نطقب:علوم الحديث خط الحديث الستة أوالخط الستة، أوخط الأمهات الست، هومصطلح يطلق على ستة خط حديث عند فهماء أهل السنة والجماعة. كانت خمسة، فألحق بها كتاب ابن ماجه فأصبحت تعهد بالخط الستة، وكان ذلك على يد محمد بن طاهر المقدسي (ت507 هـ)، صاحب كتاب شروط الأئمة الستة. وسار على منواله الحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى في سنة 600 ه، فضمن كتابه الكمال في أسماء الرجال رجال ابن ماجه كأحد الستة، ثم درج على هذا أصحاب خط الأطراف وخط الرجال، ومرجع تقديم كتاب ابن ماجه على كتاب الموطأ للإمام مالك، إلى حتى زوائد ابن ماجه على الخط الخمسة كثيرة، بينما نجد أحاديث الموطأ موجودة في الخط الخمسة. وقد قدم الموطأ على سنن ابن ماجه جميع من أبي الحسن أحمد بن رزين السرقسطي (ت 535 هـ) في كتابه "التجريد في الجمع بين الصحاح"، وأبي السعادات مبارك بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري المتوفى (ت606 هـ)، ومن المعروف حتى فهماء المغرب يقدمون كتاب الموطأ على بعض الصحاح. المصدر: توجيه النظر للشيخ طاهر الجزائري، ص153.

هوامام المحدثين أبوعبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ولد في مدينة بخارى سنة194 هـ سليم البخاري جمعه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، وسماه مؤلفه "الجامع المسند السليم المختصر من أمور رسول الله وسننه وأيامه" وخرجه من ستمائة ألف حديث، وتعب في تنقيحه وتهذيبه والتحري في صحته، حتى كان لا يضع فيه حديثا إلا اغتسل وصلى ركعتين يستخير الله في وضعه، ولم يضع فيه مسندا إلا ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسند المتصل الذي توفر في رجاله العدالة والضبط. وأكمل تأليفه في ستة عشر عاما، ثم عرضه على الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهم، فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة، وقد تلقاه الفهماء بالقبول في جميع عصر، فقد نطق الحافظ المضىي: "" هوأجل خط الإسلام، وأفضلها بعد كتاب الله "". عدد أحاديثه بالمكرر (7397) سبعة وتسعون وثلاثمائة وسبعة آلاف حديث، وبحذف المكرر يبلغ (2602) اثنان وستمائة وألفا حديث، كما حرر ذلك الحافظ ابن حجر.سبب تصنيف سليم البخاري.وقد كان الباعث علي تصنيف هذا الديوان العظيم ان الامام البخاري كان جالسا عند استاذه إسحاق بن راهويه فسمعه يقول "لوجمعتم كتابا مختصرا لسليم سنة رسول الله "نطق البخاري فسقط ذلك في قلبي فاخذت في جمع الجامع السليم.

عدد أحاديثه بالمكرر ‏(‏7275‏)‏ خمسة وسبعون ومائتان وسبعة آلاف حديث، وبحذف المكرر نحو‏(‏4000‏)‏ أربعة آلاف حديث‏.‏ وقد اتفق جمهور الفهماء أوجميعهم على أنه من حيث الصحة في المرتبة الثانية بعد سليم البخاري.

نص الإمام مسلم في مقدمة السليم على حتى سبب تأليفه له هوتلبية طلب وإجابة سؤال حيث نطق :

فإنك يرحمك الله بتوفيق خالقك ذكرت أنك هممت بالفحص عن تعهد جملة الأخبار المأثورة عن رسول الله في سنن الدين وأحكامه، وما كان منها في الثواب، والعقاب، والترغيب، والترهيب وغير ذلك من صنوف الأمور بالأسانيد التي بها نقلت وتداولها أهل الفهم فيما بينهم، فأردت -أرشدك الله- حتى توقف على جملتها مؤلفة محصاة، وسألتني حتى ألخصها لك في التأليف بلا تكرار يكثر، فإن ذلك -زعمت مما يشغلك عما له قصدت من التفهم فيها والاستنباط منها، وللذي سألت أكرمك الله حين رجعت إلى تدبره وما تؤول به الحال إذا شاء الله عاقبة محمودة ومنفعة موجودة، وظننت حين سألتني تجشم ذلك حتى لوعزم لي عليه وقضي لي تمامه كان أول من يصيبه نفع ذلك إياي خاصة قبل غيري من الناس لأسباب كثيرة يطول بذكرها الوصف، إلا حتى جملة ذلك حتى ضبط القليل من هذا الشان وإتقانه أيسر على المرء من معالجة الكثير منه ولا سيما عند من لا تمييز عنده من العوام إلا بأن يوقفه على التمييز غيره فإذا كان الأمر في هذا كما وصفنا فالقصد منه إلى السليم القليل أولى بهم من ازدياد السقيم.

وقد ذكر الخطيب البغدادي حتى مسلما جمع السليم لأبي الفضل أحمد بن سلمة النيسابوري تلميذه وصاحبه، فنطق في ترجمة أحمد في الموضع السابق: "ثم جمع له مسلم السليم في كتابه." فبين الخطيب بهذا ما أبهمه الإمام مسلم في مقدمته. وقد انتقى الإمام مسلم أحاديث سليمه من بين ألوف الأحاديث، فقد اتى عنه أنه نطق: "صنفت هذا المسند السليم من ثلاثمئة ألف حديث مسموعة."، وقد مكث في تأليفه قرابة خمس عشرة سنة أوتزيد.

سنن النسائي جمعه الإمام أبوعبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي،ولد سنة 215 هـ وكان رحمة الله امام عصره في فهم الحديث، وقدرتهم في فهم الجرح والتعديل توفي سنة 303 هـ، ألف النسائي كتابه "السنن الكبرى" وضمنه السليم والمعلول، ثم اختصره في كتاب "السنن الصغرى" وسماه "المجتبى"، وجمع فيه السليم عنده، وهوالمقصود بما ينسب إلى رواية النسائي من حديث.

و"المجتبى" أقل السنن احتواء للحديث الضعيف، واقله للرجال المشك في جروحهم، درجته تاتي بعد "السليمين"، فهو- من حيث الرجال - مقدم على "سنن أبي داود والترمذي" لشدة تحري مؤلفه في الرجال.

نطق الحافظ ابن حجر العسقلاني: "كم من رجل أخرج له أبوداود والترمذي تجنب النسائي إخراج حديثه، بل تجنب إخراج حديث جماعة في السليمين"

منهج النسائي في سننه:

سنن أبوداود جمعه الإمام أبوداود السجستاني، هوكتاب يبلغ أحاديثه 4800 أربعة آلاف وثمانمائة حديث، انتخبه مؤلفه أبوداود من خمسمائة ألف حديث، واقتصر فيه على أحاديث الأحكام ونطق: "" ذكرت فيه السليم وما يشبهه وما يقاربه وما كان في كتابي هذا فيه وهن شديد بينته، وليس فيه عن رجل متروك الحديث شيء، وما لم أذكر فيه شيئا فهوصالح، وبعضها أصح من بعض والأحاديث التي وضعتها في كتاب "السنن" أكثرها مشاهير "".

نطق السيوطي: يحتمل حتى يريد بصالح: "" الصالح للاعتبار دون الاحتجاج فيضم الضعيف ""، لكن ذكر ابن كثير أنه يروى عنه أنه نطق: ""وما سكت عنه فهوحسن، فإن صح هذا فلا إشكال "". أي: فلا إشكال في حتى المراد بصالح: صالح للاحتجاج، ونطق ابن الصلاح: "" عملى هذا ما وجدناه في كتابه مذكورا مطلقا وليس في أحد "السليمين"، ولا نص على صحته أحد، عهدنا أنه من الحسن عند أبي داود "". ونطق ابن منده: "" وكان أبوداود يخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره، لأنه أقوى عنده من رأي الرجال "".

وقد اشتهر "سنن أبي داود" بين الفقهاء لأنه كان جامعا لأحاديث الأحكام، وذكر مؤلفه أنه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه، وأثنى عليه ابن القيم ثناء بالغا في مقدمة تهذيبه·

سنن الترمذي جمعه الإمام أبوعيسى محمد الترمذي هذا الكتاب اشتهر أيضا باسم "جامع الترمذي"، ألفه الترمذي على أبواب الفقه، وأودع فيه السليم والحسن والضعيف، مبينا درجة جميع حديث في موضعه مع بيان وجه الضعف، واعتنى ببيان من أخذ به من أهل الفهم من الصحابة وغيرهم، وجعل في آخره كتابا في "العلل" جمع فيه فوائد هامة.

نطق الترميذي: "" وجميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهومعمول به، وقد أخذ به بعض الفهماء ما خلا حديثين: حديث ابن عباس حتى النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر، وحديث: إذا استهلك فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه"".

وقد اتى في هذا الكتاب من الفوائد الفقهية والحديثية ما ليس في غيره واستحسنه فهماء الحجاز والعراق وخراسان حين عرضه مؤلفه عليهم، هذا وقد نطق ابن رجب الحنبلي: ""افهم حتى الترمذي خرج في كتابه السليم والحسن والغريب، والغرائب التي خرجها فيها بعض المنكر، ولا سيما في كتاب الفضائل، ولكنه يبين ذلك غالبا، ولا أفهم أنه خرج عن متهم بالكذب، متفق على اتهامه بإسناد منفرد، نعم قد يخرج عن سيئ الحفظ ومن غلب على حديثه الوهن، ويبين ذلك غالبا، ولا يسكت عنه"".

سنن ابن ماجة جمعه الإمام محمد بن يزيد ابن ماجة، مرتبا على أبواب بلغ نحوواحد وأربعين وثلاثمائة وأربعة آلاف حديث (4341)، والمشهور عند كثير من المتأخرين أنه السادس من خط أصول الحديث (الأمهات الست)، إلا أنه أقل رتبة من "السنن" سنن النسائي وأبي داود والترمذي، حتى كان من المشهور حتى ما انفرد بهقد يكون ضعيفا غالبا إلا حتى الحافظ ابن حجر نطق: "" ليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي، وفي الجملة ففيه أحاديث كثيرة منكرة، والله المستعان "". ونطق المضىي: "" فيه مناكير وقليل من الموضوعات "". ونطق السيوطي: ""إنه تفرد بإخراج الحديث عن رجال متهمين بالكذب، وسرقة الأحاديث، وبعض تلك الأحاديث لا تعهد إلا من جهتهم"".

وأكثر أحاديثه قد شاركه في إخراجها أصحاب الخط الستة كلهم أوبعضهم، وانفرد عنهم بحوالي (1339) بتسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف حديث.

وقد اعتنى بالكتاب شرحا وتعليقا وأخرج بعضهم خطا في الزوائد على سنن ابن ماجه، ومن أبرز شروح الكتاب:

وغيرها.