إبراهيم المويلحي

عودة للموسوعة

إبراهيم المويلحي

إبراهيم بن عبد الخالق بن إبراهيم بن أحمد المويلحي (و. القاهرة 1262هـ/1846 - 1323هـ/1906) محرر مصري رافق محمد عبده وجمال الدين الأفغاني.

أصله من مويلح الحجاز، وأول من انتقل إلى مصر من أسلافه جده أحمد. اشتغل في التجارة ثم كان عضوا في مجلس الاستئناف، ثم استنطق وأنشأ مطبعة، وعمل في الصحافة محررا وناقدا. نادىه الخديوي إسماعيل إلى إيطاليا فأقام معه بضع سنوات، وأصدر في أوربا جريدة الاتحاد، وجريدة الأنباء.

له كتاب "ما هنالك" يصف فيه ما رآه في الأستانة عمل على إنشاء جريدة أسبوعية اسمها "مصباح الشرق" التي سلّم تدريجًا رئاسة تحريرها إلى ابنه محمد ، صاحب حديث عيسى بن هشام . كان كثير التقلب في أعماله فيصدر الجريدة ويغلقها، وقد يبدأ عملا ما ثم لا يلبث حتى يتحول إلى غيره. توفي سنة (1323هـ - 1906م).


==

بقلم الدكتور / علي شلش . اليوم يوافق ذكرى 86 عام على وفاة شاعر ومحرر صحافي كان له أثر بارز في جيله وامتد هذا الأثر عن طريق ابنه إلى الجيل التالي ثم طوى النسيان أثر لرجل وابنه ولم يبقى منهما سوى أعمالهما المنشورة وحتى هذه ليست كاملة ولا المتوافر أمام القاريء والباحث . أما الرجل فهوإبراهيم المويلحي ، أبومحمد المويلحي الذي اشتهر بكتاب " حديث عيسى بن هشام " وأخوعبدالسلام المويلحي الذي كان نائباً في أول برلمان تأسس في مصر عام 1866م وهؤلاء المويلحيون الثلاثة قاموا بدور مرموق في تاريخ مصر وإذا كان هذا الدور في مجال الثقافة والسياسة فلهم دور مماثل في مجال الاقتصاد لأن عبدالسلام كان يرعى مصنع الأسرة لإنتاج الحرير وكان أبوه عبدالخالق شيخ تجار القاهرة وأحد أعلام صناعة الحرير ، بل كان جدة الأكبر أحمد من أعمدة صناعة الحرير وتجارته في عهد الوالي محمد علي وبأحمد هذا يبدأ تاريخ الأسرة في مصر فقد هاجر إليها من بلدة المويلح التي تقع بمنطقة تبوك في شمالي غرب المملكة العربية السعودية ، على البحر الأحمر وكان يوم هاجر إلى مصر يحمل لقب " الوكيل "وهواللقب الذي تحمله الأسرة في المملكة العربية السعودية حتى اليوم ويرجع إلى أيام السلطان سليم الأول العثماني الذي عين رجلاً من الأسرة وكيلا له بالمنطقة أي ناظراً عليها وعلى قلعتها الأثرية من طرف الدولة العثمانية وما زالت أسرة الوكيل هذه موجودة في السعودية على صلة بفرعها المويلحي المصري وهي أسرة من الأشراف سليلي العترة النبوية الشريفة ، وعن طريق أحمد الوكيل المويلحي هذا تمدد فرع الأسرة في مصر وأورق جيلين حتى وصل إلى إبراهيم المويلحي وأخيه الأصغر عبدالسلام ، ولما توفي أبوهما كان ابراهيم في سن العشرين ، وكان من المفروض حتى يتولى