حماماتها العامة العظيمة التي وهبها لها ماركس أوورليوس. وكانت فيها قاعات للمحاضرات، ومدارس لتعليم البيان، والفلسفة، والطب، والقانون، مما جعل قرطاجنة مدينة جامعية لا يفوقها من هذه الناحية إلا أثينة والاسكندرية، وفد إليها أبوليوس Apuleius وترتليان Tertullian ليدرسا فيها جميع فروع الفهم، وقد دهش القديس أغسطين من مرح الطلاب وفساد أخلاقهم، فقد كان يحلولهم حتى يقتحموا قاعات المحاضرات ويخرجوا منها الأستاذ وتلاميذه(10).

مقاطعة أفريكا

وكانت قرطاجنة حاضرة الولاية المسمّاة أفريقية ومحلها الآن شرقي بلاد تونس. ونشأ من رواج التجارة في جنوبي هذه المدينة على الشاطئ الشرقي طائفة من المُدن أخذت ثروتها القديمة تعود إليها بعد إثني عشر قرناً من الزمان حتى دهمتها الحروب في هذه الأيام، ومن هذه المُدن القديمة حضرمنتم Hadrumentum (ومحلّها الآن سوسة) ولبتس Leptes الصغرى، وثبسوس Thapsus وتكابي Tacapae (فابس الحالية). وكان إلى شرقيها على البحر الأبيض إقليم يدعى تريبوليس Tripolis (طرابلس) وسمي كذلك لأنه حلف مكون من ثلاث مُدن: أويا Oea (طرابلس الحالية) التي أسسها الفينيقيون قبيل عام 900 ق.م، وسبراتة Sabrata ولبتس مجنا (الكبرى) (لبدة الحالية): وهذه البلدة الأخير هي مسقط رأس الإمبراطور سبتميوس Septimius Sevrus فقد ولد فيها عام 146م؛ ووهبها في حياته باسلقا وحمّاماً عاماً تدهش آثاره السائح أوالمحارب في هذه الأيام. وكانت طرق مرصوفة تسير عليها قوافل الإبل تصل هذه الثغور بالمُدن الداخلية: سفتولا Safetula وهي الآن قرية صغيرة بها آثار هيكل روماني عظيم؛ وثسدروس Thysdrus (الجم)، وكان فيها مدرج يتّسع لستين ألف، وثجا Thugga (دجا) التي تشهد خرائب ملهاها ذي العُمَد الكورنثية الرشيقة بثراء أهلها وحسن ذوقهم. وكانت في شمال قرطاجنة أمها ومنافستها القوية يتكا Ytica؛ وفي وسعنا حتى نلمح ما كانت عليه من ثراء في عهد الرومان، إذا عهدنا حتى ثلاثمائة من رجال المصارف وبائعي الجملة من الرومان كانت لهم فروع فيها عام 46 ق.م. وكان الإقليم التابع لها يمتد شمالاً إلى هبوديرهيتس Hippo Diarrgytus (بنزرت الحالية)، وكان يمتد فيها طريق محاذٍ لشاطئ البحر متجه نحوالغرب يصلها بمدينة هبورجيوس Hippo Rigius (بونة)، التي أضحت بعد زمن قليل كرسي أبرشية القديس أوغسطين. وكان إلى جنوبيها في الداخل مدينة سرتة Cirta (قسطنطينية) عاصمة ولاية نوميديا، وفي غرب هذه المدينة الأخيرة بلدة ثمجادي Thomuhadi (ثمجاد)، التي تكاد تحتفظ بآثارها احتفاظ بمبي؛ ففيها الشوارع المرصوفة المعمّدة، والمجاري المسقفة، وفيها قوس نصر ظريف، وسوق عامة، وبناء مجلس الشيوخ، وباسلقا، وهياكل، وحمّامات، وملهى، ومخطة، وبيوت خاصة كثيرة. وقد عثر في أرض السوق على لوحة للعب الداما نقشت عليها هذه العبارة: Venari, Iavare. ludere, ridere, hoc est vivere - ومعناها "الصيد، والاستحمام، واللعب، والضحك، هذه هي الحياة"(12). والفيلق الثالث الذي كان وحده يحرس الولايات الأفريقية هوالذي أنشأ ثمجادي حوالي عام 117م. ثم اتخذ في عام 123 مركزا لقيادته يقيم فيه أكثر مما يقيم في ثمجادي ويبعد عنها بضعة أميال نحوالغرب،وأنشأ في مدينة لمبيسيس Lambaesis (لمبيز). وهنا تزوج الجنود واستقروا، وعاشوا في بيوتهم أكثر مما كانوا يعيشون في المعسكر. ولكن معسكرهم نفسه كان مرحاً، فخماً، جميل الزينة، به حمّامات لا تقل جمالها عن أية حمامات أخرى في أفريقية. أما في خارج المعسكر فقد أعانوا الأهلين في بناء هيكل لجوبتر، وعدد من الهياكل، وأقواس النصر، ومدرج يقام فيه صراع ويحدث فيه الموت فيخففان من ملل الحياة السليمة الرتيبة.

المسرح المفتوح في ثيسدروس (الجمّ الحالية).

وكان الذي مكن فيلقاً واحداً من حماية أفريقية الشمالية من القبائل المغيرة الضارية في الداخل هوإنشاء شبكة من الطرق، كان الغرض الأول منها عسكرياً ولكنها كانت عظيمة النفع من الناحية التجارية، وكانت تربط قرطاجنة بالمحيط الأطلنطي، والصحراء بالبحر الأبيض المتوسط. وكان للطريق الرئيسي يتجه نحوالغرب من سرتة إلى قيصرية عاصمة (مراكش)؛ وهنا نشر الملك جوبا الثاني Juba II أساليب الحضارة بين موري Mauri أي السود (المغاربة) الذين اشتق اسمهم من اسم الإقليم في الزمن القديم ومسماه في هذه الأيام. وكان جوبا الثاني هذا إبن جوبا الذي توفي في ثبسوس، وأخذ وهوطفلُ إلى روما ليزدان به موكب قيصر؛ ثم عفى عنه، وأخذ يفهم في روما حتى أصبح من جهابذة الفهماء في أيامه. وعينه أغسطس قيلا على موريتانيا وأمره حتى ينشر بين أهل وطنه الثقافة الرومانية التي جدّ في تحصيلها. ونجح في هذه المهمة، وكان من مسببات نجاحه حتى امتد حكمه ثمانية وأربعين عاماً؛ ولشدّ ما كانت دهشة رعاياه حين رأوا رجلاً يخط الخط ويحكم. واتى كلجيولا بإبن جوبا هذا إلى روما وأماته جوعاً، وضم كلوديوس مملكته إلى روما وقسّمها ولايتين: موريتانيا سيزرينسس Caesariensis (موريتانيا القيصرية) وموريتانيا تنجتانا Tingitana (موريتانيا التنجتانية) نسبة إلى عاصمتها تنجيس Tingis، وهي طنجة الحالية.

وكان في هذه المُدن مدارس كثيرة مفتحة الأبواب للفقراء والأغنياء على السواء. ونسمع أنه كان يدرَّسُ فيها الاختزال (13)، ويسمى جوفتال أفريقية مربية المحامين(14). وقد أنجبت في هذا العهد مؤلّفَين أحدهما صغير والآخر كبير - هما فلنتووبوليوس. ولكن الأدب الأفريقي لم تكن له الزعامة على آداب العالم إلا أيام مجده في عهد المسيحية. وكان لوسيوس أبوليوس شخصية غريبة جديرة بالتصوير، أكثر من شخصية منكاني المتعدد الكفايات. وكان مولده في مدورا Madaura من أسرة عريقة النسب (124م)، وقد تفهم فيها وفي قرطاجنة وأثينة، وبدد ثروة كبيرة ورثها عن أسرته، وأخذ يتنقل من مدينة إلى مدينة ومن دين إلى دين، وانضم إلى الجماعات ذات الطقوس الدينية الخفية ومارس السحر وألف خطاً كثيرةً في موضوعات تختلف من اللاهوت إلى مسحوق الأسنان، وألقى محاضرات في الفلسفة والدين في روما وغيرها من المُدن، ثم عاد إلى أفريقية وتزوج في طرابلس من سيدة تكبره وتفوقه في الثراء. فلما عمل هذا حمل أصدقائها وورثتها المنتظرون الأمر إلى القضاء مطالبين بإلغاء الزواج، واتهموه بأنه حصل على موافقة السيدة عليه بفنون السحر؛ ودافع الرجل عن نفسه أمام المحكمة بخطبة وصلت إلينا بعد حتى أدخل عليها بعد أيامه كثيراً من الصقل والتنميق، وكانت نتيجتها حتى كسب القضية والزوجة، ولكن الناس أصروا على الاعتقاد بأنه ساحر؛ ولما ظهر المسيح أخذ حلفاء هؤلاء القوم يحيطون من قدره بتعداد معجزات أبوليوس. وقضى الرجل بقية حياته في مدورا وقرطاجنة يمارس صناعتي المحاماة والطب، وكتابة الرسائل والخطب، ولكن معظم ما خط كان في الموضوعات الفهمية والطبيعية؛ وقد أقامت له مدينته نصباً تذكارياً نقشت عليه باللاتينية العبارة الآتية: الفيلسوف الأفلاطوني، ولوأنه استطاع العودة إلى الحياة لساءه ألا يذكره الناس إلا بكتابه الحمار المضىي.

عملة رومانية تخلد مقاطعة أفريكا، صكت في عام 136 م في عهد الامبراطور هادريان. المرأة الممثلة لأفريقيا تعتمر تاج رأس فيل.

وهذا كتاب شبيه جميع الشبه بكتاب ساتيريكون Satyricon لمؤلفه بترونيون، بل هوأكثر منه غرابة وشذوذاً. وكان الاسم الأول لهذا الكتاب هوأحد عشر كتاباً في التحول Metamorphoseon Lebri Xi، وهوتوسع غريب في سيرة رواها لوسيوس البتراسي عن رجل انقلب حماراً. ويتألف من سلسلة غير مرتبطة من المغامرات، والوصف، والحوادث المحشورة فيها حشراً، يتخللها السحر، والرعب، والفحش في القول، والحديث عن التقوى المرجأة.

ويروي لوسيوس بطل السيرة كيف من الممكن أن طاف بتساليا واستمتع فيها بعدد من الفتيات وألقى نفسه أين ما حل في جوٍ من السحر. ومما اتى في هذا الكتاب:

"وما كاد الليل ينقضي ويبزغ فجر يوم حديث حتى كان من حظي حتى أستيقظ، وأن أقوم من فراشي وأنا نصف مذهول، راغب حقاً في حتى أعهد وأرى أشياء عجيبة محيرة... والحق أني لم أكن أرى شيئاً أعتقد أنه كما أراه في الواقع؛ بل حتى جميع شيء بدا لي أنه قد تحول إلى صور أخرى بتأثير قوة السحر الخبيثة. وبلغ من قوة اعتقادي هذا حتى ظننت حتى الحجارة التي قد تعثر بها قدماي تصلّبت واستحالت من رجال إلى الصورة التي هي عليها، وأن الطيور التي سمعتها تغرّد، والأشجار والمياه الجارية، استحالت إلى هذا الريش والورق ومنابع الماء، من صورٍ أخرى غير هذه الصور. وكذلك ظننت حتى التماثيل والصور ستتحرك في مستقبل الأيام، والجدران ستتحدث وتروي أخباراً عجيبة، وإني سأسمع من فوري وحياً من السماء ومن شعاع الشمس(15).

والآن وقد أصبح لوسيوس مستعداً لأية مغامرة يريدها، يقول انه يدلك جسمه بمرهم سحري، وهوشديد الرغبة في حتى يستحيل طائراً؛ ولكنه يدلك نفسه بهذا المرهم يستحيل حماراً. وتروي السيرة بعدئذ ما يلقاه من المحن ذلك الحمار "الذي له إحساس الإنسان وإدراكه". وكانت سلواه الوحيدة هي "أدني الطويلتين اللتين أستطيع بهما حتى أسمع جميع شيء ولوكان شديد البعد عنّي". وقد قيل له أنه سيعود إلى صورته الآدمية إذا عثر على وردة وأكلها، وهي أمنية يدركها بعد حتى يمر بطائفة كبيرة من الحظوظ الحمارية منها ما طيب ومنها ما سيئ. ثم كره الحياة، فلجأ أولاً إلى الفلسفة، ثم إلى الدين؛ وألف نادىء يشكر فيه إيزيس شكراً بينه وبين ابتهال المسيحيين إلى أم الإله شبه عجيب (16). ثم يحلق رأسه ويُقبل في الطبقة الثالثة من أتباع إيزيس المبتدئين. ويرصف طريقاً يعود به إلى الأرض بعد حتى يفسّر حلماً يأمره فيه أوزريس "أعظم الآلهة" بأن يعود إلى وطنه ويشتغل بالقانون.

وما أقل الخط التي تحوي جميع ما يحتويه هذا الكتاب من السخف، ولكن أقل منها ما يعبر عنه سخفه بعبارة تماثل تعبير هذا الكتاب في طلاوتها. ذلك حتى أبوليوس يحاول فيه جميع أنواع الأساليب، ويلبس جميع أسلوب حاوله أجمل لباس؛ وأكثر ما يحبه من الأساليب، هوالأسلوب المطنب المنمق المسجوع المتجانس الأحرف في بداءة الألفاظ، المليء بالعبارات العامية الطريفة، والألفاظ القديمة المهجورة، والحدثات المصغّرة العاطفية، والنثر الموزون الشعري في بعض المواضع. وقصارى القول حتى الكتاب يضم إلى الأسلوب الشرقي القوي ما في الشرق من غموض وشهوانية . ولعل أبوليوس قد أراد حتى يشير من طرف خفي، مستنداً إلى تجاربه الخاصة، إلى ان الانهماك في الشهوة الجنسية يمضى بالعقل ويبدّل الآدميين بهائم، والى حتى السبيل الوحيدة التي يعودون بها إلى آدميتهم اقتطاف زهرة الحكمة والصلاح. وهويظهر أحسن ماقد يكون في القصص العارضة التي يلتقطها بأذنيه القويتين الدوارتين؛ كما نرى في سيرة العجوز التي تسلي فتاة بأن تروي لها سيرة كيوبت وسيكي(17) - فتخبرها كيف من الممكن أن سقط ابن الزهرة (فينوس) في حب فتاة حسناء، وهيأ لها جميع أنواع السرور إلا سرورها برؤيته، وأثار غيرة أمه الشديدة، ثم نالت آخر الأمر سعادتها في السموات العلى. ولسنا نعهد مصوراً، بز بقلمه لسان هذا الأشيب السليط، في رواية هذه السيرة القديمة.


الحكام المعروفون لأفريكا الرومانية

العهد الجمهوري

Unless otherwise noted, names of governors in Africa and their dates are taken from T.R.S. Broughton, The Magistrates of the Roman Republic, (New York: American Philological Association, 1951, 1986), vol. 1, and vol. 2 (1952).

146–100 ق.م.

Inscriptional evidence is less common for this period than for the Imperial era, and names of those who held a provincia are usually recorded by historians only during wartime or by the . After the defeat of Carthage in 146 BC, no further assignments to Africa among the senior magistrates or promagistrates are recorded until the Jugurthine War (112–105 BC), when the command against Jugurtha in Numidia became a consular province.

  • P. Cornelius Scipio Africanus Aemilianus (146 BC)
  • L. Calpurnius Bestia (111 BC)
  • Sp. Postumius Albinus (110–109 BC)
  • Q. Caecilius Metellus Numidicus (109–107 BC)
  • C. Marius (107–105 BC)
  • L. Cornelius Sulla (105 BC)

ع90–31 ق.م.

During the civil wars of the 80s and 40s BC, legitimate governors are difficult to distinguish from purely military commands, as rival factions were vying for control of the province by means of force.

  • None known with reasonable certainty for the 90s
  • P. Sextilius (88–87 BC)
  • Q. Caecilius Metellus Pius (86–84 BC)
  • C. Fabius Hadrianus (84–82 BC)
  • Gn. Pompeius Magnus (82–79 BC)
  • L. Licinius Lucullus (77–76/75 BC)
  • A. Manlius Torquatus (69 BC or earlier)
  • L. Sergius Catilina (67–66 BC)
  • Q. Pompeius Rufus (62–60/59 BC)
  • T. Vettius, cognomen possibly Sabinus (58–57 BC)
  • Q. Valerius Orca (56 BC)
  • P. Attius Varus (52 BC and probably earlier; see also below)
  • C. Considius Longus (51–50 BC)
  • L. Aelius Tubero (49 BC; may never have assumed the post)
  • P. Attius Varus (seized control again in 49 and held Africa till 48)
  • Q. Caecilius Metellus Pius Scipio Nasica (47 BC)
  • M. Porcius Cato (jointly in 47 BC with special charge of Utica)
  • C. Caninius Rebilus (46 BC)
  • C. Calvisius Sabinus (45–early 44 BC, Africa Vetus)
  • C. Sallustius Crispus, the historian usually known in English as Sallust (45 BC, Africa Nova)
  • Q. Cornificius (44–42 BC, Africa Vetus)
  • T. Sextius (44–40 BC, Africa Nova)
  • C. Fuficius Fango (41 BC)
  • M. Aemilius Lepidus (40–36 BC)
  • T. Statilius Taurus (35 BC)
  • L. Cornificius (34–32 BC)

العصر الامبراطوري

Principate

عهد أغسطس
  • Gaius Aelius Gallus (26–24 BC)
  • Lucius Aelius Lamia
  • Publius Quinctilius Varus approx (9/8–4 BC)


عهد تيبريوس
  • Lucius Nonius Asprenas
  • Marcus Furius Camillus (17-19)
  • Lucius Apronius (19-21)
  • Quintus Junius Blaesus (21-23)
  • Publius Cornelius Dolabella (23-24)
عهد كلاوديوس
  • Titus Statilius Taurus IV (51–53 CE)
  • Curtius Rufus

الامبراطورية اللاحقة

Governors are directly chosen by the Emperors, without Roman Senate approval.

  • Iulianus, possibly Amnius Anicius Julianus (302 circa)
  • Petronius Probianus (315–317)
  • Aconius Catullinus (317–318)
  • Cezeus Largus Maternianus (333-336)
  • Quintus Flavius Maesius Egnatius Lollianus (336-337)
  • Antonius Marcellinus (337-338)
  • Aurelius Celsinus (338-339)
Fabius Aconius Catullinus Philomathius (vicarius, 338–339)
  • Proculus (340-341)
  • -lius Flavianus (357-358)
  • Sextus Claudius Petronius Probus (358-359)
  • Proclianus (359-361)
  • Quintus Clodius Hermogenianus Olybrius (361-362)
  • Clodius Octavianus (363-364)
  • P. Ampelius (364-365)
  • ?Claudius Hermogenianus Caesarius (365-366)
  • Julius Festus Hymetius (366-368)
  • Petronius Claudius (368-371)
  • Sextius Rusticus Julianus (371-373)
  • Quintus Aurelius Symmachus (373-374)
  • Paulus Constantius (374-375)
  • Chilo (375-376)
  • Decimius Hilarianus Hesperius (April 376-October 377)
  • Thalassius (October 377-April 379)
  • Flavius Afranius Syagrius (379-380)
  • Helvius Vindicianus (380-381; possibly 382-383)
  • Herasius (381-382)
  • Virius Audentius Aemilianus (382-383; possibly 381-382)
  • Flavius Eusignius (383-384)
  • Messianus (385-386)
  • Felix Juniorinus Polemius (388-389)
  • Latinius Pacatus Drepanius (389-390)
  • Flavius Rhodinus Primus (391-392)
  • Aemilius Florus Paternus (392-393)
  • Flaccianus (393-393)
  • Marcianus (394)
  • Flavius Herodes (394-395)
  • Ennodius (395-396)
  • Theodorus (396-397)
  • Anicius Probinus (397)
  • Seranus (397-398)
  • Victorinus (398-399)
  • Apollodorus (399-400)
  • Gabinius Barbarus Pompeianus (400–401)
  • Helpidius (401-402 ?)
  • Septiminus (402-404)
  • Rufius Antonius Agrypnius Volusianus (404-405)
  • Flavius Pionius Diotimus (405-406)
  • C. Aelius Pompeius Porphyrius Proculus (407-408)
  • Donatus (408-409)
  • Macrobius Palladius (409-410)
  • Apringius (410-411)
  • Eucharius (411-412)
  • Q. Sentius Fabricius Iulianus (412-414)
  • Aurelius Anicius Symmachus (415)

انظر أيضاً

  • African Romance
  • Lex Manciana
  • مقاطعة أفريكا الپريتورية
  • التجريدات الرومانية إلى أفريقيا جنوب الصحراء
  • Roman limes


الهامش

  1. ^ Continued as proconsul until the arrival of Metellus in 109 BC.
  2. ^ Continued as proconsul until the arrival of his successor Marius, whom he declined to meet for the transfer of command. He triumphed over Numidia in 106 and received his cognomen Numidicus at that time.
  3. ^ Delegated command pro praetore when Marius returned to Rome.
  4. ^ Tacitus, Annals I.53
  5. ^ Tacitus, Annals II.52
  6. ^ Tacitus, Annals III.21
  7. ^ Tacitus, Annals III.35, III.58
  8. ^ Tacitus, Annals IV.23
  9. ^ Tacitus, Annals XII.59
  10. ^ Tacitus, Annals XI.21
  11. ^ Per the list provided in T.D. Barnes, , 39 (1985), pp. 144-153
  12. ^ Per the list provided in T.D. Barnes, , 39 (1985), pp. 273-274
  13. ^ Per the list provided in T.D. Barnes, , 37 (1983), pp. 248-270
  14. ^ In 396 Quintus Aurelius Symmachus wrote him a letter (Epistulae, ix); on 17 March 397 he received a law preserved in the Codex Theodosianus (XII.5.3).
  15. ^ During this office he received the law preserved in Codex Theodosianus, xi.30.65a.

المصادر

  • Lennox Manton, Roman North Africa, 1988
  • A. I. Wilson, Urban Production in the Roman World: The View from North Africa, 2002
  • Monique Seefried Brouillet, From Hannibal to Saint Augustine: Ancient Art of North Africa from the Musee Du Louvre, 1994
  • Michael Mackensen and Gerwulf Schneider. Production centres of African Red Slip Ware (2nd-3rd c.) in northern and central Tunisia: Archaeological provenance and reference groups based on chemical analysis, 2006

وصلات خارجية

  • Roman Africa at www.unrv.com
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:06:33
التصنيفات: مقاطعات روما القديمة, تاريخ شمال أفريقيا, مقاطعات رومانية في أفريقيا, دول وأراضي تأسست في 146 ق.م., ليبيا الرومانية, تاريخ تونس, مستعمرات رومانية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ضرب نار الحلقة 22.. جابر يواجه أنور بعد عمله مع جون ويتزوج من نوسة عرفيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:27
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 36%

الإسماعيلي يتقدم على إنبي ١/٢

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:22:44
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

مدحت عبد الهادى: سعيد بروح وشكل فريق الزمالك بعد الفوز على حرس الحدود

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:11
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 47%

"رسالة الإمام" الحلقة 22 ملخص الأحداث.. هل يتحالف السرى مع الجروى؟

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:23
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 41%

وزارة الفلاحة تذكر بعقوبات الحرائق في الغابات و المحاصيل الزراعية

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:02
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

إلغاء شعيرة عيد الأضحى...؟هذا هو الرد الرسمي على الأنباء الرائجة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:37
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 81%

مسلسل ضرب نار الحلقة 22.. سحر تهدد مهرة بإبلاغ جابر عن ابنه حسن

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:09
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 42%

جت سليمة الحلقة 7.. قوت القلوب وراء كشف سر حق الموكوس فى حكم أرض النعام

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:16
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 42%

نوران جوهر ومازن هشام يتأهلان لنصف نهائي بطولة بريطانيا للاسكواش

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:19
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 41%

تكريم للجامعي والباحث عزام محجوب

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:22:56
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

سقوط رجل أعمال من الطابق الثالث من أحد النزل بسوسة

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:22:53
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

أحمد مكى وأبطال "الكبير أوى" على مائدة إفطار جماعى لنجوم المسلسل.. صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:22
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 40%

أسقف السويس يترأس صلاة قداس خميس العهد

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:22:42
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

المصري × المقاولون العرب.. تعادل سلبي بالشوط الأول

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:22:41
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

مسلسل حضرة العمدة الحلقة 22.. أولاد ضرغام يتشاجرون مع أبناء تل شبورة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:12
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 40%

الزمالك يواصل صحوته ويهزم حرس الحدود بثلاثية تحت أنظار أوسويرو.. صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:18
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 45%

جت سليمة الحلقة 7.. الموكوس يتقرب من سليمة ويدربها على الدفاع عن نفسها

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-14 00:23:29
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 47%

تحميل تطبيق المنصة العربية