10 أكتوبر في حرب أكتوبر

عودة للموسوعة

10 أكتوبر في حرب أكتوبر

"يوميات حرب أكتوبر"
سبت أحد إثنين ثلاثاء أربعاء خميس جمعة
6 7 8 9 10
11 12 13 14 15 16 17
18 19 20 21 22 23 24
25


10 أكتوبر، هوخامس أيام حرب أكتوبر 1973.

الأحداث

كانت إسرائيل تحارب جيوشاً عربية، ولكنها كانت أيضاً تقابل الإمدادات الكبيرة من الاتحاد السوڤيتي، خاصة إلى سورية، فمخازن الاتحاد السوڤيتي تقع على بعد حوالي ساعتَي طيران من سورية، كما تحركت عشرات السفن محملة بالإمدادات من مواني البحر الأسود.

ويزداد من يوم لآخر تورط الاتحاد السوڤيتي في الحرب، حيث تتدفق المعدات والأسلحة والذخائر بكميات كبيرة إلى السوريين والمصريين. وتتجسس السفن السوڤيتية المنتشرة في البحر المتوسط لحسابهما، إذ تتنصت على الشبكات الإسرائيلية.

توجه حاييم بارلف رئيس الأركان السابق إلى الجبهة الجنوبية لتولى منصبه، كمستشار لرئيس الأركان بالجبهة الجنوبية. وقبل سفره استعرض بارليف تجارب العبور التي قام بها الجيش الإسرائيلي. كان جونين منزعجاً من وجود بارلف في مركز قيادته، ورغم حتى بارلف حاول طمأنته إلا أنه ظل متوتراً.


القتال على الجبهة الجنوبية

هبط معدل القتال على الجبهة الجنوبية، وخفت حدته قليلاً ولم يعد هناك سوى عمليات محدودة، ولا توجد معارك كثيرة، ومع حلول الظلام يبدأ الجانبان المصري والإسرائيلي، في مراجعة ما تم طوال اليوم وحصر الخسائر، والاستعداد لإحباط محاولات الطرف الآخر للقيام بعمليات ليلية، وكذلك الإعداد لأعمال قتال الغد.


مسقط بتر بورفؤاد

بعد خمسة أيام من الحصار، نجحت قوة ماجن اقتحام المسقط المحصن المحاصر على ساحل البحر والمعروف لدى المصريين باسم مسقط بتر بور فؤاد، والذي يسمى لدى القيادة الإسرائيلية باسم "مسقط بودابست"، حيث تمكنت عناصر المظلات بالتعاون مع الدبابات وبجهد مشهجر من اقتحام الطريق الساحلي إلى هذا المسقط من اتجاه الشرق، وكان هذا المسقط الوحيد الصامد في القتال إلى النهاية. كان هناك مسقط آخر لا زال محاصر، في لسان بور توفيق، ولا زال صامداً.

الجديد في الموقف بعد أربعة أيام قتال طويلة، وصول تعزيزات جديدة إلى الجبهة، خاصة وحدات المدفعية، حيث وصلت الكثير من وحدات الهاوتزر عيار 155مم، والهاونات الثقيلة عيار 160 مم، والهاونات 120مم.

أعمال القتال الرئيسية على الجبهة المصرية يومعشرة أكتوبر 1973

بدأت هجمات القوات المصرية الساعة العاشرة صباح يومعشرة أكتوبر 1973، لتوسيع رؤوس الكباري، ولكن بقوة محدودة، لا تتعدى كتائب مشاة أودبابات، وأشتد القتال بين الجانبين وتدمر لكل طرف عدد من الدبابات.

هجرز هجوم المصريين في اتجاه "هافيفا"، في شرق قطاع الفردان، وبدأت قوات آدن تدعم أوضاعها لصد الهجوم المصري، وبدأت الكاتيوشا المصرية تصب نيرانها على وحدات فرقة آدن.

تمكنت القوات الإسرائيلية من صد الهجوم وإحداث تدمير في بعض الدبابات، وأبلغت عناصر الاستطلاع عن تحركات القوات المدرعة المصرية على الاجناب، فاتجهت إليهم الدبابات الإسرائيلية لملاقاتهم وتمكنت من تدميرهم، ومع ذلك استمر ضغط وحدات المشاة، وتصاعدت الخسائر الإسرائيلية حيث اغتال بعض قادة السرايا ونواب قادة الكتائب، واستطاعت الصواريخ "ساجر" والقواذف ر. ب. ج ـسبعة التي تطلق من مسافات قصيرة حتى تدمر الكثير من الدبابات الإسرائيلية مجدداً. كان الموقف خطيراً، سرعان ما وجهت نيران المدفعية على القوات المصرية المهاجمة، بتوقف الهجوم من شدة النيران، وتراجع المصريون غرباً على طريق "أروڤ Arov" "شمال الفردان"، تاركين الكثير من الخسائر خلفهم، لقد أطلقت وحدات المدفعية الإسرائيلية 4700 قذيفة على مدار هذا اليوم، تزن نحو250 طن، واستطاعت المدفعية الإسرائيلية من معاونة القوات، على الرغم من القصف المضاد عليها من المدفعية المصرية.

