الپاپا نيقولا الخامس

عودة للموسوعة

الپاپا نيقولا الخامس

نيقولا الخامس
Nicholas V
اعتلى السـُدة 6 March 1447
انتهى سـُدته 24 March 1455
سبقه يوجين الثالث
خلفه كالكستوس الثالث ‏
الترسيم 17 مارس 1447
أصبح كاردينال 16 ديسمبر 1446
تفاصيل شخصية
اسم الميلاد توماسوپرنتوتشيلي
وُلِد 15 نوفمبر 1397
سارزنا، جمهورية جنوة
توفي 24 مارس 1455
روما، الدويلات الپاپوية
پاپوات آخرون اسمهم نيقولا
بابوي styles of
الپاپا نيقولا الخامس
أسلوب الإشارة قداسته
أسلوب المخاطبة قداستك
الأسلوب الديني الأب المقدس
الأسلوب بعد الوفاة لا أحد

الپاپا نبيقولا الخامس (بالإيطالية: Niccolò V) (15 نوفمبر 1397 – 24 مارس 1455)، وُلد توماسوپرنتوتشيلي، كان پاپا منستة مارس 1447 حتى وفاته عام 1455.

سيرته

نشأ توماسوپرنتوتشيلي نشأة فقيرة في سار دسانا، ولكنه استطاع بطريقة ما حتى يلتحق بجامعة بولونيا، وأن يقضي فيها ست سنين. ولما نفذ ماله غادرها إلى فلورنس واشتغل مربياً خاصاً في بيتي رينلدودجلي ألبتسي Rinaldo degli Albizzi وبلاده استرتسي. ولمّا كثر ماله عاد إلى بولونيا وواصل الدرس وحصل وهوفي سن الثانية والعشرين على درجة دكتور في اللاهوت. وعيّنه نقولودجلي البرجاتي، كبير أساقفة بولونيا مشرفاً على شئون بيت رياسة الأسقفية وأخذه إلى فلورنس ليكون في خدمة يوجنيوس الرابع حين كان هذا البابا يقضي عهد منفاه الطويل. واصبح هذا القس في السنين التي قضاها بفلورنس من أصحاب النزعة الإنسانية، دون حتى يخرج بذلك على المبادئ المسيحية، وصار صديقاً حميماً لبرتي، ومارسوبيني، ومانتي، وأورسبا، وبجيو، وانضم إلى مجتمعاتهم الأدبية. وسرعان ما التهب قلب تومس ساردسانا، كما كان الإنسانيون يسمّونه، بنار تحمسهم للآداب القديمة، فكان ينفق جميع دخله تقريباً في شراء الخط، ويقترض المال لابتياع المخطوطات الغالية الثمن، وجهر بأمله في حتى يمكّنه ماله يوماً ما من حتى يجمع في مخطة واحدة جميع الخط العظيمة في العالم. وترجع نشأة مخطة الفاتيكان إلى هذا المطمع العظيم. واستخدمه كوزيموفي عمل فهارس المخطة المرقسية، وابتهج توماسولوجوده بين مخطوطاتها؛ وقلّما كان يعهد أنه يعد نفسه لأنقد يكون أول بابوات النهضة.

وظل عشرين عاماً يقوم بخدمة ألبرجاتي في فلورنس وبولونيا. فلمّا توفي كبير الأساقفة (1443) عيّن يوجنيوس بارنتونشيلي خلفاً له؛ ثم عيّنه البابا بعد ثلاث سنين من ذلك الوقت كردنالاً متأثراً في ذلك بفهمه، وصلاحه، ومقدرته الإدارية. وانقضى عام آخر، ومات يوجنيوس،ووجد الكرادلة أنفسهم في مأزق حرج بين أحزاب أرسيني وكولنا فحملوا بارنتوتشيلي إلى عرش البابوية. وصاح هوفي وجه فسبازياتودا بستتشي قائلاً: "منذا الذي كان يظن حتى عاملاً فقيراً يدق الجرس عند قسيس يصبح بابا، ويحدث بذلك الاضطراب في صفوف المتكبرين؟" وابتهج الإنسانيون في إيطاليا بهذا الاختيار ونادى أحدهم فرانتشيسكوبرباروبأن رؤيا أفلاطون قد تحققت: فقد أصبح الفيلسوف ملكاً.

وكان لنقولا الخامس - وهذا هوالاسم الذي اختاره لنفسه - ثلاثة أهداف: حتىقد يكون بابا صالحاً، وأن يعيد بناء روما، وأن يحيي الآداب والعلوم والفنون القديمة. وسلك في أعمال منصبه السامي مسلك التواضع والكفاية العظيمة، لا يكاد ينبتر عن مساع شئونه ساعة من ساعات النهار، واستطاع حتى يحتفظ بعلاقات الود والصداقة بين جميع من ألمانيا وفرنسا. وأدرك البابا المعارض فليكس الخامس حتى نقولاس لن يلبث حتى يكتسب ولاء العالم المسيحي كله، فتخلّى عن جميع نادىواه،وعفا عنه نقولاس فضلاً منه وكرماً؛ وانتقل المجلس الثائر الآخذ وقتئذ في الانحلال من بازل إلى لوزان ثم انفض (1449)؛ وانتهت بذلك حركة المجالس الكنسية، وانشعب الصدع الذي وقع في البابوية. غير حتى المطالبة بإصلاح الكنيسة ظلت تجيء من وراء جبال الألب؛ وأحس نقولاس بأنه عاجز عن القيام بهذا الإصلاح أمام معارضة جميع ذوي المناصب الكبيرة الذين سيفقدون مناصبهم حتماً إذا ما تم هذا الإصلاح المنشود. وكان يأمل حتى الكنيسة إذا ما تزعمت حركة إحياء العلوم، ستستعيد م كان لها من مكانة فقدتها في أفنيون، وفي عهد الانشقاق. ولسنا نعني حتى مناصرته للعلوم كانت منبعثة عن غايات سياسية، فنحن لا يخالجنا شك في أنها كانت رغبة صادقة تكاد تكون هياماً؛ فقد قام في أيامه الأولى برحلات شاقة فوق جبال الألب درس فيها عن المخطوطات، وكان هوالذي كشف في بازل عن مؤلفات ترتليان.

والآن وقد امتلأت خزائنه بإيرادات البابويةـ فقد شرع يبعث العمال إلى أثينة والقسطنطينية، وإلى كثير من المدن في ألمانيا وإنجلترا ليبحثوا عن المخطوطات اليونانية واللاتينية، وثنية كانت أومسيحية؛ ويشتروها أوينسخوها. وحشد في الفاتيكان طائفة كبيرة من النساخين والناشرين، ولم يكد يهجر محرراً إنسانياً في إيطاليا إلاّ استنادىه إلى روما. وفي ذلك يقول فسبازيانومعجباً به وإن كان في قوله كثر من المبالغة: "وأقبل الفهماء من جميع أنحاء العالم على روما في أيام البابا نقولاس، بعضهم من تلقاء أنفسهم، وبعضهم إجابة لطلبه".وكافأهم على أعمالهم بسخاء لا يقل عن سخاء خلفاء المسلمين الذين تهز مشاعرهم نغمات الموسيقى أوقصائد الشعراء. من ذلك حتى لورندسوفلا الخاضع لسلطان البابا تلقّى 500 دوقة (12.500،يا ترى؟ دولار) لأنه ترجم كتاب توكيديدس إلى اللغة اللاتينية، ونال جوارينودا فيرونا 1500 دوقة نظير ترجمة استرابون، ومنح نقولوبيترتي Niccolo Petrotti خمسمائة دوقة نظير ترجمة بوليوس، وكلّف بجيوبترجمة كتاب ديودور الصقلي؛ وأغلر ثيودورس جادسا بالمجيء من فيرار ليخرج ترجمة لخط أرسطو؛ ومنح فيليلفوبيتاً في روما، وضيعة في الريف،وعشر آلاف دوقة ليترجم الإلياذة والأوديسة إلى اللغة اللاتينية. وقد بلغ من ضخامة هذه المكافآت حتى تردد بعض الفهماء في قبولها، ولكن البابا تغلّب على التردد بأن حذّرهم بشيء من الفكاهة قائلاً" "لا ترفضوا، فقد لا تجدوا نقولاس آخر" ولمّا حتى أخرجه الوباء من روما إلى فيرارا، أخذ مترجميه ونسّاخيه خشية حتى يهلك الوباء واحداً منهم. على أنه في الوقت عينه لم يهمل ما يمكن حتى نسمّيه الأدب المسيحي القديم. فقد عرض خمسة آلاف دوقة على من يستطيع حتى يأتيه بإنجيل متّي بلغته الأصلية؛ واستخدم جيانتسومانتي وجورج الكربزوني ليترجما خط سيريل، وباسل، وجريجوري تريانزين وجريجوري النتشائي وغيرها من الآداب الدينية؛ وعهد إلى مانتي وطائفة من مساعديه بأن يخرجوا ترجمة جديدة للكتاب المقدس عن النسخة العبرية الأصلية واليونانية، لكن موته حال دون هذا العمل أيضاً. وتمت هذه التراجم اللاتينية في عجلة، وكانت تشوبها كثير من العيوب، ولكنها فتحت لأول مرة خط هيرودوت، وتوكيديدس، وأكسانوفون، وبولبيوس، وديودور، وأبيان، وفيلون، ونيوفرا سطوس، لطلاب الفهم الذين لا يستطيعون قراءة اللغة اليونانية. وخط فيليلفومشيراً إلى هذه التراجم يقول: "لم تفن اليونان، بل هاجرت إلى إيطاليا، التي كانت في الأيام الخالية تسمى اليونان الكبرى". ويقول مانتي معبّراً عن شكره واعترافه بالجميل، تعبيراً تعوزه الدقة الفهمية، إذا ما ترجم من الخط في الثمان السنين التي جلس فيها نقولاس على عرش البابوية أكثر ممّا ترجم في الخمسة القرون السابقة بأجمعها.

