الأسرة المصرية الثانية والعشرون

عودة للموسوعة

الأسرة المصرية الثانية والعشرون

الأسر الفرعونية
بمصر القديمة
مصر قبل الأسرات
عصر نشأة الأسرات
عصر الأسر المبكرة
1 - 2
الدولة القديمة
3 - أربعة -خمسة - 6
الفترة الانتنطقية الأولى
7 -ثمانية -تسعة -عشرة -
11 (طيبة فقط)
الدولة الوسطى
11 (كل مصر)
12 - 13 - 14
الفترة الانتنطقية الثانية
15 - 16 - 17
الدولة الحديثة
18 - 19 - 20
الفترة الانتنطقية الثالثة
21 - 22 - 23 - 24 - 25
العصر المتأخر
26 - 27 - 28
29 - 30 - 31
العصر الإغريقي والروماني
بطالمة - الإمبراطورية الرومانية

الأسرة المصرية الثانية والعشرون بالإنجليزية Twenty-second dynasty of Egypt ، مع الأسرة الحادية والعشرون والأسرة الثالثة والعشرون حتى الأسرة الخامسة والعشرونقد يكونوا معا في الفترة الإنتنطقية الثالثة في مصر القديمة.

نشأة الأسرة

بُعيد عام 950 ق.م. ، تحول المُلك في مصر إلى أسرة من أصل أجنبي. عهد ملوكها الأوائل أنفسهم بأنهم زعيم المِشْوِش وغالبا ما كانت تختصر إلى زعيم الما ، ولكنها أحيانا ما كانت تخط زعيم الأجانب ، وهم من القبائل الليبية التي كافح الملوك مِرِنْپْتاح ورَعْمِسِ الثالث (أُسِرْماعِتْرَعْمِرِأمون) جاهدين لصدهم. ومع هذا فلا يعتبر ملوك الأسرة الثانية والعشرين غزاة جدد، حيث حتى أكثر النظريات شيوعا تقضي بأنهم سلالة الأسرى وأحيانا مستوطنين متطوعين أعطوحق الإقامة لقاء خدمتهم في الجندية. ومن الممكنقد يكون ما دفع القبائل الليبية للنزوح نحووادي النيل مجاعة عمت موطنهم الأصلي. وأيا كان السبب، فقد أصبح هؤلاء ذوونفوذ وعدد مكنهم من الاستيلاء على السلطة بأقل صدام ممكن. مثل الهِكْسُوس من قبلهم كانوا حريصين على حتى يظهروا بمظهر المصريين الأصليين، وإذا كانت أسماؤهم الأجنبية تظهر حقيقتهم مثل شُشِنْق وأُسُورقون وتَكِلوت ممن وليوالمملكة في الأسرة الثانية والعشرين حسب مانِتون، والتي ضمنها بالإضافة إلى سابقي الذكر ستة ملوك آخرين غير معروفة أسماؤهم، حكموا مدة 120 عاما حسب أفريكانوس. في اللقاء، عثر فهماء المصريات حتى عليهم التمييز بين ما لا يقل عن خمسة ممن حملوا الاسم شُشِنْق، وأربعة أُسُورقون، وثلاثة تَكِلوت. وعموما فإن تاريخ هذه الحقبة مغرق في الغموض، وعلينا هنا - كما هي الحال غالبا - حتى نكتفي بوصف أبرز شخصيات وأحداث الحقبة.

كانت العاصمة الرئيسية لهذه الأسرة في الشمال في الوجه البحري ، في تانيس (الحَجَر) أوپِرْپَاسْتِت (بوباستيس\تل بسطا) إلا حتى النفوذ الديني لكهنة أمون في طيبة كان لا يزال بلا منازع. تأرجحت العلاقة بين الوجهين القبلي والبحري جيئة وذهابا بين العداوة والصداقة، وكانت هذه الحقبة الزمنية حقبة اضطرابات وصراعات وتمردات ليس لدى المؤرخين سوى النذر اليسير من المعلومات عنها، ومعظم ما نعهده عنها نستمده من النقوش التي وجدت في معبد سرابيوم منف الذي اكتشفه أوجوست مارْيِت عام 1850م.


ملوك الأسرة الثانية والعشرون

الأسرة الثانية والعشرون
الإسم فترة الحكم تعليق
شيشنق الأول البعض يربطه بالملك شيشق المذكور في التوراة 945 ق.م. - 924 ق.م.
أوسركون الأول 922 ق.م. - 887 ق.م.
شيشنق الثاني حكم لمدة عامين في تانيس حسب فون بكراث 887 ق.م. - 885 ق.م.
تاكيلوت الأول 885 ق.م. - 872 ق.م.
حرسيسي آ ملك معارض في طيبة حكم متزامنا مع أوسركون الثاني وتاكيلوت الأول 880 ق.م. - 860 ق.م.
أوسركون الثاني يقول اليهود حتى ساعدهم على الإنتصار على الملك شلمانصر الثالث في معركة قرقر عام 853 ق.م. 872 ق.م. - 837 ق.م.
شوشنق الثالث 837 ق.م. - 798 ق.م.
شوشنق الرابع لا يجب الخلط بينه وبين شيشنق السادس الذي كان يظن أنه شيشنق الرابع حتى عام 1993 م 798 ق.م. - 785 ق.م.
بامي دفن عجلي أبيس في عهده. الملك الوحيد الذي سجل إنجازاته في مدونة حولية 785 ق.م. - 778 ق.م.
شوشنق الخامس 778 ق.م. - 740 ق.م.
أوسركون الرابع حكم جزء من منطقة الدلتا بالتزامن مع تف ناختي في سايس وإيوبوت الثاني في ليونتوبوليس م 740 ق.م. - 720 ق.م.
أوسركون الثاني، اللوفر.

هنالك ملك آخر من الأسرة الثانية والعشرين هوتوت خبر رع شوشنق ، ولكن زمن حكمه غير معلوم.

الأسرة الثالثة والعشرون كانت فرعا من الأسرة الثانية والعشرين وقد حكمت مصر العليا والوسطى والواحات حيث بنى تاكيلوت الثالث مسلة ذات كتابة هيراطية.

أخبار الأسرة

عل غير المتسقط، لم يُعثر في سِراپيوم منف على نقش واحد لملوك الأسرة الحادية والعشرين بينما كانت آثار الأسرة الثانية والعشرين هي الغالبة، من ضمنها لوح حجري منسوب إلى إنسان اسمه حَارْپْسون يتتبع فيها نسبه عبر ستة عشر جيلا إلى جد ليبي يسمى بويوواوا. وبالرغم من حتى حَارْپْسون الذي عاش في نهاية حكم الملك شُشِنْقْ الرابع كان يعتبر نفسه مجرد كاهن للإلهة نيث إلا أنه يَعُّد في أسلافه أربعة ملوك متعاقبين، جميع منهم ابن لمن سبقه، أولهم هوشُشِنْقْ الأول، مؤسس الأسرة الثانية والعشرين وأبرز أفراد عشيرته، فهوأول من ذُكر في نقش طويل وُجد في أبيدوس عندما كان لا يزال يعهد بلقب زعيم المِشْوِشْ العظيم، أمير الأمراء اتى في النقش حتى أبوه نِمْرَات ابن السيدة مِحِتْمِوَاسْكْهِ - كلاهما ذكرهما حَارْپْسون - قد توفي فطلب ابنه شُشِنْقْ إلى الملك الحاكم وقتذاك حتى يسمح له بأن يقيم في أبيدوس طقسا جنائزيا يليق به، وحتى الملك والإله (مؤكد أنه أمون) قد منحاه موافقتهما. وفي الغالب حتى الملك المذكور هوسوسينيس الثاني (تِتْخِپِرورَعْسِتِبِنْأمون) سابع وآخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين، خصوصا وأنه معروف حتى ابن شُشِنْقْ وخليفته أُسُورقون تزوج مَاعْكَارَعْ ابنة ذلك الملك.

من المرجح حتى الانتنطق من الأسرة الحادية والعشرين إلى الأسرة الثانية والعشرين كان انتنطقا سلميا، بالرغم من وجود لوح في الداخلة يرجع للسنة الخامسة من حكم شُشِنْقْ يحكي عن حرب وقلاقل في هذه المنطقة النائية.

عدد من أبناء الملك الجديد معروفون ويظهر أنه أسند إليهم مناصب تثبت من أركان حكمه. يتحدث لوح حَارْپْسون عن كَارَعْومَاع باعتبارها زوجة شُشِنْقْ وأم أُسُورقون الأول، إلا أنها أحيانا ما يشار إليها بأنها مُحبة الإله وهولقب يستبعد أي دور أمومي. وعلى أي حال، كان أُسُورقون الأول ابن الملك الذي سبقه.

كان لنقش اكتشف في إهناسيا، التي عهدت بأنها هيراكليوبوليس، المدينة الشهيرة في العصر الانتنطقي الأول، أهمية لأسباب عدة: فهوبجمعه مع نصوص أخرى يعهدنا بشخص ثان اسمه نِمْرَات الذي لم يعهد بكونه رأس الجيوش كلها وزعيما عظيما للأجانب فحسب، بل أيضا بأنه ذوأصل نبيل يتشرف بأنه ينحدر من سلالة الرعامسة. كانت أمه پِنْرِشْنَاس بنت زعيم عظيم للأرض الأجنبية. اتى نِمْرَات هذا يبلغ أباه شُشِنْقْ حتى معبد الإله الهيراكليوبولي أَرْسَافِسْ قد حرم مدده المعتاد من الثيران التي تقدم كقرابين في شعائر عديدة على مدار شهور العام، وبأنه هونفسه مستعد لتقديم ما لا يقل عن ستين ثورا، لكن القرى والبلدات وحكام الأنطقيم سيكون عليهم توفير الباقي، فأصدر الملك مرسوما بأن ينفذ هذا وشكر نِمْرَات. لا يتضح سبب هذه المحاباة لإهناسيا، ولكن يتضح حتى معظم أسلاف حَارْپْسون من الرجال والنساء كانوا كهانا في هذه المدينة، وأنه بعد مضي ثلاثمئة عام كان حكام الإقليم الطيبي يختارون من بين سكانها.

وُجد نِمْرَات ثالث كان ابنا لأُسُورقون الثاني وكان يحمل لقب قلئد جيوش هانينسوع (إهناسيا)، ونفس هذا اللقب حمله بِكِنْبْتَاح أخوالكاهن الأكبر أُسُورقون في عهد شُشِنْقْ الثالث. هل يعني هذا حتى المِشْوِش الذين صعدوا إلى مراتب المُلك كانوا أصلا قد استوطنوا في هذه المنطقة على الطريق المار بالواحات الموصل إلى مواطنهم الأصلية في الصحراء الليبية،يا ترى؟ يحدثنا مانِتون حتى الأسرة الثانية والعشرين موطنها هوپِرْپَاسْتِت وحتى الأسرة الثالثة والعشرين كانت من تانيس، كما حتى هناك دلائل تربط ملوك هاتيك الأسرتين بهاتين البلدتين في شرق الدلتا.

كان إيوبوت الابن الثالث لشُشِنْقْ الأول الذي أسند إليه كهانة أمونرَع في الكرنك مخالفا بذلك تنطقيد تولي هذا المنصب بالوراثة، وكانت هذه خطوة حكيمة وضعت هذا المنصب الهام تحت تحكم الملك، واتبع نفس هذا الأسلوب لعدة أجيال تالية، كما حتى احتفاظ حامل هذا المنصب بلقب قائد الجيوش يوضح لنا حتى هذا المنصب كان محفوفا بالمخاطر، حيث لم يعد كبار الكهنة مجرد كهنة، بل أصبحوا عسكريين أيضا. كان أكبر إنجاز لإيوبوت ، أوبالأحرى لوالده، تشييده بوابة في القسم الأساسي من معبد الكرنك ماداً الجدار الجنوبي لبهوالأعمدة إلى الغرب. حُشرت بوابة پِرْپَاسْتِت كما تسمى عادة بين المدخل البرجي الثاني ومعبد صغير شيده رعمس الثالث، مفضية إلى ساحة واسعة لا بد حتى شُشِنْقْ خطط لها ولكنه لم يعش ليكملها. يسجل لوح في جبل السلسلة الغربي افتتاح محجر حديث لتوفير ما احتاجه هذا المشروع لبناء البوابة والساحة، ومؤرخ بالسنة الحادية والعشرين من حكم شُشِنْقْ، وهي الأخيرة حسب مانِتون، ولكن من العسير قبول حتى الفترة الأولى من الإنشاء وهي بناء البوابة لم تبدأ قبل ذلك بكثير. تظهر النقوش على جدرانها الأحداث التي منحت شُشِنْقْ الأول شهرته في التوراة التي عهدته باسم شِشاك.


شُشِنْقْ والعبرانيون

قبل نصف قرن من تشييد بوابة پِرْپَاسْتِت، خرب يؤاب قائد جيوش الملك داوود مدينة إدوم ووضع السيف في سكانها، إلا حتى حَدَدْ وهوابن عائلة إدومية نبيلة هرب إلى مصر ونال حظوة الملك الذي زوجه من اخت زوجته الملكة تَهْپِنيس. عاد حَدَدْ فيما بعد إلى موطنه على غير رغبة الملك ليصبح العدواللدود لسُليمان (الملوك الأول، 11:14). وقع أمر مشابه بعد موت سليمان، حيث هرب يربعام الذي كان يطالب بالعرش من بعده إلى مصر إبان حكم شِشاك (شُشِنْقْ الأول) (الملوك الأول، 11:40) ليعود لاحقا إلى فلسطين ملكا على القبائل العشر، بينما كان على سليمان حتى يكتفي بحكم مملكة يهوذا. في ذلك الوقت، قويت العلاقات بين الإسرائيليين والبيت الملكي المصري، وتذكر التوراة حتى سُليمان تزوج ابنة ملك مصر (الملوك الأول، 3:1).

بينما تذكر التوراة هذه الأحداث بقدر كبير من التفصيل، فإننا لا نجد توكيدا لها على الجانب المصري، كما حتى المشكلات في التسلسل الزمني التاريخي، بالرغم من أنها محدودة بمناطق زمنية ضيقة، تجعل من العسير تحديد معاصرة ملك معين لحدث معين. بالإضافة إلى أنه لا يمكن إيجاد اسم تَهْپِنيس' في الكتابات الهيروغليفية. بعد برهة طرأ وقع آخر متزامن؛ إذ تروي التوراة (الملوك الأول، 14:25) "وفي السنة الخامسة للملك رحبعام صعد شيشق ملك مصر إلى أورشليم 26 وأخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وأخذ جميع شيء وأخذ جميع أتراس المضى التي عملها سليمان 27 فعمل الملك رحبعام عوضا عنها أتراس نحاس وسلمها ليد رؤساء السعاة الحافظين باب بيت الملك 28"، ويبدوحتى خراب المدينة المقدسة لم يكن أبرز من فقد دروع سليمان المضىية، التي كان عليهم استبدالها بأخرى نحاسية. ولكن من ضمن الأسماء الباقية المصاحبة للجدارية على بوابة پِرْپَاسْتِت لا يوجد ذكر لا لأورشليم ولا لتل الجزري. هذه الأسماء عادة ما تُقدم بالشكل الذي اعتدناه من لوحات فتوحات تحوتمس الثالث؛ لصيقة في أجساد الأسرى الأجانب الذين يسوقهم الملك أمام أبيه أمونرَع، ولكن هذا التعداد مخيب للآمال، فمن ضمن أسماء أكثر من 150 مكانا، لا يمكن التعهد سوى على قلة قليلة تقع كلها في التلال على تخوم السامرة من دون حتى تصل إلى قلب مملكة إسرائيل، كما لا يوجد أي تلميح إلى أنهم مسوا يهوذا على الإطلاق، ولكن يوجد ذكر لغارة على منطقة إدومية. وحتى الاعتقاد السائد بأن نصا معينا كان يمكن حتى يقرأ حقول إبراهيم أصبح اليوم مرفوضا. ولكن اكتشاف شقفة في مَجِدُّوتحمل اسم شُشِنْقْ لا يدع مجالا للشك بأن حملته على المنطقة حدثت عملا، ولكنها تهجر مجالا للتكهن بإذا ما كان الهدف منها هواستعادة أمجاد مصرية قديمة، أم لمساندة يربعام، أم أنها كانت مجرد غارة نهب.

من الناحية الأخرى، فمن المؤكد حتى شُشِنْقْ وخليفته أُسُورقون قد جددا أواصر الصداقة ما بين مصر وبيبلوس والدليل على ذلك هووجود تماثيل لهم هناك، من المحتمل أنها هدايا أوفداها بنفسيهما.

السلالة

لا نعهد عن أول أُسُورقون وخليفته أول تَكِلوت الكثير، بخلاف حتى الأول حكم ستة وثلاثين عاما على الأقل، وحتى الأخير حكم ثلاثة وعشرين عاما تقريبا. يزداد غموض التاريخ المصري في هذه الحقبة بحيث نادرا ما تُتاح لنا لمحات على تعاقب الأحداث. السبب في ذلك حتى انتنطق مركز الأحداث إلى الدلتا ذات الأرض الرطبة، لم يحفظ لنا سوى القليل من الآثار. في ذلك الوقت كانت طيبة لا تزال تعيش على ذكرى مجدها القديم، إلا أنها كانت عمليا قد خرجت من مجرى الأحداث. لم تُفدنا الكتابات المسهبة على التماثيل الكثيرة التي وجدت في الكشف المذكور آنفا إلا بمديح ذاتي وسلاسل نسب. إلا حتى سجلات منسوب النيل التي سجلها ملوك الأسرتين الثانية والعشرين والثالثة والعشرين على رصيف المعبد على النيل ذات قيمة معقولة.

وجد في مصر الوسطى بالقرب من البهنسة (أُوابْسِپْمِرِي\أوكسيرِنْخْوس) حصن به معبد كان لكل من شُشِنْقْ الأول وأُسُورقون الأول باع فيه، وكان على ما يظهر يشكل نقطة حدود بين الشمال والجنوب.

يعاود بصيص الضوء إنارة معارفنا عن هذه الفترة بدءا من حكم أُسُورقون الثاني. لن نعرض هنا لكفاح كهنة طيبة لاستعادة استقلالهم ودورهم من الملوك الذين يحكمونهم من تانيس، التي فيها اكتشف الأثري مونتيت مقبرة أُسُورقون الثاني وقد سلبها اللصوص كنوزها، يجاورها تابوت حجري للكاهن الأكبر لأمونرع حَرَناختي الذي يظهر أنه كان ابنا له. ولكن نكتفي بذكر أنه قبل كشف هذا المعبد بخمسين عاما، كان الأثري ناڤِل قد كشف في تل بسطا بوابة جرانيتية عظيمة مزينة بنقوش لا تقدر بثمن تصور الاحتفال الهام - والغامض - بِعِيدِ سِد الملكي الذي أقيم في العام الثاني والعشرين من حكم أُسُورقون الثاني عندما انتهز الفرصة ليأمر بأن يستثنى نساء حريم معبد لأمونرع من أداء أية واجبات والتزامات أخرى، وكذلك نساء حريمات معابد أخرى. كما يتضمن النقش الموجز في آخره ما يمكن تفسيره على أنه إيذان باستقلال طيبة (سيدة الأقواس السبعة) سواء كان هذا إقرارا بأمر واقع أوحتى أُسُورقون وجده مكسبا سياسيا حتى يصرح بذلك.

من بعد شُشِنْقْ الأول لم يسهم الملوك الأربعة اللاحقون سوى بالقليل في بوابة پِرْپَاسْتِت التي في الكرنك، ولكن الكاهن الأكبر أُسُورقون بن تَكِلوت الثاني لم يكن الرجل الذي يهجر فرصة مثل وجود جدران شاغرة تضيع من بين يديه، فسجل أعماله وسياساته في ما لا يقل عن سبعة وسبعين عامودا بالغي الطول بالهيروغليفية في نقشين. وبالرغم مما يعوقه من ثغرات الأجزاء المفقودة من النص وما لا يقل عنها من ثغرات في معهدتنا الفيلولوجية باللغة المصرية القديمة، تمكن ر.كامينوس بدراسته للمستنسخات التي وفرها معهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغومن استخلاص أكبر قدر ممكن من الحقائق التاريخية: تبدأ سيرة أُسُورقون في العام الحادي عشر من حكم أبيه عندما كان يعيش في بلدة الهيبة لا تشغله أي طموحات كما يدعي، ولكنه بصفته حاكم مصر العليا ناداه واجبه ليقمع تمردا اندلع في طيبة، فتوقف وهوفي طريقه إلى هناك في شمون (الأشمونين) ليزور إلهها تحوت وأمر بإصلاح بعض الهياكل المتخربة، وعندما وصل إلى العاصمة الجنوبية استقبلته المدينة بكاملها بالبِشر وخصوصا الكهنة، فاستتب له النظام سريعا وأحرق المذنبين الذين سيقوا إليه، وعيَّن أبناء المسؤولين السابقين في مناصب آبائهم وأصدرت خمس مراسيم تخص معبد الكرنك بفوائد مختلفة. قد يبدوا جميع هذا للقارئ المعاصر غير ذي أهمية، مثل تخصيص الزيت لإضاءة المصباح الكبير في قدس أمونرع، وتوفير أوزة يوميا لكل من معبدي مونت وأمِنوپ مما يعني 730 إوزة على مدار العام، جميع هذا عمله في سبيل الحياة والصحة والرخاء لأبيه تَكِلوت. في الذكرى الثانية عشرة لجلوس أبيه على العرش تفوق أُسُورقون على نفسه في المجاملة والتحذلق، جارَّا معه أسماء جميع الآلهة الرئيسية ليبين مدى حكمته ونبله.

ربما كانت هناك هدنة قصيرة في التوتر ما بين الجنوب والشمال حيث نفهم حتى أُسُورقون زار طيبة ثلاث مرات في إحدى السنوات جالبا معه سفنا محملة بالهبات. ولكن في العام الخامس عشر ثارت قلاقل لم يتوان عن القتال في أوجها حائما مثل حُر(حورس) حول أبيه ؛ فمرت سنون لم يكل فيها أحد عن اقتناص الآخر. على الأقل، استوعب أُسُورقون أنه لا سبيل إلى إصلاح حال البلاد إلا بالوفاق، وقبِل أتباعه هذا الرأي بسرور، فجهز موكبا إلى طيبة فيه ما لا يعد من المراكب المحملة بالهدايا إلى أمونرع. تضمنت خطبته إلى الإله تلميحات إلى أنه قد حابى الثوار بأكثر مما يستحقون، ولكن هذا لم يكن بلا فائدة لأنه تم التوصل إلى اتفاق للصلح بسهولة. يلي ذلك ذكر مصاعب أخرى عندما عثر أُسُورقون نفسه بلا صاحب، ولكنه تجاوز هذا بهدي العطايا للإله. بعد جميع هذا لم يعد هناك مكان على بوابة پِرْپَاسْتِت للمزيد من سيرة أُسُورقون وإنجازاته ففضل حتى يخصص المساحة الباقية لإحصاء الهدايا التي قدمها للملك شُشِنْقْ الثالث في ذكرى جلوسه التاسعة والعشرين، ولكن هذا لم يكن آخر ما سجل، حيث يذكر نقش آخر أنه بصفته الكاهن الأكبر، زار طيبة مع آخوه بِكِنپتاح بعد حتى قضوا على أعدائهم الذين وقفوا في طريقهم. في ذاك الوقت كان لا بد أنه في السبعينات من عمره.

لا تكمن أهمية السيرة الذاتية الطويلة التي سجلها أسورقون في شخصه بقدر ما تكمن في الصورة التي ترسمها لمصر في ذلك الوقت وقد مزقتها النزاعات، هذه الحالة التي غالبا استمرت حتى نهاية الأسرة، كما تجدر الإشارة إلى الانحيازية في ما سجله أُسُورقون، فغالبا ما كان يعرِّف نفسه على أنه الكاهن الأكبر لأمونرع، ولكن ما مصداقية هذا اللقب عندما يحمله أمير عاش معظم حياته في بلدة الهيبة وكانت زياراته لطيبة عارضة! في هذه الأثناء كانت الطقوس اليومية تقام في الكرنك ومن المستبعد أنه لم يكن هناك كاهن أكبر مقيم فيه بصفة دائمة، حتى لواضطر لأن يتراجع في لقاءة مطالبة من هوأعلى أوأقوى. استنتج حتى الحال كان هكذا مع إنسان اسمه حَرسِيسِس الذي يبدوا أنه كان يحمل هذا اللقب في عهد شُشِنْقْ الثالث.

ولكن كان هناك كاهن أكبر آخر اسمه حَرسِيسِس خَلَفَ في هذا المنصب أبوه المدعوششنق أحد أبناء أُسُورقون الأول. وهنا تقابلنا مشقة بالغة في دراسة الحقبة، بسبب التكرار المستمر للأسماء في كلا شطري الدولة. ينطبق هذا أيضا على الألقاب الملكية، فمثلا استخدم على الأقل ثمانية ملوك نفس اللقب الذي استخدمه رَعْمِسِ الرابع وهوأُسِماعرَعسِتْپِنْأمون. هذه المشكلة محيرة عملا، ولا يمكن حلها إلى حتى يتم إعادة جمع النقوش المبعثرة واستنساخها من حديث بدقة لدراستها، ومع هذا سنظل غير واثقين من إمكان الوصول إلى سجلات دقيقة. إلى حتى يحدث هذا علينا حتى نرضى بالحقائق المتناثرة من مثل اكتشاف الأثري مونتت في تانيس لبقايا تكلوت الثاني ممدا في تابوت حجري مستولى عليه من المملكة الوسطى ومعه آنيته الكانوبية وتماثيل أُوشابْتي.

قرب نهاية الأسرة يزداد نفع الآثار التي وجدت في معبد السِرابيوم، حيث تذكر النقوش تواريخ مولد ووفاة عدد من عجول أبيس بالإضافة إلى عمر جميع منها. استنادا إلى هذا حُسب حتى شُشِنْقْ الثالث حكم ما لا يقل عن اثنتين وخمسين عاما، لِيَخْلٌفَهٌ ملك كنيته القِطُّ. على غير المتسقط، تميزت مدد الحكم في هذه الأسرة بالطول، وهوما يناقض تعميما سابقا بأن طول الحكم في مصر يرتبط بالرخاء.

خص مانِتون الأسرة الثانية والعشرين بمئة وعشرين عاما فقط، ولكن التسلسل الزمني المقبول حاليا يجعل المدة تزيد على قرنين كاملين، من 950 ق.م إلى 730 ق.م.


انظر أيضا

  • أسرة مصرية ثالثة وعشرون
  • قائمة الفراعنة
  • قدماء المصريين

وصلات خارجية

  • http://www.tawalt.com/archive.cfm?lg=_TZ&mStartRow=1
  • http://www.geocities.com/zurdig/Egypt_and_Libya.htm

المصادر

  • K.A. Kitchen: The Third Intermediate Period in Egypt, 1100-650 B.C. (second edition) Oxford 1986 ISBN 0856682985 (das mit 600 Seiten grundlegende Werk zur Dritten Zwischenzeit, streckenweise jedoch sehr kontrovers
  • Karl Jansen-Winkeln: Das Ende des Neuen Reiches In: Zeitschrift für ägyptische Sprache und Altertumskunde 119 (1992), S. 22 - 37
  • Karl Jansen-Winkeln: Die Inschriften der Spätzeit, ISBN 978-3-447-05582-6, Wiesbaden 2008
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:07:14
التصنيفات: فراعنة, فترة انتقالية ثالثة, أسرة مصرية ثانية وعشرون, ملوك أسرة مصرية ثانية وعشرون, تاريخ مصر القديمة, الأسر المصرية القديمة, أسر مصرية قديمة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مصرع وإصابة 34 شخصا فى حريق نفق على طريق سريع بكوريا الجنوبية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:44
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 40%

أكرم توفيق يتوجه إلى النمسا اليوم لإجراء جراحة الرباط الصليبى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:35
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 42%

رسميًا.. زيادة المرتبات للجميع في 2023

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:17
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

قوات حرس الحدود تدمر 160 مزرعة مخدرات وتضبط 4 مصانع حشيش.. صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:45
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 50%

إصابة 5 إعلاميين انقلبت سيارتهم على طريق سوهاج الزراعي

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:20
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

استطلاع: 53% من البريطانيين يرون بريكست "فاشل"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:41
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 39%

اتحاد الكرة: استدعاء 18 لاعبة محترفة ضمن خطة النهوض بالكرة النسائية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:36
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 45%

السعودية تعلن تعليق الدراسة بمدارس مكة المكرمة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:54
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

توقعات الأبراج في عام 2023.. الثور الأعلى حظًا

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

سماع دوي انفجارات ضخمة في عدة مدن أوكرانية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:51
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

عملية خطيرة.. تفاصيل الحالة الصحية لـ صاحبة السعادة

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:16
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

جديد قاتلة أمها ببورسعيد.. طفل 15 عامًا أفضى عذريتها في غرفتها

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:19
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

أوغندى أنجب 102 ابن و568 حفيدا من 12 زوجة يحدد النسل بسبب تكاليف المعيشة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:38
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 44%

المعارضة بقيادة لابيد تحاول عرقلة مراسم تنصيب حكومة نتنياهو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:58
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

مصطفى مدبولى يعلن موافقة الرئيس السيسى على وثيقة "سياسة ملكية الدولة"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:34
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 38%

القوات المسلحة تعلن القضاء على «حدائق الشيطان»

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:15
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

الرئيس الكوري الجنوبي يدعو إلى الاستعداد للحرب ضد تهديدات بي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

مليار و30 مليون دولار إيرادات الجزء الثانى من فيلم Avatar

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:43
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 45%

غلق شارع الهرم كليا بين شارعى "ناصر الثورة" و"أحمد لطفى السيد" غدا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-29 12:22:39
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 40%

تحميل تطبيق المنصة العربية