عن دورانات الدوائر السماوية

عودة للموسوعة

عن دورانات الدوائر السماوية

عن دورانات الدوائر السماوية
De revolutionibus orbium coelestium
طبعة نورنبرگ أصلية 1543
(انقر على الصورة لقراءة كتاب)
المؤلف نيكولاوس كوپرنيكوس
اللغة لاتينية
الموضوع Astronomy
الناشر Johannes Petreius
City نورنبرگ
تاريخ النشر
1543
الصفحات 405

عن دورانات الدوائر السماوية De revolutionibus orbium coelestium كتاب حول نظرية مركزية الشمس للعالم الفلكي نيكولاوس كوپرنيكوس (1473-1543). وكانت أول طبعة للكتاب في عام 1543 في نورنبرگ .

التاريخ

Heliocentric model of the solar system in Copernicus' manuscript

لم يلق الفلكيون القلائل الذين قرأوا كتاب التعقيب كبير بال إليه. وأيدي البابا ليوالعاشر اهتماماً لا تحيز فيه بالنظرية حين أحيط بها فهماً وطلب إلى أحد الكرادلة حتى يخط إلى كوبرنيق طالباً إيضاح فكرته. وحظي الفرض برضى كبير في البلاط البابوي المستنير دام بعض الوقت(35). أما لوثر فقد رفض النظرية حوالي عام 1530 قائلاً: "إن الناس يستمعون إلى منجم محدث حاول التدليل على حتى الأرض تدور، لا السموات ولا القبة الزرقاء، ولا الشمس ولا القمر... فهذا الأحمق يريد حتى يقلب نظام الفلك كله رأساً على عقب. ولكن الكتاب المقدس ينبئنا بأن يشوع أمر الشمس لا الأرض حتى تقف"(36). وأما كالفن فقد أجاب كوبرنيق بآية من المزمور الثالث والتسعين "أيضاً تثبتت المسكونة، لا تتزعزع" ثم تساءل: "فمن يجرؤ على ترجيح شهادة كوبرنيق على شهادة الروح القدس؟(37)". هذه الاستجابة لكتاب "التعقيب" فتت في عضد كوبرنيق حتى أنه أبعد حتى أكمل كتابه الكبير حوالي عام 1530 قرر حتى يحبسه عن النشر. وواصل القيام بواجباته في هدوء، وحاول الاشتغال قليلاً بالسياسة، وفي ستيناته اتهم بأن له خليلة(38).

ولكن في عام 1539 اندفع إلى قلب هذه الشيخوخة المستسلمة رياضي شاب متحمس يدعى گيورگ ريتيكوس. كان فتى في الخامسة والعشرين، بروتستنتياً، يحظى برعاية ملانكتون، ويعمل أستاذاً في جامعة ڤتن‌برگ. وكان قد قرأ "التعقيب" واقتنع بصدقه وتاقت نفسه لمساعدة الفلكي العجوز الذي كان يعيش بعيداً في بلدة مغمورة على البلطي كأنها مخفر أمامي على حدود الحضارة، منتظراً في صبر حتى يرى الآخرون معه دورة الأرض غير المرئية حول نفسها وحول الشمس. وأحب الفتى كوبرنيق حباً جماً، ووصفه بأنه "خير الرجال وأعظمهم" وتأثر تأثراً عميقاً بإخلاصه للفهم. وظل ريتيكوس عشرة أسابيع مكباً على دراسة المخطوط الكبير. ثم حث كوبرنيق على نشره، ولكنه أبى، غير أنه وافق على حتى يقوم ريتيكوس بنشر تحليل مبسط لفصوله الأربعة الأولى. وعليه فقد أصدر العالم الشاب في عام 1540، في مدينة دانتزج، كتابه "أول تقرير عن كتاب دورات الأجرام السماوية". وأوفد نسخة منه إلى ملانكتون والأمل يراوده، ولكن اللاهوتي الكريم لم يقتنع. ولما عاد ريتيكوس إلى فتنبرج (في مطلع 1540) وأثنى على نظرية كوبرنيق في فصله، "أمر"-كما روي-أن يحاضر بدلاً من ذلك عن كتاب يوهان دي ساكروبوسكوSphaera(39). وفي 16 أكتوبر 1541 خط ملانكتون إلى صديق له يقول: "يظن البعض حتى من الإنجازات البارزة حتى يؤلف إنسان نظرية مجنونة كذلك الفلكي البروسي الذي يحرك الأرض ويثبت الشمس. حقاً إذا واجب الحكام العقلاء حتى يروضوا من جموح العقول"(40).

وفي صيف عام 1540 عاد ريتيكوس إلى فراونبور ومكث بها حتى سبتمبر 1541. ورجا أستاذه المرة بعد المرة حتى ينشر على العالم مخطوطه. فلما انضم إليه في هذا الراتى رجلان بارزان من رجال الدين، استجاب كوبرنيق، من الممكن لاطمئنانه إلى أنه يضع الآن إحدى قدميه في القبر. وأدخل على المخطوط إضافات نهائية، ثم أذن لريتيكوس حتى يبعث به غلى ناشر في نورمبرج تكفل بجميع النفقات والتبعات (1542). وإذ كان ريتيكوس قد رحل عن فتنبرج ليدرس في ليبزج فقد وكل إلى صديقه أندرياس أوزياندر، وكان قسيساً لوثرياً في نورمبرج، مهمة الإشراف على طبع الكتاب.

كان أوزياندر قد خط إلى كوبرنيق (20 أكتوبر 1541) مقترحاً تقديم الرأي الجديد على أنه فرض لا حقيقة ثابتة، وذكر في خطاب بنفس التاريخ أوفده إلى ريتيكوس أنه بهذه الطريقة "سيهدئ الأرسطاطاليون واللاهوتيون من روعهم في غير مشقة"(41). وكان كوبرنيق نفسه قد وصف نظرياته غير مرة بأنها فروض، لا في تعقيبه الموجز فحسب، بل في كتابه المطول(42)، وفي الوقت ذاته زعم في الإهداء أنه دعم آراءه "بأعظم الأدلة وضوحاً". ولا فهم لنا بم ردّ على أوزياندر. على أية حال قدم أوزياندر للكتاب على نحوالتالي دون حتى يسقط باسمه:

"إلى القارئ، حول فروض هذا الكتاب. نظراً إلى ما ذاع من سمعة هذه الفروض الجديدة، فإن فهماء كثيرين ستصدهم ولا ريب نظريات هذا الكتاب صدمة قوية... على أن... فروض الأستاذ ليست بالضرورة السليمة، ولا حتى مرجحة. ويكفي جداً حتى تؤدي إلى حساب يتفق والمشاهدات الفلكية... وسيبادر الفلكي بإتباع أسهل الفروض فهماً. أما الفيلسوف فربما طالب بترجيح أكثر، ولكن لا هذا ولا ذاك سيستطيع اكتشاف أي شيء يقيني... ما لم يكشف له عنه بالوحي الإلهي. فلنسلم إذن بأن الفروض الجديدة التالية ستتخذ لها مكاناً إلى جوار الفروض القديمة التي ليست أكثر منها رجحاناً. وعلاوة على ذلك فإن هذه الفروض جديرة بالإعجاب وسهلة الفهم حقاً، وفضلاً على هذا فإننا واجدون هنا كنزاً من المشاهدات الدالة على فهم واسع. أما فيما عدا هذا فلا يتسقطن أحد من الفلك اليقينية فيما يتصل بالفروض. فهولا يستطيع حتى يعطي هذه اليقينية. ومن يأخذ جميع شيء وضع لأغراض أخرى مأخذ الحقيقة سيهجر هذا الفهم في أغلب الظن أجهل مما كان حين بدأ فيه"(43).

وكثيراً ما ندد الناس بهذه المقدمة باعتبارها عنصراً مقحماً وقحاً(44). ولعل كوبرنيق قد استنكرها، ذلك حتى هذا الشيخ بعد حتى عايش نظريته ثلاثين عاماً أصبح يشعر بأنه بضعة من حياته ودمه، وبأنها وصف لحقائق الكون العملية. ولكن مقدمة أوزياندر كان فيها حصافة وإنصاف، فقد خففت من المقاومة الطبيعية التي تقاوم بها عقول كثيرة فكرة قلقة وثورية، وهي ما زالت مذكراً طيباً لنا بأن أوصافنا للكون إذا هي إلا آراء عرضة للخطأ صادرة من قطرات ماء عن البحر، وأنها تحتمل هي الأخرى الرفض أوالتسليم.

وظهر الكتاب أخيراً في ربيع 1543 يحمل هذا العنوان: "الجزء الأول من كتاب نيكولاي كوبرنيقي عن الدورات"، وعهد الكتاب بعد ذلك بهذا الاسم: "في دورات الأجرام السماوية"، ووصلت إحدى نسخ الكتاب الأولى إلى يد كوبرنيق في 24 مايو1543. وكان على فراش الموت، فقرأ صفحة العنوان، وابتسم، ثم توفي في نفس الساعة.

وكان إهداء الكتاب إلى البابا بولس الثالث في ذاته جعداً لنزع السلاح من يد المقاومة لنظريته تناقض حرفية الكتاب المقدس، كما أيقن كوبرنيق، مناقضة صريحة. وقد بدأ بتأكيدات وروعة فنطق: "ما زلت أومن حتى علينا حتى نتجنب النظريات البعيدة جميع البعد عن سلامة العقيدة". وذكر أنه تردد طويلاً في نشر الكتاب متسائلاً" أليس الأفضل حتى أحذوحذوالفيثاغوريين... الذين درجوا على توصيل أسرار الفلسفة بالفم لا بالكتابة، ولأقربائهم وأصدقائهم دون سواهم". ولكن رجلين من رجال الكنيسة المثقفين وهما نيقولا شونبرج كردينال كبوا، وتدمان جيزي أسقف كولم-كانا قد ألحا في توصيته بنشر كشوفه. (وقد عثر كوبرنيق حتى من الحكمة عدم ذكر اللوثري ريتيكوس). ثم اعترف بفضل الفلكيين اليونان عليه، ولكنه في زلة قلم أغفل اسم أرستارخوس. ونطق إنه يعتقد إذا الفلكيين في حاجة إلى نظرية أفضل من النظرية البطلمية، لأنهم يجدون الآن صعوبات كثيرة في الرأي القائل بمركزية الأرض، ولا يستطيعون على هذا الأساس حتى يحسبوا طول السنة حساباً دقيقاً. ثم إنه لجأ إلى البابا بوصفه رجلاً "عظيماً... في محبته للعلوم جمعها حتى الرياضيات". لكي يحميه من "لدغ المفترين" الذين سيدعون لأنفسهم الحق في الحكم على هذه الأمور. أو"سيهاجمون نظريتي محتجين بفقرة من الكتاب المقدس"(45)، وذلك دون إلمام كاف بالرياضيات.

ويبدأ العرض بهذه المسلمات، أولاً حتى الكون كروي، ثانياً، حتى الأرض كروية-لأن المادة إذا هجرت وشأنها تنجذب نحومركز، ومن ثم تكيف نفسها في شكل كروي، ثالثاً، حتى حركات الأجرام السماوية حركات دائرية متماثلة، أومكونة من هذه الحركات-لأن الدائرة هي "أكثر الأشكال كمالاً" ولأن "العقل يقشعر رعباً" من الفرض القائل بأن الحركات السماوية ليست متماثلة. (والصواب في التفكير محال ما لم يكن هناك صواب في سلوك موضوعات التفكير).

ويلاحظ كوبرنيق نسبية الحركة: "كل تغير يرى في الوضع مرجعه الحركة سواء حركة المشاهد أوحركة الشيء الذي يشاهده، أومرجعه التغيرات الطارئة على وضع الاثنين بشرط حتىقد يكونا مختلفين. لأنه إذا حركت الأمور بنسبة متساوية إلى نفس الأمور، لم تلحظ أية حركة بين الشيء المرئي وبين المشاهد"(46). إذن فدوران الكواكب اليومي الظاهري حول الأرض يمكن تعليله بدوران الأرض يومياً حول محورها، وحركة الشمس السنوية الظاهرية حول الأرض يمكن تعليلها إذا افترضنا حتى الأرض تدور سنوياً حول الشمس.

وتسقط كوبرنيق الاعتراضات على نظريته. فقد زعم بطليموس حتى السحب والأجسام الموجودة على سطح أرض دائرة تتطاير بعيداً عنها وتهجر وراءها. ويرد كوبرنيق بأن هذا الاعتراض أحرى حتى يعترض به على دوران الكواكب الكبرى حول الأرض، لأن مسافاتها الشاسعة تعني حتى لها أجراماً هائلة وسرعات عظيمة. كذلك زعم بطليموس حتى الجسم المدفوع مباشرة إلى أعلى من أرض دائرة لا يعود في سقوطه إلى نقطته الأصلية. ويرد كوبرنيق بأن هذه الأجسام، شأنها شأن السحب، هي "أجزاء من الأرض" وأنها تحمل معها في سيرها. أما الاعتراض بأن دوران الأرض سنوياً حول الشمس لوصح "لتجلي في تحرك النجوم "الثابتة" (وهي النجوم الواقعة وراء مجموعتنا الكوكبية) كما تشاهد في طرفين متقابلين لمدار الأرض، فيرد عليه كوبرنيق بأن هذا التحرك موجود عملاً، ولكن البعد الشاسع للنجوم ("القبة السماوية") لا يتيح لنا رؤيته. (ويمكن اليوم رصد درجة معتدلة من هذه الحركة).

ثم يجمل نظريته في فقرة جامعة مانعة:

"أولاً وقبل جميع شيء هناك مجال النجوم الثابتة، الذي يحتوي ذاته وكل الأمور، وهولهذا السبب عينه ثابت... أم الأجسام المتحركة (الكواكب) فأولها زحل الذي يتم دورته في ثلاثين سنة. ثم يأتي المشتري الذي يتمها في اثنتي عشرة سنة، ثم المريخ الذي يدور جميع عامين. ويلي هذا في الترتيب دورة رابعة تقع جميع سنة... وهي تحتوي الأرض ومعها مدار القمر كدائرة صغيرة يدور مركزها على محيط دائرة أكبر. أما الكوكب الخامس فهوالزهرة التي تدور حول الشمس في تسعة شهور. ثم يشغل عطارد المكان السادس، وهويدور دورته في ثمانين يوماً. وفي وسط هذه الكواكب جميعها تقوم الشمس... ولم يخطئ البعض إذ وصفوها بمصباح الكون، ووصفها غيرهم بعقل الكون، وغيره بسيده الحاكم... والقول صواب لأن الشمس وهي متربعة على عرشها الملكي تحكم أسرة النجوم المحيطة بها.... إلى غير ذلك نجد بفضل هذا التنسيق تماثلاً عجيباً في الكون، وعلاقة انسجام محددة في حركة الأجرام السماوية وضخامتها وهي علاقة من نوع يستحيل تحقيقه بأي طريقة أخرى "(47).

ويمكن القول بوجه عام إذا أي تقدم يحرزه الإنسان في نظرية ما يحمل معه الكثير من مخلفات النظرية القديمة المتروكة. فقد أقام كوبرنيق تصوراته على مشاهدات موروثة من بطلميوس، واحتفظ بالكثير من تفاصيل الجهاز السماوي البطلمي، كالدوائر، والدوائر الصغيرة التي تدور مراكزها على محيط دائرة أكبر، والدوائر المنحرفة عن المسار الدائري، أما رفض هذه التفاصيل فسوف يتم على يد كبلر. وكان أغرب الأمور حساب كوبرنيق حتى الشمس ليست بالضبط في وسط مدار الأرض. فقد حسب حتى مركز الكون "يبعد عن الشمس بمقدار ثلاثة أمثال قطر الشمس"، وأن مراكز أفلاك السيارات هي كذلك خارج الشمس، وأنها ليست واحدة على الإطلاق. وقد نقل كوبرنيق من الأرض إلى الشمس فكرتين يرفضهما الفهم اليوم، أولاهما: حتى الشمس هي المركز التقريبي للكون، والأخرى أنها ساكنة. وحسب حتى الأرض ليست لها دورة حول محورها وأخرى حول فلكها فحسب، بل حركة ثالثة ظنها ضرورية لتفسير ميل محور الأرض ومبادرة الإعتدالين.

وعلى ذلك يجب ألا نبتسم-ونحن ندرك الموقف بعد هذه القرون-سخرية من أولئك الذين تأخروا طويلاً في اعتناق نظرية كوبرنيق. ذلك أنه لم يطلب إليهم مجرد تصور الأرض وهي تدور وتندفع في الفضاء بسرعة رهيبة على عكس ما تشهد به حواسهم شهادة مباشرة، بل أكثر من ذلك حتى يسلموا بعمليات حسابية تتوه فيها العقول ولا تقل في تحييرها للإفهام عن حسابات بطليموس إلا بقدر طفيف. ولم تبد النظرية الجديدة متفوقة على القديمة بصورة واضحة إلا بعد حتى صاغ كبلر وجاليليوونيوتن جهازها ليحقق بساطة ودقة أعظم، وحتى بعد هذا يجب حتى نقول عن الشمس تلك الحدثات التي من الممكن نطقها جاليليوعن الأرض "ومع ذلك فهي تدور". هذا وقد رفض تيكوبراهي فرض مركزية الشمس بحجة حتى كوبرنيق لم يرد على اعتراضات بطليموس رداً مقنعاً. وأعجب من هذا الرفض تلك السرعة النسبية التي قبل بها النظرية الجديدة فلكيون كريتيكوس، وأوزياندر، وجون فيلد، وتومس ديجيز، وإرازمس رينهولد-الذي بنى "جداوله البروتنية" (1551) للحركات السماوية على نظرية كوبرنيق إلى حد كبير. ولم تبد الكنيسة الكاثوليكية اعتراضاً على النظرية الجديدة ما دامت تعرض ذاتها على أنها فرض، ولكن محكمة التفتيش لم تعهد رحمة في العقاب حين اعتبر جوردانوبرونوالفرض حقيقة مؤكدة، وبينت في وضوح نتائجها على الدين.

فيخمسة مارس 1616، أعرب المخط المقدس لمحاكم التفتيش حتى النظرية الكوپرنيقية "كاذبة وخاطئة" ويحرِّم كتاب نيكولاس كوپرنيكوس، المعنون ، الذي يروج فيه لفكرة مركزية الشمس. وفي 1620 أذن للكاثوليك حتى يقرءوا طبعات حذفت منها تسع عبارات تمثل النظرية على أنها حقيقة. ثم اختفى الكتاب من فهرس 1758 المراجع، ولكن الحظر لم يلغ صراحة إلا في 1828.

كانت نظرية مركزية الأرض تلائم بصورة معقولة لاهوتاً يفرض حتى جميع الأمور خلقت لمنفعة البشر. أما الآن فقد شعر هؤلاء البشر أنهم يترنحون فوق كوكب صغير اختزل تاريخه إلى "مجرد فقرة محلية في أخبار الكون". (48) فماذا يمكن حتى تعنيه حدثة "السماء" إذا كانت حدثتا "فوق" و"تحت" قد فقدتا جميع معنى لهما، وإذا كانت إحداهما تنقلب فتصبح الأخرى في نصف يوم،يا ترى؟ خط جيمس وولف إلى تيكوبراهي في 1575 يقول: "ما من هجوم على المسيحية أشد خطراً من القول بضخامة السماوات وعمقها اللانهائيين"-مع حتى كوبرنيق لم يقل بلا نهائية الكون. فلا بد حتى الناس حين توقفوا للتأمل في المعاني التي تتضمنها النظرية الجديدة راحوا يتساءلون عن صواب القول بأن خالق هذا الكون الضخم المنظم قد أوفد ابنه ليموت على هذا الكوكب المتوسط الحجم. وبدا حتى جميع شعر المسيحية الجميل، "يتصاعد دخاناً" (كما نطق جوته فيما بعد) تحت لمسة هذا الكاهن البولندي. وأجبر الفلك القائل بمركزية الشمس الناس على حتى يتصوروا الخالق من حديث في صورة أقل ضيقاً في الأفق وأقل تجسداً، وقابل اللاهوت أقوى تحد في تاريخ الدين. ومن ثم كانت الثورة الكوبرنيقية أشد عمقاً من حركة الإصلاح البروتستنتي، فقد جعلت الفروق بين العقائد الكاثوليكية والبروتستنتية تبدوتافهة، وتخطت حركة الإصلاح البروتستنتي إلى حركة التنوبر، من إرازمس ولوثر إلى ڤولتير، وحتى إلى ما بعد فولتير، إلى لا أدريه القرن التاسع عشر المتشائمة، هذا القرن الذي سيضيف الكارثة الداروينية إلى الكارثة الكوبرنيقية. ولم يكن هناك سوى واق واحد من أمثال هؤلاء الرجال، وهوحتى قلة قليلة فقط في أي جيل هي التي ستدرك ما ينطوي عليه فكرهم من معان. فسوف "تشرق" الشمس و"تغرب" حين كوبرنيق قد طوى في زوايا النسيان.

في عام 1581 أقام الأسقف كرومر نصباً تذكارياً لكوبرنيق على السور الداخلي لكاتدرائية فراونبورج بجوار قبر الكاهن. وفي عام 1746 أزيل النصب ليفسح مكاناً لتمثال للأسقف زمبك. فمن هوهذا الأسقف،يا ترى؟ من يدري؟.

المحتويات

Title page, 2nd edition, Basel, Officina Henricpetrina, 1566

Ad lectorem

Title page, 3rd ed., Amsterdam, Nicolaus Mulerius, publisher, 1617


الاستقبال

Lactantius

جنجريتش

الإصدارات

  • 1543, نورنبرگ, by Johannes Petreius
  • 1566, Basel, by Henricus Petrus
  • 1617, أمستردام, by Nicolaus Mulerius
  • 1854, Warsaw, with Polish translation and the authentic preface by Copernicus.
  • 1873, Thorn, German translation sponsored by the local Coppernicus Society, with all Copernicus' textual corrections given as footnotes.

الترجمة

English translations of De revolutionibus have included:

  • On the Revolutions of the Heavenly Spheres, translated with an introduction and notes by A.M. Duncan, Newton Abbot, David & Charles, ISBN 0-7153-6927-X; New York, Barnes and Noble, 1976, ISBN 0-06-491279-5.
  • On the Revolutions; translation and commentary by Edward Rosen, Baltimore, Johns Hopkins University Press, 1992, ISBN 0-8018-4515-7. (Foundations of Natural History. Originally published in Warsaw, Poland, 1978.)
  • On the Revolutions of the Heavenly Spheres, translated by C.G. Wallis, Annapolis, St John's College Bookstore, 1939. Republished in volume 16 of the Great Books of the Western World, Chicago, Encyclopædia Britannica, 1952; in the series of the same name, published by the Franklin Library, Franklin Center, Philadelphia, 1985; in volume 15 of the second edition of the Great Books, Encyclopædia Britannica, 1990; and Amherst, N.Y., Prometheus Books, 1995, Great Minds Series—Science, ISBN 1-57392-035-5.

الهوامش

المصادر

  • Gassendi, Pierre: The Life of Copernicus, biography (1654), with notes by Olivier Thill (2002), ISBN 1-59160-193-2 [1] [2]
  • Gingerich, Owen: An annotated census of Copernicus' De revolutionibus (Nuremberg, 1543 and Basel, 1566). Leiden : Brill, 2002 ISBN 90-04-11466-1 (Studia copernicana. Brill's series; v. 2)
  • Gingerich, Owen (2004). The Book Nobody Read : Chasing the Revolutions of Nicolaus Copernicus. New York : Walker. ISBN .
  • Hannam, James (2007). "Deconstructing Copernicus". Medieval Science and Philosophy. Retrieved 2007-08-17. Analyses the varieties of argument used by Copernicus.
  • Heilbron, J.L.: The Sun in the Church: Cathedrals as Solar Observatories. Cambridge, Massachusetts, Harvard University Press, 1999 ISBN 0-674-85433-0
  • Koestler, Arthur (1959). The Sleepwalkers. Hutchison.
  • Swerdlow, N.M., O. Neugebauer: Mathematical astronomy in Copernicus' De revolutionibus. New York : Springer, 1984 ISBN 0-387-90939-7 (Studies in the history of mathematics and physical sciences ; 10)
  • Vermij, R.H.: The Calvinist Copernicans: The Reception of the New Astronomy in the Dutch Republic, 1575-1750. Amsterdam : Koninklijke Nederlandse Akademie van Wetenschappen, 2002 ISBN 90-6984-340-4 [3]
  • Westman, R.S., ed.: The Copernican achievement. Berkeley : University of California Press, 1975 ISBN 0-520-02877-5
  • Zinner, E.: Entstehung und Ausbreitung der coppernicanischen Lehre. 2. Aufl. durchgesehen und erg. von Heribert M. Nobis und Felix Schmeidler. München : C.H. Beck, 1988 ISBN 3-406-32049-X

وصلات خارجية

Latin Wikisource has original text related to this article:
De Revolutionibus (1543)
German Wikisource has original text related to this article:
Die Kreisbewegungen (1879)
  • , from Harvard University.
  • , from Jagiellon University, Poland.
  • , from Rare Book Room.
  • , from WebExhibits. English translation.
  • River Campus Libraries, Book of the Month December 2005: De revolutionibus orbium coelestium
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:00:20
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, كتب 1543, علوم 1543, تاريخ علم الفلك, كتب علم الفلك, نصوص لاتينية, سجل ذاكرة العالم, Works by Nicolaus Copernicus

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الأمم المتحدة تجمع مساعدات لأوكرانيا بقيمة 1.3 مليار دولا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:28
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 70%

زيلينسكي يقدم مشروع قانون إلى البرلمان الأوكراني لتمديد الأح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

الجيش الجزائري يضبط 7 عناصر إرهابية و147 مهاجر غير شرعي خلال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:25
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

إغتيال الفنان اندوكاي.. الغدر بالسماحة والتسامح والسلام

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:45
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 53%

الرئاسي الليبي يؤكد أهمية دعم المسار السياسي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

الحوثي يرفض رفع حصار تعز - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:23:12
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 63%

رئيس وزراء إيطاليا: ندعم انضمام فنلندا والسويد للناتو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:34
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

سريلانكا تعلن لمواطنيها أنها لا تملك دولارات لشراء شحنة بنزين واحدة

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:23:06
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 99%

هل يجوز ضرب الزوجة تاركة الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:12
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 46%

وزراء خارجية دول بريكس يعقدون اجتماعا عبر الفيديو غدا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:30
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

84.2 % غير راضين عن أداء «مطوري سكني»! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:23:11
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

الكرملين: لا تقدم في المفاوضات الروسية الأوكرانية وكييف لا ت

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:22
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

طقس حار غدا ونشاط للرياح والعظمى فى القاهرة 33 درجة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:09
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 45%

المفوضية الأوروبية تقترح مساعدة جديدة لأوكرانيا تصل إلى 9 مليارات يورو

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:23:04
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 91%

تبدّل في موقف إيلون ماسك السياسي: «سأنتخب الجمهوريين»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:23:00
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 90%

موسيمانى يطلق مشروعا لتعليم كرة القدم فى جنوب أفريقيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:08
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 41%

التدخل السريع يحدث فرقاً: ما علامات السكتة الدماغية... وكيف نمنعها؟

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:23:01
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 99%

مقتل 9 أشخاص وإصابة 24 آخرين فى هجوم إرهابى بطاجيكستان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:22:09
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 43%

إنجاب أكثر من طفلين قد يعجل بشيخوخة الوالدين

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:23:06
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 96%

في حربها على المخدرات... السعودية تحبط تهريب 682 كيلوغراماً من الحشيش

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:23:02
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 100%

روسيا تعلن طرد 34 دبلوماسياً فرنسياً... وباريس تأسف

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-18 15:23:04
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 85%

تحميل تطبيق المنصة العربية