الخروبة، شمال سيناء

عودة للموسوعة

الخروبة، شمال سيناء

الخروبة تقع منطقة خروبة شمال شرق العريش , وتمتد على مساحة صغيرة حوالى 4-5 كم2 , تبعد تبعد حوالى 12 كم شرق العريض في منطقة تعبير عن كثبان رملية

المسقط الجغرافى

تقع شمال شرق مدينة العريش بحوالى 12 كم .


الاهمية التاريخية

مسقط هام يشير على التواجد المصرى والسيطرة المصرية على هذا الاقليم فترات طويلة .

الأكتشافات الأثرية

  • قلعة عسكرية من الدولة الحديثة .
  • مسقط ادارى يبعد حوالى 400 م شمال القلعة العسكرية

الخامات الاثرية

عدد كبير من الفخار المحلى والمستورد .

تاريخ الحفائر والبعثات التى عملت بالمسقط

يعثة جامعة بن جوريون برئاسة البروفسور اليعازر د. اورين (1972-1982) .

قام بالتنقيب في هذا المسقط بعثة جامعة بن جوريون , حيث امكن الكشف عن مجمع هام لمواقع من عصر الدولة الحديثة في هذه المنطقة . وقد تم الهجريز في الحفائر على مسقطين يمثلان العمار الحربية المصرية طريق حورس الحربى , وكذلك نموذج لمبانى الحياة المدنية .

-المسقط الأول : (القلعة العسكرية) :

بالنسبة للمسقط الأول وهوالقلعة العسكرية , فقد كشف عنه ووجد انه يحيط به مجموعة من البقايا الاثرية , مثل افران صناعة الخبز واعداد الطعام .

وقد بنيت قلعة خروبة على مسطح كتلة رمال سوداء على حوالى ثلاثة آلاف متر مربع تقريباً , تتوسط الرمال الداكنة . ونجد ان البناء العملى للقلعة يمتد على حوالى 2500 م2 .

وقد بنيت قلعة الخروبة باطوال 50م X 50م على مسطح من الرمال ذات مدخل يقع في الشرق من السور الشرقى للقعلة , وسمك الاسوار 4م ومبنية بالطوب اللبن من الطفلة الرمال بالمنطقة ذاتها .

*فى الحائط الشمالى : في الركن الشمالى الشرقى للقلعة , يوجد كتف ضخم حيث يمكن انقد يكون قاعدة لبرج مراقبة .يعتقد ان المبنى جميعه يمكن انقد يكون ارتفاعه على الأقل 6م , وقاسات الطوب اللبن المستخدم 45X 22X 12 سم , هذا البناء يماثل تماماً البناء المحلى في مصر خلال عصر الدولة الحديثة . وذكر د. اورين بأنه ما شك في ان عملية المبانى الرسمية الأخرى والموجودة تحت مسئولية الادارة المصرية في طريق حورس قد تم توظيف حجم المبانى واسلوبها بكيفية تحمل شهادة تفوق على المشاكل الهندسية والادارة المحلية الممتازة . هناك الى جانب الالات والخامات الضرورية المشرفة على العمال , ولوعهدنا ان اسوار القلعة والبوابة وحدهم يحتويان على 50000 م2 من الطوب (بما يعنى 65 طوبة في المتر المربع) بدون ذكر عشرات الالاف من الطوب الذى يمكن الاحتياج اليه في المبانى في مساحات الحوائط .


والمدخل الوحيد للقلعة تعبير عن بوابة حوالى 13 X12 م تفتح في الحائط الشرقى للقلعة . ويبلغ طول ممر المدخل 16م وعرضه 3.70م , وقد انشئ ليسمح تماماً بمرور العربات الحربية , والكتفان البارزان اللذان يحيطان بالمدخلقد يكونان معغ البوابة وحدة دفاعية قوية مقاساتها 8مX13م . وطبقاً لما تم كشفه اثناء الحفائر بالقلعة يذكر المكتشف انه يعتقد ان الجزء الشرقى من القلعة عثر خالى من المبانى , وربما استخدم ذلك المكان اوالحيز لاقامة مخيمات للعسكر واماكن للعربات الحربية , وبينما لم تظهر أى بقايا مبانى في الجناح للعسكر واماكن للعربات الحربية , وبينما لم تظهر أى بقايا لطهى الطعام وحبوب متفحمة .

اما باقى الفراغ داخل المساحة الحائطية , فهى تحتوى على عدد كبير من الحجرات المتاخمة للحائط الخارجى , وتفتح داخل الفناء . هذه الحجرات بالرغم من انها كانت مزودة بوسائل راحة لساكنيها , فانها قد استخدمت لتخزين التجهيزات اوالطعام اوالمطابخ . فى الركن الشمالى الشرقى من القلعة :

توجد مساحة المبنى من الطوب اللبن بمقياس 3مX6م ويوجد واضحاً الدرج , ويؤدى الى قمة الحائط في هذا الركن من القلعة , والاكتاف البارزة بدون شك تخدم المكان كبرج للركن . الجناح الشمالى من القلعة يتضمن مجموعة حجرات وصوامع ومخازن وفناء صغير متاخم للسور وظيفته واضحة كمطبخ حيث كشف فيه عن سبعة افران , جميع واحدة قطرها حوالى 70سم وهذه الافران محفورة ومبنية في الأرض . اما الجناح الغربى للقلعة فقد بنى من مجموعة من الحجرات استخدمت كمكان للاقامة , وللتخزين , كما بنيت الارضيات من الطوب اللبن والدكة الطينية , ويعتقد ان الجناح الغربى استخدم للمعيشة والتخزين ونشاطات أخرى داخلية . وهذه الحجرات السابقة الصغيرة منها في حدود 12م2 , للمعيشة اوللمبيت , اما الاوسع ففى حدود حوالى 25م2 محتمل انها للوظائف العامة , اما الصالات الطويلة الضيقة فهى مستونادىت للتجهيزات (المعدات) والتخزين , بالاضافة الى بيت التخزين ذات الفناء الواسع التى بنيت في قبالة السور الخارجى للقلعة , وفوق ذلك مجموعة اخرى من الافران قد بنيت باقلرب من الحوائط . كما ان بقايا المبانى والارضيات تدل على ان اعادة استعمال تمت بهجريز للمبانى الاساسية .

كما شغل جزء واسع من الجانب الغربى ببقايا المبانى , منها مبنى من المجح انه كان لبعض الوظائف العامة , وربما مثل مركز ادارى , والمبنى محاط بحائط عرضه حوالى 1 متر , ويضم عدد من الحجرات الواسعة وفناء . وهذا المبنى قد دمر بحريق , والبقايا من هذا التدمير هى اكوام الطوب اللبن وفى أى حادثةقد يكون الحكم من خلال حفى المهملات الكثيرة والدفنات في اماكن المبيت . وقد اسفرت اعمال الحفائر عن الكشف عن ما يوضح هجرها , واستخدمت جزئياً في فترة لاحقة على تاريخ الاستخدام الاساسى . كما تم الكشف عن مايثبت فترة واحدة على الأقل لوجود تدمير في مبانى القلعة . وقلعة الخروبة فريدة سواء في حالتها الممتازة من الحفظ اومجموعتها الفنية من الفخار والدفنات , والتى مكنت الاثريين من تأريخ مواقعها المتنوعة , حيث يمكن الان التعهد على طرق بناء العمارة الحربية بدقة وعلى وجه سليم في طريق حورس بشمال سيناء , وكذلك مقارنته واختباره مع الحصون التى حددت في نقش الكرنك للملك سيتى الأول بالاقصر . حيث يوضح النقش حوالى 20 محطة منها احدى عشر منشآت حصينة من مختلف الابعاد والتخطيط قد ظهرت في النقوش .

كما ان بعض القلاع ظهرت صغيرة جداً ولها ابراج ركنية , والبعض الآخر يعتبر اوسع واكثر تعقيداً في التصميم – يظهر ان لهم غرض آخر . ووضع المدخل أيضاً يختلف في النقوش من حصن الى حصن . حيث مازالت هناك مناقشات فهمية حول ظهور الحصون في نقوش الكرنك وحقيقة حصون شمال سيناء وكيفية رسمها . ويعتقد في ضوء الدلائل التى ظهرت في الاكتشفات الخاصة بجامعة بن جوريون , وكذلك الاكتشافات المصرية بتل حبوة لبعثة المجلس الاغلى للآثار ان الفنان كان يعتمد على موديل اساسى للحصن اوحصن اساسى ثم يغير بعد ذلك بحرية , وهذا الاستنتاج عثر ما يؤكده في النقوش المصرية المعاصرة ورسوم الحوائط التى تصور الحملات العسكرية الى فلسطين . فى هذه المناظر , يلاحظ ان المدن المحصنة تماثل الحصون التى خططت وبنيت بواسطة الفنانين المصريين في شمال سيناء مما يؤكد ان المصرى استخدم نفس النموذج لمعالجة جميع من المدن الواسعة والكثيفة التحصين , مثلاً عسقلان في فلسطينوقادش في سوريا والقلاع والحصون الصغيرة والمتوسطة على طريق حورس فىشمال سيناء , حيث الحصون في نقوش الكرنك هوتكرار متواصل لنفس الوضع , استخدم ليظهر قليلاً اوكثيراً على طول نفس الخط , أى مسقط حربى خارج مصر . والاختلافات في احجام اوتخطيط القلاع لابد انه يعكس فقط رغبة الفنان للتنويع والحركة والاختلاف للمنظر اوحجم الفراغ المسموح لهجريبة المنظر . والمحصلة , الدلائل الاثرية التى اعطتها قلعة خروبة في ترادف مع باقايا من مبانى حصينة مماثلة سجلت في أى مكان في شمال سيناء , تتكامل مع الصورة المرسومة بواسطة المصادر الكتابية والنقوش المتعلقة بفاعلية النظام الحربى اوالعسكرى المصرى في شمال سيناء اوطريق حورس .


المسقط الثانى

فى مجمع خروبة وليس بعيداً عن القلعة , يوجد المسقط الثانى . وهومسقط مؤثر يضيف معانى لاعادة بناء الصورة للادارة المصرية في شمال سيناء في مسقط من مواقع طريق حورس , هذا المسقط يبعد حوالى 400م شمال القلعة اوالحصن وقريباً من خط الساحل , ويقع في وسط الكثبان الرملية الساحلية , وفى الحقيقة فإن معظمه دفن تحت سلسلة تلال ضخمة من الكثبان الرملية , بعض هذه الكثبان يرتفع اكثر من 20م , الحدود الاصلية للقرى اوالمستوطنات غير معروفة , لكن بقايا المبانى والمتبقى من الفخار اعطى فكرة ان المساحة تغطى اكثر من 24000م2 , اكتشف من هذه المساحة حوالى 2000م2 , وقد تم تحديد ثلاثة وحدات مبانى :

  • مجموعة من المخازن في وسط المسقط .
  • مساحة حائط واقى به فتحات منها السهام في الشمال الغربى .
  • منطقة صناعية في الشرق .

التصميم اوالتخطيط متماثل , وحوائط المبانى رصت بعناية . الملامح التصميمية والمعمارية مصرية خالصة من حيث تصميم المجموعة , وطريقة البناء وحجم الطوب . مجموعة المخازن في وسط المسقط يتضمن سلسلة من الصالات الطويلة والتى تفتح في وسط فناء حجمه 20مX15م , الفناء ينقسم في الوسط بحاجز حائطى رفيع ومحاط بحائط آخر سمك طوبة واحدة رفيعة . الصالات في المخزن ابعادها 10مX3م , وارضيتها من الطوب , والحوائط ذات دهان جصى جيد , وهى من طوبة واحدة سمكها 36سم وتحتفظ بارتف6اع حوالى 1 متر .

توجد اكوام من الطوب المتساقط وقطاعات كاملة تخص باقيا المنشآت الكبيرة التى بين المخازن , والحطام كلها مستقرة في الرمال بعد ان هجر المسقط . ارضية المخازن عليها اكوام من طبقات الحبوب المتفحمة , ومثلها توجد في الفناء امامهم حيث تعتقد بعثة جامعة بن جوريون التى اكتشفت المكان انها تناثرت من كيس من اكياس الحبوب اثناء شحنها اوتحميلها . انواع من الحجرات والمقصورات الصغيرة ترقد الى الشرق والجنوب والغرب من المخازن , كثير منها ارضيتها معبدة بالطوب . يحتمل انها قد استخدمت كسكن اومبانى ادارية اواماكن حفظ (ارشيف) , فتحات الحجرات دائماً محاطة من الجانبين بمبانى متماثلة من اكتاف من الطوب ذات اركان مستديرة , حددت بطبقة رفيعة من الجص . الاكتشافات في الجناح الشمالى الغربى هوتعبير عن بناء حائط دفاعى طوله على الأقل 25متر , مغطى بطبقة من الجص رقيقة , كما كشفت عن مقاعد طوب مدهون بالجص بنيت لقاء الحوائط , والبناء الداخلى مقطوع بحوائط كتفية رفيعة . بقايا الطوب المتساقط متراكم حتى ازدياد 1.5متر .

ويعتقد ان المسقط من الممكن لم يكن محصناً , ويدعم هذا الاقتارح حقيقة ان حوائط هذه المبانى كانت غير سميكة , وهى تشكل حدود المسقط من الناحية الشمالية , وليست ذات غرض دفاعى . ويقول دز اورين ان واحد من اهم الاكتشافات في المقوع هوالمنطقة الصناعية والتى تحتوى على ورش صناعة الفخار – وهذه المنطقة منفصلة عن باقى المستوطنة اوالقرية ببناء حديث قاطع من الطوب , بدون شك ليمنع تلوث المخازن ومنطقة الخدمات من الدخان الدائم المنبعث من الافران .


اما مسقط الورش في النهاية الشرقية للمكان تعطى شعوراً بأن الرياح السائدة في شمال سيناء هة شمالية غربية الى جنوبية شرقية , وبذلك تحمل الهواء الملوث خارج المستوطنة , وهذا الاكتشافات جعل من الممكن التتبع التفصيلى لكل الطرق والاجراءات التى تتم في افران صناعة الفخار , وتتضمن تحضير الطفلة (الطين) , وتشكيل الاوانى وحرقها في الفرن . ان اكتشاف افارن الفخار من الدولة الحديثة ساعد على فهمنها تكنولوجيا صناعة الفخار في هذه الفترة في شمال سيناء وفى الحقيقة في مصر كلها . اما الجزء الشمالى للحى الصناعى كان مشغولاً بمجموعة من المعسكرات التى تخدم في جميع الاحتمالا تخزين الطينة .

(كانت الطفلة تحضر الى المكان خزان ماء , وفى النهاية تلين تحت ارجل الخزاف حتى يصبح قوامها مرن اومطاط , ويمكن بسهولة تشكيلها على عجلة الخزاف) . ان الاضافات الكثيرة والابنية التى اعيدت في هذه المستوطنة اوالقرية تفترض ان الاستعمال المكثف للمكان اعطى الغرض للاحتايج المتكرر للتعديل والصيانة والترميم . وقد كشف في مسقط الخروبة عن مسقطين لصناعة الفخار والافران المكتشفة توضح نوعية أخرى من النشاط عن الاستخدام الحربى للمسقط على طريق حورس الحربى القديم . وبدراسة الافران المكتشفة اصبح هناك فكرة واضحة عن النماذج والاشكال التى تم الكشف عنها بالمسقط والمصنعة محلياً بالخروبة شمال سيناء .

المنقولات من مسقط الخروبة

اما بالنسبة لما عثر من اشياء منقولة مثل الفخار اوالخزف والزجاج , فقد عثر من حطام الاوانى المتبقية , انها صنعت اما من طين الدلتا اوطينة ذات مكونات كلسية (عالية الجير) , هذه الاشكال التى كشف عنها بالمسقط تمثل الشخصية المصرية في صناعة الفخار . ويعتبر فخار (خروبة) ذواسلوب استنتج مباشرة من الفخار المصرى , ونجد منه الاشكال المتنوعة للبتر الفخارية وخاصة الاوانى , والبتر الفخارية تتكون من حامل طويل ذوازدياد له قاعدة تشبه المزمار مع قمة على شكل سلطانية , واوانى الزهور ثقيلة ودائماً قاعدتها مثقوبة وكذلك الجرار المصرية .

كما كشف بالمسقط على صومعة من الفخار عليها خرطوش كبير باسم الملك يستى الثانى ( 1216 ق.م – 1210 ق.م) . وبقايا بتر الاوانى الفخارية وخاصة التى عليها نقش خرطوش الملك سيتى II تماثل ما كشف عنه بواسطة فلندرز بترى على ارضية البناء الخارجى لمقر الحكم في (تل الفرح) . ووجود هذه الاوانى بدون شك يوضح خاصية الادارة في شمال سيناء وجنوب فلسطين ويحمل مرشد على تواجد الادارة والسيادة المصرية على هذه المناطق في تلك الفترة من عصر الدولة الحديثة .

أهمية الكشف عن قلعة الخروبة على طريق حورس

الدلائل الحديثة والاكتشافات بالخروبة تدل على ان التواجد المصرى على طريق حورس له دلالة على سيطرة مصر على هذا الاقليم فترة اطول مما كان معتقداً , ولاشك ان الشبكة المصرية في شمال سيناء وظفت بشكل احسن خلال أيضاً الأسرة 20 حيث اعطت الحالة التى وجدت عليها قلعة خروبة من التفكك . جزء من مبانى القلعة من الممكن خدمت كمركز ادارى لهذه الفترة , وفق ذلك اجزاء أخرى من القلعة استخدمت عملاً قبور تتسع لعد جثث ودفنات , وقد سدت البوابة الرئيسية مما يعنى ان المسقط قد هجر جزئياً .