أمر الوكالة التجارية المزدهرة التي خلفها ابوه وأعده لإدارتها لكن حرفة الأب كانت قد أدركته ، فعطلت لموحة التجاري ، فتخلى عن الإدارة لأخيه عبدالسلام ، ومضى في طريق الأدب والكتابة والصحافة ، وكان أبوه يريده تاجراً مثله ، ولذلك اكتفى بتعليمة في البيت على يد مدرسين خصوصيين ، في حين الحق أخاه عبدالسلام بالأزهر وبدأ ابراهيم منذ صباه التردد على الوكالات التجارية ومساعدة أبيه ، ولكن حب الشعر والأدب دفعة إلى التعلق بعطار مجاور كان يختلس التردد عليه وكان العطار يهوى الشعر والأدب ويحتفظ بما طبع وقتها من ثمارهما وعن طريق هذا العطار طلق ابراهيم التجارة والحرير إلى الأبد ، مع حتى الخديواسماعيل عينه – بعد وفاة الأب – عضوبمجلس تجارة القاهرة ، وأمده بالمال كي يعوض خسارة في المضاربات وأنعم عليه مع أخيه برتبة البكوية ، ثم عينه عضوا بمجلس الاستئناف وجعل حريم قصره يرتدين منسوجات المويلحي ثم اوكل إليه التزامه "تمغة" المشغولات والمنسوجات وكان اسماعيل " إذ منح أعنى " كما يقول جرجي زيدان في السيرة الموجزة التي خطها لإبراهيم ومع هذا كله ظل الأدب ينافس المال في أعماق ذلك الشاب المملؤه بالحيوية والقلق معاً . وكانت أول مغامرة له في المجال الثقافي عام 1868م ففي ذلك العام انشأ مع زميل له مطبعة وجمعية باسم "المعارف" وقام بنشر عدد من الخط التراثية في التاريخ واللغة والفقه وفي العام التالي اسس مع الأديب محمد عثمان جلال جريدة اسبوعية بأسم "نزاهة الأفكار" ولكن الخديواسماعيل امره بإيقافها بعد عددها الثاني لما بلغه أنها تتعرض لنقد الجيش ، وعندما اتى جمال الدين الأفغاني إلى مصر عام 1871م وأقام بها صار إبراهيم وأخوه عبدالسلام من رواد مجلسه وكان ابراهيم تلك الفترة من المقربين لدى الخديووفي عام 1879م عزل الخديونفسه وتنازل عن الحكم لأبنه توفيق ، ورحل إلى إيطاليا ، فتبعه ابراهيم وعمل سكرتير له ولكن الخديولم يرحل عن مصر ليسكت وإنما خرج امل العودة لذلك استخدم ابراهيم ومواهبه الأدبية في الضغط على السلطان العثماني (عبدالحميد) والتأثير عليه ، وأسس له بضع صحف قصيرة العمر لهذا الغرض ، فلما فشل في تحقيق هدفه أنقلب عليه المويلحي وتودد إلى السلطان حتى نادىه الأخيرة إلى العاصمة العثمانية عام 1885م وهناك لقي حفاوة وتكريم ، وعين عضوا بمجلس المعارف وظل مقيماً بالآستانة (اسطنبول) نحوعشر سنوات وبعددها عاد إلى مصر ساخطاً على الأوضاع العثمانية . في مصر خط المويلحي سلسلة من الموضوعات بتوقيع "أديب فاضل من المصريين" ونشرها بجريدة "المقطم" الموالية للإنجليز والمعادية للعثمانيين وأساليبه ثم جمعها في كتاب بعنوان "ما هناك" وهوالعنوان الأصلي لها بالجريدة ولما وصل خبر ظهور الكتاب إلى مسامع السلطان امر بجمع نسخ الكتاب وإرسالها إلى الآستانة ولكن ابراهيم المويلحي نجح في إخفاء نسخ قليلة منه بل نجح في استعادة رضا السلطان عليه وانعكس هذا الرضا في صورة رتبة الباشوية التي نالها منه بعد أشهر قليلة من ظهور الكتاب عام 1869م وفي عام 1898م أسس صحيفته المشهورة ، وأطول صفحة عمراً وهي "مصباح الشرق" التي أوكل لابنه محمد رئاسة تحريرها في سنواتها الثلاث الأخيرة التي انتهت بتوقفها عام 1903م وبعد عامين اسس صحيفة أخرى باسم "المشكاة" عهد إلى ابنه الآخر خليل ولكنها لم تستمر أكثر من أربعة إعداد ثم سقط وهونفسه فريسة السقم حتى وفاته عن 62 عاماً . كان ابراهيم المويحلي جملة رجال في رجل واحد كان رجل بلاط وسياسياً ورحالة وشاعراً وناثراً وصحفياً وناقداً اجتماعياً وكان العمل في البلاط والسياسة في عصره يقوم على المكائد والدسائس ولم يكن السفر وجوب الآفاق يقتضي التفرغ كما هي الحال زمن ابن بطوطة ولكنهما كانا جزءا من العمل بالسياسة ولم يكن الشعر وقتها يزيد كثيراً على تلبية نداء المناسبات بل لم يكن النثر والاشتغال بالصحافة يفترقان اويستغنيان عن الأدب والنقد الاجتماعي وفي هذا كله ساهم المويلحي بنصيب متفاوت من الدرجة من النضج فشعره القليل مثلاً يضم بعض القصائد الجيدة وأسلوبه النثري لا يخلومن السلاسة والفكاهة وطريقته في تحرير الموضوعات الصحافية تسير على أسلوب الجاحظ بل كان يضع عناوين الأخبار والحوادث في صورة حكم وأمثال وأشعار مشهورة اوينظمها شعراً ومع ذلك لم يجامله جرجي زيدان عندما خط عنه أنه "كان نابغة في الإنشاء الصحافي وفي الطبقة الأولى من كتاب السياسة وشاقة ومتانة وأسلوب مع ميل إلى النقد والمداعبة" ولم يجامله أيضاً مصطفى المنفلوطي عندما خط عنه أنه "شيخ الكتابة العربية في هذا العصر وأنه هوالذي فهم الكتاب كيف من الممكن أن يرقون بلغتهم إلى المنزلة التي وصلت إليها اليوم وكيف يدعون كتاباتهم النكات البديعة والمعاني المستطرفة ويخرجون بها من ذلك الجمود القديم" . وإذ كان زيدان والمنفلوطي عاصراً المويلحي وعهداه عن قرب فقد نشأ أبناء المويلحي وعهداه عن قرب فقد نشأن أبناء الجيل التالي على كتاباته ومن هؤلاء عباس العقاد وعبدالعزيز البشري فقد خط عنه العقاد إنه "لم يكن دون علي الليثي ومحمود ابي النصر في فن النظم ولا في المنادمة بل كان أعر منهما بأدب العرب والإفرنج" الشرق عندي هوالمثل الأعلى للبيان العربي" ، تعيدنا هذه الأحكام إلى كتابات المويلحي ومن هذه قصيدة عبر فيها عن شوقه إلى صديقه الشيخ محمد عبده وهومنفي في الشام عام 1883م وصديقه الآخر الشيخ محمد بيرم وهوبعيد عنه في تونس فنطق :


سقى الله أرض الشام الحيا واخضل قيعانها والربـى رياض كأن نجوم السمـاء خيال لأزهارها في السماء إلى الله أشكوجـوفرقـة أجدت هموما وهاجت أسى خليل بلبنان أمسى وخـل بتونس ألقته أيدي النـوى يشقان قلبي شـق النـواة فشـق لهـذا وشـق لـذا


لا تقل هذا القصيدة في الحقيقة عن أنضج ما خط في عصره من شعر ولكن كم من أمثالها خط المويلحي وهوغارق في اهتمامات عديدة بعيدة تقتل الشعر والشاعرية ؟! . ومن كتاباته أيضاً مقاماته التي سماها "حديث موسى بن عصام" وفيها جعل بطلها شيخاً خبيراً حكيماً وراويها فتى طموحاً متسائلاً ثم جعل الحوار بين الشيخ والتفي يخوض في شتى الموضوعات السياسية والاجتماعية مع حس نقدي بارز ولعل طه حسين قرأها في مطلع شبابه وتأثر بها حيث أنشأ حوراه المماثل بين الأستاذ الشيخ وتلميذه الفتى وكان الهدف من هذه المقامات التي نسج ابنه على منوالها هوالإصلاح وكان رأس وسائل الإصلاح إنشاء الشركات ونشر العلوم والمعارف والآداب ومع ذلك لم يجمع أحد حتى اليوم هذه المقامات ولا اهتم احد باستنقاذ منطقاته وقصائده من الأعداد القليلة الباقية من "مصباح الشرق" أما كتابه المصادر "هنالك" فقد أعيد طبعه قبل سنوات وفيه تنبأ بسقوط الخلافة العثمانية ، وصور عوامل تدهورها وفيه أيضاً ازدهر حسه الفكاهي . وفي هذا الكتاب وغير يظهر المويلحي ذا فكر إصلاحي مستنير ، معاد للاستبداد والجمود وهوذاته الفكر الذي حرك ابنه محمد في مقاماته المشهورة "حديث عيسى بن هشام" وإذا كان هذا الشبل من ذاك الأسد كما يقولون فابنه محمد هذا الذي لم يخط شعرا امتداد لأبيه وتطوير لفكره واسلوبه معا واذا كان المجهول من كتابات ابراهيم (المويلحي الصغير) أكثر ولعل أحداً يتحمس في زمننا هذا الذي هبطت فيه الحماسة فيجمع المجهول من المويلحيين الثلاثة ولعل أحداً ايضاً يفهم دور المويلحيين الثلاثة (بإضافة عبدالسلام) في سياسة مصر الحديثه وثقافتها ، فهودور يشي بالكثير . المصدر: جريدة الشرق الأوسط العدد 4810بتاريخ 29/1/1992م ==

تاريخ النشر: 2020-06-04 15:39:43
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حماس: جيش الاحتلال يتعمد استهداف مراكز إيواء بخان يونس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:23:08
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

الاحتلال: الحرب مع حزب الله سوف تكون قاسية علينا ومدمرة للبن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:22:37
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

فيديو| قوات الاحتلال تقتحم مستشفى الخير بخانيونس وتحتجز طاقم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:22:42
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 25295 السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:25:12
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

العاصفة إيشا تضرب مرافق النقل والطاقة في المملكة المتحدة

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:23:09
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 50%

«شاومي» تكشف عن هواتف Redmi Note 13 - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:25:09
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

مكالمات هاتفية تورط سعيد الناصري في قضية إسكوبار الصحراء

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:23:40
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 85%

محمود جنا طه.. رجل السلام! – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:23:47
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

الاحتلال: إصابة 13 عسكريا في معارك غزة خلال الـ 24 ساعة الما

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:23:01
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

مدير مستشفى بغزة: ما وصلنا من إعانات لا يغطي 3% من احتياجاتن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:22:55
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

بسبب حزب الله.. إعلام عبري: 60% من سكان الشمال يخشون العودة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:22:48
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

"الكاف" يفتح تحقيقا في أحداث مباراة المغرب والكونغو الديمقراطية

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:23:37
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 84%

الذهب يفقد بريقه مع تلاشي توقعات خفض أسعار الفائدة قريبا

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:23:20
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 41%

5.7 مليار ريال من بيع اللاعبين تضع تشيلسي أعلى أندية العالم إيرادات

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:23:14
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 47%

أرامكو تبرم عقدين لبناء منشآت غاز السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:25:11
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

الذكاء الاصطناعي يضع "أبل" أمام مفترق حاسم في الذكرى الـ 40 لإطلاق "ماك"

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-01-22 15:23:05
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 40%

تحميل تطبيق المنصة العربية