مرصد مراغة
مرصد مراغة (فارسية: رصدخانهٔ مراغه)، هومرصد فلكي، أسسه نصير الدين الطوسي سنة 657 هـ / 1259 م، ويقع غرب مدينة مراغة الواقعة ضمن محافظة أذربيجان الشرقية في إيران. شارك في تشييده فهماء آخرين منهم قطب الدين فخر الدين المراغي، ومحي الدين المغربي، وعلي بن محمود نجم الدين الاسطرلابي.
الوصف
كان مرصد مراغة أكبر المراصد في ذاك الوقت، ويتألف من سلسلة من المباني التي تحتل مساحة 150 متر في العرض و350 متر في الطول. كان واحدا من هذه المباني قبة لتسمح لأشعة الشمس بالمرور. وكان هناك أيضا مخطة تتكون من 400،000 مجلدا، تحوي على الكثير من الخط المنهوبة من مخطات أخرى من قبل الإمبراطورية المغولية خلال الغزوات في جميع أنحاء بلاد فارس وسوريا وبلاد ما بين النهرين. تم جمع الفلكيين من جميع أنحاء بلاد فارس وسوريا والأناضول وحتى الصين، ويعتقد فهماء الفلك حتى عمل الكثير من الصينيين في مرصد قد أدخل الأساليب الرياضيات الصينية.تتلمذ في المرصد اكثر مئة طالب وطالبة على يد نصير الدين الطوسي.
ثورة مراغة
يشير مصطلح "ثورة مراغة" إلى ثورة مدرسة مراغة ضد الأفكار الفلكية لبطليموس .وانتشرت المبادئ الفلكية لهذه المدرسة إلى جامع دمشق ومرصد سمرقند. حاول فلكيومراغة، كما عمل الذين سبقوهم في الأندلس، حل معدل المسار وإيجاد بدائل لنظام بطليموس الذي كان ينص على ان الارض هي مركز الكون. حقق فلكيومراغة نجاحا أكثر من نظرائهم في الأندلس حيث أوجدوا بدائل للنظرية تلغي الإكوانت والتباين المركزي وكانوا أكثر دقة من نظام بطليموس في تسقط مواضع الكواكب حسابيا وأفضل اتساقا مع الملاحظات الاستنباطية. من أبرز هؤلاء الفهماء نجد نصير الدين الطوسي ونجم الدين القزويني المحرريوقطب الدين الشيرازي وصدر الشريعة البخاري وابن الشاطر وعلي القوشجي وعبد العلي البيرجندي وشمس الدين الخافري .
وصف بعض المؤرخين أعمال فلكيي مراغة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر بثورة مراغة أوثورة مدرسة مراغة أوالثورة الفهمية قبل عصر النهضة. من أبرز أوجه هذه الثورة هوإدراك قدرة فهم الفلك على وصف الأجسام الفيزيائية بلغة رياضية ووجوب عدم بقاء فهم الفلك فرضيات رياضية لأن ذلك يوثق الظاهرة فحسب. استوعب فلكيومراغة حتى نظرة أرسطوللحركة بوصفها إما خطية أودورانية غير سليمة كما أظهرت مزدوجة الطوسي حتى الحركة الخطية يمكن إنتاجها بحركات دورانية.
على عكس الفلكيين الإغريق والهيلينيين، الذين لم يعنوا بالتوفيق بين مبادئ الفيزياء ومبادئ الرياضيات لنظرية الكواكب، أصر فلكيومراغة على جمع الرياضيات بالعالم الحقيقي المحيط بهم والتي تحولت من حقيقة مبنية على فيزياء أرسطوإلى حقيقة مبنية على الفيزياء الرياضية والاستنباطية بعد عمل ابن الشاطر. لذا تميزت ثورة مراغة بالابتعاد عن الأسس الفلسفية لكونيات أرسطووفلك بطليموس والاتجاه نحوالهجريز على الملاحظة التجريبية وترضية الفلك وبشكل عام الطبيعة كما اتى في أعمال ابن الشاطر والقوشجي والبيجرندي والخافري.
تضمنت إنجازات مدرسة مراغة أول مرشد رصدي تجريبي لدوران الأرض حول محورها وكان ورائه الطوسي والقوشجي والفصل بين فلسفة الطبيعة وفهم الفلك الذي قام به ابن الشاطر والقوشجي وتفنيد ابن الشاطر لنظام بطليموس على أسس تجريبية لا فلسفية وتطوير نظام لا بطليموسي، من قبل ابن الشاطر أيضا، والذي كان رياضيا مطابقا لنظام كوبرنيكوس شمسي المركز.
كان محيي الدين الأوردي الأول بين فهماء مراغة في تطوير نظام لا بطليموسي واقترح نظرية جديدة سماها لامة الأوردي. حل نصير الدين الطوسي مسائل مهمة في نظام بطليموس عبر مزدوجة الطوسي التي أوجدها كبديل لمسألة معدل المسار الفيزيائية لبطليموس. ناقش تلميذ الطوسي، قطب الدين الشيرازي في كتابه نهاية الإدراك في دراية الأفلاك، إمكانية مركزية الشمس. خط القزويني المحرري ، والذي عمل أيضا في مرصد مراغة، في كتابه حكمة العين داعما بحجج للنظام شمسي المركز لكنه هجر فيما بعد الفكرة.
أدرج ابن الشاطر الدمشقي، في كتابه نهاية السؤال في تسليم الأصول، لامة الأوردي وألغى الحاجة إلى الإيكوانت عبر استحداث فلك تدوير حديث (مزدوجة الطوسي) فابتعد عن نظام بطليموس بطريقة رياضية مماثلة لطريقة نيكولاس كوبرنيكوس في القرن السادس عشر. وعكس فهماء الفلك الذين سبقوه، لم يكن ابن الشاطر متمسكا بالأسس النظرية لفلسفة الطبيعة أولفهم كونيات أرسطوبل اهتم فقط بتطوير نظام متلائم مع الملاحظات الاستنباطية. عملى سبيل المثال، قادت ابن الشاطر دقة ملاحظته إلى إلغاء فلك التدوير في نظام بطليموس الشمسي وكل التباينات المركزية وفلكات التدوير ومعدل المسار في نظام بطليموس القمري. وبذلك أصبح نظامه أكثر ملائمة للملاحظات الاستنباطية من أي نظام سابق وأصبح كذلك أول نظام يسمح بالتجريب الاستنباطي.
الوضع الحالي
لحماية المبنى من المزيد من الدمار، بنت اليونسكوسقيفة تعلوها قبة وتخطط لإقامة معرض للأجهزة الفلكية التي كانت تستخدم في مرصد مراغة.
المرصد مغطى حالياً بمبنى نحاسي مغطى بقبة ويقع على بعد ميلين غرب مراغة.
الهوامش
- ^ (Saliba 1994b, pp. 233-234 & 240)
- ^ مصدر على مسقط «يا بيروت» عن القزويني المحرري
- ^ (Dallal 1999, p. 171)
- ^ (Saliba 1994b, pp. 245, 250, 256-257)
- ^ Saliba, George (Autumn 1999), "Seeking the Origins of Modern Science?", BRIIFS 1 (2), http://www.riifs.org/review_articles/review_v1no2_sliba.htm, retrieved on 2008-01-25
- ^ (Saliba 1994b, pp. 42 & 80)
- ^ Dallal, Ahmad (2001-2002), The Interplay of Science and Theology in the Fourteenth-century Kalam, From Medieval to Modern in the Islamic World, Sawyer Seminar at the University of Chicago, http://humanities.uchicago.edu/orgs/institute/sawyer/archive/islam/dallal.html, retrieved on 2008-02-02
- ^ (Huff 2003, pp. 217-8)
-
^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةRagep
- ^ (Ragep 2001b)
- ^ (Saliba 1994b, pp. 254 & 256–257)
- ^ (Saliba 1979)
- ^ (Gill 2005)
-
^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةBaker
- ^ Faruqi, Y. M. (2006). "Contributions of Islamic scholars to the scientific enterprise". International Education Journal. 7 (4): 395–396.
المصادر
- A. Baker and L. Chapter (2002), "Part 4: The Sciences". In M. M. Sharif, "A History of Muslim Philosophy", Philosophia Islamica.
- Richard Covington (May–June 2007). "Rediscovering Arabic science", Saudi Aramco World, p. 2-16.[]
- Ahmad Dallal, "Science, Medicine and Technology.", in The Oxford History of Islam, ed. John Esposito, New York: Oxford University Press, (1999).
- Morelon, Régis; Rashed, Roshdi (1996), Encyclopedia of the History of Arabic Science, 3, Routledge, ISBN 0-415-12410-7
- George Saliba (1999). Whose Science is Arabic Science in Renaissance Europe? Columbia University.
وصلات خارجية
- Maragheh observatory at Iranian Cultural Heritage Organization Documentation Center
- Research Institute for Astronomy and Astrophysics of Maragha
- On Maragheh observatory at RIAAM
- Contribution by Parviz Tarikhi with illustrations
- Inside the protecting dome
- Copy of the celestial globe
- Al-Urdi's Article on 'The Quality of Observation', FSTC Limited
- Tishineh
Coordinates: