ليون الأفريقي

عودة للموسوعة

ليون الأفريقي

رسم محتمل لليون الإفريقي، بريشة سيباستيانودل پيومبوفي سنة 1520
الصفحة الأولى من كتاب وصف أفريقيا باللغة الإنجليزية، 1600.
الأدب المغربي
قائمة الكتاب

أدب المغرب
العربية المغربية
الأمازيغية

المؤلفون المغاربة
الروائيون

كتاب المسرحيات - الشعراء
كتاب الموضوعات - المؤرخون
كتاب الرحلات - كتاب صوفيون
كتاب أندلسيون

الصيغ
الروايات - الشعر - المسرحيات
النقد والجوائز

النظرية الأدبية - النقاد
الجوائز الأدبية

انظر أيضاً

المجدوب - عوزل
شكري - بن جلون
زفزاف - المالح
شرايبي - مرنيسي
ليوأفريكانوس - خير الدين

بوابة المغرب
بوابة الأدب

يوحنا ليون الأفريقي (ح. 1494 - ح. 1554) أوالحسن ابن محمد الوزان، كان دبلوماسي، مؤلف، رحالة مغربي، اشتهر بكتابه وصف أفريقيا، والذي وصف فيه جغرافيا شمال أفريقيا.

حياته

هوالحسن بن محمد الوزان الفاسي الغرناطي، وهوحسبما يشير عليه اسمه أندلسي الأصل. ولد بمدينة غرناطة حسبما يذكر لنا ذلك في خاتمة كتابه، في فترة حياتها الإسلامية الأخيرة، وذلك – وفقاً لما يظهر من بعض المقارنات – في سنة 839 هـ (1488م). ولما سقطت غرناطة في أيدي الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيسابيلا، في فاتحة سنة 1492م، وانتهت بذلك دولة الإسلام في الأندلس، غادرت أسرته الوطن القديم غرناطة فيمن غادره من آلاف المسلمين، الذين لم يطمئنوا إلى الحكم الجديد، وعبرت البحر إلى المغرب، واستقرت بمدينة فاس. وكانت ما تزال تحتفظ بقبس من سمعتها الفهمية القديمة أيام بني مُرين. وأنفق الحسن سنيّ حداثته في فاس، ودرس بها، حسبما يحدثنا في رحلاته، النحووالشعر والأدب والتاريخ والفلسفة والشريعة. وقد ذكر لنا في بعض المناسبات أنه كان من بين خطه الدراسية كتاب (عقائد النسفيّ). والظاهر أيضاً مما يذكره لنا عن حياته في تلك الفترة، أنه كان يعيش مع أسرته في سعة ورغد، وقد كانت أسرته تقضي مواسم الصيف في قصر سابق مهجور، يقع على قيد نحوستة أميال من فاس، وكان أبوه يستأجر الأراضي المجاورة لهذا القصر. وكان أبوالحسن يعيش سعيداً في تلك العزلة المشجعة على الدرس.

ويقص علينا الحسن مراحل حياته، خلال أحاديثه عن رحلاته، فهوقد اشتغل في حداثته، كمعظم طلبة هذا العصر، بالتوثيق في مارستان فاس، بأجر قدره ثلاثة دنانير في الشهر. وقد بدأ رحلاته في أنحاء المغرب، وأواسط أفريقية، برحلة مع عمه إلى تمبكتو(في مالي)، وذلك في سنة 910 هـ (1504م) وهوفتى في السابعة عشرة من عمره، وكانت حسبما نفصّل بعد ذلك، من أعظم وأهم رحلاته.

وشهد في الأعوام التالية كثيرا من الأحداث الهامة التي سقطت يومئذ بالمغرب، والتي يذكرها لنا تباعاً خلال حديثه. وكانت هذه الفترة بالذات من أبرز الفترات في تاريخ المغرب، وهي الفترة التي اشتد فيها اعتداء البرتغاليين على الشواطئ والثغور المغربية الغربية، ونهض المغرب فيها ليدفع عدوان المغيرين بكل ما وسع، ويشهر عليهم حرب جهاد شعواء. ففي سنة 1508م كان الحسن في خدمة مولاي محمد سلطان فاس، عندما سار بحملته لإنقاذ ثغر أصيلا، الذي استولى عليه البرتغاليون، وقد كاد يسقط في أيدي المغاربة لولا حتى تداركته نجدة قوية بعث بها ملك قشتالة إلى البرتغاليين.

