الجلدكي
عز الدين أيدمر علي الجلدكي (ت. 1342 بالقاهرة) طبيب وكيميائي فارسي من خراسان. وهوآخر كيميائي مسلم واسع الشهرة.
ولد في جلدك، في خراسان، على بعد 15 كم من مشهد. نطق في كتاباته أنه قضى 17 عاماً في الأسفار بين العراق والأناضول واليمن وشمال أفريقيا قبل حتى يستقر في القاهرة حيث خط معظم مصنفاته.
يقول عنه أحمد شوكت الشطي في كتابه مجموعة أبحاث عن تاريخ العلوم الطبيعة في الحضارة الإسلامية: «إن الجلدكى من الفهماء المشهورين في فهم الكيمياء ليس فقط بين فهماء الغرب والمسلمين ولكن بين فهماء الكيمياء بوجه عام».
ويقول عنه إريك جون هولميارد في كتابه صانعوالكيمياء: «إن الجلدكي الذى قضى جزءا من حياته في القاهرة يعتبر بحق من الفهماء الذين لهم دور عظيم في فهم الكيمياء. واهتم الجلدكي اهتماما بالغا بقراءة ما خط عن فهم الكيمياء، فاتخذ من قراءاته وتحليله طريقة لبناء مسلك فهمي في فهم الكيمياء، وهذا ما يسمى بآداب فهم الكيمياء العربية والإسلامية، وقام الجلدكى بتجارب فهمية في حقل الكيمياء، وإن كان معظم عمله تحليليا، إلا أنه من الفهماء الذين يدين لهم فهماء العصر الحديث بالكثير».
اشتهر الجلدكى بدراسة تاريخ فهم الكيمياء، ومن سبقوه من الفهماء، فيقول عمر رضا كحالة في كتابه العلوم البحتة في العصور الإسلامية: «...إلا حتى الجلدكى يعد من أعظم الفهماء فهم بتاريخ الكيمياء وما خط فيها من قبله، وقد كان مغرما بجمع المؤلفات الكيميائية وتفسيرها، وكانت عادته حتى ينقل عمن تقدموه من المشاهير كجابر بن حيان، وأبي بكر الرازي فقرات كاملة؛ وبذلكقد يكون قد أدى لتاريخ الكيمياء في الإسلام خدمة جليلة، إذ دون في خطه الحديثة نسبيًا ما قد اندثر وضاع من خط سابقيه فكانت مصنفاته أفضل مصدر لفهم الكيمياء والكيميائيين في الإسلام».
له آراء مهمة في الكمياء منها: حتى المواد الكيميائية لا تتفاعل مع بعضها إلا بأوازن معينة، وهذا هوالمفتاح الرئيسى في قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائى، وتوصل أيضا إلى فصل المضى عن الفضة بواسطة حامض النيتريك، الذى يذيب الفضة تاركا المضى الخالص. ويذكر أ. ج. هولميارد في كتابه الكيمياء حتى عصر دالتن: «إن الجلدكى توصل وبكل جدارة إلى حتى المواد لا تتفاعل فيما بينها إلا بنسب وأوزان ثابتة».
ويضيف عبد الرازق نوفل في كتابه "المسلمون والفهم الحديث": «إنه وبعد خمسة قرون من وفاة الجلدكى أعرب العالم "براوست" قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائى ومنطوقه هونفس نظرية الجلدكى».
كما منح الجلدكي وصفا مفصلا لطريقة الوقاية والاحتياطات اللازمة من خطر استنشاق الغازات الناتجة عن التفاعلات الكيميائية، وهوبذلك يعد من أول من فكر في ابتكار واستخدام الكمامات في معامل الكيمياء. كما تفهم القلويات والحمضيات دراسة وافية وتمكن من تقديم بعض التحسينات على صناعة الصابون، وكما طور كيفية التقطير وهوأول من نطق إذا المادة تعطى لونا خاصا بها عند احتراقها.
اهتم بدراسة خواص الزئبق، وذلك لاعتقاده حتى جميع الأحجار أصلها يرجع للزئبق.
مؤلفاته
- كتاب "نهاية الطلب"، الذى يقول عنه جورج سارتون في كتابه المدخل إلى تاريخ العلوم: «يعد من أبرز الخط التى أنتجها العقل العربى؛ لما فيه من معلومات دقيقة مستندًا بذلك على إنتاج عمالقة فهماء الإسلام مثل: جابر بن حيان، والرازي».
- كتاب المصباح في فهم المفتاح يضم معظم ما توصل إليه من معلومات عملية، وهوخلاصة خمسة خط، هي:
- "البرهان في أسرار فهم الميزان"،
- "غاية السرور"،
- "نهاية الطلب في شرح المكتسب وزراعة المضى"،
- "التقريب في أسرار الهجريب في الكيمياء"،
- "كنز الاختصاص في فهم الخواص"؛ ترجم إلى عدد كبير من اللغات العالمية،
وله تواليف أخرى كثيرة ذكرها جورج سارتون في كتابه المدخل إلى تاريخ العلوم.
انظر أيضاً
- الكيمياء في العصر العباسي