محمد ضيف، الشهير بإسم محمد الضيف، (و. 1960) هوالقائد العسكري لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

حياته العسكرية

هوالقائد العام لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس يتنقل بين قطاع غزة والضفة الغربية للإشراف على تطوير مخلف أجهزة الجناح المسلح.

محمد الضيف" اسم له سقط خاص في الشارع الفلسطيني، فما حتى يسمع هذا الاسم حتى تتزاحم في الذاكرة صور للعمليات الاستشهادية القسّامية، و"حروب الأنفاق" التي أبدعها مجاهدوالقسّام، ومشاهد الاقتحام لمستوطنات ومواقع الاحتلال.. القذائف الصاروخية "القسّام"، "الياسين"، "البتار" التي ابتكرتها عقول القسّاميين.. "محمد الضيف"، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".. شخصية لا يفهمها إلا عدد محدود جداً من المقربين منه، اقترن اسمه بجملة من الصفات كالـ "الحذر"، "الذكاء"، "الحيطة"، "الدهاء"، والتي ترسّخت في ذاكرة الشعب الفلسطيني، من خلال قدرته على قلب المعادلة الصهيونية، ففي حين تعتبره قوات الاحتلال "المطارد رقم1"، أصبحت قوات الاحتلال الصهيوني وبتران مستوطنيها، مطاردةً في جميع بقعة أرض فلسطينية.. وأصبح محمد ضيف"، المُطارِدْ رقم 1 للاحتلال".. وها هوالاحتلال يهرب من القطاع.. ويبقى "محمد الضيف" وإخوانه وأبناء شعبه..

منذ ما قبل "انتفاضة الأقصى"، جنّدت قوات الاحتلال كافة إمكانياتها من أجل اغتيال "محمد الضيف"، كما عملت مع العشرات من مجاهدي "حماس"، غير حتى "الضيف" بقي عصياً على الانكسار.. كالشبح لا يعهد مكانه، بينما ترى أفعاله..، وبررت المخابرات الصهيونية فشلها إلى شخصية الضيف الذي نطقت إنه يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد في الابتعاد عن الأنظار، إلى جانب ما يتحلى به من صفات قيادية (حضور وسحر شخصي) مؤثرة يستطيع من خلالها انتقاء رجاله بدقة وبطريقة يصعب اختراقها.

انخرط محمد الضيف في صفوف حماس، وكان أحد رجالاتها في جميع ميدان وساحة، واعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 خلال الضربة الأولى التي تعرّضت لها حركة حماس، والتي اعتقل فيها الشيخ أحمد ياسين، وقضى 16 شهرا في سجون الاحتلال موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه الشيخ الشهيد صلاح شحادة (اسمه وقتها المجاهدون الفلسطينيون).

وبرز دور "محمد الضيف" كقيادي بارز في كتائب القسّام بعد استشهاد القائد الشهيد عماد عقل عام 1993، وكان له دوره وثقله في قيادة قطاع واسع من جناح حماس العسكري جنبا إلى جنب مع مؤسس أول جناح عسكري لحماس في الأراضي الفلسطينية، وقد سلطت جريمة اغتيال الشيخ صلاح شحادة قائد القسام في شهر حزيران/يوليو2002 الأضواء مجدداً على هذا القائد القسّامي والذي أقرت المخابرات الصهيونية بصعوبة تصفيته، فقد نجح غير مرة في الإفلات من المخططات والمحاولات المتعددة لاغتياله. ومن الجدير ذكره حتى "محمد الضيف" هوأحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية التي انتقل إليها مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن.

كتائب القسام

كانت الأوضاع في الحقبة التي سبقت عام 1987 تتسم ظاهرا بالهدوء، بينما كان بطن الأرض يغلي مؤذنا بقرب اندلاع بركان هادر.. وكان شباب جماعة الإخوان يتشوقون لذلك اليوم الذي يحملون فيه السلاح لمقاومة الاحتلال بعد طول انتظار وإعداد وتربية، وكان لهم ما أرادوا حين شكلت قيادة الإخوان حركة المقاومة الإسلامية حماس للمشاركة في الانتفاضة. وانخرط الضيف في صفوف حماس، وكان أحد رجالاتها في جميع ميدان وساحة، واعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 خلال الضربة الكبرى الأولى لحماس التي اعتقل فيها الشيخ أحمد ياسين، وقضى 16 شهرا في سجون الاحتلال موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه الشيخ الشهيد صلاح شحادة (اسمه وقتها المجاهدون الفلسطينيون).

وبعد خروجه من السجن، كانت كتائب الشهيد عز الدين القسام بدأت تظهر كتشكيل عسكري لحركة حماس، وكان الضيف من مؤسسيها وفي طليعة العاملين فيها جنبا إلى جنب مع الشهيد ياسر النمروطي وإبراهيم وادي وغيرهم من الرعيل الأول من قادة القسام الذين قضوا شهداء أوما زالوا ينتظرون في معتقلات الاحتلال أوفي الشتات. وحول المحاولة العسكرية الأولى لكتائب القسام للقاءة الاحتلال الصهيوني، يقول محمد الضيف: " كانت هناك عملية بمثابة الانطلاقة للعمل العسكري كانت في 1/1/1992م ضد حاخام كفار داروم اسمه أعتقد كان (درانشيشتان) وتم إطلاق النار عليه من أخوة أوائل من مسدسسبعة الذي كانوا يمتلكونه ولم يكن عندهم غيره ".

ومنذ انطلاقتها، وضعت كتائب القسّام قضية التصنيع العسكري نصب عينيها، إدراكاً منها لأهمية التصنيع المحلي للعتاد والذخيرة، لذلك شهد العتاد العسكري لكتائب القسّام، تطوراً نوعياً متسارعاً، وعن عمليات تصنيع الأسلحة القسّامية يقول الضيف: " هذا الموضوع طويل ولكن نستطيع حتى نختصره في نقاط محددة: أولاً.. تطوير السلاح هوالأمر المركزي في تقدم عمل الكتائب والتطوير.

- أول بداية في عمل سلاح كانت في أواخر عام 1991، كان هناك عمل مسدس من نوع (ستار) محلي ، لكن لم تكن المحاولة ناجحة .

- ثم تبعها في بداية 1992 عمل ( عوزي) لكن لم يكتمل العمل به وتم كشفه لدى السلطة والسيطرة عليه مع أنه في النهاية بدأ يثمر وينجح .

- في عام 1994 بعد قدوم (أبوبلال الغول) من الخارج كان عنده خبرة استثمرناها بشكل كبير.

- وفي بداية 1995 ، قدم يحيى عياش فكونّا طاقم ثلاثي ( يحيى الغول ويحيى عياش وأنا ) وبعض الأخوة الآخرين..

- كان أول عمل التفكير في قضية المتفجرات فركزنا اهتمامنا في كيفية تكوين الصاعق، وكان موجود لدينا مادة TNT من بقايا المصريين وآثار الحرب السابقة، ولكن لا يوجد فكرة الصاعق والمادة المحيطة به وبدأنا العمل على هذا الأساس.. وبدأنا نبحث كيميائياً وميكانيكياً على تكوين هذه المادة وبالعمل نجحنا بعد أربعة أشهر في تكوين الصاعق رغم أنه أمر سهل في الظاهر.

- بعد تجهيز الصاعق بدأ ترتيب العمل .. الأخ يحيى كان يشتغل في مادة بيروكسيد الأسيتون ، لكن كنا نحاول تطوير الأمر بشكل أفضل ولوجزئياً وكان الترتيب بعد عمل الصاعق حتى نصنع القنبلة وعملاً بدأت تجارب متتالية وبعد ستة أشهر تقريباً تم عمل أول قنبلة كانت على شكل قنبلة F1 الروسية مصبوبة صب ، لكن عملناها بشكل آخر بحيثقد يكون رأسها مشابه للقنبلة (الإسرائيلية) والجسم مشابه لجسم القنبلة (الروسية) .

- تم التطوير والتغيير في القنبلة حتى أصبحت في النهاية قنبلة جيدة جداً بفضل الله تعالى ،هذه كانت بداية العمل على مستوى تصنيع القنابل وبعد ذلك تم ترتيب وتطوير عمل صاروخ البتار وقاذف الياسين وصاروخ القسام والتي تعهدونها جيداً .

- وطبعاً هناك دوائر تعمل في التصنيع ، هناك دائرة تصنيع صاروخ القسام ، وهناك دائرة الياسين ، وهناك دائرة العبوات والقنابل ... إلى غير ذلك ، لكن أنا تحدثت عن البدايات في تصنيع الصواعق لأن الصاعق هوأساس التفجير ولا يمكن العمل بدونه " .

ويضيف "محمد الضيف قائلاً: " في البداية كانت القنبلة بعد الخناجر ثم تطور الأمر كما ذكرنا حتى وصلنا إلى صاروخ " القسام " الذي كان في البداية يصل إلى أقل من ثلاثة كيلومتر ،الآن بفضل الله يصل إلى أكثر من 9كيلومتر - وقاذف " الياسين " المشابه لقاذف P2 يضرب من على الكتف ويستطيع حتى يخترق أكثر من 15 سم في الحديد المصمت ، طبعاً يستخدم ضد الدبابات والجيبات وناقلات الجند.

- كذلك صاروخ "البتار" وهوصاروخ مضاد للدبابات بحجم أكبر ينصب على منصب.

- والعبوات كثيرة ومتنوعة مثل عبوة "شواظ " والعبوات الجانبية والصحنية والعدسية والانتشارية ، منها ما مضاد للدبابات ومنها ما مضاد للأفراد .. هذا بالاختصار المجمل ".

الحرب على غزة 2014

في معركة العصف المأكول، إحدى معارك الحرب على غزة 2014، وفي عيد الفطر تحدث الضيف في تسجيل صوتي دون ان يظهر وجهه، اتى خطابه حافلا بالرسائل في الاتجاهات السياسية والعسكرية، وموجهاً للأطراف في الساحة الداخلية والخارجية. وتكمن الرسالة الرئيسية في كون كتائب القسام تستهدف الجنود الإسرائيليين في عقر دارهم وبروح استشهادية عالية. حيث تبع الحدثة تصوير لعملية اقتحام نفذتها كتائب القسام خلف خطوط الجيش الاسرائيلي وقتلت بها عدداً من الجنود دون ان تخسر اي مقاتل.

محاولات اغتيال

واستنادا إلى القصاصات والأخبار التي تنشرها صحف عن المجاهد "محمد الضيف" فإن له -عند المخابرات الصهيونية- ملفا مكونا من آلاف الأوراق يتضمن جميع صغيرة وكبيرة حول شكله وملامحه وصفاته، والأماكن المتسقطة لوجوده.. ونفذت قوات الاحتلال الكثير من المحاولات لاغتيال القائد القسّامي إلا حتى محاولاتها كانت تبوء بالفشل.. يقول "محمد الضيف" في لقاءة أجراها معه مسقط "كتائب القسّام"، وتم نشره في أوائل شهر أيلول/ سبتمبر 2005، حول محاولات الاغتيال الصهيونية التي تعرّض لها: " المحاولات التي نفهمها نحن ( لأنه قد يحدث هناك محاولات لا نفهمها) خمس محاولات، المحاولة المعروفة هي التي أصبت فيها، وهناك محاولة أخرى حيث تم ملاحقة سيارتنا من طائرة الأباتشي ونزلنا من السيارة ولم يصب أحد منا، المحاولة الثالثة كانت بتنسيق ضابط مخابرات مع رجل مشبوه بحيث يحاول قتلنا والهروب، وكانت العملية معقدة ومركبة ولها تفصيلات أخرى كبيرة ، وفشلت بحمد الله تعالى .. المحاولة الرابع ة، حددوا المكان الذي كنت فيه في برج ونطقوا إنه لولم يكن هناك سكن لتم قصف البرج ".

الهامش

وصلات خارجية

• خطاب محمد ضيف قائد القسام + فيديولعملية إنزال وقتل لجنود إسرائيليين على يوتيوب، الحرب على غزة 2014، الجزيرة