وعاود المصريون هجومهم بعد ساعتين (الواحدة ظهراً) بآلالاف من جنود المشاة المدعمة بالدبابات، بدأ الهجوم هذه المرة من (أروڤ) في اتجاه زراكور "Zrakor"، شرق البلاح، وسقطت القوات الإسرائيلية تحت ضغط الهجوم المصري، وسقط الكثير من الخسائر في لواء جابي من قوات آدن، كما سقطت القوات الإسرائيلية تحت تأثير نيران المدفعية والكاتيوشا المصرية، ودمرت الكثير من الدبابات في منطقة "هافراجا Hafraga" "جنوب شرق البلاح"، استمرت الهجمات المصرية في الضغط على وحدات آدن شرق الفردان والبلاح. حتى تمكن لواء جابي من إيقاف الهجوم المصري تجاه اروف بعد أربعين دقيقة عصيبة من بدءه. ومع ذلك فقد استطاع المصريين حتى يسقطوا الكثير من الخسائر في الدبابات الإسرائيلية باستخدامهم الدقيق للصواريخ "ساجر".

وفي الساعة الثانية عاود المصريون هجومهم، تحت ستر نيران مدفعيتهم، التي تمكنت من تدمير عدد من الدبابات الإسرائيلية، ولكن هذا الهجوم لم يحقق نجاحاً، بسبب كثافة نيران المدفعية الإسرائيلية، والتي بدأت تؤثر على الهجوم المصري. يردد المصريين الهجوم في قطاع لواء "ناتك"، على محور الطريق الأوسط، بإعداد كبيرة من الدبابات والمركبات المدرعة المصرية والآلاف من المشاة، واستمر القتال لمدة ساعة كاملة، لم يكن لدى "ناتك" وحدات مشاه، وهوفي حاجة شديدة إلى دعم من المشاة على وجه السرعة، لقد تحملت دباباته الكثير من الخسائر، وكانت نقطة ضعف كبيرة، حتى الوحدات المدرعة لا تعمل معها وحدات من المشاة، إذ كانت المشاة محملة في المركبات نصف جنزير ولا يمكنها مرافقة الدبابات.

مع تزايد حجم الخسائر في قوات آدن، قرر الجنرال جونين سحب إحدى كتائب دباباته واستبدالها بأخرى أقل خسائر على حساب وحدة أخرى. التي حدثت بها مزيد من الخسائر.

نتائج القتال في يومعشرة أكتوبر 1973

من نتائج القتال في الأيام الماضية، لاحظ الإسرائيليون، حتى أي هجوم مصري، يسبقه عمليات قصف مدفعية شديدة، إذ يكثر المصريون من الاستعانة بضباط الملاحظة الأماميين، وهؤلاء يتوغلون بين الخطوط الإسرائيلية ومن ورائها، ويديروا نيران مدافعهم من مواقع قريبة من الأهداف المضروبة، وفي خلال أيام تفهم جنود الجيش الإسرائيلي، حتى قصف المدفعية المباغت عليهم معناها ـ أحيانا كثيرة ـ وجود مجموعة من رجال الملاحظة المصريين مختبئة على مقربة منهم، وبينما النيران على أشدها، يبدءون في البحث عن ضباط الملاحظة المصريين.

كانت الخسائر في أفراد الدبابات كبيرة، وأثناء القتال ظهر قادة أصاغر، تولوا مهام قيادية بعد حتى اغتال قادتهم، وهناك أطقم دبابات لم يغمض لهم جفن منذ بدأت الحرب، أنهم يقاتلون من الصباح إلى المساء دون حتى يعهدوا ماذا يجرى في القطاع المجاور.

كان معدل التغيير في المواقف سريعاً، لدرجة حتى الكثير من الدبابات قد تغير تشكيل أطقمها، حيث إذا الدبابات التي بها جرحى تخلى إلى الخلف، وبعد إخلائهم يتم تشكيل أطقم جديدة للدبابات، وهناك أفراد دبابات استبدلوا ثلاث دبابات أوأكثر، أنهم يحاربون مع أفراد طاقم لم يعهدوهم من قبل، وفي حالات كثيرة لقي أفراد دبابات جدد مصرعهم بدون حتى يعهدهم زملائهم في الطاقم. وفي فرقة آدن فقد طاقم إحدى الدبابات قائدهم، الذين تدربوا معه، وعملوا معه طوال سنوات، وعندما يحضرون جثته إلى محطة التجميع، يصعد إلى الدبابة قائد حديث من الاحتياط، وفي خلال حوالي ساعة يلقى مصرعه هوالآخر، ويعودون مرة أخرى. ولا يصدق الرجال في محطة التجميع أعينهم، من مشهد الدبابة وهي عائدة للمرة الثالثة، وهي تحمل معها هذه المرة أيضاً جثة القائد، ويرفضون هذه المرة العودة إلى الدبابة. فالطاقم مذهول بحيث لا يستطيع القتال.

كانت حرب لم يألفها الإسرائيليون، يعالج فيها الأطباء جنوداً كثيرين، مصابين بصدمة القتال، مئات المصابين بهذه الصدمة، والكثير منهم يحتاج إلى علاج نفسي، هناك من نسوا أسماءهم، وهؤلاء يجب إرسالهم سريعاً إلى المستشفيات في الخلف.


الجانب السوري

أعمال قتال يومعشرة أكتوبر 1973

السلاح البحري الإسرائيلي

كانت قوة السلاح البحري الإسرائيلي الرئيسية 14 سفينة صواريخ حديثة، من بينها اثنتان كبيرتان، تم بناؤهما في إسرائيل، وجميعها مزودة بصواريخ سطح/ سطح من طراز جبرائيل. وكان السلاح البحري الإسرائيلي يعتمد على المساندة الجوية القريبة، مثله مثل القوات الإسرائيلية في جميع فروعها. في صباح يومعشرة أكتوبر 1973، قصفت البحرية الإسرائيلية أهدافاً إستراتيجية في سورية، أمطرت مواني اللاذقية وطرطوس وبانياس بالصواريخ. وفي الوقت نفسه، كانت القوات الجوية الإسرائيلية، تكثف هجماتها، لشل المطارات والقواعد الجوية، وكان هدف القيادة العليا الإسرائيلية، تعطيل الجسر الجوي، الذي بدأ السوفيت يقيمونه، ليمدوا القوات السورية بالأسلحة عوضاً عما فقدته مستخدمين في ذلك طائراتهم الضخمة من نوع أنتينوڤ 22 Antinove-22.

تطور القتال على الجبهة السورية يومعشرة أكتوبر 1973

مع أول ضوء يومعشرة أكتوبر 1973 بدأت مجموعة العمليات المدرعة الإسرائيلية بقيادة بيليد في استئناف هجومها المضاد، بهدف الاستيلاء على "تل كدن"، الذي يتمركز عليه مركز القيادة المتقدم للقيادة السورية. ولكن (بيليد) يتكبد خسائر كبيرة في هجومه، إذ يقابل بسد قوي من الصواريخ المضادة للدبابات، أقامها السوريون حول التل ويصدر جوفى، قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية، أوامره بالتوقف مؤقتاً، في المواقع التي وصلت إليها دبابات بليد.

إلى الشمال من مجموعة بليد، كانت مجموعة عمليات لانر تواصل هجومها المضاد ضد الخشنية، دافعة اللواء 79 مدرع بقيادة العقيد أور من الجنوب، واللواء 17 مدرع بقيادة العقيد سريج من الشمال. وأصبحت المنطقة بين تقاطع طرق الخشنية وتل فارس مزدحمة بالدبابات الإسرائيلية المهاجمة. واستطاعت قوات لانر تقليص جيب الخشنية، أمّا بيليد، فقد صدرت إليه التعليمات بالتحرك في اتجاه تل فارس.

في منتصف اليوم، أي بعد أربعة أيام قتال، اندفعت القوات السورية عبر الدرب السلطاني، في هجوم كثيف ضد القوات الإسرائيلية. كان الهدف منه الاختراق، وفصل القوات الإسرائيلية عن بعضها، إلا حتى قوات الهجوم سقطت في منطقة، بين فرقة بيليد، وفرقة لانر، وتمكنت القوات الإسرائيلية من تدمير لواءين مدرعين سوريين، ويصبح "جيب الخشنية" أكبر ساحة للدبابات والمركبات السورية المدمرة.

استطاع اللواء 17 المدرع الإسرائيلي، بقيادة العقيد سريج، من مجموعة عمليات لانر، والذي تصل قوته إلى نحو50 دبابة. تدمير أضعاف قوته من الدبابات السورية، بينما انسحب السوريون أمام الهجمات الإسرائيلية العنيفة، بعد قتال شرس، فقدت فيه القوات المدرعة السورية مئات الدبابات الحديثة، من نوع ت 62 T62 السوفيتية، ومئات أخرى من المركبات المدرعة، وبدأت القوات السورية في التراجع شرق الخط الأرجواني مرة أخرى، تلاحقها القوات الإسرائيلية. وانقلبت الأوضاع على جبهة الجولان بعد أربعة أيام من القتال المضني بين الطرفين.

دعم سورية بقوات عربية

حصلت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على معلومات تفيد، بأن الدول العربية قررت دعم الجبهة السورية، بقوات مدرعة وآلية. وأن القوات العراقية بدأت تتحرك بالعمل، من الحدود العراقية السورية في اتجاه الجولان مباشرة، كما وصلت معلومات بأن التعزيزات ستصل من السعودية والكويت والأردن. وكان الوقت هوالعامل الحيوي للطرفين فإما تتمكن هذه القوات من تقديم معاونة للقوات السورية، أوتتمكن القوات الإسرائيلية من إنهاء القتال على الجبهة وحسمه لمصلحتها، بالوصول إلى خط حيوي، يجبر السوريون على التوقف عن إطلاق النار، وكان هذا الخط هوذلك الكنتور، شرق هضبة الجولان، والذي يُمكن القوات الإسرائيلية من السيطرة على الأرض حتى دمشق.


هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تعيد تقدير الموقف

في مساء يوم الأربعاءعشرة أكتوبر 1973، عقد رئيس الأركان العامة مؤتمر للقادة في مبنى القيادة، لدراسة الموقف على الجبهة السورية، وكان هناك رأيان:

· الرأي الأول: يرجح تعزيز الأوضاع الإسرائيلية على طول الدرب السلطاني واتخاذ أوضاع دفاعية.

· الرأي الثاني: يطالب باستمرار الهجوم داخل سورية، واستغلال الفرصة، لمزيد من المكاسب.

أوضح العازر مزايا وعيوب جميع مقترح، وكان ديان لا يميل لتطبيق المقترح الثاني، حتى لاقد يكون مبرراً لتدخل سوفيتي لحماية دمشق، ورأى اليعازر تطبيق المقترح الثاني على حتى يتم الاختراق لنحو12 ميلاً في عمق الحدود السورية وهوالخط الذي يمكن للقوات الإسرائيلية الدفاع عنه، ويمكن منه أيضا تهديد دمشق بالمدفعية طويلة المدى، كما كان اليعازر يعتقد حتى هذا الخط سيؤدى إلى حياد سورية، (التوقف عن القتال) ويمكن لإسرائيل هجريز جهودها الرئيسية على الجبهة المصرية.

گولدا مئير رئيسة وزراء اسرائيل في ذلك الوقت
داڤيد إلعازر

وفي اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر برئاسة گولدا مئير، وافقوعلى اقتراح داڤيد إلعازر، باستمرار الضغط على سورية. صدرت الأوامر إلى القيادة الشمالية، بمواصلة الهجوم المضاد اعتباراً من يوم الخميس 11 أكتوبر 1973، والضغط على السوريين في اتجاه دمشق.

قرار قائد الجبهة الشمالية

تطبيقاً لأوامر القيادة العامة قرر حوفي (قائد الجبهة الشمالية)، الهجوم في القطاع الشمالي للجولان، وقد اختار هذه المنطقة لأنها أقصر المحاور إلى دمشق حيث تبعد 30 ميلا عنها، وتجعل القوات المهاجمة تستند على عائق يؤمن جانب القوات المهاجمة كما كانت ميول جبل الحرمون الغير صالحة لتحرك الدبابات. وكانت الخطة تقضي بتقدم قوات لانر، دافعة أمامها اللواء السابع المدرع بقيادة روفائيل ايتان، ثم يتقدم خلفه باقي الألوية المدرعة، وهى اللواء 79 مدرع بقيادة اور، واللواء 17 مدرع بقيادة سريج، ويقومان بتطوير الهجوم، ومهاجمة التحصينات الرئيسية على طريق دمشق، وفى حالة النجاح يقدم اللواء السابع المعاونة لهما، وسترهما بالنيران من المرتفعات في الشمال، وحددت الساعة الحادية عشر صباحاً، يوم الخميس 11 أكتوبر 1973 لبدء الهجوم. كما تقرر دفع باقي مجموعة لانر لتطوير الهجوم اعتباراً من الساعة الواحدة ظهراً.

الاختراق على الجبهة السورية يومي 11، 12 أكتوبر 1973

هاجم ايتان بلواءه، في المنطقة الجبلية من القطاع الشمالي، وهي منطقة تضعف الدفاعات السورية فيها. وتتقدم قوة ايتان، في ستر جبل حرمون (جبل الشيخ)، لتؤمن جناحها الأيسر، متخذه أقصر الطريق إلى دمشق.

اندفعت القوات بعد ذلك في اتجاه الدفاعات السورية عند قرية خان أرنبة، وكان عليها حتى تطور الهجوم لتستولي على تل شمس ومغرسة بيت جن، حيث تلتف القوات المهاجمة بجزء من الدبابات لتطويق هذه المواقع، بينما يهاجم الجزء الآخر باللقاءة محاولاً تدمير المواقع بالنيران، فقد كان خان أرنبة من المواقع القوية، التي جهزها السوريون بدفاع مضاد للدبابات يستند على صواريخ المضادّة للدبابات بكثافة. كانت مهمة المظليين من كتيبه (حازي) تطهير جانبي الثغرة. كانت القيادة العامة، والقيادة الشمالية كذلك، تفهمان مدى صعوبة القتال عند (خان أرنبه) إذ يتسقط حتىقد يكون صعباً للغاية، كما تسقطت حتى تتحمل القوات المهاجمة خسائر كبيرة.

اختيرت نقطة الاختراق، باعتبارها أقل الدفاعات السورية قوة في الشمال، ولكن كان من الضروري المرور خلال حقول الألغام السورية، في منطقة صخرية صلبة، كثيرة المرتفعات، كثيرة الأشجار.

وعلى المحور الجنوبي من الجبهة يتقدم اللواء 188 كمقدمة لمجموعة بيليد المدرعة، بمهمة الاستيلاء على قطنا والمعسكرات السورية عند حالس، على حتى الهجوم بالقوة الرئيسية للمجموعة.

موقف القوات

الموقف الأمريكي

أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد كانت تعهد الموقف أكثر، وكانت مساعدتها لإسرائيل مهمة بالعمل، إذ وصل يومتسعة أكتوبر 1973، إلى إسرائيل، استعواضاً للطائرات التي خسرتها في أيام القتال الأربعة الأولى، بل حتى تلك الطائرات وصلت وعليها علامات السلاح الجوى الإسرائيلي، ويمكن حتى تدخل المعركة بعد وصولها مباشرة، وحتى يومعشرة أكتوبر 1973، كان السلاح الجوى الإسرائيلي قد فقد 66 طائرة، وجزء كبير من الطيارين والملاحين قتلوا أواعتبروا بمثابة مفقودين. كذلك كان المسؤولون الأمريكيون يؤكدون أنه من المهم جداً حتى تقوم إسرائيل بتلقين العرب درساً لا ينسوه.

الجسر الجوى الأمريكى يبدأ من يومعشرة اكتوبر

يقول جميع من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب وعميد أركان حرب ضياء الدين زهدى في كتابهم حرب رمضان ( ولقد مكن للعدوبذل جميع تلك الجهود بفضل الامدادات الجديدة من الأسلحة الأمريكية المتطورة التى انهالت عليه من ترسانات الولايات المتحدة ، وتم تفريغها في مطار العريش رأسا بواسطة اطقم امريكية متخصصة ، اعتبارا منعشرة أكتوبر والأيام التالية ، تلك الامدادات التى وصفها جيمس شيلزنگر وزير الدفاع الأمريكى يومخمسة نوفمبر بأنها استنفدت بشكل خطير المخزون الأمريكى من الأسلحة والمعدات بالقدر الذى يفترض أن يرغم حكومة نيكسون على طلب زيادة ميزانية الدفاع لعام 1974

لقد ظهر جليا خلال هذه الفترة بدء تدفق الامدادات الأمريكية الحديثة من الطائرات الفانتوم ومعدات التداخل الألكترونى وصواريخ شرايك المعدلة ضد الرادارات والقنابل التلفزيونية ضد وسائل الدفاع الجوى الأرضية ، الأمر الذى أدى إلى حدوث طفرة مفاجئة في قدرات العدوالجوى وخاصة في حجم وشدة ودقة الطلعات الجوية اعتبارا منعشرة أكتوبر ، كما ازداد تاثير وكثافة التداخل الألكترونى على جميع انواع أجهزتنا

وكانت الطلعات المعادية على الجبهتين المصرية والسورية قد تقلصت ...... من 1100 طلعة يوميا إلى 790 طلعة يومتسعة .. ثم ازدادات إلى 1164 طلعة يومعشرة ... ثم 1238 طلعة يوم 1 1 ) ـ كتاب حرب رمضان

   موشي ديان وشارون سقطا في فخ القوات الجزائرية
   ولم ينجح العدوفقط في إخفاء جميع ما يتعلق بالدور الجزائري على هذه الجبهة، بل ونجح أيضا في تحويل مخاوفه من كشف حقيقة هذا الدور إلى خنجر مشهر منذ ذلك الوقت وحتى الآن في وجه الجزائريين والعرب.
   العرب مهزومون حتى عام 2023
   حتى الآن يتذكر الجزائريون حرب أكتوبر بمرارة وحسرة وأحيانا بالدموع، وكل يبكي على ليلاه... الذين شاركوا فيها يعتصرون ألما لإجحاف حقهم وبالأخص المعنوي، والمؤرخون يلقون أقلامهم حدثا اصطدموا بحواجز السرية والتعتيم، أما العامة فلا يفتحون أعينهم ولا يغمضونها إلا على صورة الخيانة التي رسخها العدووالصديق في أذهانهم، ويبقى الساسة والمسؤولون الذين باتوا مقتنعين بأن أعباء الحاضر ومشاكل العصر أبرز من الالتفات لماض »لا يسمن ولا يغني من جوع«، لكن فتنة هذا الماضي القريب تنخر عظامنا اليوم أكثر من فتنة الـ14 قرنا، ولنسأل أنفسنا ونجيب بصدق: ماذا سيكون موقفنا لوشنّ الكيان الصهيوني حربا شاملة جديدة ضد قطر من أقطارنا؟.
   عفوا تريّثوا قليلا، فها هي »غولدا مائير« تجيب عليكم في الصفحة 194من كتابها »حياتي«: »...أستطيع حتى أؤكد لكم حتى العرب لن يخوضوا حربا جماعية ضدنا لمدة نصف قرن على الأقل...«، مائير طرحت هذا الكتاب بعد حرب أكتوبر مباشرة، وقد وصلت لتلك النتيجة بعد تخصيصها لفصل تام اختارت له عنوان »التحالف العربي وكارثة إسرائيل يوم الغفران« والذي تحدثت فيه عما أسمته »دروس ومكاسب الحرب«، فعجوز بني صهيون بررت لشعبها سبب الهزيمة في التفاف الجيوش العربية تحت راية واحدة، لكنها أكدت أيضا أنها حققت الأمن لـ»إسرائيل« حتى عام 2023، وأشارت إلى أنها قدمت للشعب الإسرائيلي أكبر »هدية«، وهي عدم إقدام العرب على محاربة إسرائيل مجتمعين، وفي فصل آخر من هذا الكتاب أشارت مائير ضمنيا أنها نجحت في إبعاد شبح وحدة الجيوش العربية مرة أخرى، لكن المرأة »الحديدية«، كما يطلقون عليها، كانت أذكى من الإفصاح عن الخطة التي وضعتها لتحول دون وحدة الجيوش العربية حتى عام 2023.
   الهزيمة والغضب يكشفان المستور
   لكن »دافيد اليعازر«، رئيس الأركان الصهيوني، الذي شاهد أول هزيمة لكيانه، والذي كان كبش فداء للمؤسسة العسكرية والذي اتهم بالقصور والتردد، غضب وانهار ففاحت رائحة المؤامرة من فمه، وهنا قررت مائير إنطقته ومحاصرته... حدثات اليعازر التي نطقها للمرة الأولى والأخيرة نشرتها صحيفة »معاريف« العبرية بتاريخ 29 أكتوبر 1973 ، واتى فيها حرفيا: لست مسؤولا عن هزيمة صنعها قادة إسرائيل الأغبياء... استهانوا بالقوات العربية المحتشدة على الجبهتين الشمالية والجنوبية... ما وقع لقواتنا في ميناء الأديبة كان نتيجة للاستهانة والاستهتار بعدد وعتاد الوحدات الجزائرية...
   لقد تسقط شارون المغرور حتى الجزائريين بأسلحتهم البدائية سيفرون بمجرد رؤية دباباته... لكنهم نصبوا له الفخ، فخسرنا في يوم واحد 900 قتيل من أفضل رجالنا وفقدنا 172 دبابة... ألم أصرخ في وجه ديان الذي نطق إذا هذه النقطة ـ يقصد مسقط القوات الجزائرية ـ هي الأضعف على القناة؟، ألم أبلغه أمام القادة بأن نظريته المرتكزة على جهل الجزائريين بطبيعة المكان وأسلوب القتال معنا نظرية هشة، وأن هؤلاء لديهم خبرة أكبر من المصريين أنفسهم في حرب العصابات التي انهارت بعملها فرنسا؟، لقد أخطأ ديان هووتلميذه المعتوه شارون حينما خططوا بتفاؤل لإبادة هذه القوات أثناء انكشاف خطوط الدعم المصرية عنها وانشغال المصريين بالقتال على رؤوس الجسور؟، أما مائير فقد كللت أخطاءها من قبل بمخالفة تعاليم التوراة وهجر وصايا بن غوريون، حينما سمحت للعرب طوال ست سنوات كاملة للاحتشاد تحت قيادة موحدة، إنها ـ يقصد مائير ـ تتحدث اليوم عن خطة تشتيت العرب وتفريق حدثتهم لمدة 50 سنة مقبلة، قائدة »إسرائيل« ملت من تحميل الآخرين نتيجة أخطائها، لتضع خططا لا تعدوحتى تكون أحلاما موهمة الشعب الإسرائيلي أنها انتصرت، أوعلى الأقل لن تتكرر الهزيمة.
   الجزائريون يسقطون جنرالات »إسرائيل« في الفخ
   التصريحات التي خرجت من قمة الهرم العسكري الصهيوني دفعتني دفعا للبحث عن جميع ما قيل داخل كيان العدوفي تلك الفترة، فقد كانت صدمة الهزيمة قوية على العدو، حتى أنها أفقدته قدرته المعروفة على تزييف الواقع أوطبخ التبريرات، فقادني البحث إلى محاضر استماع لجنة التحقيق التي أطلق عليها اسم »أجرانات«، والتي شكلت في تل أبيب للوقوف على مسببات الهزيمة، تلك المحاكمة ظلت معظم وقائعها سرية حتى عام 2005، حينما خرجت لأول مرة مذكرات أحد القضاة الذين أشرفوا عليها، وبالتوقف عند الجلسات التي تعلقت بشهادة وزير الحرب الصهيوني الجنرال »موشي ديان«، تتكشف أجزاء من الحقيقة.
   فحينما سئل ديان عن قراره وخطة الهجوم على الأديبة أجاب قائلا: مثلما وقع في بقية مجريات الحرب... المصريون خدعونا وجعلونا نعتقد حتى ميناء الأديبة غير محصن... كلفوا القوات الجزائرية بمهمة حمايته... فبنينا خططنا على أساس معلومات تؤكد لنا حتى تلك النقطة الاستراتيجية في متناولنا، فحاولنا الاستيلاء عليه في الأيام الأولى للحرب، من أجل فتح منفذ على الجبهة تمر منه مدرعاتنا والمدرعات الأمريكية لتطبيق خطة التطويق، فوجهنا قصف صاروخي ومدفعي شديد ومركز على المنطقة كلها، لكن معظم صواريخنا أسقطتها الصواريخ المصرية المنتشرة على مسافة 15 كيلومترا من الميناء، في حين لم نلقَ مقاومة ولم تطلق قذيفة واحدة من المكان المستهدف، فتأكدنا حتى الوضع آمن، وأننا دمرنا أسلحة الرد الثقيلة لدى القوات الجزائرية، أوحتى هذه الأسلحة سحبها المصريون لاستخدامها في الهجوم، كانت جميع المعطيات والتحليلات تدل على حتى الجزائريين لا يملكون أسلحة قادرة على عرقلة العملية، وكنا قد جمعنا معلومات أخرى تشير لوجود حالة تذمر وانشقاق داخل تلك القوات بسبب عدم سماح المصريين لهم المشاركة في الهجوم على سيناء، وهنا أعطينا الضوء الأخضر لحلفائنا الأمريكيين، وفي الوقت ذاته أمرت اللواء 190 مدرع بالهجوم بكامل قوته على القوات المصرية في منطقة القنطرة شرق لشغل المصريين وإبعاد أنظارهم عن السويس وبالتحديد الأديبة، ثم أمرت اللواء مدرع 178 بقيادة الجنرال شارون بمهاجمة الميناء والاستيلاء عليه بسرعة، وقبيل وصول اللواء 178 للميناء فوجئنا بخبر إسقاط طائرة أمريكية عملاقة من طراز سيخمسة غلاكسي بواسطة صاروخ أطلق من مواقع القوات الجزائرية، ووصلتني إشارة عاجلة تفيد بانقلاب الموقف رأسا على عقب، حيث تصدت مضادات جزائرية متطورة للطائرات الأمريكية وأمطرتها بعشرات الصواريخ فأسقطت واحدة وأصابت اثنتين أخريين نجحتا فيما بعد في الهبوط في أحد مطارات النقب، ولم تمر خمس دقائق أخرى حتى وصلتني رسالة ثانية تفيد بإطلاق بطاريات الصواريخ والمدفعية الثقيلة للقوات الجزائرية النيران بكثافة على المواقع التي انطلق منها القصف الإسرائيلي على الأديبة، هنا شعرت أننا سقطنا في فخ خطير، وأن العدونجح في استدراجنا بخبث لم نعهده في حروبنا السابقة معه، وأن كارثة على وشك الحدوث، فحاولت الاتصال بالجنرال شارون ليوقف الهجوم ولكنه كان مجنونا.
   صاروخ جزائري يهز أمريكا
   وقبل سماع بقية شهادات ديان، أمضى للأدميرال »توماس مورير«، عضوهيئة الأركان الأمريكية المشهجرة أثناء حرب أكتوبر، والذي يقول في مذكراته: إصابة السيخمسة غلاكسي أصاب هيئة الأركان الأمريكية بالفزع، فقد كانت المرة الأولى التي يفقد فيها الأسطول الجوي الأمريكي واحدة من طائراته العملاقة الست، ولولا العناية الإلهية لفقدنا اثنتين أخريين، وبلغ الإحباط مداه حينما أعرب الرئيس نيكسون حالة الطوارئ داخل مقر قيادة الهيئة، طالبا تقديم تفسير مناسب لتلك الخسارة الفادحة، فلم نكن نملك أية تفصيلات أخرى باستثناء عبارات عاطفية وصلتنا من تل أبيب تتحدث عن خدعة وسوء تقدير، وبعد 18 ساعة كاملة جمعنا المعلومات التي صيغ منها التقرير الذي استلمه الرئيس في صباح اليوم التالي التاسع من أكتوبر 1973، والذي ذكرنا فيه حتى السوفييت زودوا العرب بصواريخ حديثة كانت سببا مباشرا في فشل عملية الإنزال في منطقة السويس، وأجلت خطة الالتفاف على القوات المصرية لأكثر من أسبوع، لكننا اكتشفنا بعد تحليل حطام الطائرة أنها أصيبت بصاروخ سام عادي استوردته الجزائر من موسكوعام 1972.
   »شارون« يبكي ويهرب كالفأر من الجزائريين
   أعود مرة أخرى لفقرات من شهادات ديان، والتي يقول فيها للمحققين:
   »اتهامي بالمغامرة بحياة جنودنا بناء على تسقطات خاطئة ليس سليما، فبمجرد حتى أشعل العدوالنار في الأديبة حاولت إيقاف الهجوم البري، وأمرت الجنرال شارون بالانسحاب الفوري، لكنه كسر الأمر العسكري، واندفع باتجاه القوات الجزائرية، فسقطت الكارثة«، تلك الكارثة تحدث عنها موشي ديان بالأرقام »900 قتيل و172 مركبة«. لكن المؤرخ والمحرر الصهيوني »شفتاي تيبت« يتحدث عام 2000 عن سبب حجب كتابه المتعلق بخبايا حرب يوم الغفران، فيقول: لأكثر من ربع قرن وكتابي ممنوع من النشر لأني أكشف فيه عن حقيقة جبن شارون الذي قدمته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للشعب الإسرائيلي على أنه بطل حرب كيبور، فقد كنت ضابطا في اللواء 178 مدرع الذي تعرض لمجزرة لم يشهد مثلها جيش الدفاع من قبل، توفي أغلب رفاقي، وبقيت رفقة قائد اللواء أرئيل شارون وثلاثة جنود... نعم لم ينجُ من لواء مدرع بأكمله مدعوم بكتيبة مظلات سوى خمسة أشخاص، بقيت حيّا لأشهد على »شجاعة« و»بسالة« شارون »العظيم«... الذي يتحمل وحده ما سقط لإسرائيل في هذا اليوم الأسود... شارون كان يسير باتجاه الأديبة منتشيا ولم يستطع إخفاء أحلامه الشاذة في المجد والخلود، فنطق لي: »سنبيد هذه الحشرات في لحظات«، وأمرني والجنود بتدمير جميع شئ حي على الأرض وقتل أي أسير والتنكيل بالجثث، لقد نطق بالحرف الواحد: »أريد حتى ترتج السماء والأرض بفوزكم الوشيك...«، لقد كان يتصرف وكأنه ذاهب لإبادة قرية لا يوجد بها سوى نساء وأطفال عزل...
   لم يتصرف مطلقا كقائد مسؤول عن أرواح رجاله... كان يقول بغباء لم أشهد مثيله في حياتي: »المهمة سهلة جدا... بضعة مئات من الجزائريين الضعفاء غير مدربين ولا مسلحين وغير مدعومين بالمرة.. نريد حتى نفرمهم بجنازير دباباتنا لنلقن المصريين درسا مؤلما... ولنؤدّب جميع من تسوّل له نفسه التصدي لنا«، كان فاشيا وقاسيا ولا يقبل الرأي الآخر، حتى أنني لم أستطع مناقشة خطة الهجوم معه بوضوح، وعندما اتىتنا الأوامر من القيادة العليا تطالبنا بالانسحاب الفوري، جنّ جنونه ورفض الأمر، في تلك الأثناء كنّا على بعدعشرة كيلومترات من الهدف، فصرخ في الجميع عبر مكبر الصوت يخطب وكأنه داوود، قائلا: »على بعد أمتار ينتظركم المجد... قلوب أمهاتكم وقلوب العالم كلها معكم... بعد ساعة واحدة من الآن ستنظر لكم إسرائيل من تحت... أبيدوا هذه الفئران الجبانة التي ترتعد من بأسكم... لا ترحموهم... فهموا العالم كيف من الممكن أن يتعامل مع هذه الحثالة... لا تهجروا بيتا واحدا في الجزائر إلا متوشحا السواد... ومن بعد التفتوا إلى المصريين الجبناء... من الآن استعدوا لبناء أمجاد إسرائيل«.

ويواصل تيبت كشف أسرار هذه المعركة قائلا: اندفعنا بقوة صوب الأديبة تسبقنا قذائف دباباتنا... وما حتى توغلنا في عمق المنطقة حتى وجدنا أنفسنا محاصرين من جميع الجهات... كانت دباباتنا تنفجر بمعدل ثلاث إلى أربع دبابات في الثانية، فظننت أننا سقطنا في حقل ألغام... لكن أصوات الأعداء كانت تأتي من جميع الاتجاهات، يقولون قولتهم الشهيرة »الله أكبر« وهم يمطروننا بالصواريخ المحمولة كتفا »آر.بي.جي«، المفاجأة شلت أيدينا وعقولنا... لم نتمكن من إطلاق قذيفة واحدة عليهم... لقد كانوا قريبين جدا... ولم تمر دقائق حتى دمر اللواء المدرع بأكمله، في حين لم تصمد قوات المظليين لأكثر من 30 دقيقة... وأبيدت عن آخرها... وتخيلوا... ماذا كان موقف شارون الشجاع وسط هذا الجحيم؟، ـ يتساءل تيبت ويجيب ـ: كان يصرخ ويبكي كالطفل الذي هجرته أمّه تائها في الصحراء، كان يقول لسائق الدبابة تراجع... تراجع، لكن الصواريخ كانت أقرب من أوامره، فقفزنا من دبابتنا المحترقة تسترنا النيران المشتعلة في جميع مكان، حتى قفزنا في مستنقع عشبي، أخذنا نسبح والنيران تلاحقنا... وشاءت الأقدار حتى ننجومن المذبحة التي أسقطنا فيها بطل إسرائيل العظيم شارون، الذي أضاع على إسرائيل فرصة الالتفاف الأولى والهامة على الجيش المصري...


http://www.ittihadonline.net/forum/s...ad.php?t=48514


الموقف الإسرائيلي

الموقف المصري

وصلات خارجية

  • السادات ـ البحث عن الذات الجسر الجوى الامريكى والمساعدة السوفيتية
  • تعليقات هامة على الجسر الجوى الأمريكى
  • ما هى حقيقة الجسر الجوى الأمريكى وماذا عن الجسر الجوى السوفيتى ؟
  • أمريكى عن الجسر الجوى الأمريكى

المصادر

  1. ^ حرب أكتوبر 1973، من وجهة النظر الإسرائيلية
  2. ^ حرب أكتوبر 1973، من وجهة النظر الإسرائيلية
  3. ^ http://yom-kippur-1973.info/war/airlift1010.htm حرب أكتوبر 1973
  4. ^ كتاب حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة لكل من اللواء حسن البدرى ، طه المجدوب والعميد أركان حرب ضياء الدين زهدى ـ طبعة عام 1974
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:34:59
التصنيفات: حرب أكتوبر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

"إكساد ": تنفيذ 20 مشروعا مع منظمة مكافحة الجوع لمساعد الأسر الريفية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:20:55
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

سيولة مرورية في شوارع القاهرة والجيزة اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:21:10
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 54%

التصريح بدفن جثة شاب لقي مصرعه طعنا علي يد والده بالجيزه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:21:12
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

تحرير 373 مخالفة تموينية بمراكز ومدن الغربية خلال 72 ساعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:21:07
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 56%

دعاء الصباح اليوم الجمعة 26 مايو 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:20:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 70%

الأهلى يسعى للفوز على الطلائع لتوسيع الفارق على قمة الدورى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:20:51
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 68%

مقتطفات من لقاء النائب العام بنظيره الروسي (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:21:11
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

السيطرة على حريق محدود بمديرية أمن أسوان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:21:09
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

ولاية أمن الرباط تعلن جديد قضية الاعتداء الشنيع على شاب بمدخل عمارة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:20:28
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:20:29
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26-5-2023 والقنوات الناقلة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:21:01
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

بعد إشادة الأمم المتحدة.. كيف دعمت مصر السودان في عدة أزمات؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:21:14
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

روسيا: إذا قدم الغرب أسلحة نووية لأوكرانيا فسنضطر لشن ضربة استباقية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:20:52
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

فئات معفاة من دفع رسوم دخول المتحف المصري الكبير - أي خدمة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:20:31
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

آخرها مجمع مصانع الكوارتز.. كيف دعمت الدولة قطاع التعدين؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:21:13
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

"الأرصاد": استمرار الأجواء الحارة.. وفرص لسقوط الأمطار اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-26 09:20:53
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية