سنان بن ثابت بن قرة
سنان بن ثابت بن قرة هوأبوسعيد بن ثابت بن قرة ولد عام 880 ميلادية وتوفي عام 943. عالم فيزياء ورياضيات وعالم فلك عربي. وهوأبوإبراهيم بن سنان. انتقل إلى بغداد في القرن الرابع الهجري، وعمل طبيبا لدى الخليفة المقتدر بالله العباسي، وقد أسلم في عهده، ثم خدم الخليفة القاهر بالله ثم الخليفة الراضي بالله.
أبوسعيد سنان بن ثابت بن قرة الحراني نسبة إلى مدينة حران شمالي سورية، طبيب رياضي فلكي، مؤرخ أديب، ولد في حران، وانتقل من مسقط رأسه إلى بغداد حاضرة الثقافة والفهم في القرن الرابع الهجري، إذ كانت الحضارة العربية الإسلامية في أوج تألقها. تابع سنان دراسته في الطب، وبرز فيه، ووضع براعته في خدمة الخلفاء العباسيين، وغدا طبيب الخليفة المقتدر بالله (295-320هـ/907-932م)، وفي عهده ولج سنان بن ثابت الإسلام، ثم خدم الخليفة القاهر بالله (320-322هـ/932-933م) ثم الخليفة الراضي بالله في بغداد (322-329هـ/933-940م). وقد عظمت منزلته عند الخلفاء وغدا رئيس أطباء بغداد، وأطلق المقتدر بالله يد سنان في تنظيم مهنة الطب وذلك إثر غلط سقط فيه طبيب في بغداد أدى إلى موت المريض، وأمره بإجراء امتحان لكل طبيب يريد ممارسة مهنة الطب، فقام سنان بذلك، ووصل عدد الأطباء الذين امتحنهم نحوثمانمئة وستين طبيباً .
كما أشرف سنان على تطبيق بادرة إنسانية حضارية تدل على ما وصلت إليه الدولة العربية الإسلامية من رقي حضاري، مع أنها كانت في بداية منحدر سياسي خطير إثر تسلط الأعاجم من هجر وفرس على أمورها. وقد ذكر ثابت بن سنان حتى متقلد الدواوين علي بن عيسى الجرّاح خط إلى والده سنان المتقلد بيمارستان بغداد يومئذ كتاباً إبان تفشي الأمراض في الجيش يطلب إليه تعيين أطباء يرافقون الجيش ويشرفون على حاجاته الصحية ويكفلون له الدواء والشراب، فعمل والده ذلك طوال أيامه، كذلك طلب علي بن عيسى الجرّاح من سنان بن ثابت حتى يرسل أطباء مع الأدوية والأشربة إلى منطقة السواد لخلوّه من الأطباء، وأن يطوفوا السواد ويعالجوا من فيه من السقمى من المسلمين، ومن أهل المذاهب والديانات الأخرى. كما كان من أبرز أعمال سنان ابن ثابت الإشراف على بناء البيمارستانات في بغداد وترتيب أمورها وإدارتها، وكان أولها بيمارستان السيدة أم المقتدر بالله، وذلك في أول المحرم عام 306هـ/918م، الذي افتتحه سنان على نهر دجلة ببغداد وجلس فيه ورتب له المتطببين وكيفية قبول السقمى، وذكر حتى نفقاته بلغت ستمئة دينار شهرياً.
وفي العام ذاته 306هـ، أشار سنان على المقتدر بالله حتى يتخذ بيمارستاناً ينسب إليه، فأقامه سنان في محلة باب الشام، وسماه البيمارستان المقتدري، وبلغت نفقته مئتي دينار شهرياً، كما أشرف سنان أيضاً على بناء بيمارستان آخر في بغداد، وذلك بأمر من المملوك الأمير بجكم الهجري الذي كان يتولى إمرة الأمراء في بغداد، فبناه سنان سنة 329هـ/940م، وسماه باسم الأمير بجكم الذي توفى قبل الانتهاء منه فأكمله من بعده عضد الدولة البويهي الذي تسلم إمرة الأمراء في بغداد وحكمها، وذلك عام 367هـ/978م.
وكانت مؤلفات سنان كثيرة في مختلف العلوم، ولكن لم يبق منها إلا القليل النادر، ومعظمها في الرياضيات والفلك والتاريخ والأدب، منها ما يذكره ابن أبي أصيبعة في كتابه «عيون الأنباء في طبقات الأطباء».
«رسالة في الأشكال ذوات الخطوط المستقيمة التي تقع في الدائرة، وعليها استخراج الكثير من المسائل الهندسية»، و«رسالة في الاستواء» و«رسالة في النجوم» و«رسالة في سُهيل»: وسُهيل نجم أحمر اللون قريب من الأفق يظهر وكأنه دائم الخفقان والاضطراب، و«رسالة في قسمة أيام الجمعة على الكواكب السبعة» و«رسالة في تاريخ ملوك السريان» و«رسالة في شرح ممضى الصابئة» و«رسالة في أخبار آبائه وأجداده وسلفه»، و«رسالة في كتاب السياسة لأفلاطون»، ذكرها المسعودي.
مصادر
- ^ «الموسوعة العربية»
هذه بذرة منطقة عن عالم أوباحث فهمي مسلم بحاجة للنمووالتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |