أبوبكر بن القاضي أبي الحسن الزهري
أبوبكر بن القاضي أبي الحسن الزهري هوأبوبكر بن الفقيه القاضي أبوالحسن الزهري القرشي قاضي إشبيلية مولده ومنشؤه بإشبيلية وكان جواداً كريماً حسن الخلق شريف النفس قد اشتغل بالأدب وتميز في الفهم وكان أحد الفضلاء في صناعة الطب والمتعينين في أعمالها وخدم بالطب للسيد أبي علي بن عبد المؤمن صاحب إشبيلية وكان يطبب الناس من دون أجرة ويخط النسخ لهم وكان في مبدأ أمره محباً للشطرنج كثير اللعب به وجاد لعبه في الشطرنج جداً حتى صار يوصف به وحدثني القاضي أبومروان الباجي نطق سألت القاضي أبا بكر بن أبي الحسن الزهري عن سبب تفهمه صناعة الطب فنطق لي إنني كنت كثير اللعب بالشطرنج ولم يكد يوجد من يلعب مثلي به في إشبيلية إلا القليل فكانوا يقولون أبوبكر الزهري الشطرنجي. فكان إذا بلغني ذلك أغتاظ منه ويصعب علي فقلت في نفسي لا بد حتى اشتغل عن هذا بشيء غيره من الفهم لأنعت به ويزول عني وصف الشطرنج. وفهمت حتى الفقه وسائر الأدب ولواشتغلت به عمري كله لم يخصني منه وصف أنعت به فعدلت إلى أبي مروان عبد الملك بن زهر واشتغلت عليه بصناعة الطب وكنت أجلس عنده وأخط لمن اتى مستوصفاً من السقمى الرقاع واشتهرت بعد ذلك بالطب وزال عني ما كنت أكره الوصف به وعاش أبوبكر بن أبي الحسن الزهري خمساً وثمانين سنة وتوفي في دولة المستنصر ودفن بإشبيلية.
ابنه محمد بن أبي بكر الزهري، كان جغرافياً شهيراً.