أحمد بن ماجد

أحمد بن ماجد بن محمد السعدي النجدي (821 هـ - 906 هـ) "النجدي" نسبة إلى منطقة رأس الخيمة من الجزيرة العربية .ملاح وجغرافي عربي مسلم، برع في الفلك، الملاحة، والجغرافيا وسماه البرتغاليون almirante ومعناها أمير البحر , ويلقب"مفهم بحر الهند" , ينتسب إلى عائلة من الملاحين. خط الكثير من المراجع الملاحية، وكان خبيراً ملاحياً في البحر الأحمر وخليج بربرا والمحيط الهندي وبحر الصين.

ويتمتع أبن ماجد بأشهر اسم في تاريخ الملاحه البحرية لإرتباط اسمه بالرحلة الشهيرة حول رأس الراتى الصالح إلى الهند حيث قام ابن ماجد بمساعدة فاسكودي جاما لأكتشاف طريق الجديد الموصل إلى الهند..

ولأبن ماجد الفضل في أرساء قواعد الملاحه للعالم، وفقد بقيت آراؤه وأفكاره في مجال الملاحه سائده في جميع من البحر الأحمر والخليج العربي وبحر الصين حتى سنة 903 هجرية وهوأول من خط في موضوع المرشدات البحرية الحديثة .

اسمه

أحمد بن ماجد بن محمد بن عمر بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين بن أبي معلق بن أبي الركايب. وكني بـ"ابن ماجد" و"ابن أبي الركائب". ولقب بـ"الشهاب"، و"شهاب الحق" و"شهاب الدين" دلالة على تدينه. كما لقب بـ"رابع الثلاثة" و"المفهم أسد البحار" و"ربان الجهازين" و"مفهم بحر الهند" كدلالة على فهمه. احمد بن ماجد ولد في راس الخيمة عام 821 هـ وتوفي عام 906 هـ.

نسبه

تحدث ابن ماجد عن أنه ينتسب إلى القبائل العدنانية من تهامة ونجد والحجاز.

واختلف المؤرخون في "نسبه الأرضي" أوالجغرافي إذ نسب إلى مدينة Julphar التابعة لمملكة هرمز ذلك الزمان (إمارة رأس الخيمة الحالية). كما أرجع بعضهم أنه تميمي من ثادق في نجد مع حتى ابن ماجد نفسه لم يقل أنه تميمي. كما قيل أنه ظفاري من سلطنة عمان أوأنه نجدي من اليمن..

كان أبوه وجده ملاحين مشهورين، ويقول عن جده: «عليه الرحمة كان نادرة في ذلك البـحر (المحيط الهندي)، واستفاد منه والدي، وأسهما في فهم القياسات، وأسماء الأماكن، وصفات البحر والبحار».^{[بحاجة لمصدر]}

ثقافته

عهد ابن ماجد الكتابة والقراءة رغم حتى ملاحي بحر الهند في ذلك الزمن كانوا أميين، كما حتى كتاباته تدل على فهم بالغ باللغة العربية وتفاصيلها. وكان ضليعاً بفهم الفلك وتطبيقه في فهم الملاحة. وهويعهد أسماء الكواكب العربية واليونانية. ويستخدم الاسطرلاب بمهارة. وتحدث في كتاباته عن أمور عديدة مثل الدين والجغرافيا والتاريخ والأدب والأنساب. وتدل آثاره أنه تحدث اللغة التاميلية، وألم بالزنجية والفارسية لماماً بالإضافة لإتقانه اللغة العربية.

حياته

بدأ "أحمد" وهوفي سن العاشرة مصاحبة والده في رحلاته البحرية وقاد تحت إشراف والده أول رحلة وهوفي سن السابعة عشرة، وتفهم البحار الصغير الفلك والرياضيات والجغرافيا جنباً إلى جنب مع التاريخ والأدب وألف أكثر من ثلاثين كتاباً أرسى فيها وأسس قواعد فهم حديث هوفهم البحار الذي لم يكن معروفاً من قبل كما استحدث أدوات ملاحية جديدة أهمها اختراعه «البوصلة البحرية» المقسمة إلى 22 درجة والتي ما تزال مستعملة حتى الآن.

وكان العرب قد عهدوا آلات ملاحية وفلكية لتحديد خطوط العرض معتمدين في ذلك على معهدتهم الدقيقة بمواقع النجوم وكان من هذه الآلات «الكمال» و«البليستي» و«اللوح» والأخيرة هي التي أذهلت "فاسكودا جاما" حين رآها مع أحمد بن ماجد «وردة الرياح» وهي آلة من الخشب تقسم عليها دائرة الأفق إلى الجهات الأربع الأصلية ويقسم جميع ما بين جهتين إلى أقسام صغيرة وتستخدم لفهم اتجاه الرياح ومن أين تهب.

أعماله

كتاباته

نظم ابن ماجد الشعر الفهمي الملاحي وخط فيه نثراً. فعدد أراجيزه وقصائده المكتشفة وصل إلى 34 قصيدة يصل عدد أبياتها إلى 4603 بيت. وتدل الأبحاث عن وجود 18 قصيدة مفقودة. كما له أعمال نثرية منها: "مختصر كتاب الفوائد في أصول فهم البحر والقواعد" (1489م) وكتاب "الفصول" وكتاب "الملل". أما نثره المفقود فهما كتابين: "مطول كتاب الفوائد في أصول فهم البحر والقواعد" (1475) وكتاب "شرح المضىية" و"حاوية الاختصار في أصول فهم البحار". وترجم له بعض الخط مثل "المحيط" إلى الهجرية العثمانية ومنها نقل إلى اللغات الأوروبية.

وفي محفوظات معهد الدراسات الشرقية بلنينگراد مخطوطة عربية خطها أبن ماجد بالشعر في ثلاث فصول وصف فيها طرق الملاحة المتنوعة عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي وبداية القرن السادس عشر باقر أمير الورد

ويبلغ أثار ابن ماجد أكثر من أربعين عملآ مكتوبآ نذكر منها:

الفوائد في أصول فهم البحر والقواعد.
رسالة قلادة الشموس وأستخراج قواعد الأسوس.
كتاب تحفة الفحول في تمهيد الأصول.
العمدة المهدية في ضبط العلوم البحرية.
المنهاج الفاخر في فهم البحر الزاخر.
القصيدة الهمزية.
الأرجوزة السبعية.
كتاب الفصول.
كتاب الملل.
شرح المضىية.
حاوية الأختصار في أصول فهم البحار.

فهم الملاحة البحرية

يعد كتاب ابن ماجد "الفوائد في أصول فهم البحر والقواعد" أبرز ما يذكر في فهم الملاحة البحرية وارتباطه بفهم البحار، ففيه يوضح ابن ماجد تاريخ فهم البحر والملاحة البحرية حتى القرن الخامس عشر الميلادي، ويلقي الضوء على مدى تأثر البرتغال بعلوم المسلمين، وبتنطقيد الملاحة البحرية بشكل عام وفي المحيط الهندي بشكل خاص، وفي الكتاب يتحدث عن العلوم والثقافات التي يجب حتى يلم بها ربان السفينة فيقول حتى لركوب البحر أسباباً كثيرة أهمها فهم المنازل والمسافات والقياس والإشارات.^{[بحاجة لمصدر]} كما رسم ابن ماجد الكثير من الخرائط البحرية وقام برحلات عديدة إلى شرق أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا والصين.

القياس بالأصابع

أوجد ابن ماجد صلة بين تقسيم دائرة الأفق إلى 32 جزءاً تماثل أخنان البوصلة وبين استخدام قبضة اليد والذراع مبسوطة في اتجاه البصر أمام الراصد. فقبضة اليد من الخنصر إلى الإبهام والذراع ممدودة إلى الأمام تمثل ¹/₃₂ جزءاً من محيط دائرة مركزها نقطة اتصال الذراع بالكتف، فلواستقبلنا الشمال لأمكن باستخدام قبضة اليد فقط التعهد على أي اتجاه آخر على دائرة الأفق. وفي ذلك يقول ابن ماجد في كتابه الفوائد في وصف طريقة لتحديد القبلة:

...وكذلك دورة السماء 32 جزءا ً، يقصد دائرة الأفق، وكل جزء قبضة من الخنصر إلى الإبهام وأنت مستقبلها مادّا ً بها ذراعك. فحط بيت الإبرة أمامك وصل على أي خن اتى في النظم على أي بلد أنت بها واقبض ببعض الأدلة المشار إليها عند عدم وجود الحقة، اي البوصلة،...ولما كانت المسافة بين الخنصر والإبهام، واليد مقبوضة، تساوي نحوسبعة أصابع فإن تقسيم دائرة الأفق يصبح 334 إصبعا ً وهوالأساس الذي بني عليه تقسيم "الحقة" العربية

.

البوصلة

ويقول ابن ماجد انه مطور أوماهر في استعمال البوصلة والتي يسميها "الحقة" إذ يذكر في كتابه "الفوائد": «..ومن اختراعنا في فهم البحر هجريب مغناطيس على الحقة بنفسه، ولنا فيه حكمة كبيرة لم تودع في كتاب».

فضله على فاسكودي جاما

ذكر بعض المؤرخين مثل "النهروالي" و"فراند" حتى الرحالة البرتغالي فاسكودي جاما استعان بابن ماجد كربان في ترحاله وبخاصة في رحلته من مالندي على ساحل أفريقيا الشرقية إلى كاليكوت في الهند سنة 1498م لذا هوأحرى بلقب مكتشف طريق الهند^{[بحاجة لمصدر]}. إلا حتى مؤرخين آخرين عارضوا مثل هذه الفكرة من أساسها إما بسبب أخطاء "فراند" بترجمة النهروالي، أولعدم وجود أي ذكر لابن ماجد في الأدبيات الملاحية البرتغالية.^{[بحاجة لمصدر]} كما انتقد بعض المؤرخين العرب ما قام به ابن ماجد إذ أنه ساعد البرتغاليين الذين قضوا على الملاحه العربية

ذكراه

ألف المستشرق الروسي تيودور شوموڤسكي الذي عثر على أرجوزة لأبن ماجد على شكل مخطوطة في مخطة أستنبول وأيضآ عثر على ثلاث مخطوطات أخرى في مخطة ليننجراد لأبن ماجد كتاب أسماهـ (ثلاث أزهار في فهم البحار لأحمد أبن ماجد: ملاح فاسكودي جاما).

وتخليدا لإسم أسد البحار احمد ابن ماجد سمي أحد شوارع حي سيدي جابر بمحافظة الأسكندرية مصر بإسمه (شارع ابن ماجد).

المصادر

^ موسوعة فهماء العرب والمسلمين, محمد فارس, ص48
^ رواد فهم الجغرافيا في الحضارة العربية الإسلامية, علي عبد الله الدفاع, ص233
^ معجم فهماء العرب, باقر أمير الورد, ص59
^ أمير البحر علي بن الحسين، عن مخطوطة ريفان رقم 1643، 1554م
^ رواد فهم الجغرافيا في الحضارة العربية الإسلامية, علي عبد الله الدفاع, ص234
^ موسوعة فهماء العرب والمسلمين, محمد فارس, ص50
^ أنور عبد العليم، الفوائد في اصول فهم البحر والقواعد لابن ماجد الملاح، مجلة العرب، الجزء التاسع، السنة الرابعة، حزيران 1970، ص 832
^ إبراهيم الخوري، احمد بن ماجد، سلسلة كتاب الابحاث، مركز الدراسات والوثائق، 2002
^ احمد بن ماجد، قصائده "السفالية" (البيت 691) و"المضىية" (البيت 191) و"المكية" (البيت 2 و16 و169) و"نادرة الابدال في الواقع وذبان العيوق" (البيت 39)
^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة أمير البحر
^ مجلة التراث الإنسانية، "الفوائد في أصل فهم البحار والقواعد لابن ماجد"، المجلد الخامس، 1967
^ عبد الله الماجد، الربان النجدي أحمد بن ماجد، مجلة العرب، ج1، السنة الثالثة، 1968
^ أنور عبد العليم، الملاحة وعلوم البحار عند العرب
^ معجم فهماء العرب، ص59
^ موسوعة فهماء العرب والمسلمين، محمد فارس، ص49
^ معجم فهماء العرب، باقر أمير الورد، ص60
^ أنور عبد العليم، الملاحة وعلوم البحار عند العرب، عالم الفهم، يناير 1979
^ قطب الدين النهروالي، المتوفى سنة 988هـ، "البرق اليماني في الفتح العثماني"
^ جابرييل فراند، "الربان العربي عند فاسكودي جاما والملاحة العربية في القرنين الخامس عشر، بالفرنسي، دورية الجغرافية، 1922.
^ الدكتور عبد الهادي التازي، "ابن ماجد والبرتغال"، الكتاب أصدر منه الطبعة الثالثة بسلطنة عمان بنفس العنوان عام 2005
^ حسن صالح شهاب، "أضواء على تاريخ اليمن البحري" وذكر حوراني «كان دي جاما يبحث بشرق إفريقية عن مرشد يحمله إلى الهند، فلم يجد إلا أحمد بن ماجد. فكان من سخرية التاريخ حتى ملاحاً عربياً كبيراً ساعد على القضاء على الملاحة العربية»
^ جورج حوراني، "العرب والملاحة في المحيط الهندي في العصور القديمة وأوائل القرون الوسطى، ترجمة يعقوب بكر، مصر، 1958."
^ ابن ماجد - بقلم الدكتور خالد بن محمد الغيث
^ رواد فهم الجغرافيا في الحضارة العربية الإسلامية، علي عبد الله الدفاع، ص236