الثورة الإسلامية الإيرانية نشبت عام 1979 وحولت إيران من نظام ملكي دستوري، تحت الشاه محمد رضا بهلوي، لتصبح جمهورية إسلامية عن طريق الاستفتاء. آية الله أوالامام، كما هومعروف في إيران، روح الله الخميني يعد مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وحاولت العمل على أعطى الثورة أوما أسمته تصدير الثورة إلى المناطق المجاورة.

ويرى البعض حتى قيام الحرب العراقية الإيرانية كانت من نتائج تلك السياسة، وكذلك الحرب الأهلية الأفغانية^{بحاجة إلى مصدر}، بينما يرى البعض الآخر حتى السبب في تشوب تلك الحرب تهور الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وهوما أعربته الأمم المتحدة حين قررت بأن العراق متمثلاً بحكومة تلك الفترة هوالطرف المعتدي في هذه الحرب.

الثورة الإيرانية

إنها ثورة فريدة من نوعها باعتبارها مفاجأة على مسرح الأحداث الدولية، وذلك من حيث السرعة التي وقع بها التغيير العميق، وكذلك الدور القيادي للدين فيه، كما أنه كان يعتقد حتى النظام محمي كما يجب من قبل الجيش والأجهزة الأمنية التي أنفق النظام عليها ميزانيات ضخمة، إضافة إلى انعدام الأسباب الاعتيادية المعروفة للثورة، كالأزمات المالية، أوالهزائم العسكرية، أوعصيان الفلاحين، أوالتمرد العسكري.

كانت نتيجة الثورة نشوء جمهورية إسلامية بقيادة عالم دين منفي يبلغ من العمر ثمانين عاماً نشأ في مدينة قم، مدعوماً من مظاهرات متبترة لكن شعبية وحماسية طافت شواع إيران وطهران التي كانت آنذاك مدينة عالمية، كما تؤكد التقارير. هذه النتيجة وجهت صفعة مدوية لكثير من النظريات والفرضيات المبجلة... لقد كانت بدون شك حدثاً لا بد من تفسيره...

الثورة تنقسم إلى مرحلتين: الفترة الاولى دامت تقريبا من منتصف 1977 إلى منتصف 1979، وشهدت تحالفاً مابين الليبراليين واليساريين والجماعات الدينية لإسقاط الشاه. الفترة الثانية، غالباً ما تسمى الثورة الإسلامية، شهدت بروز آيات الله وتعزيز السلطة والقمع وتطهير زعماء الجماعات المعارضة للثيوقراطية الخمينية، (بما فيها الثورة الثقافية الإسلامية في الجامعات الإيرانية).

أسباب الثورة

تضم التفسيرات المقدمة على نشوب الثورة بعضاً من الإجراءات التي اتخذها الشاه، باعتبارها أسباباً للثورة، إضافة إلى نجاحات وإخفاقات تعرضت لها مختلف القوى السياسية:

أخطاء الشاه

كان لسياسة التغريب القوية التي انتهجها الشاه على الرغم من تعارضها مع الثقافة الإسلامية للشيعة في إيران، وعلاقاته الوطيدة واعتماده على القوى الغربية (الولايات المتحدة)، إضافة إلى الاسراف والفساد والنخبوية (الحقيقية والمفترضة) في سياسات الشاه وديوانه الملكي. فشله في استقطاب المتعاطفين والأتباع من القيادات الدينية الشيعية لمقارعة الحملة الخمينية ضده.

هجريز الحكومة على مراقبة وقمع حركة مجاهدي خلق وباقي المعارضة اليسارية الإيرانية، بينما راحت المعارضة الدينية الأكثر شعبية تنتظم حتى قوضت تدريجياً نظام الشاه.

انتهاك التصرفات الاستبدادية للنظام الدستور الإيراني الذي وضع 1906، بما في ذلك قمع المعارضة من خلال جهاز الأمن (ساڤاك)، ولم تكن المهادنه والظهور في موقف الضعف من مصلحته عندما لجأ إليها في الوقت الذي كسبت فيه الثورة زخماً متزايداً.

البرنامج الاقتصادي الطموح عام 1974 لم يواكب الطموحات التي أثارتها عائدات النفط. الاختناقات والتضخم، ثم الأسواق السوداء، وتدابير التقشف التى اغضبت جميع من الباعة والناس.

معاداة السياسيين الإيرانيين السابقين، التجار منهم على وجه الخصوص، إضافة إلى تكريسيه سياسة احتكار الحزب الواحد للسلطة، وإلزامه الجميع بالعضوية ودفع المساهمات.

الإفراط الشديد بالثقة، والانشغال بلعب دور رجل الدولة العالمي أثناء الطفرة النفطية، ثم فقدان الثقة بالنفس، وتراجع صحته أمام السرطان، فيما الثورة تزداد زخماً.

سوء تقدير قوة المعارضة - خصوصا المعارضة الدينية - وعدم توفر ما يكفي من الجزر أوالعصي. فلم يبذل جهوداً لإرضاء المعارضة، اللهم إلا القليل وبعد فوات الاوان، دون حتى ينسق في نفس الوقت مكافحة جدية للهجمات ضد الثوار.

طبيعة حكومة الشاه، بمنع بروز حتى منافس ذوكفاءة عالية يمكن حتى يقود الحكومة مما أدى إلى ضعف فعالية الحكومة وتدني مستوى الإنتاج مما ساهم في غرس الخلافات والانقسامات داخل الجيش وبين النخب السياسية، ومن ثم غياب الدعم عن النظام وعدم توفر حلفاء، فقد غادر هؤلاء مع أموارهم مع بداية الثورة.

نجاحات وإخفاقات تعرضت القوى السياسية الأخرى:

الثقة العالية من الفهمانيين والمسلمين التنويريين والليبراليين واليساريين في قوتهم وقدرتهم على السيطرة على الثورة.

دهاء آية الله الخميني في كسب تأييد هؤلاء عندما احتاج إلى قلب نظام الشاه من جهة، وتجنبه قضايا مثل (ولاية الفقيه) التي كان يعتزم تطبيقها، لمعهدته بأنها ستطيح بدعم تلك الفئات.

ذكاء وحيوية أتباع ومنظمي تحركات الخميني في إيران والتي تفوقت على ذكاء قوات أمن نظام الشاه، وفازت بتأييد واسع النطاق بفضل تكتيكات إبداعية - بين امور اخرى ، الإيحاء للإيرانيين بأن نظام الشاه أكثر وحشية بكثير مما كان في الحقيقة.

الثقة بالنفس وهيبة آية الله الخميني والكاريزما التي تمتع بها، الأمر الذي ساعده على حتى يأسر خيال الجماهير ليعتبر أنه المنقذ، أوالمخلص.

سياسات الحكومة الامريكية، التي ساعدت على تحويل صورة الشاه إلى حد جعله يظهر "دمية" أمريكية، نظراً لسجلهم الحافل في ذلك إضافة إلى تكفلهم بقلب حكومة محمد مصدق الديمقراطية والمعادية للغرب بالنيابة عنه عام 1953. وهي في الوقت نفسه التي دفعت جراء ضغوطها الشاه على إطلاق مشروع التغريب الذي سبب انطلاق الثورة، وأخيراً تسبب فشلهم في قراءة السطور الأولى لتلك الثورة إلى نجاحها ومن الممكن انعطافها نحومزيد من الأصولية.

أيديولوجية الثورة

علي شريعتي

خلفية الثورة

أسرة بهلوي وسياساتها الفهمانية والمضادة لرجال الدين

الأربعينات: الشاه يصل للحكم

وصل الشاه محمد رضا بهلوى إلى السلطة عام 1941 بعد عزل والده، رضا شاه، من قبل تحالف القوات البريطانية والسوفياتية التي غزت إيران عام 1941. رضا شاه كان رجلاً عسكرياً ، معروفاً بتصميمه على تحديث إيران وبعدائه لطبقة المتدينين (الفهماء). أمسك محمد رضا بهلوي بالسلطة حتى ثورة 1979 مع انقطاع قصير في عام 1953؛ حين تعرض لمحاولة ثورة. في تلك السنة فر من البلاد لفترة وجيزة بعد صراع على السلطة نشأ بينه وبين رئيس وزرائه، محمد مصدق الذي قاد حملة لتأميم حقول النفط في البلد وسيطر على القوات المسلحة. وتم عبر انقلاب العسكري رعته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والاستخبارات السرية في عملية سرية أطلق عليها اسم عملية آجاكس ، الإطاحة بحكومة محمد مصدق واعتنطقه وإعادة الشاه إلى العرش.

مثل والده الشاه البهلوي رغب في تحديث وتغريب البلاد. فاحتفظ بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية، وكثيرا ما أشاد الزعماء الأميركيون به وبسياسته وصموده المعارض للشيوعية. المعارضة لحكومته اتىت من اليساريين والقوميين والجماعات الدينية التي انتقدته لانتهاك الدستور الإيراني، والفساد السياسي، ووحشية القمع السياسي بالبوليس السري سافاك، (الشرطة السرية). وكانت لرجال الدين أهمية كبيرة بالنسبة للمعارضة، وهم الذين أثبتوا أهميتهم فيما تجاوز إبان مظاهرات التبغ التي تحركت ضد عقد احتكاري منحه الشاه ناصر الدين عام 1891 لشركة بريطانية. والآن أيضاً بدا للفقهاء ورجال الدين أثر كبير على الإيرانيين، خاصة الفئات الفقيرة منهم، الذين عادة ماقد يكونون الأشد تديناً، وتقليدية، وإقصاءً عن أي عملية تغريب.

الستينات: صعود آية الله خميني

ظهرت شخصية زعيم الثورة الإيرانية أول مرة أوائل عام 1963 لقيادة المعارضة التي تحركة ضد وبرنامج الاصلاحات الذي أعربه الشاه والمعروف باسم الثورة البيضاء، التي ضمت، إعطاء حق التصويت والاقتراع للنساء، وتغيير قوانين الانتخابات التي اتاحت انتخاب ممثلين للأقليات الدينية للبرلمان وإجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية، الذي يمنح المراه المساواة القانونية في الزواج، وتوزيع ممتلكات بعض رجال الدين الشيعة. في العام التالي نشبت أعمال شغب بعد حتى اعتقل الخميني ثلاثة أيام على أثر تصريحه بأن الشاه "رجل بائس سيء"، وقد قابلت الشرطة أعمال الشغب تلك مستخدمة القوة المميتة. (أعربت تقارير حكومة الشاه سقوط 86 قتيلا، فيما ادعت المعارضة حتى الرقم يصل إلى الآلاف. التقارير التي أعدت بعد قيام الثورة أشارت إلى حتى أكثر من 380 لقوا مصرعهم على يد الشرطة). رزح الخميني تحت الإقامة الجبرية لمدةثمانية شهور ثم أفرج عنه. وتابع التحرك ضد الشاه بخصوص علاقته مع إسرائيل، وخصوصا "تنازلات" الشاه لتمديد الحصانة الدبلوماسية لعسكريين اميركيين. أعيد اعتنطق الخميني في تشرين الثاني/نوفمبر 1964 وأوفد إلى المنفى وبقي فيه لمدة 14 عاما حتى قيام الثورة.

تبعت ذلك فترة من "الهدوء الساخط". البوليس السرى (سافاك) قمع المعارضة، ولكن بوادر الصحوة الإسلامية بدأت بتقويض فكرة التغريب التي ينتهدها نظام الشاه الفهماني. جالا احمد وصف نهج التغريب (غربزادجي) بأنه (طاعون الحضارة الغربية)، علي شريعتي وفهمه التنويري للإسلام، وكذلك تفسير مرتضى مطهري التبسيطي للتشيع، جميع ذلك حاز على أتباع ومريدين وقراء والمؤيدين، والاهم حتى الخميني طور ونمى وروج لنظرية مفادها حتى الإسلام يحتاج حكومة إسلامية يتزعمها ولي فقيه، أي كبار فقهاء القانون الإسلامي. في سلسلة محاضرات في اوائل عام 1970، صدرت فيما بعد في كتاب، بين الخميني الإسلام يحتاج الانصياع لقوانين الشريعة وحدها، وفي سبيل ذلك، لايكفي حتى يقود الفقهاء جماعة المسلمين، بل عليهم حتى يقودوا الحكومة أيضاً.

لم يتحدث الخميني عن هذه المفاهيم في اللقاءات والمحادثات مع الغرباء، لكن الكتاب انتشر على نطاق واسع في الأوساط الدينية، خاصة بين طلاب الخميني والملالي، وصغار رجال الاعمال. وراح هذا الفريق يطور ما سيصبح شبكة قوية وفعالة من المعارضة داخل إيران، مستخدمة خطب المساجد، وتهريب شرائط تسجيلات صوتية للخميني وطرق أخرى، أضافت إلى قوة المعارضة الدينية، في حين ظنت بقية المعتدلين واليساريين والملشيات المسلحة الأخرى حتى السدار سيسدل بعد الثورة وسقوط الشاه على الخيمني وأعوانه وأن اليسار الفهماني سيسطر على الساحة.

السبعينات: الأوضاع قبل الثورة والأحداث داخل إيران

ولدت ثورة عام 1979 نتيجة لأحداث عدة جرت أثناء السبعينيات من ذلك القرن، ففي أكتوبر عام 1971 حلت ذكرى مرور 2500 عام على إنشاء الإمبراطورية الفارسية ، وقد دعيت شخصيات خارجية فقط للحفل الذي استغرق ثلاث أيام مليئة بالتبذير المفرط، قدمت فيها أكثر من طن من الكافيار، وجلب 200 طاه من فرنسا لإعداد الولائم. وبلغت التكاليف الرسمية للحفل 40 مليون دولار، لكن التقديرات تشير إلى حتى المبلغ تراوح ما بين 100 ـ 120 مليون دولار، في حين رزحت ولايات ومحافظات بلوشتان وسيستان وحتى فارس، حيث أجريت الاحتفالات، تحت وطأة جفاف وقحط، "وفي حين يعربد الأغراب ويشربون ما حرم الله، فإن الإيرانيين الذين استثنوا من المشاركة في الحفل كانوا جياعاً".

في أواخر عام 1974 وبدل حتى تعمل الطفرة النفطية على إنتاج "حضارة عظيمة " كما وعد به الشاه، فقد دقت جرس "التضخم والهدر و"الفجوة المتسارعة" بين الأغنياء والفقراء، والريف والمدينة. [39] وبات القوميون الإيرانيون غاضبين من عشرات آلاف العمال الأجانب المهرة الذين جاؤوا إلى إيران لتشغيل المعدات العسكرية الأمريكية باهظة التكاليف، والتي لم تحظ بدعم أوقبول شعبي، التي أنفق الشاه مئات الملايين من الدولارات.

في العام التالي أسس الشاه حزباً جديداً سماه "راستاخيز" (حزب البعث، أوالنهضة)، لم يكن الحزب الوحيد الذي يمكن للإيرانين الانتساب إليه فحسب، بل كان لزاماً على جميع إيراني بالغ حتى نتسب إليه، ويدفع رسومه. المحاولات التي بذلها هذا الحزب لاتخاذ موقف شعبي لصالح حملات "مكافحة الاستغلال" لم تكن ذات ضرر اقتصادي فحسب، لكنها أتت بنتائج سياسية عكسية أيضاً. فظهرت السوق السوداء عوض التضخم وتراجع النشاط التجاري. وغضب التجار وفرت رؤوس الأموال.

في عام 1976، أثارت حكومة الشاه غضب تقاة المسلمين الإيرانيين بتغيير بداية السنة الإيرانية، من سنة الهجرة النبوية إلى سنة اعتلاء سايروس إلى العرش. "إيران قفزت بين ليلة وضحاها من سنة 1355 الإسلامية إلى سنة 2535 الملكية، في السنة نفسها أعرب الشاه التقشف الاقتصادي بهدف كبح التضخم والهدر. البطالة الناجمة عن ذلك أثرت سلباً على آلاف المهاجرين إلى المدن، وهم ضعاف وغير مؤهلين لأي حرفة أوصنعة. كثيرون من المحافظين دينياً وثقافياً من هؤلاء المهاجرين وبعمل سوء تصرف نظام الشاه الفهماني ومشروع التغريب الذي تبناه راحوا شيئاً فشيئاً يتحولون إلى نواة ومحور للثورة القادمة.

في عام 1977 ولج رئيس أمريكى حديث إلى البيت الأبيض. كانت الأمال تحدوجيمى كارتر لتغيير صورة الولايات المتحدة المرتبط بحرب فيتنام، وتغيير السياسة الخارجية، فأنشأ مخطاً خاصاً لحقوق الإنسان، وجه "مذكرة مؤدبة" إلى الشاه بينت فيها أهمية الحقوق السياسية والحريات. واستجاب الشاه بالعفوعن 357 سجيناً سياسياً في فبراير، وسمح للصليب الأحمر بزياره السجون، في مسعى للبدء بطور من التحرر. ما بين أواخر الربيع مروراً بالصيف وإلى بدايات خريف ذلك العام أسست المعارضة الليبرالية منظمات أصدرت من خلالها رسائل مفتوحة تدين فيها النظام. وفي وقت لاحق من ذلك العام التقت مجموعة معارضة (رابطة الكتاب) دون حتى تقوم الشرطة بتفريقها كما جرت العادة.

في تلك السنة توفي المفكر التنويري المسلم علي شريعتي (تشير بعض المزاعم أنه تعرض للتصفية على أيدي الشرطة السرية السافاك) مما أزال أي منافس محتمل لثورة الخميني. أخيراً، في أكتوبر توفي أيضاً مصطفى نجل الخميني. وفي حين يعتقد حتى الوفاة نجمت عن أزمة قلبية، إلا حتى المجموعات المعارضة للشاه ألقت بالمسؤولية على السافاك، وأتهمته بتسميم مصطفى واعتبر شهيداً. صلاة الجنازة على روحه في طهران عادت بالخميني إلى دائرة الضوء. وبدأت صيرورة تحول عبرها الخميني إلى قائد المعارضة المناوئة للشاه.

مجموعات ومنظمات المعارضة

أتت أولى مظاهر المعارضة من الطبقة الوسطى في المدن، وهم فئة من السكان كانواً من الفهمانيين نسبياً وأرادوا بناء ملكية دستورية وليس جمهورية إسلامية. ومن أبرز هؤلاء مهدي باذرگان من "حركة تحرير إيران"، وهي حركة ليبرالية إسلامية معتدلة كانت وثيقة الصلة بالجبهة الوطنية التابعة لمحمد مصدق، وقت لاقت هذه المجموعة دعماً كبيراً في إيران ومن الغرب.

انقسم رجال الدين وتحالف بعضهم مع الليبراليين الفهمانيين وآخرون مع الماركسيين والشيوعيين. الخميني الذي كان منفياً في العراق، عمل على حتى تتوحد المعارضة الدينية والفهمانية والليبرالية والأصولية تحت قيادته، وذلك عبر تجنب الخوض في التفاصيل، على الأقل علنا، فتلك قت تفرق بين الفصائل.

عملت مختلف المجموعات المناهضة من الخارج، في الأغلب من لندن وباريس والعراق وهجريا. خطابات قادة هذه الجماعات سجلت على أشرطة تسجيل ليتم تهريبها إلى إيران ليستمع إليها الكثيرون من الأميين من السكان.

كانت الجماعات الإسلامية أول من نجح في حشد السواد الأعظم من السكان ضد الشاه. في كانون الثاني/يناير 1978 أوردت الصحافة الرسمية سيرة تشهير هاجمت فيها الإمام الخميني. وخرجت جموع غاضبة من الطلاب والزعماء الدينيين احتجاجا على تلك الانادىءات في مدينة قم. وأوفد الجيش لتفريق المتظاهرين مما أدى لمقتل بعضهم، يزعم البعض حتى عدد القتلى تجاوز 70 طالباً.

وفقا للعادات الشيعية يجرى حفل تأبين في ذكرى مرور أربعين يوماً من وفاة إنسان ما. وأطلقت المساجد في جميع البلاد الدعوى للمشاركة في تكريم الطلاب القتلى. واستجابت عدة مدن للنداء وسارت المظاهرات تكريماً للقتلى واحتجاجاً على حكم الشاه.

هذه المرة سقطت أعمال عنف في تبريز، وقتل المئات من المتظاهرين. وتكررت الحلقة مرة أخرى في 29 آذار/مارس، حيث سقطت جولة جديدة من الاحتجاج في سائر البلاد. وهوجمت الفنادق الفارهة ودور السينما والبنوك والممحرر الحكوميه ومدارس البنات وغيرها من رموز نظام الشاه. وتدخلت قوات الأمن مرة أخرى، وقتل الكثيرون. وتكرر الأمر نفسه في العاشر من مايو/أيار.

في مايواقتحمت فرق الشركة منزل رجل دين سياسي وقيادي معتدل يدعى آية الله كاظم شريعتمداري، وأردت أحد أتباعه قتيلاً بالرصاص أمام ناظريه. على إثر ذلك تخلى شريعتمداري عن صمته وانضم إلى المعارضة. حاول الشاه إرضاء المتظاهرين عبر تخفيف نسب التضخم، وتوجه بالمبادرات إلى بعض جال الدين المعتدلين،

وعزل رئيس السافاك، ووعد بإجراء انتخابات حرة في شهر يونيواللاحق. ولكن العمل على خفض التضخم عن طريق تقليل النفقات تسبب في ازدياد نسبة البطالة، خصوصاً في صفوف الشباب غير المؤهلين للعمل كما يجب والذين يعيشون في أحياء فقيره في المدن. في صيف عام 1978، خرج هؤلاء العمال الذين ينحدرون في الغالب من أصول ريفية تقليدية إلى الشوارع في أعداد حاشدة. في حين أعرب عمال آخرون الإضراب. هكذا ومع حلول نوفمبر/تشرين الثاني كان الاقتصاد قد أصيب بالشلل جراء الإضرابات.

اندلاع الثورة

الشاه يطلب العون من الولايات المتحدة

خلال عام 1977 التقى شاه إيران مع جميع من ألفريد أثرتون، ووليام سوليڤان، وسايروس فانس، والرئيس جيمي كارتر ، وزبيگنييڤ بريجنسكي. ففي لقاءة هذه الثورة سعى الشاه وراء مساعدة من الولايات المتحدة. فقد احتلت إيران مسقطاً استراتيجياً في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الاوسط، فهي موالية لأمريكا وتتقاسم حدوداً طويلة مع عدوها في الحرب الباردة الاتحاد السوفياتي، وهي أكبر دولة نفطية قوية في الخليج العربي. لكن النظام البهلوي حظي بنادىية سلبية لسجله السيء في مجال حقوق الانسان.

السفير الأمريكى إلى إيران، ويليام سوليفان يقول بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي السيد زبگنييڤ بريجنسكي "أكد للشاه مراراً وتكراراً حتى الولايات المتحدة تدعمه بالكامل ". لكن الرئيس كارتر فشل في الالتزام بتلك الوعود والتأكيدات. في أربعة نوفمبر 1978،

برزيزينسكي اتصل بالشاه ليبلغه بأن الولايات المتحدة "ستدعمه حتى النهاية". وفي الوقت نفسه، قرر بعض المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية حتى الشاه يجب حتى يمضى بغض النظر عمن سيحل مكانه. واستمر بريجنسكي والوزير جيمس شلزنگر، في التعهد للشاه بأن الولايات المتحدة ستسانده عسكرياً. حتى في آخر أيام الثورة، عندما كان الشاه يعتبر هالكاً لامحالة مهما كانت نتائج الثورة، دافع بريجنسكي عن خطة التدخل العسكرى الأمريكى لإعادة الاستقرار الإيران.

الرئيس كارتر لم يحسم كيفية استعمال القوة بشكل مناسب، وعارض قيام الولايات المتحدة بانقلاب وأمر حاملة الطائرات يواس اس كونستليشن بالتوجه إلى المحيط الهندي لكنه سرعان ما ألغى أمره. ثم العمل على صفقة مع جنرالات إيران لتحويل الدعم لصالح حكومة معتدلة، لكن هذه الخطة انهارت مع اجتياح الخميني وأتباعه البلاد، وتولوا السلطة في 12 فبراير 1979.

حريق عبدان المتعمد

استمر العنف ليحصد أكثر من 400 قضوا في حريق سينما ريكس، وهوحريق متعمد سقط في آب/أغسطس في عبدان. ورغم حتى دور العرض السينمائي كانت هدفاً مستمراً للمتظاهرين الإسلاميين فقد بلغ انعدام ثقة الجماهير بالنظام، وبلغت فعالية المعارضة في العمل والتواصل حداً جعل الجماهر ترى حتى السافاك كان وراء الحادث في محاولة منه لتطويق المعارضة. في اليوم التالي 10.000 من اقارب القتلى والمتعاطفين تجمعوا لتشييع جماعي حاشد ومظاهرة تنادي – ليحترق الشاه – و– الشاه هوالمذنب ـ.

الجمعة السوداء

مع حلول سبتمبر، البلاد كانت مزعزعة على نحوشديد، وتحولت المظاهرات الحاشدة إلى أحداث منتظمة. فرض الشاه الأحكام العهدية، وحظرت جميع التظاهرات. وفي يوم الجمعة،ثمانية سبتمبر 1978، خرجت مظاهرة حاشدة للغاية في طهران، إنها المظاهرة التي غيرت ذلك اليوم إلى ما بات يعهد اليوم باسم الجمعة الأسود.

نشر قادة الثورة شائعات مفادها حتى "الجنود الصهاينة يقتلون الآلاف". بينما كانت القوات التي أطلقت النار في الواقع تابعة لميليشيات الأكراد، وقد بينت التحقيقات بعد ثورة حتى عدد القتلى كان صغير نسبياً (87)، ولكن في ذلك الوقت ظهرت الحكومة بصورة الحكومة الوحشية أبعدت عنها الكثيرين من إيرانيين والحلفاء في الخارج. إضراب عام في تشرين الاول / اكتوبر أدى إلى شل الاقتصاد والصناعات الحيوية التي أغلقت أبوابها و"حسمت مصير الشاه".

آية الله خميني في پاريس

احتجاجات محرم

بلغت الاحتجاجات ذروتها في كانون الاول / ديسمبر 1978 ، خلال شهر محرم الفضيل أحد أبرز الشهور لدى المسلمين الشيعة. وفي 12 كانون الأول/ديسمبر خرج إلى شوارع طهران نحومليوني إنسان ملأوا ساحة أزادي (شاهياد) مطالبين بإزالة الشاه وعودة الخميني.

فوز الثورة

الشاه يغادر

في 16 كانون الثاني/يناير1979 غادر الشاه والملكة إيران نزولاً عند طلب رئيس الوزراء الدكتور شاهپور بختيار، الذي كان لفترة طويلة زعيم المعارضة، وظهرت مشاهد الابتهاج العفوي، ودمرت خلال ساعات "كل رموز سلالة "بهلوي"، وأعرب بختيار حل بالبوليس السرى (سافاك)، وأفرج عن السجناء السياسيين، ووعد بانتخابات حرة وأمر الجيش بالسماح للمظاهرات الشعبية. وبعد عدة أيام من التوقف جاز بعودة آية الله الخميني إلى إيران وطلب إليه تأسيس دولة مثل الفاتيكان في قم ، ونادى المعارضة للمساعدة على الحفاظ على الدستور.

عودة خميني وسقوط الملكية

في 1 فبراير 1979 عاد آية الله الخميني إلى طهران محاطاً بحماس وتحية عدة ملايين من الإيرانيين. إنه بدون جدال قائد الثورة، وأصبح بالنسبة للبعض شخصاً "شبه مقدس"، استقبلته لدى ترجله من الطائرة الجموع الحاشدة بتحية: "السلام عليكم أيها الإمام الخميني". أوضح الخميني في حدثة القاها في اليوم نفسه شدة رفضه للنظام رئيس الوزراء بختيار. ووعد "سوف أركل أسنانهم لقلعها"- وعين منافسه مهدي باذرگان مؤقتاً رئيساً للوزراء، ونطق: "بما أنني قد عينته، فيجب حتى يطاع". واعتبر أنها "حكومة الله" وحذر من عصيانها، فأي عصيان لها "عصيان لله". وفيما راحت حركة الخميني تكتسب مزيداً من الزخم، بدأ الجنود بالانضواء في جانبه. اندلع القتال بين الجنود الموالي والمعارضين للخميني بإعلانه الجهاد على الجنود الذين لم يسلموا أنفسهم. الانهيار النهائي للحكومة غير الإسلامية حصل في في 11 فبراير عندما أعرب المجلس العسكري الاعلى نفسه "محايداً في النزاعات السياسية الراهنة... لمنع المزيد من الفوضى وإراقة الدماء".

خميني يتسلم السلطة

آية الله الخميني كان زعيم المعارضة للشاه.

كانت الفترة الثانية من الثورة فترة اسلامية الطابع، وبعد فوزها الآن فهناك ابتهاج كبير في إيران جراء سقوط الشاه، لكن الصمغ الذي أبقى مختلف التيارات الثورية الدينية والليبرالية والفهمانية والماركسية والشيوعية التي عارضت الشاه فقد مفعوله.

مجموعات كثيرة تتنافس كلها على السلطة ولدى جميع منها تفسيرات مختلفة لأهداف الثورة: إنهاء الاستبداد، مزيد من الإسلام والحد من التأثير الغربي الأمريكي، مزيد من العدالة الاجتماعية والحد من اللامساواة، والبقاء كان للأقوى، آية الله الخميني وأنصاره. كان الخميني آنذاك في نهاية العقد الثامن من عمره، السابعة والسبعين تقريباً، ولم يتسلم أي منصب رسمي قط، وكان منفياً خارج إيران لقرابة 14 عاماً، وسبق له حتى نطق لبعض من سألوه عبارات من قبيل: "المرشدون الدينيون لا يرغبون بالحكم". جميع هذا ولد انطباعا لدى الكثيرين مفاده أنه يرغب بأنقد يكون المرشد الروحي صاحب سلطة، لكنه بمهارة اختار التوقيت المناسب لإزالة جميع أعداءه وحلفائه الذين باتوا عقبة أمامه وأن يطبق نظام ولاية الفقيه في جمهورية إسلامية يقودها بنفسه.

الهيئات الثورية

المجلس الثوري

الحكومة الثورية المؤقتة

في السنة الأولى للثورة كان هناك مركزان للسلطة : الحكومة الرسمية والمنظمات الثورية. رئيس الوزراء مهدي باذرگان الذي عينه الخميني، عمل على إنشاء حكومة إصلاحية ديمقراطية .في حين عملت بشكل مستقل جميع من المجلس الثوري المكون من الخميني وأتباعه من رجال الدين، والحرس الثوري، والمحكمة الثورية، والخلايا الثورية المحلية التي تحولت لجان محلية. وفي حين راح رئيس الحكومة (المؤقتة) باذرگان يطمئن الطبقة الوسطى، بات من الواضح حتى سلطة اتخاذ القرارات النهائية هوفي الهيئات الثورية وفي المجلس الثوري على وجه الخصوص، وفيما بعد الحزب الثوري الإسلامي. إزداد التوتر بين السلطتين بدون شك، رغم حتى كلتيهما وضعت وأقرت من قبل الخميني.

لجان الثورة الإسلامية

حزب الجمهورية الإسلامية

قوات الحرس الثوري الإسلامي

تعبئة المستضعفين

في يونيو، أعرب حركة الحرية مشروع الدستور. وأشارت إلى إيران باعتبارها جمهورية إسلامية ، يتضمن مجلس صيانة يتمتع بحق نقض التشريعات المتعارضة مع الإسلام، لكن دون وصي فقيه حاكم. ارسل الدستور إلى "مجلس الخبراء" المنتخب حديثاُ ليعرض أمام أعضاءه الذين حاز حلفاء الخميني على الغالبية بينهم. رغم حتى الخميني كان قد أعرب بأن الدستور "سليم" إلا أنه هوالمجلس أعربوا رفضهم له، وصرح الخميني بأن الحكومة الجديدة يجب حتى تكون قائمة "بنسبة 100 ٪ على الإسلام".

وضعه مجلس الخبراء دستورا جديدا أوجد من خلاله منصب القائد الاعلى للخميني، ومنحه السيطرة على الجيش والاجهزه الامنية، والحق في نقض المرشحين للمناصب. كما أقر الدستور بانتخاب رئيس حديث يتمتع بصلاحية أضيق، لكن المرشحين يجب حتى يحوزوا على الموافقة المباشرة من القائد الاعلى (عبر مجلس صيانة الدستور). وقد أصبح الخميني نفسه رئيسا للدولة مدى الحياة باعتباره "قائد الثورة"، وعندما تمت الموافقة على الدستور في استفتاء أجري في كانون الاول/ديسمبر 1979 أصبح "المرشد الروحي الأعلى". وتقدم رئيس الوزراء في تشرين الثاني/نوفمر إثر شعوره بالضعف وخلافه مع ما آلت إليه باستنطقته.

معارضة الثورة الإيرانية

المعارضة وقمعها

بادرت قيادة الثورة في البداية إلى إعدام كبار الجنرالات، وبعد شهرين أعدم أكثر من 200 من كبار مسؤولي الشاه المدنيين بهدف إزالة خطر أي إنقلاب. وأجرى قضاة الثورة من أمثال القاضي الشرعي صادق خلخالي محاكمات موجزة افتقرت إلى وكلاء الدفاع والمحلفين والشفافية ولم تمنح المتهمين الفرصة للدفاع عن أنفسهم. ومن بين الذين أعدموا بدون محاكمة - عملياً - أمير عباس هوفيدا، رئيس الوزراء السابق لإيران. أما الذين هربوا من إيران فليسوا محصنين. فبعد مرور عقد اغتيل في باريس رئيس الوزراء الأسبق شابور بختيار، ويعتبر واحد من ما لا يقل عن 63 إيرانيا قتلوا أوجرحوا منذ الإطاحة بالشاه.

من أوائل مارس استشعر الديمقراطيون خبيات الأمل المنتظرة عندما أعرب الخميني "لا تستخدموا هذا المصطلح ـ الديموقراطية ـ إنها مفهوم غربي". في منتصف شهر آب/أغسطس تم إغلاق عشرات الصحف والمجلات المعارضة لفكرة الحكومة الإسلامية. استنكر الخميني غاضبا الاحتجاجات ضد إغلاق الصحافة، ونطق "كنا نظن أننا نتعامل مع بشر، من الواضح حتى الأمر ليس كذلك". بعد نصف سنة بدأ قمع المعارضة الإسلامية المعتدله المتمثلة في حزب الشعب الجمهوري، واضطهد الكثير من كبارها، ورموزها منهم آية الله العظمى شريعتمداري الذي وضع تحت الاقامة الجبرية. وفي آذار/مارس 1980 بدأت "الثورة الثقافية". أغلقت الجامعات التي اعتبرت معاقل لليسار مدة سنتين لتنقيتها من معارضي النظام الديني. في تموز/يوليوفصلت الدولة البيروقراطيه 20.000 من المفهمين و8.000 تقريبا من الضباط باعتبارهم "متغربين" أكثر مما يجب.

استخدم الخميني أحيانا أسلوب التكفير للتخلص مع معارضيه.وعندما نادى قادة حزب الجبهة الوطنية إلى التظاهر في منتصف عام 1981 ضد نظام القصاص، هددهم الخميني بالاعدام بتهمة الردة "إذا لم يتوبوا".

منظمة مجاهدي خلق هي واحدة من المنظمات المعارضة للحكم الثيوقراطي الديني في إيران، وخلافا لمعظم أطراف المعارضة في إيران اعتمدت منظمة مجاهدي خلق الكفاح المسلح. في شباط/فبراير 1980 هاجم رجال مجموعة حزبالله مراكز اجتماعي ومخطات ومنابر مجاهدي خلق وعدد من اليساريين الذين يديرون النشاط اليسار في الخفاء. نفذت منظمة مجاهدي خلق مجموعة من التفجيرات والاغتيالات أدى إلى مقتل نحو70 إنسان في مراكز الحزب الإسلامي الجمهوري في يونيو/حزيران 1981، واغتيل في العام ذاته جميع من الرئيس محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهونار.

العلاقات الغربية الأمريكية مع إيران

في تشرين الأول/أكتوبر 1979 استقبلت الولايات المتحدة الشاه لعلاج السرطان. كانت هناك ضجه كبرى في إيران من جماعة الخميني والجماعات اليسارية تطالب الشاه بالعودة إلى إيران للمحاكمة والإعدام. شباب من أنصار الإمام الخميني اقتحموا السفارة الأمريكية واحتجزوا عشرات الرهائن داخلها في ما أصبح يعهد باسم أزمة الرهائن في إيران. في أمريكا أنصار الشاه لاحظوا حتى كارتر لم يقم بما يكفي لدعم الشاه مما تسبب بتحول إيران من حليف إلى عدوومن ثم وقوع أزمة الرهائن. اعتبر البعض حتى دعم الخميني لعملية احتجاز الرهائن كانت مناورة سياسية ذكية هدفها تقسيم مواقف المعارضة ضد الدستور الجديد الذين كان سيتم الاستفتاء حوله بعد شهر. الليبراليون المعارضون للحكم الديني عبروا عن رفضهم لحكم رجال الدين وكذلك لعملية احتجاز الرهائن، في حين حتى المنظمات اليسارية وضعت خلافها مع الدستور الجديد جانباً وانضمت إلى الحماس المناهض للإمبريالية في مسعاها لاحتلال "عش الجواسيس".

فشلت محاولات تسليم الشاه للمحاكمة وتوفي في مصر بعد حتى منح حق اللجوء فيها من قبل الرئيس المصري أنور السادات، قبل مرور سنة على احتجاز الرهائن. دون حتى تؤدي وفاته إلى بتر فتيل الأزمة.

محاولة انقلابية فاشلة

في تموز / يوليو1980 اجتمع زبيگنييڤ بريجنسكي مستشار الامن القومي بالملك حسين ملك الاردن في عمان لمناقشة خطط مفصلة يرعى من خلالها الرئيس العراقي صدام حسين تقديم انقلاب في إيران ضد الخميني. الملك حسين كان اقرب حلفاء صدام في العالم العربي، أدى دور الوسيط أثناء التخطيط. الغزوالعراقي لإيران سيكون تلبية لدعوة من الضباط الإيرانيين الموالين الذين يخططون لانقلاب أوانتفاضة فيتسعة تموز/يوليو1980 (في عملية أطلق عليها اسم : نوجة، تيمناً باسم قاعدة جوية في همذان. تم تنظيم الضباط الإيرانين بواسطة بختيار شابور الذي فر إلى فرنسا بعد تسلم الخميني للسلطة، لكنه كان يدير العمليات من بغداد والسليمانية في الوقت الذي تم في اللقاء بين زبيغنيووالملك حسين. على أي حال فقد تسربت أنباء الخطة إلى الخميني عن طريق عملاء سوفييتيين في فرنسا وباكستان وأمريكية اللاتينية. وسرعان ما تمكن الرئيس الإيراني أبوالحسن بني صدر من تطويق قرابة 600 من الضباط وأعدم كثيراً منهم، واضعاً نهاية حاسمة لخطة نوجة للإنقلاب. وسيقرر صدام إتمام المخطط بدون معونة الضباط الإيرانيين، فيبدأ بذلك حرباً ضروساً دامتثمانية سنوات عجاف حصدت أكثر من مليون قتيل ولم تبق ولم تذر.

الانظمة المجاورة والحرب بين إيران والعراق

أزعجت الثورة الإيرانية جميع زعماء العراق والكويت والسعودية ودول الخليج عموماً. فقد كان لظهور الراديكالية الشيعية وسيطرتها على حكومة دينية ودعوتها إلى إسقاط الأنظمة الملكية واستبدالها بجمهوريات إسلامية جميع ذلك كان أشبه بالكابوس بالنسبة للعرب السنة في الجوار الشيعي، فهناك أقليات شيعية في جميع تلك البلاد، (باستثناء العراق والبحرين حيث الشيعة هم الأغلبية). وضعت الجمهورية الإسلامية نفسها على أنها منارة للثورة تحت شعار "لا شرق ولا غرب" (أي لا نتبع نموذج الاتحاد السوفييتي ولا نموذج الغرب الأمريكي الأوربي). زعماء الثورة في إيران قدموا وطلبوا الدعم لقضايا الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، كمنظمة التحرير الفلسطينية، كوبا، الكفاح ضد العنصرية في جنوب أفريقيا، ودعت إلى الثورة لتغيير الظلم الاجتماعي والملكيات والتأثير الغربي، والفساد في الشر ق الأوسط وباقي أنحاء العالم. في هذه الظروف غزا العراق إيران في محاولة للاستحواذ على المناطق ذات الأغلبية العربية والغنية بالنفظ في الأحواز والقضاء على الثورة في مهدها. إلى غير ذلك بدأت حرب السنوات الثمان بين العراق وإيران، واحدة من أكثر الحروب دموية وتدميراً في القرن العشرين.

ومع المقاومة الشرسة تمكن المقاتلون الإيرانيون مع حلول عام 1982 من استرجاع جميع الأراضي التي تمكن العراق من احتلالها. ساهم الغزوفي توحيد الإيرانيين خلف النظام الجديد، ووضعوا خلافاتهم الكبيرة جانباً في لقاءة التهديد الخارجي. وباتت الحرب ذريعة يستخدمها النظام لقمع المجموعات المعارضة اليسارية المدعومة من السوفييت، بما في ذلك التعذيب والسجن غير القانوني.

أدراك صدام خطأه، وعرض على إيران هدنة. رفض الخميني، وأعرب حتى الشرط الوحيد للسلام "أن النظام في بغداد لا بد حتى يسقط ويجب حتى تحل محله جمهورية إسلامية". استمرت الحرب لمدة ست سنوات أخرى مع مئات الآلاف من الأرواح والدمار الكبير من الهجمات الجوية. ورغم حتى رجال الثورة فشلوا في تصديرها إلى العراق في نهاية الأمر إلا حتى الحرب كانت سبيلهم لتوطيد السيطرة على إيران.

نجح تصدير الثورة في مكان واحد، وهولبنان، حيث أدى السخاء الإيراني في تمويل حزب الله إلى إنشاء فريق سياسي وعسكري كبير، أولا في الحرب الأهلية اللبنانية، ثم ضد الاحتلال الاسرائيلي. ومع ذلك، لا يزال اعتماد حزب الله على إيران عسكريا وماليا شغلاً شاغلاً خصوصاً بعد الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان، بهدف القضاء على حزب الله في تموز/يوليو2006.

عندما نشبت الحرب أول الأمر نوقشت في الإدراة الأمريكية وأبدى البعض تخوفهم من فوز إيران، ودعوا إلى ضرورة خسارتها للحرب، اتىه الرد يجب حتى يخسر الطرفان، وهذا ما حصل.

لا يمكن إلحاق اللوم على طرف محدد واحد في هذه المأساة، ورغم الدور الأمريكي في التوطئة للانقلاب والإيحاء لصادم بأنه يخوض حرباً أمريكية، بدعم عربي، فإن إصرار الخميني على سقوط نظام صدام كان مراهنة في غير محلها. تسببت في قبوله آخر الأمر التوقيع على وقف إطلاق النار بقوله "إنني أوافق وكأنني أتجرع السم". التخوف الكبير من قبل الملكيات العربية في الخليج من انتنطق فكر الثورة ليهدد كراسيهم ساهم في غياب المنطق وإذكاء نار الحرب واستمرارها.

التأثير ما بعد الثورة

يتفق معظم المراقبين على حتى للثورة الإيرانية تراث مختلط.

دولياً، ينظر إلى الثورة الإيرانية على أنها المسؤولية عن بدء حقبة الأصولية الإسلامية، من حزب الله إلى تنظيم القاعدة إلى الجماعات الجهادية المتنوعة.

في إيران لقيت بعض أهداف الثورة العامة ـ خصوصاً القضاء على الفهمانية والنفوذ الاميركي في الحكومة - نجاحات معقولة. في حين حتى أهداف أخرى - مثل زيادة الحرية السياسية والمساواة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي وتثقيف الجماهير، والنزاهة والفعالية والكفاءة في إدارة الحكومة ـ لم تلاق مصيراً مشابهاً.

التذمر من الاستبداد والفساد الذي انتشر في عهد الشاه وحاشيته يوجه الأن ضد "الملالي في إيران". الخوف من البوليس السري السافاك حل محله الخوف من الحرس الثوري. على الرغم من بروز درجة من التمثيل الحكومي والانتخابات الديمقراطية في فترة ما بعد الثورة من حيث الهيكل السياسي، لكن البعض يتحدث عن انتهاكات لحقوق الانسان في النظام الديني تزيد عما كان يحصل في عهد الملكية. التعذيب والسجن للمخالفين، وقتل كبار النقاد أمر شائع، بالإضافة على سوء وضع المرأة، واضطهاد الأقليات، وخاصة أتباع الممضى البهائي، الذي أعرب أنه بدعة. تم إعدام أكثر من 200 من أعضاء الطائفه البهائية وسجن آخرون في حين حرموا الآلاف من فرص العمل، والمعاشات التقاعدية، والأعمال، وفرص التعليم.

لم يزدهر الاقتصاد الإيراني، الاعتماد على صادرات النفط لا يزال طاغيا. ولج الفرد يتقلب مع ثمن برميل النفط انخفض إلى ربع ما كان عليه في عهد الشاه. ارتفعت البطالة بين السكان من الشباب.

نظام الالتحاق بالغرب أوالتأثير الغربي مازال يصعب إزالته، فهويرجع من خلال الموسيقى والافلام والفضائيات. لقد ساهمت الثورة في عزل إيران عن العام، فنفيت من العالم الرأسمالي والعالم الشيوعي على حد سواء، محاطة بالعقوبات الاقتصادية التجارية من الولايات المتحدة الأمريكية وهي عقوبات مازالت مستمرة حتى هذا اليوم الذي تستعد في الدولتان لحلقة جديدة من اللقاءات على خلفية الملف النووي الإيراني.

منذ الثورة تطور النظام السياسي الداخلي. منذ عام 1997 ، مع مستوى مرتفع نسبياً (مقارنة بالمنطقة) من استخدام إلى الانترنت حيث بلغ عدد مستخدمي الإنترنت نحو7.5 مليون وهوأمر يجعل من الصعب وقف هذا التطور الداخلي المستمر من الفكر السياسي والتنظيمي، ولكن الحكومة تعمل بدأب على حجب المواقع الالكترونية السياسية والتحاليل الإخبارية الداخلية والخارجية".

مأثورات

Bernard Lewis has been quoted with reference to the reality of the revolution:

"This was indeed a revolution. The word revolution has been much used in the Middle East in modern times, to designate a whole series of coups d'état, palace revolts, assassinations, civil wars and the like. What happened in Iran, for better or for worse, was a real revolution, in the sense that the French Revolution and the Russian Revolution were real revolutions. And like them, the Iranian revolution had a tremendous impact in all those countries with which it shares a common universe of discourse, in other words in the Islamic world."

انظر أيضاً

• Timeline of Iranian revolution
• History of political Islam in Iran
• مجاهدي خلق
• ولاية الفقيه
• Persian Constitutional Revolution
• Persecution of Bahá'ís
• White Revolution
• 1979 energy crisis
• تاريخ إيران
• أزمة الرهائن في إيران
• Zahra Khanoum

قراءات اضافية

• Afshar, Haleh, ed. (1985). Iran: A Revolution in Turmoil. Albany: SUNY Press. ISBN 0-333-36947-5.CS1 maint: multiple names: authors list (link) CS1 maint: extra text: authors list (link)
• Barthel, Günter, ed. (1983). Iran: From Monarchy to Republic. Berlin: Akademie-Verlag. <!— ISBN ?? —>.CS1 maint: multiple names: authors list (link) CS1 maint: extra text: authors list (link)
• Daniel, Elton L. (2000). The History of Iran. Westport, CT: Greenwood Press. ISBN 0-313-30731-8.
• Esposito, John L., ed. (1990). The Iranian Revolution: Its Global Impact. Miami: Florida International University Press. ISBN 0-8130-0998-7.CS1 maint: multiple names: authors list (link) CS1 maint: extra text: authors list (link)
• Harris, David (2004). The Crisis: The President, the Prophet, and the Shah — 1979 and the Coming of Militant Islam. New York & Boston: Little, Brown. ISBN 0-316-32394-2.
• Hiro, Dilip (1989). Holy Wars: The Rise of Islamic Fundamentalism. New York: Routledge. ISBN 0-415-90208-8. (Chapter 6: Iran: Revolutionary Fundamentalism in Power.)
• Kapuściński, Ryszard. Shah of Shahs. Translated from Polish by William R. Brand and Katarzyna Mroczkowska-Brand. New York: Vintage International, 1992.
• Kurzman, Charles. The Unthinkable Revolution. Cambridge, MA & London: Harvard University Press, 2004.
• Ladjevardi, Habib (editor), Memoirs of Shapour Bakhtiar, Harvard University Press, 1996.
• Legum, Colin, et al., eds. Middle East Contemporary Survey: Volume III, 1978–79. New York: Holmes & Meier Publishers, 1980. + *Legum, Colin, et al., eds. Middle East Conte
• Milani, Abbas, The Persian Sphinx: Amir Abbas Hoveyda and the Riddle of the Iranian Revolution, Mage Publishers, 2000, ISBN 0-934211-61-2.
• Munson, Henry, Jr. Islam and Revolution in the Middle East. New Haven: Yale University Press, 1988.
• Nafisi, Azar. "Reading Lolita in Tehran." New York: Random House, 2003.
• Nobari, Ali Reza, ed. Iran Erupts: Independence: News and Analysis of the Iranian National Movement. Stanford: Iran-America Documentation Group, 1978.
• Nomani, Farhad & Sohrab Behdad, Class and Labor in Iran; Did the Revolution Matter? Syracuse University Press. 2006. ISBN 0-8156-3094-8
• Pahlavi, Mohammad Reza, Response to History, Stein & Day Pub, 1980, ISBN 0-8128-2755-4.
• Rahnema, Saeed & Sohrab Behdad, eds. Iran After the Revolution: Crisis of an Islamic State. London: I.B. Tauris, 1995.
• Sick, Gary. All Fall Down: America's Tragic Encounter with Iran. New York: Penguin Books, 1986.
• Shawcross, William, The Shah's last ride: The death of an ally, Touchstone, 1989, ISBN 0-671-68745-X.
• Smith, Frank E. The Iranian Revolution. 1998.
• Society for Iranian Studies, Iranian Revolution in Perspective. Special volume of Iranian Studies, 1980. Volume 13, nos. 1–4.
• Time magazine, January 7, 1980. Man of the Year (Ayatollah Khomeini).
• U.S. Department of State, American Foreign Policy Basic Documents, 1977–1980. Washington, DC: GPO, 1983. JX 1417 A56 1977–80 REF - 67 pages on Iran.

• Yapp, M.E. The Near East Since the First World War: A History to 1995. London: Longman, 1996. Chapter 13: Iran, 1960–1989.
• Freddy Eytan " France and the Iranian Revolution" [2]

مراجع وملاحظات

خط

• Amuzgar, Jahangir (1991). The Dynamics of the Iranian Revolution: The Pahlavis' Triumph and Tragedy: 31. SUNY Press.
• Arjomand, Said Amir (1988). Turban for the Crown: The Islamic Revolution in Iran. Oxford University Press.
• Abrahamian, Ervand (1982). Iran between two revolutions. Princeton University Press.
• Benard, Cheryl and Khalilzad, Zalmay (1984). "The Government of God" — Iran's Islamic Republic. Columbia University Press.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
• Graham, Robert (1980). Iran, the Illusion of Power. St. Martin's Press.
• Harney, Desmond (1998). The priest and the king: an eyewitness account of the Iranian revolution. I.B. Tauris.
• Harris, David (2004). The Crisis: the President, the Prophet, and the Shah — 1979 and the Coming of Militant Islam. Little, Brown.
• Hoveyda, Fereydoun (2003). The Shah and the Ayatollah: Iranian mythology and Islamic revolution. Praeger.
• Kapuscinski, Ryszard (1985). Shah of Shahs. Harcourt Brace, Jovanovich.
• Keddie, Nikki (2003). Modern Iran: Roots and Results of Revolution. Yale University Press.
• Kepel, Gilles (2002). The Trail of Political Islam. Harvard University Press.
• Mackey, Sandra (1996). The Iranians: Persia, Islam and the Soul of a Nation. Dutton.
• Miller, Judith (1996). God Has Ninety Nine Names. Simon & Schuster.
• Moin, Baqer (2000). Khomeini: Life of the Ayatollah. Thomas Dunne Books.
• Roy, Olivier (1994). The Failure of Political Islam. Harvard University Press. Text " translated by Carol Volk " ignored (help)
• Ruthven, Malise (2000). Islam in the World. Oxford University Press.
• Schirazi, Asghar (1997). The Constitution of Iran. Tauris.
• Shirley, Edward (1997). Know Thine Enemy. Farra.
• Taheri, Amir (1985). The Spirit of Allah. Adler & Adler.
• Wright, Robin (2000). The Last Great Revolution: Turmoil And Transformation In Iran. Alfred A. Knopf: Distributed by Random House.
• Zabih, Sepehr (1982). Iran Since the Revolution. Johns Hopkins Press.
• Zanganeh, Lila Azam (editor) (2006). My Sister, Guard Your Veil, My Brother, Guard Your Eyes : Uncensored Iranian Voices. Beacon Press.CS1 maint: extra text: authors list (link)

وصلات خارجية

• Islamic Revolution of Iran, Encarta
• The Iranian revolution, Britannica
• The Dynamics of the Iranian Revolution: The Pahlavis' Triumph and Tragedy

منطقات تاريخية

• The Story of the Revolution — a detailed web resource from the BBC World Service Persian Branch, devoted to the Iranian Revolution (audio recordings in Persian, transcripts in English).
• The Reunion — The Shah of Iran's Court — BBC Radio أربعة presents an audio program featuring reminiscences of the Iranian Revolution by key members of the pre-Revolutionary elite.
• Brzezinski's role in the 1979 Iranian Revolution, Payvand News, March 10, 2006.
• The Iranian Revolution.
• The Iranian revolution, Cyber Essays.
• The Islamic revolution, Internews.

منطقات تحليلية

• The Last Great Revolution Turmoil and Transformation in Iran by Robin Wright.
• Islamic Revolution by Bernard Lewis
• Islamic Revolution: An Exchange by Abbas Milani, Tomis Kapitan, Reply by Bernard Lewis
• What Are the Iranians Dreaming About? by Michel Foucault
• The Seductions of Islamism, Revisiting Foucault and the Iranian Revolution by Janet Afary and Kevin B. Anderson
• The Religious Background of the 1979 Revolution in Iran
• What Happens When Islamists Take Power? The Case of Iran
• Power? The Case of Iran The, Iranian Revolution by Ted Grant
• Class Analysis of the Iranian Revolution of 1979 by Satya J. Gabriel
• The Cause of The Iranian Revolution by Jon Curme
• History of Undefeated, A few words in commemoration of the 1979 Revolution By Mansoor Hekmat, Communist Thinker and Revolutionary

الثورة في صور

• iranrevolution.com by Akbar Nazemi
• Iranian Revolution, Photos by Kaveh Golestan
• Photos from Kave Kazemi
• The Iranian Revolution in Pictures
• Iranian revolution in pictures, BBC World

مؤسسات الحكم في إيران

انقر على أي من مؤسسات الحكم في جمهورية إيران الإسلامية

المصادر

• ويكيبيديا الإنجليزية.