ابن طيفور
أحمد ابن طيفور (عاش 204-280 هـ/819-893م) وهوأحد المؤرخين البلغاء الشعراء الرواة، اشتهر بأنه من أهل الفهم المذكورين بالفهم، المكثرين من التصنيف والتأليف، المعروفين بالذكاء وجودة البيان، وكان إلى هذا جميل الأخلاق ظريف المعاشرة.
هوأبوالفضل، أحمد بن طيفور، الخراساني الأصل، المعروف عند القدماء بابن أبي طاهر، لأن أباه طيفوراً كان يكنى بأبي طاهر، وكان أجداده من سلالة ملوك خراسان.
ولد في بغداد وقت دخول المأمون العباسي بغداد قادماً من خراسان. وتلقى الفهم والرواية عن أئمة عصره ولاسيما عمر بن شبه الراوية المحدِّث، وروى عنه ابنه عبيد الله، فنهج منهج أبيه في التصنيف والتأليف، وقد اشتغل مدة مؤدِّب كتاب عامياً، ثم تخصص وجلس ينسخ الخط في سوق الوراقين في الجانب الشرقي من بغداد، ولم يتوسع من ترجم له في عرض معلومات مفصلة عن حياته وأسفاره.
انصرف اهتمام أحمد بن طيفور إلى التاريخ والشعر، حتى بلغت مؤلفاته ثمانية وأربعين كتاباً، من أهمها «تاريخ بغداد» وهومن أقدم ما كُتب عن مدينة السلام، فقد اشتمل على كثير من أخبار الخلفاء والوزراء، فكان مصدراً أساسياً لكل من الطبري والأصفهاني والمسعودي وغيرهم، وقد وصل فيه إلى آخر أيام الخليفة المهتدي، ثم زاد ابنه عبيد الله بعده أخبار المعتمد والمعتضد والمكتفي والمقتدر. غير حتى الباحثين لم يظفروا من هذا الكتاب إلا بالجزء السادس منه، وهوخاص بأخبار الخليفة وحجّابه، والشعراء والمغنين الذين عاشوا في أيامه أومثلوا بين يديه، والمناظرات التي كانت تعقد في مجالسه، إضافة إلى ذكر أطراف من محاسن أفعاله ومكارم أخلاقه، وقد عُني بتسليم هذا الجزء والتعريف به وبمؤلفه العلامة محمد زاهر الكوثري، ونشر باسم «كتاب بغداد» في مخط نشر الثقافة الإسلامية في مصر عام 1949م.
وله من الخط أيضاً كتاب «المنثور والمنظوم» ولم يُعثر إلا على الجزأين الحادي عشر والثاني عشر منه، وقد نشر الجزء الحادي عشر في مصر عام 1908 بعنوان «بلاغات النساء». كما نشر له كتاب «القصائد المفردات التي لامثيل لها» وهوكتاب نفيس نادر، وله «ألقاب الشعراء ومن عهد بالكنى ومن عهد بالاسم»، و«سرقات البحتري من أبي تمام». كما حتى له كُتباً تضم اختيارات من أشعار بعض الشعراء كدعبل بن علي والعتابي ومنصور النمري، وخطاً تضم أخبار بعض الشعراء كابن ميادة وابن هرمة وعبيد الله بن قيس الرقيات، إلا حتى هذه الخط وغيرها ما تزال مفقودة حتى اليوم.
أما شعره فقد حفظ ياقوت الحموي في كتابه «معجم الأدباء» شذرات قليلة منه لا تكفي للحكم عليه، فمن ذلك قوله:
وما الشعر إلا السيف ينبووحده | حسام، ويمضي وهوليس بذي حد |
ولوكان بالإحسان يُرزق شاعر | لأجدى الذي يُكدي وأكدى الذي يُجدي |
ومع ذلك فقد نستخلص من كلام نقاد الشعر عليه أنه كان ضعيف الملكة الشعرية، وأنه ـ كما يقول النديم في «الفهرست»ـ كان يرمى بالتصحيف وبالسطوعلى أنصاف أبيات وأثلاث أبيات من شعر غيره ويضمها إلى شعره، إلا حتى ذلك قد يحدث من باب الإيداع المعروف في فهم البديع.
توفي أحمد بن طيفور في بغداد ودفن في مقابر باب الشام.
أعماله
خط ابن طيفور نحوخمسين کتاباً، منهم ما يلي:
- المنثور والمنظوم
- المؤلفین
- أخبار بشار بن برد واختبار شعره
- أخبار مروان وآل مروان
- الجواهر
- الهدایا
- السرقات
- ألقاب الشعراء
- المعروفین من الأنبیاء
- فضل العرب علی العجم
- مرثیة هرمز بن کسری بن انوشروان
- المصلح والوزیر المعین
- تاریخ بغداد
المصادر
- محمد كمال. "ابن طيفور (أحمد ـ)". الموسوعة العربية.
للاستزادة
- الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (مصر 1931م).
- فؤاد سزكين، تاريخ التراث العربي (الرياض 1983م).
- ياقوت الحموي، معجم الأدباء (دار إحياء التراث، بيروت 1936م).