پالياتشي
| ||||
|
پالياتشي Pagliacci هي اوبرا تتكون من افتتاحية وفصلين خطها وألفها موسيقياً روجروليونكاڤالو لقد انتهت المهزلة!». من المؤكد ان هذه العبارة ليست الأكثر مرحاً وفنية في حوارات أوبرا «باياس» (أو«إي باغلياتشي») للموسيقي الايطالي ليونكافالو، لكنها العبارة التي تظل في اذهان المتفرجين اكثر من اي تعبير اخرى. وليس ذلك، فقط، لأنها هي التي تختتم هذه الاوبرا، بل ايضاً وخصوصاً لأنها تكاد تعبر عن ذهنية هذا العمل الذي ينتمي الى نوع من الاوبرا الطبيعية، اي الاوبرا المضادة للنزعة الرومنطيقية. والحال انه حين خط ليونكافالو«باياس» ووضع لها موسيقاها، كان الزمن لا يزال زمن رومنطيقية فاغنر والعواطف المشبوبة. ومن هنا اتى بعض الموسيقيين، الايطاليين خصوصاً، خلال الفترة الفاصلة بين القرنين التاسع عشر والعشرين، ليضفوا على فن الاوبرا طابعاً يربطه بعادية الحياة اليومية، رابطاً اياه بالنزعة الطبيعية (او«فن الحقيقة») كما كانت بدأت تبخل في الفنون والآداب كافة، وتحاول ان تتسلل الى الفن الذي كان عصيّاً عليها: فن الاوبرا. ومن هنا، فإن لهذا العمل الذي وضعه ليونكافالواوائل عام 1895، قيمة تاريخية بصفته من اوائل الاعمال التي نقلت ذهنية الحياة اليومية الى خشبة المسرح الغنائي. ولعل من ابرز مظاهر هذا النقل انه فيما كان مؤلفوالاوبرا يستقون مواضيعهم من الاساطير القديمة اوالمسرحيات اوالبتر الادبية اوالفولكلور الشعبي، استقى ليونكافالوموضوع «باياس» من حادث اغتال وغيرة، وقع حقاً في ذلك الزمن، وكان من العسير على اي كان ان يتصوّر إمكان تحويله الى عمل غنائي، بل ايضاً الى عمل غنائي يعجب الناس ويعيش بينهم طويلاً. والمعروف ان «باياس» لا تزال تعتبر حتى اليوم من اشهر الاعمال الاوبرالية الايطالية، وتكاد وحدها تحمل الى الآفاق شهرة مؤلفها، على رغم انه وضع الكثير من الاعمال الاخرى. فما الذي يجعل لهذه المسرحية المغناة جميع هذه المكانة،يا ترى؟ ولماذا يحلولكثر ان يطلقوا عليها اسم «مسرحية مغناة» بدلاً من اوبرا، فهماً ان المعنيين ليسا شديدي البعد عن بعضهما بعضاً؟
من الواضح ان الجواب متضمن في موضوع هذا العمل وفي اسلوبه. ذلك ان «باياس» اذ تقدم فوق خشبة المسرح شريحة تراجيدية من الحياة، تقدمها في نطقب يختلط فيه العمل الفني بالحياة اختلاطاً تاماً حيث لا يعود المرء مدركاً اين يبدأ هذا وأين تنتهي تلك. خصوصاً ان ما يحدث في الفصل الثاني على خشبة المسرح داخل المسرح، يكادقد يكون هوهوما كان وقع في الفصل الاول على خشبة مسرح الحياة.
وأوبرا «باياس» تتألف من فصلين، ومقدمة. ولافت هنا حقاً ان المسرحية تنبهنا منذ تلك المقدمة الى ان «المؤلف انما سعى لكي يقدم اليكم شريحة من الحياة». وبهذا لا يهجر ليونكافالو، اي مكان للشك: انه خلال الفصلين التاليين سيضع متفرجيه في لقاءة أحداث قد تحدث جميع يوم في الحياة اليومية، أحداث تتعلق بالغيرة والحب والحياة الزوجية. وهولئن كان اختار المسرح داخل المسرح ميداناً لأحداث عمله، فما هذا إلا ليزيد من صدقية ما يحدث، بعيداً من جميع مشاعر الرومنطيقية وقصص الحب التي تنتهي إما بفاجعات التضحية وإما بالزيجات السعيدة. ففي الفصل الاول، وبعد تلك المقدمة التمهيدية، نجدنا في ساحة قرية ريفية صغيرة تدعى مونتالتووتقع في منطقة كالابريا الايطالية. والزمن عند نهاية القرن التاسع عشر، اي الزمن الذي وضع فيه ليونكافالوعمله. ولدينا هنا كورس من اهل القرية ينشد فرحه بالحياة، حين يصل فجأة عدد من الممثلين المهرجين ليقدموا عملاً فنياً أمام اهل القرية. ويأتي كانيو(المهرج باياس على المسرح لاحقاً) ليعلن للسكان ان العمل الفني الذي ستقدمه لهم الفرقة، سيقدم عند الحادية عشرة صباحاً. ويجابه السكان ذلك الاعلان بشيء من السخرية ثم تهجرز سخريتهم على الاهتمام الذي يبديه الممثل طونيوازاء نيدا، بطلة الفرقة وزوجة كانيو(والتي ستقوم لاحقاً بدور كولومبين). وعلى تلك السخرية يرد الزوج كانيوقائلاً، ان مثل هذه المواقف قد تكون مسلية فوق خشبة المسرح، لكنها ستكون فجائعية جداً في الحياة الطبيعية. وهو، اذ يقول هذا، يخرج ساعياً خلف شيء من الراحة. وهنا تدخل نيدا المسرح يتبعها طونيوالذي يحاول ان يبثها لواعج هواه، لكنها لا تستجيب اليه على الاطلاق، بل تنهره وتطرده ضاربة اياه بالكرباج. وبعد خروج طونيو، يدخل المسرح سيلفيواحد شبان القرية الذي سرعان ما ندرك انه هوالعشيق الحقيقي لنيدا. وبعد محادثة رومانسي بين نيدا وسيلفيو، يقنع هذا الاخير عشيقته بالفرار معه ليلاً. لكن طونيوقد يكون قد سمع جميع شيء. اما سيلفيوفإنه، ما إذا يطل كانيو، حتى يهرب من دون ان يتمكن هذا الاخير من فهم هويته. لكنه اذقد يكون طونيواخبره بالأمر، يعبر عن شكوكه تجاه زوجته طالباً منها ان تسر اليه باسم العشيق. وفيما هما يتجادلان بعنف، يدخل بيبي، رئيس الفرقة (والذي سيلعب غداً دور آرليكان) فيفرق بينهما مهدئاً من غضب جميع منهما، مذكّراً اياهما بأن عليهما انقد يكونا على استعداد، اذ ان العرض سيبدأ خلال فترة يسيرة.
في الفصل الثاني نجدنا امام خشبة المسرح القروي الذي سيقدم فيه هؤلاء الممثلون عملهم. وها هوجميع شيء يظهر معداً لتقديم عمل مسلٍ، وها هم القرويون قد جاؤوا متجمعين ليتفرجوا على العرض. ويبدأ العرض بالعمل، لنفاجأ بأن ما يعرض انما هوشبيه تماماً بالفصل الحياتي الواقعي الذي كنا شاهدناه في الفصل الاول، حيث ان الادوار التي يلعبها الممثلون فوق خشبة المسرح، تكاد تكون هي هي الأدوار التي يلعبونها في الحياة، مع بعض الفوارق الطفيفة على أية حال: ففي المسرحية داخل المسرحية لدينا ارليكان (بيبي) الذي يعشق كولومبين (نيدا)، وها هويغني لها نشيداً هائماً حين يصل باياس (كانيو). وما ان يشاهد هذا، مشهد الغرام بين «زوجته» و«عشيقها» حتى يستبد به الغضب ويتشاجر بحدة مع كولومبين التي يعبر لها عن شكه الحاد في أنها تخونه، وبحدثات تشبه تماماً الحدثات التي كان استخدمها في الشجار الحقيقي مع زوجته الحقيقية في الحياة. ويستبد الغضب بباياس (أوحقيقة بكانيو) الى درجة ان يلتقط سكيناً كان يحمله ويطعن به زوجته (حقيقة لا تمثيلاً)، وإذ يسرع سيلفيوالذي كان بين المتفرجين، لإنقاذ المرأة قافزاً من الصالة الى المسرح، يسارع كانيوبطعنه هوالآخر طعنة قاتلة. وإذ ينتهي المشهد على هذا النحو، يقف من تظل من ممثلين ليتوجهوا الى الجمهور قائلين بحسرة واستسلام: «لا كوميديا أي فينيتا».
خط روجيروليوكافالو، موسيقى هذه الأوبرا خلال خمسة أشهر عند نهاية عام 1990 منطلقاً من حكاية حادثة حقيقية رواها له أبوه وهوصغير وظلت عالقة في ذهنه. وهوخطها خلال حقبة بائسة من حقبات حياته، وبعد حتى كان أخفق في الكثير من محاولاته السابقة. فليونكافالو، المولود عام 1858 في نابولي، كان بدأ كتابة الأوبرا منذ عام 1876، حين خط عمله الأول «تشاترون» بعد دراسة موسيقية باهرة، لكنه في الوقت نفسه كان منكباً على دراسة الأدب جامعاً بين اللغة والموسيقى على غرار فاغنر الذي كان مثلاً أعلى بالنسبة اليه غير أنه في البداية فشل في تقديم «تشاترتون» وغاص في بأس جعله يعتاش من عزف البيانوفي المقاهي ومن اعطاء دروس في العزف، في مدن عدة، وقد قاده ذلك الى مصر حيث عاش لفترة بدءاً من عام 1882. لكنه بعد تلك البدايات الصعبة التقى ناشراً شجعه على كتابة أوبرا ثانية فوضع «آل مديتشي» التي كان يشاء لها حتى تكون حلقة في ثلاثية عن عصر النهضة الايطالية. لكن الناشر رفض هذا العمل مشجعاً اياه على كتابة نص «مانون ليسكو» لكي يلحنها بوتشيني، فعمل، لكن بوتشيني لم يقبل العمل. فيئس صاحبنا من جديد، وظل على ذلك النحوحتى عام 1890، حين اكتشف أوبرا «كافا لييرا روستيكا» لماسكايني فأعجب بواقعيتها، ورأى انه، أخيراً، اكتشف طريقه، فوضع «باياس» التي حين عرضت حققت على الفور نجاحاً كبيراً في ميلانو. وإذ شجعه هذا النجاح على استعادة مشروعه القديم بتقديم «آل مديتشي» عاد الفشل ليكون من نصيبه مجدداً فتخلى نهائياً عن مشروع الثلاثية. وهوبعد فشل آخر في منافسة بوتشيني حين لحن بدوره أوبرا «البوهيمية» عاد ليعهد النجاح في عام 1900 بفضل أوبرا «زازا» ثم غنى كاروزوواحدة من أغانيه فعوض عليه بنجاح كبير مكنه من حتى يقوم بجولة ناجحة في الولايات المتحدة ووضع بعد ذلك عملين كبيرين ناجحين هما «شباب فيغارو» و«مالبروك»، ما جعله ناجحاً وشهيراً آخر أيامه وحتى رحيله في عام 1919.
الأدوار
Role | Role in Commedia | Voice type | Premiere cast, May 21, 1892 (Conductor: Arturo Toscanini ) |
---|---|---|---|
Canio, head of the troupe | Pagliaccio | tenor | Fiorello Giraud |
Nedda, Canio's wife, in love with Silvio |
Colombina, Pagliaccio's wife, in love with Arlecchino |
soprano | Adelina Stehle |
Tonio, the fool | Taddeo | baritone | Victor Maurel |
Beppe, actor | Arlecchino, Colombina's lover | tenor | |
Silvio, Nedda's lover | baritone | Mario Ancona | |
Chorus of villagers |
المصادر
- دار الحياة
- الهامش
- المصادر
- Pagliacci Libretto in English translation
- San Francisco Opera Guild, 2003, Cavalleria rusticana and Pagliacci: A Teacher's Guide and Resource Book (accessed 23 May 2007)
- Sansone, Matteo, 1989, 'The Verismo of Ruggero Leoncavallo: A Source Study of Pagliacci', Music & Letters, Vol. 70, No. ثلاثة (Aug., 1989).
- Sims, Michael, 2007, "Cavalleria rusticana, I Pagliacci, and the Verismo Style", Programme notes, Concert Opera Boston (accessed 21 May 2007)