-الاكتشافات من شمال سيناء الان تكمل تلك التى من كنعان تماماً وتؤيد الدلائل من الوثائق المصرية لفترة أسرة الرعامسة فيما يتعلق بسيطرة مصر على أغلب الطرق السريعة في كنعان، كما في مناجم جنوب سيناء الغربية. -أيضاً وان الاكتشافات من شمال سيناء تكمل مسيرة الصورة من الوثائق المصرية مثل بردية انسطاسي 6.5 من أواخر الأسرة التاسعة عشر , فيما يتعلق بالسيطرة على طريق حورس .

-وقد اصبح واضحاً الان ان اغلب نظم التحصينات المصرية بنيت في الأسرة 19 , الفترة التى ذكرت بواسطة نقوش الكرنك لنظم الاصلاحات على طريق حورس بشمال سيناء تحت حكم سيتى الأول. ووجدت صهاريج من الفخار في قلعة (خروبة) باسم سيتى الثاني.

-ان الدلائل الحديثة في شمال سيناء والدلائل المكملة لها من مناجم الفيروز والنحاس في جنوب سيناء وفى العربية من مواقع غرب النقب ووادى الأردن ضحضحت المناقاشات التى زعمت بأن مصر قد مرت بفترة فوضى فيما بين موت مرنبتاح وتولى رمسيس الثالثالحكم , وفقدت مصر وضعها المهم في ميدان الصراع وسيطرتها على كنعان , ان الكشوف تثبت ان مصر ما بقيت محافظة على قبضة مغلقة على شمال سيناء , وحضور قوى في كنعان تحت حكم سيتى II وارملته وخليفته (تاوسرت) .

-الاكتشافات الحديثة في شمال شرق سيناء والنقب الغربية اكملت صورة الادارة المصرية والنظام العسكرى في الاقليم الساحلى لشمال سيناء واثبتت النفوذ القوى للثقافة المصرية في هذا الاقليم .

كما ان الاكتشافات التى تمت بواسطة بعثة جامعة بن جوريون في "تل سيرا" على الضفة الشمالية من "نحال جيرار" قد كشفت عن مستوطنة من القرن 14-12 ق.م. , تحتوى على كمية كبيرة من الخامات المصرية . على وجه الخصوص مبنى ضخم بنى على الطريقة المصرية حيث الاحتمال الاكبر انها استراحات لحكام مصريين محليين اثناء فترة حكم رمسيس الثالث.

طبقات الحطام في هذه المبانى تتضمن مجموعة من السلطانيات ذات نقوش حروف مطبوعة باللغة الهيراطيقية تصف الطرق الادارية , نوعية المكاييل المتنوعة للقمح واذلى يمكن انقد يكون محصول اوجزية للحكام المحليين اوالمعابد . هذه الوثائق المرتبطة بمجموعة من البتر المصرية من الخزف والالباستر والفايانس والزجاج يمكن ان تدل على ان هذه المبانى مراكز ادارية مصرية .

إن تحليل مجموعة من الفخار من هذا المسقط اوضحت ان نسبة الخزف المصرى الى الكنعاني يختلف بشدة عن مواقع الأسرة 20، حيث في الأخيرة معظم المواد كانت كنعانية، وهذه النسبة مهمة لتحديد درجات التفاعل الثقافي المتداخل بين كنعان والدلتا المصرية في الأرض التى تعتبر المعبر لشمال سيناء.

-أيضاً اكتشاف المراكز الادارية على طول المواقع الحربية , اضافت بعداً لفهم الحكومة المصرية في شمال سيناء . فظهر ان هناك ارتباط بين النظام الحربى ونظام مراقبة بيروقراطى للتجارة لتجميع الاعمال والضرائب واشباع احتياجات العساكر في الحايمة وفى معسكرات الجيش , والتى تتوقف هناك لتزود بالمؤن اولتعسكر , عندما احتفظت القوات العسكرية بمركزها مرة ثانية لى الانطقيم التى كانت قد ضعفت من الأسرة 19 في هذه الفترة كانت كثير من المحطات هجرت وبعضها لم يستعمل ثانية , ثم بعد اعادة بناء النظام ظهر ان بعض المواقع اعيد تعيينها مثل قلعة خروبة بنيت اكثر من نصف كم من المراكز الادارى .

-ان التفاوت بين الأسرة 19 والأسرة 20 في كميات المكتشفات الكنعانية وترواحها بين التواجد القليل والكثير يعكس التداخل المتنامى منذ القدم بين كنعان ومصر , الاكتشافات في مواقع شمال سيناء اثبتت ارتباط شديد في فترات بالعمارة والخامات الثقافية للدولة الحديثة المصرية , تكنيك المبانى , وخرائط المسطحات , وفوق ذلك التخطيط المتماثل في اكثر المواقع المصرية الكثيرة مثل العمارنة وغراب , وملقطة في غرب الاقصر .

هذا التشابه يرجح انقد يكون هذا المسقط مركزاً ادارياً اوحكومياً في شمال سيناء , فالمجمع الادارى (فى العمارنة) و(ملقطة) كما في خروبة , جهز بمجموعة من المحلات لتخزين القمح (يبدوانه جمع كضرائب) والوحدات المعمارية في العمارنة احيطت بنفس حوائط ال enclosure الرفيع , وتكونت من محلات اومخازن مثل الصالات الطويلة التى اعدت في صفوف وتفتح في افنية فسيحة , هذه الوحدات المجتمعة تستعمل كأماكن اقامة , ممحرر واماكن حفظ ارشيف كما وانها مخازن غلال .

-أيضاً في توازى مهم للعمارة المصرية على حافة شرق الدلتا (النهاية الغربية لطريق حورس) اكتشف كليدا عام 1917 في (جبل الحسا) بين البحيرات المرة ومدينة السويس مبنى في (جبل الحسا) يتكون من ثلاثة صالات طويلة , واحدة منهم تحتوى على مقصورة خصصت للمعبودة حتحور والمعبود ست (وهم يحددوا شخصية الناحية الشرقية للمصريين) , المدخل لهذا المبنى من خلال فتحة صغيرة محاطة من الجانبين بكتفين غليظين , جميع واحد منهما يبلغ عرضه 2 متر , حجم المبنى وسمك حوائطه الخارجية تدل على انها لم تكن حصنا . اوانى الفخار الواسهة للتخزين انطمرت في ارضية الصالت الطويلة , كشف عن كثير من (الشقافات) للدولة الحديثة خصوصا في فترة سيتى الأول ورمسيس الثاني والى سجلت في هذا الجزء هى بترا نقطة مفيدة في طريقة بناء الحاجز (القاطوع) الخارجى والاستعمال الواسع للاكتاف الداخلية في جبل الحسا يمكن مقارنتها بتلك التى بمسقط المركز الادارى , وفى مسقط خروبة .


المصادر

المدخل الشرقي لمصرز يسرية عبد العزيز حسني القاهرة 2003

تاريخ النشر: 2020-06-04 15:46:53
التصنيفات: سيناء

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الغابون.. 24 قتيلا على الأقل جراء غرق عبارة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 06:17:27
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 88%

بنزيما يرفض دعوة مدرب المنتخب الفرنسي

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 06:15:14
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 39%

رياضي / القادسية يحقق كأس بطولة كرة الماء لفئة البراعم تحت 12 عام

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 03:29:42
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 61%

عام / حالة الطقس المتوقعة اليوم الأ ثنين

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 03:29:48
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

خبير: دول مجموعة السبع قد تخفض سقف أسعار النفط الروسي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 06:17:32
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 96%

اقتصادي / المؤشر الياباني ينخفض 0.29% في بداية التعامل

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 03:29:44
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

صدقة عن شهداء الواجب.. "الداخلية" توزع 7500 سلة مواد غذائية في رمضان

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 03:29:01
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

قطعة صغيرة من الشوكولاتة صباحًا تقوي القلب

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 03:28:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 70%

تقارير عن تسريب “منتج سري” لشركة آبل!

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 06:15:12
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 38%

رياضي / الأهلي يحقق كأس بطولة الغطس للأندية لجميع الفئات العمرية

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 03:29:46
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 68%

أزمة روسية أوكرانية في جزيرة بالي الإندونيسية.. ما القصة؟

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 03:28:49
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

الرئيس الصيني يدعو لعقاب صارم للقتلة في إفريقيا الوسطى!

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 06:17:24
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 96%

في يومها العالمي.. "السعوديون" ثاني أكثر الشعوب سعادة بنسبة 86%

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 03:28:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

العاهل السعودي يوجّه دعوة لرئيس إيران لزيارة الرياض

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 06:15:17
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية