أسيد بن حضير
أسيد بن حضير الأوسي صحابي جليل كان زعيما للأوس في المدينة قبل إسلامه، وورث عن أبيه مكانته، حيث كان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد ورث المكارم كابرا عن كابر وكان صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة ورأي ثاقب وهوسبب نزول آية التيمم .
نسبه
- هوأسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمروبن مالك بن الأَوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمروبن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، الأشهلي الأوسي.
يكنى أبا يحيى وأبا عتيك، وكان أبوه حضير فارس الأوس ورئيسهم يوم بُعاث.
سيرة إسلامه
كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قد أوفد مصعب بن عمير إلى المدينة ليفهم ويفقه المسلمين من الأنصار وليدعوغيرهم إلى دين الله. وفهم سعد بن معاذ -وكان صديقا لأسيد- فأراد حتى يحرضه على مصعب، فنطق: «انطلق إلى هذا الرجل فازجره»، فحمل أسيد حربته، ومضى إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة (من زعماء المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام).
عند مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للحدثات الرشيدة التي يدعوهم بها مصعب إلى الله. وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته، فنطق له مصعب: «هل لك في حتى تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره». فنطق أسيد: «هات ما عندك» وراح مصعب يقرأ القرآن ويشرح مبادئ الإسلام. وبدأ قلب أسيد يرق ووجهه يستشرق. فنطق: «ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف من الممكن أن تصنعون إذا أردتم حتى تدخلوا في هذا الدين؟» فنطق مصعب: «تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي». فقام من فوره ليستقبل الإسلام فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين معلنا إسلامه. في شهر شعبان عام عشرين للهجرة توفي أسيد وحمل نعشه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فوق كتفه ودفن في البقيع.
مواقفه
موقفه في السقيفة
في يوم السقيفة ، إثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعرب فريق من الأنصار ، وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار ، واحتدمت المناقشة ، فكان موقف أسيد - وهوزعيم أنصاري كبير - فعالا في حسم الموقف ، وكانت حدثاته كفلق الصبح في تحديد الاتجاه ، فقد وقف مخاطباً فريق الأنصار من قومه: " تفهمون حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين فخليفته إذاً ينبغي حتىقد يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار رسول الله ، وعلينا اليوم حتى نكون أنصار خليفته"
موقفه تجاه عبدالله بن أبي بن سلول
في غزوة بني المصطلق تحركت مغايظ عبدالله بن أبيّ فنطق لمن حوله من أهل المدينة: " لقد أحللتمومهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لوأمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا إلى غير دياركم ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل" سمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم هذه الحدثات ، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فتألم كثيراً ، فقابله أسيد بن حضير فنطق له النبي عليه السلام: "أوما بلغك ما نطق صاحبكم؟" نطق أسيد : "وأيّ صاحب يا رسول الله ؟" نطق الرسول : "عبدالله بن أبيّ" نطق أسيد : "وماذا نطق ؟" نطق الرسول : "زعم أنه إذا عاد إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل" نطق أسيد : :فأنت والله ، يا رسول الله ، تخرجه منها إذا شاء الله ، هووالله الذليل ، وأنت العزيز ثم نطق أسيد : " يا رسول الله ارفق به ، فوالله لقد اتىنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه على المدينة ملكا ، فهويرى حتى الإسلام قد سلبه ملكاً"
أحاديث رواها
روى البخاري بسنده عن أسيد بن حضير حتى رجلاً من الأنصار نطق : يا رسول الله ، ألا تستعملني كما استخدمت فلانًا. نطق: "ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".
حديث آخر شبيه للحديث الذي قبله: عن أنس نطق: اتى أسيد بن حضير إلى النبي وقد كان قسم طعامًا، فذكر له أهل بيت من الأنصار من بني ظفر فيهم حاجة، وجُلّ أهل ذلك البيت نسوة، فنطق له النبي: "هجرتنا يا أسيد حتى مضى ما في أيدينا، فإذا سمعت بشيء قد اتىنا فاذكر لي أهل ذلك البيت". فاتىه بعد ذلك طعام من خيبر شعير أوتمر، فقسّم رسول الله في الناس وقسم في الأنصار فأجزل، وقسم في أهل البيت فأجزل. فنطق أسيد بن حضير متشكرًا: "جزاك الله أي نبي الله أطيب الجزاء". فنطق النبي : "وأنتم معشر الأنصار، فجزاكم الله أطيب الجزاء؛ فإنكم ما فهمت أعفة صُبُر، وسترون بعدي أثرة في الأمر والقسم، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".
عن أبي سعيد الخدري وابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أسيد بن حضير حتى النبي نطق له: "اقرأ يا أسيد، فقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود".
عن أسيد بن حضير نطق: بينما هويحدّث القوم وكان فيه مزاح، بَيْنَا يضحكهم، فطعنه النبي في خاصرته بعود، فنطق: أَصْبِرْنِي (أَقِدْني من نفسك). فنطق: "اِصْطَبِرْ" (اسْتَقِدْ). نطق: إذا عليك قميصًا وليس عليَّ قميص. فحمل النبي عن قميصه، فاحتضنه وجعل يقبّل كشحه (الكشح هوما بين الخاصرة إلى الضلع الخلفي)، نطق: "إنما أردت هذا يا رسول الله".
وفاته
عن عروة حتى أسيد بن حضير توفي وعليه دين أربعة آلاف درهم فبيعت أرضه، فنطق عمر : لا أهجر بني أخي عالة. فردَّ الأرض وباع ثمرها من الغُرماء أربع سنين بأربعة آلاف، جميع سنة ألف درهم. وقد تُوُفِّي سنة 20 من الهجرة، ودُفن بالبقيع. رضي الله عنه وأرضاه
وصلات خارجية
إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير من مسقط الإسلام