وفي سنة 1512م سار الحسن في ركب مولاي محمد مرة أخرى، في حملته التي شهرها على الأعراب الذين كانوا يعيثون فسادا في سهول مملكته، ويعتدون على السكان الآمنين. ويحدثنا الحسن خلال ذلك عن بعض حوادث المغرب الأخرى، مثل سقوط آسفي في أيدي البرتغاليين في سنة 1508. ويقول لنا أنه كان بعد ذلك بسبعة أعوام ممن شهدوا هجوم البرتغاليين على ثغر المعمورة في سنة 1515م وهزيمتهم يومئذ شر هزيمة على يد مولاي ناصر الوطاسي.

وليست لدينا تفاصيل واضحة عن حياة الحسن ابن الوزان في الأعوام التالي، سوى حقيقة واحدة، هي أنه قام خلالها بعدة رحلات هامة في شمال أفريقية، وفي قسطنطينية، ومصر وبلاد العرب وبلاد أرمينية وشمال فارس. ولسنا نعهد بالضبط ماذا كانت حقيقة الدوافع التي حملته على القيام بهذه الرحلات. بيد أنه يظهر أنه كان في البداية يرافق التجار، ويقوم لهم بأعمال التوثيق والمحاسبة، وذلك حسبما يحدثنا في بعض رحلاته في جبال الأطلس. ثم أنه يظهر كذلك أنه كان يشتغل أحيانا بالتجارة لحسابه الخاص، وذلك حسبما يحدثنا خلال رحلته الأولى إلى مصر، حيث قام في ساحل ليبيا بشراء بعض الأغنام والزبد، ولما أراد شحنها بطريق البحر إلى مصر، اضطر إلى الفرار خشية من مفاجأة القراصنة الفرنج. غير حتى هناك ما يشير أيضا على حتى الحسن قد قام بمعظم رحلاته إشباعا لشغفه بالكشف والدراسة. وأبتر مرشد على ذلك ما هجره لنا عنها من أوصاف مستفيضة دقيقة، لا يمكن حتى تكون مستمدة من مذكرات وتقييدات مدونة، لا يمليها إلا مثل هذا الشغف بالدرس والتدوين الرقمي.


رحلاته

رواية ليون الأفريقي. لتحميل الرواية، اضغط على الصورة.

كانت رحلة ابن بطوطة الطنجي (1304-1378) وثيقة من أنفس الوثائق التي اعتمد عليها البحث الغربي في دراسة الأقطار والأمم الأفريقية والآسيوية، وأحوالها الإجتماعية في القرن الرابع عشر الميلادي. وكانت أوصاف ابن بطوطة، بالأخص للصحراء الأفريقية الكبرى وبلاد السودان وممالك حوض النيجر السوداء، هي عمدة الدراسات والبحوث الكشفية الأوروبية الحديثة لتلك المناطق.

واتى من بعد ابن بطوطة بنحوقرن ونصف رحالة آخر، هوليون الأفريقي طاف بأراتى المغرب وأواسط أفريقية ومصر وقسطنطينية وبلاد العرب. وخط لنا وصفاً لأفريقية عني فيه بالأخص بوصف أنحاء المغرب وبلاد السودان، وممالك أفريقية السوداء في منطقة النيجر. وغدا مصنفه المشهور (وصف أفريقية) إلى جانب رحلة ابن بطوطة وثيقة نفيسة أخرى، لتلقي أضواء جديدة على جغرافية هذه المناطق وتاريخها وأحوالها الإجتماعية.

قد بدأت هذه الرحلات برحلة الحسن مع عمه إلى تمبكتوفي سنة 1504 وكان عمه قد ندب ليكون سفيرا لسلطان فاس إلى سلطان تمبكتو. وكان هذا العم حسبما يحدثنا الحسن شاعراً جزلا وخطيبا مفوّها. وكانت رحلته طويلة مشعّبة تمت في صحبة القوافل، وقـُدّر للحسن حتى يشهد خلالها سائر ممالك إفريقية الوسطى وحوض نهر النيجر، وأن يفهم جغرافيتها وأحوالها دراسة حسنة، وكانت تمبكتويومئذ في أزهر عصورها، وكانت قاعدة لمملكة كبيرة قوية، تتزعم مصايرها (مصائرها) أسرة (سونجاهي). وقد أتيح للحسن حتى يخترق في تلك الرحلة سائر ممالك السودان الواقعة في تلك المنطقة، وعددها خمس عشرة مملكة، متجهاً إلى تمبكتونحوالشرق، ثم بعد ذلك نحوالجنوب. وهذا الممالك هي: ولاتة وغنيا ومالي وتمبكتووجوجووجوبر وأجادز وكانووونجزج وكافينا وزمفرا وونجرا وبرنووجاوجوونوبي.

وكان الحسن حينما قام بهذه الرحلة الكبرى في نحوالسابعة عشر من عمره، ومع ذلك فأنه يبدي في وصفه الموجز لمواقع هذه الممالك ومعالمها الجغرافية دقة واضحة ويلخص لنا أحوال حكامها وشعوبها في تلك العبارة: "إن حكام هذه الممالك وسكانها على قدر كبير من الثراء والنشاط وهم يشغفون بإقامة العدالة، ولوحتى منهم طوائف تحيا نوعا من الحياة الهمجية."

المغرب

وأنفق الحسن بعد ذلك أعواما في التجول في سائر أنحاء المغرب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وهويشهد أحداثه، ويدرس معالمه ويمتزج بسائر قبائله وطوائفه، ويخترق سائر مدنه ومحلاته. وبتر كثيرا من هذه الرحلات في صحبة (شريف) من أعضاء أسرة الأشراف السعديين، الذين جلسوا فيما بعد على عرش مراكش، واشهجر في كثير من الحملات التي جُهزت يومئذ لمقاومة البرتغاليين وردهم عن الثغور المغربية. وتعتبر هذه الرحلات المغربية المتوالية، إلى جانب رحلة الممالك السودانية، أبرز وأخصب رحلات الحسن، وأحفلها بالدرس والوصف.

المشرق

واتجه الحسن بعد ذلك إلى القيام بطائفة من الرحلات المشرقية. وليست لدينا تفاصيل واضحة عن تواريخ هذه الرحلات وترتيبها الزمني، بيد أنه يظهر أنها وقت بين سنتي 1515، 1520م ويستخلص مما يذكره لنا الحسن، أو(ليون الأفريقي) فيما بعد في رحلاته، أنه قام برحلتين إلى قسطنطينية، الأولى في أواخر سنة 1515 أوأوائل سنة 1516 والثانية في أوائل سنة 1520م. وأنه في هذه الرحلة الأولى إلى قسطنطينية زار عند عودته مصر ووادي النيل لأول مرة، ثم زارها بعد ذلك مرتين أخريين عقب الفتح الهجري في سنة 1517م وهويصف لنا برنامج رحلته إلى مصر ومن بعدها في قوله، أنه بعد حتى زار القاهرة، سافر مع البحارة بطريق النيل حتى أصوان (أسوان)، ثم ارتد بطريق النيل أيضا إلى قنا، وسار منها إلى الصحراء الشرقية، ثم عبر البحر الأحمر إلى ينبع ثغر المدينة، ثم إلى جدة ثغر مكة. والظاهر أنه عبر بعد ذلك إلى الحجاز، وأن لم يمكن لدينا ما يشير على أنه قد أدى فريضة الحج، واخترق صحراء العرب حتى بلاد فارس وزار تبريز، ثم سار شمالا إلى بلاد أرمينية وهويلخص لنا مجمل رحلته التي قام بها في المشرق بقوله: "إذا أراد الله فانه يفترض أن يصف لنا جميع أقطار آسيا التي طاف بها مثل بلاد العرب واليمن وسيناء والجزء الآسيوي من مصر (يريد فلسطين والشام) وأرمينية، وبعض أجزاء من تارتاريا، وهي بلاد شهدتها كلها واخترقتها أيام شبابي. كذلك يفترض أن أصف رحلاتي الأخيرة من فارس إلى قسطنطينية، ومن قسطنطينية إلى مصر، ومن مصر إلى إيطاليا، وهي رحلة رأيت فيها عددا من الجزائر المتنوعة." بيد حتى الحسن، أوليون، يقول لنا فيما بعد أنه لن يتحدث عن هذه البلاد لأنها تتبع آسيا، وأنه لا يريد حتى يخرج في وصفه عن حدود إفريقية.

=رحلته الأخيرة وتحوله للمسيحية

كانت رحلته الأخيرة حسبما يظهر من أقواله المتقدمة، هي الرحلة الثانية من فاس إلى قسطنطينية، وقد عاد من رحلته إلى المغرب بطريق الشام ومصر ثم ركب البحر من الإسكندرية إلى المغرب. وهنا سقط الحدث الحسم في حياة الحسن، فان بعض القراصنة المسيحيين، وهم على الأغلب من البنادقة، هاجموا السفينة التي يركبها في مياه جزيرة جربة، على مقربة من تونس، وأُخذ الحسن أسيرا ضمن من أخذوا. وكانت مياه هذا القسم من البحر المتوسط يومئذ مسرحاً لمغامرات أمير البحر الهجري خير الدين وأخيه أوروح، ومغامرات خصومه من القراصنة النصارى، وكان وقوع الركاب الآمنين، سواء من المسلمين أوالنصارى، أسرى في أيدي القراصنة من الجانبين من الحوادث العادية التي يكثر وقوعها، وكذا كانت عمليات الفداء تجري يومئذ بكثرة لافتداء المنكوبين. ولكن الظاهر حتى الحسن لم يجد من يفتديه، وأدرك القراصنة من جهة أخرى أنهم يحرزون أسيراً غير عادي يمتاز بصفته الفهمية، فحملوه إلى روما وقدموه هدية إلى البابا، وهويومئذ ليون العاشر، أوالكاردينال السابق جيوفاني دي مديتشي.

أما متى سقط هذا الحادث الخطير في حياة الحسن، فانه من المرجح حتىقد يكون وقوعه في سنة 1519م أو1520م لأنه قام برحتليه الأخيريتين إلى مصر عقب الفتح الهجري مباشرة، أي بعد سنة 1517م، فاذا كانت الرحلة الثانية قد تمت في سنة 1518 والرحلة الثالثة التي قام بها عقب عودته من قسطنطينية قد تمت في سنة 1519 ففي وسعنا حتى نضع تاريخ ركوبه البحر في طريق عودته إلى المغرب في أواخر سنة 1519 أوأوائل 1520م.

أُخذ الحسن أسيرا إلى رومة وقـُدّم إلى البابا، وكان الأسرى يومئذ يعتبرون من العبيد. وكانت جمهرة كبيرة من أولئك المنكوبين المسلمين تعمل في قصور الملوك المسيحيين، وبيوت الكبراء والميسورين، وكان بعضهم ينتظم في سلك الحرس الملكي هنا وهناك. وكان مثل هذا المصير ينتظر الحسن، لولا حتى آنس البابا في عبده الجيد طرازاً آخر، وأدرك قيمته الفهمية الخاصة فبادر بعتقه، وضمه بعطفه ورعايته، وقرر له معاشاً سخياً حتى لا يفكر في الهرب، وانتهى هذا العطف إلى النتيجة الطبيعية وهي إقناع البابا لخديمه (هكذا) بأن يعتنق المسيحية، ومن ثم فقد نصِّر الحسنَ، وحضر البابا حفلة تنصيره شبينا له، وأطلق عليه أسمه (جيوفاني ليوني) أو(يوحنا الأسد) حسبما يترجمه لنا الحسن. ولم يكن ثمة شك في حتى اعتناق الحسن للمسيحية، إنما كانت تمليه بواعث المصلحة قبل جميع شيء، حسبما يشير على ذلك تصرفه، وعوده إلى الإسلام فيما بعد.

إلى غير ذلك غدا الحسن بن الوزان (جيوفاني ليوني) أوليون الأفريقي، وهوالإسم الذي عهد به فيما بعد مذ ظهر مؤلفه الشهير في (وصف أفريقية). وخاض ليون في رومة حياة فهمية، وتفهم الإيطالية واللاتينية، وقام بتدريس اللغة العربية لعدة من الفهماء ورجال الدين، وكان من بين تلامذه الكردينال جيدوانتونيني، وكان البابا ليوم العاشر من حُماة العلوم والآداب، وكان هذا الجوالفهمي الذي يغمر البلاط البابوي في تلك الفترة، يشجع ليون على الاضطلاع بعدة من المشاريع الفهمية، التي تتجلى فيها معارفه المشرقية والكشفية الواسعة. ولكن صديقه وحاميه البابا ما لبث حتى توفي في ديسمبر 1921 (هكذا) (1521).

وكانت هذه بلا ريب ضربة شعرَ ليون بوطأتها. بيد أنه استمر مقيما في رومة، مثابراً على دراسته. وكان يزور من آن لآخر بعض المدن الإيطالية الشمالية، ولا سيما بولونيا التي زارها مرارا.

وكان ليون يعيش وحيداً، وفي عزلة، منبتراً إلى أعماله الفهمية، ودروسه العربية، ولم يُعهد أنه تزوج، أوكانت له صلة معروفة بالنساء في ذلك العصر الذي كانت فيه الحياة المرحة، شعار الحياة في رومة. وأسفر نشاط ليون الفهمي عن وضعه لعدة مصنفات قيمة، كان أهمها وأشهرها مؤلفه الضخم في (وصف أفريقيا).


وصف أفريقيا

وقد خط ليون كتاب (وصف أفريقيا) أولا بالعربية، وإن لم يصل إلينا نصه العربي، وقد كان هذا النص معروفاً وموجودا حتى أواخر القرن السادس عشر في مخطة بنيللي الإيطالية. ولم يصل إلينا سوى الترجمة الإيطالية التي قام بها ليون نفسه لكتابه تحت عنوان: Deserizione dell Africa et dell cosi nol-abiliche quivi soxo (وصف أفريقية والأمور الهامة بها) وفي نهايتها، حتى المؤلف أتم كتابه في رومة في العاشر من مارس سنة 1956 (هكذا) (1556)، ثم نـُشر بعد ذلك مرارا ثم تـُرجم إلى الفرنسية (سنة 1556) وإلى اللاتينية (سنة 1556 و1559) وإلى الإنجليزية (سنة 1600) وإلى الألمانية (سنة 1805).

وكتاب (وصف أفريقية) مؤلف ضخم يقع في ثلاثة مجلدات كبيرة، وينقسم إلى تسعة خط، ويحتوي على أوصاف مستفيضة للبلاد الواقعة في شمال أفريقيا ووسطها، ومعالمها، وجبالها، وأنهارها، وسهولها، وتاريخها، وأحوالها، ومجتمعها، وعوائد أهلها. ويخص بلاد المغرب، وهي التي عاش فيها ليون ودرسها عن كثب، بالنصيب الأوفى. ويخص مصر بفصل كبير، وهوالكتاب الثامن، ويتحدث فيه عن إقليمها ومدنها، ونيلها، ويفيض في وصف القاهرة، وشوارعها وأبوابها، وعوائد أهلها، ويتحدث عن نظام الحكم وعن البلاط المصري في العهد المملوكي الأخير. ويبدي ليون في ذلك كله دقة في تحري الحقائق، ودقة في الملاحظة، تجعل من مصنفه وثيقة نفيسة، ومرجعاً من أبرز المراجع، عن وصف إفريقية وأحوالها في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.

خط ليون كتابه بأسلوب إيطالي بسيط، ولكن قوي واضح، تبدوفيه شخصيته، وتبدوفيه كيفية التفكير العربية في مواطن كثيرة.

ووضع ليون، فضلا عن مصنفه الجغرافي والتاريخ (التاريخي) العظيم، قاموساً لاتينياً عربيا، ولكنه لم ير الضياء حتى يومنا هذا، وتوجد نسخته الأصلية، بخط ليون نفسه، في مخطة الأسكوريال الشهيرة، وفي نهايتها أنه أتمه في يناير سنة 1524. ووضع كذلك رسالة باللاتينية في تراجم الأطباء والفلاسفة العر ب، وأتمها في سنة 1527 وقد نشرت هذه الرسالة لأول مرة في سنة 1664 ثم أعيد نشرها في سنة 1746 بمدينة همبرگ.

سنواته الأخيرة

عاش ليون أعواماً طويلة في رومة، أنجز فيها أعماله الفهمية المتقدمة. ولكن حياته بعد ذلك يكتنفها الغموض، وهنالك روايتان عن خاتمته، الأولى أنه عاش بقية حياته في رومة ولم يهجرها. والثانية، وهي رواية محرر معاصر، عاش في رومة في ذلك الوقت، هو(فيدمانشتات)، وهي حتى ليون غادر رومة بين سنتي 1528 و1530 وسافر إلى تونس، وهنالك عاد إلى الإسلام.

وهناك قول بأنه عاد بعد ذلك إلى فاس، حيث نشأ وترعرع وتوفي بها سنة 944 هـ (1537م). ويؤيد هذه الرواية الأخيرة، عن مغادرة ليون لرومة، وعوده إلى وطنه، ما يذكره هوفي خاتمة الكتاب الثامن من مؤلفه عن نيته في هذا العود، حيثما يتحدث عن عزمه في الكتابة عن البلاد التي زارها خارج إفريقية، وذلك في قوله: "وأني لأعتزم بعون الله، حينما أعود من أوربا إلى وطني حتى أخص جميع هذه الرحلات بالوصف."

ولكن ليون لم يعش طويلا بعد عوده إلى الوطن، ولم يفسح له القدر مجالا لتحقيق أمنيته في استكمال وصف رحلاته الأخرى، واقتصر مجهوده في ذلك على وضع مؤلفه العظيم (وصف أفريقية). ويضع البحث الحديث، الحسن بن الوزان، أوليون الأفريقي، بين أعاظم الجغرافيين، والرواد الكشفيين، سواء في الشرق أوالغرب، ويعتبر مصنفه في (وصف أفريقيا) من أقيم المراجع والوثائق في هذا الميدان.

في الأدب

كانت حياة ليون الأفريقي محور رواية بنفس الاسم تأليف أمين معلوف.


في التلفزيون

عرضت قناة بي بي سي، في يونيو2011، فيلما وثائقيا بعنوان "ليون الأفريقي، رجل بين عوالم" Leo Africanus A Man Between Worlds، عرض لحياته منذ طفولته في غرناطة حتى وصوله إلى روما أسيرا مرورا بحياته في فاس ورحلته إلى تمبوكتوواختطافه في البحر المتوسط.
الفيلم كان من إعداد وتقديم بدر الدين الصائغ وإخراج جيريمي جيفس وقد أدى الفنان جهاد الأطرش صوت الحسن الوزان، في النسخة العربية التي عرضت في قناة بي بي سي العربية.

في الدراما

يعتقد حتى وليام شكسپير قد استلهم من حياة ليون الأفريقي شخصية عطيل.


الهوامش

  1. ^ "الرحالة الأندلسي الحسن بن الوزان أوليون الأفريقي". الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب. 2012-12-10. Retrieved 2012-11-05.
  2. ^ BBC documentary about Joannes Leo Africanus
  3. ^ Verde, Tom (2008), "A man of two worlds", Saudi Aramco World (January/February 2008): 2–9, http://www.saudiaramcoworld.com/issue/200801/a.man.of.two.worlds.htm 

المصادر

  • Fisher, Humphrey J. (1978), "Leo Africanus and the Songhay conquest of Hausaland", International Journal of African Historical Studies (Boston University African Studies Center) 11 (1): 86–112, doi:10.2307/217055 . Link requires subscription to Jstor.
  • Masonen, Pekka (2001), "Leo Africanus: the man with many names", Al-Andalus Magreb 8-9: 115–144, http://www.leoafricanus.com/pictures/bibliography/Masonen/Masonen.pdf .
  • Rauchenberger, Dietrich (1999), Johannes Leo der Afrikaner: seine Beschreibung des Raumes zwischen Nil und Niger nach dem Urtext, Wiesbaden: Harrassowitz, ISBN 3-447-04172-2 .
  • Leo Africanus (1600), A Geographical Historie of Africa, written in Arabicke and Italian. Before which is prefixed a generall description of Africa, and a particular treatise of all the lands undescribed. Translated and collected by John Pory, London: G. Bishop . The first translation into English.
  • Leo Africanus (1896), The History and Description of Africa (3 Vols), Brown, Robert, editor, London: Hakluyt Society . Internet Archive: Volume 1, Volume 2, Volume 3. The original text of Pory's 1600 English translation together with an introduction and notes by the editor.

قراءات إضافية

  • Davis, Natalie Zemon (2007), Trickster Travels: a sixteenth-century Muslim between worlds, New York: Hill and Wang, ISBN 0-8090-9435-5 .
  • Jean-Léon l'Africain (1956), Description de l'Afrique: Nouvelle édition traduite de l'italien par Alexis Épaulard et annotée par Alexis Épaulard, Théodore Monod, Henri Lhote et Raymond Mauny (2 Vols), Paris: Maisonneuve . A scholarly translation into French with extensive notes.
  • Hunwick, John O. (1999), Timbuktu and the Songhay Empire: Al-Sadi's Tarikh al-Sudan down to 1613 and other contemporary documents, Leiden: Brill, ISBN 90-04-11207-3  Pages 272-291 contain a translation into English of Leo Africanus's descriptions of the Middle Niger, Hausaland and Bornu. Corresponds to Épaulard 1956 Vol II pages 463-481.
  • Masonen, Pekka (2000), The Negroland revisited: Discovery and invention of the Sudanese middle ages, Helsinki: Finnish Academy of Science and Letters, pp. 167–207, ISBN 951-41-0886-8 .

وصلات خارجية

  • ليون الأفريقي، رجل بين العوالم - بي بي سي
  • Hassan Al Wazzan aka Leo Africanus
  • Site devoted to Leo Africanus.


تاريخ النشر: 2020-06-04 14:58:22
التصنيفات: مواليد عقد 1490, وفيات عقد 1550, كتاب رحلات مغاربة, علماء مغاربة, رحالة مغاربة, دبلوماسيون مغاربة, جغرافيون مغاربة, أندلسيون, أشخاص من فاس, تاريخ شمال أفريقيا, متحولون إلى الكاثوليكية من الإسلام, مغاربة من القرن 15, مغاربة من القرن 16, كاثوليك مغاربة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تخفيضات 50%.. أبرز تصريحات مدبولى بافتتاح معرض "أهلا مدارس".. إنفوجراف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:23
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 44%

روسيا: المدفعية الأوكرانية أصابت مبنى معالجة النفايات المشعة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:27
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

"غازبروم" الروسية تقلص إمدادات الغاز الطبيعى إلى إيطاليا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:16
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 40%

عادات خاطئة.. طبيب مصري في هارفاد يكشف سبب تزايد موت الفجأة

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:04
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

بعد اتهامه بهتك عرضهن.. مطرب معروف: مارست الجنس مع 4 نساء برضاهن

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:21:59
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

العراق: رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يلوح بالاستقالة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:44
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

انتحار إعلامية مشهورة قبل زفافها بأيام

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:05
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 70%

فنانة شهيرة تفاجئ الجميع: «مجالنا يدخلنا جهنم الحمرا»

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:01
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

اعرف مواعيد بدء العام الدراسى الجديد والإجازات × 15 معلومة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:21
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 50%

التضخم فى منطقة اليورو يصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بمعدل 9.1%

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:18
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 50%

ميركل: جورباتشوف كتب تاريخ العالم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:37
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

رئيس الوزراء من معرض "أهلا مدارس": الاستمرار للمنتجات الأعلى جودة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:25
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 46%

أردوغان يوبخ الولايات المتحدة واليونان بشأن الخلاف الصاروخي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:41
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

بدء استقبال قراءة عداد الغاز إلكترونيا لشهر سبتمبر.. غدا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:15
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

تشييع جثمان الإعلامى جلال عوارة عقب صلاة الظهر بطنطا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:12
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 41%

وفاة 10 أشخاص وإصابة 42 في حادث مروري جنوبي غرب الجزائر

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:30
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

التيار الصدري في العراق يدعو إلى إعلان الحداد على ضحاياه

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-08-31 12:22:34
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية