أبي بن كعب بن قيس
أبي بن كعب بن قيس صحابي ومحرر لما اتى من القرآن، شهد بيعة العقبة الثانية، وشهد له الرسول بالفهم.
نطق صلى الله عليه وسلم : 《 خُذُوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى حذيفة 》 فتح الباري/ كتاب فضائل القرآن رواه أحمد والترمذي.
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [: « يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ،يا ترى؟ « قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: « يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ،يا ترى؟ « قَالَ قُلْتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِر». شرح فضائل القرآن
نسبه وصفته
هوأُبي بن كعب بن قيس بي عبيد بن معاوية بن عمروبن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرومن الخزرج . له كنيتان: أبوالمنذر؛ كناه بها نبي الإسلام محمد، وأبوالطفيل؛ كناه بها عمر بن الخطاب بابنه الطفيل وكان عمر يسميه سيد المسلمين. وأمه صهيلة بنت النجار، وهي عمة أبي طلحة الأنصاري. وقيل في وصفه انه كان أبيض الرأس واللحية لا يخضب.
مكانته
كان أّبي بن كعب من فقهاء الصحابة، وكان من كُتَّاب الوحي، ومن اعتبر من أفضل قرّاء القرآن، وهوأحد الإثنا عشر الذين بايعوا الرسول، في بيعة العقبة. وقد روي حتى أُبي بن كعب نطق:
«سألني رسول الله ما هي برأيك أعظم آية اتىت في القرآن الكريم؟، فقلت: آية الكرسي، فضرب رسول الله على صدري، ونطق لي: ليهنئك الفهم يا أبا المنذر». وقد اتى في الحديث: "أقرؤكم أُبي" وقد أسند إليه النبي مهمة تعليم الوفود القرآن وتفقيهها في الدين وكان النبي إذا غاب عن المدينة يستخلفه لإمامة المسلمين في الصلاة وقد نطق عنه عمر بن الخطاب: "سيد المسلمين أبي بن كعب". واتى في سليم البخاري ان الرسول نطق لأُبي بن كعب حين نزلت (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا)«إن الله أمرني حتى أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) نطق أبي: آلله سماني لك ،يا ترى؟ نطق نعم الله سماك لي فجعل أبي يبكي».
مناقبه
الزهد
عن جُندب بن عبد الله البجلي نطق: أتيت المدينة ابتغاء الفهم، فدخلت مسجد رسول الله فإذا الناس فيه حَلَقٌ يتحدّثون، فجعلت أمضـي الحَلَقَ حتى أتيتُ حلقـةً فيها رجل شاحبٌ عليه ثوبان كأنّما قدم من سفر. فسمعته يقول: (هلك أصحاب العُقدة ورب الكعبة، ولا آسى عليهم)... أحسبه نطق مراراً... فجلست إليه فتحدّث بما قُضيَ له ثم قام، فسألت عنه بعدما قام قلت: من هذا؟. نطقوا: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب)... فتبعته حتى أتى منزله، فإذا هورثُّ المنزل رثُّ الهيئة، فإذا هورجل زاهد منبترٌ يشبه أمره بعضه بعضاً.
الورع
نطق أبي بن كعب: (يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك في صلاتي؟). نطق: (ما شئت، وإن زدت فهوخيرٌ)... نطق: (الرُّبـع؟)..... نطق: (ما شئـت، وإن زدت فهوخيرٌ)... نطق: (أجعلُ النصـف؟)...
نطق: (ما شئـت، وإن زدت فهوخيرٌ)... نطق: (الثلثيـن؟)..... نطق: (ما شئـت، وإن زدت فهوخيرٌ)... نطق: (اجعـل لك صلاتي كلّها؟)... نطق: (إذاً تُكفـى همَّك ويُغفَر ذنبُك).
وبعد وفاة الرسول، ظل أبي على عهده في عبادته وقوة دينه، وكان دوما يذكر المسلمين بأيام الرسول ويقول: «لقد كنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووجوهنا واحدة، فلما فارقنا اختلفت وجوهنا يمينا وشمالا».
وعن الدنيا يتحدث ويقول: ((ان طعام ابن آدم، قد ضرب للدنيا مثلا، فان ملحه وقذحه فانظر إلى ماذا يصير؟)).
وحين اتسعت الدولة الإسلامية ورأى المسلمين يجاملون ولاتهم، نطق:(هلكوا ورب الكعبة، هلكوا وأهلكوا، أما اني لا آسى عليهم، ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين) وقيل انه كان أكثر ما يخشاه هوحتى يأتي على المسلمين يوما يصير بأس أبنائهم بينهم شديد.
احداث
سقطة الجابية
شهد أبي بن كعب مع عمر بن الخطاب سقطة الجابية، وقد خطـب عمر بالجابية فنطق: (أيها الناس من كان يريـد حتى يسأل عن القرآن فليأتِ أبـيَّ بن كعـب).
الدعوة المجابة
روى عن ابن عباس 
نطق: نطق عمر بن الخطاب: (اخرجوا بنا إلى أرض قومنا). نطق: فخرجنا فكنت أنا وأبي بن كعب في مؤخَّر الناس، فهاجت سحابة، فنطق أبيُّ: (اللهم اصرف عنّا أذاها) فلحقناهم وقد ابتلّت رحالهم. فنطق عمر: (أمَا أصابكم الذي أصابنا؟). قلت: (إن أبا المنذر نادى الله عزّ وجلّ حتى يصرف عنّا أذاها)... فنطق عمر: (ألا دعوتُمْ لنا معكم؟!).
الوصية
نطق رجلٌ لأبي بن كعب: (أوصني يا أبا المنذر).نطق: (لا تعترض فيما لا يعنيك، واعتزل عدوَّك، واحترس من صديقك، ولا تغبطنَّ حيّاً إلا بما تغبطه به ميتاً، ولا تطلب حاجةً إلى مَنْ لا يُبالي ألا يقضيها لك).
وفاته
عن عبـد الله بن أبي نُصير نطق: عُدْنا أبي بن كعـب في سقمه، فسمع المنادي بالأذان فنطق: (الإقامة هذه أوالأذان؟)... قلنا: (الإقامـة)... فنطق: (ما تنتظرون،يا ترى؟ ألا تنهضون إلى الصلاة؟)... فقلنا: (ما بنا إلا مكانك)... نطق: (فلا تعملوا قوموا، إذا رسول الله صلى بنا صلاة الفجر، فلمّا سلّم أقبل على القوم بوجهه فنطق: (أشاهدٌ فلان،يا ترى؟ أشاهدٌ فلان؟). حتى نادى بثلاثة كلهم في منازلهم لم يحضروا الصلاة فنطق: ((إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء، ولويفهمون ما فيهما لأتوهما ولوحَبْواً، وافهم أنّ صلاتك مع رجلٍ أفضل من صلاتك وحدك، وإن صلاتك مع رجلين أفضل من صلاتك مع رجل، وما أكثرتم فهوأحب إلى الله، وإن الصفّ المقدم على مثل صف الملائكة، ولويفهمون فضيلته لابتدروه، ألا وإن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل وحدَه أربعاً وعشرين أوخمساً وعشرين)). وكان الرسول قد نطق : (ما مِنْ شيءٍ يصيب المؤمن في جسده إلا كفَّر الله عنه به من الذنوب). فنطق أبي بن كعب: (اللهم إنّي أسألك حتى لا تزال الحُمّى مُضارِعةً لجسدِ أبيٌ بن كعب حتى يلقاك، لا يمنعه من صيام ولا صلاة ولا حجّ ولا عُمرة ولا جهاد في سبيلك). فارتكبته الحمى فلما تفارقه حتى مات، وكان في ذلك يشهد الصلوات ويصوم ويحج ويعتمر ويغزو. توفي سنة 30 هـ [بحاجة لمصدر]، يقول عُتيّ السعديّ: قدمت المدينة في يوم ريحٍ وغُبْـرةٍ، وإذا الناس يموج بعضهم في بعـض. فقلت: (ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض؟)... فنطقوا: (أما أنت من أهل هذا البلد؟)... قلت: (لا)... نطقوا: (مات اليوم سيد المسلمين، أبيّ بن كعب).
مصادر
- ^ ابي بن كعب سيرة الإسلام
- ^ سليم مسلم
- ^ سورة البينة الاية 1
