مدرسة گنديشاپور
دانشگاه گندیشاپور | |
گنديشاپور القديمة.
| |
تأسست | القرن السادس |
---|---|
المسقط | گندیشاپور، محافظة خوزستان، إيران |
مدرسة گنديشاپور (فارسية: دانشگاه گندیشاپور) Academy of Gondishapur، هي ثلاث مراكز تعليم ساسانية (قطيسفون، رأس العين، گنديشاپور) وأكاديمية تعليم في مدينة گنديشاپور، إيران في العصر العتيق المتأخر، المركز الفكري للامبراطورية الساسانية. كان يقدم التدريب في الطب، الفلسفة، فهم اللاهوت والعلوم. كان أفراد هيئة التدريس ضليعون في التنطقيد الزرداشتية والفارسية. حسب تاريخ إيران من كمبردج ، كان أبرز مركز طبي في العالم القديم في القرن السادس والسابع. تأسست المدرسة من بداية تأسيس الامبراطورية الساسانية واستمرت حتى العصر العباسي.
التاريخ
حكم سابور بن أردشير بلاد فارس من 241 م - إلى 272 م واستطاع حتى يهزم فاليران إمبراطور الروم عام 259 م. ويأخذه أسيرا هووجيشه، لكنه كان لطيفا في معاملة الأسرى لثقافتهم من ناحية ولرغبته في استثمار مواهبهم من ناحية أخرى، فاستخدمهم في بناء كثير من المنشآت الهندسية مثل الخزانات والقناطر وغيرها. وقد أسكن سابور هؤلاء الأسرى في ثلاث مدن جعلهم ينشئونها، إحداها سابور كرد بالقرب من الأهواز، الثانية على رأس طريق بلاد الخوز، أما الثالثة فقد بناها في فارس قريبة من سوسة سميت جنديسابور أي معسكر سابور، وأسكن بها الأسرى وجزءاً من جنده، ثم أصاب المدينة الخراب فجدد بناءها سابور الثاني (سابور بن هرمز) الذي هوسابور ذوالأكتاف وقد حكم فارس بعد وفاة سابور الأول بما يقرب من اثنين وأربعين عاماً. وقد أراد سابور ذوالأكتاف حتى تكون جنديسابور مركزا للنشاط العقلي فاعتنى بجمع خط الفلسفة اليونانية وأمر بترجمتها إلى الفارسية، واستقدم للمدينة من ذاعت شهرته من الفهماء والحكماء، واستدعى عدداً كبيراً ممن نبغوا في الطب وكانت لهم مؤلفات طبية، وكان منهم الطبيب الشهير تيودورس.
التطور
كان ينتظر جنديسابور مستقبل فهمي مشرق، كانت مدينة خصبة كثيرة الخير بها النخل والزروع والمياه -كما ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي- وفى سنة 489 م. أغلق الإمبراطور زينون مدرسة الرها لاعتناق أساتذتها الممضى النسطوري، المخالف لممضى الإمبراطور البيزنطي، وقد فر عدد كبير من هؤلاء الأساتذة إلى جنديسابور، فرحب بهم أكاسرة بني ساسان، ووفروا لهم الحياة الكريمة، فاتخذها النسطوريون وطنا لهم وأنشأوا بها مستشفاً كبيراً، ورتبوا بها المحاضرات والدروس لتعليم الطب.
والنسطوريون أوالنساطرة إحدى فئتين من النصارى كانت في نظر كنيسة روما من الانشقاقيين، أما الفئة الأولى فهم المونوفيسيون القائلون بوحدة طبيعة المسيح، وكونوا طائفتي الأقباط في مصر واليعاقبة في آسيا. أما النساطرة فقد أنشأ طائفتهم (نسطور) أحد رهبان أنطاكية وبطريرك القسطنطينية الذي مضى إلى حتى الروح المفكرة لا تدخل الجسم إلا بعد مولده، وبالتالي فإن طبيعة المسيح الإلهية لم تدخل جسمه إلا بعد مولده أيضاً!!، الأمر الذي يحتم الاستنتاج بأن العذراء لم تكن والدته إلا بالنسبة لطبيعته البشرية فقط!، وقد أثار ذلك العالم الكنائسي، وانتهى الأمر بطرد نسطور من الكنيسة عام 431 م، لكن عدداً من السوريان (أهل سوريا) انضموا إليه وشكلوا كنيسة انشقاقية، وانتقلوا إلى حران، ثم استقروا في الرها التي اشتهرت مدرستها بالاستقلال الفكري، فاعتنقت (الرها) الممضى الجديد وأصبحت مركزاً له.
فلما أغلق الإمبراطور زينون مدرسة الرها لجأ النساطرة إلى جنديسابور التي اشتهرت بالتسامح الديني وبتشجيع الفهم والفهماء. إلى غير ذلك تكونت مدرسة العلوم وتخصصت في الطب حتى أصبحت مركز الطب في العالم في ذلك الزمان.
التراجع
ومع مرور الزمن سُحب البساط من تحت أقدام مدرسة جنديسابور، حيث هجرزت العلوم في بغداد وانتقل فهم الطب وغيره إلى دار الحكمة. وبعدها أفل نجم جنديسابور، لكنها ظلت ذات مكانة كبرى في تاريخ الفهم والطب في العالم.
الدراسة الفهمية
كانت اللغة السريانية هي لغة الدراسة في الطب والعلوم الطبيعية في مدرسة جنديسابور، ثم اتسعت دائرة الفهم بها في عهد خسروالأول (531-579 م) الذي كان شديد الإعجاب بالثقافة الإغريقية ورغب في حتى يجلب فهم الإغريق إلى مملكته، لذلك رحب بالفلاسفة الذين طردوا حين أغلق جستنيان مدارس أثينا، فترجموا خط المنطق والطب إلى الفارسية -كما يقول أوليري في كتابه مسالك الثقافة الإغريقية إلى العرب- وترسمت جنديسابور خطوات مدرسة الإسكندرية ونفذت مناهجها الدراسية، ولم يقتصر التعليم فيها على المؤلفات اليونانية والسريانية بل أضيف إلى ذلك تعاليم من فلسفة الهند وعلومها وآدابها، ويؤكد ذلك جورج كيرك في كتابه (موجز تاريخ الشـرق الأوسط) حيث يذكر حتى العلوم اليونانية والسريانية والهندية والفارسية كانت جميعها تدرس في مدرسة جنديسابور. ويقول ماكس فإنتاجوفي كتاب (المعجزة العربية): قوبلت في جامعة جنديسابور النظريات الهيلينية (اليونانية) الطبية بنظريات الأطباء الهنود، وبذلك أصبح متاحاً للطلاب الاطلاع على مؤلفات الفهم اليوناني الرئيسية وأحدث نجاحات الفهم الهندي.
أهمية گنديشاپور
اتصل العرب بأكاديمية جنديسابور قبل الإسلام، وأتيحت الفرصة لبعض الطلاب حتى يواصلوا دراستهم هناك، ولعل أشهرهم الحارث بن كلدة الثقفي، كان من الطائف، وسافر إلى اليمن وفارس، وتفهم الطب في جنديسابور، وعاش أيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومكث حتى عهد معاوية بن أبى سفيان، وروى حتى سعد بن أبى وقاص—أصيب بسقم شديد فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يدعوا له الحارث بن كلدة، فداواه فبرئ من سقمه. وكان ابنه النضر بن الحارث طبيباً أيضاً، وهوابن خالة النبي صلى الله عليه وسلم.
حركة الترجمة
وكانت مدرسة جنديسابور أحد الروافد التي تلقى منها العرب العلوم اليونانية والسريانية، وكان أطباؤها -بصفة خاصة- يعتزون بفهمهم، ويذكر حتى حنين بن إسحق (194 هـ-260 هـ) وهومن أبناء الحيرة مضى لاستكمال دراسة الطب على يد يوحنا بن ماسويه في بغداد غير حتى يوحنا أنكر عليه تفهم الطب لأنه من أبناء الحيرة بغطرسة وكبرياء، وكما يقول ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء: كان هؤلاء الجنديسابوريون يعتقدون أنهم أهل هذا الفهم ولا يخرجونه عنهم ولاعن أولادهم.
لكن حنين بن إسحق كره من أستاذه غطرسته وكبرياءه -كما يقول ماكس مايرهوف في مقدمة كتاب العشر منطقات في العين- وصمم على إرواء غلته من العلوم الطبية، ووجد حتى ذلك لن يتأتى له إلا بتفهم اللغة اليونانية، فسافر إلى بلاد الروم، ويقول ابن العبري في كتابه مختصر تاريخ الدول إذا حنين بن إسحق أحكم هناك اللغة اليونانية والفارسية والسريانية، واندفع في ترجمة الخط من تلك اللغات حتى صار من أكبر المترجمين الذين أفادوا الحضارة العربية، وأفاد كثير من فهماء جنديسابور في هذا الميدان بالإضافة إلى براعتهم النادرة في ممارسة الطب ولعل أوضح الأمثلة على ذلك أسرة بختيشوع الطبيب.
گنديشاپور تحت الحكم الإسلامي
مشاهير أطباء گنديشاپور
- برزويه
- بختيشوع
- يوحنا بن ماسويه
- شمس الأئمة السرخسي
- شابور بن سهل
- نافع بن الحارث
گنديشاپور المعاصرة
انظر أيضاً
- المدارس النظامية
الهوامش
- ^ Spangler, decline of the west, pp200
- ^ Vol 4, p396. ISBN 0-521-20093-8
المصادر
- The Cambridge History of Iran, Vol 4, ISBN 0-521-20093-8
- Winkler, Dietmar W.; Baum, Wilhelm (2010), The Church of the East: A Concise History, Taylor & Francis, ISBN 9780415600217, http://books.google.nl/books?id=xmXcSQAACAAJ
- Dols, Michael W. "The origins of the Islamic hospital: myth and reality": 1987, 61: 367-90; review by: 1987, 61: 661-62
- Frye, Richard Nelson. The Golden Age of Persia, Weidenfeld & Nicolson, 1993.
- Hau, Friedrun R. "Gondeschapur: eine Medizinschule aus dem 6. Jahrhundert n. Chr.," Gesnerus, XXXVI (1979), 98-115.
- Piyrnia, Mansoureh. Salar Zanana Iran. 1995. Maryland: Mehran Iran Publishing.
- Hill, Donald. Islamic Science and Engineering. 1993. Edinburgh Univ. Press. ISBN 0-7486-0455-3
وصلات خارجية
- الطب في إيران القديمة
- گنديشاپور حسب جامعة الأحواز
- Gundishapur according to jazirehdanesh(In Persian)
- مستشفى الإمام الخميني (مركز گنديشاپور الطبي)