الثغرة

نتيجة للخسائر الفادحة التى تكبدتها إسرائيل في المعدات والأفراد وتحت الضغط السياسى والعسكرى والاستراتيجى أثناء حرب أكتوبر، وبعد حتى مدت أمريكا إليها جسرا جويا ضخما، قام الجيش الإسرائيلى في 17 أكتوبر بعمل معبر على قناة السويس بمنطقة الدفرسوار وعبرت منها ثلاث فرق مدرعة بقيادة جميع من إرييل شارون وابراهام ادان وحدثان ماجن للجانب الغربى من القناة تحت قصف شديد من مدفعية الجيش الثانى المصرى بقيادة عميد عبد الحليم أبوغزالة ، فيما عهد بالثغرة والتى أحاطتها إسرائيل بأضخم نادىية ممكنة لحجب حجم وقيمة الخسائر التى منيت بها. وهناك تقارير تحدثت عن حدوث خلافات بين القيادة السياسة والقيادة العسكرية وداخل القيادة العسكرية المصرية نفسها حول كيفية التعامل مع تلك الثغرة.

وفقا لتلك التقارير فإن الرئيس السادات نطق في هذا الوقت إنه كان يملك تفوقا عسكريا لتصفية الثغرة إلا أنه سمع تهديدا من كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي نطق خلاله إذا الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بهزيمة إسرائيل ، ما معناه الدخول في لقاءة مباشرة مع الأمريكان .

كما حتى وزير الحربية الفريق أحمد إسماعيل كان يرى أنه من الأفضل ضرب ثغرة الاختراق الذى قامت به القوات الإسرائيلية من الشرق بمعنى سد الفتحة التى تتدفق منها المدرعات الإسرائيلية إلى غرب القناة، والفريق سعد الشاذلى رئيس الأركان كان يرى حتى بتر الثغرة عن سيناء من الغرب أكثر فاعلية ولكن ذلك يقتضى سحب الفرقة المدرعة الرابعة من سيناء إلى غرب القناة لتقوم بهذه المهمة .

وعلق المحرر الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل في أحد تصريحاته على هذا الخلاف قائلا :" أدى الخلاف بين الرجلين إلى موقف شديد الحرج لبقية القادة من هيئة أركان الحرب: وكان الأمر يحتاج إلى حكم أعلى منهما. إلى غير ذلك كان وصول الرئيس السادات في اللحظة المناسبة تماما. وبدأ كلاهما يعرض وجهة نظره أمام الرئيس.

وكان الفريق أحمد اسماعيل هوالأكثر رجاحة في هذه اللحظة لأى مراقب ينظر للموقف نظرة شاملة: فالقائد العام لم يكن ينظر للموضوع من وجهة نظر العمليات فقط، وإنما كانت نظرته أضم، وقد نطق بوضوح إنه إذا بدأ سحب قوات الفرقة المدرعة إلى غرب القناة في هذه الساعات، فإن القوات كلها في الشرق يفترض أن تشعر بحركتها، وقد تتصور خصوصا مع انتشار أخبار الثغرة حتى تلك مقدمة لانسحاب عام يقوم به الجيش المصرى من الشرق. وبالتالى فإن هذه القوات يفترض أن تبدأ راضية أوكارهة - في التأثر بعقلية الانسحاب، وهذا قد يعيد إليها أجواء سنة 1967 "

واستطرد محمد حسنين هيكل يقول :" كان الفريق أحمد اسماعيل على حق ففى تلك اللحظات، وبصرف النظر عن أية آراء سابقة، فإن الاعتبارات النفسية للقوات كان لابد حتىقد يكون لها الغلبة في أى حساب تخطيط لطريقة لقاءة الثغرة، وكان منطقيا حتى ينحاز الرئيس السادات إلى صف الفريق أحمد اسماعيل، لكنه من تأثير الضغوط الواقعة عليه هجر انحيازه يتحول إلى إهانة لرئيس الأركان، فقد ثار ثورة عارمة، وفقد أعصابه وأخذ يصرخ بعصبية قائلا: إنه لا يريد حتى يسمع من الشاذلى هذه الاقتراحات مرة ثانية، وإذا سمعها فسوف يقدمه إلى مجلس عسكرى لمحاكمته وهى واقعة ذكرها الفريق سعد الدين الشاذلى في مذكراته" .

ورغم ما تجاوز ، فإن الحقيقة المؤكدة بحسب المراقبين هى حتى نتائج أى حرب تقاس في مضمونها العام بما أسفرت عنه من متغيرات شاملة وليس بحساب المكاسب والخسائر التكتيكية المحدودة على هذا الجانب أوذلك والتى هى شىء طبيعى في أى عملية عسكرية .

ولذا فإن عملية الدفرسوار لم تكن لها تأثير يذكر على سير المعارك وإنما استخدمتها إسرائيل كمبرر للانتقاص من حجم وقيمة الإنجاز العسكرى العربى ، فالمؤرخ العسكري البريطاني ادجار اوبلانس وصف ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس بأنها معركه تليفزيونية.

وما يؤكد ما تجاوز هوتصريح لرئيس الأركان الإسرائيلى الأسبق دافيد بن اليعازر في ثلاثة ديسمبر 1973 نطق فيه :" ما زال شارون يواصل تصريحاته غير المسئولة للصحفيين محاولا حتى ينتقص من جميع القادة ليظهر هوفي صورة البطل الوحيد ، هذا بالرغم من أنه يفهم جيدا حتى عبورنا إلى الجانب الغربى من القناة كلفنا خسائر فادحة ، ومع ذلك فإننا لم نستطع طوال عشرة أيام من القتال حتى نخضع أى جيش من الجيوش المصرية ، فالجيش الثانى صمد ومنعنا نهائيا من الوصول إلى مدينة الإسماعيلية ، وبالنسبة للجيش الثالث فإنه ـ برغم حصارنا له ـ فإنه قاوم بل تقدم واحتل بالعمل رقعة أوسع من الأراضى شرقا ، ومن ثم فإننا لا نستطيع حتى نقول إننا هزمناه ..أوأخضعناه ".

وفي مذكراته عن حرب أكتوبر نطق الفريق سعد الدين الشاذلي :" كان هدف اجتياز الجيش الإسرائيلى من الشرق (سيناء) إلى الغرب هو.. ضرب بطاريات صواريخ سام المضادة للطائرات ، احتلال مدينة الاسماعيلية وتطويق الجيش الثانى بواسطة قوات شارون، احتلال مدينة السويس وتطويق الجيش الثالث بواسطة قوات جميع من ابراهام ادان وحدثان ماجن".


وصف المسقط

كانت الساحة واحدة من عدة مواقع مماثلة التي تم تأسيسها قبل الحرب في مراكز مختلفة على ضفاف شرق القناة الناجحة لأفضل إعداد ممكن، وذلك كجزء من خطط أعدتها قيادة المنطقة الجنوبية لهذا الغرض. كانت منطقة انطلاق لتكون محمية من إطلاق النار من حولها وعبر القناة.

المسقط عثر في الدفرسوار، الى الشمال مباشرة من منفذ القناة إلى البحيرة المرة العظمى ، ووضعت في الوسط بين نقطتين حصينتين-- نزاع بين الشمال (المتمردين هاجموا واستولوا عليها الأيام الأولى من الحرب) ومخلب في الجنوب (التي كان لا يعمل على الإطلاق).وكان شكل منطقة الباحة ، وكأنه شبه منحرف. كان طوله حوالي 900 متر وكان عرضه 100 متر جنوبا إلى حوالي 300 متر شمالا.


بطاريات المدفعية للمسقط المحاذي للقناة، التي بنيت في الجزء المحدد من الناحية الضيقة للغاية. وقد وسم هذا القسم باللون الأبيض مع الأحمر. يتم ذلك للسماح لتحديد هذا المسقط للفرق الهندسية ليتم الإختراق بسهولة وبسرعة إلى غير ذلك كانت العملية ناجحة. قام الجيش الإسرائيلي بتعبيد الطرق المؤدىة للقناة في هذه المنطقة إلى الساحة في ثلاث نقاط، في الشمال والجنوب جزئيا --وفى الشرق .


عبور القوات الإسرائيلية

أول قوات لجيش الدفاع الإسرائيلي، التى تعمل كجزء من عملية اجتياز القناة، عبرت الى الفناء في الليل بين 15-16 أكتوبر 1973 ، وخدمت بعد ذلك كأساس للقوات في اجتياز الفناء. وقت قصير حصل في وقت لاحق هبط المظليون من اللواء 247 وأمكنهم اجتياز القناة، وشكلوا رأس جسر للإسرائيليين في الضفة الغربية .وفي اليوم نفسه انضمت اليهم الدبابات (من الفرع 421) إلتى إمتدت مع الصنادل والمراكب ومعدات للوساطة من سلاح المهندسين وبدأ الهجريز على ذلك.


في 17 تشرين الاول، امتد أول جسر عبر القناة، على طول حافة القناة سلاح ضد ثغرة في الجزء الجنوبي من السور للفناء. ركض جسر آخر في الجبهة للبطارية نحو250 متر ثغرة الشمال. جسر ثالث -- وهوجسر بكرات -- امتدت عبر قناة السويس نحو900 متر شمال -- قائد الفرقة 143 غرب الفناء.

الميجر الجنرال آرييل شارون، ضم للخدمة لديه نائبه العميد يعقوب حجر لقيادة رئأسةالجسر ، بما في ذلك الفناء والمنطقة اللقاءة للضفة الغربية لقناة السويس، التي كانت نشرت لحماية لواء المظليون 247. بجانبه ساعد عددا من الضباط -- لواء 247 ، سلاح المهندسين، من القوات البحرية والقوات الجوية من الذين كانوا مسؤولين عن بناء جسور فوق القناة، في حراسة أسفل [1] وشبه -- الطائرات البحرية (من الغواصين العدو) والدفاع عن المجمع بأكمله.

أقيمت نقاط مراقبة حركة المرور على طول الطرق المؤدية الى الفناء. وهجرزت قوات هندسية داخل وعبر قوات الهندسة والمدرعات والأرجل للقيادة الجنوبية،

الذين وصلوا من شرق لعبور القناة. نعم وصلت قوافل الامدادات لها وحدات الخدمات في طريقهم إلى الضفة الغربية. وجدت نقطة قيادة العميد ستون بالساحة ( مسقط الثغرة) ، ووضع لها اثنين من المراكز الطبية لعلاج الجرحى. حول الفناء والغرب أمام المدافع المضادة للطائرات ونشرت لها من قبل الجيش الإسرائيلي.

ابتداء من صباح يوم 17 أكتوبر بدأ هجوم الجيش المصري لقصف الساحة ( مسقط الثغرة) والضفة الغربية بأكملها منطقة بالمدفعية والصواريخ لتعطيلها. ومن ثم بدأ هجوم على تجمعات الطائرات المصرية. وإستمر القصف بكثافة كبيرة حتى وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية ، وتسبب في أضرار بالمعدات العسكرية ومئات الإصابات في صفوف الجنود المصريين في الساحة ، والتي اغتال فيها أكثر من مئة منهم. [2].

من بين الضحايا عدد كبير من أعضاء فيلق المهندسين الذين شاركوفي بناء وصيانة الجسور على طول القناة. قبل دقائق من موعد وقف إطلاق النار الأول ، مساء يوم -- 22 أكتوبر ، وركز المصريون جهودهم لأنقاذ جنودهم الجرحى من جراء القصف الأكثر كثافة على الفناء. خلال القصف تحت النار بينما كانوا يتظاهرون بالبطولة. يرجع ذلك إلى خسائر فادحة للجيش الإسرائيلي وأعطيت كنية "الموت في الساحة."

الجيش الاسرائيلي أخلى الساحة ( مسقط الثغرة) ضمن إتفاق فك الاشتباك على الجبهة الجنوبية. على ما يظهر ، تم تدمير الفناء من قبل المصريين في اطار الحفريات لتوسيع قناة السويس عن طريق منبع البحيرة المرة الكبرى ، والمكان الأصلي هوالآن جزء من قاع القناة.

الخطة المصرية لتصفية الثغرة

الوثيقة التالية رقم (70) ، هي الخريطة التي ينشرها المسقط الرسمي للرئيس أنور السادات ، وهي التي أعدها أحد ضباط مخط الشئون العسكرية لرئيس الجمهورية عن عمليات الثغرة في الدفرسوار وهي صورة أصلية للوثيقة رقم 70 ، كيف من الممكن أن حتى أنور السادات كان في الصورة منذ البداية ، مما يوحي ، حتى تأخر التصديق النهائي علي لقاءة ما وقع ، كان بسبب الروتين الذي كان يسود علي مخط رئاسة أنور السادات

وتعتبر هذه الوثيقة الهامة ، مرشد كبير علي فهم السادات ما كان يحدث علي الجبهة ، وهوما يوثق بأن المعلومات "الميدانية كانت تصل إلي رئيس الجمهورية" ويمكن مقارنة هذه الخريطة مع الخرائط الأخري ، بما فيهم الخرائط الإسرائيلية التالية التي نشرت عن "الثغرة" ... ويتضح منها تطابق الوضع "العام" مع ما تم عرضه علي رئيس الجمهورية ...

|

الخريطة التي أعدها أحد ضباط مخط الشئون العسكرية لرئيس الجمهورية عن ثغرة الدفرسوارإسرائيلية أسقطتها القوات المصرية في حرب 1973.

ويؤكد ، حتى المعلومات كانت متوفرة في يد "القيادة العسكرية العليا" .. نص الفقرات بالثغرة ، التي أدلي بهم الفريق أول أحمد إسماعيل للصحفي محمد حسنين هيكل ، وتم نشرهم في سلسلة منطقات هيكل بصراحة - الأهرام- بتاريخ يوم ١٨/١١/١٩٧٣ اقتباس: أحاديث الســلاح ... لقاءة مع أحمد إسـماعيل من منطقات هيكل بصراحة - الأهرام- بتاريخ ١٨/١١/١٩٧٣ واذي سيتم نشره كاملا ، من أجل التوثيق التاريخي

ثغرة الدفرسوار

في صباح يوم 17 أكتوبر اتصل اللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني بالعميد أ. ح أحمد عبود الزمر قائد الفرقة 23 مشاة ميكانيكية وأبلغه أنه بناء على تعليمات القيادة العامة قد تم تكليفه بمهمة تصفية قوة العدوالتي عبرت الى غرب القناة، وتقرر وضع الوحدات الموجودة في قطاع الجيش الثاني جنوب ترعة الاسماعيلية تحت قيادته، ومن أجل ذلك عليه نقل مركز القيادة المتقدم للفرقة 23 مشاة ميكانيكية من شمال ترعة الاسماعيلية الى جنوبها.

ونظرا لورود بلاغ الى قيادة الجيش الثاني عن تقدم قوة العدوجنوبا في اتجاه فايد، لذا طلب قائد الجيش الثاني من هيئة العمليات بالقيادة العامة لمركزعشرة تكليف قيادة الجيش الثالث بارسال دورية من الكتيبة الفلسطينية التي تتولى حراسة شاطئ البحيرة المرة من حدود الجيش الثاني شمالا حتى نهاية البحيرة جنوبا، للتعامل مع قوة العدو. كما طلب حتى يبقى اللواء 116 مشاة ميكانيكي في أوضاعه الدفاعية غرب تقاطع طريق المعاهدة مع وصلة أبوسلطان (شمال وجنوب الوصلة) لمنع تقدم العدوالى الغرب أوالشمال.

وحتى الساعة التاسعة صباحا يوم 17 أكتوبر لم تتمكن القوات المصرية من تحقيق المهام التي حددتها لها قيادة الجيش الثاني، فقط ظل العدومحتلا مطار الدفرسوار، ولم تتمكن الكتيبة 73 صاعقة من دخوله أوالوصول الى مرسى أبوسلطان.

وعلاوة على قوة العدوالمتمركزة في الدفرسوار ومرسى أبوسلطان حاولت مفرزة صغيرة من دباباته التسلل خارج منطقة الدفرسوار على وصلة أبوسلطان وعبور الكوبري الحجري على الترعة الحلوة، واتجهت مفرزة ثانية الى محطة سكة حديد أبوسلطان، بينما اتجهت مفرزة ثالثة الى معسكر (زكريا) الكائن شمال المحطة وحاولت مفرزة رابعة الاتجاه شمالا الى سرابيوم.

ونظرا لأن الوحدات المصرية حتى الساعة الثانية بعد ظهر يوم 17 أكتوبر لم تكن قد تمكنت بعد من تحقيق المهام التي كلفت بها ولم تتم تصفية ثغرة الاختراق غرب القناة، فقد أصدرت هيئة العمليات بالقيادة العامة المركزعشرة تعليمات عمليات الى قيادة الجيش الثاني كانت تتضمن المهام التالية:

1- تدمير دبابات العدوالفردية التي تسللت الى الضفة الغربية. 2- القيام بحصر دبابات العدوالمتجمعة في منطقتي الدفرسوار ومرسى أبوسلطان غرب القناة ثم تدميرها. 3- يقوم اللواء 23 المدرع بدفع مجموعة استطلاع في اتجاه الشرق استعداد للقيام بهجوم مضاد على قوات العدوفي الدفرسوار. 4- يتم تأمين شواطئ البحيرات المرة بالألغام الشاطئية. 5- يجري احتلال المصاطب على الضفة الغربية لمعاونة عمليات القوات على الضفة الشرقية.

وبادر قائد الجيش الثاني باصدار تعليماته في الساعة الثالثة مساء يوم 17 أكتوبر الى قائد الفرقة 23 مشاة ميكانيكية الذي أصبح مسئولا عن جميع عمليات تصفية رأس الكوبري الاسرائيلية في الدفرسوار غرب القناة وحدد له المهام التالية:

• الكتيبة 85 مظلات: تقوم الكتيبة (عدا سرية) بالاشتراك مع الكتيبة المدرعة عدا سرية (من اللواء 23 المدرع) والكتيبة 73 صاعقة (من المجموعة 129 صاعقة) بتطبيق المهام السابق تخصيصها لهذه الوحدات، وتقوم بالهجوم المضاد على قوات العدوفي المنطقة ما بين مرسى أبوسلطان جنوبا حتى سرابيوم شمالا. • اللواء 23 المدرع (عدا كتيبة)قد يكون مستعدا للقيام بهجوم مضاد في اتجاه الدفرسوار ويدفع فورا عناصر لاستطلاع تحركات العدوفي المنطقة التي سيجري دفعه منها وتحركه خلالها. • بمجرد تصفية العدوفي منطقة الدفرسوار يتم تأمين الساتر الترابي واحتلال المصاطب والسيطرة على جميع محاور التقدم الفرعية في اتجاه الغرب مع الهجريز على تأمين منطقتي الدفرسوار وجبل مريم. • يقوم المهندسون العسكريون برص الألغام الشاطئية في منطقة من جنوب الدفرسوار حتى فايد وفي ثغرات الصيادين على البحيرة المرة.

وفي حوالي الساعة الخامسة مساء يوم 17 أكتوبر ، أصدرت القيادة العامة المركزعشرة قرارها بدفع اللواء 23 المدرع (عدا كتيبة) من الفرقة ثلاثة مشاة ميكانيكية في الساعة السادسة والنصف صباحا يوم 18 أكتوبر ، للقيام بالهجوم المضاد المخطط من قبل على قوات العدوفي منطقة الدفرسوار غرب القناة على حتى يجري الهجوم بأسرع ما يمكن وبدون توقف مع تجنب الاشتباك بأي مقاومات وتقبل الخسائر من الكمائن، وخصصت للواء مهمة تدمير قوات العدوفي منطقة الدفرسوار واحتلال المصاطب الى مسافةخمسة كم شمال الدفرسوار واستخدام المصاطب غرب القناة لتدمير القوات الاسرائيلية على الضفة الشرقية للقناة ومنع أي قوات للعدومن العبور غربا. إلى غير ذلك صدر القرار أخيرا بدفع اللواء 23 المدرع للقيام بالهجوم المضاد صباح يوم 18 أكتوبر لتدمير قوات العدوفي الدفرسوار.


الأخطاء التكتيكية في عملية تصفية الثغرة

رغم صغر حجم قوات العدوالتي عبرت الى غرب القناة في منطقة الدفرسوار والتي كانت تتكون من لواء مشاة من المظلات وعدد 30 دبابة، ورغم بقائها لمدة تقرب من 40 ساعة معزولة عن قواعدها شرق القناة وبدون أي تعزيزات اضافية لقوتها بناء على تعليمات الجنرال بارليف انتظارا لاقامة الجسور الثابتة عبر القناة، ورغم حتى القيادة العامة خصصت لعملية الهجوم المضاد على رأس الكوبري الاسرائيلي قوات مصرية كانت تتفوق بشكل واضح على قوات العدومن حيث الخجم والتسليح، فان عملية تصفية الثغرة الاسرائيلية باءت بالفشل لمخالفة الأسلوب الذي تم تصفيتها للمبادئ التكتيكية السليمة. ويتضح ذلك مما يلي:

1- تم دفع الوحدات المصرية لمهاجمة رأس الكوبري الاسرائيلي بطريقة لاهجوم الموزع، فكلفت بالهجوم على قوات العدووحدات فرعية صغيرة الحجم ضعيفة التسليح مما أدى الى فشل هجماتها جميعا اذ لم تستطع أي قوة منها احداث قوة الصدمة المطلوبة للقضاء على العدو. 2- لوتم تجميع الوحدات التي كانت موجودة في المنطقة جنوب ترعة الاسماعيلية يوم 17 أكتوبر وهي اللواء 23 المدرع – اللواء 116 مشاة ميكانيكي – الكتيبة 85 مظلات – الكتيبة 73 صاعقة، في عملية هجوم واحدة منسقة على راس الكوبري الاسرائيلي غرب القناة كان هناك قدر معقول من الامل في النجاح. أما تفتيتها وبعثرتها بالأسلوب الذي اتبع فقد جعل ذلك كلا منها فريسة سهلة أمام العدو. 3- كان الأمر الذي يدعوللعجب هواحتجاز اللواء 23 المدرع في منطقة تقاطع (عثمان أحمد عثمان) لمدة تبلغ نحو36 ساعة دون حتى يكلف بأي مهمة قتالية، وكان جميع ما تلقاه قائده هوسلسلة من الاوامر المتكررة بالاستعداد للهجوم على الدفرسوار، واصدار التعليمات له بدفع عناصر استطلاعه في اتجاه الشرق منعا لتعرضه للمفاجاة. وكان من الخطأ بلا شك سحب كتيبة مدرعة من تشكيل هذا اللواء لتتحرك الى تقاطع وصلة سرابيوم – طريق المعاهدة للتعاون مع الكتيبة 85 مظلات في عملية هجومية ضد العدو، فقد كان من الواجب الاحتفاظ بقوة اللواء بأكملها مجمعة، اذ انه كان القوة المدرعة الوحيدة التي تحت قيادة الجيش الثاني غرب القناة، والتي كان في امكانها احداث قوة الصدمة ضد قوة العدوفي الدفرسواء. 4- عندما صدر الأمر اخيرا الى اللواء 23 المدرع بالهجوم في الساعة السادسة والنصف صباح يوم 18 أكتوبر بعد ذلك التأخير الذي جرى دون أي مبرر، لعب سوء الحظ دورا كبيرا لافشال مهمته، فقد كان جسر معديات البونتون الاسرائيلي قد تمت اقامته عبر القناة عند الدفرسوار بعد ظهر يوم 17 أكتوبر، ولذا فعندما قام اللواء 23 المدرع (عدا كتيبة) بهجومه صباح يوم 18 أكتوبر لم يكن في لقاءته داخل راس الكوبري الاسرائيلي قوة تقل عن 30 دباباة كما كان الحال يوم 17 أكتوبر وانما كان في لقاءته فرقة مدرعة تتكون من لواءين مدرعين قوتهما 200 دبابة، علاوة على قوة الدبابات التي كانت موجودة قبل اقامة الجسر، ولذا باء هجومه كما كان منتظرا بالفشل التام.

انظر أيضاً

  • عملية ذوي القلوب اليقظة
  • أفريقيا (حرب اكتوبر) אפריקה (מלחמת יום הכיפורים)

الهامش

  1. ^ حماد, جمال (2002). المعارك الحربية على الجبهة المصرية. القاهرة، مصر: دار الشروق. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

المراجع

تاريخ النشر: 2020-06-04 15:43:11
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, حرب اكتوبر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مرتضى بن وناس هداف مع قاسم باشا التركي

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-18 12:14:11
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

وصول جثمان الفنان أشرف مصيلحي إلى مسجد المشير - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-18 12:20:28
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

حكومة إيطاليا تجتمع لبحث قضية لامبيدوسا وإصدار قواعد جديدة للهجرة

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-18 12:14:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-18 12:12:58
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

اتحاد العمال يدعم ترشح الرئيس السيسى لفترة رئاسية جديدة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-18 12:20:48
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

موعد قمة النجم و الافريقي

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-18 12:14:02
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

مواكبة بداية استغلال خط الحافلة الجديد رقم 347

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-18 12:14:09
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

مصر تُدين اقتحام متطرفين للمسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-18 12:20:52
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 64%

المسح الجيولوجى الأمريكية: زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب شمال إيطاليا

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-18 12:20:55
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية