صحراء التتار

عودة للموسوعة

صحراء التتار

The Desert of the Tartars
اخراج Valerio Zurlini
انتاج Michelle de Broca
Bahman Farmanara
Enzo Giulioli
كتابة Jean-Louis Bertuccelli
الحوار السينمائي André G. Brunelin
مبني على The Tartar Steppe by Dino Buzzati
بطولة Vittorio Gassman
Jacques Perrin
Helmut Griem
موسيقى Ennio Morricone
سينماتوگرافيا Luciano Tovoli
تحرير Raimondo Crociani
شركــة
الانتاج
Cinecittà Studios
توزيع Filmverlag der Autoren
Quartet Films
NoShame Films
تواريخ العرض 29 أكتوبر 1976 (1976-10-29) (Italy)
طول الفيلم 140 minutes
البلد Italy
France
Germany
اللغة Italian
هذا الموضوع مبني على
منطقة لابراهيم العريس
بعنوان .

صحراء التتار The Desert of the Tartars (بالايطالية: Il deserto dei Tartari) فيلم ايطالي حائز على جائزة الفيلم الايطالي عام 1967 . خلال الأعوام الأخيرة من اربعينات القرن العشرين كان المحرر الإيطالي دينوبوتزاتي يعمل صحافياً في قسم تحرير الأخبار الليلية في صحيفة «كورييري ديلاسيرا» التي كانت، ولا تزال، واحدة من كبريات الصحف الإيطالية والأوروبية. طوال سنوات وسنوات كان عمل بوتزاتي يقتصر على تلقّي الأخبار السياسية التي ترد ليلاً وضبطها وتحريرها كي يأتي صحافيوالصباح ويستخدموها في منطقاتهم. كان عملاً مملاً رتيباً غير موفق، لكن بوتزاتي لم يكن يملك أي عمل آخر بديل. لذلك امضى فترة طويلة من حياته، وهوفي انتظار خبر مفاجئ يأتيه ليلاً وينعشه. وكان أمله في ذلك ضئيلاً بالطبع، طالما ان الأخبار المهمة لا تأتي إلا خلال النهار والأحداث المهمة لا تحدث خلال الليل، وعن هذا كله سيقول بوتزاتي لاحقاً: «لقد ظل يخامرني على الدوام الانطباع بأن السنوات تمضي من دون ان يحدث شيء... ومن دون ان أعمل شيئاً».

غير ان هذا كله لم يكن، في نهاية الأمر، من دون فائدة... إذ، من رحم تلك الحال، ومن رحم الملل والخوف والإحباط والفراغ الذي عايشه بوتزاتي خلال تلك الفترة ولدت رواية «صحراء التتار» التي نشرت للمرة الأولى في عام 1940، وينظر إليها عدد كبير من النقاد، ولا سيما الأوروبيون منهم، بأنها هي، - لا «البحث عن الزمن الضائع» ولا «أوليس» ولا «سفر الى آخر الليل» -، اعظم روايات القرن العشرين. ذلك انه اذا كان للروايات الأخرى ان تزعم الحديث عن الزمن، وكل الأزمان، وعن الإنسان في جميع مكان، فإن «صحراء التتار» ما كان يمكنها ان تكون إلا ابنة القرن العشرين، وما كان يمكنها ان تخط لولا مرور فرانز كافكا شهاباً في سماء الحداثة الأدبية. ومن هنا ما نعهده ان «صحراء التتار» ترجمت منذ صدورها الى عشرات اللغات وقرئت بسرعة في طول العالم وعرضه. قبل ان تحوّل في الثمانينات فيلماً اشتهر في حينه وإن كان عجز عن ان يفي الرواية حقها. إذ كيف من الممكن أن يمكن فن السينما البصري ان يترجم ما لا يحدث، وتحديداً الانتظار والخوف الكامنين داخل شخصيات هذه الرواية ولا سيما داخل شخصيتها الرئيسة: الملازم جيوفاني دروغو؟

اجل... «صحراء التتار» رواية فكرية جوانية، تدور «أحداثها» كلها داخل النفس لا خارجها... ولكن ليس على طريقة جيمس جويس اومارسيل بروست. بل على طريقة الإنسان، جميع انسان، في قرن حكم فيه على هذا الإنسان ان يعيش خوفاً دائماً من مجهول ينتظره ولا يأتي أبداً. طبعاً هنا، أمام هذا البعد قد يخيّل الى القارئ انه الآن داخل عوالم صمويل بكت و«في انتظار غودو» التي اسّست بعد اكثر من عقد من ظهور «صحراء التتار» مسرح العبث - اومسرح اللامعقول -... مسرح الرعب الجوّاني لإنسان القرن العشرين. والحقيقة ان هذا الانطباع سليم وغير سليم في الوقت نفسه. سليم لأن هنا انتظاراً يقف حقاً بين الرعب الكافكاوي والخواء البيكيتي (نسبة الى كافكا وبيكيت على التوالي)، لكنه غير سليم لأن الحال لدى هذين المؤلفين حال فردية خاصة - حتى وإن كانت رمزية - اما لدى بوتزاتي فالحال جماعية.

المكان الذي تدور فيه «احداث» رواية بوتزاني هذه، هوحصن عسكري يدعى «حصن باستياتي»، وإلى هذا الحصن يصل، اول الرواية، الملازم الشاب دروغوالذي كان تخرّج حديثاً من الأكاديمية العسكرية، وها هوالآن قد عيّن في الحصن الذي يتجه إليه وقد تملكته جملة من المشاعر. فهوفي انتنطقه هذا، من حياته العادية الى مصيره العسكري، استوعب انه لم يخلّف وراءه أمه وحبيبته وطفولته فقط، بل كذلك تلك السعادة التي كان يعيش في أحضانها من دون ان يدرك للحظة انها سعادة حقيقية. أما الآن وقد انتقل الى الحصن، فها هوالشعور يتملكه بأنه فقد السعادة - أي جميع شيء - الى الأبد. غير ان هذا ليس الموضوع الرئيس للرواية. فالموضوع في مكان آخر: يبدأ هذه المرة مع وصول دروغوالى الحصن. فهومنذ وصوله يعيش قناعة تامة بأن العدوآت لا محالة... وهوآت من الصحراء ولكن من هوهذا العدو،يا ترى؟ ومتى يأتي،يا ترى؟ ومن اية ناحية من نواحي الصحراء يأتي،يا ترى؟ اسئلة لا جواب عليها. ذلك ان العدولا يأتي ابداً، مع ان جيوفاني دروغوكرّس حياته كلها لانتظار ذاك الذي لن يأتي ابداً. والسبب سهل وهوان هذه الصحراء التتارية تقع عند حدود ضائعة غامضة، من المؤكد ان أي عدولن يفكر ابداً في احتلالها اواجتيازها. الحصن يحمي منذ قرون ما يسمى في الرواية «بلاد الشمال»... وفي مكان قد لا يحتاج أي عدوالى عبوره. ومن هنا، صار هذا الحيّز من الأرض حيّزاً مغلقاً تماماً على ذاته، صار من المحال على احد ان يفكر بغزوه. لكن جيوفاني دروغوله رأي آخر تماماً. انه واثق بأن ثمة عدواً سيصل الى هنا يوماً. ويصبح الأمر هوساً بالنسبة إليه. يعيش في الانتظار. ويبدودائماً مستعداً للمجابهة... ومع ان هذا الرهان يظهر منذ البداية من دون معنى، فإن صاحبنا لا يأبه لذلك: وها هي السنون تمضي، والعدولا يأتي، والحياة تصبح اهتراء واضحاً. مشكلته انه اهتراء يتجدد جميع يوم.

وكان من الطبيعي لهذا كله وتحت وطأة ايمان الملازم بحتمية وصول العدو، وضرورة الاستعداد الدائم للتصدي له، كان من الطبيعي له ان يفرض نفسه على جميع الجنود داخل الحصن، وهم دائماً ينقسمون قسمين: اولئك الذين يتأقلمون مع الوضع تماماً في امتثال مذهل، ما يخلق نوعاً من الإخاء والتضامن بينهم. وذلك قبل ان ندرك ان ما يؤمّن هذا الأمر إنما هووجود تلك الصحراء، ذلك الخواء اللامتناهي، الذي يظهر من ناحية مثل فخ أُحكم عليهم، ومن ناحية ثانية، مثل إبهار يعتصر اعينهم وحياتهم. وأولئك الذين يتمردون على ذلك الإيمان ويشعرون بقلق دائم. وكل هذا الوضع يتفجر مثلاً، ذات يوم، حين يظهر بالعمل، من عمق الصحراء، حصان يخبّ، فيخيل الى الجنود ان ظهوره ما سوى علامة على وصول العدو. وستبدوالسعادة هنا طاغية مفرغة للخوف. ولكن سرعان ما تحل الخيبة حين يتبين ان ثمة حقاً مقاتلين مسلحين آتين. لكنهم ليسوا سوى فرقة عسكرية من جيشهم أُرسلت لتقيم خط دفاع حدودياً آخر. وفي النهاية، حينما تمضي السنوات ويصبح الانتظار حالاً عضوية والخوف مما لن يأتي ابداً، جزءاً من الحياة اليومية، كان لا بد لهذا كله من ان ينتهي به الأمر الى تدمير الكثر، وفي مقدمهم الملازم دروغو، من الداخل. ويقع هذا، في النهاية مريضاً، عجوزاً، منهكاً. لكنه يرفض مبارحة الحصن والخروج منه الى المدينة حيث يمكن ان يداوى. فهو، حتى اللحظات الأخيرة لا يزال يخشى لحظة المجد المنتظرة التي ستجعل منه بطلاً: أي لحظة وصول العدوومقاتلته والفوز عليه، اوحتى الانكفاء أمامه. وأخيراً: حين يصل جنود مملكة الشمال متدفقين على الحصن غازين له...قد يكون دروغومنهكاً الى درجة ان احداً لا يقاتله، بل ينقل الى غرفة في هبط في المدينة حيث يشعر ان دوامة الزمن قد توقفت نهائياً.

والحال ان هذه العلاقة مع الزمن كانت دائماً الشغل الشاغل لدينوبوتزاتي (1906 - 1972) في أدبه الذي بدأ يخطه خلال فراغه من عمله الصحافي. غالباً على شكل قصص قصيرة جمعت في مجموعات حملت عناوين صارت شهيرة مثل:

  • الخاء
  • الليالي الصعبة
  • حلم السلم

وهذا الأدب هوالذي جعل من بوتزاتي واحداً من كبار الأدباء الإيطاليين في القرن العشرين.


فريق العمل

  • Vittorio Gassman ... Filimore
  • Giuliano Gemma ... Mattis
  • Helmut Griem ... Lieutenant Simeon
  • Jacques Perrin ... Drogo
  • Fernando Rey ... Nathanson
  • Francisco Rabal ... Tronk
  • Max von Sydow ... Hortiz


جوائز

فوز

  • David di Donatello Awards 1977:
    • David Award - Best Director: Valerio Zurlini
    • Dacid Award - Best Film
    • Special David Award - Best Actor: Giuliano Gemma
  • Italian National Syndicate of Film Journalists 1977:
    • Silver Ribbon Award - Best Director: Valerio Zurlini

ترشيحات

  • Italian National Syndicate of Film Journalists 1977:
    • Silver Ribbon Award - Best Supporting Actor: Giuliano Gemma

المصادر

  • دار الحياة

وصلات خارجية

  • في قاعدة بيانات الأفلام الإنترنتية
  • Notes on Cinematograph
  • Federica Capoferri (1998). I Tartari alle spalle. Dal romanzo di Dino Buzzati al film di Valerio Zurlini. Italica 75 (2), 226-241.


تاريخ النشر: 2020-06-04 15:24:30
التصنيفات: أفلام 1976, Articles containing non-English-language text, أفلام ايطالية, Italian-language films, 1970s drama films, War films, Films directed by Valerio Zurlini, All stub articles, 1970s drama film stubs

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ناج من مليونية 30 يونيو بأمدرمان يكشف لـ«التغيير» هوية «الطرف الثالث»

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:22:18
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

الرئيس اللبناني: مسألة ترسيم الحدود مع إسرائيل ستنتهى قريبًا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:22:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

أهم 12 سؤالا عن بوابة مصر الرقمية.. اعرف كل التفاصيل بشكل مبسط

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:39
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 42%

عودة القبطية المختفية هناء عادل بعين شمس.. وأسرتها تشكر الأمن

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:25
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

سلاح الجو التشيكي يحمي أجواء سلوفاكيا.. هل تصل مقاتلات "ميج-

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:53
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 62%

رئيسة الحكومة التونسية تؤكد استعداد بلادها التام لاستضافة مؤ

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:51
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

مصر تحتل المركز السادس فى الترتيب العام لدورة ألعاب البحر المتوسط

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:36
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 41%

"الأرصاد" تكشف تفاصيل حالة الطقس يوم الجمعة وقفة عرفات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:38
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 48%

"متزوجة من صديقتها"..من هي لاعبة السلة الأمريكية التي أثارت

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:22:09
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

عمرو هاشم ربيع: لائحة مجلس أمناء الحوار الوطني تنص على أن العمل تطوعي

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:35
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 36%

رئيسة الحكومة التونسية: الأزمات العالمية أبرزت الحاجة الماسة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:22:03
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

مصرع شاب بمنطقة العلاقى الجبلية بأسوان فى ظروف غامضة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:25
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

الاتحاد الأوروبي يناقش خطط احتياطي الغاز في اجتماع طارئ

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:56
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 62%

عفو رئاسى عن بعض المحكوم عليهم بمناسبتى عيد الأضحى وثورة 23 يوليو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:44
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 47%

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يعود إلى عدن بعد زيارة شملت

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:59
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

بشكتاش التركى يتفوق على الأهلى وبيراميدز ويحسم صفقة موليكا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:47
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 37%

من المرشحون لخلافة بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا الحالى؟

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:41
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 48%

بيراميدز يهزم سيراميكا 2 / 1 ويتأهل لربع نهائى كأس مصر.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-07 00:21:45
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 35%

تحميل تطبيق المنصة العربية