وكان نقولاس يحب مظهر الخط وشكلها كما كان يحب ما تحتويه صحائفها. وكان هونفسه خطاطاّ؛ وأمر بأن يخط له التراجم خطة مهرة على الرق؛ وأن تجلّد أوراقها بالقطيفة القرمزية اللون، وأن تكون لها مشابك من الفضة. ولمّا كثر عدد خطه - حتى بلغ أخيراً 824 مخطوطاً لاتينياً و352 مخطوطاً يونانياً - وضمّت هذه الخط إلى مجموعات البابوات السابقين نشأت معضلة المكان الذي توضع فيه هذه المجلدات الخمسة الآلاف - أكبر مجموعة من الخط في العالم المسيحي - بحيث يضمن انتنطق هذه الذخيرة كاملة إلى الخلف، وكان تشييد دار الخط في الفاتيكان من أصدق أماني نقولاس.

وكان بنّاءً كما كان عالماً تحريرياً، وقد صمم منذ جلس على عرش البابوية على حتى يجعل روما خليقة بزعامة العالم. وكان عيد من أعيادها قد اقترب موعده إذ كان يحل في عام 1450. وكان ينتظر قدوم مائة ألف زائر إليها في هذا العيد، وينبغي ألاّ يجدوا روما خربات رثّة بالية، وتطلبت كرامة الكنيسة والبابوية حتى يطالع حصن المسيحية الحصين زائريه (بمبان فخمة، تجمع بين حسن الذوق والجمال من جهة والفخامة والضخامة من جهة أخرى" بحيث "يحمل هذا من شأن كرسي الرسول بطرس". هكذا صرّح نقولاس بغرضه وهوعلى فراش الموت معتذراً عمّا قصّر فيه. وقد أعاد بناء أسوار المدينة وأبوابها الكبرى، ورمّم سقاية ماء فرجيني، وأمر أحد الفنانين بأن ينشئ فسقية عند مصبّها تزدان بها. وعهد إلى ليون ألبرتي بأن يخطط القصور، والميادين العامة، والشوارع الفسيحة، تقيها من الشمس والمطر البواكي المعمّدة. وأمر برصف كثير من الشوارع، وتجديد كثير من الجسور، ورمّم حصن سانت أنجيلو. وأقرض أعيان المواطنين الأموال ليساعدهم على بناء القصور التي تزدان بها روما. وجدّد برناردورسلينو، إطاعة لأمره، كنائس سانتا ماريا مجبوري، وسان جيوفني لاترنو، وسان بولو، وسان لورندسوالقائمة خارج أسوار المدينة، والكنائس الأربعين التي كان جريجوري الأول قد خططها لتكون محطات للصليب. ووضع تصميمات فخمة لبناء قصر حديث للفاتيكان يغطي بحدائقه جميع تل الفاتيكان، ويسع البابا وجميع موظفيه، وكرادلته، وجميع الممحرر الإدارية التابعة للحكومة البابوية. وعاش حتى أتم حجراته الخاصة (التي شغلها فيما بعد اسكندر السادس وسمّاها جناح بورجيا)، والمخطة (وهي الآن البيناكوتيكا فاتيكانا) والحجرات التي نقشها رفائيل فيما بعد. واستدعى بينيديتوبنتفجلي من بروجيا، واندريا دل كستنانيومن فلورنس لينقشوا رسوماً جصية - لم يبق لها أثر الآن - على جدران الفاتنكان؛ وأقنع الراهب أنجيلكو- وكان وقتئذ شيخاً طاعناً في السن - بأن يعود إلى روما لينقش في معبد البابا نفسه قصص القديس اصطفانوس، والقديس لورنس، وفكر في حتى يهدم باسلقا القديس بطرس المتداعية، وأن يشيّد فوق قبره أروع كنيسة في العالم، وقُدّر ليوليوس الثاني حتى يشرع هوفي تحقيق هذا الغرض الجليل.

وكان يأمل حتى يحصل على ما يلزمه من المال لتحقيق هذه الأغراض كلها مما يرد إلى روما في ذلك العيد القريب. وأعرب نقولاس حتى هذا العيد سيكون احتفالاً بعودة السلام والوحدة إلى الكنيسة؛ ووافق ذلك هوى في نفوس شعوب أوربا. وتوافد الحجاج من جميع أنحاء العالم المسيحي اللاتيني بكثرة لم يسبق لها من قبل مثيل، وشبّههم شهود عيان بأسراب من النمل، وبلغ الزحام في روما درجة اضطر معها البابا إلى حتى يحدد أقصى مدة يقيمها أي زائر فيها بخمسة أيام في أول الأمر، ثم بثلاثة، ثم بيومين اثنين. وحدث في يوم من الأيام حتى اغتال مائتا إنسان حين تدافع الناس فهووا في نهر التيبر. فما كان من نقولاس بعدئذ إلاّ حتى أمر بهدم بعض البيوت ليفسح الطريق إلى كنيسة القديس بطرس. واتى الحجاج معهم بهدايا فاقت في قيمتها ما كان يتسقطه نقولا نفسه، ووفت بنفقات مبانيه الجديد، وما خصصه من المال للفهماء والمخطوطات. وعانت المدن الإيطالية الأخرى نقصاً في النقود لأن الأموال "كلها تدفقت في روما" ولكن أصحاب النزل في روما، ومبدّلي النقود والصيارفة، والتجار جنوا أرباحاً طائلة، حتى استطاع نقولاس حتى يودع في مصرف آل ميديتشي وحده مائة ألف فلورين (2.500.000،يا ترى؟ دولار). واشتد تذمر البلاد الواقعة وراء جبال الألب من انصباب المضى إلى إيطاليا.

وحتى في روما نفسها شوّه بعض التذمر هذا الرخاء الطارئ. ذلك حتى حكم نقولاس لهذه المدينة كان حكماً مستنيراً عادلاً كما يراه هو، وكان قد وعد بتحقيق بعض الآمال الجمهورية، بأن رشّح أربعة من المواطنين يعيّنون هم في المستقبل جميع موظفي البلدية، ويشرفون على شئون الضرائب التي تجبى من المدينة. ولكن أعضاء مجلس الشيوخ والأعيان وهم الطبقة التي كانت تتولى حكم المدينة حين كان البابوات يقيمون في أفنيون وفي عهد الانشقاق، لم يرضوا عن الحكومة البابوية القائمة فيها، كما استاء العامة من تحويل الفاتيكان إلى قصر محصن يقوى على صد أي هجوم يماثل الهجوم الذي أدى إلى طرد يوجنيوس من روما. وكانت الأفكار الجمهورية التي ينادي بها أرنلد البيشائي، وكولا دي ريندسولا تزال تثير كثيراً من العقول. وحدث في السنة التي تربّع فيها نقولاس على عرش البابوية حتى ألقى زعيم من أهل المدينة يدعى استفانوبركاروخطبة حماسية نارية يطالب فيها بإعادة الحكم الذاتي إلى المدينة؛ فما كان من نقولاس إلاّ حتى نفاه من المدينة نفياً مريحاً، إذ عيّنه حاكماً لأنياني، ولكن بروكورواستطاع حتى يعود إلى العاصمة، وأن ينادي بنداء الحرية أمام جمع مهتاج في حفلة مقنعة. ونفاه نقولاس مرة أخرى إلى بولونيا، ولكنه هجر له حريته الكاملة ولم يفرض عليه إلاّ حتى يظهر جميع يوم أمام المندوب البابوي في المدينة. بيد حتى استفانو، الذي لم يكن شيء يثبّط همته أويقعد به عن العمل، استطاع وهوفي بولونيا حتى يدبر مؤامرة محكمة أشرك فيها ثلاثمائة من أتباعه في روما. وكانت النية مبيتة على حتى يهاجم المتآمرون قصر الفاتيكان في يوم عيد الغطاس أثناء قيام البابا والكرادلة بالقداس في كنيسة الرسول بطرس، ثم يستولوا على ما فيه من كنوز ليتمكنوا بها من إقامة جمهورية، ثم يلقوا القبض على نقولاس نفسه ويتخذوه أسيراً. وغادر بركاروبولونيا أسيراً (في 26 ديسمبر سنة 1452) وانضم إلى المتآمرين عشية يوم الهجوم المدبر. ولكن غيابه عن بولونيا عهد، واتى رسول إلى الفاتيكان يحذر البابا من المؤامرة. واقتفى أثر استفانو، وعثر عليه، وزج في السجن، وضرب رأسه في اليوم التاسع من يناير في سانت أنجيلو. وعد الجمهوريون قتله اغتيالاً، وندد الكتاب الإنسانيون بالمؤامرة وعدّوها خيانة مروعة للبابا الخير الصالح.

وروع نقولاس، وتبدلت حاله لمّا تبين له حتى قسماً كبيراً من أهل المدينة يرونه طاغية مهما تكن فعاله الخيّرة. وأقضّت مضجعه الظنون السيئة، وملأ الغضب صدره، وعذبه سقم الرثية، فأخذ ينحدر انحداراً سريعاً نحوالشيخوخة. ولمّا اتىته الأنباء بأن الأتراك استولوا على القسطنطينية فوق خمسين ألفاً من جثث المدافعين عنها، وأنهم اتخذوا كنيسة أياً صوفياً مسجداً (1453)، خيل إليه حتى ما ناله في أثناء بابويته كان بهرجاً كاذباً وعبثاً باطلاً قصير الأجل. وأهاب بالدول الأوربية حتى تضم صفوفها لتقوم بحملة صليبية تستعيد بها حصن المسيحية الشرقية الحصين، وطالب بعشر إيراد أوربا الغربية بأجمعه ليمول به هذه الحملة، وتعهّد بأداء جميع إيرادات الأملاك البابوية، والحكومة البابوية، وغيرها من الموارد الكنسية؛ ثم طال بوقف جميع الحروب المستعرة بين الأمم المسيحية، وإلا حرم القائمون بها من حظيرة الدين، لكن أوربا أصمت أذنيها عن سماع النداء. ونطق الناس إذا الموال التي جمعها البابوات السابقون لتمويل حروب صليبية استخدمت في أغراض أخرى. وآثرت البندقية حتى تعقد مع الأتراك اتفاقاً تجارياً، وأفادت ميلان من متاعب البندقية فاستردت برستشيا، ونظرت فلورنس بعين الرضا إلى فقدان البندقية تجارتها مع الشرق(20). وأحنى نقولاس رأسه أمام الحقيقة الواقعة، وبرد دم الحياة في عروقه. وتوفى الرجل في عام 1455 في الثامنة والخمسين من عمره بعد حتى أنهكته متاعب الدبلوماسية غير المجدية وجوزي على خطايا أسلافه.

لكنه أعاد السلام إلى داخل الكنيسة، وأعاد النظام والمجد إلى روما، وأنشأ أعظم مخطة في أوربا كلها، ووفق بين الكنيسة والنهضة، ولم يدنس يده بالحرب، ولم يتحيز لذوي القربى، وبذل ك لما يستطيع من الجهد ليخرج بأوربا من النزاع المؤدي إلى الانتحار. وكان هونفسه يحيا حياة بسيطة وسط موارد لم يسبق لها في ضخامتها مثيل، وكان محباً للكنيسة ولخطه، ولم يسرف إلاّ في عطاياه. وقد عبّر إخباري محزون عن شعور إيطاليا حين وصف البابا العالم بأنه رجل "حكيم، عادل، خيّر، رحيم، مسالم، شفيق، محسن، متواضع...متصف بجميع الفضائل". نعم إذا هذا هوحكم المحبين، وقد لا يرى بركوروهذا الرأي، ولكن لا بأس من حتى نسجل هذا الحكم.


انظر أيضاً

  • لودڤيگ فون پاستور
  • رومانوس پونتيفكس
  • دوم ديڤرساس
  • كرادلة نيقولا الخامس

المصادر

  • "The Historical Encyclopedia of World slavery", Editor Junius P. Rodriguez, ABC-CLIO, 1997, ISBN 0-87436-885-5
  • "That the world may believe: the development of Papal social thought on aboriginal rights", Michael Stogre S.J, Médiaspaul, 1992, ISBN 2-89039-549-9
    • "A violent evangelism", Luis N. Rivera, Luis Rivera Pagán [1], Westminster John Knox Press, 1992, ISBN 0-664-25367-9

هوامش

  1. ^ Filelfo, Francesco and Diana Robin, Odes, (Harvard University Press, 2009), 370.
  2. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

وصلات خارجية

  • الموسوعة البريطانية 1911
  • 1908: نيقولا الخامس.
  • in English translation :
ألقاب الكنيسة الكاثوليكية
سبقه
يوجين الثالث
پاپا
6 مارس 1447 - 24 مارس 1455
تبعه
الپاپا كالكستوس الثالث ‏
تاريخ النشر: 2020-06-04 14:41:06
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, Pages using deprecated image syntax, الپاپا نيقولا الخامس, مواليد 1397, وفيات 1455, أشخاص من سارزانا, بابوات إيطاليون, أساقفة كاثوليك من القرن 15, إيطاليون من القرن 15, إنسانيون إيطاليون من عصر النهضة, أنصار العبودية, مدفونون في سانت پيتر بازيليكا, پاپوية النهضة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لليوم الثامن.. توقف حركة الملاحة بميناء البرلس في كفر الشيخ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:11
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

العراق خامس العالم بأكبر احتياطي للنفط في 2021

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:27
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

محافظ الغربية يتفقد مستشفيات السنطة والمنشاوي الجديدة بطنطا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:11
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

جولة في منزل طفولة الأميرة ديانا ذو الـ 90 غرفة ... صور نادرة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:19:33
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 69%

التضامن ترصد أنشطتها خلال 10 أيام (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

إزالة 5 حالات تعد ورفع 60 طن مخلفات بالمنيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

حسام حسن: الجيل الحالي لمنتخب مصر أفضل من جيل "المعلم"

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:19:32
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

هبوط جماعى لمؤشرات البورصة بمستهل التعاملات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:21:54
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

«أمطار ورياح».. «الأرصاد» تكشف تفاصيل طقس الـ72 ساعة المقبلة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:21:56
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

بسبب بطة.. إيداع حدث دفع نجل عمته في رشاح بالجيزة بدار رعاية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

واشنطن ترسل لمصر 3 ملايين جرعة إضافية من لقاح «فايزر»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:21:55
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

صدور كتاب «الدين والتجديد في فلسفة الخشت» للباحث شاكر محمد شاكر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:21:59
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

وزير الإسكان يزور مستشفى كليفلاند كلينيك في واشنطن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:03
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

الصومال: نجاة المتحدث باسم الحكومة الفيدرالية من محاولة اغتيال

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:25
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

مدبولي يبحث مع رئيس «COP26» سبل التعاون في استضافة مصر للدورة 27

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:21:53
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 66%

العراق يطالب فيسبوك بإعادة النظر في معايير قبول الإعلانات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:28
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

بدء امتحان مادة تكنولوجيا المعلومات للصف الرابع الابتدائي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:02
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

وزير الدفاع الكويتي: ننتظر رأي "الإفتاء" لإلحاق النساء بالجيش

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:19:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

اليابان تكشف تفاصيل إطلاق كوريا الشمالية «صاروخين» أمس الأول

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:26
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 66%

«الصحة» تكشف 4 حقائق حول «أوميكرون».. ونصيحة لغير المطعمين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:21:52
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

مع ارتفاع حالات الإصابة.. «الصحة» تطالب المواطنين بتلقي لقاح كورونا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:21:57
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

زلزال بقوة 5 ريختر يضرب الإمارات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:29
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

«السجق» بـ120 جنيها.. أسعار اللحوم البلدي في الأسواق اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:01
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

انتهاء امتحان مادة العلوم لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:04
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

تحرير 2627 مخالفة مرورية متنوعة بالقليوبية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-16 10:22:14
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية